NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

مكتملة منقول واقعية عربية فصحى بأمر الحب (للكاتبة تميمة نبيل) ـ مائة جزء

الفصل الحادي والأربعون


نادت أحلام من الداخل ٢ نقطة
, ( حاضر ٢ نقطة حاضر يا من تطرق الباب ، لحظة واحدة )
, وصلت الى الباب لتفتحه و الإبتسامة الحنونة ترسم محياها كما اعتادت ٢ نقطةلكن وما أن نظرت للزائر الغير متوقع حتى بهتت ابتسامتها ٢ نقطة ثم همست بخفوت
, ( مرحبا يا جاسر ٢ نقطة حمدا لله على سلامتك )
, ابتسم جاسر دون ود و هو يستند بكتفه الى إطار الباب ليقول ببرود
, ( متأخرة جدا يا أحلام ٢ نقطة لقد وصلت من فترة كبيرة )
, تركت أحلام الباب لتدخل وهي تقول بخفوت
, ( اعذرني ٢ نقطة فأنت لم تهتم للمجىء و زيارتي حتى الآن )
, دخل جاسر خلفها بتكاسل بينما القسوة تحفر قسماته ٢ نقطة فجلست أحلام برقةٍ الى أقرب أريكة وهي تنظر اليه بوجهها الحزين المرتدي ابتسامة باهتة
, قال جاسر بفظاظة
, ( كل حقوقك تصلك ٢ نقطة اليس كذلك ؟؟ )
, أخفضت أحلام عينيها وهي تأخذ نفسا هادئا ثم همست بشكرٍ باهت
, ( نعم يا جاسر ٢ نقطة لا تقلق )
, الا أن جاسر لم يهدأ و لم تلن ملامحه ٢ نقطة بل وقف أمامها كالطود الهائل و اضعا كفيه على وركيه ، وهو ينظر اليها بقسوةٍ ليقول بعد عدة لحظات بنبرةٍ خطيرة
, ( ماذا يفعل ابن رشوان بمجيئه الى هنا بين حينٍ و آخر ؟؟ ٢ نقطة )
, لم تهتز ملامح أحلام وهي تنظر اليه بترفع رافعة ذقنها و إباء ٢ نقطة ثم قالت بهدوءٍ
, ( يطمئن علي من فترةٍ لأخرى ٢ نقطةهل هناك مانع ؟ )
, أنزل جاسر يديه وهو يقترب منها بعنفٍ ليهدر
, ( هناك الف مانع ٢ نقطة بأي صفةٍ يتردد على البيت في غياب رجلٍ له ؟ ٢ نقطة كيف تصلني أخبار زياراته المتكررة له من أحد صبياني ؟؟ )
, مرة أخرى لم يرمش جفن لأحلام وهي تراقب جنونه ٢ نقطة لتقول بهدوء بعد أن انتهى
, ( لن أنزل من مستواي الى مستوى أحد صباينك و الذي ينقل لك أخباري ٢ نقطة لو كنت مهتما حقا لكنت جئت بنفسك لتسأل عني و تسألني بما أن الأمر يهمك الى هذا الحد )
, ضحك جاسر ضحكة خشنة وهو ينظر اليها بشراسةٍ و غضب
, ( هل تريدينني أن أترك أشغالي لآتي اليكِ و نتسامر كذلك العاطل ؟؟ ٢ نقطة لا تغيري الموضوع يا أحلام ، كيف تجرؤين على استقباله هنا و أنت بمفردك ؟ ٢ نقطة ماذا يقول أهل الحي عن سمعتنا ، ؟؟ ٢ نقطة بعد أن مات زوجك ٢ نقطة )
, قامت أحلام من مكانها منتفضة و هي تصرخ ببأسٍ مفاجىء لتقاطعه
, ( أخرس ٢ نقطة ولا كلمة أخرى ، كيف تجرؤ على توجيه هذا الكلام لي ؟؟ ٢ نقطة كيف تجرؤ ؟؟ )
, تراجع جاسر قليلا ٢ نقطة الا أن القسوة لم تغادره و رفض الإستسلام وهو يهتف بغضب
, ( فيما تجادلين ؟؟ ٢ نقطة لقد قللتِ من اسمي و اسم والدي في الحي كله ٢ نقطة )
, صرخت أحلام بقوة
, ( اخرس ٢ نقطة احلام سمعتها معروفة لدى الجميع ، و تلك اأفكار القذرة لا تتسرب الا لنفوسٍ قذرة أنا لا أعرفهم و لن أعرفهم يوما ٢ نقطة بيتي دائما مفتوح للجميع و لو كنت تأتي لرؤيتي بدلا من المال الذي يأتي به أحد رجالك ليرميه الي كالإحسان ٢ نقطة لكنت عرفت بأنني لا أسكن و حدي و أن الجميع يأتون للإطمئنان علي بعد وفاة والدك )
, رفع جاسر إصبعه مهددا وهو يهتف بجنون
, ( اسمعي ٢ نقطة هي كلمة واحدة ، ابن رشوان لو خطا بقدمه عتبة هذا البيت فستكون نهايته على يدي ،٢ نقطة يبدو انك نسيتِ ابنتك و تأقلمت في حياتك ناسية من هو ابن رشوان )
, مدت احلام يدها لتستند الى ظهر المقعد كي لا تقع بعد أن ارتخت ساقيها ٢ نقطة وهتفت بينما الغصة تخنق كلماتها
, ( اياك ان تذكر ابنتي ٢ نقطة لا احد منكم جميعا يجرؤ على ذكر طفلتي ٢ نقطة وماذا فعلتم انتم لها ؟ سوى ان اخذتكم ضعائنكم تجاه بعضكم ليتحول الامر لمبارزة بينكم ٢ نقطة فرصة و جاءت لتنتقمو مدعين الحزن على طفلتي ٢ نقطة )
, امتلأت عينيها بالدموع و اختنق صوتها بتحشرج بكاء وهي تتابع بكلماتٍ متهدجةٍ شاردة بعيدا ٢ نقطة
, ( طفلتي ٢ نقطة ، سنين و أنت تتقاتلون مرة ٢ نقطة و تتصالحون مرة ٢ نقطة كل منكم كان يفكر في مصلحته دون أن يسال احد عني أنا ٢ نقطة و طفلتي ٢ نقطة)
, شهقت باكية بقوة وهي تقول بصعوبة
, ( تظنون انكم اخذتم حقكم ٢ نقطة وماذا كان ؟؟ وممن ؟؟ ٢ نقطة من طفلة اخرى أتفقتم ان تتحمل الامر كله لترضو به ضمائركم ٢ نقطة بينما كل ما كان يشغل بالكم هي اعمالكم و تجارتكم و خسائركم ٢ نقطة )
, اخذت تبكي بصوتٍ خافت وهي تهمس في دنيا بعيدة عنه
, ( جاسر يتزوج حنين الصغيرة ٢ نقطة التي كنت اطعمها بنفسي مع نوار ٢ نقطة وهكذا حلت الامور يا احلام ، فليطمئن بالك يا أحلام ٢ نقطة جاسر يرحل و يترك حنين قبل زفافهم ، و اياك الاقتراب او التدخل يا احلام ٢ نقطة وهل عادت نوار بعد ذلك كله ؟؟ ٢ نقطة)
, نظرت اليه بغضبٍ يناقض دموعها التي اغرقت وجهها وهتفت بقسوة
, ( كنتم جميعا من بيدكم الحل و الربط ٢ نقطة انت ووالدك و حتى والدتك ٢ نقطة بينما أنا ٢ نقطة أنا ٢ نقطة تركتوني برفقة صورتها مهملة أنتظر الموت في كل لحظة ٢ نقطة و الآن تجرؤ على اخباري من يكون ابن رشوان ؟؟ )
, تابعت أحلام لتقول بقوة
, ( أنا سأخبرك من يكون ابن رشوان ٢ نقطة يكون الشخص الوحيد الذي أدرك المي و تجرعه معي قطرة قطرة ٢ نقطة وهو يحمل نفسه ذنبا لم يرتكبه أبدا ٢ نقطة في حق الطفلتين معا ٢ نقطة ليرد دين الطفلتين معا )
, كان جاسر قد بدا في التراجع تماما عن غضبه و قسوته عليها بعد ان سمرته بانهيارها ٢ نقطة الا أن جملتها الأخيرة جعلته يتنبه فجأة بكل حواسه ٢ نقطة ليقول بعد صمتٍ طويل
, ( ماذا تقصدين برد دين الطفلتين ؟؟ ٢ نقطة أتقصدين حنين ؟؟ ٢ نقطة وما دخله بها ؟ )
, قالت أحلام وهي تمسح دموعها بيدها و تنظر اليه بعينين نازفتين ألما و إتهاما
, ( مالك خطب حنين ٢ نقطة و أنا لم أحتاج للذكاء لأربط التوقيت بتوقيت رجوعك من السفر )
, نظر جاسر أمامه و من يراه في تلك اللحظة ٢ نقطة يعرف أن الشيطان قد اطلق سراحه ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, نظرت حنين الى اسمه المضيء في شاشة الهاتف ٢ نقطةاغمضت عينيها وهي تدعي عدم سماعه فربما يأس و تركها ، الا أن الرنين استمر و استمر ٢ نقطة
, زفرت بقوةٍ وقلبٍ مهموم ٢ نقطة ثم وضعت الهاتف على اذنها لترد بخفوت ٢ نقطة فوصلها صوته العميق هادئا ٢ نقطة هادئا جدا و خطيرا
, ( كيف حال صغيرتي التي تريد التحرر مني ؟ ٢ نقطة )
, أخذت حنين نفسا عميقا ثم ردت بضعف
, ( ماذا تريد ؟ ٢ نقطة )
, ضحك ضحكة خشنة ثم صمت ٢ نقطة فتوجست حنين قليلا الى أن قال بهدوء
, ( أمامك خمس دقائق لتكونين أمامي عند الباب الخلفي ٢ نقطة )
, استقامت حنين جالسة منتفضة في فراشها و هي تهتف برعب
, ( يا مجنون ٢ نقطة ليس ثانية ، ارحل من هنا حالا ٢ نقطةارجوك أنت تتلاعب بعمري بتلك الطريقة ٢ نقطةأرجوك )
, عاد جاسر ليضحك بخفوت ثم قال
, ( اردت أن اعوضك عن المرة السابقة ٢ نقطة سأحررك كما طلبتِ و دون شروط يا حنين ٢ نقطة حتى تدركين قيمتك عندي )
, عقدت حنين حاجبيها بشدةٍ وهي تهمس
, ( ماذا ؟ ٢ نقطة)
, رد جاسر بهدوء
, ( سألقي عليكِ اليمين و دون شروط ٢ نقطة سأستغل فرصة الثقة التي منحتها لي ، ٢ نقطة لأتقدم لكِ بعدها و نعقد قراننا رسميا )
, أمسكت حنين بالهاتف بيديها الصغيرتين معا ٢ نقطةوقالت بترجي
, ( هل تتكلم بصدق يا جاسر ؟ ٢ نقطة)
, رد جاسر مباشرة
, ( هيا انزلي ٢ نقطة سنذهب الي بيتنا حيث ينتظرنا هناك اثنين من رجالي و هما كاتمي اسرار فلا تخافي ٢ نقطة )
, ظلت حنين متشبثة بالهاتف طويلا و هي لا تكاد تصدق نفسها ٢ نقطة هل سيحررها بالفعل و بدون شروط ؟؟ ٢ نقطة هل بالفعل لديه بوادر انسانية ؟؟ ٢ نقطة
, همست حنين بتلعثم و انفعال
, ( و لماذا البيت ؟؟ ٢ نقطة انه بعيد يا جاسر أرجوك ٢ نقطة أيمكن أن يتم هذا أمام الباب الخلفي حتى لا اخرج من البيت ؟ )
, سمعت ضحكة عالية بينت لها مدى غبائها ٢ نقطة فعضت على شفتها وهي لا تعلم كيف التصرف ، الى أن سمعت صوته مطمئنا
, ( تعالي ولا تخافي ٢ نقطة الم أعيدك في كل مرةٍ خطفتك بها ؟ )
, ارتعش جسدها من كلمة خطفتك ٢ نقطةالا أنها لم تطل التفكير ، فربما كانت الليلة نهاية عذابها ٢ نقطة لذا همست بتلعثم
, ( خمس دقائق و أكون عندك ٢ نقطة )
, ثم أغلقت الهاتف لترتدي أحد فساتينها القطنية البسيطة ٢ نقطة و بالفعل خمس دقائق و كانت تجلس بجواره في السيارة التي انطلقت بهما ٢ نقطة
, بعد حوالي النصف ساعة بقيادة جاسر المجنونة ٢ نقطة كانت حنين في ذلك البيت الساحلي الضخم الذي اتت اليه مرة من قبل
, ، دخل جاسر الي البهو الضخم بينما وقفت حنين عند الباب تتلاعب بأصابعها بتوتر ٢ نقطة فالتفت اليها جاسر مبتسما ناظرا الي عينيها نظرة بعثت رعشة في اطرافها ٢ نقطة
, ثم اشار اليها بسبابته لتتبعه للداخل ٢ نقطة فتبعته حنين بصمت الى أن دخل بها الي مكتبه ٢ نقطة
, دخلت حنين الى المكتب الخالي ٢ نقطة ثم التفتت الى جاسر تتلاعب باصابع يديها بعصبية وهي تهمس بقلق
, ( أين هما ؟؟ ٢ نقطة )
, لكن و قبل ان يرد ٢ نقطة داهمتها نفس الذكرى من عشر سنوات ٢ نقطة و كأنها ظاهرة رؤية نفس الموقف من قبل ٢ نقطة لكن مع اختلاف الأماكن ٢ نقطة
, وقفت متسمرة مكانها و عيناها تريان الذكرى بكل تفاصيها و الخوف يزداد على ملامحها تدريجيا ٢ نقطة الى أن قال جاسر بصوتٍ هامس مرعب
, ( حنيني ٢ نقطة حنيني ٢ نقطة الوقوع في نفس الفخ حماقة لا تغتفر ٢ نقطة )
, شهقت حنين عاليا و اتسعت عيناها ارتياعا و رعبا ٢ نقطةواخذت تتراجع للخلف بسرعةٍ وتعثر بينما هو يتقدم اليها ببطءٍ كنمر يستعد للقفز على فريسته٢ نقطة
, صرخت حنين برعب و قفزت تريد تجاوزه لتهرب الا أنه أمسكها في لحظةٍ واحدة ٍ ليحملها بين ذراعيه ضاحكا بشراسة ٢ نقطة ليتجه بها الى الأريكة و يلقيها عليها بفظاظة ٢ نقطة وحين حاولت النهوض و هي تصرخ و قد بدأت دموعها في الإنهمار
, كان وزنه الضخم قد ثبتها وهو يرفع يديها المتصارعتين فوق رأسها ٢ نقطة قاتلا اي أملٍ لها في النجاة ٢ نقطة
, أخذت حنين تبكي و تشهق عاليا و هي تترجاه بلغةٍ غير مفهومة من شدة الرعب ٢ نقطة الا أن جاسر بدا كالشيطان وهو ينظر لرعبها بتشفي ليهمس في اذنها ضاحكا بخفوت
, ( اذن ٢ نقطة السيدة خطبت لإبن عمها ٢ نقطة لكن هناك عقبة صغيرة ٢ نقطة أنها متزوجة ، لذا فلتضحك على مسامع الزوج المغفل بكلماتٍ ناعمة عن معنى الثقة لتتحرر منه ٢ نقطة اليس كذلك ؟؟ )
, أخذت حنين تبكي و تبكي وهي تحاول القاومة و التملص دون جدوى وصرخت برعب من بين بكائها العالي
, ( لا ٢ نقطة لا يا جاسر اقسم انني لم أكن لاتزوج مالك ، لقد فرضو الأمر علي ٢ نقطة وكنت صادقة حين طلبت منك طلبي و لم يكن مالك في حساباتي وقتها )
, الا أن ملامح جاسر لم تلن وكأنها لم تنطق أبدا ٢ نقطة بل نظر اليها مبتسما ابتسامةٍ شيطانية وهو منتشيا من كلِ ذرةٍ من مقاومتها اليائسة من تحت وزنه ٢ نقطة ثم همس بشر
, ( و سأتأكد من أن أحدا لن يكون في حساباتك بعد الآن غيري أنا ٢ نقطة )
, مد يده ببطءٍ متعمد ليحل أزرار ثوبها واحدا تلو الآخر فأغمضت حنين عينيها و صرخت عاليا ٢ نقطة عاليا جدا حتى شقت بصراخها عنان السماء
, ٢١ شرطة
, أغمضت عينيها عن مرأى عينيه الجائعتين و حبست دموع القهر خلف جفنيها المطبقين ٢ نقطة لا مجال لأن يتراجع الآن ، و لا سبيل لإيقافه ، لذا فلتقبل بالأمر المحتوم و هو لا يتعدى أكثر من ميتةٍ و السلام ٢ نقطة
, بينما أبى جسدها الإنصياع التام لافكارها الميتة رعبا فأخذ ينتفض بقوةٍ بين ذراعيه ٢ نقطة و الدموع الحبيسة ثقلت و ضغطت بقوةٍ على جفنيها لتنساب من تحتهما على وجنتيها ٢ نقطة
, وهدير أنفاسه يطوف في اذنيها يخبرها أنها له ٢ نقطة بحكمه ٢ نقطة بأمره ٢ نقطة و أن لا مهرب لها ٢ نقطة
, حينها تصاعد بكائها كشهقاتٍ خافتةٍ تتوالى مع انتفاض جسدها الضئيل ، و مع كل انتفاضة كان يضمها أكثر الى صدره و قد غاب عنفه مع استسلامها اليائس ٢ نقطة
, لم تدري كم من الوقت مر عليهما و حين ظنت الا أمل ٢ نقطة سمعته يهمس في أذنها بشوقٍ يستعر و غضبٍ لاهب
, ( ماذا حنيني ؟ ٢ نقطة هل قررتِ الاستسلام أم أن ذرة منكِ لازالت تقاوم قدرك ؟ ٢ نقطة )
, ازداد انطباق جفنيها بشدةٍ و تود لو تسد أذنيها كذلك لتوهم بنفسها بأنها بعيدة عما يحدث ٢ نقطة
, تشاهد فتاة أخرى أوقعها حظها البائس في قبضة الشيطان ٢ نقطةلتتأسف على حالها المحزن بفضل غبائها و ضعفها منذ أن وجدت في هذه الحياة ٢ نقطة
, لتبتعد بعدها لحياة اخرى مقنعة نفسها بأن لا دخل لها ٢ نقطة
, فقط فلتنتهي الدقائق و ربما الساعات السوداء لتبتعد عن تلك الفتاة ميتة الروح و الجسد و التي تستحق كل لحظة مرار تتجرعها ٢ نقطة
, و كانت شهقات بكائها تكذب استسلامها اليائس و هي تترجاه دون كلامٍ بأن يعتقها ٢ نقطة
, تتلقى منه عاطفة تخبرها بأن كل ما مضى بينهما كان لهوا ٢ نقطة بينما القيد الحقيقي هو ذلك الوشم الذي يدمغها باسم جاسر رشيد للأبد ٢ نقطة
, لم تدري أن تلك الفتاة الميتة قد دب فيها بصيص من روحٍ باهتة و أقصى ما استطاعته هو أن خرج توسل باكٍ لا يكاد يفهم أي حرفٍ من أحرفه من شدة الشهقات و النشيج الذي يشوهه
, ( ارجوك ٢ نقطة ارجوك لا تفعل ٢ نقطة اتوسل اليك )
, للحظاتٍ يائسة كانت متأكدة من أنه لن يتنازل حتى للرد تاركا لحظة تمر من لحظات تذوق انتصاره ٢ نقطة لكنها صدمت حين سمعت همسه الأجش وهو يهدر في اذنها
, ( هل ظننتِ حقا ٢ نقطة ولو للحظةٍ مجنونة ٢ نقطةأن بإمكانك التلاعب بي ؟ ٢ نقطة )
, تعالى بكائها و تنشج بمرارة محركة رأسها بقوةٍ من جانب لآخر وهي تختنق قائلة من بين نشيجها
, ؛( أقسم لك ٢ نقطة أقسم لك ٢ نقطة ارحمني أرجوك )
, اصبح النشيج صيحات بكاءٍ كبكاء ***ٍ تائه ٢ نقطة وهو يضمها بقوةٍ الى صدره و أنفاسه تشرف عليها من علو لتحرق جفنيها المطبقين بشدة ٢ نقطة و يده تستشعر قلبها الذي يخفق بصورةٍ مرعبة كأرنبٍ مذعور
, ثم شعرت باصابعه تلامس دموعها الغزيرة على وجنتيها ٢ نقطة و ارتجف قلبها و جسدها اكثر منتظرة تقرير مصيرها ٢ نقطة بعد مقاومةٍ عنيفةٍ استهلكتها لتتركها كجثةٍ مرتجفة ترتعش ٢ نقطة
, و حين تكلم أخيرا ٢ نقطة كان صوته الخطير المجنون يهمس ليفهمها مدى حماقتها
, ( لم أكن اريد أن أحصل عليكِ بتلك الطريقة ٢ نقطة صدقيني ، لكن أنتِ من أرغمتني على ذلك ٢ نقطة و عليك تحمل تبعات خداعك )
, عادت لتبكي مرة أخرى و هي تتخيل ما سيعقب تلك الكارثة ٢ نقطة وإن كانت قد سلمت بانتهاء حياتها الا أن خوفها الأفظع و رعبها كان مما سيلي ذلك ٢ نقطة كيف ستواجه مخلوقا بعد ما سيحدث ٢ نقطة
, لكن التفكير المرتعب لم يطل بها ٢ نقطة حين وجد همسه المخيف طريقه الى اذنها من جديد ليصدمها بقوةٍ في لحظةٍ حسبها بدقةٍ ليضرب ضربته ٢ نقطة
, (أتريدين أن أعقد قراني عليكِ رسميا قبلا ؟ ٢ نقطة )
, للحظاتٍ لم تستوعب ٢ نقطة و لم تفهم ٢ نقطة ام أنها كانت تتوهم ٢ نقطة وحين طال الصمت تجرأت و فتحت عينيها المتورمتين ببطءٍ الى أن أصبحتا على أقصى اتساعهما ٢ نقطة تشاركهما شفتيها المتورمتين و المفتوحتين تطلبانٍ نفسا مرتجفا أعمق ٢ نقطة
, اهتزت حدقتا عينيها و هي تنظر الي ملامح وجهه الجذابة كجاذبية القراصنة ٢ نقطة و عينيه اللتين تبرقانِ شرا و متعة و ٢ نقطة وغضبا ٢ نقطة
, نظقت أخيرا بهمسٍ مذعور لا يشبه صوتها
, ( هل ٢ نقطة هل ٢ نقطة هل تعني ما قلت ؟؟ ٢ نقطة )
, ظهر طيف ابتسامة اجرام على زاوية شفتيه ٢ نقطة وهو ينقل عينيه الجائعتين من عينيها المتسعتين الى شفتيها اللاهثتين وهو يمنعهما قسرا من التمادي في تلك اللحظة الحاسمة كي لا يفقد ذرة السيطرة الأخيرة على نفسه ٢ نقطة لتكون الحركة الأخيرة له و ينتهى من تلك المهذلة و التي طالت ٢ نقطة
, قال أخيرا بصوتٍ خافت متمنن ٢ نقطة وكأنه يمنحها اكثر مما تستحق
, ( أتريدين أن نتزوج رسميا ؟ ٢ نقطة )
, ودون وعي منها لم تنتظر ان يكرر السؤال للمرة الثالثة٢ نقطة و هي تهتف ببكاءٍ و توسل
, ( نعم ٢ نقطة أرجوك ٢ نقطة أرجوك )
, ازدادت التواءة شفتيه قليلا وهو يلتهم ملامحها المحمرة المتورمة و المبتلة بدموعها ٢ نقطة ثم حرك رأسه في شبه ٢ نقطة شبه ايماءةٍ تكاد أن لا تُلاحظ و كأنه يرضى مرغما و متمننا ٢ نقطة
, ثم قال بعد لحظاتٍ طويلة، احترقت فيها أعصابها ٢ نقطة بصوتٍ كالنار و الجليد
, ( حسنا ٢ نقطة أنتِ تربحين ، سأعقد عليك رسميا )
, و كأنها تعيش كابوسا لا قرار له ٢ نقطة شاهدته وهو يخفض رأسه ليطبع قبلة قوية على شفتيها لا تحمل العاطفة السابقة ٢ نقطة بل حملت طعما مختلفا و كأنه يدمغها أو يعاقبها ٢ نقطة
, ثم و بمعجزةٍ ما نهض عنها و هو يتناول قميصه الملقى أرضا ليرتديه بينما يحاول استعادة أنفاسه ٢ نقطة و كانت حنين كمن يشاهد مسرحيةٍ ساخرةٍ بسوداوية ٢ نقطة
, نظر اليها جاسر من علوه و قال بصوتٍ لا يحمل أي تعبير ٢ نقطة
, ( هيا انهضي ٢ نقطة سنعقد زواجنا في التو )
, استقامت حنين ترتجف بقوة و هي تجلس مرتجفة على الأريكة ناظرة اليه بذهول و عدم استيعاب ٢ نقطة هل نجت فعلا من امتلاكه لها قبل أن تحصل على عقدٍ رسمي ؟؟ ٢ نقطة كان كل ما يربطه بها هي كلمة يرفض أن يعتقها بها ٢ نقطة بكلمةٍ كان ليملكها دون رادع ٢ نقطة
, أما الآن فأفضل من الموت البطيء ٢ نقطة هو الموت السريع و يظل عقد الزواج أفضل من عدمه و أكثر اكراما لها ٢ نقطة
, رفعت ركبتيها ببطءٍ الي صدرها وهي تضمهما بذراعيها بقوةٍ و جسدها كله ينتفض بقوة ٢ نقطة فصدمها صوته من جديد وهو يقول بصرامة
, ( هيا يا حنين انهضي ٢ نقطة أم أنكِ غيرتِ رأيك ؟ ٢ نقطة )
, رفعت اليه عينين متورمتين مذهولتين وهي تراه يزرر قميصه ٢ نقطة وظلت ترتجف ثم استطاعت الهمس بصعوبةٍ أخيرا
, ( الآن ؟ ٢ نقطة سنعقد زواجنا الآن ؟؟ )
, نظر اليها جاسر بنظرةٍ جانبية سريعة ، ثم ابتسم دون مرح وهو يشيح بعينيه ليقول هادئا
, ( نعم ٢ نقطة على يد مأذون و شهود هذه المرة ٢ نقطةو ستمتلكين عقدا غير قابل للتمزيق )
, شردت حنين وهي تميل برأسها لتفكر ٢ نقطة بالخزي الذي كان سيلحق بها دون العقد الرسمي ، وذلك فقط لأنها أصبحت ناضجة ٢ نقطة
, أما منذ عشر سنوات لم يكن خزيا أن تتزوج بورقة ٢ نقطة مجرد ورقةٍ يمزقها أيا كان ٢ نقطة
, و الآن هو تقريبا يخيرها بين خزي امتلاكها دون العقد الرسمي ٢ نقطة و بين العقد الرسمي دون مباركة أهلها ٢ نقطة و في كلتا الحالتين لن تخرج من هنا سليمة ٢ نقطة لقد تقرر مصيرها ٢ نقطة
, ( هيا يا حنين ٢ نقطة )
, انتفضت بقوةٍ مع ندائه الصارم ٢ نقطة و نظرت اليه دون تعبير ٢ نقطة بل بتعبيرٍ مذهول قليلا ثم أنزلت يديها لتستند الى الأريكة و تحاول النهوض بصعوبة ٢ نقطة
, ( عدلي ملابسك ٢ نقطة )
, الأمر الخشن نفذ الى أعماقها فأصابها بصدمةٍ وهي تخفض نظرها الى ثوبها المشعث و المكشوف لتستدير بسرعةٍ عنه وهي تحاول احكام أزراره بأصابعٍ مرتجفةٍ أخذت منها ضعف الوقت المطلوب ٢ نقطة
, عادت لتلتفت اليه لتجده واقفا أمامها بهمجيته ٢ نقطة يخرق ظهرها بنظراته القاتلة ٢ نقطة فارتجفت شفتاها و كانها على وشكِ البكاء من جديد الا ان عيناعا المتسعتان لم تستطيعا الفكاك من عينيه الغامضتين ٢ نقطة
, اقترب منها ببطء ليعتقل ذراعها النحيل في قبضة يده ثم يجرهها من خلفه وهو يتجه الى السلالم ٢ نقطة تعثرت على الدرجات حتى كادت ان تقع اكثر من مرةٍ خاصة و ان ساقيها كانتا كالهلام من بعد الهجوم الصادم الذي تعرضت له منذ دقائق ٢ نقطة
, لكنها استطاعت الهمس بترجي و توسل
, ( الي ٢ نقطة الي أين تأخذني ٢ نقطة )
, لم يرد عليها الى أن وصل الى غرفةٍ من الغرف ٢ نقطة ففتحها ثم استدار الي حنين ليأسر عينيها المرتعبتين الزائغتين لعدة لحظات قبل ان يجذبها من ذراعها و يدخلها أمامه الى الغرفة والتي كانت غرفة نوم جميلة الطراز ذات سريرٍ مزين كبير في المنتصف ٢ نقطة
, فارتجفت أكثر تلقائيا و استدارت تبغي الهرب منه بأنينٍ مرتعب ٢ نقطة الا أنه كان كجدارٍ من خلفها فاصدمت بصدره الضخم الذي منعها من الهرب ٢ نقطة وطوقها باحدى ذراعيه بقوةٍ بينما مد الأخرى ليغلق الباب من خلفها ٢ نقطة
, أخذت حنين تحاول التملص منه وهي ترتجف بشدة هاتفة برعب و هي على وشكٍ البكاء من جديد ٢ نقطة
, ( أرجوك ٢ نقطة أنت قلت ٢ نقطة )
, قاطعها جاسر بكل عنجهيةٍ و ثبات ٢ نقطة وهو يضمها أكثر ليهمس فوق جبهتها الساخنة
, ( ششششش لا تخافي ٢ نقطة لقد قلت أننا سنتزوج رسميا أولا )
, لكن حنين كانت تشهق بصوتٍ يدمي القلب ووجهها مدفون في صدره ٢ نقطة فأخذ يربت على ظهرها مرارا لتهدأ ٢ نقطة دون أي احساس منه بالذنب و كأنه يعالج مريض بطريقةٍ حتمية حتى و إن تألم ٢ نقطة
, و بعد عدة لحظات مد يده ليرفع ذقنها ووجهها اليه ٢ نقطة و طال به النظر الي عينيها قبل أن يترك ذقنها و يمسك بكفها الصغير ليقودها الى درجٍ صغير في المنضدة الجانبية ٢ نقطة ففتحه وأمام عينيها الغير مستوعبتين أخرج قيد حديدي ٢ نقطة
, اتسعت عينا حنين وهي ترى القيد يتدلى من يده ٢ نقطة لتنقل نظرها المذهول منه الى وجه جاسر الهادىء الجامد ٢ نقطة
, لكن جاسر لم يمهلها وهو يعاود جذبها الي الفراش الواسع ٢ نقطة فدفعها برفق لتسقط جالسة على حافته بينما التقط يدها ٢ نقطة و أمام عينيها أغلق على رسغها أسورة القيد الحديدي ٢ نقطة وقبل أن يثبت الأسوارة الأخرى في أحد قوائم السرير ٢ نقطة كانت حنين تحاول أن تجذب معصمها منه باستماتة وهي تشهق هاتفة بخوف
, ( ماذا تفعل ؟ ٢ نقطة اتركني ٢ نقطة اتركنيييييي )
, الأ أن جاسر شدد قبضته على معصمها لينجح أخيرا في تثبيت الأسوارة الأخرى ٢ نقطة ثم نظر الي عينيها المذهولتين
, و قال
, ( لا تخافي هذا مجرد اجراء أمني ٢ نقطة لا أريد عند عودتي أن أجدك و قد قمتِ بعملٍ أحمق كالقفز من النافذة مثلا ، بعد كل العناء غالذي تكبدته ٢ نقطة لا يمكن أن أجازف بتركك لأذية نفسك في سبيل الهرب من زواجنا )
, هتفت حنين بمرارة و خوف
, ( لن أفعل ٢ نقطة لن آذي نفسي ٢ نقطة حل ذلك القيد يا جاسر ، هذا جنووون )
, وكانت تضرب يدها بقوةٍ وهي تجذب يدها ٢ نقطة الا أن جاسر أحكم يده على معصمها و انحنى اليها ليرفع وجهها اليه و ينظر لعينيها قائلا بهدوء
, ( لا تخافي ٢ نقطة دقائق و أعود لك ِ ، و سيكون معي المأذون و شاهدين من رجالي )
, ثم انحنى أكثر ليطبع شفتيه بعمق على فكها قبل أن يستقيم و يستدير للمغادرة ٢ نقطة فصرخت حنين بقوة
, ( جاسر ٢ نقطة جاسر ٢ نقطة )
, الا أنه خرج من الغرفة بسرعةٍ و أغلق الباب دون أن يسمح للضعف أن يسيطر عليه و يجعله يستدير اليها ٢ نقطة
, هل هو كابوس ؟ ٢ نقطة أم أنها النهاية المنطقية لكل انسانة ميتةٍ مثلها ٢ نقطة نالت الفرصة مرة لتنجو من مجتمع صارم ٢ نقطة لتضيعها مرة بعد مرة حتى انتهى الأمر بها هنا ٢ نقطة
, جالسة على فراشٍ غريب ، مقيدة به كالجواري ٢ نقطة تنتظر مصير أفضل قليلا من المصير الأول ٢ نقطة
, توقفت عن المقاومة تماما وهي تدفن يدها المرتجفة في حجرها ٢ نقطة و يدها الأخرى ممدة بجوارها ٢ نقطة
, جسدها ساكن ٢ نقطة الا أن صدرها هو من لا يزال في سباقٍ مع أنفاسها المنهكة ٢ نقطة حتى أن صوت لهاثها كان الصوت الوحيد الذي يعلو في هذا الوقت ٢ نقطة
, منتظرة ٢ نقطة منتظرة ٢ نقطة لا أمل في الفرار ٢ نقطة لقد انتهى الأمر ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, بعد فترةٍ طويلة أو قصيرة ٢ نقطة لا يهم حقا فقد اختفى احساسها بالزمن ، وجدت باب الغرفة يفتح ليدخل جاسر مبتسما بقسوة و لمحة ترقب ٢ نقطة يكاد يلتهمها بنظراته و كأنها كائن صغير نجح في اصطياده ٢ نقطةو ينتظر التهامه ٢ نقطة
, أغلق جاسر الباب خلفه و اتجه اليها ليخرج مفتاحا صغيرا من جيبه ٢ نقطة ثم تناول يدها و فتح اسوارة القيد ، وهي مستسلمة تماما وقد نال منها التعب مناله ٢ نقطة
, و جذب يدها لتقف أمامه ساكنة ٢ نقطة تنظر لعينيه باستجداء الى أن قال أخيرا بخفوت
, ( كل شيء أصبح معدا ٢ نقطة و نحن في انتظارك الآن )
, ابتلعت ريقها بضعف و دون أن تحيد بعينيها الكسيرتين عن عينيه ٢ نقطة همست بصوتٍ لا يسمع و أملٍ مات قبل أن يولد
, ( جاسر ٢ نقطة أتوسل اليك ، انتظر الى أن اخبرهم ٢ نقطة اقسم لك أنني سأقبل بك ، لم أعد أصلح لشخصٍ غيرك )
, ابتسم جاسر بقسوة ٢ نقطة و ارتجفت لمرأى الشر في عينيه ، و حينها أخفضت نظرها خوفا من نظراته التي ارسلت الرفض و استحالة الثقة فيها من جديد ٢ نقطة
, قال جاسر أخيرا
, ( لقد انتظرت طويلا بما يكفي حتى اعتقدم ان بإمكانكم خداعي و سلب ما يخصني ٢ نقطة و كان ذلك خطأ كبيرا ٢ نقطة ما أملكه ، يبقى ملكي الى أن أقرر العكس )
, سكتت حنين وهي تؤمن أن النهاية حلت و أن المصير قد تقرر و أنه قد آن الأوان ليحص جاسر على أملاكه التي اشتراها بثمنٍ بخس فيما مضى ، ٢ نقطة قال جاسر بعد فترة صمت طويلة
, ( هيا تعالي ٢ نقطة لقد جلبت لكِ ملابسا عديدة و أثواب ، افتحي الدولاب و انظري اليها ٢ نقطة )
, رفعت نظرها اليه دون أي تعبير أو مشاعر ، فحثها للذهاب الي الدولاب ٢ نقطة و فتحه لها ٢ نقطة لترى عدة أثواب قليلة معلقة ٢ نقطة لكن على ما يبدو أن اختيارهم كلف مجهودا ضخما لتناسبها ٢ نقطة
, ظلت حنين واقفة تتأمل الأثواب الملونة المتراصة أمامها كممثلين في مسرحيةٍ ساخرةٍ منها و مما آل اليه حالها ٢ نقطة
, كان جاسر هو المتقدم ليختر لها ثوبا أبيضا هفهافا ٢ نقطة ناعم بشكلٍ مؤلم ٢ نقطة ليفرده أمام كتفيها وهو ينظر اليها مبتسما بغموض ليقول
, ( هذا مناسب ٢ نقطة مناسب لعقد القران )
, نظرت الي الثوب الأبيض في يده ٢ نقطة ثم رفعت عينيها اليه وهي تهز رأسها نفيا بضعف لتهمس
, ؛( لا ٢ نقطة ليس مناسبا ٢ نقطة ليس مناسبا إطلاقا )
, لم يرد عليها جاسر للحظاتٍ طويلة ٢ نقطة لكن الأبتسامة تجمدت من فوق شفتيه ٢ نقطة و تصلبت عضلات فكه ، ليقول بعد فترة بجفاء
, ( ومع ذلك سترتديه ٢ نقطة هيا فلا وقت لدينا )
, أمسكت حنين بالثوب على مضض ثم رفعت عينيها اليه لتهمس دون حياة
, ( اخرج من هنا أولا ٢ نقطة )
, رفع جاسر رأسه و هو يضحك عاليا مما جعله الشيطان بعينه في نظرها ٢ نقطة و لم تتكلم الى أن انتهى من تسليته و نظر اليها مختتما ضحكاته ٢ نقطة
, ثم قال أخيرا مبتسما بعبث وهو يمد يده ليداعب ذقنها
, ( حنين ٢ نقطة لما هذا الخجل المفاجىء ، الذي لا داعي له ٢ نقطة أنتِ زوجتي مما يزيد عن عشر سنوات ، كنت في لحظاتٍ منها أقرب اليكِ من أنفاسك ٢ نقطة لا حبيبتي ، لا مجال لتركك قبل عقد القران و لن أدير ظهري فربما قررتِ ضربي على رأسي بشيءٍ ما )
, شددت حنين قبضتيها على الثوب بينما عينيها تلمعانِ ألما و انكسارا ٢ نقطة لكنها ذهبت ببطءٍ و ضعف الى نهاية الغرفة و بدأت في خلع ثوبها ٢ نقطة حينها توهمت أن شيئا ما ظلل نظرات جاسر لكنه استدار قبل أن تتاكد ٢ نقطة وهو يتشاغل بالنظر الي شاشة هاتفه مرة و ساعة معصمه مرة دون أن ينظر اليها ٢ نقطة مما أعطاها بعض الراحة الدخيلة على لحظات عذابها ٢ نقطة
, لحظاتٍ مضت لم يسمع فيها جاسر سوى حفيف انسدال الثوب ذو القماش الشفاف الهفهاف و بطانته الحريرية على جسدها الى أن انتهى الصوت ٢ نقطة فأخذ نفسا ساخنا عميقا قبل أن يسمع همسها الآتي من البعيد
, ( لقد ٢ نقطة انتهيت )
, رفع نظراته ببطءٍ اليها ٢ نقطة لتتسمر على المخلوقة الواقفة أمامه طويلا و قد احتبست أنفاسه في صدره دون أن يجرؤ على إصدار حركة ٢ نقطة كانت تبدو كمخلوق سحري ٢ نقطة ليست عارضة ازياء او ملكة جمال ٢ نقطة
, لكنها كانت تبدو بطلةٍ غريبة من الهشاشة و الإنكسار منحتها نعومة تفتت الحجر ٢ نقطة بشعرها الأسود الطويل النائم على كتفيها و ظهرها و تنفلت خصلاته الأقصر طولا على جانبي وجهها بحزن ٢ نقطة
, ومن تحته الثوب الأبيض الشفاف بمكرٍ دون أن يظهر جزءا من جسدها الصغير ٢ نقطة يضيق عند خصرٍ شديد النحول يستفزه ليطوقه بذراعيه رغما عنه ٢ نقطة لينسدل بعدها بإتساعٍ ناعم حتى كاحليها ٢ نقطة
, عيناها الزيتونيتان تنظرانِ اليه بإنكسارٍ يصرخ اليه ليداويه ٢ نقطة ووجهها الشاحب ببشرته الشفافة أكمل صورتها الأثيرية ٢ نقطة
, ابتلع جاسر غصة في حلقه وهو غير قادر على إبعاد عينيه عنها ٢ نقطة الى أن تنحنح قليلا وهو يقول بخشونة ٢ نقطة
, ( هيا لتعدلي شعرك المشعث ٢ نقطة )
, اتجهت حنين بصمتٍ و استسلام الى المرآة و ثوبها يتطاير بنعومةٍ حول ساقيها خلبت لبه ٢ نقطة
, أمسكت بالفرشاة الموضوعة أمامها و أخذت تمررها بشرود في شعرها الحزين وهي تتطلع الي صورتها طويلا ٢ نقطة كثيرا ما كلمت صورتها في المرآة و التي تكاد تكون صديقتها الوحيدة ٢ نقطة
, لكن الآن صديقتها كانت شخصا غريبا عنها تماما ٢ نقطة لا تعرفها اطلاقا ٢ نقطة و تقريبا كرهتها وودت لو تهرب منها ٢ نقطة
, اقترب جاسر منها ، ليقف خلفها تماما ٢ نقطة ومد يديه ليمسك بخصرها ، يتنشق رائحة شعرها لينخفض الى عنقها الناعم ٢ نقطة وهي كالتمثال تتفرج على صورتيهما في المرآة و لاحظت للمرة الأولى أنه قد بدل ملابسه بقميصٍ أسود و بنطالٍ يماثله مما جعله مظهره أكثر خطورة ٢ نقطة
, رفع جاسر عينيه الى عينيها في المرآة و تشابكا طويلا ٢ نقطة قبل أن يقول بخفوت
, ( أنتِ لا تقومين بذلك رغما عنكِ يا حنين ٢ نقطة )
, لم ترد عليه وهي تتطلع اليه في المرآة بصمت ٢ نقطة بينما تابع هو بصوتٍ أجش
, ( لقد ظُلمتِ كثيرا ٢ نقطة ولم يكن أنا من ظلمك ، فلا تبذلين جهدا في محاولة القاء اللوم علي )
, ٢ نقطة ظلت صامتة وهي تستمع اليه و هو يكمل بجوار اذنها ٢ نقطة
, ( سنوات طويلة ، كنتِ فيها لعبة يلهون بها و ينقلونها من يدٍ لأخرى ٢ نقطة حتى أن أحد لم يبذل جهدا للتأكد من تحررك بالفعل أم لا )
, ثم خشن صوته قليلا وهو يتابع
, ( و هذه المرة كدتِ أن تلقين بنفسك الى ما لا يحمد عقباه جزاءا على خدعتك الصغيرة ٢ نقطة في سبيل نيل رضاهم و مكانة لديهم و التي لم تكوني لتناليها أبدا ٢ نقطة لو أرادو لمنحوها اليكِ من قبل ٢ نقطة من سنواتٍ عديدة )
, لم تصدر عنها حركة سوى أن اهتزت حدقتاها ألما ٢ نقطة و ازدادت نبضاتها تصرخ دون أن يظهر عليها ٢ نقطة
, حينها أخذ نفسا عميقا و اعتدل في وقفته وهو يقول بحزم و قوة
, ( هيا لننزل ٢ نقطة فهم في انتظارنا )
, ثم مد يده ليمسك بكفها يقودها الى ٢ نقطة الى زواجهما الذي تأخر طويلا ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, جلست حنين ببطءٍ و ارتعاش وهي تضم قبضتيها ٢ نقطة تنقل نظراتها بين الحضور ، و المكون من المأذون و شاهدين خشنين مبتسمين لصاحب عملهما ٢ نقطة
, و كأنها مغيبة تماما ، تطير على سحابةٍ من الأوهام و الغفلة ٢ نقطة كانت تردد ما يسألها المأذون و يعيده عليها ٢ نقطة و عينيها أسيرتي عينيه ٢ نقطة عينيه تبرقانِ انتصارا و زهوا ٢ نقطة وكأنه سيبتلعها في دوامة نظراته الحارقة أثناء ترديده بصوته العميق المخيف
, و في لحظةٍ انتهى كل شيء ٢ نقطة مباركة و تهنئة و انتهى كل شيء ، هل هكذا تم توثيق الزواج ؟ ٢ نقطة هل حقا بمثل تلك البساطة ، انه حتى اسهل من المرة الأولى ٢ نقطة الأنها بلغت سن الرشد و أصبحت ولية نفسها ؟؟ ٢ نقطة دون أبٍ أو عم ٢ نقطة
, نهض الجميع ٢ نقطة و نهضت حنين و هي لا تكاد تشعر بشيء الى أن انصرفو و بقت هي مع جاسر ٢ نقطة
, وقفت تنظر اليه و ينظر اليها ٢ نقطة
, لقد حصل عليها أخيرا ٢ نقطة
, لقد أصبحت ملكه أخيرا ٢ نقطة لقد كانت ملكه منذ زمنٍ بعيد ، الا أن أحد الآن لن يجرؤ على الإنكار بكلمة ٢ نقطة خلال يومين ستصبح قسيمة الزواج في جيبه ٢ نقطة و أما هي ٢ نقطة فها هي في بيته و طوع يمينه ٢ نقطة
, اشتعلت نظراته اشتعالا ٢ نقطة و برقت بزهو المنتصر ، لم يكن يظن أن شيئا ما من الممكن أن يشعره بشعورٍ كالذي يشعر به الآن ٢ نقطة
, لقد حصل عليها ٢ نقطة و ابتسم بقسوة و انتصار مذهل ٢ نقطة
, همست حنين اخيرا بخوف و رهبة
, ( ماذا ٢ نقطة سيحدث الآن ؟ هل ٢ نقطة ستعيدني لأهلي الآن ؟ ٢ نقطة )
, ابتسم جاسر بأكثر شراسةٍ وهو يدخل يديه في جيبي بنطاله ينظر اليها نظراتٍ مفترسة ٢ نقطة و تركها للحظاتٍ تحترق أعصابها الى أن قال أخيرا
, ( بالطبع لا ٢ نقطة لن أتخلى عنكِ لهم كالمرة الأخيرة ، فقد ذقت الأمرين ٢ نقطة ستبقين معي و سنواجههم معا في الغد ، فإما أن يتقبلون زواجنا و إما فلهم حرية الإبتعاد عنا )
 
الفصل الثاني والأربعون


فتحت عينيها مع أول اشراقات الشمس فوق و جنتيها اللاهبتين ٢ نقطة للحظاتٍ لم تستوعب أنها تمكنت من النوم فعلا ٢ نقطة قد تكون نامت لعدة دقائق ٢ نقطة ربما ساعةٍ أو اكثر ٢ نقطة لكنها لم تعرف متى تحديدا تمكنت من الهرب الي سباتٍ عميق ٢ نقطة
, ظرت بتردد و بطءٍ الى الجانب الآخر من الفراش ، و اخذت نفسا مرتجفا حين تأكدت من خلوه ٢ نقطة
, نظرت الي سقف الغرفة و هي في حالةٍ من عدم الوعي ٢ نقطة لقد أصبحت زوجة عاصم رشوان بالفعل ٢ نقطة
, كيف تخيلت أنه سيتركها بعد ما فعلت ؟ ٢ نقطة و الأدهى أن خوفا غير مألوفٍ لديها حثها على محاولة الخروج من بيته على أقصى سرعة ، ليقينٍ بداخلها أنه لن يرحمها في تلك اللحظات التي كان غضبه يشع من عينيه ٢ نقطة
, ارتجفت صبا و ذكرى الساعات الماضية تطوف في ذهنها حاملة مشاعرا غريبةٍ و متناقضة٢ نقطة تكاد لا تعرف هل هو فعلا أحساس بالقهر أم أن شيئا آخر بدأ ينمو بداخلها رغما عنها لا تعرف له اسم ٢ نقطة
, سمعت أصواتٍ في الحمام الملحق بالغرفة فأدركت برعبٍ للمرة الأولى بأنها ليست وحيدة ٢ نقطة و أن ذلك الكائن الهمجي الذي اجتاحها ليلة أمس لازال موجودا و لم يتركها ٢ نقطة
, استقامت صبا في فراشها و هي تسرع قدر استطاعتها في التعديل من حالها ٢ نقطة وهي تفكر بالهرب منه من جديد ، الا أنها عادت و رفضت الفكرة و شعرت بمنتهى الغباء ٢ نقطة يجب أن تواجهه في لحظةٍ ما ٢ نقطة
, تتمنى فقط في تلك اللحظات لو كانت أمها على قيد الحياة ٢ نقطة فما أشد حاجتها اليها الآن ٢ نقطة
, فتح عاصم باب الحمام و أول ما رأته عيناه في لمح البصر ٢ نقطة هي صبا التي استيقظت و هي الآن جالسة شاردة متشنجة ٢ نقطة والتي انتفضت ما ان سمعت صوت فتح باب الحمام ، الا انها لم تنظر اليه و كأنه غير موجود ٢ نقطةبينما التشنج و التوتر تزايدا في هيئتها بوضوح ٢ نقطة ٢ نقطة
, تنهد بعمق دون أن يصدر صوتا ٢ نقطة لا يزال غاضبا منها ، غاضبا أكثر من غضبه منها في أي وقتٍ مضى ٢ نقطة
, لم يتخيل للحظةٍ أن تكون قد تنازلت و تزوجته فقط في سبيل الوصول الى أعدائها عن طريقه ٢ نقطة كان يعلم أنها لم تحبه بعد ، وأن الطريق مازال أمامه طويلا ٢ نقطة ليدربها على محاولة حبه ٢ نقطة و كان متأكدا من نجاحه في النهاية ٢ نقطة
, أما ما صدمه بالأمس هز كل ثقته و دمر معتقداته و غروره ٢ نقطة
, كان قد بدأ يظن أن استطاع الوصول الي نفسها ولو قليلا ٢ نقطة ابتسامتها أخبرته بذلك ٢ نقطة نعومتها و سكونها بين ذراعيه ٢ نقطة
, حتى أنها تعودت الا تنام بأمان سوى بين ذراعيه ٢ نقطة صحيح أنه كان يحترق اليها شوقا ، الا أنه بالرغم من ذلك كان يشعر بساعدة ٍ جمة لم يعرفها من قبل وهو يتطلع الى وجهها الناعم النائم على كتفه بأمان ٢ نقطة
, وهو بكلِ حماقة كان يظن أنه وضع قدميه على أول الطريق الى قلبها ٢ نقطة ليفاجأ بما رآه في الأمس ٢ نقطة
, تضاعف غضبه أكثر وهو يشعر بأن أعصابه بدأت تشتاق اليها وهو يراها بقميص نومها الأبيض ذي الأكمام المتفخة التي تغطي أكتافها فقط كأكمام أقمصة الأطفال ٢ نقطة
, ومع ذلك يبدو عليها أكثر إغراءا من أي شيءٍ رآه من قبل ٢ نقطة
, وغضبه نابع من إفساد تلك اللحظات التي انتظرها طويلا ٢ نقطة و بدلا من أن يتجه اليها الآن بكل شوقه و فرحه بها ، يظل واقفا من بعيد يشعر بالغضب و الإحساس بالغدر من ناحيتها ٢ نقطة
, بعد عدة لحظات أدرك أنه لا بد و أن يتجه اليها أخيرا ٢ نقطة رغم كل شيء ٢ نقطة و ان كان في الواقع يرغب في الانقضاض عليها ٢ نقطة
, اقترب عاصم ببطء ٢ نقطة فأصدرت خطواته على السجادة صوتا مكتوما ٢ نقطة جعلها ترتعش و تضم ذراعيها بقبضتيها أكثر ، بينما حدقتا عينيها تحركتا ناحيته بتوجس دون ان تلتفت برأسها اليه ٢ نقطة
, جلس عاصم بهدوء و بطء بجوارها على حافة الفراش ٢ نقطة فابتعدت تلقائيا الى الحافة الأخرى و هي تتجاهل وجوده تماما ، ٢ نقطة
, لاحظ عاصم بوجوم أن عينيها متورمتين من شدة البكاء بالأمس برغم من كل مراعاته لها على قدر إمكانه ٢ نقطة الا أن عندها الغبي جعلها ترفض بعقلها حتى و أن كانت قد استسلمت بجسدها ٢ نقطة
, قال عاصم بجفاء
, ؛( صباح الخير ٢ نقطة )
, لم ترد صبا عليه و هي تتنفس بصعوبةٍ أنفاسٍ ساخنة مريرة ٢ نقطة فقال عاصم دون مودة
, ( صباحية مباركة ٢ نقطة )
, أيضا لم ترد صبا عليه بل بدأت علامات القهر في الظهور على وجهها ٢ نقطة دون أن تعيره اهتمام ٢ نقطةفقال عاصم بلهجةٍ أكثر جفاءا
, ( هل ستلتزمين الصمت للأبد ؟ ٢ نقطة يجب أن تنطقين في وقتٍ ما )
, ازدادت المرارة في عيني صبا اللتان ضاقتا ٢ نقطة و هي تبتلع غصة كالعلقم في حلقها ٢ نقطةثم همست أخيرا بإختناقٍ و صعوبة
, ( أريد أن أبتعد عن هنا ٢ نقطة أريد أن ابتعد عنك و أعود لبيتي )
, تشنجت كل عضلات عاصم و ازدادت نظراته قساوة و هو يشعر ببوادر التهور من جديدي ٢ نقطة ليقول بصرامةٍ متشنجة
, ( هل عدنا من جديد لتهديدك الأحمق ؟ ٢ نقطة ألم يعلمك استفزازك لي شيئا ما ليلة أمس ؟ ٢ نقطة )
, انتفضت رأس صبا كالقذيفة و هي تلتفت لتنظر اليه بقهرٍ وغضب و دون إرادةٍ منها و ربما لأول مرة تنفجر بالبكاء بقوة وهي تتطلع الي عينيه القاسيتين ٢ نقطة
, للحظةٍ شعر عاصم بالمفاجأة و الوجوم من انفجارها الباكي من كلامه ٢ نقطة فحاول أن يهدىء من غضبه بداخله و أخذ نفسا عميقا ٢ نقطة ثم اقترب منها ليسحبها الي صدره رغم ممانعتها الشرسة ٢ نقطة الا أنه تمكن من تشديد ذراعيه حولها الى أن استكان رأسها على صدره أخيرا و هي تنتحب ٢ نقطة
, فأخذ عاصم يربت على شعرها الناعم وهو يقول بصوتٍ خشن
, ( لماذا البكاء الآن ؟ ٢ نقطة ما حدث أمر طبيعي و كان من المفترض منذ وقتٍ طويل ٢ نقطة )
, ازداد بكاء صبا دون أن ترد عليه ٢ نقطة فرفعها قليلا يهدهدها بين ذراعيه لتهدأ ، بينما مشاعره لا تزال في تناقض جبار ما بين غضبه منها و إشفاقه عليها ٢ نقطة و شوقه لها ٢ نقطة
, شعور واحد هو الذي لم يكن له وجود في غمرة مشاعره ٢ نقطة وهو الشعور بالندم أو الغضب من نفسه ٢ نقطة
, فلو عادت الأحداث به لتصرف بنفس الشكل من جديد ٢ نقطة فصبا زوجته وهي من تقبلت وجوده في حياتها دون أن يرغمها أحد على ذلك ٢ نقطة لذا آن الأوان أن تتقبل بحقوقه عليها من كل النواحي ٢ نقطة و أولها أن توليه الإحترام الذي يستحقه كزوجها ٢ نقطة
, أما بالنسبةٍ لما فعلته بالأمس ٢ نقطة فسيكون له تصرف آخر معها لاحقا ٢ نقطة لكن ليس الآن ٢ نقطة
, استطاعت صبا أخيرا الهتاف من بين بكائها و دموعها تغرق صدره
, ( لن أسامحك أبدا على ما فعلته ٢ نقطة أبدا ٢ نقطة )
, عقد عاصم حاجبيه و على الرغم من أنه لم يبعدها عنه الا أنه قال بغضب ٢ نقطة
, ( و لماذا ؟ ٢ نقطة لأنه تم بعد أن كشفت خداعك ؟؟ ٢ نقطة إن لم تخني ذاكرتي فقد كنتِ متعاونة جدا قبلها )
, عادت صبا لتبكي ٢ نقطة ثم أخذت تضرب صدره بقبضتها و هي تحاول الإبتعاد عنه و عن وقاحته و محاولته إذلالها الا انه لم يترك لها الفرصة و لم يبعدها عنه وهو يفشل جميع محاولاتها مكبلا ذراعيها ٢ نقطة وهو يهتف بصرامة
, ( كفى يا صبا و احترمي نفسك ٢ نقطة )
, هتفت صبا بإختناق من بين بكائها وهي تحاول مقاومته لتبتعد عنه
, ( عندما تحترم نفسك أنت أولا ٢ نقطة )
, ثم عادت لتبكي ٢ نقطة وكاد هو أن يهتف بشيءٍ يسمم به بدنها جزاءا على وقاحتها ٢ نقطة الا أن طرقا مفاجئا على الباب جعله يصمت وهو ينظر الي الباب عاقدا حاجبيه بغضب وهو يتسائل عن الشخص الذي اختار آخر وقت ممكن أن يتطفل فيه عليهما في تلك اللحظة ٢ نقطة
, فنادى عاصم بخشونة وهو يضع يده على فم صبا ليمنع صوت بكائها ٢ نقطة
, ( من ؟؟ ٢ نقطة )
, ليسمع الصوت الذي كان يخشاه بالفعل وهو يقول باشعاعات فرحٍ ظاهرة
, ( أنا يا عاصم ٢ نقطة افتح يا ولدي )
, كز عاصم على أسنانه بقوةٍ وهو يشتم أشخاصا مجهولين ٢ نقطة المهم أن يشتم ليفرغ شحنة الغضب و التوتر التي يشعر بها حاليا على بداية الصباح ٢ نقطة
, تمكنت صبا من نزع يده من على فمها بالقوة لتنظر اليه مذهولة ومرتعبة وهي تهمس
, ؛( لماذا أتت عمتي الآن ؟؟ ٢ نقطة هل أخبرتها شيئا ؟؟ ٢ نقطة انطق ، تكلم . هل أخبرتها شيئا ؟؟ )
, نظر عاصم اليها بغضبٍ و شراسة وهو يود لو يضربها أو يخنقها ٢ نقطة ثم همس هو الآخر بحنقٍ بالغ
, ( لم أخرج من الغرفة أساسا منذ ليلة أمس ٢ نقطة )
, احمر وجه صبا بشدة وهي تشيح بنظرها بعيدا عنه ٢ نقطة فتركها عاصم أخيرا لينهض من مكانه ليفتح الباب ، الا أن صبا أمسكت بيده وهي تهمس مترجية
, ( انتظر ٢ نقطة لا تفتح )
, همس عاصم بغضب
, ( كيف لا أفتح ؟ ٢ نقطة هو يوم واضح من أوله )
, ثم ترك يدها ليذهب الي الباب بينما حاولت صبا مسح دموعها بسرعة و تعديل ملامح وجهها ٢ نقطة و قلبها ينبض بقوة و قلق
, أخذ عاصم نفسا قويا ثم فتح باب الغرفة ٢ نقطة و للحظاتٍ طويلة وقف مسمرا بملامحٍ جامدة تبدو عليها علامات البطش وهو يرى أمه التي يقل طولها عن كتفيه واقفة وهي تحمل صينية هائلة المساحة ٢ نقطة متراصٍ عليها كل ما تشتهيه العين من الأطايب ٢ نقطة
, بينما وجهها يشع سعادة و توردا و ابتسامتها العريضة من الاذن للأذن تخبره بما لا يريد أن يصدقه ٢ نقطة و عينيها تضحكان من الفرح
, ابتلع عاصم ريقه وهو يقول بخشونة
, ( صباح الخير يا أمي ٢ نقطة ماذا تفعلين هنا ؟ ٢ نقطة أقصد لماذا تحملين كل هذا و تصعدين به ؟؟ ٢ نقطة كنا سننزل اليكِ حالا )
, عقدت الحاجة روعة حاجبيها دون أن تختفي ابتسامتها وهي تقول
, ( ابتعد أولا يا ولد ٢ نقطة الصينية ثقيلة )
, اسرع عاصم ليأخذ منها الصينية و هو يفسح لها الطريق على مضض وهو يتجه بنظراته الي صبا متعشما أن تكون قد عدلت من هيئتها ٢ نقطة ليرى أنها كانت واقفة في نهاية الغرفة كطفلة قامت بمصيبة ٢ نقطة
, رفع عاصم عينيه الي السماء وهو يهمس بداخله
, ( هو يوم واضح من أوله ٢ نقطة )
, ثم اتجه الى الطاولة الصغيرة ليضع الصينية عليها و التي فاقتها مساحة بالطبع ٢ نقطة ثم قالت الحاجة روعة و هي ترمق صبا بنظراتِ حبٍ فاقت حب الأيام الماضية كلها و هي تقول بمحبة
, ( أردت أن أدللكما اليوم و اجلب الفطور اليكما ٢ نقطة هل هناك مشكلة ؟؟ )
, قال عاصم و هو غير مرتاح أبدا
, ( شكرا يا أمي ٢ نقطة لم يكن هناك داعٍ لأن تتعبي نفسك بتلك الطريقة )
, نظرت اليه الحاجة روعة مبتسمة ٢ نقطة وفي لمح البصر امتلأت عينيها بالدموع حتى تشوشت الرؤية عندها وهي تقول مبتسمة بإختناق
, ( كيف لا أتعب نفسي ؟ ٢ نقطة )
, و ظلت تفرك في يديها وعاصم يرمقها بقلق و بحاجبٍ مرفوعٍ بتوجس ٢ نقطة لحظة ٢ نقطة اثنتين٢ نقطة وهو يهمس في داخله بترجي
, " لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة لا يا أمي لا تفعلي "٢ نقطة
, الا أنها لم تخيب ظنه وهي تفقد آخر ذرات ضبط النفس التي دربت نفسها عليها أثناء رحلة صعودها اليهما ٢ نقطة فرفعت يدا تظلل بها فمها وهي تنطلق بأعلى و أطول زغرودة سمعها في حياته ٢ نقطة
, أغمض عاصم عينيه يأسا ٢ نقطة بينما شهقت صبا وهي تغطي وجنتيها الحمراوين بكفيها وهي تهمس دون أن يسمعها أحد
, (؛ يالهي ٢ نقطة يالهي ٢ نقطة أريد الابتعاد عن هنا )٢ نقطة
, وما أن انتهت الحاجة روعة ٢ نقطة حتى كانت الدموع تغرق وجهها وهي تتجه الى عاصم لتجذبه اليها من كتفيه وهي تبكي و تحتضنه بقوةٍ قائلة بصعوبة
, ؛( مبارك لك يا ولدي ٢ نقطة فليجعلها **** لك زيجة العمر )
, نظر عاصم من خلف كتف أمه الي صبا الواقفة و كفيها على وجنتيها ٢ نقطة و رغما عنه شعر بالإشفاق على موقفها الحرج فهي لن تتفهم عادات الأمهات في الأحياء الشعبية أبدا ٢ نقطة و أن الخصوصية في تلك المواقف لا وجود لها لديهن ٢ نقطة
, تركته الحاجة روعة وهي تضربه في صدره لتتجه الي صبا لتحتضنها بقوةٍ و هي تبكي و تبكي ٢ نقطة بينما عادت صبا للبكاء من جديد وهي تدفن وجهها في كتف الحاجة روعة الرحب و هي تعوض عن غياب أمها ٢ نقطة
, بينما وقف عاصم بطوله الهائل ٢ نقطة واضعا يديه في خصره وهو ينظر اليهما و يشعر بأنه دخيل عليهما وهو الشعور المسيطر عليه بفظاعةٍ منذ الصباح ٢ نقطة وكل ما يفكر به " أنه يوم واضح من أوله "
, بعد فترة قصيرة من تنازل الحاجة روعة و نزولها ٢ نقطة فقد كانت تبدو كمن لا يرغب في تركهما أبدا ٢ نقطة الا أنها تنازلت أخيرا و نزلت لتوقظ حنين التي تأخرت على غير عادتها ٢ نقطة
, نزل عاصم بجوار صبا التي نزلت لا لشيء سوى لرغبتها في الإبتعاد عن تلك الغرفة ٢ نقطة لكن عاصم أبى أن يتركها تنزل الا بعد أن أرغمها إرغاما على أكل بضعة لقيمات حشرها بيده في فمها بقوةٍ وهو يقسم أنها لن تنزل الا حين تتناول شيئا ٢ نقطة فقد كان شحوب وجهها مخيفا ٢ نقطة
, وأعلى السلم أمسك بيدها بقوةٍ وهو يؤكد لها بتلك الحركة ملكيته لها ٢ نقطة
, لكن وما أن وصلا الى الطابق الأرضي حتى خرجت الحاجة روعة متعثرة و هي تبدو في حالة صعبة من الخوف و القلق لتقول وهي تلهث
, ( ادركني يا عاصم ٢ نقطة حنين ليست موجودة في البيت بأكمله )
, عقد عاصم حاجبيه وهو يترك يد صبا ليقول بهدوء
, ( اهدىء قليلا يا أمي ٢ نقطة ربما تكون في أي مكان ٢ نقطة فالبيت واسع )
, هزت الحاجة روعة رأسها وهي تضرب صدرها بيدها وهي تقول برعب
, ( حين دخلت غرفتها ٢ نقطة تبدو ٢ نقطة تبدو وكأنها لم ٢ نقطة لم تقضي الليلة فيها من الأساس )
, شهقت صبا عاليا وهي تضع يدها على وجنتها فالتفت اليها عاصم الذي اشتعل بداخله الجنون و القلق في لحظةٍ واحدة وهو يسأل صبا بصوتٍ مخيف
, (هل تعرفين شيئا عن هذا الأمر ؟؟ ٢ نقطة )
, هزت صبا رأسها نفيا وهي تهمس بخوف
, ( لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة لا أعرف أنها قد خرجت ليلة أمس )
, ازداد انعقاد حاجبي عاصم بغير استيعاب وهو يهمس
, ( وهل خرجت ليلا من قبل ؟؟ ٢ نقطة )
, ابتلعت صبا ريقها وهي تنظر اليه برعب مدركة ان ما كانت تخشاه قد حدث و أن حنين قد ضاعت للأبد ٢ نقطة
, قبل أن ترد عليه أخرج عاصم هاتفه بسرعة و بأصابعٍ ترتجف رغما عنه وهو ينوي أن يطلب أحد ٢ نقطة أي أحد ٢ نقطة لاعنا غباءه في سحب الهاتف من حنين حتى هذه اللحظة
, لكن و قبل أن يطلب رقم من يساعده ٢ نقطة رن هاتفه في يده فأسرع ليرد بقلق ٢ نقطة فوصله الصوت المجنون البغيض على نفسه وهو يقول بنعومة
, ( صباح الخير يا ابن رشوان ٢ نقطة )
, سكت عاصم عدة لحظات وهو يتنفس بصعوبةٍ قبل أن يهمس بهمسٍ خطير مرعب
, ( أين حنين ؟ ٢ نقطة )
, سمع ضحكة قوية من الجهة المقابلة قبل أن يتكلم ألد أعداؤه
, ( كنت أود أن أهنئك على خطبة أخيك ٢ نقطة الرشواني الصغير ، لكن للأسف لم تعد التهنئة ذات فائدة ٢ نقطة فالعروس قد تزوجت ليلة أمس ) .
, ٢١ شرطة
, نزلت أثير درجات منزلها بسرعةٍ ، تتعثر خطواتها شوقا للقياه ٢ نقطة فقد هاتفها بالأمس و أخبرا أن تعد أوراقها و أشياء أخرى متعددة لم تفهم منها بقلبها سوى أنها ستراه في الغد ٢ نقطة
, وها هو الغد قد أتى و ستراه ٢ نقطة منذ رأته في المرة الاخيرة و عرفها على حيه و على جزءٍ من حياته و هي تنتظر بجوار هاتفها تتأمل المرة المقبلة التي ستراه فيها ٢ نقطة
, فارسها على الفرس الأبيض ، تماما كما في الروايات ٢ نقطة ما أن يظهر في حياتها حتى يحل بوجوده كل أزماتها ٢ نقطة منذ زمن طويل لم تعرف معنى الطمئنينة بوجود شخص تستند لوجوده في حياتها سوى بدخول مالك اليها ٢ نقطة
, كانت تمسك بملف أوراقها في يدها ٢ نقطة تلفه بأصابعها بتوتر ٢ نقطةوهي تعد الثواني لحين وصوله ، وما أن طلبها على هاتفها ليعلمها بوجوده حتى جرت تتعثر على السلالم و شعرها الأشقر الواصل لكتفيها يتراقص من حول وجهها ٢ نقطة مما جعل منها صورة للحب بكل تفاصيله ٢ نقطة
, ما أن وصلت أثير الى بوابة بيتها ٢ نقطة حتى أبطأت من خطواتها تدريجيا الى أن توقفت خطواتها تماما وهي تمسك بقضيب البوابة لتراقبه لعدة لحظات خاصة بها وحدها ٢ نقطة
, فقد كان خارج سيارته مستندا الى مقدمتها بكل أناقة ٢ نقطة وهو ممسكا بهاتفه بين يده ينظر الي شاشته و يضغطها باهتمام ٢ نقطة
, "يبدو أنه يلعب أحد ألعاب الهاتف "٢ نقطة ابتسمت أثير بحنان وهي تتابع اهتمام ملامح وجهه الوسيم ٢ نقطة
, مالت برأسها تستند الى قضيب الباب وهي تشرد فيه بوله ٢ نقطة" لقد حصل المحذور ووقعتِ في حبه يا أثير "٢ نقطة
, تنهدت أثير بيأس وهي تستقيم في وقفتها ٢ نقطة بالرغم من أن في أعمق أعماق قلبها ، ينمو بصيص ضئيل من أمل يسبب لها كل تلك السعادة التي تشعر بها الآن ٢ نقطة
, فردت أثير ظهرها و اتجهت اليه بابتسامة أظهرت غمازتها العميقة ٢ نقطةو ما أن لمحها مالك حتى استقام وهو ينظر اليها مبتسما و لاحظت أن بريق جديد يضيء ملامحه ٢ نقطة شيئا ما يضيء نظراته و يشعرها بأنه نجح في تحقيق شيء ما ٢ نقطة
, أم أنها تتوهم فقط ؟ ٢ نقطةلكن شيئا ما في نظراته جعلها تشعر بانقباض مفاجىء ٢ نقطة
, لكنها كتمت هذا الشعور و دفنته عميقا و هي تنهر نفسها ، على انقباضها للمحة الأمل الجديدة في حياته ٢ نقطة ربما تكون تلك اللمحة خاصة بها ؟؟
, لكن لا ٢ نقطة لن توهم نفسها بلمس النجوم ، فهي متواجدة في حياته منذ فترة ٢ نقطة و تلك النظرة الجديدة تنبىء بأن خبرا ما أو حدثا سعيدا دخل حياته ٢ نقطة ها قد بدأت تهلوس و تفتعل القصص بالفعل ، يبدو أن الحب أحمق تماما كما يتغنى به الشعراء ٢ نقطة
, وصلت أثير اليه وهي تمد يدها بخجل ويدها الأخرى تحجز خصلاتِ شعرها المتناثرة خلف أذنها بتوتر٢ نقطة وجهها كالعادة يختار أسوأ اللحظات لينفجر احمرارا ٢ نقطة وهي تلك اللحظة الأولى عند مقابلاتهما ٢ نقطة
, حيث تحمر كتلميذة صغيرة في أول اللقاء ٢ نقطة وما أن تتباسط معه ، يعود وجهها الي طبيعته و كأنها تتعامل مع شخصٍ تعرفه منذ مولدها ٢ نقطة وكأن عمرها ألف عام ٢ نقطة
, مد مالك يده بتلقائيةٍ ليمسك بكفها الرقيق الناعم بكفه السمراء القوية ٢ نقطة وها هو التيار الدافىء يندفع في أوردتها مولدا احساس عذب يدفىء و يثلج قلبها في لحظةٍ و التي تليها ٢ نقطة
, قال مالك مبتسما برقة
, ( أهلا بالمحروسة ٢ نقطة )
, اتسعت ابتسامة أثير و ازداد احمرار وجهها الا أنها رنت اليه بنظراتها الخجولة لتهمس بمرح
, ( من تلك المحروسة ؟؟ ٢ نقطة)
, هز مالك كتفيه وهو يقول ببساطة
, ( وهل أعرف أنا ؟؟ ٢ نقطة أخي عاصم هو من طلب بالحرف الواحد ، أن أحضر له أوراق المحروسة لأن هناك وظيفة في انتظارها ٢ نقطة )
, برقت عينيها بإمتنانٍ صامت وهي تتطلع اليه طويلا ٢ نقطة فتنحنح مالك وهو يمد يده طالبا ملف أوراقها ، فناولته إياه بصمت ٢ نقطة ثم همست أخيرا
, ( حقا مالك ٢ نقطة لا أعلم كيف أشكرك ٢ نقطةأو كيف سأتمكن من رد الجميل لك ٢ نقطة )
, تأوه مالك وهو يقول بترفع
, ( كلام أفلام ٢ نقطة و مبالغات لا أحبها ٢ نقطة و عبارات استهلالية )
, طوى مالك الملف في يده وهو يستعد للرحيل لكن و قبل ان يتحرك ٢ نقطة اسرعت اثير تتكلم باول شيءٍ خطر ببالها لتؤخره عن الذهاب و تركها للإشتياق اليه من جديد ٢ نقطة
, ( مالك ٢ نقطة بالنسبة للبيت ٢ نقطة أنا أعلم أنني قد تأخرت عليكم جدا في إخلاءه و أنتم كنتم في غاية الكرم معي )
, توقف مالك ينظر اليها قليلا ٢ نقطة ثم عاد ليستند الى مقدمة سيارته برشاقة فبالكاد أصبح طول يماثل طولها وهي واقفة أمامه ٢ نقطة
, قال مالك برقة
, ( حسنا ٢ نقطة كنت أريد أن أتكلم معك في هذا الموضوع على أية حال )
, وقع قلب أثير بين قدميها وهي تفكر بهلع
, " هل أخذ الموضوع بجدية ؟؟ ٢ نقطة أنا كنت أريد أن أستمتع بصحبته فترة أطول ٢ نقطة يالهي ، أين سأذهب الآن ؟ ٢ نقطة حتى و إن كنت سابقا أستطيع دفع ايجار ضئيل من راتبي ٢ نقطة فها هي الوظيفة قد ضاعت الى أن يجد لها مالك وظيفة أخرى ٢ نقطة "
, أخذت أثير تشتم لسانها الغبي المتهور ٢ نقطة وهي تتمنى لو ينسى الأمر و يرحل٢ نقطة
, لكن حين وجدته جالسا ينظر اليها مبتسما وهو الأرجح ينتظر منها أن تبدأ بالكلام ٢ نقطةفابتلعت ريقها و فركت أصابعها و تلجلجت قليلا قبل أن تقول بخفوت ٢ نقطة للمرة الثانية ٢ نقطة أول شيء يخطر ببالها
, ( أنا ٢ نقطة كنت قد ٢ نقطة أتفقت مع أم صبار أن أقيم معها )
, ظل مالك ينظر اليها دون أن تهتز ابتسامته بينما عيناه تمازحانِ خوفها ٢ نقطة ثم قال ببساطةٍ بعد لحظة
, ( وماذا عن صابر ؟؟ ٢ نقطة)
, رفعت عينيها المكسورتين الجميلتين اليه لتهمس بشبه ابتسامة
, (؛ ماذا عنه ؟ ٢ نقطة )
, رد عليها مالك مبتسما
, ( هل لازال يسكن مع ام صابر ؟؟ ٢ نقطة )
, ابتسمت أكثر قليلا على الرغم من الحزن البادي في زرقة عينيها وهي تهز برأسها قائلة
, ( نعم ٢ نقطة لا يزال يسكن مع ام صابر ، هل لديك مشكلة في ذلك ؟؟ ٢ نقطة )
, قال مالك بخشونة مزيفة ٢ نقطة
, ( و كيف ستسكنين في بيتٍ به شاب أعزب ؟ ٢ نقطة ليس لدينا فتيات يقمن بمثل تلك التصرفات )
, ابتسمت أثير ابتسامة لا أجمل منها ٢ نقطة وهي تتطلع اليه متشربة كل ذرة من حنانه و مرحه ، فقط لو كان جادا في كلامه و أنه ٢ نقطة يمنعها من باب الغيرة عليها ٢ نقطة ها هي قد طارت بتفكيرها بعيدا عند النجوم من جديد ٢ نقطة
, لكن مالك قطع عليها أحلامها وهو يقول بجدية رقيقة
, ( اسمعي فلنتكلم بجدية ٢ نقطة عاصم بالفعل محتاج لأن يبدأ في ذلك المشروع نظرا لارتباطه بمواعيد محددة مع آخرين ، لكن بالنسبة لكِ ٢ نقطة لقد ضمنت أن تكون لكِ شقة في المشروع الجديد حين ينتهى )
, فتحت أثير فمها لتحتج رافضة ٢ نقطة الا أن مالك رفع يده ليمنعها من الكلام وهو يتابع بحزم
, ( إن شئت جعلناها ايجارا حتى تستوفين مبلغا معينا ٢ نقطة حينها سأسجلها باسمك و باقي ثمنها يمكنك تقصيطه )
, فغرت أثير شفتيها وهي تنظر اليه و كأنما ترى مخلوقا من كوكب آخر ٢ نقطة لكن مالك لم يهتم بذهولها وهو يتابع بأكثر جدية
, ( و إن أردت رأيي فأنا أفضل أن تسكنين في شقةٍ بعمارة بها العديد من السكان عوضا عن سكنك كفتاةٍ وحيدة في بيت واسع و المسافة بعيدة بينك و بين جيرانك ٢ نقطة)
, مرة أخرى تاهت في هذا المخلوق الهابط عليها من القمر ٢ نقطة فتابع مالك
, ( أما عن تلك الفترة المؤقتة لحين الإنتهاء من المشروع ٢ نقطة فأنا كان لدي اقتراح ، بل هو بالأصح طلب من شخص عزيز على قلبي ٢ نقطة أتتذكرين أحلام التي عرفتك عليها ؟ ٢ نقطة لقد طلبت مني أن أبلغك بأنها تتمنى لو تقيمين معها لحين الإنتهاء من المشروع ٢ نقطة فما رأيك ؟؟ )
, دُهشت أثير مما سمعته و ارتبكت بشدة ٢ نقطة ثم همست بتلعثم
, ( لكن ٢ نقطة لكن ٢ نقطة لا أستطيع أن أفرض نفسي على شخص غريب بمثل تلك الوقاحة ٢ نقطة )
, رد مالك بحزم
, ( صدقيني هي من استحلفتني ب**** أن أحاول اقناعك ٢ نقطة فقد فُتح قلبها لكِ منذ اول لحظةٍ رأتكِ فيها وهي تتمنى لو تمكثين لديها بعض الوقت ٢ نقطة )
, ارتبكت أثير أكثر وهي تنظر الي أصابعها لا تعلم أين الصواب ٢ نقطة لكن أي بديلٍ لديها الآن ؟؟ ٢ نقطة
, و حين طال صمتها أدرك مالك أنها واقفت بالرغم من الحرج الذي تشعر به ٢ نقطة لذا قرر أن يقطع عليها الحرج وهو يستقيم في وقفته ليقول مبتسما
, ( أنا يجب أن اذهب الآن ٢ نقطة أراكِ لاحقا )
, لكن و قبل أن يدخل سيارته نظر اليها يقول عابسا
, ( أم صابر ؟؟ ٢ نقطة أداء مفتعل و مكشوف للغاية )
, ضحكت أثير رغما عنها ٢ نقطة و للمرة الثالثة ٢ نقطة نطقت بأول ما خطر على بالها دون أن تستطيع أن تمنع نفسها
, ( مالك ٢ نقطة هناك شيئا ما جديد طرأ عليك و يبهجك ٢ نقطة لما لا تبهجني معك ؟؟ ٢ نقطة)
, توقف مالك عند باب سيارته و هو ينظر اليها بابتسامة راضية ٢ نقطة مرتاحة ٢ نقطة ثم قال بقناعة جديدة تماما
, ( لقد خطبت ابنة عمي ٢ نقطة )
, دوي عالٍ قصف أذنيها ٢ نقطة وهي تتطلع اليه مبتسما راضيا ، للحظاتٍ طويلة تسمرت مكانها و ابتسامتها ترتجف بشدة دون أن تختفي ٢ نقطة و بوادر قطراتِ دمعٍ ندية بللت عينيها دون أن تسمح لها بالهبوط ٢ نقطةالى أن همست أخيرا بشرود و كأنها في عالمٍ آخر
, ( مبارك ٢ نقطة مبارك لك ٢ نقطة أنت تستحق كل شيء جميل في هذه الحياة )
, اتسعت ابتسامة مالك وهو ينظر اليها بامتنان ٢ نقطة ثم رفع يده بتحيةٍ عسكرية ليدخل سيارته و ينطلق بها ٢ نقطة تاركا خلفه قلبا تحطم الي شظايا ينظر في اثره ٢ نقطة
, دخل مالك بيتهم القديم وهو يتطلع الي اركانه بنظراتٍ جديدة ٢ نقطة بروحٍ مختلفة ٢ نقطة بحياةٍ أخرى ٢ نقطة
, اخذ يدور في فيه و كأنه يراه للمرة الأولى ٢ نقطة نعم هي بالفعل المرة الأولى ، ٢ نقطة كيف لا و قد نوى أن يجعله عش زواجه ٢ نقطة و أكيد حنين لن تمانع بل ستسعد بأن تعود لبيت طفولتها ٢ نقطة لو كانت فتاة أخرى لطلبت بيت في أرقى المناطق ٢ نقطة
, أما حنين فستعيش معه هنا و ستسعد بذلك ٢ نقطة لو أرادت فسيجهز لها أرقى بيت ، لكنهما سيعيشان هنا و يستبدلان الذكريات الحزينة بأخرى سعيدة ٢ نقطة سيملآن البيت *****ٍ مرحين طريفين كأمهم ٢ نقطة
, لا يكاد يصدق الإحساس بالرضا الذي يشعر به حاليا ٢ نقطةلماذا لم يخطر الأمر بباله من قبل ٢ نقطة حتى أنه رفض قاطعا ما أن عرضت أمه الأمر عليه ٢ نقطة على أغلب الظن أن اسم حنين ما أن تحرر من اسم جاسر حتى اقترن في بيتهم باسم عاصم
, لذا كانت الفكرة مرفوضة لديه تماما حتى أنه ذهل من طلب أمه وقتها ٢ نقطة
, لكن ما أن أصبح أمرا واقعا ٢ نقطة حتى شعل تفكيره من يوم أن خطبها ٢ نقطة سنوات طويلة وهو يشعر بالذنب ليس فقط من أجل نوار بل من أجل حنين التي تحملت الذنب كله على عاتقها وهي لا تتعدى كونها طفلة ٢ نقطة
, بينما ظل هو صامتا متخاذلا ٢ نقطة
, لماذا لم يفكر في أن يبنى لها حياة جديدة ليحاول اسعادها بها بدلا من البكاء على الأطلال ٢ نقطة
, و الآن ٢ نقطة الآن ٢ نقطة يشعر بارتياحٍ لم يعرفه منذ فترةٍ طويلة ٢ نقطة سيسعدها و سيجعلها أما لتشبع روح الحنان المتدفقة لديها ٢ نقطة
, بالفعل كل ما حدث كان خيرا لهما معا ٢ نقطة ياااااه ٢ نقطة يشعر بأن الألم لديه يقل كثيرا عما مضى ٢ نقطة
, أخرج مالك من جيب سترته علبة مخملية مربعةٍ حمراء ٢ نقطة ضحك بمرحٍ وهو ينظر اليها ٢ نقطة
, " من شدة تحمسه ذهب لينتقي شبكتها بنفسه ٢ نقطة ستقتله روعة ما أن تعرف أنه تجاوزها في أمرٍ جلل كهذا ٢ نقطةلكنه لم سيتطع التأخر في البدء بحملة اسعاد حنين ٢ نقطة
, لقد انتقى لها طقما ذهبيا من سلسالٍ و اسوارته و خاتميه ٢ نقطة متجاوزا الخواتم الماسية ٢ نقطة فهي لا تليق بحنين ،
, حنين يليق بها شيئا شرقيا عربيا يبرز معدنها الأصيل ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, دخل مالك مسرعا الى بيتهم حيث وجد أمه جالسة تبكي و تنتحب بمرارةٍ وهي تضرب صدرها ووجنتها بينما صبا تبكي هي الأخرى و هي جالسة على ذراع مقعدها تحتضنها بقوةٍ بين ذراعيها ٢ نقطة
, اسرع مالك اليهما وهو يقول بانفعال و قلق
, ( ما الأمر يا أمي ؟ ٢ نقطة ماذا حدث ؟؟ ٢ نقطة تكلمي يا صبا )
, لم ترد أمه وهي تشهق باكية بينما استقامت صبا و هي تعدل من حجابها فوق رأسها و تمسح دموعها وتقول هامسة برقة
, ( مالك ٢ نقطة للاسف حدث شيء غير متوقع . ٢ نقطة لكننا لم نتأكد بعد )
, ابتلع مالك ريقه وهو يهمس بقلق ٢ نقطة محضرا نفسه لخبرٍ سىء
, ( ماذا ؟ ٢ نقطة ماذا يا صبا ؟ ٢ نقطة القلق يقتلني )
, نظرت صبا بعيدا عنه و هي تهمس بحزن
, ( حنين ٢ نقطة خرجت ٢ نقطة حنين خرجت من البيت ليلا ، و جاسر اتصل صباحا بعاصم ليخبره بأنهما تزوجا ليلة أمس )
, للحظاتٍ لم يستوعب مالك ما سمع ٢ نقطة وهو ينقل نظره بين صبا و بين أمه المنتحبة ٢ نقطة ثم دون كلمةٍ استدار ليخرج من البيت مسرعا تعقبه صيحات أمه المنادية باسمه بلوعة ٢ نقطة
, ركب مالك سيارته وهو يشعر بضيقٍ في تنفسه ٢ نقطة ففتح أزرار قميصه قليلا ٢ نقطة الى أن وصلت أصابعه الى العلبة المخملية ٢ نقطة فأخرجها ليرميها على المقعد المجاور وهو ينظر اليها بلا تعبير ٢ نقطة شاعرا بكرامةٍ مهدورة ٢ نقطة و رجولةٍ مكسورة ٢ نقطة
, كان جالسا على السور الخشبي لساحة ركوب الخيل من بعيد ٢ نقطةيرمقها بنظراتٍ تشبه نظرات الضباع ٢ نقطة خاصة و أن لون عينيه الشفافتين أبرز النظرة بوضوح و أسنانه التي غرزها في شفته السفلى و هو يرمقها من أولها لآخرها جعلته مكشوفا تماما ٢ نقطة وهو يعلم بذلك و لا يهتم . ٢ نقطة
, فرامز الدالي ينظر الي بستان الورود كما يحب ٢ نقطة لحين أن يختار يختار أكثر الورود صعوبة و اكثرها إحاطة بالاشواك ٢ نقطةحتي يشعر بتلك اللذة التي لا تقاوم حين يقطفها أخيرا ٢ نقطة
, جاءت من خلفه شابة تتهادى بانوثةٍ و ارستقراطية و هي ببنطال ركوب الخيل الضيق ٢ نقطة تنقل نظراتها بامتعاض من رامز الى الجهة التي ثبت عينيه عليها ٢ نقطة
, ثم قفزت لتجلس بجواره وهي تستند بذراعها الي كتفه هامسة في اذنه بنعومة
, ( نظراتك مكشوفة جدا للجميع ٢ نقطة )
, لم يلتفت اليها ٢ نقطة لكنه ابتسم بعبث دون أن يرفع عينيه عن القوام الملفوف الذي يتمايل خلف ***ٍ صغير ٢ نقطة ثم قال بثقة زائدة ولا مبالاة
, ( فلتكن مكشوفة ٢ نقطة ليس هناك قانون يمنع النظر للجمال )
, تنهدت الشابة بامتعاض وهي تقول بتمطع
, ( ذوقك أصبح شعبيا جدا يا رامز ٢ نقطة )
, التوت ابتسامته و هو يقول بعد فترة
, ؛( وهل هو ذوقي وحدي ؟ ٢ نقطة إنها تقلب أي مكان رأسا على عقب ما أن تمر به )
, نظرت تلك الشابة الى حور من بعيد وهي تمشي خلف ابنها الذي يجري عشوائيا ٢ نقطة تنفض شعرها الأسود الطويل بين حينٍ و آخر ٢ نقطة
, ثم قالت بفتور
, ؛( لأنكم الرجال محدودي الأفق ٢ نقطةما أن ترون شيئا مختلف حتى تلهثون خلفه ٢ نقطة و أعني بشيء هنا أي شيء مؤنث بالطبع )
, ضحك رامز بخفوت و هو يهمس شاردا فيها من بعيد
, ( وهي مختلفة بالفعل ٢ نقطة لها روح مميزة تجعلها و كأنها هاربة من أحد أفلام الحارات القديمة ٢ نقطة )
, ثم عض على شفته وهو يهمس
, ( كم أحب أن أراها بوشاحٍ ذو زينةٍ و دلاياتٍ ذهبية ٢ نقطة ينسدل شعرها من تحته ٢ نقطةليكمل صورة خلخالها و أساورها التي ترن أينما ذهبت لتعلن عن وصول الملكة )
, امتعضت اكثر و اشمأزت من الصورة الغريبة وهي تتعجب من تفكير بعض الرجال ٢ نقطة التفت اليها رامز يواجهها وهو يقول
, ( الستِ من صديقاتها المقربات ؟ ٢ نقطة اريدك ان تمهدي الطريق لي )
, ارتفع حاجبيها بدهشةٍ وهي تهتف
, ( أي طريق ؟؟ ٢ نقطة أنسيت أنها متزوجة ؟ ٢ نقطة وذلك هو ابنها الذي يرافقها في الآونة الأخيرة ، ثم أننا صحيح كنا صديقات و المجموعة كلها لكن لمجرد انها كانت نموذجا مختلفا ٢ نقطة لكن أيا منا لم تحاول التداخل مع أسرتها لأنها اسرة تخجل أي من يعرفها على الرغم من ثرائهم ٢ نقطة حتى دانا الراجي لم تستطع الصمود و فعلت خيرا بالانفصال عن شقيق حور ٢ نقطة
, واحدة منا فقط هي من تداخلت مع أسرة حور بالكامل حتى صارت و كأنها فردا منهم ٢ نقطة وهي رنيم ٢ نقطة الا إنها كانت غبية و بسيطة التفكير من يومها ٢ نقطة )
, تأوه رامز بنفاذ صبر وهو يقول
, ( الكثير و الكثير من المعلومات التي لا تنفعني بشيء ٢ نقطة من آخر الأمر ٢ نقطة أريدك أن تمهدي لنا الطريق معا ثم تخرجي منه ٢ نقطة ولا تنسي أنكِ مدينة لي بخدمة ٢ نقطة أم نسيتي وائل رشدي ؟؟ ٢ نقطة )
, مطت شفتيها وهي تقول
, ( الموضوع لم يفلح بكل حال من الاحوال ٢ نقطة لكن بالنسبة لحور ، هي متزوجة ٢ نقطة افهم يا أحمق )
, رفع رامز احدى حاجبيه وهو يقول بلهجةٍ ذات مغزى
, ( وهل هي أول مرة ؟؟ ٢ علامة التعجب ٢ نقطةثم أن ٢ نقطة صديقي الروسي الذي اعجبتِ به من قبل يريد رفيقة له في سبق الدراجات البخارية و أنا أفكر في ترشيحك ، فما رأيك ؟؟ )
, برقت عينا الفتاة ببريقٍ يعلمه رامز جيدا و ليس غريبا عليه ٢ نقطة ثم قالت وهي تتظاهر بالتفكير و الإستنكار
, ( ماذا تريد أن تعرف ؟ ٢ نقطة )
, ابتسم رامز بانتصار وهو يجيب بهدوء
, ( بداية ممن هي متزوجة ؟ ٢ نقطة هل هو شخص نعرفه هنا ؟ )
, هزت الفتاة كتفيها وهي تقول
, ( كان يأتي الي هنا على مراتٍ متفرقة قبل أن يتزوجها و إن كانت مراتٍ قليلة ٢ نقطة هو طبيب من أسرة معروفة لكنه لا يحب الاختلاط كثيرا ٢ نقطةو منذ أن تزوجها لم يعد يأتي ٢ نقطةو بالمناسبة لقد كانا منفصلين لمدة عامين تقريبا و على وشكِ الطلاق ٢ نقطة لكنى عرفت أنها عادت اليه مؤخرا ٢ نقطة أي أن طريقك مسدود ٢ نقطة)
, شرد رامز في حور بعيني قناص وهو يقول بهمسٍ غريب
, ( رامز الدالي لا يعرف الطرق المسدودة ٢ نقطة )
, نظرت الفتاة الي حور هي الأخرى ثم قالت
, ( لكن يجب أن أخبرك أن حور ليست من نوعية النساء اللاتي عرفتهن ، أعتقد أنها معقدةٍ أو شيء ما ٢ نقطة فهي لم تكن على علاقةٍ بأي شابٍ أبدا ٢ نقطة كثيرون كانو يتمنون و لو نظرة منها و هي كانت منفتحة و جريئة دون أن تمنح أحدهم ولو تلك النظرة التي تمناها ٢ نقطة وكأنها كانت تستمتع برؤية رعاياها يلهثون من حولها تعويضا على نقص بيئتها و تربيتها )
, كان رامز تائها في حور التي تبدو بهالةٍ ساحرةٍ و الشمس تغرقها فتكاد تضيع ملامحها عن عينيه لتجعله ينظر الي جنية ذهبية من بعيد ٢ نقطة
, فتابعت الفتاة تقول بسخط
, ( ماعدا نادر زوجها ٢ نقطة هو الوحيد الذي ما أن رأته حتى عقدت العزم على أن يكون لها و بالرغم من أنه لم يكن يطيقها في البداية لكنها و كأنما عملت له عملا كما يقولون و اصبح ملكها في يوم ٢ نقطةحتى أننا تعجبنا من أين أتت بمثل تلك الخبرة و لم تكن لها أي علاقاتٍ من قبل )
, و أخفت عنه لنفسها أنها كانت معجبة بذلك الطبيب الرزين و كانت تنوى الفوز به لولا أن حور سبقتها ٢ نقطة
, ابتسم رامز بشرود وهو يهمس لنفسه
, ( عملت عملا لتسحره ٢ نقطة ليأتي عند قدميها طائعا ، المغوية الساحرة ٢ نقطة أما أنا فقد عقدت العزم على أن تعمل لي عملا لتغويني به الساحرة )
, عقدت الفتاة حاجبيها و ارتعشت قليلا من الهمس الشرير ٢ نقطة فقالت بقلق
, ؛( بماذا تهذي ؟؟ ٢ نقطة )
, نظر اليها بغموض ثم قال بلهجته الغريبة
, ( لا تشغلي بالك ٢ نقطة المهم٢ نقطة لقد تعرفت اليها بطريقةٍ عابرة ثم تسربت من بين أصابعي في لمحة بصر ، أريدك أن تمهدي لنا لقاءا عفويا ٢ نقطة لأني لا أريد أن اشعرها برغبتي فيها الآن )
, ابتسمت الفتاة وهي تنظر لحور ٢ نقطةشيئا ما بداخلها كان يشعر بانتعاشٍ من نوعٍ ما ، وكأنها ستلوث شيء يستحق تلويثه ٢ نقطة فكيف تكون حور ببيئتها السفلى ٢ نقطة دون أي نواقص او زلاتٍ كالكثير من أبناء طبقتهم الراقية ٢ نقطة بل على العكس ، حور هي أول واحدة يجب أن تكون لها زلاتها التي تتعدى هز خصرها بكثير .
, ٢ نقطة
, تعبت حور من الهرولة خلف معتز و شعرت بالحر وهي أشد ما يضايقها الشعور بالحر ٢ نقطة فتركته يجري حول نفسه مستمتعا بالشمس لتذهب الى مقعدٍ قريب و جلست تستريح ٢ نقطة
, لا فائدة من تكوين أصدقاء لمعتز ٢ نقطة حاولت لكنها لم تستطع ولو ربطه بصديقٍ واحد من سنه ، كل الأطفال من سنه يتكلمون و ينتظرون منه أن ينطق بكلمةٍ تثير انتباههم ٢ نقطة و بالطبع سنهم الصغير يجعلهم غير مدركين لمعنى الصم و البكم ٢ نقطة
, لذا بعد عدة دقائق يشعرون بالملل من صحبته ثم يجرون بعيدا ٢ نقطة
, و الأصعب على نفسها ٢ نقطةهو أنها لاحظت أن بعض الأمهات يشجعن اولادهن على الإبتعاد عنه ٢ نقطة ليس لأنه من الصم و البكم ، بل لأنه ابن حور رشوان
, حور رشوان التي كانت تسحر الجميع بمن فيهم صديقاتها اللاتي أصبحن أمهاتٍ الآن ٢ نقطة
, لكن حين يصل الأمر الى أطفالهن فأنهن لا يفضلن أن يختلطو بأطفال الطبقة الشعبية حتى ولو كانو أثرياء ٢ نقطة فقد يتعلمون لغتهم و حركاتهم ٢ نقطة
, لذا قررت تجاهلهم جميعا ٢ نقطة وهي لن تمنع ابنها من الحضور الي هنا بسبب تعاليهم القذر ٢ نقطة
, حانت منها التفاتة الي الأم التي تراها كل مرة تجلس بعيدا وهي تقرأ في كتاب ٢ نقطةوهي أيضا تراقب ابنها الذي يلعب وحيدا ، الا أن ابنها كان ذو إعاقةٍ ذهنية ٢ نقطة
, كل مرة تجدها في نفس المقعد تقرأ و تمتنع عن مخالطة الآخرين ، حيث يبدو أنهم حكمو على ابنها هو الآخر ٢ نقطة
, تنهدت حور بقوة وهي تفكر ٢ نقطة هل هكذا اصبحت حياتك يا حور ، مرفوضة من الجميع ٢ نقطةحتى ابنك ورث نفس المصير ، لكن مبكرا ٢ نقطة مبكرا جدا ٢ نقطة
, " كم اشتاق في تلك اللحظة لأحديثنا القديمة معا ٢ نقطة أكثر من أي شيءٍ آخر ٢ نقطةعلى الرغم من أن معظمها كان أكاذيبٍ و تاليفٍ مني ، لكنها الفترة التي شعرت فيها بأنك أقرب انسان لي على وجه الأرض ٢ نقطة كم اشتقت لصداقتك ، لحنانك و أنت تنصحني ٢ نقطة لقسوتك حين أعتذر عن خطأ أخطأته في حق نفسي ٢ نقطة
, و على الرغم من أني أموت في كلِ لحظةٍ أتخيل أنني قد آلمتك فيها ، الا أنه لو عاد بي الزمن لأعدت نفس القصة ٢ نقطة لأنه القدر ، القدر الذي ربطك بي و أنت مغمض العينين "
, ابتسمت حور بمرارةٍ وحزن وهي تهمس لنفسها
, ( و يقولون أنني لم أعرف الحب يوما ٣ علامة التعجب ٢ نقطة )
, أثناء شرودها ، لم تلحظ تلك الفتاة الهيفاء حمراء الشعر و التي جاءت لتجلس بجوارها فجأة ، فانتفضت حور تنظر اليها
, فقالت الفتاة مبتسمة بنعومة
, ( بمن كنتِ شاردة ؟ ٢ نقطة )
, ابتسمت حور بضيقٍ خفي ٢ نقطة ثم قالت بهدوء
, ( مرحبا أسيل ٢ نقطة )
, ابتسمت أسيل بإغراء وهي تضع ساقا فوق الأ
 
الفصل الثالث والأربعون


ابتسمت أسيل بإغراء وهي تضع ساقا فوق الأخرى ٢ نقطةثم قالت بنعومة الأفاعي
, ( لماذا تجلسين بمفردك ؟ ٢ نقطة أين مجموعتنا المصونة ؟ ٢ نقطة )
, نظرت اليها حور بابتسامةٍ ناعمةٍ وهي تقول بسخريةٍ خفية
, ( المجموعة كلها أمام عينيك هناك ٢ نقطة هل ضعف نظرك ؟ )
, و تلاقت نظرات حور بنظرات أسيل في تحدٍ صامت و كأنما أفعتانِ تستعدانِ للهجوم على بعضهما ٢ نقطة
, وكانت أسيل هي أول من ابتعدت بنظرتها كي لا تكشف مشاعرها الدفينة ٢ نقطة ثم نظرت الي البعيد وهي تقول بإعجاب واضح
, (كم هو رائع ٢ نقطة )
, نظرت حور الي حيث تنظر أسيل لتشاهد رامز الدالي الذي عرفها بنفسه منذ عدة أيام وهو يعتلي ظهر حصانه و يقفز به الحواجز بمهارة كالفارس
, فقالت حور بسخرية
, ( هل لازلتِ كما أنتِ تعجبين بأي رجل مفتول العضلات ؟٢ نقطة الن تفكري بالاستقرار أبدا ؟ ٢ نقطة )
, رمقتها أسيل بكرهٍ صامت ثم عادت لتنظر الى رامز لتقول بإعجاب
, ( وهل هذا مجرد رجل ؟؟ ٢ نقطة أنه أمير ٢ نقطة أمير من أمراء القصص على ظهر حصانه )
, شردت حور بذكرياتها و ابتسمت حين تذكرت أحلام طفولتها ووعدها بأن تتزوج أمير ليس مثله أميرٍ أبدا ٢ نقطة فوق سطح بيتهم ٢ نقطة مع حنين ٢ نقطة ونوار ٢ نقطة
, انتفضت حور فجأة وهي تستقيم في جلستها تنظر حولها بفزع بعد أن شرد تفكيرها عن معتز ٢ نقطة حتى وجدته أخيرا يلعب في أحد الأركان ٢ نقطة
, فأخذت تحاول التنفس بعد أن شعرت بقلبها يتوقف للحظات ٢ نقطة
, بعد عدة دقائق كان رامز يقترب منهما ٢ نقطة فنادته أسيل بدلال ليرحب بحور ، فذهب أولا الى معتز ليرفعه فوق كتفيه و يأتي به اليهما وهو ينظر اليها مبتسما و يقول
, ( مرحبا يا حور ٢ نقطة)
, ابتسمت له حور وهي تشعر بشيءٍ لا يمكن إنكاره في نظراته اليها ٢ نقطة بينما قالت أسيل بدهشةٍ مصطنعة
, (هل تعرفانِ بعضكما ؟ ٢ نقطة)
, ابتسم رامز أكثر دون أن يحيد بعينيه عن عيني حور
, ؛( لقد تشرفت بمعرفتها منذ عدة أيام ٢ نقطة )
, امتعضت أسيل وهي تقول بسخرية
, ( تشرفت ؟؟ ٢ نقطة اسلوبك أصبح قديم جدا يا رامز )
, عقدت حور حاجبيها وهي غير مرتاحة لمسار الحوار ٢ نقطة لكنها صمتت و تجاهلت أسيل تماما وذلك أفضل تقدير لها بينما تركز نظرها على يد رامز الذي كان يلاعب شعر معتز الناعم الكثيف ٢ نقطة
, تنحنحت أسيل لتقول فجأة
, ( حور لما لا تأتين معنا الي سهرة الغد في النادي الدولي ٢ نقطة ستكون رائعة و لن تصدقي من سيغني بها )
, رفضت حور بسرعةٍ وهي تقول
, ( لا طبعا لم أعد أستطع أن اسهر مثل تلك السهرات ٢ نقطة زوجي لن يقبل )
, حاولت أسيل الإلحاح اليها الا أن رامز قاطعها بصوتٍ ناعم
, ( لا تضغطي عليها أسيل ٢ نقطة إنها محقة ، ثم أن ذلك الصخب لا يليق بها ٢ نقطة )
, رفعت حور يدها لتزيح الخصلات الحريرية المتطايرة على وجهها الذي بدا متوردا في الشمس ٢ نقطة و نظرت الي رامز الذي بادلها النظرة بأخرى اكثر سيطرة و تحمل كل معاني تقدير الجمال ٢ نقطة
, ٢١ شرطة
,
, اتجهت أثير بخطواتٍ متثاقلةٍ الي مكتب الخزينة الخاص بدار الرعاية التي يقيم بها والدها لتحاول أن تقنعهم إن كان بإمكانها أن تؤجل المبلغ الشهري لشهر أو شهرين و تدفعهم معا ٢ نقطة يبدو أنها قد تعلمت التسول جيدا ٢ نقطة
, الا أنها بعد فترةٍ وقفت أمام الموظف المختص وهي غير مستوعبة لما قاله للتو ٢ نقطة فأعاد مرة أخرى
, ( نعم يا آنسة ٢ نقطة لقد تم تسديد مصاريف الدار لستة أشهر مقبلة )
, لم تحتج أن تسأله عمن دفع ٢ نقطة لأنه لن يخبرها ٢ نقطة ولأنها تعرف ٢ نقطة ومن غيره ؟؟ ٢ نقطة
, اتجهت الي غرفة أبيها ، لتجده جالسا في فراشه كالعادة ٢ نقطة مبتسما ناظرا أمامه دون إدراكٍ لمن حوله ٢ نقطة
, فاقتربت منه لتجلس على حافة فراشه وهي تبتسم بينما أغروقت عينيها بدموعٍ حارة ٢ نقطة وهي تنظر الي ذلك الرجل الطيب الذي كان يملأ حياتها لهوا و لعبا ٢ نقطة وكانت ضحكاته و نكاته ترافقه أينما ذهب ٢ نقطة
, همست أثير باختناق
, ( مرحبا أبي ٢ نقطة لقد تأخرت عليك في الزيارة هذه المرة . ٢ نقطة أنا آسفة جدا ٢ نقطة جدا ٢ نقطة كنت أمر بظروفٍ صعبة ٢ نقطة وكم كنت بحاجةٍ اليك بجواري ٢ نقطة )
, شهقت أثير بصعوبة لتأخذ نفسها ثم تابعت همسا
, ( كم اشتاق اليك ٢ نقطة اشتاق الي حضنك ، صحيح أنني أحضنك كل مرةٍ لكن اشتقت لأن تلتف ذراعيك من حولي و تضمني اليك ٢ نقطة اشتقت لأن تخبرني بأن كل شيء سيكون على ما يرام ٢ نقطة)
, سكتت ثم نظرت الى الوجه المحبب الذي لم يفقد بشاشته ٢ نقطة و تابعت بأكثر همسا بينما بدأت الدموع في الإنسياب على وجنتيها
, ( لقد وقعت في أكبر خطأ ممكن أن أقع به يا أبي ٢ نقطة لقد تعلقت بالنجوم ، لكن هو السبب ٢ نقطة هو السبب ٢ نقطة لماذا جعلني أعيش هذا الحلم ؟ ٢ نقطة ثم تركني لأقع بكل قسوة ٢ نقطة بدأت أشك في أنه ليس مخلوقا من القمر ٢ نقطة بل هو صخرة ٢ نقطة صخرة قاسية تجرح من يعرفها ٢ نقطة )
, أخذت تبكي بصمت ثم ارتمت في حضن أبيها وهي تهمس بنشيجٍ معذب
, ( لقد أهانتني الحياة من بعدكما يا ابي ٢ نقطة و قد تعبت ٢ نقطة تعبت جدا ٢ نقطة تعبت من الشقاء ومن الاهانة ومن الوحدة ٢ نقطة تعبت جدا يا أبي ٢ نقطةتعبت من الوحدة جدا ٢ نقطة )
, ٢ نقطة
, رفعت صبا أصابعها تتلمس زجاج غرفة العناية حيث ترقد فتحية بوجهٍ شاحب ٢ نقطة دمعت عيناها وهي تتأمل الوجه الذي حل محل وجه أمها لسنواتٍ طويلة ٢ نقطة ثم همست
, ( أفيقي يا فتحية ٢ نقطة أفيقي ارجوك ٢ نقطة أنا بحاجتك جدا ٢ نقطةيا رب ٢ نقطة يا رب أعدها لي )
, صمتت لتبتلع غصة في حلقها ثم همست باختناق
, ( ما الذي فعلته بنفسي ؟ ٢ نقطة رميتها بحياةٍ غير حياتها ٢ نقطة ببيتٍ غير بيتها ٢ نقطة رميت بحالي الى رجلٍ كنت أحارب أمثاله و أحارب شركاؤه ٢ نقطة تغيرت كل قناعاتي حتى بت لا أدري الأرض التي أقف عليها ٢ نقطة هل انفرط عقد التنازلات يا صبا ؟؟
, كيف ستغيرين مبدأك٢ نقطة و كيف ستتقبلينه ٢ نقطة بل كيف ستكون حياتك حين تصلان معا لمفترق الطرق ٢ نقطة )
, ٢ نقطة
, أخذت تتلاعب بشعر ابنتها الناعم وهي تريح رأسها على حجرها كما كانت تفعل وهي صغيرة ٢ نقطة كانت تتأملها بحبٍ و ترى كل لمحة من لمحات جمالها ٢ نقطة ثم همست بنعومةٍ وحنان
, ( ما أجملك حبيبتي ٢ نقطة كنت أنتظر أن تكبرين بفارغ الصبر لأنني كنت متأكدة أنكِ ستكونين آية في الجمال ٢ نقطة وقد حدث )
, ابتسمت رنيم وهي تتنعم بدفء وحنان حجر أمها الجميلة الناعمة ٢ نقطة وكلامها الذي يشعرها بأنها أميرة ٢ نقطةفتابعت أمها بحزنٍ خفي
, ( هل أنتِ سعيدة يا رنيم ؟ ٢ نقطة )
, ارتجفت ابتسامة رنيم لكنها ردت بهمسٍ ناعم
, ( طبعا سعيدة يا أمي ٢ نقطة لماذا تسألين هذا السؤال ؟ )
, تنهدت الأم وهي تربت على شعر ابنتها برقةٍ ثم همست بحزن
, ( لقد تعبنا أنا ووالدك في تربيتك و منحك كل ما تحتاجه فتاة لتصبح بمثل رقتك و شخصك النبيل ٢ نقطةلذا من أبسط حقوقنا عليكِ أن تصري على نيل السعادة )
, شردت رنيم بعينيها وهي تفكر ٢ نقطة
, " لا أعتقد أنني سأنال السعادة يا أمي ٢ نقطة السعادة ينالها الانسان كامل الأوصاف ٢ نقطة أما أنا ٢ نقطة فمصرة على نيل الرضا ٢ نقطة الرضا بواقعي و الرضا بتحقيق جزء بسيط من أحلامي ٢ نقطة الرضا بإرضاء غريزة أمومتي حتى و إن كانت لا تقترن بإرضاء انوثتي أو بإرضاء قلبي أو بإرضاء كبريائي ٢ نقطة الرضا هو السعادة الحقيقية ٢ نقطة وأنا راضية "
, همست بها رنيم بنعومة رغم روحها المنكسرة
, (؛ الرضا هو السعادة الحقيقية يا أمي ٢ نقطة و أنا راضية بنصيبي )
, ٢ نقطة
, جلست حور في فراشها وهي تتلاعب بشعر معتز النائم بجوارها ٢ نقطة تتأمل ملامحه الشبيهة بملامح والده الجذابة ٢ نقطة
, منذ أن عادت وهي تشعر بحزنٍ يغلف قلبها ٢ نقطة بافتقادها شيئا ما ٢ نقطة شيئا قويا ٢ نقطةأقوى بكثير من ارضاء انوثتها ٢ نقطة
, تشعر بفراغٍ لن يملأه الغزل أو الدلال ٢ نقطة
, تشعر بغربةٍ كبيرة ٢ نقطة غربةٍ في بيئتها القديمة ٢ نقطة غربةٍ في بيئتها الحالية ٢ نقطة غربةٍ في نشأتها ٢ نقطة غربةٍ في طفولتها ٢ نقطة
, نفس الاحساس بالغربة الذي عاشته اليوم بين أبناء الطبقة الراقية ٢ نقطة كان نفسه الذي عاشته في طفولتها وهي مختلفة في تعليمها و في تربيتها عن أبناء الطبقة الشعبية ٢ نقطة
, غربة مع زوجها ٢ نقطة وغربة مع ابنها ٢ نقطة
, " كم اشتاق لصداقتك ٢ نقطة صداقتك كانت الشيء الوحيد الذي لم أشعر فيه بالغربة "
, أمسكت بهاتفها تنوي مكالمة أمها فربما تجد الراحة عندها ٢ نقطة لكنها عادت لتغلق الهاتف بأسى وهي تأخذ ابنها بين أحضانها لتبكي و تبكي و تبكي دون صوت ٢ نقطة
, ودون أن تعلم أن عينين محبطتين حزينتين ٢ نقطةخائفتين من المحاولة ٢ نقطةتشهدانِ بكائها الصامت من شق الباب الضيق في الظلام ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, جلست على الأرض في أحد أركان غرفة النوم الجديدة عليها ٢ نقطة بثوبها الأبيض ٢ نقطة وهي تضم ركبتيها الى صدرها في ظلمة الليل و التي اقتربت من الفجر ٢ نقطة
, سمعت صوت الباب يفتح ٢ نقطة وخطواتٍ بطيئة على سجاد الغرفة حتى وصل اليها ٢ نقطة فانحنى يجلس القرفصاء امامها يتأملها طويلاٍ بابتسامة انتصار و شعورٍ لا يوصف ٢ نقطة
, ، ثم رفع يده ليتلمس بأصابعه شفتيها المرتجفتين وهمس بصوتٍ أجش
, ( كم اود لو أدخلك بين أضلعي لتتلاشين بداخلي ٢ نقطة لقد انتظرت تلك اللحظة طويلا ٢ نقطة طويلا جدا ٢ نقطة)
, سكت ليميل عليها وهو يستبدل أصابعه بشفتيه ٢ نقطة ليهمس امام شفتيها بانفعال
, ( لكن قدري الانتظار من جديد ٢ نقطة قليلا ٢ نقطة قليلا فقط حنيني ٢ نقطة حتى تتم المواجهة التي ستحل في لمح البصر ، لانني حين أقرر أن تكونين لي بكاملك ٢ نقطة لا أريد لأي شيء أن يشتت تفكيري و روحي عنكِ )
, لاعب شعر رأسها بقوةٍ وهو يكاد أن ينقض عليها في أي لحظة ٢ نقطةثم نهض من مكانه ليتركها و يغلق باب الغرفة من خلفه ٢ نقطة ٢ نقطة
, كانت جالسة كتلك الجلسة يوم عزاء والديها ٢ نقطة في أحد أركان غرفةٍ متهالكة ٢ نقطة تضم ركبتيها لصدرها تماما كما تفعل الآن ٢ نقطة
, لكن الغرفة البالية تحولت لغرفةٍ كغرف القصور ٢ نقطة و الثوب البسيط البالي تحول الي ثوب زفافٍ أبيض ٢ نقطة و العزاء تحول الى زواج و اختفت أصوات العويل و النواح ٢ نقطة و عم الصمت لتبقى وحيدة في ركنٍ مظلم بثوبٍ ابيض وهي تضم ذراعيها بيديها بقوةٍ ٢ نقطة
, وقف ينظر الي صورته في المرآة أمامه بإحساسٍ جديد ٢ نقطة ارتعاشة الإنتصار تمر عبر أوردته لتجعل صدره يرتفع بنفسٍ عالٍ يحمل الإرتياح و بهجة الفوز ٢ نقطة
, الفوز بما يخصه ٢ نقطة بما يخصه منذ زمنٍ بعيد ، و قد حانت اللحظة التي أصبح في قبضة يده بعد رحلة تلك السنين الطويلة ٢ نقطة
, ماهذا الشعور بالتملك ؟؟ ٢ نقطة وكأنه ألم ضئيل عذب٢ نقطة يبهج و لا يمنح الرضا الكامل ٢ نقطة
, احساس أن ما يمتلكه ٢ نقطة، قابعا في الغرفة المجاورة مغلقا عليه بمفتاح في جيبه هو وحده يغذي احساسه بالتملك و يمنحه نشوى لم يعرفها سابقا ٢ نقطة
, نظر الي عينيه البراقتين في المرآة وكأنه يهنئها بكل تبجح ٢ نقطةو في لحظةٍ انتفخ صدره وهو يرفع قبضتيه المضمومتين ليضرب بهما صدره بقوةٍ وكأنه يستعيد قوته ٢ نقطة وهو يضحك ضحكة خشنة ٢ نقطة
, ثم فجأة تخللت ضحكته بعض الذكرى ٢ نقطة فخفتت الضحكة و هبطت قبضتيه وهو ينظر الى مرآته وكأنها شاشة سنيمائية يرى بها ذكرياتٍ ليست ببعيدة جدا ٢ نقطة
, تحولت ضحكته الى ابتسامةٍ شاردة وهو يستمع الى الصوت المبتهج الصغير يناديه مرحبا بقدومه ٢ نقطة
, ( جاسر ٢ نقطة جاسر ٢ نقطة جاسر )
, اتسعت ابتسامته الشاردة وهو يتذكر دخوله من الباب الخشبي المتهالك ٢ نقطة لينحني كعادته و يرفعها على كتفه وهو يصدر صوت رافع الأثقال ٢ نقطة بينما هي تضحك بقوةٍ و في نفس الوقت تتلوى وهي تعقد حاجبيها وتهتف بغضب
, ( انزلني يا جاسر ٢ نقطة لم أعد طفلة لتحملني على كتفك )
, الا أنه ثبت ساقيها الملوحتين وهو يقول بخشونة
, ( ولو حتى شاب شعرك ٢ نقطة سأظل أحملك على كتفي ما أن أراكِ )
, أخذت تضرب كتفيه بقبضتيها الصغيرتين وهي تقول بحنقٍ على الرغم من ضحكها الذي لم تستطع السيطرة عليه
, ( حينها ستكون أنت تسير بالكاد ٢ نقطة متكئا على عصا غليظة وظهرك محنى )
, في لحظةٍ انخفض بها جاسر وكأنه ينوي رميها أرضا ٢ نقطة لكن صراخها المرعوب جعله يستقيم بها مرة أخرى ليتجه الى الأريكة القديمة و يلقيها عليها بعشوائية وهو يضحك بقوة
, نظر اليها بسعادةٍ وهي تستقيم لتجلس باعتدال بسرعةٍ وهي تغطي ساقيها اللتين كشف عنهما الثوب الخفيف ٢ نقطةبينما احمر وجهها بقوةٍ وهي تصرخ بغضب
, ( لن أكلمك مرة أخرى ٢ نقطة )
, ضحك وهو يتجه الى المرآة المذهبة المعلقة على الحائط ٢ نقطة لينظر الي نفسه كعادته ، معدلا من قميصه المفتوح تقريبا الى خصره ، مظهرا صدره قوي العضلات ٢ نقطة و سلسالٍ فضي معلق برقبته ٢ نقطة
, مطت الصغيرة شفتيها وهي تقول بتذمر
, ( ارحمنا يا سيدي ٢ نقطة فهمنا أنك سيد الرجال )
, رفع حاجبا واحدا وهو يتامل صورته من اليمين الي اليسار قائلا دون أن ينظر اليها
, ( سيد الرجال رغما عنكِ يا زيتونة ٢ نقطة )
, تأففت مرة أخرى وهي تقول بغضب
, ( توقف عن دعوتي بزيتونة تلك ٢ نقطة أنت أصبحت تنطقها و نحن أمام الناس بعد أن كنت تقولها بمفردنا ، لقد كبرت يا جاسر )
, التفت اليها مبتسما باستهزاء و تسلية ليقول بمرح
, ( و**** وكبرت يا زيتونة و أصبحت تخجلين من اسمك ٢ نقطة )
, هتفت بغيظ
, ( هذا ليس اسمي ٢ نقطة أنا اسمي نوااااار ٢ نقطة نوااااار ٢ نقطة نواااااااار )
, عاد الي واقعه وهو ينظر الى المرآة مبتسما بشرود ٢ نقطة ينظر لعينيه ، ليضحك بخفوت وهو يعود لذكرى أخرى ٢ نقطة
, واقفا في شرفة أحلام الحجرية ٢ نقطة يغمر بعينه ٢ نقطة يرفع أصابعه وهو يتخلل خصلات شعره اللامع بتأنق ٢ نقطة وابتسامته مائلة على جانب واحد بجاذبية ٢ نقطةو طابع الحسن بذقنه يزيده جاذبية . على الرغم من قوة و ضخامه مظهره ٢ نقطة
, لم يشعر بالخطوات الصغيرة الحافية القدمين من خلفه ٢ نقطة و لم يرى الصغيرة التي وقفت وراءه ، تضع يدا في خصرها بينما تشير بإصبعها على رقبتها علامة القتل ٢ نقطةالى الفتاة المتمايعة على سطح البيت المجاور ، و التى تجهمت رافعة حاجبيها و اشارت لجاسر أن ينظر خلفه ٢ نقطة
, فالتفت وهو عاقدا حاجبيه بحيرة ٢ نقطة ليضبطها متلبسة في وضعية التهديد ٢ نقطة فارتسمت الشراسة على وجهه وهو يجذبها من ذيل حصانها ليجرها خلفه الى الداخل ثم دفعها بعيدا وهو يقول مهددا
, ( ماهذا الذي تفعلينه ؟؟ ٢ نقطة )
, وضعت يديها في خصرها وهي تنظر اليه مرتفعة الرأس وهي ترد بشجاعة
, ؛( وما تلك الأشكال التي تعرفها ؟؟ ٢ نقطة )
, رفع حاجبيه بدهشةٍ وهو ينظر الي تلك القزمة ليقول بغضب
, ( وما أدراكِ أنت بمثل تلك الأمور ؟؟ ٢ نقطة )
, قالت بقوة و تحدي
, ( أخبرتك ألف مرة أنني لم أعد طفلة ٢ نقطة و تلك التصرفات لا تليق بابن الحاج رشيد )
, ارتفع حاجبيه أكثر حتى بدا مذهولا ٢ نقطة ثم أرجع رأسه للخلف و هو يضحك عاليا ٢ نقطةوما أن انتهى أخيرا حتى أقترب منها ليرفعها من ذيل حصانها وهو يهزها كالأرنب
, ( كبرت يا زيتونة و أصبحتِ تعلمينني ما يليق وما لا يليق ؟؟ ٢ نقطة)
, قالت بشجاعة أكبر وهي تنظر اليه وهو تقريبا يحملها من ذيل حصانها
, ( و يا ليته يأتي بفائدة ٢ نقطة كل يومين فتاة و ستفضحا يوما ما في الحي )
, كان هو يستمع اليها وهو مذهولا ثم هزها مرة أخرى من شعرها ليقول بتهديد
, ( من أين أتيتِ بتلك الوقاحة ؟؟٣ علامة التعجب ٢ نقطة لم تكوني هكذا ، حتى أنه ليس كلامك ابدا ٢ نقطة كل ذلك من تحت مصادقتك للمتشردة الصغيرة ابنة أخ رشوان ٢ نقطة ألم أمنعك من رؤيتها أو رؤية أيا منهم ؟ ٢ نقطة إياك أن أعلم بذهابك لبيتهم من جديد و الا سأخبر والدك وهو من سيقلقنك الأمر بحزامه ٢ نقطة مفهوم ؟؟ )
, وضعت نوار يديها الصغيرتين في خصرها وهي تنظر الي بتحدٍ أكبر لتقول
, ( سأذهب ٢ نقطة )
, هزها جاسر بقوةٍ اكبر وهو يقول بغضبٍ حقيقي
, ( اسمعي الأمر يا نوار و الا آذيتك ٢ نقطة ذهاب اليهم ممنوع ، تلك الأسرة علاقتنا بها انتهت للأبد ٢ نقطةام تريدين أن اذهب بأصدقائي لنكسر البيت فوق رؤسهم ؟؟ ٢ نقطة )
, هتفت نوار بترجي و بقوةٍ في آنٍ واحد
, ( ليس لنا دخل بمشاكلكم معا ٢ نقطة نحن اصدقاء )
, جذبها جاسر اليه وهو ينحنى اليها حتى اقترب وجهه من وجهها وهو يهمس بهسيس خطير
, ( أنتم ؟؟ ٢ نقطة من أنتم ؟؟؟ )
, ابتلعت نوار ريقها و تلعثمت وهي تقول بخفوت
, ( أنا ٢ نقطة وحنين ٢ نقطة وحور ٢ نقطة)
, ظل ينظر بعينين شريرتين الي عينيها اللتين ظهر فيهما الخوف أخيرا ٢ نقطة ثم تركها أخيرا وهو يستدير عنها قائلا بتهديد
, ( لقد أنذرتك يا نوار ٢ نقطة لا تجعليني أريك غضبي ، ولا علاقة لكِ أنتِ أو المتشردة الأخرى بفتياتي )
, امتعضت نوار وهي تمط شفتيها بتقزز من كلمة فتياته ٢ نقطة ثم قالت بوعيٍ طفولي
, ( لما لا تنتظر قليلا ، فربما يكون لك نصيبا بفتاة طيبة من أسرة طيبة كذلك ٢ نقطةقد تكون صغيرة الآن ، لكن من يدري )
, التفت اليها رافعا حاجبا مستهزئا من طفولتها وهي تنصحه بينما لا تكاد تصل بطولها الى مرفقه ٢ نقطة ثم قال بهدوء يستدرجها
, ( آآآه ٢ نقطة ومن تكون سعيدة الحظ ؟؟ ٢ نقطة هل سمعتِ أمك تتحدث في الأمر مع إحدى الجارات ؟؟ ٢ نقطةأخبريني زيتونة ،فأنتِ لا تخفين عني شيئا )
, عضت على شفتيها وهي تنظر أرضا بينما أحمر وجهها ارتباكا الا أنها لم تجد بدا من أن تعترف
, ( لم أسمع أمي ٢ نقطة بل سمعت أمك ٢ نقطة كانت تتحدث الى الخالة روحية ، وهي ترشح لك منال ابنة الحاج توفيق ،و رشا ابنة الحاج عطية الجزار ٢ نقطة )
, رفع جاسر حاجبه أكثر وهو يشرد بعينيه العابثتين وهو يفكر " رشا ٢ نقطة" ذات التغذية السليمة ٢ نقطة السليمة جدا في الواقع ٢ نقطة
, الا أن نوار تابعت كلامها بسرعة حتى لا يذهب بتفكيره بعيدا
, ( لكن أنا لم أقصد هاتين أبدا ٢ نقطة و قررت أن انبهك قبل أن تقع في الفخ و تجد نفسك مرتبطا بخطبة دون أن تدري )
, التوت شفتي جاسر بتسليةٍ عابثة وهو يجلس على ذراع أحد المقاعد ليقول باستمتاع
, ( ومن تقصدين اذن يا زيتونة ؟؟ ٢ نقطة )
, عضت على شفتيها مرة أخرى ٢ نقطة و انتظر هو رغبة منه في معرفة صاحبة كل هذا الارتباك المرتسم على وجه زيتونته الصغيرة ٢ نقطة الى أن همست أخيرا بارتباك
, ( حنين ٢ نقطة )
, للحظاتٍ لم يستوعب الكلمة التى خرجت من شفتيها ٢ نقطة الي أن اخذ الاسم مجراه في اذنيه متخللا خلايا عقله ببطء ، فنهض واقفا فجأة ٢ نقطة فارتعبت نوار وركضت الى خلف الأريكة لتجعل منها حاجزا بينهما استعدادا للهرب منه ٢ نقطة
, الا أن جاسر تسمر مكانه و فجأة انفجر بضحكةٍ عاليةٍ حتى اهتزت عضلات صدره الضخمة بفعل قيادة شاحنات والده ٢ نقطة
, وما أن انتهى أخيرا حتى نظر بعدم تصديق الى نوار التي بالكاد يظهر منها رأسها و كتفيها من خلف الأريكة القديمة المذهبة الضخمة ٢ نقطةوهي تتمسك بظهرها بيديها الصغيرتين و تنظر اليه عابسة بشدة
, ثم اقترب منها في هجمةٍ واحدة فجرت صارخة من حول الأريكة بينما هو يهدر بتهديد
, ( أنا ٢ علامة التعجب ٢ نقطة أنا أتزوج من المتشردة الصغيرة حافية القدمين و التي أمرتك منذ لحظات أن تقطعي كل صلةٍ بها ؟ ٢ نقطة إنها تشبه عود الثقاب ٢ نقطة منذ متى أصلا و أنتما تفكران بتلك الأمور وأنتما لم تخرجا من البيضة بعد ؟ ٢ نقطة)
, شدت نوار كتفيها بشجاعة ووقفت تقول بتحدي
, ( أخبرتك أننا قد كبرنا ٢ نقطة ومن في مثل سننا تقرأ فاتحتها لحين أن تتزوج ، ٢ نقطة و أنت ستتزوج حنين ، حتى ولو رغما عنك ٢ نقطة )
, ثم صرخت وهو يهجم عليها ليطاردها بشكله المرعب الضخم في كل أنحاء البيت ٢ نقطة
, ضحك جاسر بخفوت وهو يعود من سيل الذكريات ٢ نقطةناظرا الي عينيه و كأنه يقطع وعدا ٢ نقطة ثم همس أخيرا
, ( وها قد أصبحت ملكي ٢ نقطة بل أنها كانت ملكي من قبل أن تولد ٢ نقطة تسمت باسمي منذ أجيالٍ و أجيال ٢ نقطة )
, كانت تجلس على نفس جلستها لا تعلم كم من الساعات مرت عليها ٢ نقطة لكن الغرفة المظلمة بدأت تتوضح ملامحها ، بلونٍ رمادي كئيب ٢ نقطة
, لأول مرةٍ تشعر بمثل هذا الانقباض مع شروق الشمس ٢ نقطة
, لقد بدأ جو الصيف في التراجع قليلا ٢ نقطة لتحل لدغة البرد المعروفة مع الشروق ، و ازدادت رائحة يود البحر قوة حتى ازكمت أنفها ٢ نقطة
, تطايرت الستائر البيضاء الشفافة قليلا مع البرد الذي يحملها معه و غاب شعاع الشمس الذهبي الذي اعتادت عليه ٢ نقطة
, فبدت الغرفة كلوحةٍ ضبابية رمادية، باردة ، ساكنة كغرفةٍ مسكونةٍ بالأشباح ٢ نقطة ستائرها المتطايرة هي النبض الوحيد بها ٢ نقطة
, نظرت حنين حولها الي كل جزء من أجزاء الغرفة وهي تضم ذراعيها بكفيها و تدلكهما لتهدىء من رعشة البرد التى تشعر بها ، لا تعلم إن كان الشتاء فعلا قد اقترب ٢ نقطة أم أن البرد منبعثا من قلبها ٢ نقطة
, إنها المرة الأولى التي تقضي فيها ليلة بعيدة عن بيت عمها ٢ نقطة و على الرغم من كل سنوات الغربة التي ظنتها سابقا ، الا أنها لا توازي ذلك الصقيع في قلبها في تلك اللحظة ٢ نقطة
, أجالت نظرها مرة أخرى بعينين متسعتين و صدرٍ لاهث ٢ نقطة
, " ماذا سيحدث الآن ؟؟ ٢ نقطة هل سيجعلها زوجته بالفعل ؟ ٢ نقطة متى ؟؟ ٢ نقطة الليلة ؟؟ ٢ نقطة بعد ساعة ؟؟ ٢ نقطة الآن ؟؟ "
, ارتجفت بقوة ٢ نقطة فإن كان ما عايشته بالأمس رعبا ٢ نقطة الا أنه رعب سريع و قد صدمتها أعصابها التي انهارت فجعلت احساسها بالرعب يبدو وكأنه كابوس غير حقيقي
, أما الآن ٢ نقطة الآن ومنذ ساعات ٢ نقطة وهي تجلس بمفردها في الظلام منتظرة ٢ نقطة تبدو وكأنها تعايش موتا بطيئا ، فاق ألمه ما عرفته بالأمس ٢ نقطة
, لماذا يعذبها بهذا البطء ؟ ٢ نقطة هل هو سادي لتلك الدرجة ؟ ٢ نقطة أتراه يستمتع الآن في هذه اللحظة متلذذا بتركها تنتظر حكم الإعدام ؟ ٢ نقطة
, لقد أصبحت زوجته شرعا وقانونا ٢ نقطة أصبحت حرم جاسر رشيد ٢ نقطة
, على الرغم من اتساع عينيها بخوف ٢ نقطة الا أن ابتسامة مفاجئة شقت طريقها الى شفتيها ، لتتسع تدريجيا و بسرعة ، ثم تحولت الى ضحكةٍ بدت كالفواق ٢ نقطة تلتها ضحة أخرى ، ثم أخرى أعلى ٢ نقطة و أخذت ضحكاتها تتوالى بصوتٍ عالي وهي غير قادرةٍ على إيقافها ٢ نقطة
, فأغمضت عينيها بقوةٍ و دموع الضحك تنساب من تحت أجفانها على وجنتيها و وضعت يدها على شفتيها و جسدها الصغير ينتفض انتفاضا من شدة الضحك ٢ نقطة
, استطاعت الهمس بصعوبة من بين ضحكها العالي المجنون
, ( ي**** ٢ نقطة لقد لعبها بطريقة صحيحة ٢ نقطة صحيحة جدا ٢ نقطة لقد ٢ نقطة لقد رجوته ليتزوجني ٢ نقطة وكدت أن أقبل يده ليوافق )
, صمتت تهزها نوبات ضحكها المجنونة ٢ نقطة ثم تابعت تهمس باختناق
, ( للحق ٢ نقطة انه يستحق سلام معظم ٢ نقطة )
, عادت تضحك و تضحك ٢ نقطة و الدموع انسابت غزيرة على وجهها ، و جسدها ينتفض ٢ نقطة و لم تعرف متى تحول الضحك الي بكاء ٢ نقطة بكاء عالي يمزق نياط القلب
, كل ما تعرفه انها مالت ببطءٍ لتنام على الأرض وهي تدفن وجهها بين ذراعيها لتكمل رحلة بكائها علها تموت و لا تستيقظ أبدا ٢ نقطة
, لكن الموت أخلف موعده ٢ نقطة و النوم أبى أن يرحمها ٢ نقطة والبرد كان رفيقها الوحيد ، فرفت ركبتيها الى صدرها وهي نائمة لتضم نفسها ككرةٍ بائسة مهجورة ٢ نقطة دون أن تجرؤ على الصعود الى السرير الضخم المخيف ٢ نقطة
, فقط تراقب الستائر الشفافة وهي تلوح لها من بعيد بضوءِ الصباح الرمادي في مثل هذا الوقت من العام ٢ نقطة
, و بعد وقت طويل ٢ نقطة طويل ٢ نقطة لا تستطيع تحديده ، سمعت صوت المفتاح في الباب ٢ نقطةلكن تجمد أطرافها و تجمد قلبها خوفا منعاها من محاولة الحركة ٢ نقطة
, لحظة صمت ٢ نقطة
, .ثم سمعت خطواتٍ نهبت الأرض جريا بقوةٍ مخيفة الى أن وصلت اليها ٢ نقطةأوقعت قلبها رعبا بين قدميها ، و كفين ككلابتين من الحديد حفرتا في ذراعيها لترفعانها بقوةٍ جبارة لتستوي جالسة بين ذراعي كائن ضخم كان ينظر اليها بخوف لأول مرةٍ تراه في هاتين العينين البراقتين ٢ نقطة وهتافٍ أجش باسمها " حنين ٢ نقطة "
, نظر مصدوما للحظات الى عينيها الزيتونيتين ذات الشعيرات الذهبية بأدق تفاصيلها و الحمراوين المتسعتين رهبة ٢ نقطة ثم انتقلت نظراته الى شفتيها المنتفختين المفتوحتين لتنتقل بعدها نظراته الى جسدها وكأنه يتأكد من عدم وجود أي منظرٍ مخيف ٢ نقطة
, حتى أن يديه شردتا قليلا على بشرة ذراعيها و كأنه يتفحصها ٢ نقطة لم يتعد الأمر كله بضع لحظات حتى ظنت حنين أنها توهمت سماع نبرة الخوف في صوته وهو يناديها باسمها ٢ نقطة
, كان جالسا القرفصاء أمامها ٢ نقطة ثم في لحظةٍ رمى نفسه ليجلس بجوارها مبتسما بتسليةٍ بينما عينيه عادتا للمعانهما المعتاد و قال بسخريةٍ و عبث
, ( اذن ٢ نقطة لا زال لديكِ ذرة عقل و لم تحاولي قتل نفسك ٢ نقطة )
, ثم ضحك عاليا و جذبها لتستند الي صدره بينما هو يستند الي الحائط و أحاط كتفيها بذراعه الحديدية ٢ نقطة ليقيدها بالقوة الجبرية الي صدره ، حيث قلبه اللذي يبدو كمضخةٍ عملاقة أخذ يضرب أسفل وجنتها مباشرة ٢ نقطة
, أغمضت حنين عينيها الحمراوين تعبا و ارهاقا ٢ نقطة بينما كانت ذراعه و كفه اللذي أخذ يدلك ذراعها طاردا البرد عنها كان لهما مفعول السحر في مناداة النوم الى عقلها المعذب ٢ نقطة
, كانت تفتح عينيها كلما شدها النعاس ٢ نقطة و هي تأمر عقلها أن يستفيق وهي في حضرة ذلك المجنون المجرم ٢ نقطة فكيف تنام في وجوده ؟٢ نقطة فربما ٢ نقطة ربما فعل بها ما يشاء ٢ نقطة
, كانت عينيها تنغلقان ٢ نقطة ثم تعود لتفتحهما بقوة ٢ نقطة ليسقط جفنيها مرة أخرى ٢ نقطةبينما أصابعه تتلمسان ذراعها بصورةٍ رتيبة مرة بعد مرة ٢ نقطة
, الى أن استسلمت حنين أخيرا و هي تطلق تنهيدةٍ خافتة ٢ نقطةو تركت لجفنيها راحة الإنخفاض ٢ نقطة وهي تفكر في آخر لحظات وعيها ٢ نقطة
, " فليفعل ما يريد و أنا نائمة ٢ نقطة و يا ليت عيني لا تستفيقا الى أن ينتهي ٢ نقطة بل يا ليت الا تستفيقا أبدا ٢ نقطة
 
الفصل الرابع والأربعون


قبل أن تفتح عينيها ، تمتعت قليلا بالدفء الحديث الذي تشعر به ٢ نقطة وكأنها متدثرة بغيمةٍ فوق البحر مباشرة و الذي يصل صوت موجه الى آذانها حتى هذه اللحظة ٢ نقطة و كم تمنت أن تظل أسيرة ذلك الدفء و الا تفتح عينيها لعالمها أبدا ٢ نقطة
, لكن عاد اليها وعيها في لحظةٍ فانتفضت جالسة بقوة و رعب تنظر حولها الي الغرفة التي اتضحت ملامحها في ضوء النهار ٢ نقطة
, نظرت برعب الى الغطاء الناعم المتدثرة به ، ومنه انتقلت نظراتها المرتعبة الى جسدها لتتلمسه بيديها المرتجفتين ،لتجد أنها لاتزال بثوبها الأبيض ٢ نقطة
, اخذت تنظر الي نفسها قليلا بعدم استيعاب و هي تجمع خيوط ذاكرتها المتلاشية ٢ نقطة هل نامت في أحضانه ؟ ٢ نقطةو هل تركها بمنتهى البساطة ؟ ٢ نقطة لا يزال يستمتع بتعذيبه البطىء ، ٢ نقطة
, نهضت حنين من الفراش ترتجف و تتعثر ٢ نقطة و اتجهت ببطء وخوف الي باب الغرفة ، و بالتأكيد و كما توقعت وجدته مغلقا اخذت تجيل نظرها بخوف في انحاء حبسها الانفرادي الذي فرضه عليها دون أي ذنبٍ ارتكبته سوى أن هذا الهمجي قد قدر عليها ٢ نقطة
, تركت الباب وهي تتنهد تنهيدةٍ مرتجفة ، لا تعلم ماذا ستفعل الآن ٢ نقطة لقد خسرت اسرتها الوحيدة للأبد ، ٢ نقطة
, اتجهت بشرود الى الشرفة و نسيم البحر يطير شعرها بتناغم مع الستائر الشفافة ٢ نقطة الى أن اقتربت لتراه ٢ نقطةوفقت أمام الشريط الفيروزي الممتد على مرمى البصر ٢ نقطة يكاد يعمي نظرها من لونه الزاهي المتناقض مع شريط الرمال البيضاء الممتدة أمامه ٢ نقطة كان بحرا مختلفا .و لونه مختلفا ٢ نقطة كان رائع ، ساحر ، تاهت به للحظات ٢ نقطة
, بعد فترةٍ طويلةٍ من وقوفها أمامه مسحورة شاردة فيما ضاع منها ٢ نقطة سمعت صوت سجانها من جديد ، تقترب خطواته منها ، دون أن تسمع صوت مفتاحه هذه المرة ٢ نقطة
, التفتت اليه بسرعةٍ تشعر بالرعب من أي هجمةٍ عليها ٢ نقطة
, كان على بعد خطوتين منها ٢ نقطة ينظر اليها بعيني ذئب ، و ابتسامة قرصان ٢ نقطة لا تنقصه سوى رقعة العين لتكمل صورته الهمجية ٢ نقطة
, ظلت أسيرة عينيه لعدة لحظات ، قبل أن تجده يضع شيئا على الطاولة المجاورة ٢ نقطة فتنبهت للمرة الأولى أنه يحمل شطيرة بيده ٢ نقطة هكذا دون طبق حتى ، ووضعها على سطح الطاولة مباشرة ٢ نقطة و كوب به سائلا على ما يبدو أنه ٢ نقطةسحلب ٢ علامة التعجب ٢ نقطةسحلب ؟٢ علامة التعجب ٢ نقطة المخبول ٢ علامة التعجب ٢ نقطة
, بعد أن وضع الكوب الساخن من يده ، اقترب منها خطوتين ليصبح بقربها تماما ٢ نقطة فاستدعت كل قوتها كي لا تهرب أو أن تقفز من الشرفة خلفها ٢ نقطة فهي لم تتعافى بعد من هول تهجمه عليها ليلة أمس ٢ نقطة
, ابتسم ابتسامة شريرة و قال بهدوء
, ( صباحا مباركا يا عروسي ٢ نقطة )
, لم ترد حنين ، الا أن عينيها فقدتا بعضا من ضعفهما الخائن و تحلتا بكرهٍ ظهر بوضوحٍ من بين شعيرات عينيها الزيتونيتين ٢ نقطة نظر اليهما جاسر طويلا كما اعتاد مؤخرا قبل أن يقول باستهزاء واضعا يديه في جيبي بنطاله مشيرا بذقنه
, ( ماذا ؟ ٢ نقطة أكنتِ تفكرين برمي نفسك من الشرفة ، لتتخلصي من زوجك المتوحش ؟٢ نقطة هيا ٢ نقطة تقدمي ، فلتخسري حياتك و آخرتك ٢ نقطة )
, ظلت حنين صامتة قليلا ، و صدرها يعلو و يهبط بأنفاس الكره و الغل له ٢ نقطة ثم همست كل ما استطاعت همسه في مثل حالها
, ( ليست لي أي حياة ٢ نقطة لقد تكفلت بالأمر و سرقت ما تبقى من حياتي ٢ نقطة و أنا لن أخسر آخرتي من أجلك ، لذا اطمئن ٢ نقطة لن أنهي بنفسي فترة تعذيبك لي ٢ نقطة بل أنتظر القدر ليحررني منك )
, ضحك جاسر ضحكة خشنة لا تحمل أثرا للمرح أو التسلية ٢ نقطة ثم اقترب منها مرة أخرى حتى كاد ان يلامسها ، فاستدارت عنه تعطيه ظهرها بقلبٍ يرجف و ساقين تتمنيان التهاوي ٢ نقطة
, و بالفعل انتفضت حين شعرت بيديه على كتفيها بخفة و أنفاسه الدافئة على عنقها تنافس النسيم البارد المحمل اليهما ٢ نقطة
, أغمضت حنين عينيها هلعا ، خاصة حين شعرت بأصابعه ترتفع لتمر بظاهرها على طول عنقها الناعم بلمسةٍ كادت الا تشعر بها ، الا أن تأثيرها كان كالسياط ٢ نقطة ابتلعت حنين ريقها فتحسست اصابعه الخفيفه حركات عضلات عنقها الهشة وهي تتحرك بصعوبة ٢ نقطة و أفلتت منها تنهيدة خوف صامته ٢ نقطة
, و بعد عدة لحظات شعرت به يعود ليمسك بكتفيها ٢ نقطة مسندا ذقنه الى قمة رأسها وهو يقول بصوتٍ أجشٍ خافت
, ( ما رأيك بهذا المنظر ؟؟ ٢ نقطة هل يعجبك البحر ؟ ٢ نقطة )
, للحظاتٍ لم ترد حنين وهي تتطلع الى الساحل الفيروزي ٢ نقطة وحين تمكنت من الكلام أخيرا همست بفتور و بلا حياة
, ( ليس هو البحر الذي تربيت على رماله ٢ نقطة بحر المدينة داكن و رمالها أقسى ، أما هذا البحر الناعم لم آتي اليه من قبل )
, تحركت أصابع جاسر على كتفيها وهو يشدد عليهما قليلا وكأنه تعجب من تطرقها للحوار ٢ نقطة لكنه همس بخفوت و عمق
, ( لا تدعي لونه الفيروزي يخدعك بنعومته ٢ نقطة فبحر الساحل شرس ، غادر ٢ نقطة لا صديق له )
, همست حنين بقوة
, ؛( اعرف ٢ نقطة ولا أحبه ٢ نقطة )
, همس جاسر في اذنها بعد أن مال برأسه اليها بطريقةٍ ارسلت رعشة الى أطرافها
, ( ستعتادينه أولا ٢ نقطة ثم تعتادين حبه )
, همست حنين باندفاع
, ( لن أحبه ٢ نقطة ليس هذا مكاني و ليست حياتي )
, شدد جاسر على كتفيها أكثر ليمنع محاولتها التحرر منه وهو يقول بتأكيدٍ قاسٍ
, ( بل هي حياتك ٢ نقطة حياتك معي أنا ٢ نقطةأنا أملكك منذ أن كنتِ طفلة تلعبين في طرقاتِ حينا )
, جذبت حنين نفسها بقوةٍ منه وهي تستدير اليه لتقول بعنف بينما عيناها اشتعلتا بمرارةٍ دفينة و بريق دموع تحاول كبتها و هتفت بقهر
, ( لن تكون حياتي ٢ نقطة لن تكون حياتي ابدا ، لو كانت لديك فرصة في البداية فأنت وأدتها قبل أن تبصر النور حتى ، بما فعلته ليلة أمس ٢ نقطة لقد ابتززتني بمحاولة اغتصابي ٢ نقطة هل رأيت دناءة أكثر من تلك ؟ ٢ نقطة )
, للحظةٍ فقدت عيناه كل أثرٍ للعبث أو المرح ٢ نقطة و اشتعلتا بشيءٍ غريب لم تستطع تفسيره ٢ نقطة ثم هجم عليها يجذبها من ذراعيها اليه بقوةٍ بينما أبعدت وجهها عن وجهه برعب وهي تشهق بقلبٍ يرتجف ٢ نقطة فحطت أنفه على وجنتها لتشعر بنفسه الساخن يلفح بشرتها ٢ نقطة وهمس بصوتٍ مخيف يكاد يلسعها بحرارته
, ( اغتصاب ؟؟ ٢ نقطة الا تشعرين بأنكِ أصبحتِ كئيبة قليلا ، ٢ نقطة ما من اغتصاب بين رجلٍ و زوجته ٢ نقطة المرء لا يغتصب حقه ، بل يسترده ٢ نقطة )
, اخذت تدفع صدره بكفيها و قد بان عليها الوهن و الضعف من شدة ما تعرضت له الليلة السابقة ٢ نقطة وهمست بضعف و مرارة
, ( ابتعد عني ٢ نقطة ابتعد عني ، لا أطيق لمستك ٢ نقطة )
, جذبها جاسر اليه بقوةٍ لتسقط على صدره و يكبلها بذراعيه بقوةٍ بينما يديه تتحركان على ظهرها بخشونة وهو يهتف بغضب وقد فقد صبره الخادع ٢ نقطة
, ( ماذا بها لمستي ٢ نقطة ها ؟؟ ٢ نقطة تقرفك ؟؟ ٢ نقطة تختلف عن اللمسات الناعمة التي كنتِ تحلمين بها ؟ ٢ نقطة تنتظرين فارسا من الأحلام ، اليس كذلك ؟ ٢ نقطة لكن الفارس ٢ نقطة الفارس يا حنين ، يفوز بأميرة ٢ نقطة أما أنتِ فلستِ أميرة أبدا ٢ نقطة )
, اخذت حنين تقاومه بضعف ،الا أنها بدت كمن يحاول زحزحة جدارا منيعا ٢ نقطة بينما هو يتابع بحقد
, ( انظري حولك ٢ نقطة انظري لذلك البيت الذي يرقى لمرتبة القصور ، الا يكفيكِ ذلك ؟ ٢ نقطة تريدين الفارس مع القصر ؟ ٢ نقطة أنسيت حياتنا في الحارات ؟ ٢ نقطة أم أن حياتك في الأحياء في الأحياء الراقية جعلتكِ تتمنين أحد أبنائها ؟ ٢ نقطة )
, أغمضت حنين عينيها أمام كلماته القاسية ٢ نقطة وطيف فارسها يتخلل قلبها المعذب ، طيفه يزورها بين حينٍ و آخر ٢ نقطة
, ذلك الفارس الذي لم يكن سوى وهم ٢ نقطة وهم لم ينسجه خيالها ، بل نسجه ذلك المتوحش أمامها ، إكمالا للعبة العبث بحياتها ٢ نقطة
, هتفت بصوتٍ معذب و كأنها تقنع نفسها قبل أن تقنعه محاولة التحرر منه بشراسةٍ ضعيفة ٢ نقطة
, ( لا تكلمني بذلك التحقير ، أنا ابنة اخ اسماعيل رشوان ٢ نقطة اسماعيل رشوان ٢ نقطة )
, ضحك جاسر عاليا وهو يسخر من غرورها الزائف ، و ردا منه جذبها اكثر ليمنع كل حركةٍ لها بينما هي تدير وجهها بعيدا عن ملامحه الشريرة وهو يقول
, ( من تحاولين اقناعه ؟ ٢ نقطة أنا أم نفسك ؟؟ ٢ نقطة لم تكوني أكثر من شخصٍ مهمل لديهم ، و انظري لحالك الآن ، انظري الى النعمة التي تعيشينها حاليا ٢ نقطة كل ما عليكِ فعله الآن أن تكوني ممتنة و تحمدين **** على ما أنتِ فيه )
, لم تكن تنظر لوجهه وهو ينطق كلامه السام ٢ نقطة لكنها كانت تختزن بداخلها كل قطرة سم يبثها داخل روحها ، لتكون حجرا آخر في جدار كرهها له ٢ نقطة
, لكنه كان كمن افضى ما لديه و انتهى ، فضمها الى صدره بقوةٍ كادت تحطم ضلوعها ،ليس بفعل قوةٍ جسدية ٢ نقطة لكن شيئا آخر في ضمته لها ٢ نقطة جعلها تشعر و كأنه يريد أن يسجنها بداخله ٢ نقطة
, قبلها الصغير يضرب مرتعشا فوق مضخةٍ جبارة تضربه ضربا ٢ نقطة لدرجةٍ ارعبتها أكثر فوق رعبها ، لماذا يضربها قلبه بتلك الطريقة المفزعة ٢ نقطة بأي جريمةٍ يفكر تجعل نبضاته تزداد لهذا الحد ؟٢ نقطة
, حين ازداد فزعها لمجرد الاحساس بضربات قلبه الهائجة ٢ نقطة حاولت ابعاد راسها عن صدره و رفعت يدها بصعوبةٍ تمسح دمعتين مرتعبتين أفلتتا على وجنتيها ٢ نقطةثم همست محاولة ابعاد وجهها عنه و عن حصاره قدر الإمكان
, ( على ماذا تنوي الآن ؟ ٢ نقطة و أي عذابٍ جديد سأراه على يديك ؟؟ )
, ابتسم دون مرح وهو يتطلع الى خط عنقها الطويل الملتوي وهي تنظر بعيدا عنه ٢ نقطة ثم قال بصوتٍ أجش
, ( سننتظر الى أن نرى ردة فعلهم ٢ نقطة كان بإمكاني أن أخبرهم بمكاننا ، لكن أحببت أن أرى مدى مهارة ولدي رشوان في العثور علينا ٢ نقطة )
, نظرت اليه حنين بسرعةٍ وخوف وهمست بارتجاف و هي لا تريد التصديق
, ( هل ٢ نقطة هل أخبرتهم عن ٢ نقطة زواجنا ٢ نقطة الزواج )
, ازدادت ابتسامته التواءا وقسوة وهو يجيب بتمهل مشددا على كل حرف
, ( بالتأكيد ٢ نقطةكان أول ما فعلته صباحا أن اخبرت ابن عمك بزواجك ٢ نقطة )
, ارتجفت شفتيها بشدة مثيرة للشفقة ٢ نقطة و اهتزت حدقتاها بشرود وخوف ٢ نقطة ثم همست بلهفةٍ دون وعي
, ( أريد أن أكلم عمتي ٢ نقطة أرجوك ٢ نقطة يجب أن أكلمها ، ٢ نقطة أن أشرح لها ٢ نقطة )
, مع كل كلمةٍ كانت تنطقها كانت ملامحه تزداد قسوة ثم قال أخيرا بجفاء
, ( تخبريها بالأسباب التي جعلتكِ تهربين ليلا ، هاربة من خطبتك لابنها ٢ نقطة أتعتقدين أن أي شرحٍ منكِ في هذه اللحظة من الممكن أن يكون مجديا لها ؟؟ ٢ نقطةلقد أخطأتِ بقبولك من البداية يا حنين و ها أنتِ تدفعين الثمن )
, رفعت اليه عينين متسعتين وهي تلهث بخوف ٢ نقطة وهمست بعد لحظات
, ( أريد أن أكلمها ٢ نقطةأرجوك ٢ نقطةدعني أكلمها ، إنها ٢ نقطة انها أمي )
, وهي تكلمه و تستعطفه ٢ نقطة جاءت غيمة رماديةٍ كبيرة لتحجب الشمس و تحجب بعضا من دفئها ٢ نقطة التفتت حنين الى الشرفة لتجد بعض قطرات الأمطار الصغيرة جدا ٢ نقطة تتساقط بتباعد ، لتلامس أرض الشرفة و زجاجها ٢ نقطة
, بينما تغيرت النسمات لتهب رياحا أقوى قليلا لتطير شعرها الى وجهه ، الذي تقبلها مغمضا عينيه يستنشق عطرها الخاص ٢ نقطة
, تاهت عيناها في البحر الذي تحول خلال لحظاتٍ لبحرٍ رمادي غاضب ٢ نقطة بينما السماء تضاهيه في لونه الضبابي ، لتختفي الصورة الملونة التي رأتها منذ قليل ٢ نقطة
, ارتجفت حنين بقوةٍ و طوقت صدرها بذراعيها ٢ نقطة لتلفها ذراعين آخرين أقوى و أكبر و أدفأ ٢ نقطة جذبتاها لصدرٍ قوى ، و اندفع صوته كهدير موجٍ في أذنها ٢ نقطة
, ( ستبردين بملابسك الرقيقة تلك ٢ نقطة لماذا لم تبدلي ملابسك الى الآن ؟ ٢ نقطة )
, لم ترد عليه ، بل ازدادت ارتعاشا ٢ نقطةفقال بخفوت
, ( هيا لتتناولي شرابك قبل أن يبرد ٢ نقطة )
, همست بتجمد و بلا حياة
, ( لا أريد ٢ نقطة )
, جذبها للخلف حتى الطاولة الموضوع عليها " السحلب " ٢ نقطة ثم تركها ليغلق زجاج الشرفة بقوةٍ أصدرت صوتا عاليا جعلها تنتفض ٢ نقطة
, ليعود اليها وهو يرفع الكوب الساخن ليديها ثم أحاط بهما كي لا يسقط الكوب من يدها ٢ نقطة ظلت تنظر اليه و شفتيها ترتعشان بقوةٍ لا تناسب بداية الشتاء ٢ نقطة وهو كعادته يطيل النظر لعينيها و بينهما الشراب الساخن يخرج بخارا بن وجهيهما ليفصلهما عن بعضهما وعما حولهما ٢ نقطة
, رفع جاسر الكوب بيديها الي شفتيها المرتجفتين ، فلامس شفتها السفلى بالكوب الساخن ليسكن من ارتجافها ٢ نقطة و حين وجدها مستسلمة لعدة لحظات ، أماله اليها لترتشف منه ٢ نقطة و أمام عينيه المشتعلتين كانت روحه تزداد اشتعالا وهو يراقبها كطفلةٍ صغيرة ٢ نقطة ترتشف السائل الكريمي الأبيض ٢ نقطة وعيناها مائلتانِ بحزنٍ زادها جاذبية ٢ نقطة
, قال جاسر بهدوء دون أن يترك يديها ٢ نقطة
, ( سنهتم بكل شيءٍ في وقته ٢ نقطةاتركيها بعض الوقت ثم سأسمح لكِ بمكالمتها ٢ نقطةفقط إن بقيتِ متعاونة و طيبة )
, التقت عينيها بعينيه من فوق حافة الكوب ٢ نقطة لتأسرهما ٢ نقطة بينما كانت هي تراقب أسرهما بصمت و بلا أي تعبير ٢ نقطة
, كانت الحاجة روعة ممدة في فراشها ٢ نقطة تبكي و تنشج بصمت و يدها على صدرها المتألم ، بينما كانت صبا ممدة الى جوارها تحيط كتفيها بذراعها و تربت على يدها بقوةٍ علها تريح من ألمها ٢ نقطة بينما هي تغالب دموعها و التي تريد الانهيار من أجل تلك المرأة البسيطة التي أحبتها في فترةٍ قياسية ٢ نقطة
, قالت صبا بصوتٍ خافت مختنق ٢ نقطة
, ( كفى يا عمتى أرجوكِ ٢ نقطة لا تخيفيني عليكِ أكثر )
, بكت الحاجة روعة وهي تغمض عينيها المتورمتين ٢ نقطة هامسة من بين بكائها
, ( هكذا يا حنين ٢ نقطة هانت عليكِ تربيتي و تعبي من أجلك ٢ نقطة )
, امتلأت عينا صبا بالدموع و همست بضعف
, ( لا تقسي عليها أكثر من الازم يا عمتي ٢ نقطة حنين كانت مظلومة في كل ما تعرضت له )
, بكت الحاجة روعة بين أحضانها وهي تقول
, ( هي من ظلمت نفسها بفعلتها ٢ نقطة كيف تهرب بتلك الطريقة ؟ ٢ نقطة من هو ذلك الذي تركت مالك من أجله ؟ ٢ نقطةلا مقارنة بينهما من الأساس و حينا كله يعلم بذلك )
, ربتت عليها صبا وهي تعذرها كأمٍ تألم ابنها للتو بفعلةٍ شديدة ٢ نقطة حتى وإن لم يكن بفعل الحب ، لكن ما فعلته حنين طعن مالك بشدة ، خاصة وهي تدرك أهمية قراءة الفاتحة و اعطاء الكلمة عندهم يعد كميثاق ٢ نقطة
, لذا كانت تحذر حنين من السكوت على تلك الخطبة و كانت تحثها على المواجهة و البوح بالأمر ٢ نقطة أما هروبها بهذا الشكل المخزي فلم يكن الحل أبدا ٢ نقطة لم يكن انصافا لها أو لمالك
, هذا بالإضافة لأنها لا تثق أبدا في ذلك الشخص الهمجي جاسر رشيد ٢ نقطة فماذا إن نال من حنين ما يريد ثم طلقها بعد ذلك و رماها ٢ نقطة لمجرد الحاق اهانة كبيرة بعائلة رشوان .
, ابتلعت صبا ريقها وهو تشعر بقلبها يخفق من الخوف حين وصلت بتفكيرها الى هذه النقطة ٢ نقطةوهمست بداخلها بغضب
, " أيتها الغبية ٢ نقطة أيتها الغبية "
, عادت صبا من شرودها الي الحاجة روعة التي عادت للبكاء من جديد وهي تنشج قائلة
, ( لكن أنا سأسامحها ٢ نقطة و**** الذي لا اقسم به باطلا سأسامحها إن عادت ، لقد كانت أمانة في عنقي الي يوم الدين ٢ نقطةكانت أمانة تركها لي الحاج اسماعيل ٢ نقطة منذ أن أحضرها الي أحضاني وهي طفلة صغيرة و هي أمانة في عنقي )
, حينها لم تستطع صبا التماسك أكثر ودموعها تنساب على وجنتيها ٢ نقطة وهي تهمس باختناق
, ( كفى يا عمتي أرجوكِ ٢ نقطة لا تحملي نفسك فوق ما تستطيعين )
, ازداد بكاء الحاجة روعة أكثر وهي تقول بصعوبةٍ و تعثر
, ( نعم ٢ نقطة لقد ظلمناها ، ٢ نقطة لقد ظلمناها كثيرا ، حين اتفقو على تزويجها وهي صغيرة ٢ نقطة كنت أشعر بالذنب يقتلني و أنا ازينها بيدي لأسلمها الى ما لم نرضاه لحور ٢ نقطة لكن لم يكن بيدي حيلة ، اقسم ب**** لم يكن بيدي حيلة )
, صمتت وهي غير قادرةٍ على التقاط أنفاسها من شدة الاختناق في البكاء ثم تابعت
, ( حتى الحاج اسماعيل ندم بعدها ٢ نقطة و**** أنه ندم بعد أن تركها الحقير قبل زفافهما بأيام و بعد أن انهارت كرامتها بتلك الطريقة في الحي ، ولولا ستر **** لكانت سمعتها أيضا انهارت و لكانت طالتها الأقاويل الباطلة ٢ نقطةو بعدها تمنينا أنى تتزوج عاصم ليصونها ٢ نقطة و**** كنت اتمناها لعاصم ، و**** يعلم )
, عقدت صبا حاجبيها قليلا وهي تدرك أن الحاجة روعة قد نسيت نفسها تماما ونسيت أيضا أنها تتحدث الي زوجة عاصم ٢ نقطة إنها تتكلم على سجيتها تماما ، لذا لم تأخذه بمحملٍ سيء ٢ نقطة فتابعت الحاجة روعة من بين بكائها
, ٢ قوس أيسر لكن ماذا كنا نفعل و عاصم رفض من اليوم الأول ، وهو لم يرها يوما سوى طفلة ٢ نقطة حتى بعد نضوجها ،دائما ما يراها طفلة تحت رعايته ٢ نقطة أتذكر أن الحاج اسماعيل قد اقسم على عاصم يوما وكاد أن يقع خلافا قويا بسبب رفض عاصم ٢ نقطة لكنه في النهاية أب ٢ نقطة و لم يستطع أن ينكر على عاصم حقه في أن يرى الطريق الأفضل له٢ نقطة)
, تنهدت قليلا وهي تنشج لتقول بضعفٍ و تعثر بينما صبا تربت على كتفها
, ( و**** لم يرتح قلبي يوما لتلك النحيفة التي خطبها ٢ نقطة وكنت أنظر اليها و الي حنين و أسأل في نفسي " ماذا دهاك يا عاصم لتترك ابنة عمك لحمك و دمك و تختار ضيقة الكاحلين ، حادة الصوت تلك "٢ نقطة )
, تصلبت عينا صبا وهي تدرك الشخصية المذكورة تماما ٢ نقطة دانا عثمان الراجي ٢ نقطة ابنة عثمان الراجي ٢ نقطة حجر آخر في نواقص عاصم ٢ نقطة أن يكون العمل شيء على الرغم من اعتراضها على التعامل معهم ٢ نقطة لكن التداخل معهم شخصيا ، وهو يعلم تماما أي رجل سيكون جدا لأولاده ٢ نقطة لكنها لا تستطيع أن تخوض في هذا الأمر ٢ نقطة
, فعاصم ترك دانا الراجي ٢ نقطة و الإنسان لا يحاكم على النوايا ، لكنها تعلم علم اليقين أن عاصم لم يترك دانا بناءا على مبدأ و مراجعة للذات ٢ نقطة بل تركها لأنه أراد فتاة أخرى ٢ نقطة أرادها هي ٢ نقطة
, للحظةٍ تاهت صبا عن رفضها ٢ نقطة وهي تدرك سلطانها عليه و الذي هو واضح وضوح الشمس دون غرور ٢ نقطة حتى ليلة أمس ٢ نقطة
, انتفضت صبا لتنهر نفسها عن أفكارها التي حملتها رغما عنها الى آخر منطقةٍ يجب أن تفكر بها حاليا و في مثل تلك الظروف ٢ نقطة الا أنها معذورة ، تشعر وكأنها لاتزال مصدومة لكن لا وقت لديها لتتعامل مع صدمتها ٢ نقطة
, أعادت اهتمامها بالقوة الى الحاجة روعة و همست بهدوء
, ( ما فائدة كل تلك الذكريات الآن يا عمتي ؟؟ ٢ نقطة )
, بكت الحاجة روعة بصمت ثم قالت بعذاب
, ( كنت سعيدة جدا بموافقة مالك ٢ نقطة مالك حبيبي هو من يريح قلبي دائما ، فماذا فعل ليستحق تلك الفضيحة ؟ )
, تنهدت صبا وهمست
, ( انه النصيب يا عمتي ٢ نقطة حنين لم تكن لمالك أبدا ، ثم عن أي فضيحةٍ تتكلمين يا عمتي ،٢ نقطة حنين لم تخطب لمالك رسميا و قليلين جدا من علمو بالأمر )
, بكت الحاجة روعة أكثر وهي تنتحب قائلة
, ( عاصم ومالك سيعدانها فضيحة مدوية ٢ نقطة أنت لا تدركين حجم المصيبة التي سقطت فوق رؤسنا ، أن تهرب فتاة من ابن عمها لتزوج نفسها ٢ نقطة يا الهي الرحيم ٢ نقطة ستطير بها الرقاب و قد أخسر أولادي كلهم )
, ضمتها صبا اليها بقوةٍ وهي تدلك ذراعيها بدعم ٢ نقطة بينما بدأ قلق غير مرغوب به في التسلل لقلبها ٢ نقطة وهي تقول بغير اقتناع كامل
, ( لا تهولين الأمر يا عمتي ٢ نقطة لن تصل الأمور لتلك الدرجة باذن **** )
, عادت الحاجة روعة لبكائها الذي لم تتوقف عنه للحظة ٢ نقطة و بعد فترة ناولتها صبا قرص المنوم الخاص بها بعد مقاومة ، ثم استلقت على جانبها فقامت صبا بتغطيتها وهي تهمس لها بأنها ستظل بجوارها الى أن تنام ٢ نقطة
, لكن بعد لحظتين رفعت الحاجة روعة رأسها الى صبا لتقول بصوتٍ مبحوح من شدة البكاء و عينين متورمتين
, ( صبا ٢ نقطة رضى **** عليكِ يا ابنتي ، لا تخبري أي أحد بتلك المصيبة ٢ نقطة )
, ربتت صبا على ذراعها وهي تقول بعتب
, ( وهل أحتاج الي توصية عمتي ؟ ٢ نقطة لا تقلقي طبعا )
, ترددت الحاجة روعة قليلا ثم همست بقلق
, ( ولا حتى حور ٢ نقطة لو تكلمت )
, عقدت صبا حاجبيها ، لكنها لم تعلق على الأمر وهي تومىء برأسها هامسة تعيد تغطيتها
, ( لا تقلقي ٢ نقطة ارتاحي قليلا )
, ثم بقت بجوارها تربت على ذراعها الى أن هدأ صوت تنفسها بعد فترةٍ طويلة ٢ نقطة فجأة سمعت صوت سيارة عاصم و هي تقف بسرعةٍ أمام البيت ٢ نقطة و لم يكن قد عاد منذ أن سمع بذلك الخبر المشؤوم صباحا ٢ نقطة
, ودون إرادةٍ منها خرجت جريا على أطراف أصابعها و اغلقت باب الغرفة بهدوء كي لا تستيقظ الحاجة روعة ٢ نقطة
, وحين نزلت آخر درجات السلم كان عاصم يدخل من الباب في نفس اللحظة يتكلم في هاتفه صارخا
, ( أريد أن تنقلب الأرض الليلة و أعرف أي مبنى قد تم تسجيله مؤخرا باسم جاسر رشيد ٢ نقطة اريد كل سماسرتنا و مقاولينا أن يقلبو المدينة رأسا على عقب حتى يعثرون على بيتٍ باسمه حتى ولو كان جحرا في جبل ٢ نقطة )
, سكت قليلا وهو يرى صبا الواقفة عند السلم ممسكة بحاجزه بقوةٍ تنظر اليه برهبة و لهفة ٢ نقطة ثم أكمل بصوتٍ أقل قوة
, ( ذلك عملنا يا منصور ٢ نقطة و أريد خلال ساعات عناوين كل البيوت أو المباني المسجلة باسم جاسر رشيد )
, اغلق الهاتف ، ثم أخذ يحل أزرار قميصه العلوية و كأنه يتنفس بصعوبة ٢ نقطة بينما خلع سترته و رماها عشاوئيا لتحط على الأرض بدلا من أن تحط على الكرسي ٢ نقطة بدا متعبا مجهدا ٢ نقطة شاحبا بشدة ٢ نقطة
, همست صبا أخيرا بهدوء مصممة أن تتناسى أمورهما الخاصة بمنتهى القوة على الرغم من صعوبة مواجهته ٢ نقطة
, ( أما من اخبارٍ بعد ؟ ٢ نقطة )
, نظر اليها نظرة غريبة دون أن يجيبها للحظات ٢ نقطة ثم أشاح بنظره عنها ، توجست صبا بشدةٍ و شعرت بالخوف من أن يكون شيئا أسوأ قد أصاب حنين ٢ نقطة فتجرأت و اقتربت منه وهو يوليها ظهره و قالت بقلق
, ( عاصم ٢ نقطة اخبرني ، هل علمت بشيء يخص حنين ؟ )
, فجأة فقد السيطرة على نفسه و التفت اليها بقوةٍ يمسك ذراعيها بعنف وهو يجذبها اليه ليقول بهديرٍ مخيف
, ( كم مرة خرجت حنين ليلا لتقابله ؟ ٢ نقطة )
, ارتعبت صبا من منظره المخيف و عينيه الحمراوين ٢ نقطة يبدو أشد رعبا آلاف المرات من ليلة أمس ، ابتلعت صبا ريقها بضعف ٢ نقطة لكنها أجابت برباطة جأش
, ( مرة ٢ نقطة أو اثنتين ٢ نقطة)
, ازداد توحش عينيه درجاتٍ و درجات ٢ نقطة و نشب أصابعه في ذراعيها بقوةٍ و رفعها اليه وهو يهدر بجنون
, ( كيف سكتي عن أمرٍ كهذا ؟ ٢ نقطة لماذا لم تخبريني ؟؟ )
, كانت صبا تنتفض رعبا في داخلها ٢ نقطة لكنها هتفت بقوةٍ لا تتناسب مع خوفها
, ( حنين أمرتني الا أخبر أحد ٢ نقطة وهي انسانة ناضجة و لم أكن أستطيع أن أشي بها من خلف ظهرها و كأنها طفلة )
, صرخ عاصم كالمجنون
, ( ناضجة ؟؟ ٢ علامة التعجب ٢ نقطة وهل هي بتصرفها الذي رمت به اسم والدي في الوحل تكون ناضجة ؟؟ ٢ نقطة هل ارتحت الآن ؟؟ )
, صرخت صبا هي الأخرى وهي تحاول التحرر منه
, ( توقف ٢ نقطة توقف ٢ نقطة أنت ٢ نقطة )
, لكنه قاطعها وهو يهدر بصوتٍ معذب على الرغم من وحشيته
, ( ماذا لو كان يكذب أصلا و لم يتزوجا ؟ ٢ نقطة ماذا لو تصرف معها ك ٢ نقطة )
, لم يستطع عاصم أن يكمل كلامه وهو يشعر بنفسه يثقل و عضلاته تتشنج من قسوة ما يشعر به حاليا
, كانت صبا تراقبه وقد بدأت تشعر بالقلق من منظره ٢ نقطة و بعد عدة لحظات مشحونة همست
, ( الأمر ليس كما تظنون ٢ نقطة حنين مظلومة في كل ما حدث لها )
, رفع عاصم نظره اليها و حين رأى نظره عينيها أدرك أن هناك الكثير بعد ٢ نقطة و الأخطر ، فقال بصوتٍ خافت خطير
, ( ماذا تقصدين ؟ ٢ نقطة اخبريني حالا بكل ما تعرفينه و الا فقسما ب**** سوف ٢ نقطة )
, قاطعته صبا وهي تقول بصوتٍ خافت
, ( لا داعي ٢ نقطة حنين ، كانت ٢ نقطة كانت زوجة جاسر و لازالت ٢ نقطة هو لم يلقى يمين الطلاق عليها أبدا ، ومنذ أن عاد وهو يبتزها بهذا الأمر ٢ نقطة لقد أخطأتم خطأ كبيرا و تهاونتم في أمرٍ جلل و تعاملتم به بمنتهى الاستهانة وكأنها مسرحيةٍ رخيصة )
, للحظاتٍ طويلة لم يستوعب عاصم ما سمعه ٢ نقطة و حين همس أخيرا لم يستطع سوى النطق
, (؛ ماذا ؟٢ علامة التعجب ٢ نقطة )
, اخفضت صبا عينيها عن عينيه وهي تهمس بخنوع
, ( ما أخبرتك اياه ٢ نقطة وحين ذهبت لمقابلته ، كان ذلك لأهدده بأننا سنرفع عليه قضية خلع إن لم يلقي عليها يمين الطلاق )
, امتد صمت طويل بينهما ، لم يقطعه سوى صوت لهاثه المخيف و صوت تنفسها السريع الخائف ٢ نقطةثم فجأة مد يدا ليمسك بذقنها بعنفٍ كاد أن يحطم به عظام فكها الهش وهو ينظر الي عينيها بقسوة ليقول بصوتٍ مخيف
, ( أتعلمين أن حياتك في تلك اللحظة تكاد لا تساوي ما اقترفته في حق أسرتي ٢ نقطة )
, صرخت صبا بغضب و جنون وقد هزتها قسوة كلماته و فظاعتها
, ( وما دخلي أنا ؟ ٢ نقطة حين حاولت التدخل قلت لي نفس الكلام و بنفس الجنون ٢ نقطة )
, شدد عاصم على فكها حتى أنت من شدة الألم وهو يرفع وجهها اليه ليقول أمام عينيها المغمضتين
, ( أنتِ غبية ٢ نقطة أنتِ أكثر من عرفتهم غباءا و عندا و حنين بسبب غبائك ، ضاعت منا للأبد و ضاعت حياتها كلها )
, أخذت تقاوم و تتلوى لتتحرر منه وهي تصرخ بينما عينيها تدمعان بغزارة
, ( إن كنت تريد أن تضع الذنب الذي اقترفتموه في حقها فلتفعل ٢ نقطة يحق لك أن تمثل دور البطولة الآن بعد أن تخليت عنها من قبل و خذلت أباك ٢ نقطة ولو كنت فعلت لكنت رحمتني من ارتباطنا )
, يالهي من أين جاءت تلك الكلمات ٢ نقطة لقد أخذت كلمات الحاجة روعة وزادته بشاعة لتخرج تلك الكلمات كالطلقات النارية الى وجهه ٢ نقطة
, للحظاتٍ طويلةٍ لم ينطق بكلمةٍ ، و حين أوشك الصمت أن يقتلها من شدة ضغطه تجرأت على فتح عينيها بطء ٢ نقطة لتبصر نظراتٍ لم ترها منه من قبل ٢ نقطة ولن تراها أبدا ٢ نقطة
, " حين تشعرين بخطئك يا صبا ٢ نقطة تسارعين لجرح من أمامك . تلك طريقتك منذ أن كنتِ طفلة "
, اندفعت تلك العبارة الي ذهنها بصوت والدها ٢ نقطة كان دائما ما يقول لها ذلك ٢ نقطة
, حاولت الهمس بشيء ٢ نقطة بأي شيء ٢ نقطة لكنها لم تستطع ، ولم تجد القدرة على مواجهة نظرة عينيه ٢ نقطةالى أن قال أخيرا بصوتٍ غريب
, ؛( لأول مرة أتمنى لو لم أقابلك من قبل ٢ نقطة )
, ثم دفعها بقوةٍ عنه حتى أنها لم تستطع تدارك نفسها فسقطت أرضا وهي تنظر اليه متألمة بذهول بينما لم يبالي بها أبدا وهو يخرج من البيت كالمجنون ٢ نقطة
, و بقيت صبا مكانها على الأرض مذهولة وهي تهمس برعب
, ( يا الهي ٢ نقطة ماذا فعلت ؟ لقد ضيعتهم جميعا )
, ٢ نقطة
, أوقف مالك سيارته في الحي القديم بسرعةٍ خرافية فأصدرت إطاراتها صريرا عاليا مدويا ٢ نقطة التفتت له الرؤوس ، لكنه لم يبالي وهو يخرج ليصفق الباب من خلفه بقوةٍ فظيعة ٢ نقطة
, ثم سار في اتجاهٍ محدد و نظراته بدت مرعبة أثارت همس و تساؤلات من حوله ٢ نقطة توقف للحظات يجيل عينيه بحثا عن شخص معين ٢ نقطة الى أن أبصره في النهاية ، فاتجه بخطواتٍ لا تحيد ٢ نقطة الى أن وصل الي شابٍ نحيف لكنه قوي البنية لم يمهله مالك ليتكلم ٢ نقطة بل أمسك بمقدمة قميصه بقوةٍ عنيفة يجذبه اليه حتى أن قميصه تمزق و أصدر صوت تفكك الخياطات ٢ نقطة و قبل أن يفيق الشاب من ذهوله وقد اجتمع الناس من حولهم يريدون أن يفضو الشجار قبل معرفة السبب كعادة سكان هذه المناطق ٢ نقطة
, كان مالك يهدر عاليا بصوتٍ اصدر صدى عالٍ هز الأرجاء وهو يقول
, ( أين سيدك ؟؟ ٢ نقطة )
, لم يجب الشاب وحين حاول رفع ركبته لضرب مالك ٢ نقطة كان مالك قد سبقه ليضرب باطن ساقه بركبته فسقط الشاب أرضا وهو يتأوه بينما انحنى اليه مالك وهو لا يزال متشبثا بقميصه ٢ نقطة ثم دون أي مقدمات صرخ عاليا ليسمعه كل المتواجدين
, ( ليس المهم أن تخبرني لأنك لن تفعل قبل أن تأخذ أوامرا من سيدك ٢ نقطة لذا أريدك أن تنقل اليه راسلة واضحة و ليسمعها الجميع ٢ نقطة أخبره أن مالك رشوان ينتظره لذا فليظهر نفسه بدلا من أن يختفي في داره كالنساء متخفيا بوشاحهن )
, ثم دون كلمةٍ أخرى ٢ نقطة دفعه ليسقط أرضا وهو يتجه الي سيارته وسط صيحات و همهمات ذهول المتواجدين ٢ نقطة و اللذين يعلمون جيدا أن كلماتٍ كتلك التي انطلقت في حيهم كفيلةٍ باخراج الوحش من مكمنه ٢ نقطة
, استندت حور الي حاجز الشرفة الحديدي بذراعيها تتأمل هذا السكون المغطى بأشعة الشمس وهي في أول اشراقاتها ٢ نقطةكم أصبحت تعشق ذلك المنظر ٢ نقطة حيث البيوت القديمة ذات الأسطح الحجرية و الشمس تحاول الخروج بخجل من بين فراغاتها ٢ نقطة أما البحر الداكن فيطل من خلفها بعيدا بمراكبه الملونة والمتناثرة على الرمال ٢ نقطة
, تحب ذلك الجو الهادىء ٢ نقطة الذي لا صوت له سوى نغماتٍ متباعدة للموج مختلطا برياحٍ ناعمة ٢ نقطة
, تشعر وكأنها أصبحت تهرب في هذا الجو وهذا الوقت من كل الناس ٢ نقطة وكأن أحدا لا يراها ، بينما هي تراقب الجميع ٢ نقطة
, منذ متى وهي تشعر بتلك الرغبة الملحة في الاختفاء عن البشر ٢ نقطةلا تعلم تحديدا ، لكنها لا تجد السكينة سوى في هذا الوقت الخاص بها ٢ نقطةلكن ٢ نقطة بقلبٍ كسير ٢ نقطة
, كانت خصلات شعرها تتطاير لتغطي وجهها دون أن تبذل جهدا لإبعادها وهي تحدق للبحر بشرود ٢ نقطة
, لتبدأ الأصوات تدريجيا في الظهور ٢ نقطة جرس عربة الفول ، ٢ نقطة الصبي المنادي للجرائد آتٍ من بعيد ٢ نقطة دراجة بائع الحليب آتية لمحل الألبان ٢ نقطة
, صبي المخبز ٢ نقطة ينثر الماء أمام بابه ٢ نقطة
, يتردد من أكثر من اتجاه ( أصبحنا و أصبح الملك لله ٢ نقطة )
, بينما كانت حور مهتمة بمراقبة كلا منهم وهي تسجل شيئا يميز كل شخص عن الآخر ٢ نقطة باتت مراقبتهم هي هوايتها الوحيدة هذه الأيام ٢ نقطة
, ( حوور ٢ نقطة)
, سمعت الصوت العميق من خلفها يناديها بخفوت ٢ نقطة فشعرت برعشة قلبها الطبيعية الناتجة عن سماع صوته ، ٢ نقطةأخذت نفسا عميقا من هواء البحر وهي تغمض عينيها لبعض الأشعة الذهبية وهي تلامس أهدابها الطويلة ٢ نقطة
, ثم التفتت له بعد لحظتين وهي تستند الي حاجز الشرفة ، تنظر اليه بتطلع حزين هزه لا يعلم لماذا ٢ نقطة
, لا يعرف لماذا أصبحت سكناتها و أدق تفاصيلها أصبحت تحزنه في الفترة الأخيرة ٢ نقطة ربما لأنه يرغمها على ما يفوق طاقتها ، حور من المستحيل أن تتغير في مثل هذا العمر ٢ نقطة من الظلم أن يطلب منها أن تخلق من نفسها شخصا آخر غير الذي كانته طوال عمرها ٢ نقطة
, لكنها تغيرت بالفعل ٢ نقطة في الأيام الأخيرة أصبحت شاردة دائما و متباعدة ٢ نقطة و حزن رقيق يظلل نظراتها ،
, تنهد نادر بصمت ووجوم ٢ نقطة وهو يفكر
, " كم جنيا على نفسيهما بمثل هذا الزواج ٢ نقطة و الذي يبدو كمصيدةٍ غريبة ، تأسرهما فلا يستطيعانِ حتى الفكاك منها "
, كل فوارق الكون تحجز بينهما و تبعدهما عن بعض لدرجة أن كلا منهما لا يستطيع رؤية الآخر أو فهمه مهما حاول ٢ نقطة شيء أكبر بكثير من مجرد التكافؤ المطلوب في الزواج ٢ نقطة شيء يتخلل الي الأعماق يفصلهما عن بعضيهما روحا و جسدا ٢ نقطة
, اجتماعيا ٢ نقطة متباعدانِ بمراحل ، نشأتها تختلف عن نشأته ٢ نقطة فهو من أسرةٍ مثقفةٍ معروفة أما هي فمن أسرة الحاج اسماعيل رشوان ٢ نقطة
, لم يكن يظن أن هذا سيعضله يوما ٢ نقطة فأهالي هذا الحي حاليا أصبحو "أهله و ناسه "٢ نقطة فلماذا يعجز عن التعامل معها هي ؟٢ نقطة
, ماديا ٢ نقطة أيضا هما مبتعدان ، ثراء عائلة رشوان أعلى بكثير ٢ نقطة و دائما كان يكره مظاهر الثراء المبالغ فيها و حور نفسها كجزءٍ واحد هي مظهر من مظاهر هذا الثراء دون أي محاولة لتجاهله ٢ نقطة
, يكره الكسل و الرفاهية و التنعم بمباهج الحياة دون بذل ولو حتى أقل ما يستطيع المرء بذله ٢ نقطة وحور تمثل كل ما يكرهه ٢ نقطة من زوجة ، لأم ٢ نقطة لابنة ٢ نقطة لصديقة ٢ نقطة فقط تبذل ما تستطيع لتكون ٢ نقطة حور ٢ نقطة حور بكل روعتها المعروفة .
, و كم من السهل أن يترك نفسه لينساق و ينخدع تلك الروعة الظاهرية التي لا تشمل شكلها فقط ٢ نقطة بل روحها ٢ نقطة
, لديها سحر لا يستطيع انكاره مهما حاول ٢ نقطة من السهل جدا الوقوع أسيرا له ، لكن ظلمه لها حينها سيكون أكبر مما يظلمها حاليا ٢ نقطة وهو أدرى بنفسه . ٢ نقطة تذكر للحظاتٍ وجها قديما ناسبه من كل الجوانب كما اعتقد و سكن قلبه ٢ نقطة و اختلطت عليه الصور بينها و بين حور الواقفة أمامه الآن ٢ نقطة
, و كأنهما على سطحي جبلين متقاربين جدا ٢ نقطة ينظر كلا منهما للآخر لكن دون القدرة على الوصول للآخر .
, همس نادر أخيرا بوجوم خافت ٢ نقطة
, ( لماذا تقفين هنا ، في هذا الوقت ؟؟ ٢ نقطة)
, ظلت حور شاردة قليلا ثم همست دون تركيز
, ( أحب الوقوف هنا كل صباح ٢ نقطة )
, سكت نادر قليلا ثم مد يده اليها وهو يقول بخفوت
, ( حسنا ٢ نقطة ادخلي الآن كي لا تبردين )
, مدت حور يدها ببطء و بعد تردد الي كفه القوية و تركته يسحبها الي الداخل وهي تتشبث بأصابعه كطفلةٍ تريد شيئا ما ٢ نقطة وكأنه تخبره بأصابعها شيئا ما ٢ نقطة
, وقف نادر في منتصف غرفة المعيشة ، يواجه رأس حور المطرق و شعرها الكثيف يحجبها عنه تماما ٢ نقطة ثم قال أخيرا
, ( اليوم ستذهبين بمعتز للنادي اليس كذلك ؟ ٢ نقطة سأمر عليكما في الوقت لأقلكما الي هناك )
, همست حور دون أن ترفع نظرها اليه
, ( لن أذهب اليوم ٢ نقطة)
, عقد نادر حاجبيه و أحنى رأسه ليسمعها جيدا من خفوتِ صوتها ، ثم قال بهدوء
, ( لماذا ؟ ٢ نقطة اليس اليوم موعدكما ؟ ٢ نقطة )
, قالت حور بفتور
, ( لم يرد علي المدرب حتى الآن بشأن معتز ٢ نقطة)
, صمت نادر قليلا ثم قال
, ( حسنا ٢ نقطة اذهبا و تمتعا بشمس النهار قليلا ، كيلا تظلا حبيسي البيت طويلا )
, هزت حور كتفها وهي تقول
, ( لم أعد أحب الذهاب الي هناك ٢ نقطة )
, عقد نادر حاجبيه أكثر وهو ينظر اليها مفكرا ثم قال أخيرا
, ( لماذا هل ضايقك أحد هناك ؟ ٢ نقطة)
, لم تجب حور و لم ترفع رأسها ، فمد نادر يده ليزيح شعرها الكثيف عن وجهها مبقيا كفه على وجنتها ليرفع وجهها اليه وهو يعيد السؤال بصوتٍ عميقٍ أكثر
, ( من ضايقك ؟ ٢ نقطة )
, ظلت حور تنظر الي عينيه المهتمتين ، تطيل الصمت بينهما قليلا لتدخر تلك اللحظات الثمينة لنفسها ٢ نقطة ثم همست أخيرا دون أن تترك عينيها عينيه
, ( لم يعد لي مكان هناك ٢ نقطة )
, رد نادر ٢ نقطة بعد عدة لحظات ( وكيف ذلك ؟ ٢ نقطة )
, هزت رأسها قليلا فاستراحت على كفه للحظاتٍ ثم عادت وهي تهمس بفتور
, ( لم يعد أحد يهتم لوجودي ٢ نقطة بل أعتقد أنهم يأنفون صحبتي ٢ نقطة، بعد أن كنت أبهرهم جميعا )
, أوشك نادر أن يرد ردا قاسيا ، الا أن شرودها و لهجتها الغريبة جعلته يدرك أنها تهتم للأمر كما لو كان شيئا مهما فقدته بالفعل ، فرد عليها بهدوء
, ( و ما المهم في أن تبهريهم ؟ ٢ نقطة)
, رفعت نظرها اليه و صمتت دون أن ترد ٢ نقطة فتابع نادر يقول
, ؛( وما أهميتهم أصلا ليفقدوكِ رغبتك في الخروج و التمتع بصحبة ابنك )
, رمشت حور بعينيها قليلا ٢ نقطة ثم قالت بتردد
, ( أنت لا تعلم كيف ينظرون الي و كأنني شخص غريب ٢ نقطة بل شخصان غريبان أنا و٢ نقطة معتز )
, عبس نادر و مرت على ملامحه سحابة الشر التي تمر على وجه أي أب يغار على صغيره من مجرد نظرة استهانة ٢ نقطة لكنها اختفت سريعا وهو يقول بهدوء
, ( ستذهبين اليوم يا حور ٢ نقطة و ستأخذين معتز معك ، و إن لم يشارك في اي نشاط هناك فسنبحث عن مكان آخر و أنشطةٍ أخرى ٢ نقطةأما هم ٢ نقطة فلا تهتمي ولو للحظةٍ بنظراتهم ، أنا لم أهتم يوما بالإختلاط بأيٍ منهم ٢ نقطة )
, ابتعدت حدقتاها عنه بشرود قليلا ٢ نقطة ثم همست
, ( أنت لا تفهم ٢ نقطة معتز ليس المشكلة ، المشكلة بي أنا ٢ نقطة و كأنني أصبحت ٢ نقطة مجرد ٢ نقطة شخص مخجل يريدون اخراجه من منطقةٍ نظيفة ٢ نقطة حين عدت أول يوم ، ظننت أن المكان سينقلب رأسا على عقب من أجلي لكن لم يتأثرون كثيرا و كأنني لم أغيب ولو للحظة )
, زفر نادر بقوة ٢ نقطة هي ٢ نقطة هي ٢ نقطة هي ٢ نقطة لا تفكر في هذا الكون سوى بنفسها ، لكن نظرة الحزن في عينيها جعلته يصمت ٢ نقطة ثم قال بخفوت
, ( أنت تعطين الأمر أكبر من حجمه ٢ نقطة لا تبني سعادتك من مجرد اهتمام الناس بكِ ، ابني سعادتك بنفسك و ابدأي بأشياء بسيطة ، ستجدين فيها متعة أكبر ألف مرة من اهتمام أناس لا يهتمون بشيء من الأساس )
, شردت ٢ نقطة ثم أعادت نظرها اليه بصمت ،تشعر براحةٍ تتسرب اليها و كأنه كفه على وجنتها هو اقوى مسكن لما تشعر به من وحدةٍ حاليا ٢ نقطة
, سأل نادر دون كلام
, ( همممممم ؟؟؟ ٢ نقطة )
, ابتسمت قليلا ثم أومأت برأسها وهي توافق على الذهاب ٢ نقطةفابتسم هو الآخر ينظر الي عينيها البهيتين وبعض الحياة تعود اليهما ٢ نقطة
, تنحنح قليلا ثم قال بحزم
, ( اذن ٢ نقطة سأذهب لأستعد الآن و سأمر عليكما في الموعد )
, ابتسمت قليلا أكثر وهي تمط شفتيها باغراء على الرغم من الحزن البادي في عينيها قليلا بعد ٢ نقطة ثم اقتربت منه ببطء وهي ترتفع على رؤوس أصابعها لتهمس في اذنه
, ( ليس بهذه السرعة ٢ نقطة )
 
الفصل الخامس والأربعون


أدار وجهه لشفتيها الهامستين و متع نفسه بالنظر اليهما للحظات قبل أن تتابع حور بهدوء وهي تهبط على قدميها من جديد
, لتربت على صدره بقوةٍ و تشجيع ٢ نقطة قائلة بعزم
, ( حوض المطبخ مسدوم ٢ نقطة و لا أستطيع استخدامه ، نظف لي الأنابيب أولا )
, عقد نادر حاجبيه وهو يقول بغضب
, ( ثانية ؟؟ ٢ نقطة والآن ؟؟؟ ٢ نقطة )
, لم تجبه حور وهي تبتعد عنه بدلال لتستدير ناظرة له بنظرةٍ عابثة ٢ نقطة
, بعد فترةٍ كانت حور واقفة مستندة بظهرها الي اطار باب المطبخ ٢ نقطة رافعة ساق واحدة لتستند بها الي الإطار من خلفها وهي تراقبه مبتسمة بحنان ٢ نقطة جالسا القرفصاء تحت الحوض وهو يقوم بفتح بأنبوبة تصريف الماء وهو يتذمر بغضب ٢ نقطة
, قال نادر بغضب كعادته
, ( لقد نبهتك الف مرةٍ أن تنظفي الأطباق جيدا قبل أن تضعيها في الحوض ٢ نقطة لا أحد يرمي بقايا الطعام به ، لكن طبعا كلامي يدخل من أذن و يخرج من الأذن الأخرى ٢ نقطة)
, صدرت عن حور ضحكة ناعمة للغاية ٢ نقطة اثارت انتباهه بأنوثتها ٢ نقطةفنظر بطرف عينه من تحت الحوض الي ساقيها البيضاوين ٢ نقطة واحدة مستقيمة و الاخرى منثنية خلفها لتستند الي اطار الباب لتزيح ثوب البيت القصير أكثر ٢ نقطة و قدميها ذات الأظافر الحمراء حافيتين كالعادة و الخلخال يبرق فوق احدهما ٢ نقطة
, شرد بها قليلا وهو يحاول جذب الانبوبة ليفتحها ٢ نقطة وفجأة انفتحت بقوةٍ لتسقط عليه كل محتوياتها من ماء وما يحمله من البقايا الكارثية فوق ورقبته و صدره ٢ نقطة
, شهقت حور بقوةٍ وهي تغطي فمها بيديها ٢ نقطة ثم لم تلبث أن انفجرت في ضحكٍ هيستيري وهي تراه يشتم بألفاظٍ لم تسمعها منه قبلا ٢ نقطة
, خرج نادر من تحت الحوض وهو يبدو بمنظرٍ مخيف و عينين متوحشتين وهو يراها تضحك بجنون دون أن تستطيع منع نفسها ٢ نقطة
, ثم قال بتهديد منذر بالشر
, ( مضحك ها ؟؟ ٢ نقطة حسنا فلنرى كم هو مضحك فعلا )
, ثم هجم عليها بقوةٍ ٢ نقطة ولم يكن لديها سوى لحظة واحدة لتصرخ فيها وهي تحاول الجري منه ٢ نقطة الا أنه كان أسرع منها فطوق خصرها بقوةٍ بذراعيه يرفعها عن قدميها وهو يضمها الي صدره بقوةٍ ليمسح بها كل ما علق عليه من أشياء ٢ نقطة **** يعلم مصدرها ٢ نقطة
, اخذت حور تصرخ و تضربه بقبضتيها دون أن تستطيع الفكاك منه بينما نادر يضحك بتشفي وهو يقول بتحذير
, ( هششششش ٢ نقطة الجيران سيسمعون صراخك و سيتسائلون عما يحدث )
, هتفت حور وهي تتلوى بين أحضانه
, ( دعهم يعلمون بهمجية الطبيب المحترم ٢ نقطة اتركني ، رائحتك لا تطاااااااق )
, ضحك نادر أعلى وهو يشدد عليها أكثر و يدور بها ٢ نقطة الى أن سكتت حور وهي تنظر الي ضحكته النادرة ٢ نقطةوما أن لمح نظراتها حتى خف ضحكه تدريجيا وهو يتطلع الي عينيها الغجرتين ٢ نقطة
, ثم أنزلها ببطء دون أن يحررها من أحضانه وهي ترفع وجهها اليه بصمت ٢ نقطة همس نادر بخفوت
, ( حوووور ٢ نقطة)
, بدا اسمها من بين شفتيه كزفرةٍ طويلة دافئة ٢ نقطة ثم احنى رأسه ببطءٍ ليهديها لمسةٍ من حنانٍ كانت قد اشتاقت اليه لدرجة نسيانه ٢ نقطة
, بينما هي تتقبله بشغف مغمضة عينيها كما تتقبل زهرة دوار الشمس للأشعة التي تسدير في كل مكانٍ لتبحث عنها ٢ نقطة
, لم تصدق كم اشتاقت له ٢ نقطة مهما كان ما ظنته ، الا أنها لم تصدق مدى اشتياقها له في تلك اللحظة ٢ نقطة اشتياقها لهمسه باسمها بتلك الطريقة ٢ نقطة
, مضت عدة لحظات ، لتنتفض وهي تشعر بنادر يزيح ذراعيها بهدوء من خلف عنقه ٢ نقطةففتحت عينيها لتجده ينظر بخسارةٍ مبتسمة الي شيء ما خلفها ٢ نقطة
, التفتت حور لتجد معتز واقفا من بعيد بشعره الناعم الأشعث و ملابس نومه التي تصارع معها اثناء النوم ٢ نقطة وهو يضغط عينيه و كأنه لم يفق بعد ٢ نقطة
, تنهدت حور بيأس بينما قلبها الملتاع يصرخ ألما ٢ نقطة لكنها فوجئت أن نادر لم يبعدها عنه بل كان يضمها الي صدره وهو يريح ذقنه على رأسها الملتفت لمعتز ٢ نقطةو صدره يعلو و ينخفض ليخبرها بأنها ليست الوحيدة التي اسرتها تلك اللحظات بينهما ٢ نقطة
, فما أن استدارت اليه حتى رفع رأسه و نظر اليها ٢ نقطةطويلا نوعا ما ٢ نقطة ثم ابتسم وهو يتنحنح ليقول بهدوء
, ( يجب أن اذهب الآن ٢ نقطة )
, لم ترد ٢ نقطة بل ناجت عيناها عينيه بعتابٍ و استجداء ٢ نقطة لكنه ابتسم بعمق أكثر وهو يحررها ببطء ٢ نقطة ببطء للغاية ٢ نقطة
, لكن ما أن تركها حتى مال اليها ليلامس عنقها متنشقا عطره للحظةٍ أذابتها ٢ نقطةثم همس باذنها
, ( رائحتك مقززة ٢ نقطة )
, ثم رفع رأسه ليتطلع الى شفتيها اللتين عرف جيدا كيف تمطهما حين تمتعض من شيء ما ٢ نقطة فضحك بخفة ليذهب بعد أن لاعب شعر معتز دون أن يحمله ٢ نقطة
, رفعت حور يدها لتضعها على صدرها الخافق ٢ نقطة لتبتسم برقة ٢ نقطة برقةٍ لها نعومة الورد ٢ نقطة
, شعرت بحاجةٍ شديدة في رؤية فتحية اليوم ٢ نقطة منذ عدة أيام وهي تريد الذهاب و الإطمئنان عليها لكن الظروف تعاندها ٢ نقطة
, لكن اليوم وما أن أطل الصباح على البيت بجوٍ كئيب ٢ نقطة دون أي جديد ، شعرت بأن قلبها يهفو لرؤية شخصٍ من حياتها هي .
, شخص يحمل ذكرياتها ويذكرها بأنها صبا عمران ٢ نقطة وليست تلك الإنسانة الغريبة عليها و التي هي الآن ٢ نقطة
, ارتدت ملابسها البسيطة ببطء و وجوم ٢ نقطةوهي تنظر الي غرفتها الخالية ، ٢ نقطة منذ مواجهتهما بالأمس وهو لم يعد ٢ نقطةلكنها عرفت بأنه هاتف أمه ليطمئنها عليه دون أن يعيرها هي أدنى اهتمام ٢ نقطة
, اخذت تحاول لف حجابها ٢ نقطة مرة بعد مرة ٢ نقطة دون جدوى ٢ نقطة حتى تأففت ورمته على طاولة الزينة بغضب وهي تستدير لتستند اليها بيديها دون الرغبة في النظر الي نفسها أطول ٢ نقطة
, رفعت عينيها بشرود الي سقف الغرفة المزين ٢ نقطة
, " ما العمل ؟؟ ٢ نقطة ما العمل ؟؟ ٢ نقطة روابط لا تنفصم تربطني به يوما بعد يوم ٢ نقطةتتعارض مع كل حرب سأخوضها منذ اليوم ٢ نقطة وما بين هذا و تلك ٢ نقطة تفقدين جزءا من نفسك يوما بعد يوم ٢ نقطة "
, عادت لتلف بعينيها في ارجاء الغرفة و ثبت نظرها على السرير الواسع للحظاتٍ طويلة ٢ نقطة ليلة الأمس لم تستطع النوم للحظةٍ واحدة ٢ نقطة
, " أهو القلق على حنين ؟ ٢ نقطة بالطبع ٢ نقطة تشعر وكأنها تريد أن تتبناها و ترحل بها عن هذه العائلة المجنونة ٢ نقطة
, أهو الذنب لأنها لم تشي بسرها لعاصم بناءا على رغبة حنين مما تسبب في ضياعها للأبد ؟؟ ٢ نقطة بالطبع ، لكن كيف تدخل بهذه الطريقة الفجة في حياة انسانة ناضجة دون موافقة منها ٢ نقطة وكأنها مثلهم تتحكم فيها كلعبة مسلوبة الإرادة ٢ نقطة
, لكن ها هي الغبية حين تسلمت ارادتها ، ضيعت نفسها بنفسها ٢ نقطة
, أهو الغضب من نفسها لأنها استغلت ذكرى بعيدةٍ ذكرتها الحاجة روعة لتجرح بها عاصم ؟ ٢ نقطة لا بالتأكيد ٢ نقطة ليست مخطئة ، لقد خزل حنين من قبل ٢ نقطة وهذا واقع ، لكنه لم يحتمل بكل غروره أن يواجهه أحد بأخطاء عاصم رشوان العظيم ٢ نقطة
, أهو الرفض لما فرضه عليها من تنفيذ رباط زواجهما في تلك اللحظة التي ظهر فيها اهتزاز الثقة بينهما ؟؟ ٢ نقطة طبعا لا تزال تشعر بالاهانة و القهر ٢ نقطة لو كانت صريحة مع نفسها لاعترفت أنها أوشكت على القبول الليلة التي سبقتها كما قال تماما ٢ نقطة
, لكن فرضه الأمر عليها في ذلك التوقيت كان ٢ نقطة لا تعلم تحديدا لماذا تشعر بذلك القدر من القهر ٢ نقطة
, أم ٢ نقطة أم أنها لم تستطع النوم ببساطةٍ لأنه لم يأخذها بين ذراعيه ككل ليلة ٢ نقطة انها خطة شريرة منه وهي تدرك ذلك .، منذ الليلة الأولى في زواجهما وهو يصر أن تنام بين ذراعيه مهما حدث ومهما تباعدا كانت ذراعه دائما تحت كتفيها و كتفه أسفل وجنتها حين تغمض عينيها ٢ نقطة و إن نامت قبله تفتح عينيها لتجد أنها في مكانها الآمن فوق ذراعه ٢ نقطةخطة شريرة لتعتاد تلك النومة فلا تستطيع الفكاك منه ٢ نقطة "
, نهضت من مكانها بعنف وهي تهمس بغضب
, " يالهي ٢ نقطة أنا أهذي "
, التفتت الى المرآة بعنف وهي تنظر الي عينيها المتسائلتين بقوة ٢ نقطة
, " ماذا لو ظهر ما يدينه أثناء الأيام المقبلة ٢ نقطة هي متأكدة تماما من نظافة سمعته ، لكن ماذا لو ٢ نقطة "
, عبست بشدةٍ وهي تنظر الي صورتها لتقول بحدة
, ( ماذا لو ماذا يا صبا ؟؟ ٢ نقطة فيما تسألين ؟ ٢ نقطة أم أن مبادئك اختلت حين دخلتِ الي الصورة ، و تريدين الابتعاد عن المشاكل حفاظا على ٢ نقطة على ماذا ؟؟٢ علامة التعجب ٢ نقطة يالهي ٢ نقطة أنت ستجنين حتما )
, ثم تناولت حجابها بحزمٍ و اصرار و لفته بكل قوتها فخضع لها أخيرا ٢ نقطة و ما أن انتهت حتى التقطت هاتفها قبل أن تفقد شجاعتها ثم ارسلت له رسالة ٢ نقطة
, ( سأذهب الي فتحية لأطمئن عليها ٢ نقطة لن أتأخر )
, ٢ نقطة
, رفعت صبا أصابعها تتلمس زجاج غرفة العناية حيث ترقد فتحية بوجهٍ شاحب ٢ نقطة دمعت عيناها وهي تتأمل الوجه الذي حل محل وجه أمها لسنواتٍ طويلة ٢ نقطة ثم همست
, ( أفيقي يا فتحية ٢ نقطة أفيقي ارجوك ٢ نقطة أنا بحاجتك جدا ٢ نقطةيا رب ٢ نقطة يا رب أعدها لي )
, بعد فترةٍ طويلة وأثناء وقوفها أمام الغرفة شاردة بحزن سمعت صوت تنحنح من خلفها ٢ نقطة فالتفتت ببطء لتفاجأ بأحد رجال عاصم وهي تعرفه جيدا ٢ نقطة لكنها لا تعرف ما يفعله هنا ، ٢ نقطة
, نظرت اليه بتعجب و قبل أن تسأل ٢ نقطة بادر الرجل ليقول بحرج
, ( صباح الخير سيدتي ٢ نقطة السيد عاصم طلب مني أن أقلك الى البيت )
, رفعت صبا حاجبيها قليلا ثم قالت برقة
, ( شكرا لك لقد اتعبتك معي ٢ نقطة لكني جئت بسيارتي ، ربما لم يكن عاصم يعلم فحسب )
, نظر الرجل الى الأرض بارتباك أكبر ٢ نقطة ثم قال بتردد
, ( تعبك راحة سيدتي ٢ نقطة لكن السيد عاصم أصر علي أن أقلك معي و سنرجع لكِ سيارتك سيدتي )
, عقدت صبا حاجبيها بقوة ٢ نقطة و هبت بها روح التمرد لكنها صمتت قليلا لتأخذ نفسا ٢ نقطة ثم قالت بهدوء
, ( حسنا أشكرك جدا ٢ نقطة اذهب أنت فلقد فعلت ما عليك و أنا سأهاتف السيد عاصم حالا ، لا تقلق )
, ظل الرجل واقفا مكانه ناظرا الى الأرض بارتباك ، على الرغم من ضخامته و ملامحه الخشنة ٢ نقطة الا أنه من الواضح أنه يرتبك من احراج السيدات و بدت عليه البراءة فلم تشأ صبا أن تحرجه أكثر ٢ نقطة فقالت أخيرا وهي تضغط على أسنانها بغضبٍ أهوج
, ( حسنا ٢ نقطة انتظرني اذا ، فسأبقى هنا فترة بعد )
, لم ينظر الرجل اليها و ازادت ملامحه الخشنة أسفا كالأطفال ٢ نقطة ليقول بإيجاز خفيض خجول
, ( الآن ٢ نقطة )
, رفعت صبا حاجبيها بذهول ٢ نقطة ثم رددت بعدم فهم
, ( ماذا قلت ؟ ٢ علامة التعجب ٢ نقطة )
, رد الرجل بصوتٍ خفيض
, ( لقد أمرني السيد عاصم أن أعود بكِ الآن ٢ نقطة والا فسأكون أنا المسؤول )
, أظلمت عينا صبا العسليتين بضبابِ عواصف شتوية ٢ نقطة وبعد جنون اول لحظتين تمكنت من القول بهدوء
, ( انتظرني هنا لحظة ٢ نقطة )
, ثم اخرجت هاتفها من حقيبتها وابتعدت عنه وهي تضرب اسم عاصم بجنون ووضعته على اذنها تنتظر ٢ نقطة بينما ساقها تهتز بعصبية و يدها الأخرى في خصرها ٢ نقطة و أسنانها تنهش شفتها السفلى بغضب ٢ نقطة و فجأة صدم اذنها صوت اغلاق الرنين ٢ نقطة و كأن صوت اغلاقه كان أعلى من المعتاد و كأنه ينم عن غضب صاحبه ٢ نقطة لم تصدق نفسها وهي تنظر الي الشاشة بذهول ٢ نقطة ثم مرت عدة لحظات لتجد رسالة واصلة باسمه ، ففتحتها دون تردد
, ( قسما ب**** العظيم ٢ نقطة إن لم تعودي معه الي البيت الآن فسوف أتي بنفسي اليكِ و سأعلمك معنى الخروج دون اذني حينها جيدا )
, ظلت تنظر الي الكلمات وهي لا تصدق فحواها ٢ نقطة ماذا تفعل الآن ؟ ٢ نقطة هل تصرخ في رجله و تنتظر مجيء عاصم ليثير فضيحة ٢ نقطة
, فجأة لا تعلم لما انبعث فيها سلام داخلي فجأة و هي تتخيل حالة عاصم الآن فيما هو فيه ٢ نقطة لتأتي و تضغط عليه أكثر ، فمهما يكن هناك أمر جلل الآن ولابد أن يهتمو به جميعا الى أن تعبر هذه الأسرة محنتهم و يطمئنوا على حنين ٢ نقطة
, أخذت نفسا عميقا ثم التفتت الى الرجل الواقف بتحرج في آخر الممر و اتجهت اليه بعزمٍ لتقول بهدوء
, ( هيا بنا ٢ نقطة )
, ٢ نقطة
, كانت جالسة على سجادة الصلاة ممسكة بالمصحف بين يديها ليهدىء من توترها الذي أصبح دائما ٢ نقطة
, منذ أن عادت صباحا وهي تجلس مع الحاجة روعة و قد أصرت عليها أن ترتاح في غرفتها فهي ما أن تهدأ ٢ نقطة حتى تعود بعد ساعة او اثنتين الي البكاء من جديد ٢ نقطة الي أن نامت منذ فترةٍ قصيرة ٢ نقطة بعدها تفرغت صبا للصلاة و الدعاء لحنين حيثما كانت ٢ نقطة
, فتح باب الغرفة من خلفها ٢ نقطة فصدقت و أغلقت المصحف وهي تلتفت الي عاصم بقلبٍ متأمل خيرا لكن ملامحه أجهضت هذا الأمل قبل أن يولد ٢ نقطة
, نهضت من مكانها لتضع المصحف مكانه وأزاحت الغطاء عن شعرها بتردد ٢ نقطة ثم نظرت اليه أخيرا وهمست
, ( أما من أخبارٍ بعد ؟؟ ٢ نقطة )
, لم يجبها عاصم ، لكن نظراته لها أفزعتها ٢ نقطة اقترب منها حتى وصل اليها ووقف أمامها فأدركت أنه سيقوم بأحدى حركاته الجسدية التي اعتادت عليها وعلى همجيتها ، لكنها على الرغم من ذلك قررت المواجهة بشجاعة و تحمل الألم ٢ نقطة
, ولم تخطىء حين مد يده ليمسك بذقنها يرفعه اليه بقوةٍ كادت أن تحطمه وهو يقول من بين أسنانه ٢ نقطة
, ( كم مرة نبهتك الا تخرجي من هذا البيت دون علمي؟؟ ٢ نقطة )
, همست وهي كانت متحضرة لغضبه تماما
, ( لقد أرسلت اليك رسالة ٢ نقطة )
, شدد عاصم على ذقنها فأغمضت عينيها وهي تسمع صوته المخيف يقول
, ( و**** ٢ نقطة و**** يا صبا لولا الظروف التي نمر بها لكنت أريتك أياما تجعلك تتلفتين من حولك )
, فتحت صبا عينيها و نظرت اليه و حاولت التسلح بالهدوء الذي دربت نفسها عليه و التغاضي عن كلامه الصفيق وهي تهمس بداخلها " اللهم طولك يا روح ٢ نقطة " ٢ نقطة ثم قالت بخفوت
, ( اجبني رجاءا ٢ نقطة أما من أخبار ؟؟ )
, لم يرد عليها طويلا ٢ نقطة وهو يلهث غاضبا بوضوح ، بدا متعبا ٢ نقطة متعبا ٢ نقطة ذقنه غير حليقة و وجهه شاحب و كأنه ٢ نقطة وكأنه فقد ابنته ٢ نقطة لم تكن تتخيل أنه سيتأثر بهرب حنين لتلك الدرجة ٢ نقطة كانت تظنه لا يعرف للمشاعر الإنسانية سبيلا ٢ نقطة
, دفع ذقنها أخيرا ليبتعد عنها وهو يخلع قميصه ٢ نقطة فنظرت اليه بصمت ثم قالت بخفوت
, ( سأعد لك شيئا لتأكله ٢ نقطة )
, نظر اليها بسخريةٍ دون الحاجة للكلام ٢ نقطة لكنه قال بجفاء
, ( لا داعي لمثل ذلك الاهتمام المفرض ٢ نقطة فربما طق لكِ عرقٌ من شدة التنازل الذي تبذلينه لمحاولة تقبلي كزوج لبنت السلطان ٢ نقطة )
, رفعت حاجبيها وهي تنظر اليه كما لو كان متعاطيا شيئا ٢ نقطة ثم همست بغباء
, ( بنت ماذا ؟؟٢ علامة التعجب ٢ نقطة )
, ابتسم بمرارة ليقول وهو يخلع جواربه
, ( بنت المستشار ٢ نقطة )
, عقدت حاجبيها وهي متأكدة مما سمعت ٢ نقطة لكنها لن تجادله حاليا ، فليهزأ منها كما يريد ، سيكون لهما كلاما آخر حين تمر تلك الأزمة ٢ نقطة لذا همست ببرود
, ( يجب أن تأكل شيئا ٢ نقطة سأنزل لأعد لك بعض الطعام )
, نهض عاصم من مكانه كجبلٍ عملاق وهو يقول متجها للحمام
, ( لا تتعبي نفسك ٢ نقطة أنا أتيت لأبدل ملابسي و استحم ثم سأنزل ثانية )
, نظرت صبا الي ظهره القوي الى أن صفق الباب خلفه بقوة ٢ نقطة و أخذت تفرك بيديها وهي تشعر بانقباض و تتمنى لو ترحل من هذا البيت المتوتر و تعود لحياتها السابقة ٢ نقطة بفرض أن حياتها السابقة كانت أقل توترا ٢ علامة التعجب ٢ نقطة حسنا فليكن ، على الأقل لم يكن فيها هذا الكائن الغريب ٢ نقطة
, لقد تخيلت ألف شخصيةٍ لمن سترتبط به في يوم من الأيام ٢ نقطة لكنها لم تتخيل أبدا أن ترتبط من ذلك الكائن البدائي ٢ نقطة
, كانت ككل الناس تتغنى بشهامة أهل البلد و سكان الأحياء الشعبية ٢ نقطة لكن الكلام شيء و المعايشة شيء آخر ، تشعر و كأن الزمن قد توقف عند حقبة الخمسينات في هذا البيت بكل من فيه ٢ نقطة
, خرج عاصم بعد فترة وهو يجفف رأسه و كتفيه فأدارت وجهها عنه الى ان أنتهى ٢ نقطة لكنها أقسمت بداخلها انها سمعت صوت ضحكةٍ ساخرة مستهزئة ٢ نقطة
, كان قد انتهى من ارتداء ملابسه حين نظرت اليه لتجده ينظر اليها بنظرةٍ غريبة ٢ نقطة و كأنه ٢ نقطةيتألم ٢ نقطة
, ثم ما لبث أن استدار ليغادر لكنها جرت خلفه لتقول بقلق ٢ نقطة
, ( حسنا ٢ نقطة أخبرني على الأقل كيف ستتصرف ؟٢ نقطة و أين ستذهب ؟؟ ٢ نقطة أرجوك يا عاصم فحنين تهمني للغاية )
, التفت اليها بغضب ليقول بمرارة
, ( لا و**** بك الخير ٢ نقطة نحن نقدر مشاعرك النبيلة لكن احتفظي بها لنفسك من الآن فصاعد و ابتعدي عن كل ما أسرتي )
, ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تهمس بإحساسٍ بالظلم
, ( على ماذا تحاسبني ؟؟ ٢ نقطةما هو ذنبي ؟؟ ٢ نقطة أنني لم أخبرك شيئا عرفته منذ فترة لا تذكر ٢ نقطة بينما أنتم تغافلتم عن البحث خلفه لسنين ؟؟٢ علامة التعجب )
, اقترب منها ليمسك بذراعيها بقوة وهو يقول بهسيس منتقم
, ( أنتم ؟؟ ٢ نقطة حسنا ألم اخذل والدي كما قلتِ و تسببت في ضياع ابنة عمي اليتيمة بدلا من أن أصونها ؟؟ ٢ نقطة لكِ عندي أن أصحح هذا الخطأ ما أن أجدها ٢ نقطة ، حين أحررها من الحيوان الذي سأفصل رأسه عن جسده بيدي ، بالطبع مالك سيتحرر من خطبته لها ولن ألومه ٢ نقطة لكن و بما أني السبب في كل ما حدث فسأتزوجها و أصحح جريمتي ٢ نقطة التي هي في الواقع رحمة من رب العالمين و الا لكنت متزوجا من فتاة على ذمة رجل آخر ٢ نقطة لكن ها قد آن الأوان لتصحيح كل قذارة الماضي )
, كانت صبا تنظر اليه بذهولٍ مرعب ٢ نقطة هل يهذي ؟؟ يبدو أنه بالفعل قد تعاطى شيئا ما ٢ نقطةثم صرخت ما أن وجدت صوتها
, ( هل أنت مجنون ؟؟٣ علامة التعجب ٢ نقطة إنه أسوأ مزاح سمعته على الإطلاق )
, فقال عاصم بتشفي شرير
, ( ليس لدينا مزاح في مثل هذه الأمور يا ابنة المستشار ٢ نقطة فما أن أجد ابنة عمي سأصونها كي أرضي ضميرك المرهف و ضميري ٢ نقطة فمن سيقبل بها بعد ما فعلته ، سوى من كان السبب في الأساس ؟؟ )
, صرخت صبا بذهول وهي تحاول التحرر من قبضتيه
, ( أنت مجنووون ٢ نقطة و هذا بيت مجنون ٢ نقطة أنا سأرحل من هنا ، و أترككم ٢ نقطةيا مجاااااااااانين )
, ضحك عاصم بشرٍ لا يحمل أي أثرٍ للمرح وهو يمد يده ليمسك بشعرها بقوةٍ و يثبت رأسها
, ( لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة أين روحك المناضلة ، هذا واجبك و يجب أن تتحمليه معي ٢ نقطة لكن ستكون لكِ الأفضلية بما أنك زوجتي الأولى ، لا تقلقي ٢ نقطة )
, ثم ربت على وجنتها بقوةٍ تكاد تكون ضربا وهو يخرج من الغرفة تاركا إياها في حالة من الذهول .و الجنون ٢ نقطة لكن قبل أن يصفق الباب استدار و نظر اليها ليقول بصوتٍ مرعب
, ( و إن تجرأتِ على الخروج من باب البيت مرة أخرى دون علمي سأكسر لك ساقك و رقبتك ٢ نقطة )
, ثم خرج من الغرفة وهو يشعر بلذة حقيقية مما اخترعه للتو ٢ نقطة تستحق كل ما سيفعله بها و أكثر ٢ نقطة
, ١٧ شرطة
,
, سألت نفسها للمرة الألف عما تفعله هنا ٢ نقطة وقفت أمام الباب الخشبي القديم وهي لا تدري من أين واتتها الجرأة لتأتي الى هنا ، لكن لا خيار أمامها ٢ نقطة إنها الفرصة الوحيدة المعروضة عليها حاليا ٢ نقطة
, طرقت على الشراعات الزجاجية بتردد ٢ نقطة وهي تتمسك بيد حقيبة ملابسها ، ومن وقاحتها أحضرت الحقيبة معها ٢ نقطة
, مرت لحظة و اثنتين ٢ نقطة وحين شعرت أن الشجاعة خانتها استدارت بسرعةٍ وهي تنجو بنفسها من هول الموقف لكن ما أن وطأت قدمها أول درجة في السلم نزولا ٢ نقطة حتى سمعت الباب يفتح من خلفها ٢ نقطة و صوت ناعم يقول
, ( أثير ٢ نقطة الى أين تذهبين ؟؟ هل أطلتِ الطرق و لم أسمعك ؟؟ )
, التفتت أثير اليها بتردد و شعورٍ فظيع من تمني أن تنشق الأرض و تبتلعها ، لكنها ابتلعت ريقها بدلا من ذلك و ابتسمت بشكلٍ يثير الشفقة وهي تهمس بصوتٍ مبحوح
, ( صباح الخير سيدة أحلام ٢ نقطة كنت ٢ نقطة كنت مارة قريبا ٢ نقطة و فكرت ٢ نقطة أن أمر لزيارتك ٢ نقطة )
, أغمضت عينيها وهي تشغر بمنتهى الغباء ٢ نقطة كيف أحضرت حقيبة ملابسها من المرة الأولى و قبل أن تعرض عليها أحلام الإقامة عندها ٢ نقطة
, حين طال الصمت فتحت عينيها لتجد أن أحلام تنظر اليها مبتسمة برقةٍ جبارة و كأن أثير ألقت عليها دعابة للتو ٢ نقطة
, ثم مدت أحلام يدها في الهواء وهي تقول بحنان طاغ
, ( تعالي ٢ نقطة كنت أعد الدقائق في انتظارك ، لتملأي علي فراغ هذا البيت ٢ نقطة )
, صعدت أثير الدرجة التي نزلتها ثم اتجهت الى أحلام لتمسك بيدها الممدودة و تدخل معها ٢ نقطة و ما أن دخلتا حتى بادرت أثير بالكلام بتلعثم وهي تقول
, ( أنا لا أعلم ماذا بإمكاني أن أقول ٢ نقطة لكن هي مجرد فترة مؤقتة ٢ نقطة و أنا )
, قاطعتها أحلام وهي تقول مبتسمة برقة
, ( هششششش ٢ نقطة لا أعتقد أن بإمكاني التخلي عنكِ ، فاحذري ٢ نقطة)
, ابتسمت أثير برغبةٍ عنيفة في البكاء ٢ نقطة وكأنها تعرف تلك السيدة منذ سنوات ٢ نقطة لا تصدق أنها مجرد ثاني مرة تراها فيها ٢ نقطة
, قالت أحلام وهي تسحب حقيبتها منها لتضعها على الأرض
, ( ياااه ثقيلة ٢ نقطة أين هو مالك ؟ألم يأتِ معك ؟؟ ٢ نقطة )
, هزت أثير رأسها نفيا ٢ نقطةوهمست
, ( بل أتيت بمفردي ٢ نقطة )
, اندهشت أحلام و هي تقول
, ( ولماذا لم تنتظري مالك ليحضرك ؟؟٢ نقطة )
, ردت أثير وهي تبعد عينيها عن عيني أحلام المتفحصتين
, ( لم أشأ أن أبقى هناك للحظةٍ أخرى ٢ نقطة لم يعد بيتي و لقد صبر علي مالكيه طويلا ٢ نقطة و أنا كرهت الشفقة و الإحسان )
, لم ترد أحلام عليها ٢ نقطة و أدركت ان الأمر أكبر بكثير ٢ نقطةتقريبا استطاعت التخمين ٢ نقطة لا تحتاج لذكاء ٢ نقطة
, همست أحلام بعد فترة
, ( تعالي لأريكِ غرفتك ٢ نقطة ستحبينها جدا ٢ نقطة )
, ابتسمت لها أثير بصعوبةٍ وهي تومىء برأسها ٢ نقطة شاعرة بجرحٍ كبير و ألمٍ لا يهدأ ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, حين حل الصباح كانت أحلام تعد الإفطار في المطبخ وهي تدندن وهو ما لم تفعله منذ سنوات ٢ نقطة
, ماذا تعد ؟؟ ٢ نقطة بيض مقلي ٢ نقطة و شاي بحليب ٢ نقطة طبق الفول ٢ نقطةمخبوزات التمر التي أعدتها بنفسها ٢ نقطة رائحة المطبخ أصبحت كرائحة صباحٍ رائع ٢ نقطة حتى عيدان النعناع في شرفة المطبخ أصبح لها رائحة فواحة اليوم ٢ نقطة
, لقد نامت أثير بالأمس بجوارها لأنها لم تعتد على المكان بعد ٢ نقطة ابتسمت أحلام بجذلٍ طفولي ٢ نقطة وهي تفكر
, " يجب أن أطعمها قليلا ٢ نقطة الصبية نحيفة لدرجة الهزال "
, سمعت أحلام صوت طرق على باب الشقة ٢ نقطة فنادت بصوتها العذب
, ( افتحي الباب يا أثير ٢ نقطة )
, ردت أثير عليها من داخل الحمام
, ( حاضر خالتي ٢ نقطة )
, ابتسمت أحلام أكثر ٢ نقطة و اخذت تدندن أكثر ٢ نقطة
, اتجهت أثير الى الباب بسرعةٍ وهي تقول
, ( لحظة واحدة ٢ نقطة )
, ثم فتحت الباب ٢ نقطة لتتوقف نبضات قلبها وهي تطلع الى فارسها الشهم ، واقفا أمامها ينظر اليها بدهشة عابسة ٢ نقطة ثم لم يلبث أن قال بصوتٍ جاف
, ( أثير ٢ علامة التعجب ٢ نقطة ماذا تفعلين هنا ؟ )
, نظرت اليه أثير طويلا ٢ نقطة هل نسي ؟؟ ٢ نقطة أم أنه نساها من الأساس ؟؟ ٢ نقطة
, رأى مالك أحلام من خلفها ،، فتجاوز أثير و تركها واقفة عند الباب دون أن تستدير اليه ٢ نقطة تنظر أمامها بشرود و قد غزت الدموع مقائيها ٢ نقطة و كأنه بتجاوزها قد غرز خنجرا في قلبها الجريح من الأساس ٢ نقطة
, دخل الى أحلام التي نظرت اليه مبتسمة بدهشة
, (؛ صباح الخير يا مالك ٢ نقطة حماتك تحبك ، هيا لتفطر معنا )
, قال مالك بلهجةٍ غريبة
, ( هل أتى جاسر الى هنا يا أحلام ؟؟ ٢ نقطة )
, قالت أحلام وهي تقطب جبينها بحيرة و قلق من منظره غير الحليق على غير عادته
, ( لا يا مالك ٢ نقطة لم يظهر منذ فترة ، لماذا ؟؟ ٢ نقطة ماذا حدث ؟؟ )
, قال مالك بإيجاز و بصرامة
, ؛( إن جاء ٢ نقطة أخبريه أنني أنتظره ، رجلا لرجل ٢ نقطة )
, رفعت أحلام يدها الى صدرها وهي تنظر اليه يخرج دون كلمة اخرى ٢ نقطة تاركا إياها و أثير تنظر في اثره شاعرة بأن شيء ما سيء سيحدث ٢ نقطة
, الفصل الحادي و العشرين
, واحد ٢ نقطة اثنان ٢ نقطة ثلاثة ٢ نقطة
, كانت كل مرةٍ من مراتِ تمرين الضغط الذي يقوم بها ينفخ بصوتٍ مكتوم و كأنه يفرغ فيها شحنة قوية ٢ نقطةوهو يستند على ذراعيه العضليتين القويتين ليصعد و يهبط مثبتا عينيه في نقطةٍ واحدة ٢ نقطة
, والعرق يتصبب منه غزيرا بينما وجهه الأحمر كان مثالا للشر و الخطر ٢ نقطة و أنفاسه ٢ نقطة أنفاسه التي كانت كآتونٍ منتظم الهدير مرة بعد أخرى ٢ نقطة
, نهض في قفزة واحدة ٢ نقطة ليمسك بثقلين من الحديد و أخذ يرفعهما و ينزلهما وكأنها لا يزنان شيئا ٢ نقطة ثم قال أخيرا بصوتٍ خافت خطير
, ( أعدها على مسامعي مرة أخرى ٢ نقطة )
, تلجلج الشاب النحيف الواقف أمامه ببنطاله الجينز الرقيع و العديد من السلاسل الفضية و الذهبية المعلقة بعنقه ٢ نقطة لكنه قال اخيرا برهبةٍ منفرة ٢ نقطةمعيدا على مسامع جاسر بخوفٍ مختلطا بالرغبة في نيل الثقة
, ( لقد نادى بها مسمعا كل من في الحي من رجالٍ و نساء ٢ نقطة من أكبرهم لأصغرهم )
, صرخ جاسر بوحشية وهو يزيد من سرعة ذراعيه اللتان بديتا كتروس ماكينة عملاقة
, ؛( أعدها ٢ نقطة )
, انتفض الشاب النحيف مكانه مرتعبا من منظر جاسر في تلك اللحظة ٢ نقطة لكن عينيه التمعتا ببريقٍ منتشي وهو يعيد الكلمات التي ماكان يصدق يوما أو يجرؤ على أن يفكر بها أمام سيده
, ( قال ٢ نقطة أن أخبرك بأنك ٢ نقطة أقصد أن سيادتك ٢ نقطةأن تظهر نفسك ، و لا تختبىء كالنساء ٢ نقطة و ٢ نقطة متغطيا بأوشحتهن )
, كانت عينا جاسر الحمراوين البراقتين تنظرانِ أمامهما وهو يضرب الهواء ضربا بثقليه الحديديين ٢ نقطة يلهث أكثر و أكثر ٢ نقطة تتوحش نظراته مع كلِ ضربةٍ ٢ نقطة و طال به الحال الى أن صرخ أخيرا بصوتٍ مرعب زلزل الجدران
, ( انصرف ٢ نقطة )
, قفز الشاب الرقيع من مكانه بفزع و تراجع للخلف دون أن يستدير وهو ينحني لجاسر مربتا على صدره في علاماتِ خضوعٍ مقززة ٢ نقطة ثم هرول مبتعدا تاركا جاسر يبدو في حالةٍ تنبىء عن قرب حدوث جريمة في الحي ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, ماكينة ٢ نقطة ماكينة بشرية ، آلة ضخمة تضخ غضبا ، جنونا ، ٢ نقطة بركان غير ثابت يقذف بحممه في صمت ٢ نقطة لا ليس في صمت بل صوت التنفس الخافت الهائج يبعث على الرعب حين يقترن بمرأى العينين المتوحشتين ٢ نقطة
, هاتان العينان كانتا تنظرانِ أمامهما بشرودٍ و كأن صاحبهما قد انفصل عن واقعه ٢ نقطةو ذهب بعيدا جدا ٢ نقطة
, الي يوم ٢ نقطة فقط يوم ٢ نقطة
, حين كان يمسك بصورته بين أصابعه ٢ نقطة ينظر اليها وهو لا يعلم ماذا تفعل هنا ٢ نقطة مالذي يأتي بصورة ابن رشوان الى صفحات كتاب اخته الصغيرة ٢ نقطة
, تذكر تسمره وهو يتأكد فعلا من وجود تلك الصورة التي سقطت من بين الصفحات حين كان يتطلع الي أحد كتبها بعفويةٍ بعد أن دخل لغرفتها معتقدا بأنها هناك ٢ نقطة
, عقد حاجبيه بعدم استيعاب ٢ نقطة ودون سبب محدد قلب الصورة ليجد قلوبا طفولية حمراء مرتسمة على ظهرها ٢ نقطة دون أي كلمة و كأن صاحبة القلوب كانت أكثر خجلا من أن تخط بيدها أي حرفٍ مصاحب ٢ نقطة
, قبض على الورقة ببطىءٍ حتى جمعها كلها و طحنها في قبضة يده حتى ابيضت مفاصل أصابعه ٢ نقطة انها لم تتعدى الحادية عشر ٢ نقطة أم تعدتها ؟؟ ٢ نقطة لن تتجاوز الثانية عشر بكل تأكيد ٢ نقطة
, خرج من غرفتها كالطوفان الغادر و هو ينوي كسر كل إصبعٍ رسمت به قلبا من القلوب ٢ نقطةو كسر ساقيها قبل أن تخرج من باب هذا البيت لتتجه الي بيت عائلة رشوان بعد هذه اللحظة ٢ نقطة
, كاد أن يصطدم بأحلام وهو خارج من الغرفة ٢ نقطة لكنه ادرك نفسه في اللحظة الأخيرة ٢ نقطة وما أن اعتدل حتى صرخ بها بهياج
, ؛( أين ابنتك ؟ ٢ نقطة )
, ارتسم الفزع على ملامحها من رؤية ملامح الإجرام على وجهه ٢ نقطة فردت عليه بخفوت خائف
, ( لماذا ؟؟ ٢ نقطة ماذا فعلت نوار ؟؟ ٢ نقطة )
, صرخ مرة أخرى وهو يضرب الحائط المجاور بقبضته بقوة
, ( أريد ردا واحدا حالا ٢ نقطة أين هي ؟؟ )
, همست أحلام بينما ملامحها كانت غريبة الشكل و مخيفة من شدة شحوبها و شرودها
, ( ذهبت لتلعب مع صديقاتها ٢ نقطة )
, صرخ وهو يغلي غضبا
, ( ذهبت لبيت رشوان و قد منعتها الف مرة ٢ نقطة لكن هذه المرة سأكسر عظامها بعد أن أجرها الآن جرا من عندهم )
, رفعت أحلام يدها الى صدرها ٢ نقطة في منظرٍ لن ينساه أبدا ، حين شردت عيناها أكثر و غابت عنه الى مكانٍ آخر وهي تهمس بألمٍ و اختناق
, ( اللهم اجعله خير ٢ نقطة )
, عقد حاجبيه و نسي أمر نوار للحظات وهو يرى شكلها الأشبه بالأموات ٢ نقطة فاقترب منها ليمسك بذراعيها وهو يقول بقلق خشن
, ( ماذا بكِ يا أحلام ؟ ٢ نقطة هل سيغشى عليكِ ؟؟ )
, نظرت الي عينيه بضياع قليلا ٢ نقطة وانتظر هو أن تتكلم ، ناظرا لعينيها المستجديتين الى أن همست أخيرا بضعف
, ( لا ٢ نقطةلا ٢ نقطة . أنا بخير ، أنا فقط ٢ نقطةشعرت لوهلةٍ بأن روحي تنسحب من جسدي ٢ نقطة . )
, دفعها للخلف برفقٍ لينزلها الى المقعد من خلفها ٢ نقطة بينما لاحظ أن الصورة لا تزال في قبضة يده مطحونة معذبة ٢ نقطة
, قال وقتها بخشونة
, ( هل تريدين أن أنادي لكِ أمي ؟؟ ٢ نقطة أم أطلب من الحاج الحضور ؟ )
, هزت رأسها نفيا بسرعةٍ وهي تهمس بينما عينيها شاردتين على نفسِ ضياعهما
, ( لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة لا أريد أحدا ٢ نقطة أنا ٢ نقطة بخير )
, لكنها بعد لحظةٍ و قبل أن يتركها رفعت يديها الاثنتين الى صدرها و شهقت دون صوت ٢ نقطة مجرد نفسا عميقا سحبته ليصدمها ٢ نقطة ثم همست بانقباض
, ( ما ٢ نقطةأصوات الصراخِ تلك ؟ ٢ نقطة من أين تأتي ؟؟ )
, عقد حاجبيه أكثر و هو ينظر اليها بحيرةٍ و كأنها شيئا غير معلوم قد مسها ٢ نقطة ثم قال بحيرة
, ( أي أصوات صراخ ؟٢ علامة التعجب ٢ نقطة أنا لا أسمع شيئا )
, سكتت أحلام قليلا ثم رفعت يديها فجأة الى أذنيها مغمضة عينيها وهي تهمس بخوف
, ( أنا أسمعها ٢ نقطة أصوات صراخٍ تملأني و تكاد تخرق اذني )
, كان ينظر اليها بذهولٍ وهو منحنيا اليها ، ممسكا بكتفيها ٢ نقطة و الصورة في قبضته ٢ نقطة
, رآها و كأنما أصيبت بالجنون ٢ نقطة كان الصمت يعم المكان دون أي صوتٍ غريب ٢ نقطة بينما منظر أحلام لن يتوه عن ذاكرته أبدا ٢ نقطة
, و بعد لحظاتٍ طويلة وهو يربت على كتفيها ٢ نقطة تصلب في مكانه للحظةٍ وعقد حاجبيه و هو يرهف السمع قليلا ٢ نقطة
, يتذكر جيدا أن أصواتا ما ٢ نقطة قد بدأت في الظهور بالتدريج ٢ نقطة و كأنما بدأت بشهقات٢ نقطة تجمعت و تكاثرت الي أن قصف سكون المكان صرخة مدوية ٢ نقطة و بدت و كأنها اشارة البدء لسيلٍ من الصرخاتِ و العويل ٢ نقطة
, اتسعت عيناه وهو يستقيم ببطءٍ شديد ٢ نقطة و كأنه لا يصدق ما يسمعه ٢ نقطة صراخ ٢ نقطة صراخ ٢ نقطة
, يأتي محملا على الرياح الداخلة من الشرفة المفتوحة ٢ نقطة من شدة الصراخ و العويل لم يستطع أن يميز أي كلمةٍ سوى واحدة
, ( يا أحلام ٢ نقطة يا أحلام ٢ نقطة نوار ٢ نقطة )
, ظل واقفا طويلا ينظر الي الشرفة دون أن يجد الجرأة على الاقتراب منها خطوة ٢ نقطة بينما أغمضت أحلام عينيها بقوةٍ وهي تسد أذنيها بكفيها و هي تهز رأسها نفيا ٢ نقطة دون الحاجة بها للسؤال ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, عاد من سيل ذكرياته التي كان قد دفنها منذ زمن بمنتهى المهارة لدرجة أنه ظن بأنه نسيها بالفعل و بأن العالم مليء بالمآسي ، لذا كانت مأساة و مرت ٢ نقطة و تابع حياته مهتما بالأحياء أكثر من الأموات ٢ نقطةومن أولهم كان ابن رشوان ٢ نقطة
, كانت الكراهية بينهما لها تاريخ طويل على الرغم من حداثة سنهما ٢ نقطة لكن بعد موت نوار ٢ نقطة لم تعد كراهية فحسب ٢ نقطة
, لم ينسى يوما أن نوار الصغيرة قد سقطت أمام ابن رشوان و دون علمه هو بذلك ٢ نقطة ليسلموها له جثة هامدة ٢ نقطة يومها أقسم الا يقتله ٢ نقطة بل سيعذبه يوما بعد يوم ٢ نقطة كجزاءٍ لمجرد وجوده حيث فقدها هو ٢ نقطة
, فجأة رمى الثقلين الحديدين من يده بأقصى قوته بعد أن طوحهما ٢ نقطة فاصطدما بالحائط ليحدثا شرخين بشعين في دهانهما ٢ نقطة ثم سقطا بقوةٍ على الأرض محدثين زلزالا ٢ نقطة
, ذهب ببطء الي منشفته و أغرق بها وجهه ليمسح العرق الذي أغرقه ٢ نقطة ثم رفع رأسه لينظر أمامه بشرودٍ متوحش و بعينين احمرتا من الغضب ٢ نقطة
, عادت به أمواج ذاكرته ٢ نقطة لتلك الجلسة بعد معاركٍ فظيعة ٢ نقطةوصلت الي إحراق مخازن و مستودعات لكلتا العائلتين ٢ نقطة دون تدخل الشرطة بالطبع ٢ نقطة لذا توجب أن تتم مصالحة كبيرة حفاظا على التجارة و الأبناء ٢ نقطة
, شعر بلذةٍ شريرة حين عرضت عليه حور كحلٍ بديل لتلك الكراهية ٢ نقطة و أوشك أن يوافق في سبيل أخذ اخت ابن رشوان كما أخذ أخته ٢ نقطة كان صغير السن و متهورا و كان هذا أفضل تفكير طرأ على باله وقتها ٢ نقطة
, لكنه شعر بنارٍ سوداء حين وصله رفض الحاج اسماعيل على طلبٍ لم يطلبه من الأساس ٢ نقطة مستكثرا حور ابنة الدلال و العز عليه ٢ نقطة ليعرض في جلسةٍ اخرى بأن ابنة اخيه اليتيمة هي المتوفرة حاليا ٢ نقطة و كأنها بضاعة معطوبة يعرضها لمشترٍ مفلس قبل أن تفسد في المخازن ٢ نقطة
, لكن بداية الحكاية كانت ذات يوم ٢ نقطة
, بعد عراكٍ محتدم مع ابن رشوان ٢ نقطة بدأ بينهما فقط ، ليهديه العلامة التي لا تزال تعلم فكه حتى هذا اليوم ٢ نقطةلتتزايد و تصبح حربا ، ناله منها الإصابات و نال مالك الأكثر منها ٢ نقطة حتى فقدت معالمه وضوحها ٢ نقطة
, يومها ٢ نقطة و حيث كان يلهث وسط عصبته يمسح انفه النازف بظاهر يده ٢ نقطة ممزق الملابس ٢ نقطة و الجميع يركضون في كل اتجاه بعد أن بدأ تدخل رجال رشوان ٢ نقطة
, سمع صوتها من خلفه يصرخ (؛ أنت ٢ نقطة )
, التفت ليجدها تأتي جريا من خلف بقدميها الصغيرتين الحافيتين لتنحني بسرعةٍ خاطفة ملتقطة حجرا مسننا من الأرض ٢ نقطة ثم تستقيم و تقذفه به بكل قوتها ٢ نقطة و للعجب أن حركتها الطفولية أصابته في وجهه مباشرة و بمنتهى القوة ٢ نقطةقبل أن يستوعب الأمر ٢ نقطة مما أصابه بشدة ٢ نقطة
, حين نظر اليها بذهول ٢ نقطة كانت قد اقتربت منه خطوتين و بعينين متسعتين كطبقي الفنجان ٢ نقطة لم يكن يعرف من قبل أن عينيها زيتونيتي اللون ٢ نقطة فهما داكنتين و لا تظهرانِ لونهما من البعيد ٢ نقطة
, رفع يده الي ذقنه الدامي وهو ينظر الي تلك النمرة الصغيرة الهائجة بشعرها الطويل الأشعث ٢ نقطة بينما هي كانت تصرخ بوحشية و جنون
, ( ابتعد عن مالك يا جبان ٢ نقطة ليتك تموت ٢ نقطة ليتك تموت )
, ثم استدارت لترجع جريا دون أن تهتم بما قد يجرح قدميها ٢ نقطة و ظلت صورتها وهي تجري بثوبها المتطاير و شعرها الهائج في ذاكرته حتى تلك اللحظة ٢ نقطة ككل ذكرياتها ٢ نقطة
, رفع عينيه الي أعلى الدرج ٢ نقطة وكأنه ينظر اليها ٢ نقطةبنظره الى حجزها القسري ٢ نقطة يتنفس بصعوبةٍ و كأنه ينفث لهبا ٢ نقطةو كأن أدرك النهاية ٢ نقطة كفى ٢ نقطة لم يعد يستطيع التحمل أكثر ٢ نقطة كفى ٢ نقطة
, ودون وعي صعد السلام كل درجتين معا اندفاعا ، الى أن وصل الي غرفتها ليخرج المفتاح من جيب بنطاله الجينز و الذي لا يفارق جيبه أبدا ٢ نقطة ثم أخذ نفسا عميقا و فتح الباب
 
الفصل السادس و الأربعون


في وقفتها التي لا غيرها يسلي و حدتها و حجزها الانفرادي ٢ نقطة وقفت حنين مكتفة ذراعيها وهي تستند بكتفها الى إطار الشرفة المفتوحة ٢ نقطة و تميل برأسها لترتاح بها على الإطار الخشبي ، تناجي البحر أمامها و تحاول أن تتعرف اليه و تخبره عن بحرها الذي تربت فوق رماله ٢ نقطة تحاول أن تملأ تلك الساعات المرعبة الباردة التي تعيشها ٢ نقطة و تحاول الا تفكر في الخطوة التالية ٢ نقطة
, سمعت الصوت المعتاد للمفتاح ٢ نقطة و قفز قلبها و انتفض مع الصوت الذي حفظته جيدا ، فالتفتت سريعا لتكون مستعدة للمواجهة ٢ نقطة
, لكنها لم تكن مستعدة لمنظره وهو يقف أمامها ٢ نقطة بنطاله الجينز القديم ٢ نقطة حافي القدمين ٢ نقطة عاري الصدر تماما و قد بدت عضلاته قوية بشكلٍ مخيف ٢ نقطة بينما وجهه غامض و عيناه غاضبتانِ من شيءٍ ما ٢ نقطة
, انكمشت على نفسها وهي تتراجع حتى ارتطمت بزجاج نافذة الشرفة من خلفها ٢ نقطةثم أبعدت نظراتها عنه بخجلٍ وخوف ٢ نقطة
, اقترب جاسر منها ببطءٍ كفهدٍ يقترب بحذر استعدادا لاقتناص فريسته ٢ نقطة توقف للحظاتٍ وهو ينظر الى صينية الطعام الموضوعة على الطاولة و التي لم تمس ٢ نقطة
, ثم نظر اليها وهو يعاود الاقتراب منها بخفةٍ ٢ نقطة وهو يقول بصوتٍ عميقٍ غريب ٢ نقطة
, ( لماذا لم تأكلي ؟ ٢ نقطة هل ستضربين عن الطعام ؟ ٢ نقطة )
, لم تنظر اليه و التزمت النظر بعيدا عن منظره المخيف ٢ نقطة بينما قلبها يدق بخوفٍ كل مرةٍ دخل غرفتها
, كانت كالمحكومِ عليه بالإعدام ٢ نقطة تنتظر ساعة بعد ساعة مصيرها المظلم معه ٢ نقطة لكن حتى الآن كل مرةٍ كان يجلب لها شيئا و يقف لتكلم معها قليلا و ربما مع نفسه ٢ نقطة فهي تجيبه بتقتير ٢ نقطةو دائما ما ترفض النظر اليه بطريقةٍ تثير جنونه ٢ نقطة وكأنها تلتزم معه السلبية التي فرضها عليها يوما تجاه كل حياتها منذ أن عرفته ٢ نقطة
, وصل اليها ،و توقف قليلا ٢ نقطةقبل أن يرفع أصابعه و يمررها على وجنتها بخفةٍ وهو يقول بصوتٍ أجشٍ خافت ٢ نقطة غامض ٢ نقطة غامض ٢ نقطة
, ( لقد شحب وجهك للغاية ٢ نقطة )
, أبعدت وجهها عن أصابعه بقوةٍ ٢ نقطة ثم همستٍ بعنفٍ مكبوت
, ( و ياليتني أموت ٢ نقطة )
, أمسك بذقنها بين قبضته القوية و هو يشدد عليها ليقول بصوتٍ خافت أرسل رعشة في أوصالها
, ( لا تجلبي سيرة الموت مرة أخرى ٢ نقطة )
, أبعدت عينيها الرافضتين عنه ٢ نقطة لكنها شعرت به يقترب أكثر و أكثر ٢ نقطة الى أن لامسها بهيكله الضخم ٢ نقطةحينها اخذ صدرها يعلو يهبط بسرعةٍ خرافية جعلت من عملية بسيطة كالتنفس أمرا مهلكا و مؤلما للغاية ٢ نقطة
, ترك ذقنها الا أنه لم يمهلها لتشعر بالراحة ٢ نقطة بل أمسك بوجنتيها الاثنتين بين أصابعه وهو يرفع وجهها اليه ،،، فأسبلت جفنيها عن مرأى وجهه ٢ نقطة فقال بصوته المبحوح الخشن الغريب
, ( افتحي عينيكِ ٢ نقطة )
, و كان ردها هو أن أطبقتهما أكثر و قلبها يخفق برعب ٢ نقطة فقال جاسر بخبثٍ خفي
, ( كما تريدين ٢ نقطة لا تنظري اذن و أنا ٢ نقطة )
, فتحت عينيها بسرعة و خوف وهي تتأهب لأي حركةٍ غادرةٍ منه ٢ نقطة فضحك جاسر عاليا و هو ينظر الي خضرة عينيها السرية ٢ نقطة التي لا يدركها الا من اقترب منها كاقترابه منها حاليا لتلك الدرجة ٢ نقطة
, لذا ٢ نقطة أخذ وقته في تأمل لونهما أخيرا ٢ نقطةوهو يكبل وجهها ليتمكن من رؤيتهما كما يحب ٢ نقطة قال أخيرا بصوتٍ خافتٍ أجش
, ( عينيكِ ٢ نقطة لونهما زيتي داكن ، لا يراهما الا من يمتلكك )
, ارتجفت شفتيها و ارتعشتا بقوةٍ دون أن تستطيع السيطرة عليهما ٢ نقطة لكنها تمكنت من الهمس اخيرا بخوف و بقليلٍ من الرفض
, ( لا أحد يمتلكني ٢ نقطة )
, ابتسم ٢ نقطة بما يشبه الابتسامة لكنها كانت قاسية ملتوية ثم قال
, ( بلى ٢ نقطة أنا أمتلكك )
, هزت رأسها نفيا بقدر شعرياتٍ سمحت بهما يديه القويتين ٢ نقطة وهمست بصوتٍ مرتجفٍ أجش
, ( لا ٢ نقطة )
, لمعت عيناه الغاضبتين منذ دخوله ٢ نقطة و لفحتها انفاسه الساخنة وهو يميل برأسه اليها ليقول بصوتٍ عميق ٢ نقطة عميق جدا ، كالبحر لا قرار له ٢ نقطةو فيه أمواج الخطورة تزأر مهددة ٢ نقطة
, ( بلى حنين ٢ نقطةو لم أعد أقوى على الانتظار )
, صرخت حنين الا أن صوتها لم يتمكن من الخروج وهي تراه يقبل وجنتها دون وعيٍ منه تقريبا ٢ نقطةو على الرغم من رعبها القاتل ٢ نقطة الا أن نفس السؤالا بزغ من بين سحابات الرعب ٢ نقطة " وماذا ينتظر ؟ ٢ نقطة حتى هذه اللحظة بعد أن أراها الويل الى أن أتى بها الي هنا ٢ نقطة هل هو مريض للدرجة التي تجعله يتلذذ بمجرد تعذيبها نفسيا "
, و لو كان فقد نجح تماما ٢ نقطة فقد شلها الرعب وهي تتلوى بين أحضانه الخشنة ٢ نقطة وهمست باختناق من حلقٍ متشنج و كأنه مصابا بالشلل ٢ نقطة
, ( أرجوك ٢ نقطة أتوسل اليك ٢ نقطة أنت انسان غريب عني تماما )
, حينها توقف ليرفع عينيه الى عينيها المتسعتين رعبا ٢ نقطة لكن في عينيه ، كانتا في قمة جمالهما ٢ نقطة كم تنضح جاذبية ٢ نقطة ليست خارقة الجمال ٢ نقطة لكن جاذبيتها لا تضاهى ٢ نقطة جذبته لها منذ طفولتها ٢ نقطة
, همس بصوتٍ مختنقٍ من مشاعره الهائجة
, ( أنا أقرب لكِ من أي شخصٍ قد عرفتهِ في حياتك الصغيرة ٢ نقطة )
, ضمها بذراعيه الحديديتين الى صدره أقوى ٢ نقطة وأقوى ٢ نقطة حتى سمعت بأذنها صوت قرقعة بعض عظامها الهشة بينما كان هو من تأوه و ليست هي ٢ نقطة لدرجة أنها شكت في سلامة مسامعها ٢ نقطة قرقع عظامها ثم تأوه ٢ علامة التعجب٢ نقطة
, لكنها لم تطل التفكير في غمرة رعبها وهو يتابع هامسا بقوةٍ مزلزلة
, (آآه ٢ نقطة كم اريد أن اسحقك على صدري لتتلاشين بداخله ٢ نقطة لم أعد أطيق الانتظار حنيني )
, كانت تستمع الى كلماته الغريبة ووجهها مدفونا في كتفه ٢ نقطة وعينيها متسعتين بذهول وهي لا تجرأ على التنفس من شدة الخوف ٢ نقطة فهي الآن بصحبة شخص مختل و مجنون ٢ نقطة
, همست اخيرا رغما عنها و الا كانت ستختنق بها
, ( أنت مهووس ٢ نقطة )
, ضحك باختناقٍ اجش وهو يميل برأسه الى عنقها ٢ نقطة ثم همس
, ( نعم أنا مهووس ٢ نقطة كنت أظن قبل أن أعود الى هنا أنني أريد استعادتك فقط ٢ نقطة لكن منذ أن عدت و رأيتك ٢ نقطة و أنا لا يشغلني شيء سوى التسرب لكل ذرةٍ من حياتك ٢ نقطة )
, رفع رأسه لينظر الي عينيها المرتعبتين للحظات ٢ نقطة قبل أن يهبط برأسه مفجرا أشواقه المحرقة و التي احرقتها من قبل مرارا ٢ نقطة ٢ نقطة
, أصابها تشنج تام وهي ترى و تستشعر جنونه ٢ نقطة " يا الهي ٢ نقطة الأمر مستحيل ٢ نقطةمستحيل ٢ نقطة انه مجرم و ليس زوجي ٢ نقطة ولا أعرفه "
, ارتجفت بقوةٍ و أنت و هي تهمس باسترحام و هي على شفير البكاء ككل مرةٍ يدخل اليها
, ( أرجوك ٢ نقطة أرجوك ٢ نقطة لن أستطيع )
, مرت لحظاتٍ لم يرد عليها وهو تائها في عالمٍ من أشواقه ٢ نقطة حتى ظنت أنه لم يسمعها او سمعها و لم يبالي ٢ نقطة الى أن قال أخيرا بصوتٍ عميق
, ( منذ أن عدت اليك ٢ نقطةلم يصدمك قربي منكِ كما كنت أتوقع ٢ نقطة مراتٍ و مرات كنت أبثكِ من شوقي ، و كنتِ ترفضين ٢ نقطةلكن جسدك كان يعرفني ، ٢ نقطة كان قابلا بحكمي ٢ نقطة فلما لا تستسلمين أنتِ لحكمه ٢ نقطة ربما وقتها ستدركين الى من تنتمين منذ أن كنتِ طفلة )
, صدمها كلامه بقوة ٢ نقطة بقوةٍ عنيفة ٢ نقطة
, " لا ٢ نقطة ليست هي ٢ نقطة لم تكن كما يقول ٢ نقطة الا يشعر بالرعب الذي يدب في أعماقها في تلك اللحظة و الذي يسري في كل عضلةٍ من عضلاتها فيسبب ارتجافها لتنتقل اليه "
, رفعها فجأة بين ذراعيه بقوةٍ جعلتها تصرخ وهو يقول با نفعال
, ( كنت أظن أن بمقدرتي الإنتظار أكثر ٢ نقطة لكن لن أستطيع يا حنين ، أنتِ ملكي ٢ نقطة و أنا أنوى استردادك )
, أخذت تتلوى بين ذراعيه بقوةٍ وهي تبكي و تئن برعبٍ دون جدوى حيث اتجه بها الى السرير العريض ٢ نقطةثم ألقاها اليه باهمال ٢ نقطة
, استقامت جالسة ما أن حطت عليه و هي تنتحب ناوية الهرب الا أنه كان قد انضم لها وهو يعصرها بين أحضانه ليعيدها اليه من جديد ٢ نقطةالى أحضانه حيث انعدمت الرؤية لديها تماما وهو يذيقها أنواعا من الشوق لم تعرفها سوى على يديه هو ٢ نقطة
, و مرت عليها اللحظات طويلة ٢ نقطة طويلة ٢ نقطة وهي تبكي بين ذراعيه بينما هو كان غافلا تماما في دوامةِ أشواقه مسيطرا على كل حركةٍ و همسة و نفسٍ لها ٢ نقطة لا يسمح لها بالتنفس الا حين يقرر هو تحريرها من ثورةٍ انفعاله ٢ نقطة
, و كان يهمس ضاحكا بخشونةٍ في أذنها٢ نقطة تشوه ضحكته أنفاسه المعذبة بمشاعره الثائرة كالطوفان الغير قابل للسيطرة عليه ٢ نقطة
, ( هيا الآن حنين ٢ نقطة تساهلي معي قليلا ، فأنا ذاهبٌ للحرب من أجل عينيك السريتين )
, لم تفهم ٢ نقطة و لم تحاول أن تفهم هذيانه ٢ نقطة كل ما كانت تحاوله في تلك اللحظة هو أن تنجو بنفسها منه ٢ نقطة لكنها و بعد فترةٍ طويلة أدركت أنها قد وصلت للنهاية ٢ نقطة و أن لا مهرب لديها من قيد المجنون ٢ نقطة فتشبثت أصابعها الصغيرة بكتفيه تهديه سلبيتها التي علمها إياها من جديد ٢ نقطةتلهث برعبٍ ليضرب صدرها الخافق ضربات قلبه المجنونة العنيفة٢ نقطة بينما ثبتت عينيها بعيدا على الستائر المتطايرة المتلصصة ٢ نقطة وجملة واحدة تتردد في ذهنا المشوش المرتعب ٢ نقطة " انه القدر ٢ نقطة و قدرك أن تعيشي القهر المرسوم لكِ "
, ٢ نقطة
, بعد فترة كان ينظر الي حلمه الذي تحقق ٢ نقطة حيث كانت ترقد بجواره نائمة و ملامحها تبدو كطفلٍ يعاني من رؤية كابوس ٢ نقطة لا يظهر منها سوى كتفيها المرمريتين ٢ نقطة حيث كانت متشبثة بالغطاء بقوةٍ حتى في نومها و كأنها تستمد منه الحماية في لحظاتِ غفلتها عن العالم ٢ نقطة
, كان شكلها كامرأةٍ حزينة ، عشقها رجل كما تستحق ٢ نقطة و ليس كما تتمنى ٢ نقطة
, تأوه بضحكةٍ خشنةٍ مذهولة و خافتة ٢ نقطة
, أي شعورٍ بالإكتمال ذلك الذي يشعر به في تلك اللحظة ٢ نقطة كان يعلم أن مساره نهايته في نقطةٍ تملكها هي بين أصابعها ٢ نقطةلم يعكر صفو الإكتمال الذي يشعر به سوى عقلها الذي كان يقاومه ٢ نقطة و هو يريدها خاضعة عقلا و جسدا و روحا له ٢ نقطة
, مد اصبعا مرتجفا ليزيح به خصلة سوداء مرتمية على وجهها ٢ نقطة ليتمكن من رؤيته بوضوح و يشبع منه قبل أن يخرج ٢ نقطة لا بد له من أن يخرج قبل أن تستيقظ ٢ نقطة فلو فتحت عينيها الزيتونيتين له فقط ٢ نقطة فلن يغادرها أبدا و سيبقى لينهل من عشقِ كل يومٍ أضاعه بعيدا عنها ٢ نقطة
, جلست أثير بقرب أحلام على الأريكة العريضة و هي تتطلع الي الصور التي جلبتها أحلام ٢ نقطة صورا عديدة لابنتها الصغيرة ذات العينين الزرقاوين و الشعر النحاسي ٢ نقطة نظرت أثير مبتسمة برقةٍ و حنان من الصور الى وجه أحلام الناظرة اليها هي لا الى الصور ٢ نقطة
, رفعت أحلام أصابعها لتلامس الخصلات الشقراء الداكنة ٢ نقطة و التي تبدو شرقية على الرغم من شقرتها ٢ نقطة فابتسمت لها أثير مظهرة غمازة خدها الناعمة و التي زادتها جمالا ٢ نقطة ثم همست برقةٍ متعاطفة
, ( ابنتك جميلة جدا يا أحلام ٢ نقطة )
, نظرت اليها أحلام بسعادةٍ حزينة ٢ نقطة ثم همست مبتسمة
, ( نعم ٢ نقطة كانت جميلة للغاية ، كانت اجمل ***** الحي ٢ نقطة كانت تلفت الأنظار برقتها و نعومتها أينما ذهبت )
, عادت تتطلع الي أثير ٢ نقطة متشربة ملامحها الوردية اللطيفة و الطفولية جدا ٢ نقطة ثم همست مبتسمة بحنان
, ( كانت في مثل جمالك ٢ نقطةكانت لها نفس العيون الزرقاء و الشعر الاشقر الداكن ٢ نقطة ورثتهما مني و أنا ورثتهما من جدتي التركية الأصل ٢ نقطة كما تعرفين العديد من أهالي المدينة كانت لهم فروع تركية الأصل ٢ نقطة )
, احمر وجه أثير قليلا وهي تنظر للصور ثم قالت بمرح
, ( و أنا أيضا جدتي تركية الأصل ٢ علامة التعجب ٢ نقطةلكن .لا بالطبع ٢ نقطة لست بمثل هذا الجمال ، فليعوضكِ **** خيرا يا أحلام )
, لمعت عينا أحلام حزنا للحظةٍ خاطفةٍ كانت كفيلة بأن تمزق قلب أثير ٢ نقطة لكن أحلام استعادت رقتها في لحظةٍ واحدة و هي ترمش بعينيها منعا لدمعةٍ خائنة من الظهور ٢ نقطة ثم قالت بصوتٍ حاولت أن يكون مرحا
, ( أتعرفين ٢ نقطة لولا أن الأمر سيكون غريب الأطوار ٢ نقطة لكنت طلبت منكِ أن تناديني بأمي )
, اتسعت عينا أثير بدهشةٍ بالغةٍ ثم ضحكت عاليا وهي تقول
, ( أمي ؟؟ ٢ نقطة أحلام أنتِ أكبر مني تقريبا بحوالي خمسة عشر عاما )
, ابتسمت أحلام برقةٍ حزينة وهي تقول
, (؛ ابنتي في عمرك ٢ نقطة أقصد كانت لتكون في مثل عمرك الآن ، لقد أنجبتها و أنا في الخامسة عشر ٢ نقطة )
, اتسعت عينا أثير بصدمةٍ وهمست بانبهار
, (؛ خمسة عشر عاما و كنتِ أم ؟؟؟؟ ٢ نقطة ما أجمل أيامكم ٢ علامة التعجب )
, ضحكت احلام برقةٍ وهي تنظر لأثير ٢ نقطة ثم همست
, ( ليس الأمر بتلك الروعة يا أثير ٢ نقطة لو كانت ابنتي لا تزال على قيد الحياة ٢ نقطة فو**** لم أكن لأقبل بأن تتزوج وهي لا تزال طفلة ٢ نقطة وكنت لأقاتل لتكمل تعليمها أولا ٢ نقطة أنتِ لا تدركين مدى صعوبة الزواج في هذا السن ٢ نقطة خاصة وأن طالبيه يكونون اقسى من ادراك صعوبته )
, همست أثير بحيرة
, ( طالبيه ؟؟٢ علامة التعجب ٢ نقطة )
, أومأت أحلام بحزن ٢ نقطة ثم همست
, ( حين يطلب رجلا فتاة في الرابعة عشر أو الخامسة عشر تحديدا ٢ نقطة يكون بالتأكيد غافلا عن مدى صعوبة الأمر ٢ نقطةأما الأهل فكانو غالبا ما يوافقون بدعوى ستر بناتهن ٢ نقطة خاصة اذا كان الفقر حليفهم و الطالب رجلا مقتدرا يستطيع أن يرفع من شأنهم )
, نظرت اليها أثير بوجوم ٢ نقطة ثم همست
, ( هل كان يكبركِ بالكثير يا أحلام ؟ ٢ نقطة )
, تنهدت أحلام بقوةٍ ٢ نقطة ثم همست بشرود
, (؛ نعم كان يكبرني ٢ نقطة لكنه كان لا يزال في فورة الرجولة ٢ نقطة و كان يريد صبية صغيرة تجدد له حياته ، و بما أن أهلي كانو في عوزةٍ مادية ٢ نقطة لذا فقد كان زواجي برجلٍ له نفس قيمة الحاج رشيد يعتبر هبة من السماء بالنسبةٍ اليهم )
, تألمت عينا أثير و هي تتخيل حياة تلك الفتاة الأكبر من طفلةٍ بقليل و التي اجهضت احلامها البريئة قبل أن تبدأ ٢ نقطة لتفجع بعدها بموت ابنتها ٢ نقطة
, تابعت أحلام كلامها الشارد
, ( كانت زوجته بمثابة أمي رغم أنها كانت شابة و كان مفروضا علي أن أتحملها ٢ نقطة لكنها في الواقع كانت كزوجة أبي أثر منها أمي ٢ نقطةحتى أنها كانت تضربني للتهذيب أحيانا ضرباتٍ غير مؤذية و كان علي احترامها نظرا لمكانتها )
, اتسعت عينا أثير برعب وهي تستمع لصوت أحلام الهادىء و كأنما تحكي عن شخص آخر ٢ نقطة ما تلك السيدة ؟ ٢ نقطة الا تتألم كالبشر ؟ ٢ نقطة و كانت تظن أن أحدا لم يعش الشقاء مثلما عاشته هي ٢ نقطة
, لكن حياتها تبدو باهتة بالنسبة للواقعية الفجة التي عاشتها أحلام و أنتهائها بصدمة ابنتها ٢ نقطة
, فجأة على طرق الباب ليقاطع حديثهما ٢ نقطة فالتفتت أثير الى أحلام وهي تقول مبتسمة بغمازتها
, ( زوارك كثر يا أحلام ٢ نقطة وبابك لا يتوقف عنه الطرق ، كم أحب ذلك ٢ نقطة وكم كنت أتمنى أن أعيشه )
, ابتسمت أحلام بسعادة حقيقية وهي تتطلع لملامح أثير المتألقة ٢ نقطة" كم هي بسيطة و طلباتها في الحياة قليلة "
, تركتها أثير لتقوم بفتح الباب ٢ نقطة و ما أن فتحته حتى سد صدر ضخم عنها الرؤية ، لرجلٍ ضخم ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, كان مستندا بيده الى اطار الباب الخشبي وهو يحنى رأسه منتظرا أن يفجر بركان غضبه ٢ نقطة منذ أن وطأت أقدامه تراب الحي حتى شعر بالنظرات و الهمسات تتعالى من حوله ٢ نقطة
, " ها قد جاء ابن رشيد ٢ نقطة وسرعان ما سيظهر ابن رشوان و كأنهما على موعدٍ ضرب بعد تحدي الثاني ٢ نقطة"
, الجميع ينتظر معركة مدوية ٢ نقطة و في مثل تلك المعارك لا يتدخل أحد لفض الشجار بخلاف العراكات الأخرى ٢ نقطة فتحدي الرجولة مختلف ٢ نقطة و لا يجب لأحد أن يتدخل
, لكن الجميع كانو في تحرقٍ لمعرفة سبب اندلاع الحرب القديمة من جديد ٢ نقطة ليهمس أحدهم في وسط صرير الرياح الخافت
, ( الا تعلم أن مالك رشوان قد خطب ابنة عمه التي كانت زوجة ابن رشيد من قبل و التي كان قد تركها قبل الزفاف ٢ نقطة لم يعلن الخبر بعد لكنه أتى من مصدرٍ موثوق )
, يهمس شخصا آخر ( أيكون هذا هو سبب تركه لها ؟ ٢ نقطة يا ستار يا رب على عبيدك )
, ليشهق آخر ٢ نقطة و ثالث ٢ نقطة المسألة فيها ابنة عم ٢ نقطة ظهرت قيمتها فجأة وهي تتربع على عرش المعركة الطاحنة المنتظرة
, و التي تظهر فيها الوجوه المتجمعة بمعالم الأسف و الحذر ٢ نقطة لكن بداخل بعض القلوب هناك انتظارا حماسيا لمرأى الدم من جديد ٢ نقطة و بعض آخر ينتظر فضيحة أو عرضا ينهش ليبدد بها كبت أيامه الرتيبة ٢ نقطة
, كل خطوةٍ كان يخطوها وسط الحي الضيق و كل درجة سلم كان يصعدها وسط العيون المتلصصة من خلف الشراعات الزجاجية كانت تغذي فيه نارا و تشعها اكثر ٢ نقطة حتى باتت السيطرة على اندلاعها شبه مستحيلة ٢ نقطة
, حين وصل الي الباب المطلوب ٢ نقطة ضربه ضربا وهو ينوي تفريغ القليل من شحنة غضبه هنا قبل أن ينزل للبحث عن الجبان ابن رشوان ٢ نقطة و الذي كان السبب في اشعال السيرة التي أراد أن تنطفىء بعودته بهدوء ٢ نقطة
, ابن رشوان السبب ٢ نقطة كان لينتظر ٢ نقطة كان لينتظر معها قليلا ليتم كل شيء على العلن كما خطط له تماما ٢ نقطة لكنه فقد السيطرة بسبب ذلك الحقير الذي هدم كل مخططاته
, فجأة شاهد اقتراب الظل الناعم من الشراعة الزجاجية المموهة ٢ نقطة فاستقام مستعدا للأنقضاض بلسانه الخنجري ٢ نقطة
, لكن وما أن فتح الباب ٢ نقطة حتى رمش بعينيه مرتين ٢ نقطة و فتح فمه ينوى النطق بشيءٍ ما ، لكنه عاد ليغلقه وهو يتطلع بشرود لمن تقف أمامه تنتظر ٢ نقطة عقد حاجبيه بشرودٍ ، ثم قال أخيرا بصوتٍ أجشٍ خافتٍ ٢ نقطة متعثر قليلا
, ؛( من أنتِ ؟ ٢ نقطة )
, التجأت أثير الي الباب تتحامى به وهي تمسك بحافته بكلتا يديها ٢ نقطة وقد احمر وجهها من ذلك الشخص الغريب و الذي يحدق بها بغرابة ٢ نقطة مدت يدها لترجع خصلة شعرٍ ناعمةٍ الي خلف اذنها وهي تقول بخفوت
, ( أنا أثير ٢ نقطة )
, لم يرد للحظات ثم نظر من خلفها الي أحلام التي كانت واقفة خلف بعيدا تنظر اليه بتوجس ٢ نقطة فمد يده يزيح أثير من كتفها بهدوء وهو يتجاوزها متجاهلا احتجاجها الغاضب ٢ نقطة
, ووقف امام أحلام كالمارد وهو يغلي غضبا ٢ نقطة ثم صرخ بتهديد و لهجة منذرة بالشر
, (؛ سبق و أنذرتك أحلام ، أنني لا أريد لابن رشوان أن يخطو بقدميه أعتاب هذا الباب ٢ نقطة وقد كسرتِ كلمتي مرة أخرى ، أتحاولين تحدي أوامري لمجرد العند ؟ ٢ نقطة حسنا على العموم جئت لأخبرك بأنه لا لزوم لتدخلك ، فابن رشوان لن يقدر على تعتيب أي مكانٍ بهذا الحي بعد أن أنتهى منه ٢ نقطة )
, رفعت أثير يدها الي صدرها وهي تشهق برعب ٢ نقطة هل يتكلم عن مالك ؟ ٢ نقطة هل هذا المجرم يقصد مالك ؟ ٢ نقطة
, رفع جاسر اصبعه مهددا وهو يعاود الصراخ من جديد
, ( سترينه ممددا أمامك قبل أن ألقيه خارج هذا الحي و سأحطم كل ذرةٍ في ذلك البيت الذي يتحجج بالمجىء اليه ٢ نقطة )
, ( لا داعي للصراخ عليها ٢ نقطة أختر من هو في مثل حجمك )
, رتفعت هذه الجملة بضراوةٍ من خلف جاسر ٢ نقطة ليلتفت بسرعةٍ حيث وقف مالك في إطار الباب بشكلٍ غريب ٢ نقطة و نظراتٍ أغرب ٢ نقطة غير حليق الذقن ، أحمر العينين ، لكن نظراتهما كانت أشد وقعا من لونهما ٢ نقطة
, ضحك جاسر بخفوت و خطورة ٢ نقطة ثم أغمض عينيه للحظة و عاد يفتحهما و كأن النار قد اندلعت فيهما لينظر الي مالك بوحشيةٍ قبل أن يهمس بخطر
, ( ها قد جاء مدلل عائل رشوان الي موته بنفسه ٢ نقطة )
, لم يجب مالك للحظاتٍ طويلةٍ وهو ينظر الي جاسر بشرٍ ٢ نقطة نظراتٍ أفزعت أثير و أحلام أكثر من المرة السابقة ٢ نقطة
, قال مالك بخفوت
, ( نعم جاءك مالك رشوان يا قذر عائلة رشيد
, وفي حركةٍ واحدةٍ استل مدية من جيب بنطاله الجينز ليفتحها برمية منه ٢ نقطة و هجم على جاسر الذي تفاداه في اللحظة الأخيرة ليمسك بمعصمه بقوةٍ مبعدا المدية عن وجهه ٢ نقطة وهو يقول ضاغطا على كلماته بشدةٍ وهو يصارع مالك الذي بدا في تلك اللحظة كالثورِ الهائج و الذي التف حول جاسر الممسك بمعصمه لينطحه في جبهته بأقصى قوته ٢ نقطة و ما أن اهتزت رأس جاسر قليلا حتى عاجله مالك بضربةٍ من مديته احدثت قطعا في أعلى ذراعه ٢ نقطة
, صرخت أثير عاليا وهي تغطي وجهها بكفيها ٢ نقطة بينما استقام جاسر بسرعةٍ ليعاجل مالك بلكمةٍ في منتصف أنفه وفمه معا بقبضة يدف جعلته يترنح للخلف لكن دون أن يسقط أرضا وما أن أعتدل حتى نظر الي جاسر بغل ثم أمال رأسه و بصق دما ملأ فمه ٢ نقطة ليعاود هجومه من جديد على جاسر الذي كان مستعدا له وهو ينظر ضاحكا بجنون مشاورا بيديه لمالك بأن يأتي اليه ٢ نقطة حينها قبض مالك على عنق جاسر بذراعه وهو يصرخ بوحشية ليحنيه معه ٢ نقطة الا أن جاسر تمكن من ضرب مالك في معدته بمرفقه بأقصى قوته ٢ نقطة فتأوه مالك قليلا وهو يرخى ذراعه من حول عنق جاسر ٢ نقطة الذي انتهز الفرصة و تحرر منه ليتجه الى المدية التي كانت ساقطة أرضا ٢ نقطة فأخذها وهو يشهر أخرى خاصة به ٢ نقطة ليهدد بالأثنتين ملوحا بهما في وجه مالك ٢ نقطة
, كانت الصرخات قد بدأت تعلو في كل مكان خاصة و أن النسوة قد اجتمعن عند الباب المفتوح ليتفرجن بفضول أثناء صراخهن المنطقي في مثل تلك الظروف ٢ نقطة
, بينما كانت أثير تصرخ هي الأخرى عاليا وهي تترجى مالك أن يبتعد عنه لكن ضاع صوتها في غمرة ما يحدث ٢ نقطة
, نظر مالك بجنون الي جاسر الواقف بتأهب ينتظره ٢ نقطة فقام دون وعيٍ بنزع أزرار قميصه ليرميه ليخلعه ويرميه أرضا وهو يهجم على جاسر بكل قوته غير آبه بالمديتين وهو يصرخ عاليا كالمجنون
, ( أيها الحقييييييييييير ٢ نقطة أيها ال ؛( ٢ نقطة ) ٢ نقطة )
, لكن جاسر بمهارةٍ تفادى قتله بأن حرك المديتين بخفة جراح ليشرح بهما صدر مالك في علامةٍ متقاطعة ٢ نقطة صرخ مالك كحيوانٍ جريح للحظةٍ الا أنه هجم على جاسر ممسكا بعنقه بكلتا يديه و كأن لا علامة متقاطعة دمويةٍ تشوه صدره ٢ نقطة
, و بحركة ٍ واحدةٍ لف جاسر حول نفسه ليكون ظهره مواجها لصدر مالك الذي كبل ذراعي جاسر مشبكا ذراعيه بهما و أخذ يضغط عليهما أكثر و اكثر الى أن تأوه جاسر بشدةٍ و احمر وجهه فأسقط المديتين من يديه ٢ نقطة لكنه رفس مالك بقدمه في ساقه فصرخ مالك و تركه ليلتفت اليه جاسر لاكما اياه بقوةٍ رمته للخلف مصطدما بالطاولة ذات أواني الزينة الخزفية فأسقطها جميعا للتحطم في شظايا بصوتٍ مخيف ٢ نقطة و ما أن هجم عليه جاسر مرة أخرى حتى استقبله مالك بقدمه التي ضرب بها منتصف صدر جاسر ٢ نقطةو ما أن تراجع جاسر حتى قفز مالك فوقه ليسقطا أرضا وسط صراخ الجميع و بدا مالك و كأنه قد فقد الذرة الأخير من العقل لديه و هو يقبض على مقدمة شعر جاسر بقوة كادت أن تنزعه ليهوى على وجهه بقبضته في لكماتٍ متتاليةٍ وهو يصرخ عاليا كالمجنون
, ( أيها القذر ٢ نقطة دائما ما تختار أقذر الطرق في انتقامك و معاركك ٢ نقطة )
, تمكن جاسر بصعوبةٍ من مد يده ليتشبث بشعر مالك وهو يشد رأسه اليه ليهمس بصوتٍ كنذير الخطر وهو يبصق دما ٢ نقطةدون أن يسمعه شخص سوى مالك
, ( إياك أن تأتي على ذكرها الآن ٢ نقطة هذا بيني و بينك )
, صرخ مالك بجنون وهو يعاود ضربه بقوةٍ
, ( و هل تركت فيها بيني و بينك يا اقذر الناس يا حيوان يا ٢ نقطة )
, لكن جاسر كان قد سبقه قبل لكمته التالية ليحيط خصره بذراعيه ككلابتين و يعصره بهما أكثر و أكثر حتى تأوه مالك بقوة ٢ نقطة مال جاسر به ٢ نقطة حتى ارتمى مالك أرضا و جاسر فوقه ليبدأ دورته في ضربه هو الآخر ٢ نقطة
, لكن فجأة اندفعت أحلام من داخل المطبخ وهي حاملة دلوا ممتلئا بالماء ٢ نقطة لترميه فوقهما بكل قوتها ٢ نقطة قذفتهما بالماء كله وما أن انتهت حتى ضربتهما بالدلو بكل قوتها و الذي ضرب ظهر جاسر بعنف و هي تصرخ عاليا بصرامة
, ( انتما الاثنان ٢ نقطة اخرجا من بيتي حالا ٢ نقطة و اكملا عراككما في الطريق كأولاد الشوارع ٢ نقطة )
, نهض جاسر في قفزةٍ واحدةٍ وهو يقطر ماءا ٢ نقطة يلهث كالمجانين ، صارخا بوحشية ٢ نقطة
, ( تعال يا مدلل والدتك ٢ نقطة انهض و كن كالرجال )
, قفز مالك صارخا وهو يهجم عليه ليجذبه من قميصه و يرميه خارج الباب المفتوح حيث النسوة المتجمعات الصارخات ٢ نقطة فصرخت أثير من خلفه و هي تنوي اللحاق به
, ( لا تذهب يا مالك أرجوك ٢ نقطة لا تذهب )
, الا أن أحلام أمسكت بذراعها بقوةٍ تمنعها من النزول لكن أثير تحررت منها وهي تنزل السلالم جريا خلف مالك الذي اندفع ليركض خلف جاسر والذي كان بدوره نازلا السلالم جريا بوحشيةٍ لا يتوقف الا حين يدركه مالك فيمسك بكتفيه ليرميه للدور الاسفل ٢ نقطة الى أن وصلا للطريق ٢ نقطة
, تشبثت أثير بذراع مالك الذي كان مرعبا بصدره العاري و عليه العلامة المتقاطعة الدموية ٢ نقطة و وجهه المكدوم من كل جهة فصرخت أثير تبكي و تنتحب
, ؛( أرجوك لا تفعل ٢ نقطة أرجوك لا تقاتله )
, التفت مالك اليها بوحشيةٍ أرعبتها و صرخ بجنون
, ( ماذا تفعلين هنا ؟٢ نقطة اصعدي ٢ نقطة اصعدي حالا و اغلقي الباب ٢ نقطة هيا حالا )
, ارتعبت أثير و بكت أكثر لكن رعبها انتصر وهي تصعد مشيحة بوجهها اليه باكية برعب
, وما أن خرج مالك و جاسر ٢ نقطةحتى كان في انتظارهما مجموعتين من الرجال حاملين السيوف الشعبية المستخدمة للعراك في تلك المناطق الشعبية ٢ نقطة و التي تشبه السواطير ٢ نقطةو ما أن رأووا مالك و جاسر حتى كانت اشارة البدء ٢ نقطة
 
الفصل السابع والأربعون


كان عاصم في سيارته متجها لجهةٍ معينةٍ للبحث من جديد ٢ نقطة الا أن رنين هاتفه جعله يتشنج وهو يرد بلهفةٍ و قوة
, ( نعم ٢ نقطة نعم ٢ نقطة عرفت البيت ؟؟ ٢ نقطة على طريق الساحل ٢ نقطة نعم ٢ نقطة الكيلو كم ؟؟؟ ٢ نقطة جيد عرفته ، اسمع اجلب اربعة من الرجال معك و اتبعني الى هناك ٢ نقطة )
, و بعد فترةٍ ليست بطويلة كانت السيارتين السوداويتين التابعتي لعاصم رشوان ٢ نقطة يقفان بأقصى سرعتيهما متقابلين أمام البوابة الضخمة ٢ نقطة
, خرج من البوابة اثنين أشداء رفضا دخول عاصم و رجاله اللذين اندفعو كالوحوش من السيارتين ٢ نقطةو ما أن حاولا التقاط أحد الهواتف لإعلام جاسر بالأمر ٢ نقطة حتى كان رجال عاصم يتسلقون البوابة الحديدية الضخمة المزغرفة كأولاد الحارات اللذين يستطيعون تسلق أي شيء في هذا الكون ٢ نقطة ليهبطوا الى الجهة المقابلة قفزا كالقرود ٢ نقطة لتبدأ معركة عنيفة غير متكافئة بين اربعةٍ اشداء و اثنين فقط على البوابة ٢ نقطة لتنتهي بتكبيلهما و رميهما داخل غرفة الحراسة ٢ نقطة
, ثم قام احد الرجلين بفتح الباب لعاصم الذي كان يقف واضعا يديه في جيب بنطاله منتظرا انتهاء تلك المعركة ليركب سيارته و يندفع بها كالمجنون الى الداخل ٢ نقطة وما أن وصل ورجاله يهرولون من خلفه حتى خرج اثنان آخران ليقابلون رجال عاصم في منتصف الممر ٢ نقطةو بدأ عراكا جديد ٢ نقطةأشد وطأة ٢ نقطة حيث أنهما كانا من رجال جاسر رشيد الأشداء ٢ نقطة و ما أن بدأ العراك حتى اتجه عاصم الي حقيبة سيارته ليخرج منها " جنزيره " ٢ نقطة سلسلته الحديدية الضخم و التي تلازم سيارته أينما ذهب ٢ نقطةوما أن انضم عاصم الى العراك حتى فقد كل أثرٍ للتحضر و عاد الى الطرقات و الأزقة التي تربى بها ٢ نقطة
, و بالطبع أيضا لم تكن المعركة متكافئة ٢ نقطة و خرج منها عاصم يلهث قليلا بعد أن نال بعض الإصابات الطفيفة ٢ نقطة ثم التفت الي رجاله وهو يلف الجنزير الحديدي حول معصمه ٢ نقطة و صرخ بوحشية
, ( اكسروا الباب حالا ٢ نقطة )
, ٢ نقطة
, فتحت عينيها وهي تتأوه بألم و قلق بعد صراعٍ عنيف و كوابيس مخيفة أرعبتها ٢ نقطة وما أن أدركت المكان التي هي به حتى استقامت شاهقة برعب وهي ترفع الغطاء حتى ذقنها ٢ نقطة تتطلع الى أنحاء الغرفة و التي كانت آخر مشهدٍ لها قبل أن ٢ نقطة
, اتجهت أنظارها الى الجانب المشعث و الفارغ بجوارها في السرير ٢ نقطة
, شهقت حنين عاليا ٢ نقطةواتسعت عيناها رعبا و كأنها أفاقت من غفلتها للتو ٢ نقطة أخذت تنشج بصعوبة و كأنها لا تصدق ما حدث لها ٢ نقطة تنشج وتنشج ٢ نقطة حتى أوشكت أن تصاب بنوبةٍ قلبية و هي في حالة صدمة و ذهول ٢ نقطة و ما أن تحركت حتى رفعت يديها تضرب بهما وجنتيها بقوةٍ وهي تبكي و تبكي ٢ نقطة و تبكي ٢ نقطة
, بعد فترةٍ طويلة وما أن أصابها التبلد المعتاد ٢ نقطة حتى كانت جالسة في المقعد الوحيد بالغرفة ، رافعة ركبتيها الي صدرها تضمهما بقوة ٢ نقطة لا تجرؤ على التفكير ٢ نقطة لا تجرؤ على الذكرى ٢ نقطة لم تسمح لأي صورةٍ أن تمر عبر خيالها ٢ نقطة فقط حالة من التجمد بعد انهيارها ٢ نقطة
, كانت تهتز في مكانها اهتزازا عنيفا ٢ نقطة وهي تتقدم للأمام و تتراجع بحركةٍ رتيبةٍ متوترة ٢ نقطة وكل عصبٍ في جسدها ينتفض ، تجيل نظراتها في غرفتها ٢ نقطة ليست تلك غرفتها الآمنة ٢ نقطة ليست مكانها و ليس بيتها ٢ نقطة لكنها دمغت باسم صاحبهما للأبد ٢ نقطة
, فجأة ٢ نقطة سمعت أصواتا عالية و صراخ ٢ نقطة أصوات مكتومة كأجسامٍ تسقط أرضا ٢ نقطة و جلبة و صخب ٢ نقطة ارتجفت حنين أكثر و أكثر ٢ نقطة و ازداد اهتزازها و تأرجحها أكثر ٢ نقطة
, ماذا يحدث الآن ؟؟ ٢ نقطة لكن لماذا تهتم ؟ ٢ نقطة مالذي ممكن أن يصيبها اكثر مما أصابها ٢ نقطة
, ثم فجأة أرهفت السمع وهي تسمع صوت قدمين تصعدان الدرج جريا ٢ نقطةتتوقفان بعد أن وصلا الى الطابق ٢ نقطة تتوقفان كل فترةٍ و صوت بابٍ يفتح و يصفق في كل مرة ٢ نقطة وكأن شخصا ما يبحث عن أحد ٢ نقطة
, اتسعت عينا حنين برعب و توقفت عن الحركة تماما ٢ نقطة مستحيل أن يكون ذلك جاسر ٢ نقطة هل هناك أحد غريب هنا ؟؟٢ نقطة
, شل الرعب أطرافها و اتسعت عينيها أكثر وهي ترى مقبض الباب يتحرك ٢ نقطة وما أن تأكد أحدهم أن الباب مغلق بالمفتاح حتى بدأت تسمع ضرباتٍ قويةٍ تقصف الباب شلتها رعبا ٢ نقطة
, حتى أصدر الباب صوت قرقعة ثم انفتح أخيرا ٢ نقطة
, فغرت شفتيها بحروفِ اسمٍ لم يصدر صوته من بين شفتيها ٢ نقطة و اخذت تنتفض و تنتفض و تنتفض ٢ نقطة
, دخل عاصم الي الغرفة ببطءٍ كمجرم ٢ نقطة عدة خطوات وهو ينظر اليها بنظراتٍ جامدةٍ لكن مرعبة ٢ نقطة ثم توقف ٢ نقطة
, قال بصوتٍ خافت مرعب
, ( انهضي ٢ نقطة )
, نهضت حنين من مكانها دون كلمة ٢ نقطة و رغم أنها كانت ترتدي قميص نوم خريفي طويل حتى كاحليها و بأكمامٍ طويلة ٢ نقطة الا أنها كتفت ذراعيها و هي تتمنى لو تموت في تلك اللحظة ألف مرة ٢ نقطة
, اقترب منها عاصم ببطء حتى وصل اليها ٢ نقطة ثم قال دون مقدمات
, ( هل أصبحتِ زوجته بالفعل ؟ ٢ نقطة )
, أخفضت حنين عينيها برعب ٢ نقطة و بعد عدة لحظات أستطاعت أن تومىء برأسها في مرةٍ واحدةٍ ضعيفةٍ دون أن تنظر اليه ٢ نقطة لكن ما لم تتوقعه هي تلك الصفعة التي هوت على وجهها بقوةٍ جعلتها تندفع للخلف عدة خطوات ٢ نقطة
, شهقت حنين عاليا وهي ترفع يدها لتغطي بها وجنتها الحمراء ٢ نقطة ناظرة اليه بذهول دون أن يبدى أي ذرة شفقة ناحيتها ٢ نقطة و فجأة تدافعت الصور في ثوانٍ خلال ذهنها المشوش ٢ نقطة
, كل صور ذلها و سلبيتها و ضعفها و استسلامها ٢ نقطة كل ما تسببت فيه لنفسها قبل أن يكون لمن حولها ٢ نقطة
, ارتجفت شفتيها و اهتزت حدقتاها و امتلأت عينيها دموعا حتى تشوشت الرؤية أمامها ٢ نقطة و يدها لا تزال على وجنتها ٢ نقطة تسأل نفسها كيف وصلت الي هنا ؟ ٢ نقطة و كيف أوصلت حالها بأن تقف ذلك الموقف ٢ نقطة
, أغمضت عينيها حيث تسللت الدمعتانِ الثقيلتانِ على وجنتيها من تحت جفنيها المطبقين و أخفضت رأسها لا تستطيع مواجهة نظراته ٢ نقطة
, الى أن قال أخيرا بصوتٍ جليدي ٢ نقطة يحمل ألما لم تسمعه في صوته من قبل
, ( ارتدي شيئا ملائما و اتبعيني للخارج خلال دقيقةٍ واحدة ٢ نقطة)
, و خرج صافقا الباب المنكسر خلفه دون أن يغلق تماما ٢ نقطة تاركا حنين تضم نفسها وهي تشعر بلسعة برد الشتاء قد أتت تتسرب الى عظامها سريعا ٢ نقطة لتجمد قلبها و تجعله أقسى من الجليد ٢ نقطة
, دخل عاصم الي البيت منهكا ٢ نقطة دون كلمة واحدة ٢ نقطةليرى أن أمه وصبا قد وقفتا بسرعةٍ ما أن سمعوا صوت دخوله ٢ نقطة
, توقفت عيناه للحظاتٍ على ملامح صبا الناظرة اليه بحذر و بعينين أخبرتاه بأنها لم تنسى ما حدث بينهما آخر مرة ٢ نقطة أبعد عينيه عنها دون أن يعيرها الأهتمام الذي اعتادت عليه منه ٢ نقطة ثم تنحى جانبا ليدع حنين تدخل مطرقة الرأس من الباب
, شهقت الحاجة روعة عاليا و نادت بأعلى صوتها وهي تبدأ في البكاء على الفور
, ( حنين ٢ نقطةآآآه يا ابنتي )
, رفعت حنين رأسها لتنظر الى زوجة عمها و ما أن رأت ملامحها حتى ذاب تماسكها و بكت مرتجفة
, ( عمتي ٢ نقطة)
, ثم جرت اليها لترتمي في أحضانها و هي تبكي طويلا على ما نالها من خزي ٢ نقطة بينما الحاجة روعة تضمها الي قلبها وهي تبكي بمرارةٍ و تقول بتعثر
, (لماذا فعلتِ ذلك بنفسك يا ابنتي ؟ ٢ نقطة كيف تنزلي من قدر نفسك بهذا الشكل ؟ ٢ نقطة كنت بدأت أرضى عن نفسي في انصافك أخيرا ٢ نقطة ليكون ظلمك التالي بيدك أنت ؟؟ ٢ نقطة بيدك أنتِ يا حنين )
, أخذت حنين تبكي بقوةٍ و تشهق دون أن تجد القدرة على النطق ٢ نقطة بينما كانت صبا تنظر الي عاصم الجامد المتحجر ٢ نقطةو علامات الشر تلوح على وجهه بينما يحاول جاهدا السيطرة عليها مؤقتا ٢ نقطة
, التفتت صبا الي الحاجة روعة ثم ابعدت حنين برفق قليلا وهي تهمس
, ( دعيني آخذها الى غرفتها الآن يا عمتى ٢ نقطة أرجوكِ )
, التفتت حنين الى صبا و نظرت في عينيها بعينين محمرتين متورمتين ٢ نقطة أخبرتا صبا بكل ما حدث ٢ نقطة ففغرت صبا شفتيها بصدمةٍ دون أن تصدر صوتا ٢ نقطة ثم تلقتها بين ذراعيها لتحتضنها مطولا ٢ نقطة وهي تقول بحزم
, ( سآخذ حنين الآن يا عمتى و سأبقى معها ٢ نقطة )
, ثم ساعدتها لتمشي حين شعرت أن ساقي حنين تتخاذلان ٢ نقطة لكن صوت عاصم قصف كالرعد من خلفهما ليزلزل الجدران قبل أن يستطيع أن يمنع نفسه
, ( ستتطلقين منه ٢ نقطة رغما عنه و عن الجميع ، وبعد أن توفين بعدتك سيكون لنا كلاما آخر )
, التفتت حنين و صبا اليه معا ٢ نقطة حيث كانت حنين تنظر بضعفٍ و خزي و عدم قدرةٍ على الرد ٢ نقطة بينما صبا كانت مصدومة متسعة العينين ٢ نقطة لا تصدق ما سمعته ٢ نقطة " هل كان يتكلم بجدية ؟٣ علامة التعجب ٢ نقطة "
, نظرت بشرودٍ طويل الي حنين المجهدة و المحتمية في أحضانها ٢ نقطة و**** لو فعلها ستتركه بلا رجعة ٢ نقطةمن يظن نفسه ٢ علامة التعجب ٢ نقطة في أي عصرٍ يعيش ٢ علامة التعجب ٢ نقطة
, بعض الصور تدافعت الي ذهنها جعلتها تقشعر و تنتفض ٢ نقطة ثم لم تلبث أن استغفرت **** في نفسها طويلا ٢ نقطةمغمضة عينيها ٢ نقطة ٢ نقطة
, نظرت الي حنين مرة أخرى حين همست بضعف
, ( صبا ٢ نقطة أوصليني الي غرفتي ٢ نقطة أرجوكِ )
, أومأت صبا و هي تساعدها للصعود ٢ نقطة بينما شعور غريب يعتريها تجاه حنين التي كانت تريد أن تتبناها و ترحل بها من هنا ٢ نقطة
, بينما لا تعلم أن قلبا من خلفها يئن شوقا لنيل بعض الرضا من بنت السلطان ٢ نقطة لكن بنت السلطان هي من جلبته لنفسها ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, في وسط المعركة المحتدمة ٢ نقطة و صليل السيوف ، تماما كالحروب القديمة ٢ نقطة لكن شتان ٢ نقطة فالمنظر كان مخزيا بحق ٢ نقطة حيث تحول الطريق الضيق الى ساحة قتال ٢ نقطة دون فهم أو وعي ٢ نقطة المهم أن رجل كل مجموعة يتعارك لذا يجب على رجاله أن ينصروه ظالما أو مظلوما ٢ نقطة
, و فجأة و بعد أن طال وقت الشجار و جرح فيه العديد ٢ نقطة دوى صوت صافرة سيارة الشرطة ٢ نقطة و في خلال دقائق تم جمع أكبر عدد ممن لم يتمكنوا من الهرب ٢ نقطة
, و بالطبع اثنان لم يكن يشغل بالهما الهرب ٢ نقطة بل كان كلا منهما مهتما بالقضاء على الآخر ٢ نقطة
, ممرغين في تراب الطريق ٢ نقطة تغطيهما الجروح بعضها طفيف و الآخر خطير ٢ نقطة الى تدخل بعض عناصر الشرطة للفض بينهما بقوة ٢ نقطة و تم سحبهما وكلا منهما بمنظرٍ مخيف بشع و هو يصرخ و يلقي بألفاظٍ نابية ٢ نقطة و يريد أن يعاود الهجوم على الآخر ٢ نقطة و قبل أن يدخل جاسر الي سيارة الشرطة ٢ نقطة تمكن أحد الصبيان من الوصول اليه وهو يلهث مرعوبا وتمكن من الهمس في اذنه
, ( سيدي ٢ نقطة ابن رشوان البكر ٢ نقطة اقتحم بيتك ٢ نقطة و ٢ نقطة و ٢ نقطة اخذ السيدة ٢ نقطة زوجتك بالقوة ، لقد هاتفني أحد الرجال من هناك للتو )
, اتسعت عينا جاسر بجنون وهو لا يصدق ما سمعه ٢ نقطة ثم فجأة أخذ يصرخ كالمجنون وهو يضرب على سيارة الشرطة بكل قوته ٢ نقطة مما جعل أفراد الشرطة يقومون بتكبيله و ادخاله الي السيارة اجبارا و قد احتاج الأمر لعدة اشخاص معا للسيطرة على المجنون الهائج .
, ١٩ شرطة
, كيف يمكن لأيامٍ أن تمر وهي أسعدها و أشقاها في نفس الوقت ؟؟ ٢ نقطة كيف يمكن حدوث ذلك ؟؟ ٢ نقطة ذلك السؤال هو الفكرة الوحيدة التي تطوف برأسها خلال الأيام الماضية ٢ نقطة
, كيف يمكن أن يطير الإنسان على غيمةٍ من السعادة الوردية ٢ نقطة شاعرا بأن أساطير السعادة قابلة للتحقق على ارض الواقع ٢ نقطة بينما ما أن يختلي بنفسه حتى تنهادر كل دفاعاته و يسقط على ركبتيه باكيا باستغاثة ٢ نقطة
, وها هو السؤال يتشكل في ذهنها من جديد ٢ نقطة و هي تدخل شاردة الى مقهى العمل ، مقررة الا تبحث بعينيها كما تفعل كل مرة ٢ نقطة قرارا حاسما لا رجعة فيه ٢ نقطة يكفي جدا مزاحهما من باب الترفيه في أثناء العمل ٢ نقطة لكن بعد الخروج من المكتب و اختفاء السبب في الكلام ما الداعي للبحث عنه ٢ نقطة
, أخذت نفسا عميقا و اتجهت الي طاولة القهوة الآلية و ما أن أعدت الكوب الخاص بها حتى استدرات لتبحث بعينيها عن ٢ نقطة
, مقعد فارغ ٢ نقطة و أي شيءٍ آخر يمكن أن تبحث عنه ٢ علامة التعجب ٢ نقطة
, طافت عيناها الناعستان تبحث عن مقعدها المنشود ٢ نقطة الى أن وجدته ،،،، ٢ نقطة حيث صدمتها العينان القويتان اللتان تحاصرانها مؤخرا من كل اتجاه ٢ نقطة
, تسربت زفرة متنهدة من بين شفتيها الخوخيتين ٢ نقطة ومالت عيناها بأسى و كأنها تسأل نفسها ٢ نقطة وماذا بعد ؟؟ ٢ نقطة ماذا يقصد مما يفعله مؤخرا ؟؟ ٢ نقطة
, هل هو بالفعل متغير أم أن كل ما يحدث هو مجرد وهم نسجه خيالها المرهق ٢ نقطة آآآه و كم هو مرهق بالفعل ٢ نقطة
, حين نظرت اليه وهو يؤكد عليها الطلب بعينيه الحادتين الآمرتين ٢ نقطة ابتسمت بمودةٍ وضعف ، فرفع اصبعه ليشير اليها بأن تأتي اليه بثقة ٢ نقطة احتارت قليلا منه و هي تشعر وكأن في اشارته اليها حركة أمر هي غير معتادة عليها منه ٢ نقطة
, لم تنظر حولها لتتأكد من إن كان أحدا قد رأى حركته تلك أم لا ٢ نقطة بل اكتفت بأن ابتلعت ريقها و هي تبتسم اليه مجددا باهتزاز ٢ نقطةثم اتجهت بتردد و خطواتٍ ضعيفة الى حيث يجلس ٢ نقطة
, ما أن وصلت اليه و ساقيها تتخاذلان حتى ابتسم اليها وهو يشير بعينيه لأن تجلس على المقعد المقابل له ٢ نقطة ترددت للحظات وهي تشعر بالتوتر ، فقال عمر بهدوء
, ( هل من مشكلة ؟؟ ٢ نقطة )
, ابتسمت رنيم بضعفٍ وهي تهز رأسها نفيا ٢ نقطة ثم أزاحت المقعد لتجلس اليه مفرودة الظهر برشاقة ٢ نقطة محاولة تجنب عينيه ثم تنسى المحاولة للحظةٍ فيرصد استراقها النظر لتهرب من عينيه من جديد ٢ نقطة
, رفعت كوب قهوتها الى فمها ببطءٍ وهي تتمنى أن يزيح الغيمة المحيطة بعقلها ٢ نقطة
, قال عمر أخيرا مبددا الصمت
, ( كان العمل مكدسا اليوم ٢ نقطة ولم يكد ينتهى نصفه )
, رفعت رنيم نظراتها اليه مجفلة من حديثه ، الا أنها اومأت مبتسمة ثم همست برقة
, ( نعم ٢ نقطة لكنني لا أشعر بالإجهاد منه ، لقد بدأت استمتع بكل لحظةٍ من العمل )
, عقد عمر حاجبيه متجهما على الرغم من بقاء ابتسامته كما هي ٢ نقطة ثم قال بجفاء مزيف
, ( نعم هذا ما أراه ٢ نقطة تبدين كطفلةٍ تزور مدينة ملاهٍ مختلفة كل يوم )
, رفعت رنيم حاجبيها بدهشةٍ من تعبيره ٢ نقطة ثم قالت مبتسمة
, ( رغم اعتراضي على التشبيه ٢ نقطة لكن لماذا تقوله وكأنك غاضب )
, رد ببساطةٍ وهو يطوف بعينيه حول ملامحها الناعمة
, ( أنتِ مفتونة ٢ نقطة )
, انتفضت و سعلت بالقهوة الحارقة بقوة حتى دمعت عيناها و احتاجت عدة لحظات لتهدأ و قد بان القلق على عمر وهو يقدم لها منديلا ورقيا قائلا
, ؛( هل أنتِ بخير ؟ ٢ نقطة )
, سعلت مرة أخرى لكنها أومأت برأسها وهي تتجنب النظر اليه ، ماسحة الدموع عن عينيها ٢ نقطة ثم تمكنت أخيرا من الهمس بصعوبة و تلعثم
, ( ماذا قصدت بمفتونة ؟؟ ٢ نقطة )
, ابتسم ببطء ٢ نقطة ولم يجب للحظات وهو يحاصر عينيها ، الى أن قال أخيرا بهدوء و بساطة
, ( مفتونة بالعمل ٢ نقطة )
, ابتسمت قليلا بتردد و ضعف ٢ نقطة ثم همست
, ( وما الخطأ في ذلك ؟؟ ٢ نقطة )
, لماذا يطيل الصمت دائما قبل أن يجيبها و كأنه يدرس صدق كلامها أولا ٢ نقطة زفرت بصمت الى أن سمعته يقول بهدوء
, ( لا يعقل أن يفتن الانسان بعمله ٢ نقطة و هذا ما يقلقني )
, ضحكت بعصبية وهي تمسك بفلفافة سكر من أمامها و تلويها بتوتر بين أعصابعها الى أن انفجرت المسكينة من شدة الضغط و انساب السكر الأبيض على الطاولة بينهما ٢ نقطة
, عادت لتضحك بعصبيةٍ مرة أخرى وهي تلملم السكر بالمنديل الذي مسحت به دموعها منذ لحظات وهي تشعر بغضب من كل شيء ٢ نقطة من ضمن مشاعرها المتناقضة هذه الأيام
, ( دموعكِ المحلاة ٢ نقطة )
, رفعت عينيها الحزينتين اليه حين سمعت عبارته ٢ نقطة لكنها وجدت وجهه هادئا مبتسما كالعادة ، فهمست بحيرةٍ تتأكد
, ( ماذا قلت ؟؟ ٢ نقطة )
, رد عليها عمر بعد لحظة ٢ نقطة
, ( المنديل ٢ نقطة اصبح يحوي دموعكِ المحلاة )
, نظرت الى المنديل بين اصابعها ثم رفعت عينيها الي عينيه وهمست
, ( ماذا تقصد ؟؟ ٢ نقطة )
, هز كتفه بخفة ثم قال بلهجةٍ عادية
, ( لا شيء ٢ نقطة مجرد عبارة ناسبتكِ )
, مجرد عبارة ناسبتكِ ؟؟ ٢ نقطة مجرد عبارة ناسبتكِ ؟؟؟ ٢ نقطة ماذا من الفترض بها أن تفهم من تلك الجملة ٢ نقطة ايكون هو من خط العبارة في مفكرتها من قبل ؟؟ ٢ نقطة
, لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة ولما يكذب عليها ؟ ٢ نقطة بالتأكيد ليس هو ٢ نقطة
, احنت رأسها حتى انسابت خصلة من شعرها الى وجهها المنحني الحزين ٢ نقطة فمدت يدها لترفعها و منها الى جبهتها وهي تدلكها بحيرةٍ و عجز ٢ نقطة
, أنا أنزلق ٢ نقطة أنا أنزلق بسهولة جدا ٢ نقطة
, تنهدت بتعب ٢ نقطة هي فعلا متعبة جدا ٢ نقطة
, أفاقت على منظر طبق الحلوى بالشوكولا يقترب منها ببطء ٢ نقطة فنظرت اليه وكأنه جسم غريب ٢ نقطة ثم رفعت عينيها الى عينين عمر المبتسمتين وهو يقول
, ( تفضلي ٢ نقطة )
, ابتلعت ريقها وهي تنظر منه الى الحلوى وكلاهما أحلى من الآخر ٢ نقطة ثم تمكنت من الهمس أخيرا مبتسمة برقة
, ( لا ٢ نقطة لا شكرا ، تفضل أنت ٢ نقطة لقد امتنعت عن الحلوى منذ فترة ، لا أملك سوى القليل من الرشاقة و أريد المحافظة عليها )
, هل حادت عيناه للحظات أم أنها تخيلت ذلك ؟ ٢ نقطة لا ٢ نقطة من المؤكد أنها تتخيل فها هو ينظر لعينيها مبتسما دون أن ترف عيناه ٢ نقطة ثم قال أخيرا بحزم مازح خافت
, ( كليها يا رنيم ٢ نقطة هذا أمر )
, نظرت اليه قليلا بدهشةٍ مرحة ثم ما لبثت أن ضحكت برقة ٢ نقطة لكنها رفعت كفها لتستنذ بذقنها اليها ناظرة اليه مبتسمة و شردت للحظاتٍ في آخر جلسة ٍ لها مع طبيبها الخاص بالعلاج الطبيعي ٢ نقطة
, حيث قال لها مستاءا ( لقد زاد وزنك ثلاثة كيلو جرامات يا رنيم ٢ نقطة و تلك زيادة كبيرة على عمودك الفقري )
, تجنبت رنيم الرد عليه و هي تشعر بالإحراج من تلك السخافة في قياس وزنها كل مرة ٢ نقطة لكنه لم يترك لها الفرصة حين أكمل بهدوء
, ( رنيم ٢ نقطة متى ستتزوجين ؟ ٢ نقطة اخشى أن مسألة الحمل يجب أن نناقشها بوضوح يوما و أنتِ دائما ما تتهربين ٢ نقطة الوزن الزائد يتعارض مع الشرائح التي تم تركيبها لكِ ٢ نقطة و نحن يجب أن ٢ نقطة )
, حينها قاطعته بحزم قائلة بأنه يستبق الأمور ٢ نقطة و يناقش أمورا في علم الغيب ٢ نقطة
, مخفية في نفسها أنها ستحمل و تنجب ***** حتى و لو اجتمعت كل الظروف ضدها ٢ نقطة
, لم تدري أنها اثناء شرودها كانت عيناها قد امتلأتا بالدموع دون أن تتساقط ٢ نقطة لكنها أفاقت على صوت عمر يقول بصوت خافت مهتم
, ( رنيم ٢ نقطة هل تبكين ؟؟ ٢ نقطة )
, رفعت عينيها المبللتين اليه بسرعةٍ و صدمة ٢ نقطة لكنها رمشت بعينيها عدة مرات بسرعةٍ وهي تحاول استخدام المنديل مرة أخرى وهي تهمس ضاحكة بحزن
, ( لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة لقد مرأ شيئا ببالي فحسب ، أنا لست بتلك السخافة طوال الوقت )
, منعها من استخدام المنديل ذو السكر مرة أخرى وهو يناولها منديلا آخر ٢ نقطة فمسحت طرف عينيها وهي تحاول جاهدة الحفاظ على ابتسامتها ٢ نقطة لكن حين نظرت اليه وجدت ان ابتسامته قد اختفت و عينيه فقدتا مرحهما وهو ينظر اليها نظرة عميقة جدا ، شعرت بالخوف من تفسيرها ٢ نقطة
, لكنها أصرت على تجاهل احساسها فتناولت الشوكة البلاستيكية و غمرتها في قطعة الحلوى لتخرج بقطعةٍ كبيرةٍ سرعان ما التهمتها بكامل فمها وهي تنظر اليه مبتسمة قائلة أثناء تلذذها بطعمها
, ( الإنسان يحيا مرة واحدة ٢ نقطة لذا سأمتثل لأوامرك سيدي المدير )
, ابتسم قليلا بحنانٍ أفلت من عينيه و كأنما رغما عنه ٢ نقطة فتناولت قطعة أكبر بسرعةٍ أعلى وهي تحاول أن تهدىء من نبضات قلبها المجنونة ٢ نقطة
, قال لها عمر مبتسما أثناء هجومها الشرس على قطعة الحلوى ٢ نقطة
, ( سآخذك معي غدا في زيارة لبعض المواقع ٢ نقطة )
, تحشرجت في البلع قليلا ٢ نقطة وهي تعود لتفكر ، أنه من المؤكد الآن هناك شيئا غريبا ٢ نقطة انه يعاملها كحالةٍ استثنائية و هي تعتقد أن الجميع قد بدأو يستشعرون ذلك ٢ نقطة من طريقة معاملتهم لها ٢ نقطة
, لكنها لا تستطيع اتخاذ خطوات ابتعاد تكتيكية بالرغم من ذلك ٢ نقطة لا تستطيع ٢ نقطة
, ملأت فمها بقطعةٍ كبيرةٍ ذات شوكولا ذائبة وهي تفكر بوجوم ٢ نقطة انها تنزلق بأسرع مما تتخيل ٢ نقطة
, وقفت امام المرآة لتعد نفسها ٢ نقطة لا تعرف لماذا لم تعد وقفتها أمام المرآة تشغل اهتمامها لهذا الحد ٢ نقطة اتكون قد كبرت على تصرفات المراهقات ؟؟ ٢ نقطة شعرت بالإمتعاض من مجرد تفكيرها بأنها قد كبرت بالفعل ٢ نقطة
, نفضت شعرها الطويل للخلف وهي تحاول ادخال أطراف قميصها الزهري داخل حافة بنطالها الضيق ٢ نقطة من المؤكد أن نادر سيسمم بدنها على مثل هذا الزي ٢ نقطة
, توقفت يدها للحظات اسفل حافة خصر البنطال وهي ترفع نظرها الى صورتها المنعكسة ٢ نقطة و تتأمل جسدها المتلوي بانحناءاته ٢ نقطة
, لديها شعور غريب يكتنفها منذ أن بدأت الانتظام في الذهاب الي ذلك النادي الغبي ٢ نقطة بدأت تشعر و كأن النظرات تنهشها نهشا ، حتى وكأنها أصبحت تحرق كل شبرٍ في جسدها تمر عليه ٢ نقطة
, كانت دائما ولازالت تجذب النظرات اليها أينما ذهبت ٢ نقطة لكنها الآن وفي الفترة الأخيرة بدأت تشعر بتقزز غريب من ناحية تلك النظرات ٢ نقطة
, خاصة حين ظهرت المشاعر الحقيقية على صديقاتها ٢ نقطة أو من سمين بصديقاتها ذات يوم ٢ نقطة
, فقد ضاع المرح و اختفت الضحكات ٢ نقطة و بدأن في تجنبها هي و ابنها ٢ نقطة
, لكن ٢ نقطة لكن بقى شيء واحد فقط ٢ نقطة و قد ظهر جليا بعد اختفاء الصداقة و المرح المزيف ٢ نقطة بقت تلك النظرات التي تنهش جسدها ، واضحة كوضوح الشمس ٢ نقطة
, حتى أصبحت تشعر بأنها الشيء الوحيد الذي تحصل عليه حين تجتمع بالبشر ٢ نقطة بهم هم على الأقل ، وكأنهم يمنحونها الدونية التي تليق بها ٢ نقطة
, بينما هنا لا يتجرأ أحد على رفع نظره اليها ٢ نقطة منذ ان وطأت الى الحارة من اليوم الأول وهي تشعر بأنها انسانة عادية جدا لم يوليها أحدا أيا من نظرات الإعجاب التي اعتادت عليها ٢ نقطة
, على الرغم من أنها كانت تسمع بعض عبارت الغزل السطحية هنا وهنا ٢ نقطة لغيرها ٤ علامة التعجب ٢ نقطة لفتيات ٍ تمر من جوارها ٢ نقطة ينظرن بتهديدٍ لم يلقيها فيبتسم بخبث ٢ نقطة
, أما هي ٢ نقطة فلا شيء ٢ نقطة و كانت تشعر بالإحباط من كونها مجهولة على غير العادة ٢ نقطة غير مرئية ٢ نقطة
, مهما كانت فهي امرأة و قد اعتادت الإعجاب من حولها ٢ نقطة فحين يختفي فجأة ، يبدأ الشعور بالإحباط في التسلل اليها ٢ نقطة الا أنها بمرور الأيام عرفت السبب ٢ نقطة
, لأنها زوجة نادر ٢ نقطة هناك قانون ، في هذه المناطق ، ٢ نقطة حيث لا يتجرأ حتى الشباب المغازل منهم على رفع عينه الى زوجة الطبيب الذي يعيش معهم و الذي هو ضيفا لهم ٢ نقطة و لا لأي زوجة على الإطلاق ٢ نقطة مثل هذه الأنور قد تطير بها رقاب ٢ نقطة
, غريب حالها هذه الأيام ٢ نقطة و الذي تغير هنا في الحارة من الإحباط الى الفخر و الاحساس بالمكانة ٢ نقطة
, و الذي تغير أيضا هناك في الطبقة الراقية من الإحساس بأنها محور الإهتمام و ساحرة الجميع ٢ نقطة الى الإحساس بالدونية و بأنها أصبحت محددة بنوع واحد من الإهتمام القذر ٢ نقطة وكأنهم يخبرونها بأنها لا تساوي أكثر من إشباع تلك تلك النظرات الجائعة ٢ نقطة
, كانت حور اثناء شرودها تنظر الي صورتها بملامح متجمدة و عينين متبلدتين بقهرٍ خفي ٢ نقطة ثم لم تلبث أن نزعت القميص بقسوة من تحت حافة بنطالها وهي تفك أزراره بقوة لترميه أرضا بعدها ٢ نقطة ثم تذهب لتلتقط كنزة خفيفة متسعة انسدلت على جسدها حتى قاربت ركبتيها بينما نفضت شعرها الطويل و هي تشعر بأنها أفضل حالا ٢ نقطة بالتأكيد أفضل حالا ٢ نقطة
, ابتسمت لنفسها وهي تلتقط هاتفها لتطلب أمها ٢ نقطة منذ عدة أيام لم تسمع صوتها ، ٢ نقطة انتظرت قليلا واضعة الهاتف على أذنها وهي تتلاعب بخصلات شعرها أمام المرآة ٢ نقطة ربما لو جمعته ؟؟ ٢ نقطة
, الا أن الصوت الذي رد عليها جعلها تنتبه وهي ترد
, ( من معي ؟؟ ٢ نقطة )
, ردت صبا بهدوء و رقة
, ( السلام عليكم يا حور ٢ نقطة أنا صبا ، كيف حالك ؟؟ ٢ نقطة )
, ردت حور بلا مبالاة قليلا
, ( اها ٢ نقطة مرحبا صبا ، كنت أريد أن اكلم أمي ٢ نقطة )
, كانت تنظر الى صورتها في المرآة وهي تتأمل نفسها بتقييم ٢ نقطة الا أنها لاحظت بعد التردد في الصمت الذي ساد الجانب الآخر
, لكن صوت صبا الهادىء لم يلبث أن انبعث وهي تقول بخفوت
, ( خالتي ٢ نقطة نائمة قليلا )
, عقدت حور حاجبيها قليلا ثم قالت بحيرة ( حسنا أيقظيها ٢ نقطة )
, ساد صمت متوتر مرة أخرى ٢ نقطة ليزداد قلق حور الا أن صبا قالت
, ( لقد ٢ نقطة لقد أوصتني أنها تريد الراحة قليلا ، لكن ما أن تستيقظ سأخبرها لتهاتفك فورا ٢ نقطة )
, قالت حور قاطعة ( هل أمي مريضة ؟؟ ٢ نقطة )
, هتفت صبا على الفور ( لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة أنها بألف خير ، صدقيني ٢ نقطة إنها فقط ترتاح )
, عقدت حور حاجبيها أكثر وهي تسمع تنهيدة متوترة ٢ نقطة ماذا الآن ؟؟ ٢ نقطة الا تريد أمي أن تحادثني ؟؟ ٢ نقطة ماذا هل رمى الجميع أمري ٣ علامة التعجب
, قالت حور أخيرا دون أن تخفي لهجة الضيق في صوتها
, ( حسنا ٢ نقطة لا بأس )
, ثم أغلقت الهاتف دون أن تستطيع أن تبدي أي نوع من أنواع المودة وهي تمط شفتيها امتعاضا ٢ نقطة وهي تفكر بأن تلك صبا تتخلل مكانها بسرعةٍ لدى أمها ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, أغلقت صبا الهاتف و هي تتنهد بصمت و توتر مفكرة ٢ نقطة
, " إنه ليس وقتك أبدا يا حور ٢ نقطة حتى أنني أتفهم جيدا محاولة خالتي في التهرب منكِ كي لا يزل لسانها بشيء أمامك ، كما تفعل دائما "
, لكنها تركت ذلك التفكير الآن وهي تولي كل اهتمامها لحنين التي كانت جالسة في فراشها ضامة ركبتيها الي صدرها بقوة و عينيها مبللتين بالدموع لكن دون ان تبكي فعلا ٢ نقطة " يالهي ٢ نقطة وجهها يبدو كالأموات "
, اقتربت صبا منها بهدوء وجلست بجوارها برفق ٢ نقطة ثم همست بخفوت كي لا تجزع و قبل حتى أن تحاول لمسها مرة أخرى
, ( حنين ٢ نقطة هل أنتِ بخير حبيبتي ؟؟ ٢ نقطة لا تصمتي بهذا الشكل ، أنتِ تخفيني عليكِ )
, لم يظهر على عيني حنين ما يدل بأنها سمعت صبا ٢ نقطة لم ترمش بهما حتى ، علها تسقط هاتين الدمعتين الثقيلتين فوق حدقتيها ٢ نقطة
, اقتربت منها صبا أكثر و ببطء رفعت ذراعها لتحيط بها ظهر حنين وهي تضمها الى صدرها برفق فمالت حنين برأسها الى كتف صبا التي شعرت على الفور بارتجاف جسدها ، فضمتها أكثر قوةٍ اليها وهي تهمس
, ( هل تشعرين بالبرد ؟؟ ٢ نقطة )
, مجرد هذا السؤال جعلها تنتفض بين أحضان صبا ٢ نقطة وهي تتذكر صوته الذي سألها نفس السؤال ببرودة أعصاب في تلك اللحظات التي تلت أغتيال كل أحلامها ٢ نقطة
, همست حنين بضياع وهي تكتف ذراعيها بقوة و تشنج
, ( نعم ٢ نقطةنعم ٢ نقطة اشعر بالبرد ٢ نقطة أشعر ببرد شديد يكاد يفتت عظامي )
, نظرت صبا بخوف الى شفتي حنين اللتين ترتجفان بقوةٍ حتى أنها سمعت صوت اسنانها تصطك بشدة ٢ نقطة فزادت من ضمها وهي ترفع الغطاء حتى ذقنها ٢ نقطة
, همست صبا و هي تدلك ذراع حنين بقوة
, ( ليس الجو بارد الى تلك الدرجة حبيبتي ٢ نقطة هل أنتِ مريضة ؟؟ )
, ظلت حنين على ارتجافها وهي تتشبث بصبا ٢ نقطة و التي ظلت صامتة قليلا ثم همست أخيرا بشجاعة بينما قلبها ينبض خوفا مما ستسمعه
, ( ماذا فعل بكِ يا حنين ؟؟ ٢ نقطة يمكنك أن تخبريني بأي شيء حبيبتي ٢ نقطة هل ٢ نقطة هل فرض نفسه عليكِ بالقوة ؟ )
, ازداد ارتجاف حنين ، و ازداد معه قوة ضم صبا لها ٢ نقطة وظنت بأن حنين لن تجيبها أبدا ، الا أنها بعد عدة لحظات تمكنت من الهمس بخوف و تقطع
, (لقد فرض نفسه على روحي ٢ نقطة لم أكن أريده ، صدقيني لم أكن اريده ٢ نقطة اقسم ب**** يا صبا لم ارده أبدا ٢ نقطة )
, عقدت صبا حاجبيها و تشنجت و قلبها ينتفض انتفاضا بين أضلعها ٢ نقطة ثم تمكنت من الهمس أخيرا
, ( هل ٢ نقطة هل اغتصبك ؟؟ ٢ نقطة أجبيني ب**** عليكِ )
, ظلت حنين صامتة للحظاتٍ طويلة ٢ نقطة ثم همست تئن بعذاب
, ( كنت أتمنى أن يغتصبني ٢ نقطةكنت أريده أن يغتصبني ، على الأقل لن اشعر تجاه نفسي بما أشعر به الآن ٢ نقطة لقد قال ٢ نقطة قال ٢ نقطة أنني استسلم له دائما ، و أنه قدري ٢ نقطة و أنني لا أقاومه كما أدعي ٢ نقطة
, و أنا في الحقيقة ٢ نقطة أنا في الحقيقة ٢ نقطة أنا أخاف منه ٢ نقطة أنا أخاف منه جدا ٢ نقطة كنت خائفة منه لدرجة الموت ٢ نقطة لدرجة أنني لم أتجرأ على فعل شيء ٢ نقطة لقد منحته الرضا الذي يريده يا صبا ٢ نقطة منحته كل الرضا تجاه نفسه بخوفي و استسلامي ٢ نقطة )
, انفجرت في البكاء بعنف عند تلك النقطة ٢ نقطة بينما بكت صبا هي الأخرى لوعة على حال حنين ٢ نقطة والتي أخذت تنشج بقوة و هي تهمس بتحشرج
, ( اريد أن أقتله ٢ نقطة أريد أن يتعذب كل لحظة من حياته ٢ نقطة أريد أن ٢ نقطة)
, همست صبا تقاطعها بعطف
, ( هشششششش ٢ نقطة كفى ٢ نقطة كفى ، لا تعذبين نفسك بتلك الطريقة )
, هتفت حنين بقهر ٢ نقطة ( أنا لا أملك القدرة على مقاومته ٢ نقطة و في النهاية حين نال ما يريد ، شعرت بأنني ٢ نقطة بأنني ٢ نقطة )
, لم تستطع حنين أن تكمل كلامها من شدة قهرها ٢ نقطة فأكملت صبا بشرود حزين
, ( بأنكِ فقدتِ جزءا من نفسك ٢ نقطة بل بأنكِ فقدتِ نفسكِ و سلمتيه عقد امتلاكها )
, همست حنين وهي تبكي بضعف ( نعم ٢ نقطة )
, فتابعت صبا بنفس الشرود الحزين
, ( شعرتِ بأنكِ قد دُمغتِ باسمه ٢ نقطة ولا فرار منه بعد الآن ، وكأنه رمالا متحركة ،٢ نقطة تغوصين فيها أكثر و أكثر ، ٢ نقطةيوما بعد يوم و أنتِ مسلوبة الإرادة ٢ نقطة و كأنكِ دمية قماشيةٍ ممزقة ٢ نقطة )
, رفعت حنين عينيها لتنظر الى عيني صبا الشاردتين ثم أومأت برأسها وعيناها تطلقانِ عذابا لا حدود له ٢ نقطة فهمست بتحشرج
, ( أشعر بأنني رخيصة جدا ٢ نقطة لو كنت تمكنت من مقاومته منذ اليوم الأول بكل قوتي ٢ علامة التعجب ٢ نقطة لو كنت فتاة أخرى غيري ٢ نقطة )
, نظرت اليها صبا بحزن و رفعت يدها تتلمس خصلات شعرها الذي بدا هو نفسه حزينا يشاكها لوعتها ٢ نقطة ثم هزت رأسها نفيا وهي تهمس بصوتٍ غريب
, ( رغم كل شيء ٢ نقطة رغم تهورك و غباءك ٢ نقطة الا أنني أراكِ في منتهى القوة ، على الأقل روحكِ أراها منتفتضة في عينيكِ الرافضتين ٢ نقطة انتِ وحدك في كل ذلك و لا زلتِ تقاومين بروحك ٢ نقطة
, لو كنتِ ٢ نقطة لوكنتِ فتاة أخرى تدعي بأنها أقوى منكِ ٢ نقطة لكنتِ الآن شاردة بروحك لا تعرفين الرفض لذلك الذي تسلل الى حياتك دون اذنٍ منكِ و لا تقوين حتى على كرهه ،٢ نقطة لكان أسر جزءا من نفسك ظننتِ أنكِ تمتلكينه طوال سنواتِ عمرك ٢ نقطةو في لحظةٍ ٢ نقطة في لحظةٍ تجدين أنكِ ٢ نقطة )
, توقفت صبا عن همسها الشارد وهي ترفع يدا مرتجفة الى صدرها اللاهث ٢ نقطةمغمضة عينيها وهي تتنفس بنفسٍ لاهب يخرج مرتجفا من بين شفتيها المنفرجتين ٢ نقطة
, أفاقت صبا على صوت حنين المرتجف وهي تهمس
, ( صبا ٢ نقطة أنا لا أفهم ما تقولينه )
, فتحت صبا عينيها و نظرت الى عيني حنين الحمراوين ٢ نقطة ثم أحاطت وجهها بكفيها لتقول بحزن و بنظرة جديدة غريبة في عينيها
, ( لا تفهمين لأنكِ قوية ٢ نقطة أنتِ أقوى مما تظنين ، بل و أكثر قوة من فتياتٍ لهن ظروف أفضل كثير من ظروفك )
, صمتت صبا قليلا وهي تحيد بعينيها عن عيني حنين ثم أخذت نفسا عميقا مرتجفا وهي تعاود النظر اليها لتقول بحذر و خفوت
, ( حنين ٢ نقطة هل أنتِ بخير ؟؟ ٢ نقطة هل تحتاجين أن أصطحبك الى الطبيب ٢ نقطة او لو أردتِ أن أطلب من خالتي ذلك ٢ نقطة )
, اتسعت عينا حنين و احمر وجهها ثم همست بارتجاف و توتر
, ( لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة أنا ٢ نقطة بخير )
, ثم أخفضت جفنيها بشعورٍ من الخزي فهمته صبا جيدا فربتت على كتفيها وهي تقول
, ( حسنا ٢ نقطة كيف يمكنني أن أساعدك الآن ؟؟ ٢ نقطة )
, همست حنين وهي تتشبث بها باستجداء
, ؛( لا تتركيني يا صبا ٢ نقطة ابقي معي ، أنا خائفة جدا )
, قالت صبا بابتسامةٍ مرتجفة حزينة وهي تربت على شعرها
, ( لن أتركك وحدك أبدا ٢ نقطة لا تخافي وهذا وعدا مني )
 
الفصل الثامن والأربعون


مسحت الحاجة روعة دموعها وهي تحاول التغلب على ضربات قلبها المؤلمة ٢ نقطة ثم مسحت دموعها بيدها المكتنزة و أخذت نفسا مرتجفا ثم طرقت باب غرفة عاصم ٢ نقطة وما أن سمعت صوته المهدود حتى دخلت ٢ نقطة لتجده جالسا على حافة فراشه ، محنيا رأسه ٢ نقطة مستندا بها الى كفيه ٢ نقطة
, رفعت الحاجة روعة يدها الى صدرها الملتاع ٢ نقطة وهي تهمس بداخلها " حماك **** من انحناء جبهتك يا حبيب أمك "
, ثم دخلت بخطواتها الثقيلة اليه حتى جلست بصمتٍ بجواره ٢ نقطة ولم تستطع منع الدموع من التساقط على وجنتيها من جديد وحين فاق ألمها الحد ٢ نقطةرفعت يدا لتضعها على فخذ عاصم القوى و كأنها تستمد منه القوة ٢ نقطة وهي تهمس بارتجاف و بصوتٍ مبحوح
, ( ماذا سنفعل الآن يا عاصم ؟؟ ٢ نقطة)
, لم يبد على عاصم بأنه سمعها ٢ نقطة فلم يتحرك حتى من جلسته للحظات ٢ نقطة الى أن قال دون أن يتحرك من جلسته
, ( ماذا تعتقدين أن بإمكاننا أن نفعل يا مي ؟ ٢ نقطة )
, ترددت الحاجة روعة ٢ نقطة ثم قالت بخوف
, ( هل تنوي فعلا ٢ نقطة تطليقها منه ؟؟ )
, رفع عاصم رأسه اليها و فقد ارتعبت أمه من منظر وجهه الشاحب المجهد بينما عيناه كانتا تشتعلانِ غضبا و نيرانا ٢ نقطة وهو يهتف بجنون
, ( وماذا تتوقعين يا أمي ٢ نقطة لو آخر عمل في حياتي فسأطلقها منه و بعدها سأقتله بعد تجرأه على تلويث اسم والدي بهذا الشكل القذر ٢ نقطة )
, انتفضت الحاجة روعة وهي تضرب على صدرها بيدها برعب لتوق بسرعة
, ( اهتدي ب**** يا ولدي و تؤذي نفسك ٢ نقطة كما أن ٢ نقطة كما أنه تزوجها على سنة **** ورسوله ٢ نقطة )
, نهض عاصم من مكانه وقد جن جنونه ليصرخ بغضب
, ( ماذا تقولين يا أمي ٢ نقطة الا تدركين الفضيحة التي ستنال اسمنا بعد ما حدث ، لقد هربت ابنة اخ زوجك الكريمة ليلا لتتزوج من الحقير الذي هرب منها منذ عشر سنوات ٢ نقطة هل تقدرين حجم الفضيحة التي ستشتعل خلال أيام في كل مكان )
, نهضت الحاجة روعة وهي تبكي و تنتحب بينما تربت على ذراعه محاولة تهدئته ٢ نقطة قائلة بارتجاف
, ( لهذا السبب يا بني تريث قليلا ٢ نقطة لو طلقتها منه بالقوة فقد يدمر سمعة البنت بالباطل أو يفضحها في كل مكان )
, ازداد جنون عاصم وهو يهيج في الغرفة كالمجنون صارخا
, ( وشخصا كهذا ٢ نقطة نخشى أن يتبلى عليها بالباطل ، هل نأتمنه عليها لمجرد سترها ٢ نقطة ومن ادراكِ الا يرميها بعد يومين أو أن يفعل بها أي شيء قذر ممكن أن تتخيله من أمثاله ٢ نقطةكل هذا بسبب الغبية التي تبعته ليلا )
, عادت الحاجة روعة للبكاء بعنف وهي تغطي وجهها بيديها ٢ نقطة بينما كان عاصم يتجه الى باب الغرفة ليفتحه و يصرخ من خلاله عاليا كالمجنون ليهز صوته أرجاء المنزل الضخم
, ( هربت معه لتزوج نفسها بنفسها كلقيطة ٢ نقطة ليسجنها بعدها بغرفةٍ كالجواااااا ري )
, ٢ نقطة
, انتفضت حنين من صراخ عاصم المجنون و الذي وصل لأنيها يكاد يصمهما ٢ نقطة
, و ارتجفت شفتيها بعنف فدفنت وجهها في صدر صبا بقوةٍ و هي تنتحب و تبكي ٢ نقطة و تبكي ٢ نقطة
, تبكي على كل حياتها البسيطة التي تمنت الهروب منها يوما ٢ نقطة لتتمنى الآن الرجوع الي يومٍ منها ، آمنة في غرفتها التي لم تعد غرفتها ٢ نقطة و بيتها الذي لم يكن بيتها يوما ٢ نقطة
, ضمتها صبا اليها أكثر وهي تستند بذقنها الي قمة رأسها هامسة بغضب
, ( لا تخافي ٢ نقطة لن أتركك ، لن أسمح لأحد بأن يؤذيكِ بعد الآن ٢ نقطة )
, همست حنين بإرتجاف
, ( أريد أن أصرخ يا صبا ٢ نقطة أريد أن أصرخ الى أن أفقد صوتي ٢ نقطة وقد أفقد معه بعضا مما أشعر به الآن )
, اخذت صبا تربت على شعرها وهي تهمس بتعاطف
, ( لو كنا وحدنا لكنت ترتكت تصرخين كما تريدين ٢ نقطة ولربما كنت صرخت معكِ أيضا )
, فجأة فتح الباب بقوةٍ ودخل عاصم كالثور الهائج ٢ نقطة فانتفضت حنين في مكانها بينما نظرت اليه صبا بغضب و ذهول قبل أن تهتف
, ( كيف تدخل هكذا دون أن تطرق الباب ؟ ٢ نقطة )
, لكن عاصم كان منظره لا يقبل أي نوع من تلك الملاحظات في تلك اللحظة ٢ نقطة لذا اخذ نفسا ليحاول السيطرة على ما يعتمل بنفسه ثم قال بصرامة مخيفة
, ( اتركينا الآن يا صبا ٢ نقطة أريد أن أتكلم مع حنين على إنفراد )
, اتسعت عينا صبا قليلا ٢ نقطة لكنها تمالكت نفسها و هي تقول بشجاعة مزيفة
, ( لن أخرج ٢ نقطة يمكنك قول ما تريده ، أنا لم أعد غريبة )
, ابتسم عاصم بسخريةٍ مستهزئة ٢ نقطة الا أنه لم يلبث أم أشار بيده الي الباب وهو يقول بتشديد
, ( أخرجي ٢ نقطة )
, ابتلعت ريقها وهي تشعر في تلك اللحظة بنوع من الدوار وهي تنظر اليه بنوعٍ جديد من المعرفة ٢ نقطة بإدراكٍ جديد
, كيف حدث ذلك ؟ ٢ نقطة ومتى تحديدا ؟؟ ٢ نقطة هي نفسها لا تعلم و لا تكاد تصدق ٢ نقطة
, اتسعت عيناها قليلا وهي تنظر الي هيئته الهمجية وهو يطردها خارجا ٢ نقطة بينما صدرها يلهث و قلبها ينبض و عيناها تهتزان من حوله ٢ نقطة
, رمشت عدة مرات بذهول وهي تهمس بداخلها ٢ نقطة " يالهي ٢ نقطة "
, قصف صوته ضاربا جدران الغرفة بغضب
, ( صبا ٢ نقطة اخرجي حالا ، أريد أن أتكلم مع ابنة عمي في أمور لا تخصك )
, رفعت رأسها اليه و هتفت بقوةٍ لا تتناسب إطلاقا مع ذلك الإكتشاف الجديد الذي ومض في داخلها ٢ نقطة
, ( لن أخرج ٢ نقطة أرني ماذا ستفعل )
, و تأكيدا على كلامها إزداد تشديدها في التمسك بحنين التي تشبثت بها وهي ترتجف خوفا ٢ نقطة
, نظر عاصم اليهما معا بجنون الغضب وشعر بأنه أوشك على فعل شيء متهور بهما ٢ نقطة لكنه استدار ليأخذ نفسا عميقا قبل أن يندم و بعد عدة لحظات استدار اليهما و قد تجمدت ملامحه دون أن تفقد عيناه غضبهما المخيف
, و استمر في النظر لعيني حنين في تعزييب نفسي الى أن أخفضت عينيها في انكسار و انفجرت باكية من جديد ، لكن عاصم لم يبالي ببكائها وهو يلتقط كرسي جانبي و يضربه في الأرض بقوةٍ أمامها ليجلس عليه وهو يحاول التمسك بآخر ذرةٍ من ذرات التحضر الذي اكتسبها خلال السنوات الماضية ٢ نقطة
, ثم لم يلبث أن صرخ بصرامة
, ( انظري الي ٢ نقطة )
, لم تستطع حنين النظر اليه وهي تنتفض و تختبىء من عينيه القاسيتين الجارحتين ٢ نقطة لكنها قفزت في مكانها حين صرخ مرة أخرى بصوتٍ أقوى
, ( قلت انظري الي ٢ نقطة )
, همست صبا بخوف و بنظراتٍ غاضبة
, ( اهدأ قليلا ٢ نقطة لا تصرخ فيها )
, قاطعها عاصم بصرامةٍ أفزعتها ( اخرسي أنتِ ٢ نقطة اقسم أنكما ستريانِ مني أياما لم تروها من قبل ، )
, ثم التفت الي حنين وهو يهتف ضاغطا على كل حرفٍ بنيرانٍ من الغضب المكبوت الذي يحاول جاهدا أن يكبته منذ أن وصل اليها
, ( أتعلمين ماذا أحب أن أفعل بكِ حاليا ؟ ٢ نقطة جزاءا على اسم والدي الذي اهنتيه بتلك الطريقة ، ألم تفكري ولو للحظةٍ في عواقب فعلتك٢ نقطة الم تفكري في اثر ما فعلتهِ على السيدة التي ربتكِ كابنتها ٢ نقطة الم تفكري للحظةٍ في مالك الذي صمتِ تماما عن ذكر الحقيقة و قبلتِ بخطبته لتهربي بعد ذلك و بتلك الطريقة الحقيرة ٢ نقطة )
, أغمضت حنين عينيها وهي تبكي بقوةٍ ٢ نقطة تعض على شفتها حتى أدمتها دون أن تشعر بالالم ، فما بداخلها في تلك اللحظة كان لا يشبه أي ألم عرفته على الإطلاق
, صمت عاصم وهو يلهث قليلا ٢ نقطة ثم قال بقوةٍ قاصفة
, ( لنبدأ من الأول ٢ نقطة أريد معرفة كل شيء من البداية ، دون أن تغفلي عن حرف واحد )
, ابتلعت حنين ريقها من وسط بكائها المنفعل ٢ نقطة لكنها أجبرت نفسها على النطق همسا بتفاصيل الحكاية منذ أن عاد جاسر اليها ذات يوم ٢ نقطة كانت تتعثر و تتلعثم و تختنق ما بين بكاءٍ و همسٍ متقطع ٢ نقطة دون أن تجد القدرة على مواجهة عيني عاصم ٢ نقطة
, أخيرا وبعد أن صمتت كانت عينا عاصم قد ازدادتا احمرارا من شدة الجنون الا أنه تمكن أخيرا من النطق بهسيس مخيف
, ( اذن كل ما لديكِ هو أنه اخبرك بأنه لم يلقِ يمين الطلاق ٢ نقطة ولماذا صدقتهِ ، ماذا لو كان يكذب ؟؟ ٢ نقطة )
, لم تستطع حنين النطق وهي ترى في كلِ لحظةٍ مدى غبائها يتضاعف أمام عينيها ، ٢ نقطة الا أن صبا أسعفتها وهي تندفع بقوةٍ قائلة
, ( وماذا لو لم يكن ؟؟ ٢ نقطة انه أمر خطير ، كيف كان بإمكانها أن تتصرف ؟؟ ٢ نقطة هل تتجاهل الأمر وكأنها لم تسمع شيئا ؟؟ )
, صرخ عاصم بغضب
, ( اخرسي أنتِ ٢ نقطة لا أريد أن أسمع صوتك )
, انتفضت صبا وهي لا تصدق أن ذلك المخلوق الشرس الذي يعاملها بهمجيةٍ هو نفسه عاصم الذي عرفته منذ فترةٍ وكان يذوب لمرأى عينيها ٢ نقطة
, عاد الي حنين وهو يتنفس بصعوبةٍ قليلا ٢ نقطة ثم سأل بخشونة
, ( هل كتب عليكِ رسميا ؟؟ ٢ نقطةبوجود مأذون شرعي و شهود ؟؟ )
, أومأت حنين برأسها وهي تبكي دون أن تجيب ٢ نقطة صمت عاصم قليلا و كأنه متردد ، وكأنه خائف مما قد يسمع ،ثم همس أخيرا بخشونةٍ
, ( هل ٢ نقطة حدث بينكما شيء ٢ نقطة قبل أن يكتب عليكِ رسميا ؟؟ ٢ نقطة )
, احمر وجهها بشدةٍ و اختنق البكاء في حلقها للحظات مما جعل عاصم في تلك اللحظات القليلة يشعر بالجحيم يندفع في اعماقه ٢ نقطةو الخوف يتسرب الى نفسه ، الا أن حنين هزت رأسها نفيا و هي تغص بنشيجٍ معذب ٢ نقطة
, أخذ عاصم نفسا مرتجفا ٢ نقطة قبل أن يقول بقوةٍ مفزعة
, ( هل تقولين الصدق ٢ نقطة أم أنكِ فقط خائفة ؟ ٢ نقطة انطقي يا حنين ) نطق عبارته الأخيرة صراخا وهو يضرب حافة الفراش بقبضته فانتفضت الاثنتانِ معا ٢ نقطة
, وهمست حنين بهلعٍ وصعوبةٍ من بين بكائها الشديد
, ( أقسم لك ٢ نقطة لم يحدث ٢ نقطة شيء ٢ نقطة قبلها ٢ نقطة لقد أحضر المأذون منذ الليلة الأولى ٢ نقطة )
, ثم خبا صوتها من شدة الخجل و الخزي و البكاء على ما آل اليه حالها ٢ نقطة
, سكت عاصم وهو ينظر اليها بغضب و حتى اعترافها لم يهدىء منلا حاله ولو قليلا ٢ نقطة حتى زواجها لم ينفي احساسه بأن شخصا ما قد تجرأ على عرضه و شرفه ٢ نقطة
, نهض عاصم من مكانه مندفعا وهو يبدو كحيوانٍ شرسٍ مقيد ٢ نقطة ثم لم يلبث أن التفت اليهما وهو يقول بلهجةٍ قاطعة
, ( ما مدى صعوبة حصولها على الطلاق ؟؟ ٢ نقطة )
, لم تدرك صبا للوهلة الأولى أنه يخاطبها ، الا أن عينيه المتوحشتين الناظرتين اليها جعلتاها تنتفض قليلا قبل ان تقول بخفوت
, ؛( كانت لديها فرصة أكبر بالتاكيد ٢ نقطة قبل أن تتزوج رسميا برضاها ، أما الآن فسيكون الطريق أطول أمامها قليلا في المحاكم ٢ نقطة )
, ثم خفت صوتها تدريجيا و صمتت وهي ترنو بنظارتٍ مبهمةٍ الى حنين ٢ نقطة لتقول بوجوم
, ( لكن مع ذلك لديها حجج قوية ٢ نقطة إن ٢ نقطة إن أرادت خوض الطريق )
, اخفضت صبا عينيها وهي تشعر بقبضة كالثلج تمسك بصدرها ٢ نقطة لأول مرةٍ ينتابها ذلك القلق الأناني ، يبدو أن مكوثها مع ذلك الكائن الهمجي قد لوث روحها ٢ نقطة
, لكن عاصم كان بوادٍ آخر تماما وهو يتطلع الى حنين قائلا بحقد
, ( هل أنتِ راضية الآن ؟ ٢ نقطة باسم والدي الذي ستزجين به في المحاكم و الفضائح التي ستنتشر في المدينة كلها ، وطبعا القذر لن يتورع عن نشر كل التفاصيل القذرة لزواجكما الأسود ٢ نقطة )
, ارتجفت حنين أكثر حتى باتت أنفاسها تخرج كشهقاتٍ باكيةٍ و دفنت وجهها بين كفيها غير قادرة على المتابعة ٢ نقطة لكن عاصم تابع وهو غير قادر للسيطرة على اقواله من هول ما يشعر به
, ( هل صورك أو شيءٍ كهذا ؟؟ ٢ نقطة )
, صرخت حنين عاليا بين كفيها بينما قفزت صبا صارخة من مكانها بعنف
, ؛( كفى يا عاااصم ٢ نقطة كفى ٢ نقطة لم أعد أحتمل هذا التحقيق القذر )
, للحظةٍ صمت عاصم وهو يشعر بأنه تمادى ٢ نقطة لكن كيف له أن يثق بالحيوان الذي فعل فعلته السوداء ٢ نقطة كيف يمنع أبشع التخيلات من المرور أمام عينيه ٢ نقطة
, نظر اليهما أخيرا نظرة طويلة كانت تحمل الكثير ٢ نقطة ثم اندفع خارجا دون أن يضيف كلمة أخرى ٢ نقطة
, بينما وقفت صبا للحظاتٍ مسمرة مكانها ٢ نقطة حتى أنها خطت خطوة وكأنها تريد الركض خلفه ٢ نقطة لكن صوت بكاء حنين الهستيري جعلها تعود صاغرة لتجلس بجوارها و تلتقطها بين أحضانها من جديد ٢ نقطة
, بينما رغما عنها ٢ نقطة تطلعت الي الباب الذي خرج منه عاصم كالمجنون و هي تشعر بقلقٍ عليه ٢ نقطة ما تلك الدوامة المجنونة التي تحياها ٢ نقطة
, تبغض كل ما ينطق به من أقوالٍ بشعة ٢ نقطة ثم يرتجف قلبها لشحوب وجهه ٢ نقطة
, تشعر بالنقمة عليه بسبب ما حدث لحنين ٢ نقطة لتشفق على حاله وهي تراه كالمجنون منذ أن علم بغيابها و كأنه فقد ابنته ٢ نقطة
, اقسمت أن تهب لمساعدة حنين ٢ نقطة لتجد أن خوفا خائنا يدب في أعماقها في أن ينفذ عاصم تهديده ٢ نقطة كي يصون اسم ابنة عمه أمام الناس ٢ نقطة
, وماذا لو فعلها ؟؟ ٢ نقطة سترحل ببساطة و تتفرغ لمعاركها الخاصة ٢ نقطة
, لكنها ليست الحقيقة ٢ نقطة ليست الحقيقة أبدا وهي تتخيل أن عاصم من الممكن أن يهب اسمه لواحدة أخرى كما فعل معها ٢ نقطة
, أن ينظر الى أخرى كما ينظر اليها ٢ نقطة أن يلامسها كما لامسها ٢ نقطة
, هل كل النساء لديه ٢ نقطة كان ليعاملهن بنفس الطريقة ؟؟ ٢ نقطة أم هي فقط ؟؟ ٢ نقطة
, هل ستلامس أنفاسه الساخنة وجنتي امرأةٍ أخرى وهو يبثها شغفه ٢ نقطة
, نفضت رأسها بقوة من تلك التخيلات المريضة و هي تنأى بنفسها عن أنانية كل من تعامل مع حنين من واقع مصلحته الشخصية ٢ نقطة
, لذا همست بخفوت
, ( لا تخافي ٢ نقطة لم يحدث شيئا من ذلك ، لا تخافي
, بعد فترةٍ طويلة و بعد أن هدأت حنين قليلا وهي لاتزال مستكينة في أحضان صبا ٢ نقطة تنظر أمامها بعينين فارغتين مجوفتين ، و الصور تطوف في رأسها ، تأبى أن تحررها
, بين حينٍ و آخر تقشعر وهي تشعر بلمساته لاتزال تلامسها ٢ نقطة و همسه الأجش يهدر في حلقاتٍ ساخنة داخل أذنها ٢ نقطة
, لا تتذكر معظم ما همس به ٢ نقطة لكنها لا تزال تميز كلمة واحدة ٢ نقطة " أنتِ ملكي ٢ نقطة أنتِ لي "
, و كانت ترتعش كلما همسها ليؤكد بدمغاته ما همس به للتو ٢ نقطة و رائحته الرجولية العنيف تملأ أنفاسها حتى أنها لم تترك رئتيها الى الآن ٢ نقطة
, رفعت حنين رأسها بضعف الى صبا وهمست
, ( صبا ٢ نقطة أريد أن أغتسل )
, عقدت صبا حاجبيها وهمست بعطف
, ( مجددا ؟؟ ٢ نقطة نامي قليلا حنين وحين تستيقظين ٢ نقطة )
, الا أن حنين هتفت وهي تغلق تفكيرها عن السمع تماما
, ( أريد أن أغتسل ٢ نقطة رائحتي كرائحة عطرٍ ثقيل ممتزج بالدخانِ ٢ نقطة )
, همست صبا برقة و هي تشعر بأن قلبها يؤلمها ٢ نقطة
, ( رائحتك ليس بها أيا مما ذكرته يا حنين ٢ نقطة ارتاحي٢ نقطة كل ذلك من تفكيرك المجهد فقط )
, هزت حنين رأسها بقوةٍ و رفض وهي تقول
, ( أريد أن أغتسل ٢ نقطة أرجوك ، اريد أن أنهض )
, ساعدتها صبا بيأس لتنهض و سألتها بحزن
, (أتريدين مساعدة ؟ ٢ نقطة )
, لكن حنين هزت رأسها نفيا دون أن تجيب و هي تدخل الى الحمام بسرعةٍ و تغلق الباب خلفها بقوة ٢ نقطة لحظات قليلة مرت و صبا تقف أمام الباب ككلِ مرة خوفا من أن ترتكب حنين أي عملا متهورا ٢ نقطة أو حتى أن تصاب بالإغماء بعد كل المجهود العصبي الذي تعرضت له ٢ نقطة
, رفعت صبا يدها وهي تلامس الباب برقةٍ ٢ نقطة ترهف السمع ليصلها صوت البكاء الناعم الذي يتوه بعد لحظاتٍ في صوت انهمار ماء الإستحمام ٢ نقطة
, همست صبا بألم
, ( حنييين ٢ نقطة أنت مسكينة جدا ، و غبية جدا ٢ نقطة لكنك أقوى مني و أنتِ لا تدركين مدى قوتك بعد )
, ظلت صبا واقفة مكانها تنتظر ٢ نقطة الى أن وجدت الحاجة روعة تدخل الغرفة ، بخطواتٍ مترددة و عينين ذابلتين من كثرة البكاء ٢ نقطة ممسكة بيدها كوب يتصاعد منه بخار مشروب ساخن ٢ نقطة
, التفتت اليها صبا لتقول بوجوم
, ( ادخلي يا خالتي ٢ نقطة ٢ نقطةحنين ستخرج الآن )
, أومأت الحاجة روعة بحزن و تردد و هي تتدخل الى منتصف الغرفة ٢ نقطة ثم وقفت وكأنها لا تعلم كيف تتصرف الآن ، فاقتربت منها صبا الى أن وصلت اليها ورفعت يدها تلامس ذراعها
, ( ماذا بكِ يا خالتي ؟؟ ٢ نقطة اجلسي قليلا و هاتي هذا الكوب من يدك )
, أخذت صبا الكوب الساخن من بين يديها لتضعه بحرص على الطاولة الجانبية ٢ نقطة ثم اجلستها برفق على حافة الفراش
, فقالت الحاجة روعة بصوتٍ خفيض
, ( كيف هي حنين الآن يا صبا ؟ ٢ نقطة لقد سمعت عاصم يصرخ كالمجنون ، و لم يعد قلبي يحتمل أن ادخل في هذا الوضع ٢ نقطة أشعر أنني لم أعد أحتمل ٢ نقطة )
, جلست صبا بجوارها و ربتت على ذراعها هامسة
, ( ستصبح أقوى يا خالتي ٢ نقطة فقط تحتاج لبعض الوقت )
, رفعت الحاجة روعة يدها لتضعها على صدرها المتألم وهي تقول بألم
, ( لن يمر هذا الموضوع على خير أبدا ٢ نقطة أنا أعرف ولديّ جيدا ، )
, عاد القلق ليعصف بصبا ٢ نقطة لكنها سيطرت على إنفعالها بسرعةٍ وهي تقول بضعف
, ( لا تقلقي خالتي و ضعي ثقتك ب**** ٢ نقطة )
, قالت الحاجة روعة بارتعاش
, ؛( ونعم ب**** يا ابنتي ٢ نقطة )
, في تلك اللحظة فتحت حنين باب الحمام و خرجت منه تترنح قليلا وهي تلتف بمنشفةٍ بيضاء ضخمة ٢ نقطة تكاد تبتلع جسدها الضئيل ٢ نقطة بينما تساقط شعرها الندي كأمطارٍ على كتفيها و ظهرها ٢ نقطة
, توقفت قليلا حين فوجئت بوجود الحاجة روعة ٢ نقطة حتى الآن لا تريد مواجهتها ، ولا تجد القدرة على النظر الي عينيها ٢ نقطة و الأصعب أن النظر الى عينيها يذكرها بالمواجهة الأشد ألما ٢ نقطة وهي مواجهة مالك ٢ نقطة
, لكن الحاجة روعة سبقتها الى الكلام وهي تقول بحزن ٢ نقطة
, ( تعالي يا حنين اجلسي ٢ نقطة )
, ذهبت اليها حنين ببطءٍ الى أن تمكنت من الدخول في فراشها و تحت الغطاء ٢ نقطةدون حتى أن تتمكن من ارتداء ملابسها ، فقط أخذت غطائها الى عنقها لتحتمي به ٢ نقطة
, و بعد تردد قليل ٢ نقطة طالت يد الحاجة روعة المشروب الساخن ٢ نقطةو نظرت اليه للحظة بقلق ثم ناولته لحنين و هي تهمس بصوتٍ مخطوف
, ( خذي يا حنين ٢ نقطة اشربي هذا )
, رفعت حنين يديها و أخذت الكوب الساخن من زوجة عمها ٢ نقطة وهي غير قادرة على تحمل ملامح النزاع الداخلي الظاهرة على ملامحها ٢ نقطة
, لكن حين رفعته الى فمها ٢ نقطة مدت الحاجة روعة يدها لتمسك بيد حنين تمنعها وهي تنازع نفسها و دموعها ٢ نقطة فنظرت حنين اليها بحيرة معذبة ٢ نقطة
, حينها تجنبت زوجة عمها النظر اليها و أبعدت عينيها و يدها وهي تقول بصوتٍ مختنق
, ( اشربيه حبيبتي ٢ نقطةسيريحك )
, أومأت حنين بطاعة ٢ نقطة و ما أن رفعته للمرة الثانية الي شفتيها حتى أسرعت الحاجة روعة تختطف منها الكوب قبل أن تشرب منه وهي تقول بوجع
, ( لا ٢ نقطة لا تشربيه )
, لدرجة أنها أراقت بضع قطرات على صدر حنين أحرقتها بسخونة ، فأنت ألما ٢ نقطة ثم نظرت اليها بدهشة و ألم و همست
, ( ما الأمر يا عمتي ؟؟ ٢ نقطة )
, لم تستطع الحاجة روعة النظر اليها أو حتى الرد وهي تتنفس بصعوبة ٢ نقطة فنقلت حنين عينيها بخوف من زوجة عمها الى صبا الواقفة تنظر بقلق و حيرة الى الحاجة روعة كذلك ٢ نقطة
, ثم قالت صبا بحزم وهي تشعر بعدم ارتياح
, ( ما هذا المشروب يا خالتي ؟؟ ٢ نقطة )
, لم ترد الحاجة روعة لعدة لحظات وهي تتشبث بالكوب غير آبهة لسخونته على أصابعها ٢ نقطة ثم قالت أخيرا محاولة التظاهر بالقوة
, ( إنها أعشاب ٢ نقطة ستريحها و ٢ نقطة )
, لم تستطع الإكمال ٢ نقطة فسألت صبا بحذر و توجس ( و٢ نقطةماذا ؟٣ علامة التعجب ٢ نقطة )
, أيضا لم ترد لبضع لحظات الى أن قالت أخيرا بصوتٍ عاجز معذب
, ( وهي ٢ نقطة وهي ٢ نقطة س ٢ نقطة ستخلصها من الحمل لو كان قد وقع ٢ نقطة )
, صرخت صبا بغضبٍ و صوتٍ عالٍ دفعة واحدة
, ( ماذاااا ؟؟ ٣ علامة التعجب ٢ نقطةما هذا الذي تقولينه يا عمتي ؟؟٣ علامة التعجب ٢ نقطة)
, دون مراعاة لمشاعر الحاجة روعة بينما شهقت حنين بذهول و قد احمر وجهها بصدمة و رعب دون وجود للخجل الذي أصبح نوعا من المشاعر المرفهة بالنسبة لها بكل هذا الخزي الذي تعرضت له ولا تزال ٢ نقطة
, حمل ٢ علامة التعجب ٢ نقطة هل من الممكن أن تكون الحياة قاسية معها الي تلك الدرجة ؟؟ ٢ نقطة لم تخطر تلك الفكرة على بالها مطلقا خلال تلك الساعات السوداء التي مرت عليها ٢ نقطة
, و ظلت تنظر الى المشهد الهيستيري من أمامها وهي فاغرة شفتيها بوجوم و رهبة و كأنها تتفرج من بعيد ٢ نقطة وصبا تصرخ بقلة تهذيب على غير عادتها
, ( كيف تفكرين بذلك يا عمتي ؟؟ ٢ نقطة حرااام ٢ نقطة حراام ٢ نقطة مالذي يجري في ذلك البيت المتناقض ؟؟ )
, ابتلعت الحاجة روعة ريقها و هي تنظر الي صبا بنظراتٍ مذنبة معذبة ٢ نقطة ثم قالت باستجداء رغما عنها
, ( هي لم تقضي معه سوى بضعة أيام ٢ نقطة أي أن الح ٢ نقطة الحمل ٢ نقطة لو كان حدث ٢ نقطة لم تدب به الروح بعد ٢ نقطة )
, رفعت صبا يديها الى رأسها الذي رفعته الي السماء وهي تهتف بيأس و غضب
, ( يالهي ٢ نقطة ماهذا الذي أسمعه ؟؟ ٣ علامة التعجب٢ نقطة ما هذا الذي أسمعه ؟٢ علامة التعجب ٢ نقطة )
, لكن الحاجة روعة هتفت هي الأخرى بعجز وهي تبكي محاولة أن تبرر لها
, ( يا صبا عاصم أقسم برحمة والده أن يطلقها منه بالقوة ٢ نقطة و بعدها لن يرحمه و سيصفي حسابه معه ، فكيف ستكمل حياتها لو خرجت من تلك المأساة بطفلٍ منه ٢ نقطة الا يكفيها التدمير الذي أصاب حياتها لتضيف فوقه تلك المصيبة ؟ )
, صرخت صبا و هي تذرع أرض الغرفة بجنون ٢ نقطة
, ( تلك المصائب كلها أنتم السبب فيها ٢ نقطة لو كانت ابنتكم لما كنتم ظلمتموها بهذا الشكل من البدااااية )
, ساد صمت موجع في الغرفة بعد جملة صبا المجنونة ٢ نقطة و التى وقفت مكانها و أدركت أنها قد تغابت مجددا و أوجعت أكثرهم عجزا ٢ نقطة
, سمعت نهنهة بكاء ضعيف فالتفتت لتجد أن الحاجة روعة قد أخفضت رأسها و اخذت تبكي كالأطفال حتى ان كتفيها بدأتا في الاهتزاز مع بكائها ٢ نقطة
, اقتربت منها صبا بسرعة ثم ركعت على ركبتيها أمامها على الأرض و أحاطت يدي الحاجة روعة الممسكتين بالكوب بكفيها و هي تهمس بأسف
, ( كفى يا خالتي ٢ نقطة كفى ٢ نقطة لم أقصد ذلك ، أعلم بأن الأمر كان خارج حدود سيطرتك ٢ نقطة لكنكم تصححون كل خطأ بخطإٍ ٢ نقطة اكبر منه ٢ نقطة وفي النهاية حنين هي من تتحمل العواقب ٢ نقطة )
, قالت الحاجة روعة باختناق من بين بكائها بصوتٍ لا يكاد يكون مفهوما
, ( أنا أحاول أن أحميها من مأساةٍ لو حدثت فسوف ٢ نقطة )
, لم تستطع المتابعة و انفجرت في البكاء ٢ نقطة و صبا تربت على ساقيها ، بينما حنين تتفرج عليهما من بعيد ٢ نقطة من بعيد جدا ٢ نقطة وكأنها تشاهد عرضا دراميا ٢ نقطة
, ثم فجأة و قبل أن تدري أن الصوت قد صدر من بين شفتيها ٢ نقطة قالت بقوة
, ( أعطني الكوب يا عمتي ٢ نقطة سأشربه )
, التفتت كلا من صبا و الحاجة روعة اليها بذهول ٢ نقطة وهما لا تصدقان صوتها الذي قصف كرصاصة ٢ نقطة و كانت صبا هي أول من همست بترجي
, ( لا يا حنين ٢ نقطة لن تفعلي ذلك )
, قالت حنين بفتور ٢ نقطةلكن بقوةٍ غريبة ناقضت الإنهيار الذي طالها في الساعات السابقة
, ؛( سأشربه يا صبا ٢ نقطة أنتِ لستِ في مثل موقفي ، و مهما حاولتِ فلن تستطيعين تقدير ما سأمر به لاحقا ٢ نقطة هاتي يا عمتي )
, ثم مدت يدها الى عمتها و انتظرت ٢ نقطة
, قامت صبا من مكانها وهي تغمض عينيها رفضا و غضبا و ألما على كل ما رأته بين جوانب هذا البيت من أشياءٍ كانت تعلم بوجودها من واقع عملها ٢ نقطة الا أن معايشتها كانت أمرا مختلفا ٢ نقطة مختلفا تماما و بغيضا لدرجةٍ تثير التقزز في النفس ٢ نقطة
, ناولت الحاجة روعة الكوب لحنين بصمتٍ و تردد ٢ نقطة ثم لم تلبث أن همست بلوعة
, ( قد تتألمين قليلا بعد فترة يا حنين ٢ نقطة )
, أومأت حنين برأسها دون أن تنظر اليهما ٢ نقطة ثم قالت بتجمد بعد عدة لحظات
, ( أريد أن أبقى بمفردي قليلا ٢ نقطة من فضلكما )
, سكنت الغرفة تماما و كأنهما لم يقبلا بالأمر خوفا من اي تصرفٍ قد تتصرفه في لحظة جنون ٢ نقطة طبعا فبعد ما فعلته ، أصبحت غير مؤهلة لأن يؤتمن جانبها ٢ نقطة
, لكنها نظرت اليهما بلا تعبير وهمست بعد فترة
, ( رجاءا ٢ نقطة أريد أن أختلي بنفسي قليلا ٢ نقطة )
, رمقتها صبا بنظرة يأس وهي تتطلع الى ذلك المشروب الشرير بين يديها ثم دون كلمة أخرى خرجت من الغرفة ٢ نقطة تتبعها الحاجة روعة بكتفين محنيتين و رأسا منخفضا ببؤس ٢ نقطة لتغلق الباب من خلفها ٢ نقطة
, أجالت حنين نظرها ببطء في أنحاء الغرفة ٢ نقطة تتشرب تفاصيلها ٢ نقطة أركانها ٢ نقطة كل شيء مهما كان صغيرا صفته بيدها في مكانه ٢ نقطة
, ثم همست بفراغ و ابتسامة واهية
, ( لقد عدت اليكِ غرفتي ٢ نقطة ملاذي و خلوتي )
, سكتت قليلا وهي تعاود رحلة عينيها الفارغتين بعد أن نضبتا من دموعهما ٢ نقطة لتهمس بعدها
, ( لكني لست أنا من غاردت ؟؟ ٢ نقطة ذهبت ساكنتك و عادت أخرى غيرها ، فكيف نحل تلك المعضلة ٢ نقطة )
, ضحكت ضحكة جوفاء لا تعرف صدى المرح ٢ نقطة ثم رفعت يدها الى فمها لتكتم آه مختلطة بضحكةٍ أخرى ٢ نقطة
, نهضت من مكانها بإعياء و تثاقل ٢ نقطة و تحاملت وهي تصل الى مرآتها ٢ نقطة
, صورتها كانت غريبة في عينيها ، ٢ نقطة وكأنها امرأة محملة بالخطيئة ٢ نقطة ممسكة بكوبٍ يخلصها من رجلٍ سقاها يوما من شرابه ٢ نقطة
, رفعت يدا لتلامس صورتها الباردة ٢ نقطةوهي تهمس بضياع
, ؛( كانت لكِ أحلامك ٢ نقطة كانت لكِ دنياكِ التي بنيتها يوما بعد يوم ٢ نقطة ليضيع كل ذلك في طرفة عين ، ٢ نقطة بحكمٍ من غريب ، لا تعرفينه و لا تتذكرينه حتى ٢ نقطة ظهر لكِ فجأة من ماضٍ حاولتِ جاهدة انكاره ٢ نقطة و الآن ماذا ؟؟ )
, رفعت يدها لتغطي بها شفتيها من جديد ٢ نقطةوهمست ( الآن ماذا ؟؟ ٢ نقطة )
, بينما اليد الآخرى تضم الكوب الى صدرها بقوة و كأنه وليدها ٢ نقطة ٢ نقطة
, تجهت صبا جريا خلف عاصم حين وجدته خارجا ٢ نقطة و توقفت لتناديه بصوتٍ لا يشبه صوتها
, ( عااصم ٢ نقطة )
, تسمر عاصم مكانه للحظات طويلة ٢ نقطة ثم قال بخشونةٍ دون ان يستدير اليها
, ( ماذا ؟؟ ٢ نقطة )
, ترددت صبا قليلا ٢ نقطة الا أنها اتجهت اليه وهي تقول بقلق
, ( الى أين أنت ذاهب ؟ ٢ نقطة )
, التفتت اليها عاصم وهو يرمقها بنظراتٍ غريبة عليها منه ٢ نقطة رافعا حاجبه بسخريةٍ ثم قال باستهزاء
, ؛( ما هذا ؟؟ ٢ نقطة تحقيق كالزوجات الأصيلات ؟؟ )
, زمت صبا شفتيها بغضب لكنها حاولت التزام الهدوء وهي تقول بتشدد
, ( أرجوك يا عاصم ٢ نقطة الوضع لا يحتمل سخافة الأطفال التي تلتزمها معي تلك ٢ نقطة أكبر قليلا )
, الآن ارتفع حاجبيه بدهشةٍ مما سمعه منها ٢ نقطة ثم لم يلبث أن قال وهو يقترب منها بخطواتٍ سريعة
, ( ماذا قلت ؟؟ ٢ نقطة )
, تراجعت صبا عدة خطوات ٢ نقطة لكنها توقفت و هي ترفض أن تظهر له خوفها ٢ نقطة ثم رفعت ذقنها بشجاعةٍ وهي تتحداه قائلة بقوة
, ( قلت ما سمعته ٢ نقطة والدتك تموت قلقلا من أن تتصرف أي تصرف مجنون يضيع حياتك ، و أنت لا تبالي ٢ نقطة كل ما تهتم به هو أن ترد للمجنون الآخر صفعته ٢ نقطة )
, وقف أمامها كجبلٍ عملاق يشرف عليها من علو ٢ نقطة صامتا مخيفا ٢ نقطة ثم قال أخيرا بصوتٍ خافت خطير
, ( أنتِ ترين أن كل ما يهمني حاليا هو أن أرد اليه صفعته ٣ علامة التعجب٢ نقطة و أنني قد قلبت الموضوع كله و أصبحت أنا محوره ٢ نقطة متجاهلا ابنة عمي التي أصبحت سمعتها في الوحل حاليا ٢ نقطة )
, عضت صبا على شفتها وهي تتجنب نظراته الحاقدة ٢ نقطة ثم همست بصوتٍ لا معنى له وهي تعاود رفع عينيها اليه و كأنما الشمس تشرق له من جديد
, ( لا ٢ نقطةلم أقصد ذلك ٢ نقطة لكن أرجوك ، لا تزيد من فظاعة ما حدث ، لا تتصرف أي تصرف أحمق ٢ نقطة البلد ها قانون و أيا ستفعله ستحاسب عليه ٢ نقطة تذكر أن هناك أسرة معلقة بعنقك ٢ نقطة و تحتاجك ٢ نقطة )
, لم يرد عليها للحظاتٍ طويلة ٢ نقطة و بدا في غاية التعب و الانهزام ٢ نقطة بوجهه الشاحب الغير حليق و عينيه الحمراوين ٢ نقطة
, ثم قال اخيرا بصوتٍ متعب
, ( و أنتِ بالطبع خارج نطاق ذلك الاحتياج ٢ نقطة )
, عادت صبا لتبعد عينيها عنه و هي تأخذ نفسا مرتجفا ٢ نقطة وهي تهمس بداخلها " آه لو تعلم ٢ نقطة" ٢ نقطة
, لكنها همست عوضا عن ذلك ٢ نقطة
, ( لا يهم موقعي أنا حاليا ٢ نقطة )
, مد يده ليمسك بذقنها و رفع وجهها اليه ٢ نقطة يجول بعينيه على ملامح وجهها ،
, " لماذا تسربت تلك الغبية بعنادها الذي يشبه عناد البغال الي حياته " ٢ نقطة لماذا يضعف أمامها بتلك الصورة ، ولا يستمد قوته الا منها ٢ نقطة
, ترك ليده حريه الانتقال الي عنقها الطويل للحظاتٍ حتى أنه أغمض عينيه ٢ نقطة بينما كانت صبا تنظر اليه بذهول ٢ نقطة لم تجرؤ على الحركة ٢ نقطة بل حتى لم تجرؤ على التنفس ٢ نقطة وهي تتراه يتأملها بعينيه المغمضتين ٢ نقطة
, ها هو سلطانها عليه يتحكم به من جديد٢ نقطة هل تشعر بالغرور ٢ نقطة أم بالفخر ٢ نقطة أم بالخوف ٢ نقطة الخوف منه أم من نفسها ٢ نقطة
, ما تلك الدوامة الغريبة التي تلفهما معا في لحظةٍ لتعود و تفرقهما في لحظةٍ أخرى ٢ نقطة لكن رنين هاتف عاصم جعلها تنتفض بقوةٍ في مكانها ٢ نقطة بينما فتح عينيه ببطء وهو يشتم هامسا متثاقلا ٢ نقطة لدرجة أنها احمرت خجلا من لا شيء ٢ نقطة
, ابتعدت عنه ٢ نقطة و ابتعد عنها ببطء وهو يلتقط هاتفه ٢ نقطة
, بينما رن هاتفها الذي أصبح مصاحبا جيبها في الآونة الأخيرة مؤخرا ٢ نقطة
, عقدت صبا حاجبيها حين تعرفت على اسم زميلها وما أن ردت عليه ٢ نقطة حتى فوجئت بملامح عاصم المصدومة لكن بنوع من توقع ما حدث ٢ نقطة
, و خلال لحظتين كان صوت زميلها يزف اليها الخبر البائس ٢ نقطة
, سبقها عاصم في الكلام وهو يرد على محدثه بصوتٍ عميقٍ غاضب
, ( عثمان الراجي ٢ نقطة )
, بينما أتمت صبا الحديث مع زميلها في نفس اللحظة و عيناها متعلقتان بعيني عاصم النافذتين ٢ نقطة
, ( تمت تبرئته للتو ٣ علامة التعجب ٢ نقطة )
, وقف الإثنان مسمرانِ وهما يستمعان الى هاتفيهما ٢ نقطة بينما أعينهما مرتبطتان لا تتزحزحان عن بعضهما ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, صعدت صبا السلالم جريا و في خطوتين كان عاصم قد لحق بها و جذبها من ذراعها بالقوةِ ليديرها اليه حتى كادت أن تقع على درجات السلالم لولا أن أمسك بخصرها يسندها وهو يقول بشراسة مخيفة
, ( الي أين ؟؟ ٢ نقطة )
, هتفت صبا بغضب و مرارة ٢ نقطة مختلطة بالذهول
, ( يجب أن أذهب لأرى كيف تم هذا العبث ٢ نقطة يكفي أنني ابتعدت عن تلك القضية التي راهنت عليها طويلا )
, صرخ عاصم عاليا ٢ نقطة وهو ينشب أصابعه في خصرها بقوةٍ لدرجة أنها تأوهت ألما
, ( لن تخرجي من باب هذا البيت ٢ نقطة و تلك القضية انسيها تماما ٢ نقطة افهمت ؟؟ ٢ نقطة الا تدركين الظروف التي نمر بها ، من منا الآن يجعل من نفسه محور الاهتمام دون مراعاةٍ للغير ٢ نقطة )
, صرخت صبا بغضب
, ( أنت لا تفهم ٢ نقطة )
, شد على خصرها مرة أخرى حتى صرخت ألما هذه المرة ٢ نقطة و هتف بغضب وهو يضغط على أسنانه
, ( ولا كلمة ٢ نقطة ولا كلمة واحدة ، صبا ٢ نقطة أنا أعصابي متوترة فلا تختبري غضبي ٢ نقطة )
, صرخت صبا بقوة
, ؛( بل اختبرته ٢ نقطة أم نسيت ؟؟ ٢ نقطة ماذا ستفعل هذه المرة ؟؟ ٢ نقطة تربطني بحبلٍ الى أن تعود ؟؟ ٢ نقطة )
, أمسك عاصم بجانبي وجهها بقوةٍ بين كفيه ٢ نقطة حتى ظنت أنها سمعت صوت قرقعة عظام فكها ٢ نقطة ثم صعد درجة الى أن أصبح في مستواها ينظر الي عينيها بجنون ٢ نقطة وما لبث أن همس بتصميم خطير اثار قشعريرة في أوصالها
, ( لو أقتضى الأمر ٢ نقطة فسأفعلها ، ربما لم أستطع حماية حنين ٢ نقطة لكن أنت ِ ٢ نقطة أنتِ ٢ نقطةفسأدفع عمري لأحميكِ ، ولو رغما عن أنفك الغبي ذلك ٢ نقطة )
, فغرت شفتيها بذهول ٢ نقطة تهدر بنفسٍ ساخن ملتهب منبعه من قلبها الذي فاض كالبركان الملتهب بين أضلعها ٢ نقطة و لم تستطع الرد طويلا و هو أيضا تغير بريق عينيه لبريقٍ آخر يشبه الذهول وهو ينظر الى نظرات عينيها المتسعتين ٢ نقطة
, فتح فمه ينوي النطق بشيء ٢ نقطة الا أن رنين هاتفه عاد ليقاطعه مرة أخرى ٢ نقطة
, فأفلتها و يشتم عاليا تلك المرة حتى أنها تسائلت عن ذلك التلوث السمعي و الأخلاقي الذي لوث أذنها و شوه تلك اللحظة الغريبة بينهما ٢ نقطة مندفعا للتو من بين شفتيه ٢ نقطة ٢ نقطة
, رد عاصم على الهاتف ٢ نقطة و بعد عدة لحظات رأت من تغير ملامحه أن كارثة أخرى قد حدثت ٢ نقطة وما أن أنهى المكالمة بعدة كلمات صارمة حتى نظر اليها بقلق ، فبادرته تسأله بخوف
, ( ماذا حدث يا عاصم ؟؟ ٢ نقطة )
, رد عاصم بصلابةٍ متوحشة
, ( مالك ٢ نقطة وجد القذر جاسر رشيد ، و حدثت بينهما و بين الرجال معركة عنيفة ، وهما الآن في قسم الشرطة ٢ نقطة )
, شهقت صبا بصمت ٢ نقطة و ارتعبت من أن يكون مالك قد تهور فسألت عاصم بسرعة
, ( هل فعل به مالك شيئا ؟؟ ٢ نقطة )
, وضع عاصم الهاتف في جيبه وهو يستعد للخروج ثم قال بفظاظة
, ( اطمئني ٢ نقطة لا يزال حيا ، لكن ليس الى وقتٍ طويل ٢ نقطة )
, قفزت صبا الدرجة الفاصلة بينهما حتى وصلت اليه و أمسكت بقميصه بشدةٍ وهي تترجاه قائلة
, ( إياك يا عاصم أن تفعل شيئا مخالفا للقانون او أن تتهور ٢ نقطة أرجوك ، أرجوك ٢ نقطة )
, نظر الي قبضتيها المتشبثتين بمقدمة قميصه ٢ نقطة ثم رفع عينيه الي عينيها الخائفتين.و نظر الي وجهي القمر طويلا ٢ نقطة نبض قلبه بعنفٍ من ذلك الخوف الذي لم يكن ظاهرا منذ لحظاتٍ وهي تنوي الذهاب لمحاربة حيتان البلد ٢ نقطة بينما تبدو الآن مرتعبة من فكرة ذهابه الى قسم الشرطة ٢ نقطة
, قبل أن يقول بخشونة
, ( لن أفعل له شيئا حاليا ٢ نقطة إن وعدتني ألا تخرجي من باب هذا البيت )
, عقدت صبا حاجبيها بغضب ثم قالت بتأنيب بينما بداخلها هاج فرح خائن خبيث وهي تشعر بأنها قد استعادت مكانتها لديه
, (الا تفكر أو تهتم بشيءٍ غيري ٢ نقطة الدنيا مقلوبة رأسا على عقب و أنت لا تفكر سوى باتجاهاتي )
, لم يرد عاصم طويلا ٢ نقطة وهو يأسر عينيها المتحديتين ثم قال أخيرا بصوتٍ جامد
, ( أتصدقين أنكِ عديمة الدم ٢ نقطة )
, ارتفع حاجبيها ذهولا و غضبا ثم هتفت
, ( عاصم ٢ نقطة أنا لا أسمح لك )
, أمسك بذراعيها يقاطعها بقوةٍ آمرا
, ( عديني ٢ نقطة )
, أخفضت عينيها و همست بعد لحظات
, ( عاصم ٢ نقطة أنت تعلم أنه ليس بإمكاني ترك الأمر هكذا ، لن أكون صبا التي عرفتها و التي ٢ نقطة )
, قاطعها عاصم مجددا بلهجةٍ عنيفة الشغف
, ؛( أحببتها ٢ نقطة )
, أسبلت جفنيها واحمرت وجنتيها بشدةٍ و قلبها يضرب كالطبول ٢ نقطة لقد عادت ابنة السلطان من جديد و هي تسمع همس مليكها يتضرع بحبها ٢ نقطة الى أي زمنٍ يأخذها همسه الأجش ٢ نقطةو يبعدها عن كلِ ما حولهما ٢ نقطة
, همس بترجي آمر
, ( عديني يا صبا ٢ نقطة لا يمكنك أن تتخيلي حالتي الآن و أنا في كل ما أنا فيه مضطرا للخروج تاركا خلفي أكثر النساء غباءا و عندا و تهورا ٢ نقطة أيمكنك تخيل مقدار الخوف بداخلي حاليا ٢ نقطة )
, شهقت صبا بشهيقٍ صامت ٢ نقطة و فتحت شفتيها تنوي قول شيئا ما ، ثم عادت لتغلقهما و تغمض عينيها لتهمس بصوتٍ غريب عميق ٢ نقطة دافىء
, ( أيمكنك ٢ نقطة و لو لمرةٍ واحدةٍ أن تحاول نقل مشاعرك الي دون سباب ٢ نقطة )
, لم تسمع منه ردا للحظاتٍ لكنها لم تجرؤ على فتح عينيها و هي تشعر بأنفاسه تزداد سخونة و لهيبا فوق وجنتيها ٢ نقطة
, ثم قال أخيرا ٢ نقطة
, ( صعب جدا ٢ نقطة خاصة مع الزواج بامرأة مثلك ، عديني يا بنت السلطان )
, فتحت عينيها ببطءٍ و رفعتهما اليه ٢ نقطة حينها رأى فيهما حديثا طويلا ٢ نقطة لكنهما للأسف لن يستطيعا سماعه الآن ، فهمست صبا أخيرا
, ( أعدك ٢ نقطة حاليا )
, ظل ينظر اليها للحظات ثم بدون سابق انذار جذبها اليه بقوةٍ ليروي ظمأ الأيام الماضية بكل ما في داخله من ألمٍ و حزن و غضب و ٢ نقطة وعشق ٢ نقطة
 
الفصل التاسع والأربعون


لم يصدق نفسه وهو يشعر بتجاوبها الخجول معه بنوعٍ من الإحتماء به من كل تلك الكوارث المحيطة بهما ٢ نقطة قبلتها أخبرته بذلك ٢ نقطة فشدد عليها حتى كادت أن تختنق طلبا للهواء ٢ نقطة وما أن تمكنت من التقاط أنفاسها حتى سمعت همسه المهووس بين خصلاتِ شعرها وهو يضمها أكثر الي قلبه
, ( لو تعلمين مقدار حاجتي اليكِ في تلك اللحظة يا صبا ٢ نقطة )
, لفت ذراعيها حول صدره العريض وهي تضغط وجهها على قلبه العنيف بقوةٍ علها تريحه قليلا ٢ نقطةو طال بهما الحنين للحظات قليلة جدا ٢ نقطة قبل أن يشعر عاصم بيدها الصغيرة تتسلل ما بين جيوبه الى أن وجدت ضالتها ٢ نقطة
, فابتعدت عنه قليلا دون أن يسمح لها بالتحرر ٢ نقطة وهي ترفع المدية أمام وجهه لتقول بغضبٍ وذهول
, ( ستذهب الي قسم الشرطة و بحوذتك سلاح ابيض ٣ علامة التعجب ٢ نقطة أتعلم أنها في حد ذاتها جنحة ؟٢ علامة التعجب )
, مد عاصم يده يحاول أخذها منها٢ نقطة الا أن صبا أبعدتها عنه بشراسةٍ فقال عاصم بغضب
, ( سأتركها في السيارة ٢ نقطة هاتي )
, هزت صبا رأسها نفيا وهي تقول بتصميم ٢ نقطة ( لا في السيارة و لا في غير السيارة ٢ نقطة )
, ثم تحدته أن يجادلها بحاجبها المرتفع شذرا ٢ نقطةالصغيرة المسكينة ، لا تعلم بأن السيارة محملة بكافة أنواع الأسلحة المساعدة و التي لا يتحرك بدونها ٢ نقطة لكنه قد يضطر أخيرا ترخيص سلاح ناري في مثل تلك الظروف ، لكن لا داعي لأن يرعبها الآن
, فانحى اليها ليقبل جبهتها هامسا بتعب
, ( حسنا يمكنك أخذها و اللعب بها قليلا حبيبتي ٢ نقطة لكن احذري من أن تجرحك )
, مطت صبا شفتيها باستهزاء ٢ نقطة لكن عاصم بدا مترددا ، عاصم رشوان الذي يهتز له اشد الرجال قلقا من سطوته ٢ نقطة بدا أمام عينيها خائفا مترددا من أن يتركها ٢ نقطة بالرغم من أنها متأكدة من قوة الحراسة التي سيتركها أمام البيت ٢ نقطة
, لكنه خائفا تماما كخوفها عليه ٢ نقطة لذا تستطيع تماما تقدير صعوبة تلك اللحظات بالنسبةِ اليه ، فوضعت يدها على صدره الخافق و همست
, ( اذهب ٢ نقطة )
, لا يصدق أن تلك هي صبا ٢ نقطة تلك هي نظراتها ٢ نقطة ذاك صوتها ٢ نقطة يريد أن يخبرها الكثير و الكثير ٢ نقطة و يسمع منها الأكثر علها تعطف على قلبه أخيرا بهمسةٍ منها ٢ نقطة
, فبادرها قائلا باستجداء ( صبا ٢ نقطة )
, عادت لتهمس برقةٍ اذابت قلبه ( ليس الآن ٢ نقطة اذهب ارجوك ، و أنا سأشغل خالتي كي لا تعلم حتى تعود بمالك )
, أوما عاصم موافقا ٢ نقطة لكنه لم يتحرك من مكانه فضحكت صبا ضحكة ناقضت الألم الذي يعيشانه و هي تخفض رأسها خجلا من الحقيقة الواضحة وضوح الشمس ٢ نقطة
, تركها عاصم أخيرا وهو يأخذ نفسا عميقا ليندفع خارجا ٢ نقطة قبل ان يتراجع و ينسى كل ما حوله و يضيع معها في عالمها ٢ نقطة
, بينما وقفت صبا تنظر في اثره و هي تضع يدها على قلبها لتهدئه و هي تعض على شفتها مانعة ابتسامة خائنة تحارب للظهور
, وفي قسم الشرطة تضافر افراد الشرطة هناك مجتمعين في تكبيل و رمي عدد كبير ممن تمكنو من الإمساك بهم في داخل الحجز ٢ نقطة ومن بينهم مجنون خطير هائج ، ضرب أمين الشرطة و الجنود ٢ نقطة الى أن تمكنو من ضربه على رأسه فترنح قليلا لكنه ظل هائجا الى أن كبلوه ثم تمكنو من رميه أخيرا بداخل الحجز مع البقية ٢ نقطة وما أن أغلق الباب من خلفه حتى استدار الى الباب و أخذ يطرق عليه بكلتا قبضتيه بقوةٍ وهو يصرخ عاليا ٢ نقطة
, ( أريد أن أخرج من هنا ٢ نقطة أخرجوني ، يجب أن أذهب لزوجتي ٢ نقطة لقد خطفوهااا )
, لكنه لم يكد يكمل جملته حتى هجم عليه مالك من خلفه صارخ وهو يقبض على كتفه ليديره اليه ثم يعاجله بلكمةٍ أطاحت بفكه ٢ نقطة
, بصق جاسر دما من فمه وهو يضرب بساقه ساقي مالك المنفرجتين كحركة مقص فسقط أرضا ٢ نقطة ليرمي نفسه عليه وهو يصرخ و يضربه في نفس الوقت
, ( خطفتموها ٢ نقطة خطفتموها من بيتي ٢ نقطة )
, مد مالك يده ليقبض على عنق جاسر بكل قوته ٢ نقطة وهو يهتف من بين أسنانه
, ( اخرس ٢ نقطة )
, احمر وجهيهما بشدةٍ وكلا منهما يقبض على عنق الآخر و يمنع عنه التنفس ٢ نقطة بينما تباعد الباقيين احتراما ٢ نقطة فلا يصح أن يقبل أحد المتنازعين مساعدة و الا فقد اسم الرجولة ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, دخل الضابط المناوب الى مكتبه وهو يلقي بقبعته الرسمية على سطح المكتب ٢ نقطة ثم مط جسده بقوةٍ وهو يأمل الا يكون يوما مأسويا اليوم ٢ نقطة لعله يكون هادئا دون مشاكل
, دخل أمين الشرطة مسرعا يهرول وهو يقوم بالتحية الرسمية ثم يقول بسرعة
, ( مساء الخير سيدي ٢ نقطة الحجز منقلب ، المجموعة التي أمسكنا بها صباحا ستقتل بعضها في الحجز )
, أغمض الظابط عينيه وهو يقول بيأس
, ( ها قد بدأت المناوبة ٢ نقطة اذهب اليهم و أنذرهم بأني لا اريد سماع صوت أي متشرد منهم والا فسآتي اليهم بنفسي )
, قال أمين الشرطة بعجل
, ( بينهم مجنون يا سيدي ٢ نقطة ضربنا و ضرب السيارة قبل أن نتمكن من الإمساك به وهو الآن يوشك على قتل زميله في الحجز ٢ نقطة )
, نهض الظابط من مكانه بسرعةٍ وهو يقول ٢ نقطة
, ( افصله عنهم حالا و ارمه في حجزٍ منفرد ٢ نقطة ما هذا اليوم )
, و بعد دقائق ٢ نقطة كانو اربعة من أفراد الشرطة يقيدون جاسر بعد أن جذبوه من فوق مالك ٢ نقطة وكلا منهما غير قادر على التنفس
, ليرموه رميا بصعوبةٍ في حجزٍ بمفرده ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, جلسا أرضا وهو يلهث بصعوبةٍ ٢ نقطة يستند بظهره الى جدار الحجز ٢ نقطة أغمض عينه وهو يتنفس بقسوةٍ و أنفاسه الخشنة تتآمر مع غضبه ليعذباه أكثر ٢ نقطة
, لقد أخذوها ٢ نقطة بعد كل ما فعله للوصول اليها ، عادو ليأخذوها من جديد ٢ نقطة
, بعد أن أصبحت ملكه و في قبضته ، أخذوها ٢ نقطة
, اقتحموا بيته الذي ابتعد به عنهم جميعا ليخفيها عنهم و أخذوها ٢ نقطة
, سيعيدها ٢ نقطة يقسم أنه سيعيدها و لو ألف مرةٍ سيعيدها ٢ نقطة خاصة بعد أن تشبع كيانه بذراتِ كيانها ٢ نقطة رائحتها الطفولية ٢ نقطة شعرها الذي جرى على وجهه مرارا ٢ نقطة
, بعد أن علم ما كان على يقينٍ به منذ الأزل ٢ نقطة انها له ، و لن تكون لغيره ٢ نقطة لأنها جزء منه انتزعه من نفسه ليخلف مكانه فراغا نازفا مؤلما ٢ نقطة
, مشاعر لم يعرفها من قبل و لا يهتم بتحليلها ٢ نقطة المهم أنها عادت لكيانه لفترةٍ ضئيلة ٢ نقطة ضئيلة جدا ٢ نقطة ثم أخذوها
, اخذ يطرق رأسه بقوةٍ الى الخلف على الجدار الأسمنتي الصلب ٢ نقطة
, يقسم ب**** سيعيدها ما أن يخرج من هنا ٢ نقطة لكن ماذا سيفعلون بها الى أن يعيدها ٢ نقطة
, يعلم جيدا لو كانت اخته كيف كان ليتصرف ٢ نقطة كان ليدعها تتمنى الموت دون أن تناله
, فماذا سيمنعهم عنها الآن و هي وحدها بينهم ٢ نقطة كيف سيعذبوها و اي السبل سيتخذوها ليجعلوها تفقد الأمل ٢ نقطة
, ازداد طرقه لرأسه على الحائط الأسمنتي وهو يكرر بضغطٍ مندفع بين أوردته
, سأعيدها ٢ نقطة أقسم ب**** ولو لألف مرةٍ سأعيدها
, ثم صرخ عاليا كالمجنون
, ( سأعيدهااااا ٢ نقطة )
, ٢ نقطة
, بعد فترةٍ كان الجميع يقفون أمام الضابط المناوب.الحديث التخرج ٢ نقطة و حالة من الهرج و المرج و الجنون و تراشق الألفاظ النابية تسود المكتب ٢ نقطة
, صرخ الضابط وهو يضرب على سطح المكتب بقوة
, ( اخرسوا٢ نقطة اخرسوا جميعا ٢ نقطة )
, هم الهدوء قليلا و الجميع ينظرون بعدم اقتناع الي ذلك الشاب الصغير أمامهم ٢ نقطة و الذي نهض من مكانه ليسأل أمين الشرطة بصرامة
, ( كم مصاب لدينا ؟؟ ٢ نقطة )
, أجاب أمين الشرطة بسرعةٍ ( خمسة في المشفى يا سيدي ٢ نقطة )
, صرخ الضابط ليرهبهم
, ( يومكم لن يمر على خير ٢ نقطة)
, ثم سأل أمين الشرطة ( هل حرزت الأسلحة المضبوطة يا ابني ٢ نقطة )
, رد أمين الشرطة إيجابا بسرعة ٢ نقطة فالتف اليهم الضابط صارخا
, ( يومكم ليس له ملامح ٢ نقطة خمسة مصابين ٢ علامة التعجب )
, ثم سأل امين الشرطة بصرامةٍ وهو يتطلع بتهديد الى هذا الجمع ٢ نقطة
, ( من الاثنان اللذان تقاتلا في الحجز ؟؟ ٢ نقطة )
, تننح أمين الشرطة يشير اليهما بتردد ٢ نقطة فقال الضابط بقوة وهو ينظر الى هيئتيهما الممزقة و النازفة و هما يبدوان كمثالٍ للتشرد
, ( يومكم لن يمر على خير ٢ نقطة تتقاتلان في الحجز ، يا عاطلين ٢ نقطة من اللذي تعدى بالضرب على أفراد الشرطة بالضرب )
, فأشار أمين الشرطة الى جاسر الذي كان يبدو مخيفا بهيئته المرعبة ٢ نقطة فصرخ الضابط
, ( تتعدى على أفراد الشرطة يا سبع الرجال ٤ علامة التعجب ٢ نقطة يومك لن يمر على خير )
, ثم ذهب الي مكتبه وهو يهتف
, ( أعطني هوياتهم الشخصية يا ابني ٢ نقطة لنتعرف على " البهوات " )
, اقترب أمين الشرطة بسرعة ٍ ومن بين الهويات أخرج هوية مالك رشوان وهو يناولها الى الضابط
, وما أن نظر اليها حتى رفع عينيه بذهول الي مالك اللذي كان يبدو بحقٍ كالمشردين ٢ نقطة
, ثم قال يسأل بدهشة ( السيد مالك رشوان ٢ نقطة )
, فناوله أمين الشرطة الهوية الثانية وهو يهمس له
, ( الآخر ابن الحاج رشيد ٢ نقطة معروفا في الحي و ابنه رجل أعمال ثقيل أيضا ، ٢ نقطةذلك هناك الذي ضربنا )
, نظر الضابط الي الهويتين ثم قال بصوتٍ باهت
, ( لماذا مثل هذه التصرفات التي لا تليق بكما يا سادة ٢ نقطة )
, نظر جاسر الي مالك بنظراتٍ مجنونة مجرمة ٢ نقطة بينما بادله مالك بنظراتِ كرهٍ و حقد و الشرارات تنطلق من كليهما تكاد تحرق المكان ٢ نقطة
, في ذلك الوقت كان عاصم قد وصل و اخذ الاذن للدخول ٢ نقطة وما أن دخل حتى نهض الضابط لتحيته ٢ نقطة لكن يده بقت ممدودة في الهواء ٢ نقطة
, حين استدار عاصم ما أن لمح جاسر فاندفع اليه بوحشية ٍصارخا بغضب وهو يمسك به مكيلا له اللكمات وجاسر لم يتورع عن الرد بمثلهما ٢ نقطة بينما كان سبابهما يهز جدران المكان ٢ نقطة
, فصرخ الضابط في أمين الشرطة و باقي الأفراد
, ( افصل بينهما يا ابني ٢ نقطة افصل بينهما حالا ٢ نقطة )
, بينما ضاع صوته في وسط صراخ عاصم و جاسر المريع و الذي لم يفهم منه سوى بضع كلماتٍ تقافزت بينهما بعنف
, ( يا حقير ٢ نقطة يا قذر ٢ نقطة اقسم أن أقتلك ٢ نقطة أقسم أن أعيدها ٢ نقطة في أحلامك ٢ نقطة سأقتلك )
, و الضابط يصرخ
, ؛( افصلو بينهماااااااا ٢ نقطة )
, حين خرج عاصم و مالك معا من قسم الشرطة ليلا على ذمة التحقيقات و كانت هيئتهما مريعة ٢ نقطة بينما أخر الضابط خروج جاسر قليلا ليمنع تشابكهما خارج القسم مجددا ٢ نقطة
, رآها مالك على الناحية الأخرى من الطريق ٢ نقطة تقف بلوعة وهي تحتضن حقيبتها ٢ نقطة
, عقد مالك حاجبيه بغضب و هو يتسائل عما تفعله تلك الغبية هنا خارج القسم و في مثل هذا الوقت ٢ نقطة
, ابتسمت أثير له بلهفةٍ ما أن رأته ولوحت له بقوةٍ و أدرك من مكانه أنها كانت تبكي على الرغم من ابتسامتها و تلويحها ٢ نقطة
, تحرك خطوة ينوي عبور الطريق اليها ٢ نقطة حين جذبه عاصم قائلا
, ( ماذا بك يا مالك ٢ نقطة السيارة هناك ، هيا لنذهب الي أمك فمن المؤكد أنها تموت قلقا عليك الآن ٢ نقطة )
, لم يجد مالك بدا من اللحاق بعاصم لكن ما أن ابتعد قليلا حتى استدار برأسه اليها ٢ نقطة و أشار اليها بصرامةٍ وملامحٍ غاضبة بان تعود للبيت حالا ٢ نقطة
, ابتسمت له أثير من بعيد وعادت لتلوح اليه بقوةٍ بينما دموعها تنهمر على وجنتيها أكثر و هي تراه سليما و معافا ٢ نقطةفأشار اليه مالك بصرامةٍ أكبر أن تعود٢ نقطة ثم استدار ليلحق بعاصم .
, تاركا أثير تقف وحيدة و هي تحتضن حقيبتها بقوةٍ لعلها تريح بها قلبها المجنون بحبه ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, كانت حنين جالسة بغرفتها محتمية بغطائها ٢ نقطة تستمع للفوضى بالأسفل دون أن تجرؤ على التوجه الي الباب ٢ نقطة رفعت الغطاء الي ذقنها أكثر وهي تسمع صوت زوجة عمها بوضوح ٢ نقطة تبكي ٢ نقطة نعم تبكي
, و اسم مالك يتردد بجزع ٢ نقطة
, ارتجف قلب حنين رعبا ٢ نقطة " ماذا به مالك ؟؟ ٢ نقطةهل ٢ نقطة "
, تجرأت على النهوض من فراشها ببطء تترنح حين استقامت ٢ نقطة ثم ما أن وازنت نفسها حتى اتجهت الي الباب و ساقيها ترتعشان لتضع أذنها عليه علها تسمع شيئا ٢ نقطة
, لكن لا شيء ٢ نقطة بعض الفوضى فقط ٢ نقطة
, مدت يدا ترتجف و فتحت الباب ، ثم تجرأت على الخروج خطوة خارج الغرفة ٢ نقطة تلتها أخرى ٢ نقطة
, تسمرت مكانها حين سمعت صوت مالك ٢ نقطة هل وصل ؟؟ ٢ نقطة يالهي ، لن تستطيع مواجهته اليوم ، ٢ نقطة بعد كل ما تعرضت له لن تستطيع أن تختم هذا اليوم العصيب بمواجهة أحب انسان الى نفسها ٢ نقطة وأكثر انسان آذته بعد أذية نفسها ٢ نقطة
, لكن ما منعها من الهروب الى غرفتها هو صوت بكاء الحاجة روعة التي وصلها عاليا جدا ٢ نقطة
, حينها لم تتمالك حنين نفسها من التوجه بسرعةٍ و رعب الى أعلى السلم وهي تتشبث بالسور لترى ما حدث ٢ نقطة
, لكن هول ما رأته جعلها تشهق وهي ترفع يدا لتكتم بها شهقتها قبل أن تخرج مدوية ٢ نقطة فبالأسفل كان مالك واقفا عاري الصدر و على عرض صدره تقاطعت علامتان نازفتان و ملتهبتان ٢ نقطة
, بينما تشوه وجهه الجميل تماما بكدماتٍ رهيبة في كلِ جزءٍ منه ٢ نقطة و خيط ددمم متجمد ينزف من زاوية شفتيه و من أنفه ٢ نقطة
, همست حنين برعبٍ من بين شفتيها تحت يدها المكممة لهما
, ( يالهي ٢ نقطة يالهي ٢ نقطة أنا السبب ٢ نقطة أنا السبب )
, ثم رأت الحاجة روعة وهي تتشبث بصدره باكية و هي تقول
, ( لا تذهب يا ولدي ٢ نقطة من أجل أمك لا تذهب ، أنت تحتاج الى مداواة ٢ نقطة لن أسمح بخروجك من بيت والدك أبدا )
, ربت مالك على كتفها وهو يضمها لصدره برفق ٢ نقطة ثم قال بصوتٍ هادىء لكن خرق اذن حنين حتى كاد أن يصمها
, ( لن يكون بقائي هنا مناسبا بعد الآن يا أمي و أنتِ تعلمين ذلك ٢ نقطة سأعد ما أحتاجه لأذهب الآن )
, اخذت الحاجة روعة تنتحب على صدره بقوةٍ وعنف دون أن تفلح صبا او عاصم في تهدئتها ٢ نقطة لكن مالك حانت منه التفاتة الى أعلى ليرى حنين واقفة أعلى السلم ٢ نقطة فابتعد عن أمه قليلا وهو لا يزال مسمرا عينيه الحادتين على عيني حنين المذعورتين ٢ نقطة وما أن اقترب من السلم حتى جرت حنين الي غرفتها برعب وهي تسمع صوت خطوات مالك تلحقها بسرعةٍ على درجات السلم ٢ نقطة
, لكنها كانت أسرع في الوصول الى غرفتها و أغلاق بابها بقوةٍ قبل وصول مالك ٢ نقطة ثم ارتمت بظهرها على الباب وهي تغمض عينيها بأسى ٢ نقطة
, ولم تكد تمر لحظة حتى سمعت صوت مالك من خلفها مباشرة يقول بهدوء
, ؛( حنين ٢ نقطة )
, لكنها لم ترد و لم تفتح عينيها بينما شعرت بطعنةٍ من صوته المنكسر ٢ نقطة فتابع مالك قائلا
, ( حنين ٢ نقطة أريد ان أقول لكِ شيئا ٢ نقطة لقد تصرفتِ تصرفا جرح كرامتي للغاية ٢ نقطة وآذاني لأبعد مما تتخيلين )
, ازداد انطباق جفنيها و هي تشهق باكية بعنف لكن دون أن تصدر أي صوت ٢ نقطة ليكمل مالك
, ( لكن ٢ نقطةأنا مدين لكِ باعتذار ٢ نقطة )
, ازداد نحيبها الصامت ٢ نقطة حتى اهتز جسدها الضعيف بقوةٍ ٢ نقطة وهي تسمعه يقول
, ( اعتذر لأني كنت السبب في دفعك لفعل ما فعلتهِ ٢ نقطة حين اعتقدت بكل غرور أن مجرد خطبتي لكِ ستكون خيرا لكِ ٢ نقطةستكون بداية لحياةٍ افضل لكِ ٢ نقطة فأجبرتك عليها كما أجبرك الجميع .دون النظر الي ما تريدينه ٢ نقطةللمرة الثانية ظلمتك معي ٢ نقطة لذا فأنا آسف ٢ نقطةسأرحل الآن ٢ نقطة أردت فقط أن أخبرك بأنكِ من أغلى البشر لدي على الرغم من كل شيء ٢ نقطةأنا آسف )
, سمعت حنين صوت خطواته تبتعد الى أن اختفت فانزلقت على الباب الى أن جلست على الأرض وهي تسمح لشهقات بكائها بأن تتحرر عاليا حتى شقت عنان سماء غرفتها ٢ نقطة
, طال بها البكاء طويلا ربما ساعة أو اثنتين ٢ نقطة حتى نضبت دموعها تماما و جفت مقائيها ٢ نقطة وظلت على حالها جالسة على الأرض ٢ نقطة مستندة الى باب غرفتها تنظر الي الفراغ ٢ نقطة
, فجأة ٢ نقطة شق صمت الليل المحيط بها صوتا عاليا صارخا
, ( عاصم رشوان ٢ نقطة افتح الباب حالا )
, انتفضت حنين في جلستها و اقشعرت شعيرات جسدها وهي تتعرف على الصوت المرعب الذي شق الحي الراقي ٢ نقطة
, نهضت من مكانها جريا لتنظر من نافذتها من شقٍ صغير في ستائرها دون ان تبعدها ٢ نقطة لتتسع عيناها ذهولا وهي ترى المجنون في حالةٍ مريعةٍ كمالك تماما و كأنهما تنكرا بنفس زي التنكر في حفلِ تنكر رخيص ٢ نقطة
, كان واقفا أمام سور البيت المعدني و في يده ماسورة حديدية طويلة ٢ نقطة اخذ يضرب بها على أعمدة السور ويمررها عليها بقوةٍ مصدرا صوتا مدويا ٢ نقطة وهو يعاود الصراخ
, ( افتح الباب يا عااااصم رشوان ٢ نقطة لدي أمانة عندك و أريد استردادها حالا )
, ضربت حنين خدها بقوةٍ ٢ نقطة شاهقة بعنف ٢ نقطة
, بينما وصلها جليا صوت صراخ عاصم كالمجنون من اسفل و صوت صراخ صبا وهي تحاول أن تردعه ٢ نقطة لكن يبدو أن محاولتها كانت دون جدوى ٢ نقطة فخلال لحظات شاهدت عاصم يخرج من باب البيت المجنون يتبعه صراخ صبا و الحاجة روعة ٢ نقطة
, و باشارةٍ من يده أمر بفتح البوابة ٣ علامة التعجب ٤ علامة التعجب ٢ نقطة
, قبضت أصابعها الرفيعة على ستارة نافذتها و قد أوشك الرعب على أن يخطف منها آخر أنفاسها المعذبة و هي تسمع صراخ عاصم المجنون
, ( افتحو البوابة ٢ نقطة )
, لم تدري بأن عيناها اتسعتا ذهولا و شفتيها انفرجتا بهمسةٍ واحدة تكررت بدون وعي
, لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة
, لكن بالطبع كان أمر عاصم رشوان لا يقبل المعارضة ، ففتحت البوابة أمام عينيها المذعورتين
, لتشاهد الثور الهائج يدخل دون تردد من البوابة الى حديقة البيت ٣ علامة التعجب
, و في لحظاتٍ كان عاصم أمامه ولم تلمح حتى قبضته التي انطلقت كسهمٍ خاطف الى وجه جاسر دون أن يسمح له بالكلام ٢ نقطة
, شهقت حنين عاليا وهي تغطي فمها بيديها ٢ نقطة وهى ترى جاسر يرفع الماسورة الحديدية ينوي ضرب عاصم بها الا أن عاصم أمسك بمعصمه المرفوع عاليا و ثبته قبل أن ينزل بالماسورة اليه ٢ نقطة و عاجله برفع ركبته الى معدة جاسر بأقصى قوته ٢ نقطة
, حينها رأته حنين ينحنى الى الأمام مندفعا ليسقط على ركبتيه أرضا ٢ نقطة يبدو منذ أن دخل من البوابة و كأنه يترنح و لا يقوى على الهجوم أو العراك ٢ نقطة حاله كحال مالك حين رأته
, لقد تعارك في الصباح بدمويةٍ الى أن أنهكه التعب ٢ نقطة ثم عاد ليلا يتصور أن بإمكانه أن يأخذها من جديد ٢ نقطة من وسط بيتها و من بين أهلها ٣ علامة التعجب ٢ نقطة
, شاهدت دخول رجلين من رجال عاصم مهرولين ٢ نقطة الا أنه رفع يده مانعا اياهما من التدخل فتراجعا بتوجس ٢ نقطة
, بينما أخذ عاصم يدور ببطء متعمد حول جاسر الملقى أرضا وهو يحاول جاهدا أن ينهض مع كل الكدمات في جسده ٢ نقطة وما أن نهض على ركبتيه و يديه حتى ركله عاصم في معدته مرة أخرى ليلقيه أرضا وهو يصدر صوتا كخوار الثور ٢ نقطة
, بهتت ملاح حنين تماما وهي تشاهد عاصم يوالي ضرباته الى جاسر الذي يحاول جاهدا تحملها ٢ نقطة
, الأصوات المتداخلة وصلت اليها مع صوت الرياح البسيطة ٢ نقطة تأتي متباعدة لكن واضحة ٢ نقطة بكاء زوجة عمها عاليا و صراخها باسم عاصم ٢ نقطة صراخ صبا المجنون به أن يتوقف قبل أن يقتله ٢ نقطة صوت عاصم وهو يعدد له جرائمه في حق ذلك البيت الذي يدنسه الآن بمجرد تواجده ملقيا على أرضه ٢ نقطة
, لم يكن عاصم يصرخ ٢ نقطة لكن حنين كانت تسمعه بوضوح ، كل فعلِ فعله في حقها و في كرامتها و في شرفها ٢ نقطة كان عاصم يردده ٢ نقطة و كأنما كانت تستقي القوة من تسجيل عاصم لشريط كل ما مرت به من خزيٍ خلال عشر سنوات ٢ نقطة
, ومع كل جملةٍ ينطقها عاصم كان يعود لضربه من جديد ٢ نقطة
, رفعت حنين يديها من على فمها ٢ نقطة ومدتهما لتتلمس بهما زجاج النافذة ، و خلال لحظات كانت شفتها تلتوي ببطءٍ و بقسوةٍ فيما يشبه ابتسامة ٢ نقطةمجرد التواءة صغيرة ، عكست احساس من التشفي بداخلها لم تشعر به من قبل تجاه أي مخلوق ٢ نقطة وكلام عاصم الواضح لا يمنحها الفرصة لتهذب مشاعرها الخائنة ٢ نقطة
, كان صدرها يعلو و يهبط بلهاثٍ ساخن ٢ نقطة يتناغم مع عينيها الجليدتين المتابعتين بتشجيع صامت ٢ نقطة
, وكأنها تهمس دون صوت ٢ نقطة أذقه من ألم كل ما أذاقني ٢ نقطة
, لا تعلم تحديدا إن كانت قد مرت ثوان أو دقائق وهي مغيبة عن العالم لتعيش عالمها القاسي الخاص ٢ نقطة
, قبل أن تصطدم نظاراتها بنظراته ٢ نقطة وكأنما رفع عينيه وهو ملقى أرضا لينظر الي عينيها مباشرة ٢ نقطة
, تجمدت مكانها تماما و توقفت انفاسها وهي تراه ينظر اليها مباشرة ٢ نقطة وكأنما يقرأ ما بداخلها ، شهقت حنين عاليا و تراجعت بظهرها بسرعةٍ حتى سقطت أرضا ٢ نقطة لكنها استمرت بالزحف الى أن وصلت للجدار فاستندت اليه وهو ترفع ركبتيها الى صدرها و تضم جسدها بقوةٍ ٢ نقطة ترتجف بشدةٍ و هي تتذكر الحظات المخزية و المرعبة لإمتلاكه لها ٢ نقطة لتنتهى بعينيه اللتين نظرتا اليها الآن و هو مسجى أرضا ٢ نقطة
, كانت صبا تصرخ كالمجنونة في عاصم من أمام باب البيت المفتوح بأن يتوقف لكن دون جدوى فهوى لا يسمعها حتى ٢ نقطة و حين تجرأت على لف حجابها كيفما اتفق و نزلت درجات السلالم القليلة جريا تنوي الذهاب اليه و الامساك به لمنعه من أن يتسبب في قتل جاسر ٢ نقطة لمحها عاصم على بعدِ خطواتٍ منه فصرخ فيها كالمجنون
, ؛( ادخلي الي البيت ٢ نقطة حالااااااا)
, ذعرت صبا من صراخه ٢ نقطة الا أن ذعرها من أن يتهور و يرتكب حماقة في مثل هذه الدرجة من الغضب كان اكبر فهتفت بقوةٍ و قد بدأت الدموع في وخز مقائيها
, ( أرجوك يا عاصم اتركه ٢ نقطة أرجوك ستقتله ٢ نقطة)
, صرخ عاصم بجنون وهو يقترب منها ليمسك بذراعها بقوةٍ و يدفعها دفعا جهة البيت
, ؛( قلت لكِ ادخلي حالا ٢ نقطة حالاا )
, في تلك اللحظات كان جاسر قد تمكن من النهوض بصعوبةٍ ليقف اخيرا على قدميه ، فشهقت صبا بخوف و هي تنظر اليه من خلف كتف عاصم ٢ نقطةالذي استدار ليرى ما تنظر اليه و ما أن نظر الى جاسر واقفا أمامه حتى بادره بالقول بصوتٍ ميت جليدي وهو يلهث بصعوبة
, ( أريد زوجتي و سأرحل من هنا ٢ نقطة حنين أصبحت زوجتي قانونا ، و لن تستطيع منعي عنها مهما حاولت ،،،،)
, ثم توقف قليلا قبل أن يقول بصوتٍ متباعد مجهد
, ( أنا الذي خطفتها ٢ نقطةلا تؤذها ، لم تأت معي بإرادتها ، لكننا تزوجنا رسميا وهذا ما لن يتغير أبدا )
, استدار اليه عاصم بالكامل ووقف أمامه ليتواجهان بتحدٍ لبضع لحظات ٢ نقطة ثم ابتسم بشراسةٍ قليلا دون صوت و عيناه تبرقان وحشية و تهديدا بطعم الدم ٢ نقطة
, وما لبث أن رفع يده لينهال عليه بلكمةٍ أخرى ، الا أن جاسر كان مستعدا تلك المرة لينحني بسرعة الفهد وهو يجرح جانب عاصم الي صدره بمديته في يدٍ والتي كان قد استلها في لمح البصر اثناء نهوضه ٢ نقطةبينما اليد الأخرى ثبتت معصم عاصم قبل أن يلمسه ٢ نقطة ليستقيم أمامه من جديد في لمح البصر ٢ نقطة
, نظر عاصم الى جانبه الذي أخذت بقعة ددمم صغيرة فيه تنتشر على قميصه وهي تتسع و تتسع ببطء أمام عيني صبا الذاهلتين و ما لبثت أن انطلقت منها صرخة مدوية هزت أرجاء البيت ٢ نقطة
, ٢ نقطة ٢ نقطة
, لحظاتٍ مرت في شجارٍ عنيف ٢ نقطة متكافيء أو غير متكافيء بين ثورٍ و دب بري٢ نقطة و صوت الصرخات توقظ المزيد من سكان الحي ٢ نقطة
, هجمت صبا بضراوة على عاصم لتتشبث به من خصره المشبع دما لتبعده عن ذلك المجنون الذي كاد أن يودي بحياته ٢ نقطة وقبل أن تنال نصيبها من صراخ عاصم كانت لكمة غاشمة خاطئة من جاسر أصابت فكها فأوقعتها أرضا بقوة ٢ نقطة
, نظر عاصم بذهول الي صبا التي أخذت تبكي أرضا بشدةٍ من قوة الضربة ٢ نقطةبينما كان جاسر ينظر اليها كذلك بذهول ثم رفع عينين عابستين الى عاصم وقال يلهث بصعوبةٍ و عنفٍ و اعياء
, ؛( لم أكن أقصد أن أضربها ٢ نقطة ما الذي تفعله هنا ؟ ٣ علامة التعجب )
, فصرخ عاصم هائجا كالمجنون وهو يرمي نفسه على جاسر ليوقعه أرضا و لم يسلم وجهه من المزيد من ضربات عاصم الهائجة ٢ نقطة الى ان تدخل الجيران ناهرين رجال عاصم لعدم تدخلهم ٢ نقطة و خلال لحظات عنيفة استطاعوا إبعاد عاصم عن جاسر الذي أمسكوا به بقوةٍ لحين مجيء الشرطة من منظره المتشرد و الملوث لمثل ذلك الحي الراقي ٢ نقطة
, بينما تركه عاصم في ايديهم وهو يصرخ
, ؛( لن تستطيع منعي يا ابن رشوان لوقتٍ طويل ٢ نقطة القانون معي )
, نظر عاصم اليه بكرهٍ وغل وهو يمسك بصبا بين ذراعيه ٢ نقطة ليقول بعد لحظاتٍ بلهجةٍ مخيفة
, ( و بالقانون ٢ نقطة ستعض أصابع يدك بعد أن ننتهي منك و من فعلتك الدنيئة للأبد )
, كان يود لو هشم البقية الباقية من وجهه الا أن منظر صبا اثار رعبه أكثر وهي تبكي بعنف ووجها أبيض كالأموات بينما جانب فكها تحول لونه الى أزرق بشع ٢ نقطة فعاد ينظر الى جاسر وهو يقول بلهجة الحقد المخيفة
, ( سأحيل المتبقي من حياتك الى جحيم ٢ نقطة و اعتبره وعدا مني )
, ثم عاد ليلتفت الي صبا وهو يضمها الى قلبه بينما كانت هي متشبثة به بقوةٍ و يدها على جرحه الدامي ، تخاف أن ترفعها ٢ نقطة تتخيل لو رفعتها فسيزيد الدم ٢ نقطة
, وحين جائت الشرطة ، أخذت جاسر بالقوة للمرة الثانية لليوم ٢ نقطةبينما وقفت صبا صبا تتكلم مع الضابط بقوةٍ في أن عاصم يحتاج الى مداواةٍ ٢ نقطةو أن المجنون قد تهجم على بيتهم و أن عاصم كان يدافع عن نفسه و عن أهل بيته و أنه لن يخرج معهم الآن أبدا٢ نقطة
, الى أن اضطر عاصم في النهاية الى إبعادها بالقوة و إدخالها الي البيت قسرا وما أن حاولت الرفض حتى صرخ فيها أن تصمت ٢ نقطة ثم أغلق باب البيت من خلفه وهو يعود للضابط ٢ نقطةلكن الضابط كان متفهما للموقف الواضح أمامه و طلب من عاصم أن يتجه لقسم الشرطة من الصباح كي يحرر محضرا بالواقعة ٢ نقطة
, ما أن دخل عاصم من باب البيت وهو ينوي أن يسود ليلة صبا على تدخلها فيما حدث و الذي أدى الى ضربها أمام عينيه ٢ نقطة الا أن منظر أمه المنهارة من البكاء و التي اقبلت عليه جريا ٢ نقطة بينما سبقتها صبا بأسرع منها جريا وهي ترمي نفسها على صدره و تنهار في بكاء ٍ عنيف ٢ نقطة
, للحظاتٍ تسمر عاصم مكانه مذهولا من ردة فعلها و التي أنسته كل القذائف التي كان سيقذفها بها للتو و شعرها الذي كان ناويا على أن ينثره أرضا بعد اقتلاعه من جذوره ٢ نقطة
, لكن بكائها هزه من الأعماق فأسرع ليرفع ذقنها اليه ليرى كدمتها و اسود وجهه غضبا حين رآها تسوء حالا فقال بغضب
, ( هل تؤلمك ؟؟ ٢ نقطة )
, وعلى الرغم من غباء السؤال الا أنها هزت رأسها نفيا وهي غير قادرة على إيقاف بكائها ٢ نقطة ابعدتها الحاجة روعة وهي تأخذ مكانها بين أحضان عاصم ٢ نقطة تبكي و تقول باختناق
, ؛( ابتعدي قليلا يا صبا ٢ نقطة لم أعد أتحمل ، لم أعد أتحمل ، أهون علي الموت من أن أرى كلا من ولدي يدخلان البيت مشبعين بدمائهما ٢ نقطة لم أعد أتحمل )
, أخذ عاصم يربت على كتفيها وهو يقول بخفوت لكن دون أن تبارح عينيه وجه صبا المنهار و الذي تورم من شدة البكاء
, ( لا تقولي ذلك يا أمي ٢ نقطة أطال **** عمرك حبيبتي )
, ثم نظر اليها وهو يدفعها قليلا برفق قائلا بخفوت
, ( سأصعد الى غرفتي يا أمي لأرتاح قليلا ٢ نقطة )
, بكت أمه أكثر وهي تقول بلوعة
, ( يا بني دعنا نأخذك للمشفى ٢ نقطة أو على الأقل نطلب زوج أختك لكي يأتي ٢ نقطة لا أنت و لا مالك تريدان مداواة جروحكما ٢ نقطة )
, ربت عاصم على كتفها برقةٍ وهو يقول
, ( صبا سوف تعتني به يا أمي ٢ نقطة لا تقلقي ، أنه جرح بسيط )
, ثم مد يده الي صبا وهو يقول بلهجةٍ غريبة
, ( هيا يا صبا ٢ نقطة )
, في غرفتهما كان عاصم ممددا على سريره عاري الصدر و صبا تقوم بتنظيف جرحه وهي لم تتوقف عن البكاء للحظة ٢ نقطة فقال عاصم أخيرا بصوتٍ خافت وعيناه تأكلانها أكلا ٢ نقطة بشعرها الملقى بإهمالٍ و روعةٍ على كتفها ٢ نقطة تتراقص بعض من خصلاته حول وجهها الاحمر و المتورم
, ( ألن تتوقفي عن البكاء ؟ ٢ نقطة لقد تورمت عيناكِ تماما )
, ازداد بكائها وهي تطرق برأسها دون أن تتوقف عما تفعله ٢ نقطة فمد يده ببطء ليتلمس كدمتها الزرقاء ثم عبس بقوةٍ حين رأى الألم على وجهها ٢ نقطة زفر بقوةٍ وهو يهمس بغضب
, ( الحقير ٢ نقطة القذر )
, تجرأت صبا على رفع عينيها المتورمتين الي عينيه ثم رفعت يدها لتمسك بيده التي تلامس فكها ٢ نقطة
, بقيا لعدة لحظات ينظران لبعضهما للحظات طويلة ، دون أن يجرأ أحدهما على هدم ذلك الصمت بينهما ٢ نقطةسوى صوت أنفاسهما الواضح
, همست صبا بعد قليل و الدموع لا تزال تنسكب بغزارةٍ على وجهها
, ( جرحك يحتاج الي تقطيب ٢ نقطة لا بد أن نذهب للمشفى )
, ابتسم عاصم دون أن يرد وهو يفكر فيما يحتاجه هو شخصيا ٢ نقطة وهو ليس له علاقة بالتقطيب إطلاقا ٢ نقطة ثم قال أخيرا
, ( لا ٢ نقطة لا يحتاج ، أنه سطحي )
, عبست صبا ثم همست من بين بكائها
, ( وما أدراك ٢ نقطة أنه يحتاج الي تقطيب يا عاصم ، اسمع الكلام )
, قال عاصم ببساطة
, ( المبتدىء فقط هو من يتسبب في جروح قطعية تحتاج الى تقطيب ٢ نقطة و ذاك القذر ليس مبتدئا ، فلا تخافي ٢ نقطة )
, عبست صبا فبدت طريفة و شهية لعينيه من بين بكائها ٢ نقطة وهي تقول باكية لكن صارمة
, ( ما أروع تلك القوانين ٢ نقطة يبدو أنني سأتعلم قانونا جديدا على يديك )
, ابتسم عاصم بعبث وهو يهمس
, ( ستتعلمين أشياء كثيرة على يدي ٢ نقطة )
, عبست صبا أكثر و أحمر وجهها بشدةٍ وهي تقول بغضب
, ( احترم نفسك يا عاصم ٢ نقطة )
, رفع عاصم حاجبيه وهو يقول بدهشةٍ
, ( ماذا قلت ؟؟ ٢ نقطة أنتِ التي تملكين تفكيرا ملوثا )
, احمر وجهها أكثر و أكثر ٢ نقطة ثم قالت بغضب لتغير الموضوع
, ( اسمع كلامي ٢ نقطة انه يحتاج الى تقطيب ، إن تم تقطيب جرحك ستكون جنحة لذلك المجنون ٢ نقطة و سنخرب بيته إن شاء **** )
, ارتفع حاجبي عاصم بدهشةٍ بالغة ثم سأل بحيرةٍ مفتعلة
, ( ماهذا الذي اسمعه ؟؟ ٢ نقطة أهو صوت أختلال في المبادىء يا أستاذة ؟؟ ٢ نقطة تريدين أن نتبلى عليه ؟؟ ٢ نقطة )
, ذعرت صبا و أسرعت تهتف
, ( لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة لم أقصد ، قصدت أن جرحك يحتاج الى تقطيب بالفعل ، وذلك الشخص الغريب يحتاج الى أن يعاقب على أفعاله لكي يرتدع )
, ضحك عاصم برقةٍ على الرغم من الألم و الحنق و الضيق الذي يطوف بقلبه من سيرة ذلك القذر
, ثم قال بخفوت و محبة ٢ نقطة
, ( أتظنين أنه حتى لو كانت جنحة له ٢ نقطة فذلك هو ما يردعه ؟؟ ٢ نقطة حبيبتي يا بنت السلطان ، تلك المعارك و ما يعقبها من التنزه في أقسام الشرطة كانت لعبتنا و نحن شباب ٢ نقطة أنتِ بريئة جدا يا استاذة )
, تذمرت صبا وهي تمسح دموعها لتتساقط غيرها ٢ نقطة فعاد عاصم ليمسح دموعها برفقٍ ثم يتلمس وجنتها المزرقة من جديد ٢ نقطة ليعود و يتناول قطعة ثلج من الطبق الموضوع بينهما و الذي أحضرته صبا ٢ نقطة و يمررها ببطءٍ على كدمتها قبل أن يقول بصوتٍ مكتوم من الغضب
, ( كنت سأقتله ٢ نقطة )
, ثم سكت وهو يكتم عنف انفعاله و الذي لم يهدأ بعد ٢ نقطة لكن صبا لم تستطع أن تمنع نفسها من الهمس بدلال بريء
, ؛( ولماذا لم تفعل ؟ ٢ نقطة)
, تنهد عاصم بغيظٍ و كبت و الكره يغلي في عينيه ٢ نقطة ليقول بعد لحظات بغموض
, ( أنا الآن مجبور على أن أؤجل قتله الى أن أعلم كيف ستسير الأمور ٢ نقطة )
, عقدت صبا حاجبيها قليلا وهي تسمعه ٢ نقطة الا يزال يتكلم مجازيا أم يتكلم حرفيا أم ماذا ، لكن في كل الأحوال لهجته كانت مقلقة ٢ نقطة
, و بعد لحظات همست بقلق
, ( هل تنوي ٢ نقطة أن تعطِه فرصة ؟؟ ٢ نقطة )
 
بهذا الجزء وصلنا منتصف القصة
الفصل الخمسون


قال عاصم بغضب عارم
, ( ولو بعد مئات السنين لن أعطه فرصة و لن أتقبله أبدا٢ نقطة لكنني مجبرا على الانتظار قليلا لأرى أفضل الحلول و لأرى ما بجعبته ٢ نقطة )
, اندهشت صبا تماما من رؤية عاصم وهو يستخدم عقله أخيرا بدلا من ذراعه و جبهته ٢ نقطة
, قال عاصم بعد فترة صمت
, ( صبا ٢ نقطة لم كان كل هذا البكاء ؟ ٢ نقطة أتتذكرين أنني أصبت بطلقٍ ناري من أجلِ عينيكِ و لم أحصل على دمعةٍ من فيض تلك الدموع ٢ نقطة فلم الآن ؟؟ )
, نظرت اليه بخوفٍ دون أن ترد ٢ نقطة وهي تتخيل حادثة اصابته ،فاقشعر بدنها رعبا ٢ نقطة لقد كان قريبا جدا من الموت ٢ نقطة و بسببها هي ٢ نقطة
, ظلت صامتة طويلا ٢ نقطة طويلا ٢ نقطة وهي تراقب النوم يسرق جفنيه منها ، فابتسمت وهي تراه يقاومه ليعود و يغلقهما قليلا ٢ نقطة الى أن استكان نفسه أخيرا ٢ نقطة بعدها بلحظات همست برقةٍ تذيب أقسى الأحجار
, ( لأنني لم أكن أعلم ٢ نقطة لم أكن أعلم أن ذلك الذي ينازع الموت ، هو نفسه من سيسرق قلبي بقوة السلاح ٢ نقطة و رغم كل إرادتي و قناعاتي )
, شكت للحظةٍ في أنها سمعت شهقة مكتومة وما أن رفعت عينيها الي عينيه حتى وجدتهما تنظران اليها بقوة عيني الصقر و قبل أن تتمكن حتى من الشهق برعب ، كانت ذراعيه قد اعتقلتا خصرها بسرعة البرق لترفعها بمنتهى السهولة فوق صدره ، حاولت صبا جاهدة الابتعاد عنه ، الا أنه لم يسمح لها بأن تتزحزح من فوقه وهو ينظر اليها مذهولا ٢ نقطة ليقول بصوت مصدوم
, ( ماذا قلتِ ؟ ٢ نقطة )
, حاولت صبا المقاومة و هي تتملص منه و تقول بغضبٍ ووجهٍ شديد الاحمرار
, ( ابتعد يا عاصم ٢ نقطة هذا ليس عدلا ، أنت كنت تمثل النوم )
, شدد عاصم ذراعيه عليها وهو يقول ولازال في طور الصدمة
, ( كرري ما قلته يا بنت السلطان و الا فستظلين فوق صدري العمر كله )
, هزت رأسها نفيا بقوةٍ وهي تهتف
, ( لن أقول شيئا و أنت تتعمد اسلوب البرابرة ذلك ٢ نقطة )
, شدد عاصم عليها اكثر حتى باتت ترتفع و تنخفض بصورةٍ ملحوظةٍ مع حركة صدره اللذي يضم قلبا مشتاقا ٢ نقطة ذاب عشقا منذ أعوام و أعوام ٢ نقطة
, فعاد ليهمس أمام شفتيها بصوتٍ غريبٍ منه عليها ٢ نقطة
, ( صبا ٢ نقطة لا تتلاعبين بي أكثر ، ٢ نقطة هل قلتِ فعلا ما ظننته ؟ ، أم أن مدية ذلك الحقير كانت ملوثة و ها أنا أعاني من هلوسات التسمم ؟ )
, ضحكت صبا رغما عنها ودموعها تتساقط على وجنتيه في نفس الوقت ٢ نقطة ثم لعقت شفتيها بعد لحظاتٍ وهي تهمس باكية ضاحكة
, ( أحبك ٢ نقطة أحبك يا عاصم رشوان ، ٢ نقطة أحبك يا آخر صبري ، أحبك و سأدافع عنك بحياتي لآخر يوم فيها )
, اتسعت عيناه ٢ نقطة وتوقف ارتفاعها و انخفاضها فوق صدره ، فعلمت أن أنفاسه قد توقفت للحظة فعقدت حاجبيها بقلق للحظةٍ وهي تهمس
, ( عا ٢ نقطة )
, الا أن الإسم لم يكتمل من بين شفتيها وهو يهتف بصيحةٍ ملتاعةٍ ليدور بها و يلقيها بجواره على الفراش وهي بين ذراعيه ٢ نقطة يشرف عليها من علوٍ لتضرب أنفاسه وجهها المتورم و المزين بكدمةٍ محترمة كالمجرمين بدلا من أن تكون مزينة في تلك اللحظة الحاسمة كغيرها من نساء الأرض الطبيعيات ٢ نقطة
, فغرت شفتيها بانفعال و هي تراقب قسمات وجهه التي كانت تنطق بوضوحٍ بكل ما بداخله من عشق لها ٢ نقطة أما عيناه حبيبتاها فهما من أخبرتاها سره دون تردد ٢ نقطة لتعود و ترد عليهما همسا
, ( أحبك يا عاصم ٢ نقطةأحبك ولو حدث لك مكروهٍ فسأموت قبلك ٢ نقطة أحبك و لا أتحمل أن تشاركني بك غيري ٢ نقطة و الجنون أنني لم أدرك كل ذلك الا اليوم ٢ نقطة بالرغم من أنه كان بداخلي ينمو و يتشعب و يقيدني بك كل يومٍ أكثر ٢ نقطة )
, ضاعت آخر كلماتها تحت قوة شفتيه وهما تلتهمان اعترافاتها التهاما ٢ نقطة فأغمضت عينيها لتترك لنفسها حرية الإستسلام له أخيرا ٢ نقطة وما أسهل أن تستلم لحبه ٢ نقطة وما أصعب مقاوماتها الواهية له ٢ نقطة
, مرت لحظات ٢ نقطة و اللحظات أصبحت دقائق وهما ينهلان من عشقٍ لم يعرفاه من قبل ٢ نقطة
, وكانت تفقد عقلها كلما همس لها بعينين تنضحانٍ شوقا مؤلما
, ( أتدرين كم تخيلت تلك اللحظة ٢ نقطة بكل الأشكال و في كل الأماكن و أنت تعترفين لي بحبك ٢ نقطة وتعتذرين عن كل الحماقات التي رميتها في وجهي من قبل بمنتهى الصفاقة ٢ نقطة
, تخيلت و تخيلت حتى يئست من أن يأتي ذلك اليوم ٢ نقطة وها قد جاء أخيرا و فاق كل تخيلاتي ٢ نقطة
, أحبك يا بنت السلطان ٢ نقطة احبك يا صبا يا أجمل من رأت عيني و أشدهن غباءا و تهورا ٢ نقطة أحبك يا قطتي المحاربة في الأزقة المظلمة )
, وكانت كلماته الفجة كالمعتاد اصبحت في أذنها كأثر الأبيات غزلا و عشقا٢ نقطة
, و ضاع منهما الوقت و كلا منهما يبث شوقه للآخر ٢ نقطة وكلاهما يتنهد كمن تعب في نهاية السباق ٢ نقطة
, بعد ساعاتٍ طويلة كانت صبا نائمة على صدر عاصم الذي غاب في سباتٍ عميق وهو يتنفس ببطءٍ و رتابة ٢ نقطة ذراعه تلف خصرها بقوةٍ أثناء نومه و كأنه يخشى أن تهرب منه أو أن يستيقظ و يجد نفسه كان يحلم و أفاق من حلمه ٢ نقطة
, أبتسمت صبا بعذوبةٍ وحب وهي ترفع رأسها لتتطلع الى ملامحه القاسية و تحفظها في ذاكرتها بكل تفاصيلها ٢ نقطة لا تصدق ٣ علامة التعجب ٢ نقطة حتى الآن لا تصدق تلك الحالة٢ علامة التعجب الغريبة التي أفاقت عليها اليوم لتدرك أنها تعشق ذلك الرجل ٢ علامة التعجب٢ نقطة
, احمر وجهها وهي تتذكر طوفان حبه الذي جرفها منذ ساعات ليلقيها على شاطئه الآن بأمان ٢ نقطة
, . مدت أصبعها تتلمس حدود فكه بنعومة ، فتزداد ابتسامتها رقة ٢ نقطة لتهبط الي صدره تتلمسه و تتحسس به نفسه الهادىء و في داخلها أغمضت عينيها و دعت **** الا يحرمها من هذا النفس أبدا ٢ نقطة
, جعلها صوت رسالة من هاتفها على الطاولة الجانبية تفتح عينيها و هي تتسائل عن تلك الرسالة في هذه الساعة المتأخرة ٢ نقطة
,
, تسللت من بين ذراع عاصم ببطءٍ و استدارت لتلتقط هاتفها وما أن فتحت الرسالة مجهولة الرقم ٢ نقطة حتى اتسعت عينيها ذهولا وهي تقرأ كلماتٍ تصفها ، من أقذر ما قرأته أو عرفته يوما ٢ نقطة
, رفعت صبا يدها الى صدرها الخافق المرعوب وهي لا تصدق أنها تقرأ مثل تلك القذراة و التي لم تقع عينيها عليها من قبل ٢ نقطة
, دمعت عيناها رغما عنها من فظاعة ما قرأت على الرغم من أنها تدرك جيدا من أرسل تلك الرسالة ٢ نقطة أو من أي جهة على الأقل ٢ نقطة
, همست صبا بغصةٍ في حلقها و دمعتين تنسابا على وجنتيها
, ( هل وصلتم الى ذلك المستوى ؟ ٢ نقطة بضع كلماتٍ رخيصة ٢ علامة التعجب ٢ نقطة كم أنتم جبناء و تستحقون الشفقة )
, حذفت الرسالة وتركت هاتفها وهي تعود الى أحضان عاصم لتدفن وجهها في صدره حتى بللت دموعها بشرته ٢ نقطة الى أن شعرت بذراعه تشدها اليه بقوةٍ وفمه يهمس ما بين النوم و اليقظة ٢ نقطة من عالم اللا وعي
, ( حبيبتي ٢ نقطة لا تبكي )
, ضحكت صبا بخفةٍ من بين دموعها ٢ نقطة ايتحدث وهو نائم ؟ ٢ نقطة لكن الأروع أن هناك رباط يشعره بها في نومه ٢ نقطة
,
, ٢ نقطة ٢ نقطة
, منذ ما يقرب من الساعة و هو يمتع نفسه بالنظر اليها تتمايل أمامه هنا و هناك ٢ نقطة بمشيةٍ أنوثية تبدو و كأنها رقص في حد ذاتها ٢ نقطة بخصرها اللذي يتمايل يمينا و يسارا مع حركة ساقيها٢ نقطة أي قوامٍ ملفوف تمتلكه تلك الساحرة و يأسره بهذا الشكل
, لقد عرف من هن أجمل منها و أرقى ٢ نقطة فما سر تلك الجاذبية التي تملكها ؟؟ ٢ نقطة أتكون من فاعلي الأعمال كما يقولون ؟؟
, ضحك رامز في داخله و هو يتأوه بنفسٍ خافت ساخن وهو يراها و كأنها أدركت شغفه بها فتعمدت لف نفسها بتلك الكنزة الواسعة لتخفي معالم جسدها المتفجر
, ضاقت عيناه و هو يتخيل ذاك المحظوظ الذي تمتع بهذا الجسد الغض و الأكثر ٢ نقطة وهو أسر تلك الفرسة الجامحة
, رآها تقترب من ركن المشروبات لتطلب كوبا من العصير ٢ نقطة فنهض من مكانه دون تردد ليقترب منها ببطء ٢ نقطة الى أن صار على بد شعراتٍ منها و هي تعطيه ظهرها دون أن تشعر بوقوفه خلفها تماما ٢ نقطة فوقف مكانه لحظاتٍ ، وما أن تناولت كوب العصير بيدها و استعدت للإلتفات حتى اقترب رامز قاضيا على تلك الشعرات التي تفصلها عنه ، فما كان الا أن احتك جسدها بأكمله بجسده أثناء استدارتها ٢ نقطة من ظهرها الى صدرها
, طرف رامز بعينيه ثم أغلقهما للحظةٍ و قد انتشرت صدمة عاليه في انحاء جسده من احتكاكه بها كما كان متوقعا تماما ٢ نقطة فأخذ نفسا وهو يمتع نفسه للحظةٍ بتلك المتعة المحرمة ٢ نقطة بينما شهقت حور عاليا و احمر وجهها وهي تتراجع بسرعةٍ الى أن ارتطم ظهرها برف تقديم المشروبات الرخامي بقوةٍ أدت الى انسكاب معظم كوب العصير على كنزتها ٢ نقطة لكن حين رفعت عينين غاضبتين الى رامز ٢ نقطة شاهدت ملامحه الهادئة تحمل علامات الأسف
, و بدأ بالكلام قائلا ببساطة
, ( آسف يا حور ٢ نقطةحاولت تنبيهك لكنك على ما يبدو كنتِ شاردة )
, ارتبكت حور قليلا وهي تبعد عينيه الهادئتين اللتين لا يبدو أنهما تحملان أي نوايا من أي نوع
, ٢ نقطة أخرج رامز من جيبه منديلا و مده لحور وهو يقول بأسفٍ يحمل لهجة التأنيب لها
, ( لقد لوثتِ كنزتك ٢ نقطة يجب عليكِ أن تكوني أكثر انتباها و اتركي الشرود جانبا )
, أخذت حور المنديل منه دون أن تتكلم و حاولت مسح البقعة عن كنزتها دون جدوى فتابع رامز
, ؛( لن تزول بسهولةٍ للأسف . بإمكاني أن أعيرك احدى كنزاتي الرياضية الموجودة في خزنتي هنا )
, فكرت حور بسخرية أن هذا ما كان ينقصها ٢ نقطة أن تعود الى نادر بكنزةٍ غير اللتي أتت بها صباحا ٢ نقطة و الأفظع أنها رجالية ٢ نقطة سيكون قليلا على هذا الموقف إن نامت الليلة بعينٍ مزينةٍ بكدمةٍ زرقاء و هذا أفضل تقدير ٢ نقطة
, البشر هنا يحيون بقيم مختلفة تماما عن تلك التي نشأت عليها و التي تعيشها حاليا ٢ نقطة و تلك هي حياتها منذ أن شبت عن الطوق ، تقضيها ما بين بضع ساعاتٍ هنا و باقي الساعات هناك
, أجابت بهدوء ودون تعبير
, ( شكرا لكن لا داعي ٢ نقطة كنت سأرحل على أي حال )
, قال رامز مشككا بوضوح
, ( لا ٢ نقطة لم تكوني ناوية على المغادرة و أنتِ تحملين كوب العصير ٢ نقطة )
, رفعت حور عينيها اليه وهي تقول بلهجةٍ محتدةٍ و بنفاذ صبر
, ( هل هذا تحقيق ؟٢ نقطة )
, رفع رامز يديه مستسلما وهو يقول بمرح
, ( أنتِ لستِ ودودة أبدا ٢ نقطة )
, ارتبكت حور قليلا ثم تنهدت تسأل نفسها عما تفعله بحالها لتكون متوترة بتلك الدرجة ٢ نقطة نظرت الى رامز لتقول بهدوء
, ( آسفة رامز لم أقصد ٢ نقطة لكني لا أحب التدقيق في تصرفاتي )
, ابتسم رامز ليقول بنعومة
, ؛( ومن يحب ؟؟ ٢ نقطة )
, ابتسمت حور على مضض ٢ نقطة ثم اتسعت ابتسامتها و هي تشاهد معتز قادما من بعيد ممسكا بكرته الحمراء ، لكن و قبل أن يصل اليها كان رامز قد التقطه ليرفعه عاليا الي السماء ثم أخذ يؤرجحه يمينا و يسارا ٢ نقطة الى أن انفجر معتز ضاحكا و خصلات شعره الناعمة تتناثر هنا و هناك ٢ نقطة
, احتجت حور بصوتٍ خافت متخاذل قليلا
, ( كفى يا رامز كي لا يصاب بالدوار ٢ نقطة )
, الا أن كلماتها خفتت الى أن صمتت و أخذت ابتسامتها في الاتساع تدريجيا وهي تسمع صوت ضحكات معتز ٢ نقطة ضحكاته هي الشيء الوحيد التي تجعلها تسمعه ٢ نقطة و هي الشىء الوحيد الذي يجعلها تتخيل أنه يسمع فيضحك ٢ نقطة
, اهتز قلبها و هي تشاهد تجاوب معتز مع لعب رامز له ٢ نقطة و كأنه وجد أخيرا من يعامله بمحبةٍ في هذا المكان الكئيب بالنسبةِ له بعد أن جافاه الجميع دون أن يعلم لذلك سببا ٢ نقطة
, بعد لحظات من الضحك ٢ نقطة ثبته رامز أخيرا فوق كتفيه و التفت الي حور ليقول لها بلهجةٍ مستعطفة
, ( هيا الآن يا حور ٢ نقطة دعينا نلعب قليلا ، لا تكوني مفسدة المرح )
, استعدت حور للرفض تلقائيا ٢ نقطة لكنها رأت معتز الذي يبدو و انه لم يفهم كلمة من الحوار ٢ نقطة ولو كان سمعه لكان أخذ يلح و يبكي مثل باقي الأطفال ليبقى و يلعب ٢ نقطة
, شعرت بنفس الوخز الحاد في قلبها كلما وصلت لتلك النقطة ٢ نقطةفصمتت تتأملهما طويلا ثم قالت أخيرا مستسلمة
, ( حسنا سنبقى قليلا ٢ نقطة لكن ليس لفترة طويلة ، هيا استغلا الوقت و العبا قليلا )
, عقد رامز حاجبيه وهو يقول بتصميم
, ( لن نلعب الا و" ماما " معنا ٢ نقطة )
, عبست حور قليلا ثم قالت وهي تنظر الى كنزتها الملطخة ببقعة العصير ثم نظرت اليه لتقول برفض
, ( لا ٢ نقطة لن أتحرك بمنظري هذا ، سأنزوي مختفية في أي زاوية ٢ نقطة بفضل سيادتك )
, ضحك رامز ثم قال بخبث
, ( كوني على ثقة بنفسك ٢ نقطة تعالي شاركينا اللعب )
, مطت حور شفتيها بامتعاض ٢ نقطة لكن وجه معتز كان يتألق أمام عينيها ، فقالت أخيرا
, ( حسنا هيا ٢ نقطة فلنثر الفضائح بمناظرنا التي لا تسر عدو أو حبيب )
, رفع رامز يده ممسكا بيد معتز يرفعها معه مهللا بموافقتها بطريقةٍ مسرحية فضحكت رغما عنها و عيناها لا تبارحان وجه معتز الضاحك بعدم فهم ٢ نقطة بينما أغفلت عيناها نظراتٍ جائعةٍ تنهشها وهي تتلون في طرفة عين من الرقة الى الجوع لتعود بمنتهى المهارة ٢ نقطة
, ٢ نقطة ٢ نقطة
, بعدعودة حور و معتز مساءا الي حيهم بعد أن أصرت على نادر أن تعود وحدها وأن لا خوف عليها و على معتز
, أوشكت حور على الصعود الي البيت ٢ نقطة الا أن صوت صراخا مألوفا الي اذنها ٢ نقطة
, شددت يدها على يد معتز الصغيرة و نوت الصعود ٢ نقطة الا أن الصراخ و الجلبة أثارتا قلقها ٢ نقطة اليس ذلك صوت أم مصطفى ؟؟ ٢ نقطة
, تحركت باتجاه الزقاق الجانبي للبيت وهي تميل برأسها تجاه مصدر الصوت بحثا ٢ نقطة حتى شاهدت جمعا من الناس يقفون ساكنين ومن بينهم يأتي صراخ ام مصطفى واضحا ٢ نقطة
, تحركت بسرعة وهي تجذب معتز من خلفها حتى وصلت اليهم فتخللت حتى وصلت الى المنتصف ٢ نقطة لتفاجأ برجلٍ ضخم الجثة يرتدي جينزا ممزقا و قميصا قطنيا داخليا أيضا ممزقا ٢ نقطة تبدو علامات الشر عليه وهو يمسك بأم مصطفى من عباءاتها و تتوالى صفعاته على وجهها ترافقها شتائمه ٢ نقطة
, صرخت حور تسأل
, ( من هذا ؟ ٢ نقطة و لماذا يضربها ؟ )
, أجابتها أحدى السيدات الواقفات بأسفٍ مستسلم وهي تمط شفتيها بأسى دون أن تحرك ساكنا ٢ نقطة
, ( انه الظالم زوجها ٢ نقطة يضربها كعادته )
, ذهلت حور من السلبية التي تعم على الواقفين رجالا و نساءا ٢ نقطة فصرخت فيهم
, ( فليوقفه أحد ٢ نقطة )
, قالت السيدة بنفس الاستسلام وهي تضع يدا فوق الأخرى
, ( لقد أقسم عليها بالطلاق ، إن تدخل أحد الواقفين ليساعدها ٢ نقطة )
, اتسعت عينا حور أكثر و أكثر ٢ نقطة ثم دون أن تستطيع السيطرة على نفسها ، ناولت يد معتز الي المرأة وهي تقول بشراسة
, ( أنا لم أكن أحد الواقفين ٢ نقطة امسكي )
, ثم شمرت عن ساعديها ودخلت الي ساحة المعركة و جذبت الرجل من قميصه الداخلي النتن وهي تصرخ به بغضب
, ( ابتعد عنهااااا ٢ نقطة )
, التفت اليها الرجل بدهشة وهو يتطلع الى تلك التي تجرأت على معارضته ، و نظر اليها من رأسها الى قدميها ٢ نقطة ثم دفعها عنه بقوةٍ وهو يقول بلهجةٍ سمجة كملامحه
, ( ابتعدي من هنا يا " سيدة " ٢ نقطة )
, و التفت الي ام مصطفى وهو يرفع يده عاليا ينوي ضربها مجددا ٢ نقطة الا أن حور تشبثت بيده وهي تصرخ به بغضب
, ( إياك أن تضربها ٢ نقطة )
, عاد الرجل لينفض يده من بين يدي حور ٢ نقطة ليدفعها من كتفها فسقطت في اتجاه البشر المتجمعين ٢ نقطة
, لكنها نهضت مباشرة وهي تصرخ و تصفق بيدها عاليا و أساورها ترن مع بعضها لتلم الناس أكثر
, ( هل رأيتم؟ ٢ نقطة لقد مد يده علي و ضربني ٢ نقطة هل شهدتم بها ؟؟ ٢ نقطة لذا أنا معذورة حين أفعل ذلك ٢ نقطة )
, ثم رفعت يدها وصفعته بكل قوتها ٢ نقطة و كانت لحظة اوركسترا من الشهقات العالية ، تبعتها لحظة صمت مهيبة ٢ نقطة و فجأة و كأن الكل انطلق مرة واحدة
, صرخ الرجل بعد افاقته من ذهوله ليهجم على حور ٢ نقطة لكن ما أن اقترب منها و أمسك بذراعيها حتى رفعت ركبتها بكل قوتها لتضربه بين ساقيه ، فسقط أمامها وهو يتألم بقوة ٢ نقطة حينها أنطلق كل المغتاظين منه يقولون و يهتفون
, ( لقد ضرب زوجة الطبيب ٣ علامة التعجب ٢ نقطة ونحن واقفون دون اعتبارا لنا )
, ثم بدأ الجميع بضربه و بينهم حور ٢ نقطة
, ٢ نقطة ٢ نقطة
, كان في حجرة الأطباء يستعد للخروج ٢ نقطة لكن طرقاتٍ هادئة على الباب جعلته يلتفت و ينادي بهدوء
, (ادخل ٢ نقطة )
, فتح الباب ٢ نقطة ليطل منه وجه عاد الي من ذاكرته سريعا و في لمح البصر كانت واقفة أمامه تبتسم بعذوبة ورقة ٢ نقطة لقد جاءت ٢ نقطة وجاءت اللحظة التي كان يخشاها ٢ نقطةكان يعلم أنها ستأتي لا محالة
, اقتربت ببطء و بخطواتٍ لا تسمع ٢ نقطة كفراشةٍ وكما عرفها دوما ٢ نقطة
, وقفت أمامه لتنظر اليه قليلا قبل أن تقول بصوتها الخافت الذي لا زال يذكره
, ( كيف حالك يا نادر ٢ نقطة اشتقنا اليك )
, ظل نادر ينظر الي تقاطيع وجهها الدقيقة النحت ٢ نقطة بعينيها البنيتين و شعرها البني القصير ٢ نقطة لقد قصرته قليلا ، حتى أصبح بالكاد يلامس كتفيها ٢ نقطة
, يديها المرتبكتين دائما ، لازالتا على نفس ارتباكهما ٢ نقطة ثوبها الأبيض لا يختلف كثيرا عن معظم ملابسها البيضاء
, لم تتغير الا قليلا ٢ نقطة لا زالت على نفس رقتها ٢ نقطة
, قال نادر يهمس مبتسما لكن بقلبٍ حزين على ما كان يوما
, ( كيف حالك يا سلمى ٢ نقطةيالها من مفاجأة )
, لا ليست مفاجأة على الإطلاق ٢ نقطة و نظراتها أخبرته بذلك ، فارتجفت ابتسامتها قليلا ٢ نقطة ومدت يدها له ٢ علامة التعجب
, نظر الي يدها بلحظة صمت ٢ نقطة قبل أن يمد يده و يصافحها ، و للحظاتٍ لم ينطق كلاهما وهما ينظران الي عيني بعضهما ٢ نقطة
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, يقود سيارته واجم القلب و المشاعر ٢ نقطة كان يعلم أنه لقاءٌ سيقلب عليه أشياءا كان يفضل نسيانها أو بالأصح يفضل ركنها على رف ذاكرته ٢ نقطة
, فلكنها عادت و نفضت الغبار عن تلك الأشياء ، لتجعلها في لحظةٍ خادعة ٍ تتوهج في عينيه ٢ نقطة
, انعطف بسيارته الى داخل الحي ٢ نقطة لكن لحظاتٍ وجاء اليه أحد صبيان علية يركض وهو يلوح بيديه ليتوقف نادر قلقا ثم فتح نافذة سيارته ٢ نقطة ليقول الصبي وهو يلهث
, ( السيدة ٢ نقطة السيدة زوجتك تتشاجر في الحارة ، سيدي ٢ نقطة مع أبو مصطفى )
, ٢ نقطة ٢ نقطة
, كانت علية في ذلك الوقت تمسكه من تلابيبه وهي تهتف بصرامة
, ؛( ألم أقل لك ألف مرة أن مصطفى و أمه تحت حمايتي ٢ نقطة ولم تتعدى عليهم فحسب ، ٢ نقطة بل تعديت على زوجة الطبيب وهم ضيوف لدينا و تحت حمايتنا )
, لم يستطع أن ينطق أمامها وهي تقريبا التي تصرف على بيته من مساعداتها بينما هو عاطلا و مدمنا ٢ نقطة
, لكن حور هي من تحركت لتعاود ضربه في صدره و اضلعه بشراسةٍ بينما النساء يحاولن إمساكها من خصرها بكل قوتهن ٢ نقطة
, وأم مصطفى كانت جالسة تنتحب على درجات أحدى البيوت وهي تحتضن ابنها بقوةٍ ٢ نقطة ووجهها متورم بفظاعة ٢ نقطة
, لحظة واحدة وكان نادر يدخل كالمجنون وهو يتسلم القيادة من علية ليمسك بالرجل و يحاول ضربه الا أن الجميع حاولوا منعه كي لا يتهور ٢ نقطة
, لكنه لم يسلم من لكمة من نادر ٢ نقطة قبل أن يمنعه الناس عنه ، فالتفت الي حور بعينين غاضبتين بجنون وهو يراها تلهث ، بشعرٍ مجنونٍ مشعث و كنزةٍ متسخة ٢ نقطة و عينين فيهما اجرام و شراسة و كأنها تنوي ارتكاب جريمة ٢ نقطةفسحبها خلفه ، بقوة دون كلمة ٢ نقطة بينما أخذت علية معتز في حضنها وهي تقول بقلق
, ( معتز سيبيت ليلته معي اليوم يا غالي ٢ نقطة )
, أومأ نادر برأسه وهو يتجه بحور الي البيت يسحبها سحبا خلفه على السلالم ، وما أن وصل الي البيت حتى دفعها أمامه وهي تلهث من الدوار الذي تشعر به من السلم و دورانه من حولها ٢ نقطة
, صرخ نادر بغضب
, ( هل جننتِ ؟؟ ٢ نقطة هل جننتِ ؟؟ ٢ نقطة تتشاجرين مع الرجال على قارعة الطرقات ؟؟؟ )
, هتفت حور باحساسٍ بالظلم
, ( لقد تعدى علي ؟؟ ٢ نقطة )
, صمت نادر و توحشت عيناه وهو يقترب منها بسرعةٍ ليقول بلهجةٍ مخيفة
, ( كيف تعدى عليكِ ؟؟ ٢ نقطة هل تحرش بكِ ؟؟ ٢ نقطة انطقي يا حور )
, ابتلعت حور ريقها وهي تقول بتلعثم
, ( ليس تماما ٢ نقطة لكنه كان يضرب أم مصطفى و أنا تدخلت لأدافع عنها ٢ نقطة فدفعني لأسقط أرضا ٢ نقطة فهل كنت تريدني أن أسكت عن حقي ؟؟ )
, اقترب نادر من حور بسرعة البرق وهو يمسكها من ذراعيها بقسوةٍ يكاد يرفعها من على الأرض رفعا ٢ نقطة وهو يصرخ
, ( ماذا أفعل بكِ ؟ ٢ نقطة أخبريني انتِ ماذا أفعل بك ؟؟ ٢ نقطة لقد استفذت معكِ كل الوسائل ٢ نقطة لقد تعبت منكِ ومن كل جنونك و رعونتك ٢ نقطة أخبريني أنتِ بعقابٍ يوقفك عند حدك لأفعله ٢ نقطة )
, دمعت عيناها و ثقلت الدموع على طرفيهما وهي تتطلع الي عينيه الغاضبتين ، لتهمس بضعف
, (كنت أساعدها يا نادر ٢ نقطة لم يتدخل أحد ، الى أن جائت علية و ساندتني ٢ نقطة وقد ضربته هي الأخرى ،،،فلماذا لم تلمها ؟؟؟ )
, صرخ نادر بغضب
, ( انهاااااا ليست زوجتي ٢ نقطة )
, بكت حور حين لم تستطع تحمل المزيد ٢ نقطة فرفعت يدها تمسح دموعها وهي تطرق برأسها ٢ نقطة
, فسكت نادر قليلا ٢ نقطة ليقول بصوتٍ لا يزال غاضبا ، لكنه يحمل قلقا
, ( هل آذاكِ ذلك الثور ؟؟ ٢ نقطة )
, هزت رأسها نفيا دون أن تنظر اليه و دموعها تنساب على وجنتيها بصمت ٢ نقطة
, ظل نادر ينظر اليها طويلا ، ثم مد يده ومسح دموعها ٢ نقطة وحين رفعت عينيها المبللتين الى عينيه ٢ نقطة ذهلت مما رأته فيهما ٢ نقطة
, ، شعر بغصةٍ في حلقه ٢ نقطة
, الآن هو يريدها أكثر من أي وقتٍ مضى ٢ نقطة الآن تحديدا يحتاجها كما احتاجته دوما ، فلماذا لا يرتوى منها وهي زوجته ٢ نقطةملكه ٢ نقطة
, اليوم تحديدا فقد السيطرة على كل رغباته وهو ينال ما يشتهي دون اعتباراتٍ لأفكاره البالية ٢ نقطة
, مد يديه وهو يسحبها من خصرها اليه ليهمس بجنون
, ( حوووورر ٢ نقطة )
, رفعت حور ذراعيها خلف عنقه وهي تقدم له كل ما يحلم به ومن قبل أن يطلبه ٢ نقطة بينما كان هوى يرتوى من جمالها الهمجي دون أن يفكر بالغد
, ٢١ شرطة
, خرج من قسم الشرطة ٢ نقطة بملامح غريبة ،٢ نقطة ملامح ضاعت معالمها ما بين كدمات و ددمم متجمد ٢ نقطة لكن من يره يتغاضى عن كل ذلك حين يلمح عينيه ٢ نقطة
, نظرة عينه كانت نظرة غريبة ، تطعن من يراها وكأنه يعايش ألم ذلك المشرد ،،رث الملابس أو ما تبقى منها ٢ نقطة
, نظرته كانت غريبة عليه ٢ نقطة على صديقه الذي كان يشد على كتفه كما كان يفعل دائما و لسنواتٍ مضت ٢ نقطة
, همس عمر وهو يهزه بتشجيع حين رآه متوقفا للحظة ٢ نقطة
, ( هيا جاسر ٢ نقطة لا تتوقف أمام هواء البحر هكذا )
, ثم خلع معطفه ليضعه على كتفي جاسر العاري الصدر ، فبدا أكثر تشردا ٢ نقطة
, ادخل جاسر يديه في جيبي بنطاله الجينز أم ما تبقى منهما ٢ نقطة وهو تائه النظرات في البحر الهائج أمامه ، ٢ نقطة
, فأعاد عمر بقلق
, ( هيا جاسر ٢ نقطة أنت تحتاج لمداواة جروحك حالا )
, همس جاسر بشرود بعد لحظات طويلة دون أن ينظر اليه
, ( لقد أفسدت الأمر تماما ٢ نقطةاليس كذلك ؟ )
, أطرق عمر برأسه للحظة ثم رفعه وهو يقول بصوت خافت لكن وضوحه قاتل
, ( نعم ٢ نقطة لقد أفسدته تماما ، لكن ليس هذا مجالا للحديث ٢ نقطة هيا لنذهب )
, قال جاسر بصوتٍ خافت في خطورة الرياح التي تحمله ببرودتها ٢ نقطة في رمادية البحر الهائج أمامه ٢ نقطة في حزن نظرات صديق عمره اليه ٢ نقطة
, ( بعد أن ظننت أنني أمسكت كل الخيوط بيدي ٢ نقطة عادوا و أخذوها مني ، لكن ٢ نقطةلكن ٢ نقطة تلك المرة تختلف ، لقد أفسدوا كل ما كنت أريده أن يكون ٢ نقطة لوثوا كل ذرةٍ بيضاء متبقية مني ، لأقلب الأمور كلها ٢ نقطة فتتحمل هي العواقب دون غيرها ٢ نقطة )
, لم يستطع عمر الرد و في داخله الكثير و الكثير من النقمة على جاسر ٢ نقطة الا أنه لا يستطيع التخلي عنه في ذلك الوقت الصعب عليه و بيده ٢ نقطة
, عاد عمر ليشد على كتف جاسر وهو يقول بخفوت
, ؛( هيا بنا ٢ نقطة )
, سار معه جاسر بصمتٍ و في داخله تتداخل اصوات الأمواج مع صوت ضحكاتها ٢ نقطة أغمض عينيه أثناء تلك الخطوات المعدودة وهو يراها أمامه تجري ضاحكة في زقاق حيهم و شعرها يتطاير من حولها ٢ نقطة
, لم يكن يوليها أي اهتمام حينها ٢ نقطة الا أن صوت ضحكها الصاخب كان يدهشه ، كانت مشرقة ومجنونة ٢ نقطة و عينيها تشعانٍ براءة و شقاوة اثناء ضحكها ٢ نقطة
, الى أن دخل حياتها و سرق معه ضحكتها ٢ نقطة تنبه الآن الي أنه لم يسمع ضحكتها منذ أكثر من عشر سنوات ٢ نقطة وكم يحتاج لسماعها ولو لمرة ٢ نقطة لمرةٍ واحدة فقط لتزيح من أذنه صوت أنينها المستسلم و المستجدي للرحمة في تلك الليلة التي قضتها بين ذراعيه ٢ نقطة
, لم يندم و لن يندم أبدا على تلك الليلة ٢ نقطة التي تبدو وكأنها مرت منذ سنوات و سنوات ٢ نقطة لكنه لا يستطيع محو صوت أنينها و نشيجها من أذنيه ٢ نقطة و الذي يزداد علوا أكثر و أكثر حتى يوشك أن يصم أذنيه ٢ نقطة
, يحتاج أن يسمع ضحكتها المميزة عن كل الضحكات ٢ نقطة ولو بالقوة ٢ نقطة يريد أن يراها تضحك لعينيه ، لم يكن يظن أن استسلامها له سيكون ناقصا بتلك الصورة أبدا ٢ نقطة
, ولم يكن يتخيل أنه آذاها لتلك الدرجة الا بعد أن أخذوها ٢ نقطة كان يظن أن الوقت طويل أمامه ليتمعن في الحصول على ما يريد و ليجعلها تضحك لعينيه ٢ نقطة
, لكنهم أخذوها و تركوا له ذلك الطعم المر في حنجرته ٢ نقطة و أنينها الصاخب في اذنيه ٢ نقطة و نظرة عينيها من شق ستائرها أمام عينيه ٢ نقطة
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, جالسا على السور الذي اعتاد تحمله طوال سنوات حياته ٢ نقطة ينظر للبحر من بعيد في لحظات الشروق الأولى ٢ نقطة لكم كان هذا المكان هو أحب الأماكن الي قلبه ذات يوم ٢ نقطة
, مهما زادت سنوات فتوته عام بعد عام ٢ نقطة الا أنه كان يعود للصغيرات الأحب على قلبه ، و قد كان ذلك مثار سخرية رفاقه دائما قبل أن يغادرهم وهو يعلمون انه سيتوجه للصغيرات اللاتي اعتدن اهتمامه و لعبه معهن ٢ نقطة وهو كان يحب قضاء ذلك الوقت جدا ٢ نقطة كن الأحب الى قلبه ٢ نقطة حتى أكثر من رفاقه .
, كانت اكبرهن هي اكثرهن تمردا على الواقع ٢ نقطة و كان يعشق تمردها ، كانت تنظر للكون بعلياء و سر جمالها في عينيه هو كبريائها ٢ نقطة
, أما الصغيرتين اللتين اعتادتا أن يحملهما معا في قبضتيه وهما تصرخان به أن ينزلهما ٢ نقطة
, فقد كانتها على النقيض و قد أحب كلتياهما على الرغم من ذلك بنفس القدر ٢ نقطة
, القمحية البشرة ذات الشعر الاسود الطويل ، كانت غجرية مرحة ٢ نقطة يظلل مرحها حزن اليتم الذي تحاول اخفاؤه في زاويتي عينيها و عادة ما كانت تنجح في خداع الجميع ٢ نقطة الا هو ٢ نقطة فقد كان يرى تلك اللمحة دائما مهما حاولت اخفائها بالجموح و المرح ٢ نقطة
, أما الثانية ٢ نقطة فقد كانت شمسا مشرقة ذات رقةٍ تذيب النفس من نعومتها ٢ نقطة
, ، لم يرى جمالا في مثل جمالها الذهبي من قبل ٢ نقطة و هي تكبر أمام عينيه للتتحول بين ليلةٍ وضحاها الي فتاة في نظره أكثر منها دمية صغيرة بلفائف شعرٍ ذهبية ٢ نقطة
, تذكر همسته لنفسه حين شاهدها وهي في أول يوم لها في الصف الاول الاعدادي بأنها ستكون له حين تكبر ٢ نقطة
, ابتسم مالك وهو يتذكر كيف كان يشعر بالبهجة الخالصة كلما نظر اليها ٢ نقطة و كأنه ينظر لشمسٍ صغيرة
, خبت ابتسامته ببطءٍ بعد لحظات وهو يفكر أين هن صغيراته الآن ؟ ٢ نقطة و كيف ضاعت بهن الطرق و تداخلت و افترقت بتلك الصعوبة ٢ نقطة لكي يفقدهن جميعهن ٢ نقطةو يكون هو السبب ، مهما حاولوا ومهما قالوا ، فمن يكون السبب غيره ٢ نقطة
, يظن الجميع أن نوار هي من تقتله حيا ٢ نقطة لكن في الحقيقة ، ما حدث لحنين من بعدها يعذبه اكثر ٢ نقطة الى أن قتلته بفعلتها الأخيرة التي دمرت مستقبلها تماما ٢ نقطة و بسببه كذلك ٢ نقطة الن يكف عن ايذاء من يحب و يدعي عدم تقصده ذلك ٢ نقطة
, ( مالك ٢ نقطة )
, انساب الصوت العذب الطفولي النبرات الى أذنه مخترقا أفكاره الشاردة ذات الجدار اليائس ٢ نقطة فظن للحظاتٍ أنه يتوهم الا أن تكرار اسمه جعله يلتفت خلفه بسرعةٍ ، ليجد نوار واقفة أمامه ٢ نقطة لا ٢ نقطة انها أثير ٢ نقطة
, تقف امامه بثوبٍ بيتي بسيط ٢ نقطة و خصلات شعرها الذهبية تتطاير مع نسمات الفجر الباردة
, طرف بعينيه عدة مرات قبل أن ينهض من فوق السور بسرعةٍ ليقف أمامها ناظرا اليها بذهول وهو يقول
, ( أثير ٢ نقطة ماذا تفعلين هنا ؟٣ علامة التعجب ٢ نقطة )
, اقتربت منه خطوة وهي تفرك يديها بقوةٍ تخفض رأسها تارة فيعود شوقها لرؤية ملامحه فتعود و تشبع عينيها من رؤية ملامحه الجميلة التي شوهتها الكدمات ٢ نقطة
, عضت على شفتيها وهي تهمس بخجل
, ( انتظرت الي أن وصلت ٢ نقطة و رأيتك على سطح من النافذة ٢ نقطة )
, اتسعت عينا مالك أكثر ٢ نقطة ثم هتف بغضب
, ( و كيف تأتين الى هنا ؟ ٢ نقطة وفي مثل هذا الوقت ؟؟ ٢ نقطة بل في أي وقت ؟؟ ٢ نقطة كيف تتصرفين بهذا الشكل ؟)
, عادت لتعض على شفتيها أكثر و رفت حدقتاها و هي تهمس بألم و لوعة
, ( أردت الإطمئنان عليك ٢ نقطة لم أستطع الإنتظار )
, رفع مالك يديه باستهجان ثم عاد ليخفضهما وهو يضرب بهما فخذيه ٢ نقطة ثم هتف و غضبه يزداد أكثر و أكثر
, ( أثير ٢ نقطة أنتِ هنا في حيٍ شعبي و لا يجوز إطلاقا أن تتواجدي هنا ٢ نقطة في هذا الوقت أو في أي وقت خاصة و أني أعيش بمفردي حاليا )
, دمعت عينا أثير و تشوشت الرؤية أمامها ٢ نقطة لكنها ابتلعت ريقها و قوت نفسها كي لا تبكي أمامه كعادتها دائما و مناديله تحت وسادتها تشهد بذلك ٢ نقطة فهمست بقوةٍ و ألم
, ( لقد وصلت لسن السادسة و العشرين دون أن أعبأ بما يفكر بي الناس ٢ نقطة فهم يتخيلون ما يريدون في كل الأحوال ، و أنا آخر فتاة تهتم لذلك و أنت تعرف ذلك ٢ نقطة فلماذا أهتم الآن ؟ )
, هتف مالك بقوة و غضب
, ( أنا أهتم ٢ نقطة )
, ثم عاد لينظر حوله وقد بدأ صوته يعلن عن صداه في مثل ذلك الوقت الساكن من حولهما ٢ نقطة ثم التفت اليها وهو يخشى من أن يراهما أحد من الأسطح أو النوافذ ٢ نقطة تماما كما رأته هي ٢ نقطة
, فاقترب منها بسرعةٍ وهو يقول بصوتٍ خافت غاضب ٢ نقطة
, ( هيا انزلي جريا الي بيتك ٢ نقطة حالا ٢ نقطة لولا خوفي من أن يراكِ أحد معي كنت أوصلتك بنفسي )
, ظلت تنظر اليه بعتبٍ صامت من بين دموعها الحبيسة ٢ نقطة لكن ما أن اقترب منها مرة أخرى حتى شاهدت في ضوء الفجر الشاحب تلك الجروح الفظيعة على صدره و التي تمددت و تورمت ٢ نقطة فصرخت بهلع و هي تغطي فمها بيديها ٢ نقطة فعاد مالك ينظر حوله الي أسطح المنازل المجاورة قبل أن يلتفت اليها بأكثر غضبا وهو يقول ضاغطا على اسنانه
, ( اصمتي ٢ نقطة اخفضي صوتك ، هيا حالا الى بيتك ، لا أريد تكرارها ٢ نقطة )
, أنزلت يديها وهي تقول بغصةٍ بينما أخذت دموعها تنساب على وجنتيها ٢ نقطة
, ( جروحك تحتاج الي عناية ٢ نقطة دعني أفعل ذلك أرجوك ، او تعال معي الى بيت أحلام ٢ نقطة )
, رفع مالك يديه الي رأسه يأسا وهو يرفع عينيه المغمضتين الى السماء ٢ نقطة قبل أن يعود و ينظر اليها بشرٍ ليقول حانقا ٢ نقطة
, ( لا تصيبيني بالجنون ، ٢ نقطة صدقيني أنا في غنى عن ذلك في تلك اللحظة تحديدا ، اذهبي لبيتك حالا قبل أن يبدأ الناس في الاستيقاظ ٢ نقطة )
, ضربت الأرض بقدمها وهي تهمس من بين دموعها ٢ نقطة
, ( انه ليس بيتي ٢ نقطةلا تعيد تلك الكلمة ٢ نقطة أنا مجرد ضيفة هناك ، كما أنا ضيفة على حياتك منذ أن عرفتك ٢ نقطة)
, نظر اليها مالك بحيرةٍ وهو عاقد حاجبيه ٢ نقطة ماذا بها ؟ ٢ نقطة لكن ليس الوقت الآن لتلك العقد الأنثوية الغريبة الأطوار ٢ نقطة فقال بصوت هادىء لكن شديد التصميم
, ( اذهبي الي البيت يا نوار ٢ نقطة )
, عم الصمت دون أن تتحرك من مكانها ٢ نقطة فقال بغضب
, ( هيا ٢ نقطة لا تقفي هكذا ٢ نقطة )
, قالت أثير ببطء ( أنا أثير و لست نوار ٢ نقطة )
, ثم استدارت و خرجت من باب السطح لتنزل السلالم جريا ٢ نقطةتاركة مالك يقف محدقا في اثرها بوجوم ٢ نقطة
 
الفصل الحادي والخمسون


دخلت أثير الي البيت محاولة الا تصدر صوتها وهي تغلق الباب خلفها بسكون ٢ نقطة تعض على شفتها لتمنع شهقة بكائها بصعوبة كي لا توقظ أحلام ٢ نقطة
, ( أين كنتِ أثير ؟ ٢ نقطة )
, تسمرت أثير مكانها وهي تنظر الى وجه أحلام المحدق بها دون ابتسام كعادتها ٢ نقطة و شعرت بأن قلبها يكاد يسقط بين أضلعها ، الا أنها حاولت التماسك وهي تتلجلج قائلة
, ( صباح ٢ نقطة صباح الخير يا أحلام ، أنا كنت ٢ نقطة كنت ٢ نقطة ظننت أنني سمعت صوت عربة الفول )
, ثم صمتت وهي تتهرب بعينيها من عيني أحلام المكذبتنين لها بوضوح ٢ نقطة و التي قالت بصلابة
, ( إياك ٢ نقطة إياك ٢ نقطة أن تكوني قد ذهبتِ اليه ٢ نقطة )
, اتسعت عينا أثير بخوف و تلجلجت وهي تقول بصعوبة و ارتباك
, ( الي من ؟.؟ ٢ نقطة)
, هتفت أحلام بصرامة
, ( أثير ٢ نقطة لا تتلاعبي علي ، هل يعقل أن تكوني قد ذهبتِ اليه في مثل هذا الوقت ؟ ٢ نقطة )
, هزت أثير رأسها نفيا ببطء بينما عينيها الدامعتين تفيضان بالذنب والارتباك ٢ نقطة مماجعل أحلام تضرب يديها ببعضهما بغضب وهي تهتف بذهول
, ( كسرتِ كلمتي و ذهبتِ اليه ٢ نقطةالا تدركين في أي الأحياء نسكن ؟ ٢ نقطة وحتى لو في غيرها ٢ نقطة كيف تتصرفين بتلك الطريقة ، أتعلمين نوع الكلام الذي من الممكن أن يطلقه عليكِ أيا ممن قد يراكِ خارجة من عنده ؟ ٢ نقطة )
, لم ترد أثير للحظات وهي تشعر بضربةٍ لكبريائها الهش و دون أن تفكر طويلا قالت من بين دموعها
, ( أنا اعتذر بشدةٍ عن كل تلك المواقف الغير لائقة التي عرضتكما لها ٢ نقطة أنا سأجمع أغراضي و أرحل من هنا حالا )
, ثم اندفعت تمر بمحاذاة أحلام ٢ نقطة التي ما أن وصلت اليها حتى أمسكت بذراعها بقوةٍ و هي تقول بصرامة
, ( هل تظنين أنني سأخاف من ذلك العرض العاطفي ٢ نقطة خروج من هنا لن تخرجي ، و ذهاب الي مالك بمفردك ، لن تذهبي كذلك ٢ نقطة و ادعي **** الا يكون قد رآكِ أحد و أنتِ خارجة من بيتهم )
, رفعت أثير يديها باستسلام ثم ما لبثت أن أسقطتهما بيأس كما أسقطت دموعها بنفس اليأس و هي تهمس مختنقة بغصة البكاء ٢ نقطة
, ( اطمئني ٢ نقطة لن أذهب اليه مجددا ، هو لا يردني بجواره ٢ نقطة و لا يريد أن يراني ، انه فقط يشفق علي من حينٍ لآخر )
, لم تستطع المتابعة حين غطت وجهها بيديها و انخطرت في بكاءٍ عنيف فاجأ أحلام التي نظرت اليها بصدمةٍ لعدة لحظات ٢ نقطة قبل أن تقترب منها ببطء و تلتقطها بين ذراعيها الحانيتين وهي تريح وجنتها فوق وجنة أثير المبللة بدموعها ٢ نقطة وهمست
, ( الى هذه الدرجة ؟؟ ٢ نقطة )
, همست أثير بصوتٍ مختنق
, ( هو السبب ٢ نقطة هو من علقني به ٢ نقطة لدرجةٍ لم أعد أستطيع معها الفكاك منه ، بينما أنا لم أكن له يوما سوى مجرد متسولة )
, ابتسمت أحلام بحزن وهي تقول برقة
, ( لا ٢ نقطة ليس صحيح أبدا )
, هتفت أثير باختناق
, ( بلى ٢ نقطة لقد أقسمت أن ابتعد عنه للأبد ٢ نقطة لكنني لم أستطع ، لماذا فعل كل ما فعله معي بما أنه لم يشعر بي أبدا ٢ نقطة البشر ليس لهم هالة الملائكة و لن تكون لهم أبدا ٢ نقطة تصرفاته معي كانت تفوق أي خيال ، ٢ نقطة أحيانا ٢ نقطة أحيانا شعرت أنه قصد أن يخدعني ٢ نقطة ليس هناك من هوى أعمى عن نتائج أفعاله الي تلك الدرجة ٢ نقطة )
, اخذت أحلام تربت على ظهرها برفق لتهدئها قبل أن تهمس بخفوت
, ( مالك ٢ نقطة معاقا عاطفيا يا أثير ، لن يستطيع أن يشعر بأي شيء الآن ٢ نقطة ليس قبل أن يتخلص من اشباح الماضي التي تمسك بقلبه دون أن تتركه ٢ نقطة و هو بالتأكيد لم يشعر بالجرح الذي سببه لك ، هذا هو مالك ٢ نقطة )
, استقامت أثير في وقفتها و هي تهتف من بين بكائها العنيف بغضب
, ( وهل كان معاقا عاطفيا حين خطب ابنة عمه بكل سعادة و سرور ٢ نقطة لا ٢ نقطة لا أعتقد أنه بريء النفس الى تلك الدرجة ، ٢ نقطة دائما ما كنت اظن السوء فيمن اراهم الي أن تثبت برائتهم ، لكني ولأول مرةٍ انخدع بمثل تلك النعومة ٢ نقطة كان يعرف أنه يعلقني به يوما بعد يوم ، و كان يتسلى بحماقتي )
, همست أحلام بألم ( لا ٢ نقطة لا تقولي ذلك الكلام بحق مالك )
, صرخت أثير باكية ( بلى ٢ نقطة بلى )
, ثم جرت الي غرفة نوار لتصفق بابها بقوةٍ كي تنهار هناك ٢ نقطة
, ظلت أحلام واقفة مكانها صامتة طويلا بوجوم ٢ نقطة لترنو بنظرتها الي صورة ابنتها الحبيبة التي رحلت قبل أن تشبع من متع الحياة ٢ نقطة
, اقتربت ببطء وهي تمسك بالصورة بين يديها لتمسح زجاجها لعل بعضا من الغبار قد طاله فيشوش رؤيته ٢ نقطة على الرغم من أنها تمسحها كل يومٍ دون أن تفوت يوما من عشر سنوات ٢ نقطة
, رغما عنها غصت في دموعها وهي تهمس باختناقٍ لا يكاد يسمع ٢ نقطة
, ( آآه يا قطعة من قلبي ٢ نقطة لو كنتِ معي الآن لربما كنت أطرز لكِ ترحة زفافك بيدي ٢ نقطة لأسلمك لمن يحبك و يتمناكِ ٢ نقطة قلبي يتمزق كلما سمعت زغاريد زفاف عروس من بنات الحي ٢ نقطة أتخيلك حينها و أنت جالسة بقرب زوجك في زفافك ٢ نقطة تلمعين كنجوم السماء ، ٢ نقطة
, و أعود و أعلم أنني يجب أن أهنىء ٢ نقطة أو أواسي ٢ نقطة أو أنصح ٢ نقطةو من يواسيني أنا ؟؟ )
, أعادت الصورة الي مكانها ومسحت دموعها برفق وهي تهمس
, ( استغفر **** العظيم ٢ نقطة استغفر **** العظيم )
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, فتحت عينيها بصعوبةٍ وهي تستمع لحركاته المكتومة من حولها في الغرفة ٢ نقطة و رفت بهما عدة مرات وهي تراه حليق الوجه ، مرتديا ثيابه بالكامل و مستعدا للخروج ٢ نقطة
, ارتجفت شفتيها رغما عنها وهي تسأله بهمس
, ( الي أين أنت ذاهب ؟؟ ٢ نقطة )
, شعرت به يتصلب لسماع صوتها و توقفت حركاته قليلا قبل أن يقول بخفوت و ايجاز
, ( للعمل ٢ نقطة نامي ياحور ، لازال الوقت مبكرا )
, لكنها أخذت تراقبه وهو يتشاغل عنها بالحركة في أنحاء الغرفة متجنبا النظر الي عينيها ٢ نقطة
, ذكرى ليلة امس لا تزال حية بنفسها قناقوسٍ يدق بأذنيها و يعصف بقلبها ٢ نقطة حين فتحت عينيها أول ما شعرت به هو ذلك الشعور الرائع بالإكتمال ، لكن خلال كلِ ثانيةٍ مرت أخذ الإكتمال يتناقص شيئا فشيئا و هي تشعر بشيءٍ ما ينقصها ٢ نقطة شىءٍ غريب أحاطهما بالفراغ ما أن حل الصباح
, كان معها كما لم يكن من قبل ، دوما كان هادئا و مراعيا لها ٢ نقطة الا أنه ليلة أمس كان عنيفا بعاطفةٍ كاسحةٍ لم تعرفها منه من قبل ٢ نقطة و على الرغم من ذلك كانت تطير على أجنحة الفراشات من شدة لهفته و شوقها لها و شوقها الذي يفوقه بأضعافٍ مضاعفة ٢ نقطة
, لكن في داخلها ٢ نقطة عميقا ٢ نقطة عميقا جدا ، كان هناك صوتا يهمس بداخلها أنه ليس معك ٢ نقطة هناك ما يحجبكِ عنه ٢ نقطة
, لكنها أخمدت هذا الصوت بقوةٍ وصمت أذنيها عنه ٢ نقطة
, استقامت قليلا وهي تشعر بأنها محطمة تماما ، فبان على وجهها قليلا و لمحه هو ٢ نقطة فعبس و اقترب منها ببطء قبل أن يجلس بجوارها ٢ نقطةيتأملها طويلا لتتباطأ عيناه على الكدمات الخفيفة عند عنقها و كتفيها ،
, ازداد عبوسه وهو يرفع اصابعه ليلاحق تلك الآثار الحمراء فيتفتت قلبها الي شظايا تحت وقع لمساته الخفيفة ٢ نقطة الى أن همس بخشونة
, ( لقد آذيتك ٢ نقطة )
, هزت حور رأسها نفيا و هي تتشرب ملامحه حبا و ولها ثم همست باختناق لا تعلم له سببا محددا على عكس المفترض أن تكون الآن في قمة سعادتها ٢ نقطة
, ( لا ٢ نقطة لم تؤذني ، ٢ نقطة )
, اسبلت جفنيها قليلا تبتلع ريقها لتتحرك عضلات عنقها تحت أصابعه ثم همست بخوف مشوب بالحزن
, ( هل فعلت شيئا خاطئا ؟ ٢ نقطة )
, اتسعت عيناه للحظةٍ ثم بهتت تعابير وجهه وهو يقول بخفوت
, ( لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة بل أنا من فعلت و كنت قاسيا معك )
, انتهزت حور الفرصة لتحاول الوصول اليه ، فقالت بوداعة و ضعت بها كل رقتها
, ( لقد أغضبتك بالأمس ٢ نقطةكما أفعل دائما )
, قال نادر و اصابعه تتجول فوق وجنتها ٢ نقطة
, ( وما الجديد في ذلك ؟ ٢ نقطة أنتِ دائما ما تفعلين فعلتكِ ثم تفكرين بعدها ٢ نقطة و ليس العكس أبدا )
, طرفت بعينيها وهي تعض شفتها بحزن ٢ نقطة الا انه قرصها من ذقنها بخفةٍ لتنظر اليه ، و حين نظرت ٢ نقطة فاجأتها تلك النظرة العميقة التي اختفى منها الغضب ٢ نقطة وحل محله شيئا غريبا مختلطا من تفكير و شرود و عاطفةٍ لم تخبو بعد ٢ نقطةو ٢ نقطة شعورٍ بالذنب ٢ نقطة هل هي تتوهم ام انها ترى الذنب يظلل نظراته ٢ نقطة
, حين شعرت بالخوف من الإجابة سارعت لتهمس
, ( أنا آسفة ٢ نقطة س ٢ نقطة سأتعقل في المرة المقبلة )
, لم يجبها وهو يتأمل كل ذرةٍ فيها بشروده الغريب ٢ نقطة حينها تجرأت على رفع يدها و لمست كتفه وهي تهمس
, ؛( لقد اشتقت اليك ٢ نقطة جدا ٢ نقطة هل اشتقت الي بالمثل ؟ )
, للحظةٍ لم يرد و ازدادت نظراته عمقا ٢ نقطةثم قال دون مقدمات
, ( طبعا ٢ نقطة )
, كلمة واحدة مؤكدة ٢ نقطة بعد أن كان يبغض النظر اليها قبل أن ينفصلا في المرة الأخيرة ، هل تغير فعلا ؟ ٢ نقطة أو هل تغيرت مكانتها بقلبه ؟٢ نقطة
, لكن لماذا تجهض الأمل في قلبها قبل أن ينمو ٢ نقطة لماذا تشعر بذلك الإنقباض البغيض و لماذا يقتلها النقص ٢ نقطة
, كيف تصل اليه ؟ الي داخله ٢ نقطة الي اعمق أعماقه ٢ نقطة و كلما حاولت ، لا تنجح الا في إبعاده عنها ٢ نقطة
, ابتسمت باهتزاز و كأنها ابتسامة ألم ٢ نقطة و لمحها هو فانتقل ألمها الي عينيه ، ٢ نقطة ظل ينظر اليها قليلا قبل أن يغرز أصابعه في شعرها وهو يرجعه الي الخلف ، ليميل برأسها وهو ينحنى اليها ليسكن الألم في عينيها باشباع شوقها اليه ٢ نقطة
, تنهدت حور بحرارةٍ وهي تلف ذراعيها حول عنقه و تجذب رأسه اليها ٢ نقطة و قد قررت تأجيل التفكير لما بعد ٢ نقطة
, تأجيل التفكير الغريب الذي اشتعل بداخلها و هي تسمع همساته لأذنها بأنه يحتاجها ٢ نقطة
, تكاد تذوب عشقا عند قدميه لتخبره أنها معه دائما و لن تتركه ولو حتى طلب هو ٢ نقطة
, أنه ملكها و هي ملكه ، وما أن يحتاجها حتى يجدها أمامه تقدم له قلبها المفتون بحبه منذ سنوات دون أن يفقد ذرة من توههجه ٢ نقطة
, مضمضة ألم الخوف من همساته التي لم تخطىء يوما و تزل بلفظ الحب أبدا ٢ نقطة
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, وقفت أمام المرآة وهي تضع يدها على صدرها الخافق ، تنظر لنفسها بانشداه ٢ نقطة فاغرة فمها قليلا ، تنظر لنفسها بعينين متسعتين ٢ نقطةثم لم تلبث أن ضحكت ضحكة خافتة مذهولة ٢ نقطة
, هل هذا هو نادر بالفعل ؟ ٢ علامة التعجب ٢ نقطة هل هو حقا من ضيعها في عنف أشواقه لساعاتٍ و ساعات ؟ ٢ علامة التعجب ٢ نقطة
, اهتزت ابتسامتها قليلا ٢ نقطة الا انها عادت و هزت رأسها لتبعد عنها شبح الخوف من جديد ، و لتتمتع بذكرى الساعات الماضية و التي اعلمتها كم تعشقه و زادتها بذلك علما فوق علمها ٢ نقطة
, فاجأها صوت طرق الباب ليخرجها من هيامها بصورتها ومع أحلامها ٢ نقطة فعبست وهي تتسائل عن هوية من يقتحم عليها خصوصية تلك اللحظات ٢ نقطة
, اتجهت ببطءٍ و على مضض الي الباب لتفتحه ٢ نقطة فاندفعت الزوبعة الصغيرة ذات الشعر الناعم المتطاير حول الوجه الأبيض المتشرب باحمرار البهجة و اللعب ٢ نقطة
, ابتسمت حور ابتسامة واسعة وهي تراه يتعلق بساقها رافعا رأسه اليها بابتسامة بدت شبيهة بابتسامتها بشكلٍ غريب ٢ نقطة
, ثم انحنت اليه على ركبتيها لتحتضنه بقوةٍ قبل أن تنظر لعمق عينيه و ترفع إصبعي السبابة و الإبهام لكلتا يديها و هي تشير له بعلامة الحب ٢ نقطة لكن ما فتن قلبها هو أنه رفع يديه الصغيرتين ليشير بنفس الحركة التي أخذت تعلمها له على مدى شهرٍ كامل بعد ٢ نقطة
, وكم كان انجازا عظيما حين فعلها لأولِ مرة ٢ نقطة
, لاحظت حور أن هناك من تقف عند الباب ، فرفعت رأسها لتجد علية تقف خارج الباب و هي تنظر اليهما مبتسمة برقة و اتزان ٢ نقطة لكن نظرتها كان يشوبها بعضا من الألم و الحنين و الإشتياق ٢ نقطة
, نهضت حور ببطءٍ ٢ نقطة لتقول بتردد
, ( مرحبا ٢ نقطة تفضلي )
, هزت علية رأسها نفيا دون أن تفقد ابتسامتها ، ثم قالت بهدوء
, (شكرا ٢ نقطة لا داع ٍ ، أردت فقط أن أوصل معتز بنفسي ،٢ نقطة و اطمئن عليكِ ثم سأرحل مباشرة )
, ارتبكت حور و هي تتذكر المرة الأخيرة التي تقريبا طردتها فيها من بيتها ٢ نقطة
, فكرت حور بذهول الي مستوى كانت قد وصلت من الدونية ذات يوم ٢ نقطةفي التعامل بهذا الشكل ٢ نقطة
, لذا قالت بخفوت و ارتباك ٢ نقطة
, ؛( من فضلك تفضلي قليلا ٢ نقطة )
, ارتبكت علية هي الأخرى و شعرت بالتردد ، ٢ نقطة لذا أصرت حور
, ؛( رجاءا تفضلي ٢ نقطة )
, دخلت علية بعد عدة لحظات ٢ نقطة وهي تجيل عينيها في أنحاء المكان ثم قالت مبتسمة بخفوت
, ( لقد غيرتِ ترتيب بعض الأشياء ٢ نقطة عن المرة السابقة )
, اضطرت حور للابتسام قليلا ثم قالت معترفة
, ( أنتِ قوية الملاحظة جدا ٢ نقطةنادر نفسه لم يلاحظ )
, ضحكت علية بخفة وقالت
, ( ومن منهم يلاحظ ؟؟ ٢ نقطة لقد خلقو كي لا يلاحظو ٢ نقطةانه ضمن تركيب خلاياتهم )
, ضحكت حور وهي تفرك أصابع يديها بتوتر ٢ نقطة الى أن تابعت علية
, ( كيف حالك الآن ؟ ٢ نقطة)
, ردت حور بسرعة
, ( أنا بخير ٢ نقطة لقد ٢ نقطة لقد أردت أن أشكرك لأنك ساعدتني بالأمس )
, قالت علية بهدوء
, ( ليست المرة الأولى التي اشتبك فيها مع ذلك الشخص ٢ نقطة و قد حذرته مرارا من ايذاء زوجته ، لكن ما يتعاطاه يجعله أعمى تماما ٢ نقطة )
, قالت حور بعدم فهم
, ( و ما الذي يجبرها على تحمل هذا الوضع ؟ ٢ نقطة)
, تنهدت علية و هي تقول بهدوء
, ( كثيرا ما تجبرنا الحياة على ما لا نطيقه ٢ نقطة و تعطينا القوة كي نتحمله )
, مرت عدة لحظات صمت و علية تتحرك بخفة من أمام الطاولةِ تتأمل بعض القنينات الزجاجية الملونة التي تزينها و تمد أصابعها لتتلمسها ٢ نقطة
, ثم اتجهت الى المرآة و وقفت تنظر لنفسها لحظة قبل أن تخلع وشاحها من على رأسها ٢ نقطة ليتهدل شعرها الأسود الناعم من حول وجهها ٢ نقطة فقط بضع شعراتٍ فضية زينته و زادته رونقا ٢ نقطة
, فكرت حور بداخلها ٢ نقطة" كم هي جذابة ، و تمتلك شيئا خاصا محببا للنفس " ٢ نقطة
, التفتت علية اليها مبتسمة و هي تراها تنظر اليها بتدقيقٍ فارتبكت حور ثم قالت بعد تردد
, ؛( أنا ٢ نقطة أنا ٢ نقطة أردت أن أعتذر اليكِ ، عما بدر مني آخر مرةٍ كنتِ فيها هنا ٢ نقطة)
, قاطعتها علية دون أن تسمح لها حتى بالمتابعة
, ( ماهذا الكلام ؟ ٢ نقطة مجددا ؟ ٢ نقطة الم تعتذري لي سابقا و أنهينا الموضوع ؟ )
, شعرت حور بقبضةٍ ثلجية من تذكر ذلك الموقف ،،الا أنها قالت بخفوت مخفضة رأسها ٢ نقطة
, ( تلك المرة ٢ نقطة أجبرني نادر على الاعتذار ، أما الآن ٢ نقطة فأنا أعنيه ، ٢ نقطة أعرف أن الأمر يشكل فراقا ٢ نقطة لكن ٢ نقطة )
, قاطعتها علية للمرة الثانية وهي تقول بصوتها الجذاب المبتسم ٢ نقطة
, ( بل يشكل فارقا كبيرا ٢ نقطة اشكرك يا حور )
, رفعت حور رأسها اليها و نظرت اليها قليلا ٢ نقطة ثم قالت
, ( حقيقة ٢ نقطة لم أكن عنيفة الى هذا الحد منذ عدة سنوات ٢ نقطة كنت منتعشة ، اضحك من حولي دائما ٢ نقطة لكن منذ فترةٍ و أنا لا أفعل سوى ايذاء الناس ٢ نقطة )
, صمتت علية عدة لحظات ٢ نقطة ثم قالت
, ( أنتِ تتحملين الكثير ٢ نقطة و لكِ كل العذر )
, اتسعت عينا حور بصدمة ٍ كبيرة ٢ نقطة لأول مرةٍ في التاريخ تشعر بأن أحدا متعاطفا معها ٢ نقطة و يعطيها عذرها ٢ نقطة
, همست حور بعدم تصديق ( أنا ؟ ٢ علامة التعجب ٢ نقطة )
, قالت علية بثقةٍ و تعاطف
, ( أنتِ تحاولين التأقلم مع ابنك ٢ نقطةيوما بعد يوم ٢ نقطة يوما تنجحين و يوما تفشلين ٢ نقطة لكنك لا تيأسي ، ٢ نقطة حتى أنكِ في لحظاتِ يأسك تتحولين لطفلةٍ و تحاولين أن تستمدي منه طريقة في التعامل ٢ نقطة
, كل ذلك ليس بالشيء اليسير ٢ نقطة الأمومة تكون ممهدة عند بعض الأمهات و عند بعضهن لا ٢ نقطة )
, ظلت حور تنظر اليها بصمت ٢ نقطة ينتابها احساس غريب ٢ نقطة جميل جدا ٢ نقطة هل هي فعلا تفعل ما يستحق الثناء مع معتز ٢ نقطة
, معتز كانت أكثر نقاط حياتها و التي تشعرها بالخزي ٢ نقطة بالخزي من نفسها ٢ نقطة لعدم قدرتها في اعطاؤه ما يستحقه كباقي *******
, كم هو احساس مذهل أن تنال المرأة ثناءا على كونها أم ٢ نقطة
, ابتسمت حور و بدت ملامحها متألقة و مشعة ٢ نقطة فابتسمت علية كذلك و قالت بشرود
, ( أتعلمين أنكِ تذكريني بنفسي ٢ نقطة )
, اتسعت عينا حور قليلا وهي تنظر اليها قبل ان تضحك بخفةٍ لتقول
, ( لا ٢ نقطة لا أعتقد ، لو عرفتني حق المعرفة لما قلتِ ذلك ٢ نقطة لقد فعلت مصائب و مصائب )
, ضحكت علية قبل أن تقول
, ( لا صدقيني ٢ نقطة حين ارى نظراتك للغالي أتذكر نفسي ٢ نقطة اتعلمين أنني أنا من عرضت الزواج على زوجي رحمه **** ٢ نقطة )
, اتسعت عينا حور اكثر و اكثر ٢ نقطة و ما لبثت أن ضحكت عاليا ، فشاركتها علية ضحكتها الى أن قالت حور مذهولة
, ( و كيف كان ذلك ؟٢ علامة التعجب ٢ نقطة )
, خفت ضحكة علية و بان بعض الحزن في عينيها الجميلتين و انحناءة شفتيها ٢ نقطة وهي تهمس
, ( إنها قصة طويلة ٢ نقطة قد أحكيها لكِ ذات يوم )
, شردت عينا حور كذلك و هي تفكر بانقباض
, " أنا أيضا حصلت على زوجي بطريقتي الخاصة ٢ نقطة لكني بالتأكيد لن أحكيها لكِ ذات يوم ٢ نقطة "
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, على الرغم من أن العمل كان الشيء الوحيد الذي يلهيه تماما ٢ نقطة الا أن هذا اليوم لم يستطع القضاء على ترك ما يطوف بذهنه و عقله و قلبه ٢ نقطة
, منذ الصباح وهو يشعر بالجنون ٢ نقطة ماذاك الجنون الذي يحياه و الذي تفجر ليلة أمس و اليوم صباحا ٢ نقطة بمجرد أن رآها بالأمس ٢ نقطة
, سلمى ٢ نقطة
, مد يده يضغط على أعلى أنفه بين عينيه بإرهاق ٢ نقطة وهو غير قادر على إبعاد صوت رنين خلخالها و أسوارها من اذنيه طوال الليل ٢ نقطة ابتسم قليلا ٢ نقطة و لكن بداخله شعور بالذنب كان ينهشه ٢ نقطة لا يعلم لماذا يشعر بـأنه قد استغلها بقسوة ٢ نقطة
, لكن لا ينكر أن تلك الساعات التي قضاها وهي بين ذراعيه كانت كل ما أراده و احتاجه في تلك اللحظة ٢ نقطة
, .ما أسهل من الإستلام لها ٢ نقطة وكم يريد في تلك اللحظة أن يعود اليها ، يأخذها بين ذراعيه ليراضيها و يخبرها بأنه لم يقصد أن يكون قاسيا معها ٢ نقطة لم يقصد أن يستغلها ٢ نقطةمهما كان ما ناله منها ، الا أنه لم يشأ أن يستغلها على ذلك النحو لرغباته لا أكثر ٢ نقطة وهذا ما كان يتجنبه طويلا منذ أن فشل في الوقوع في حبها عاما بعد عام ٢ نقطة
, بالأمس حين رأى ذلك الحيوان يتهجم عليها كان على وشكِ أن يقتله ٢ نقطة و حين رآها مشعثة الشعر تصرخ و تشتم في الطريق كان يود لو يقتلها كذلك ٢ نقطة
, زم شفتيه وهو يفكر مخادعا نفسه ٢ نقطة هي السبب في انفجاره بها ٢ نقطة استفزازها ليس له حدود ، وجنونها ليس له أي قيود ٢ نقطة
, لكن في زاوية عميقةٍ بداخله ٢ نقطة يرفض النظر اليها بوضوح ، لا ينكر أنه كان يشعر بالغرابة من تلك القوة و الشراسة التي كانت تدافع بها عن انسانة ضعيفة ليس لها وجود اطلاقا في عالم حور الزائف ٢ نقطة
, كانت أول مرةٍ يراها تثور لغيرها ٢ نقطة على الإطلاق ٢ نقطة من يومِ أن عرفها ، لا يتذكر يوما رآها تفكر في أحدٍ غير نفسها ٢ نقطة
, و ليلة أمس ٢ نقطة تنهد نادر بعمق ٢ نقطة ليلة أمس كانت مختلفة تماما ، و كأنها كانت تشعر بما به و تواسيه ٢ نقطة، بينما هو كان هائجا ما بين غضبه منها و غضبه من الماضي الذي تجلى له في آخر لحظة يتمناها ٢ نقطة
, وهي كانت ٢ نقطة
, قاطع تفكيره صوت هاتفه يجذبه بشدةٍ من ذكرى تلك الساعات مع زوجته ٢ نقطة تنهد بيأسٍ وهو يتطلع الى الرقم المحفوظ في ذاكرته تماما دون اسم ٍ على الهاتف ٢ نقطة و دون أن ينساه أبدا ٢ نقطة
, رد بتثاقل هامسا
, ( صباح الخير يا سلمى ٢ نقطة )
, سمع صمت قصير يتخلله نفسها الهادىء ٢ نقطة قبل أن يسمع صوتها يأتي حزينا دون أن تخفي حزنه
, ( انتظرتك أن تكلمني ٢ نقطة أمي تريد أن تراك ، لم تعد تسأل عنها و هذا يحزنها ٢ نقطة يحزنها بشدة )
, تنهد مرة أخرى دون صوت ٢ نقطة حرص بكل قوته الا يسمعها تنهده ٢ نقطة ثم قال بعد عدة لحظات بهدوء
, ( لم أحب أن أحزنها أبدا ، لكن الظروف ٢ نقطة )
, قالت تقاطعه بحزن
, ( لأنك تزوجت ؟ ٢ نقطة وماذنبها لكي تقاطعها ؟ ٢ نقطة )
, قال نادر بتعب
, (سأراها ٢ نقطة سأراها في أقرب فرصة ، ٢ نقطة)
, همست ( متى ؟ ٢ نقطة )
, أغمض عينيه وهو يستند بظهره الي مقعده ٢ نقطة و صوتها يتسسل بخبثٍ الي أذنيه ، دائما ما كان لحنا حزينا في أذنيه ٢ نقطة منذ سنوات أحب سماعه ، و أحب العزف على أوتاره ٢ نقطة
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, بعد مرور شهرين ٢ نقطة
, كانت تعيش حلما رسم لها من حيث لا تعلم ٢ نقطة ثلاثة أشهر و على الرغم من كل ما يجذبها لطريق الحزن و الألم ٢ نقطة الغضب و الإنفجار ٢ نقطة الا أنها تعود و تجد نفسها لا ترى سوى نعيم العشق الذي أطل عليها بخجلٍ تدريجيا لتستيقظ ذات يوم مدركة أنها تعشقه بكل جوارحها و بكل جنون ٢ نقطة
, ابتسمت بسعادةٍ و غمازتيها تضحكان في وسط وجنتيها المتوردتين ٢ نقطة شهرانِ و يبدو أن العسل لن ينتهي أبدا ، من قال أن السعادة تخبو بعد شهر العسل ٢ نقطة
, كل يومٍ يغمرها عشقا و شغفا ٢ نقطة يريها العالم كله داخل حدود هذه الغرفة التي أصبحت دنيا أحلامها ٢ نقطة صوته العميق النبرات يتألق هامسا بكلماتٍ لم تسمعها يوما ٢ نقطة و لم تقرأها ولا حتى في الأشعار و أبيات الغزل ٢ نقطة
, كلام حبه هو ٢ نقطة عشقه هو ٢ نقطة كلام خاص بعاصم رشوان ٢ نقطة
, تنهدت برقةٍ وهي ترتب له الأشياء القليلة التي يأخذها معه حين يخرج ٢ نقطة هاتفه ، مفاتيحه ، محفظته ، ٢ نقطة مديته موجودة هناك بين أشياءها الخاصة ٢ نقطة لا تسمح له باستعادتها أبدا ، و الحقيقة أنها أصبحت تذكارا منه غاليا على قلبها ٢ نقطة ولن تفرط بها أبدا ٢ نقطة تماما كتلك الماشاء **** الذهبية التي لم تخلعها من عنقها أبدا ٢ نقطة
, تذكاراته تتوالى و هي تحفظها بين ضلوعها واحدة بعد أخرى ٢ نقطة
, التفت فجأة ذراعين قويتين حول خصرها لترفعها عن الأرض مستندة الى ظهر قوي ٢ نقطة فشهقت ضاحكة بخوفٍ وهي ترجع رأسها لتستند بها الى كتفه العريضة ٢ نقطة و هتفت بغضب ممازح
, ( لقد أفزعتني ٢ نقطة )
, قال بصوته العميق من بين خصلاتِ شعرها و شفتيه تتلمسان جانب عنقها الطويل
, ( جيد ٢ نقطةكنت قد بدأت أيأس من إمكانية تواجد ما قد يفزعك )
, ضحكت بخفوت وهي تتنهد ٢ نقطة فقال بصوته الذي يشعل حواسها
, ( ما سبب تلك التنهيدة ؟ ٢ نقطة )
, همست وهي لا تزال مغمضة عينيها تؤرجح ساقيها قليلا ٢ نقطة
, ( لا أريدك أن تخرج ٢ نقطة )
, أنزلها على قدميها ليديرها اليه وهو ناظرا اليها بغضب ثم قال
, ( ما المفترض أن أفعل بتلك الجملة الآن ؟؟ ٢ نقطةتختارين أسوأ الأوقات يا بنت السلطان )
, ضحكت بخبثٍ وهي تقول برقتها التي تذيب قلبه
, ( أعرف ٢ نقطة لأشعل حبي بقلبك أكثرو أكثر ٢ نقطة )
, للحظاتٍ زال المزاح من عينيه وهو يراقبها تمزح بمزاحٍ يعتبر جريء جدا بالنسبة لابنة المستشار ذات العقل الحجري التي عرفها دائما ٢ نقطة
, لقد استجاب **** لدعائه و القى حبه في قلبها ٢ نقطة حتى نظرتها اختلفت ٢ نقطة ابتسامتها و صوتها اختلف ٢ نقطة أم يكون هو من يتوهم بفعل العشق ٢ نقطة
, لا يتخيل أن يبعدها شيء عنه بعد الآن ٢ نقطة يشعر و كأنه سيموت ان افترق عنها ٢ نقطة
, نظرت بعبوسٍ الي عينيه اللتين فقدتا بريقهما و ملامحه التي شحبت قليلا ٢ نقطةفمدت يدها تجذبه من أنفه وهي تكرمش وجهها قائلة
, ( ما الذي يشغلك عني الآن ؟؟ ٢ نقطة )
, صمت عاصم لعدة لحظات ثم قال أخيرا بخفوت
, ( تعلمين أنني أحبك اليس كذلك ؟؟ ٢ نقطة )
, عادت لتبتسم ببطء و أخذت ابتسامتها تتسع حتى شملت وجهها كله ٢ نقطة و احمر وجهها الا أنها همست
, ( نعم أعرف ٢ نقطة )
, ضمها الي قلبه بقوةٍ دون أن يضيف كلمةٍ أخرى ٢ نقطة ضمها بقوةٍ حتى سمعت قرقعة بعض عظامها الهشة فتأوهت وهي تضحك لتقول
, ( لقد كسرت عظامي ٢ نقطة ابتعد قليلا ٢ نقطة متوحش )
, ابعدها عنه لينظر الى وجه القمر بصفائه ٢ نقطة ثم قال بخشونةٍ بينما قلبه يود لو يخبئها بداخله للابد ٢ نقطة
, ( متوحش ٢ علامة التعجب ٢ نقطة ما رأيك بما أنني عاصم رشوان ٢ نقطة ومن حقي اخذ القدر الذي احب من الاجازات ، أن أقضي اليوم معك و أريك التوحش بعينه ٢ نقطة )
, أخذت تتلاعب بأزرار قميصه تحت سترته المفتوحة بدلال قبل وهي تقول
, ( أمممممم ٢ نقطة عرض مشوق للغاية ،٢ نقطة و استغلال سيء لمكانتك ٢ نقطة و أنت تقريبا لم تغادر البيت خلال الشهرين الماضيين سوى بضع مرات ، )
, ابتسم بعبثٍ وهو يميل اليها يشبعها من شوقه النهاري ٢ نقطة و بعد عدة لحظات من الهوى الجامح ابتعدت عنه و دفعته قليلا وهي تحاول تهدئة قلبها المجنون بخفقاته ٢ نقطة ثم قالت محاولة التظاهر بالجدية الفاشلة
, ( كفى يا عاصم ٢ نقطة يجب أن تذهب لعملك الآن ، امممممممم و بمناسبة العمل ٢ نقطة )
, عبست ملامحه دون حتى ان تكمل و اكفهرت فقالت صبا باستياء
, ( ماذا ؟؟ ٢ نقطة لم أقل شيئا حتى ٢ نقطة عاصم لقد وعدتني الا تمنعني عن عملي ٢ نقطة أتذكر ؟؟ ٢ نقطة )
, قال عاصم بغضب و نفاذ صبر و يديه على خصرها
, ( لما لا تتفرغين لإنجاب الأطفال كالنساء الطبيعيات بدلا من جلجلة صوتك في المحاكم مع المجرمين ٢ نقطة )
, لم ترد ٢ نقطة حقا لم ترد ٢ نقطة لم تجد ما يناسب الرد في بالها ، ٢ نقطة كل ما فعلته أن أصبحت ملامحها كلها في خطوطٍ مستقيمةٍ أفقية
, من حاجبيها لعينيها لشفتيها ٢ نقطة باختصار عادت لترتدي الوجه الحجري ٢ نقطة حيث اختفت الغمازتين و ظهر التهديد جليا في وجهها ٢ نقطة
, فتنهد عاصم وهو يستدير قائلا بصمت
, ( هاقد بدأ اليوم بالوجه الحجري ٢ نقطة )
, لكن صبا لم تتركه و هي تلتف من حوله لتواجهه ، ثم رفعت رأسها بشجاعةٍ لتقول
, ( عاصم ٢ نقطة لقد وعدتك الا أخفي عنك شيئا ، لذا ٢ نقطة من واجبي أن أخبرك بأنني أتابع قضية الراجي و الدالي من موقعي هذا ٢ نقطة )
, تسمر عاصم مكانه ٢ نقطة وظل ينظر اليها دون أي تعبير حتى شعرت بالتوجس ، ٢ نقطة لكنها فوجئت به يقول بهدوء
, ( وكيف تتابعين القضية ؟ ٢ نقطة )
, صمتت وهي تتأمل ملامحه التي ارتدت حاجزا حجبه عنها تماما ٢ نقطة ثم قالت بخفوت
, ؛( زميلي حاتم كان يجمع معي كل ما استخدمته كأدلة ٢ نقطة في الواقع كان مصدري الأساسي بعد أن كان يعمل في مجموعة الراجي و ناله منهم الكثير ٢ نقطة الآن هو يعيد فتح الثغرات التي استخدموها في تبرئة عثمان الراجي و هو يبقيني على علمٍ بكل التطورات اولا بأول ٢ نقطة الى أن أستطيع النزول بنفسي )
, لم يرد و لم تتغير ملامحه لفترةٍ طويلة ٢ نقطة حتى زاد توجسها بل و انقلب الي بعض الخوف ٢ نقطة الا إنها رفضت الإعتراف به ٢ نقطةانها حتى الآن لم تخبره بعد بالرسائل القذرة ذات الرقم المخفي و التي تنهال عليها طيلة الشهرين الماضيين ٢ نقطة لكن لا بأس ٢ نقطة صبرا فقط ٢ نقطة
, حين تكلم عاصم أخيرا ٢ نقطة كان صوته هادئا جدا وهو يقول
, ( حاتم ٢ نقطة تتكلمين معه ، ربما يوميا ٢ نقطة على الهاتف و ربما أيضا على حاسبك ٢ نقطة اليس كذلك ؟ )
, يالهي ٢ نقطة ليس مجددا ٢ نقطة أخذت نفسا وحاولت أن تكون هادئة قدر المستطاع وهي تقول
, ( عاصم ٢ نقطة إنها ظروف العمل و أنا أتكلم في موضوع أخطر من ذلك بكثير ٢ نقطة أرجوك حاول تفهم ذلك )
, لاحظت عضلات صدره تتحرك وكأنه يكبح نفسه ، و عضلت فكه تتوتر كذلك ٢ نقطة كان يبدو بمنتهى الوضوح وكأنه يحاول السيطرة على نفسه ٢ نقطة و حين تكلم قال مبتسما بهدوء
, ( و الي ماذا توصلتما ؟؟ ٢ نقطة )
, اشرقت ابتسامتها من جديد وهي تنظر اليه بحبٍ فاق كل وصف ٢ نقطة ثم قالت تطمئنه من كل قلبها
, ( الكثيييير ٢ نقطة )
, ظلت ابتسامته على حالها دون أن تهتز ٢ نقطة لكن عينيها احتضنتاها بدفءٍ اذهلها و كأنهما تريدان احتوائها ، ثم همس مبتسما
, ( جيد ٢ نقطة )
, اشرقت ابتسامتها أكثر و أكثر وهي ترفع اصبعها منبهة
, ( و سأعود الى عملي قريبا جدا ٢ نقطة )
, أومأ عاصم برأسه دون أن يرد ٢ نقطة فاندفعت تتعلق بعنقه وهي تبثه كل حبها دون أن تقوى على مقاومة نظرة عينيه أكثر حينها فقد كل أسلحته و هو يرد على شوقها بشوقٍ أعنف ٢ نقطة يعود لضمها و كأنه لا يريد أن يغادرها و لو للحظة ٢ نقطة بينما هي تهمس في اذنه متابعة
, ( بعد أن أشبع منك ٢ نقطة )
, لم يرد للحظات ثم همس في اذنها بصوتٍ غريب
, ( جيد ٢ نقطة لانك لو رهنتِ عودتك لعملك بجوعي أنا ،،،فستنتظرين طويلا ٢ نقطة )
, احمر وجهها بشدة وهي غير قادرة على مجاراة جرأته ٢ نقطة فصمتت تضحك وهي تتجنب عينيه ، دون أن ترى اختفاء ابتسامته تماما و تصلب فكه٢ نقطة و نظرته التي تلتهم ملامح وجهها بقلق ٢ نقطة الى أن قال أخيرا
, ( يجب أن أذهب الآن ٢ نقطة)
, نظرت اليه مبتسمة برقة ثم همست ( في أمان **** ٢ نقطة )
, وحين استدار كانت عيناه تلمعان شرا ٢ نقطة ورعبا ٢ نقطة معا
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, اتجهت صبا بعد خروج عاصم الى آخر الممر الطويل ٢ نقطة حيث الباب المغلق لمدة شهرين ٢ نقطة
, توقفت أمامه و تنهدت بحزن وهي تتطلع الي الباب المغلق بقسوة ٢ نقطة منذ شهرين وهي تلتزم غرفتها دون أن تخرج منها أبدا ٢ نقطة بالكاد كانو يرونها ، فقط حينا تضطرا هي و الحاجة روعة في اطعامها بالقوة ٢ نقطة
, في الأيام الأولى رفضت الأكل تماما الى أن دخلت مرة فوجدتها مغشيا عليها ٢ نقطة فصرخت من الرعب و الهلع و جاء عاصم جاريا ليحملها الى السرير ٢ نقطة وما ان مرروا زجاجة عطر صغيرة أمام أنفها حتى أفاقت و رفضت صارخة بجنون أن يتركوها وحدها و بأنها لا تريد أي طبيب ٢ نقطة
, منذ ذلك اليوم وهي تلتزم غرفتها لا تغادرها أبدا ٢ نقطة ترفض الكلام مع أيٍ منهم ، ومهما حاولت صبا ٢ نقطة تبدو وكأنها تكلم نفسها ٢ نقطة
, أحيانا فقط تدخل لتجد أن الحاجة روعة تجلس أرضا بجوارها آخذة رأس حنين على ركبتيها لتمشطه بأصابعها ٢ نقطة بينما حنين صامتة تماما ٢ نقطة
, تنهدت صبا مرة أخرى بأسى ٢ نقطة تشعر بذنبٍ يقتلها تجاه حنين ، ٢ نقطة حنين أصبحت الأخت التي تمنتها يوما ، أصبح لها معزة بقلبها تفوق الوصف و ألما غير قادرة على تجاهله ٢ نقطة
, لكن شعورها بالذنب ينبع من سعادتها التي لم تستطع السيطرة عليها خلال الشهرين السابقين ٢ نقطة رغما عنها و عن كل ما حولها قلبها يخفق بالسعادة ٢ نقطة
, شعور خارج عن يدها ٢ نقطة و على الرغم من أنها تقريبا لا تكاد تخاطب عاصم بكلمةٍ خارج غرفتهما مراعاةٍ لشعور حنين ٢ نقطة الا أن حنين و على الرغم من كل ذلك الحذر و كأنها شعرت بجو السعادة التي هي منبوذة منه قتقوقعت على نفسها و تجنبت صبا لمدة شهرين ٢ نقطة
, رفعت صبا يدها لتلامس سطح الباب المغلق وهي تهمس ٢ نقطة
, ( سامحيني يا حنين ٢ نقطة سامحيني على تلك المشاعر التي تفيض بداخلي ، لم أتقصدها ٢ نقطة و لم اتقصد أن أسعد وقت ألمك ٢ نقطة )
, حين سألت عاصم عما ينتظره الى الآن ٢ نقطة تنهد بيأسٍ وهو يقول
, ( أنتظر الى أن يهدأ الأمر قليلا ٢ نقطة لقد تدمرت سمعتها تماما و خاصة بعد المعركة بين جاسر ومالك في الحي القديم ٢ نقطة لقد استنتج الجميع كل أنواع القصص التي يريدونها ٢ نقطة لقد تدمرت حياتها تماما ، و أفكر ألف مرة ٍ قبل دخول طريق المحاكم ٢ نقطة خاصة وأنني أخشى أن يكون ذلك القذر ٢ نقطة مخبئا لها شيئا و يظهره وقت الضرورة صمته لا يريحنى ٢ نقطة لم يعد ليطالب بها و لم يفعل أي عمل متهور بعد خروجه من قسم الشرطة )
, همست صبا بداخلها بأن عاصم محق تماما ٢ نقطة سكوت ذلك الهمجي حتى الآن مخيف جدا ٢ نقطة وكأنه يدبر شيئا ما ٢ نقطة
, أخذت نفسا عميقا ثم طرقت الباب و فتحته بعد أن يئست تماما من أن ترد حنين على الطارق ٢ نقطة فأصبحت هي و الحاجة روعة تدخلان دون اذن ٢ نقطة
, أجالت عينيها بقلق في الغرفة التى بدت فارغة ٢ نقطة وهمست ( حنين ٢ نقطة )
, لكنها مع ثاني نظرةٍ رأت قدمٍ صغيرةٍ ظاهرةٍ من جانب طاولة الزينة ٢ نقطة اتجهت صبا ببطء اليها لتجدها جالسة أرضا مستندة بظهرها الى جانب الطاولة الضخمة فاختفت خلفه و ظهرت قدمها وهي تضم ركبتيها الى صدرها ٢ نقطة
, شع الحنان من عيني صبا و هي تنظر اليها ، ثم انحنت لتتربع بجوارها على الأرض ٢ نقطة قبل أن تهمس
, ( صباح الخير حبيبتي ٢ نقطة
, افتقدك جدا يا حنين ، لماذا تقاطعيني ؟؟ ٢ نقطةهل فعلت ما أغضبك ؟؟ )
, أخفضت عينيها يأسا و هي تواجه صمت كل يوم ٢ نقطة ثم همست مبتسمة
, ( أتعلمين أن فتحية حالتها تتحسن يوما بعد يوم ٢ نقطة أنتِ لم تريها بعد ، هي من اعتنت بي بعد وفاة أمي و هي طريفة و حنونة جدا ٢ نقطة )
, لم ترد حنين و لم تنظر اليها ٢ نقطة تنهدت صبا بحزن وهي تقول
, ( لا أستطيع تحمل حالتكِ تلك ٢ نقطة و لم أعرف مدى معزتكِ عندي الا بعد أن توقفتِ عن الكلام معي ٢ نقطة سأذهب حبيبتي إن كنتِ ٢ نقطة )
, قاطعتها حنين دون أن تنظر اليها
, ( لماذا لم تحضري لي الفطور ؟؟ ٢ نقطة هل يأستِ من إطعامي )
, اتسعت عينا صبا ذهولا وهي تنظر الى حنين تتأكد من أنها تكلمت معها أخيرا ٢ نقطة فقالت بلهفة
, ( هل أنتِ جائعة ؟؟ ٢ نقطة سأحضر لكِ كل ما في المطبخ )
, أومأت حنين برأسها وهي تنظر أمامها بشرود ثم قالت
, ؛( نعم أنا جائعة جدا ٢ نقطة )
, نهضت صبا على ركبتيها ٢ نقطة وهي تقول بلهفة
, ( لحظة واحدة فقط ٢ نقطة )
, و قبل أن تنهض على قدميها تعلقت فجأة بعنق حنين تعصره بمحبةٍ وهي تقول
, ( اشتقت اليكِ ٢ نقطة )
, لم ترد حنين للحظات ٢ نقطة ثم همست أخيرا و هي تربت على ذراع صبا
, ( و أنا أيضا ٢ نقطة )
, و بعد أن خرجت صبا ٢ نقطة تابعت حنين جملتها المبتورة
, ( اشتقت لنفسي ٢ نقطة )
 
الفصل الثاني والخمسون


تلك الليلة كانت العاصفة قوية ٢ نقطة و الأمطار غزيرة للغاية ، تضرب نافذتها ضربا ٢ نقطة وهي جالسة في سريرها بصمتٍ كعادتها مؤخرا ٢ نقطة
, برد ٢ نقطة البرد شديد للغاية ، يكاد يحفر في العظام ٢ نقطة مجنون هو من ينزل في تلك الليلة ٢ نقطة
, ظلت حنين ناظرة أمامها بشرود ثم همست بوجوم
, ( وهو مجنون ٢ نقطة ما الجديد في الأمر ؟؟٢ نقطة )
, ثم نهضت من سريرها بتثاقل و يأس ٢ نقطة تجر قدميها جرا الى النافذة المغرقة بأنهار الأمطار الجارية عليها ، و من بين الرؤية المموهة لها ٢ نقطة تنهدت بيأسٍ أكبر ٢ نقطة
, نعم ٢ نقطة ها هو يقف هناك واضعا كفيه في جيبي معطفه الطويل ٢ نقطة خارج زاوية السور الجانبية ، ٢ نقطة دون أن يلمحه رجال عاصم على البوابة ٢ نقطة
, شهران كاملان وهو لم يغفل يوما عن المجيء الي هنا ٢ نقطة ليقف صامتا ينظر اليها بقسوةٍ وكأنه يقسم لها بأن يستعيدها ٢ نقطة لم تكن تتبين ملامحه تماما ، لكن وقفته الهجومية تنبئها بقساوة ملامحه ٢ نقطة
, تنظر اليه و ينظر اليها من مسافةٍ بعيدة ٢ نقطة كانت اولا تغلق الضوء لترى على ما ينتويه ٢ نقطة لكنها بمرور الأيام أصبحت تترك الضوء مفتوحا دون أن تعبأ برؤيته لها من النافذة ٢ نقطة
, همست و كأنها تخاطبه بحقد
, ( شهران كاملان ٢ نقطة تأتي لتدور حول فريستك ، لتفترسها و تمص آخر ذرة ددمم في عروقها ٢ نقطة ما ذلك الإصرار ؟؟ ٢ نقطة ألم يكفك كل ما نلته مني ٢ نقطة ماذا بعد تريد ارتشافه بعد أن ترقص في صحة روحي ٢ نقطة لا تتخيل أن يهزمك بشر ٢ نقطة لا تتصور أن ينتزعوا منك شيئا قبل أن ترمه بنفسك ٢ نقطة )
, ظلا ينظرانِ الي بعضهما طويلا ٢ نقطة الى أن جذبت الستائر بعنفٍ أمام وجهه ٢ نقطة
, ثم اتجهت الى مرآتها حبيبتها ٢ نقطة تنظر الى صورتها طويلا ثم همست
, ( انه قدرك ٢ نقطة ولا أحد يختار قدره ، لقد كتب عليكِ اليتم ، وكم هو قاسٍ ٢ نقطة اتقبلين به ؟؟ ٢ نقطة أم ترفضينه باختياره ؟؟؟؟ ٢ نقطة )
, رفعت يديها ببطءٍ وهي تزيح سترة منامتها لأعلى قليلا ٢ نقطة لتتلمس بشرة بطنها بكفها ٢ نقطة ثم تابعت
, ( قدرك أن يكون والدك سفاح مجنون ٢ نقطة أتختارينه أم تختارين اليتم وهو حي ؟؟ ٢ نقطة )
, نظرت الي صورتها لتبتسم بارتجاف
, ( كنت أعلم بوجودك ٢ نقطة وكأنه هاتف همس لي بأنكِ موجودة فحذرني ٢ نقطة تماما كما أعلم بأنكِ فتاة
, ليس لي دليل على وجودك سوى ذلك الهاتف و الذي تؤكده بعض الظواهر ٢ نقطة
, نعم ، كنت أعلم أنه الاتجاه المنطقي لمسار حياتي ٢ نقطة لماذا أنجو من نهاية المطاف ،؟ ٢ نقطة
, إن كان الطريق قد فرض علي بأكمله ٢ نقطة فلماذا أنبذ نهايته باختياري ؟؟؟ )
, عادت لتتلمس بشرة بطنها المسطحة وهي تقول بهمسٍ معذب
, ( سامحيني ٢ نقطة سامحيني لأنني لم أتمناكِ ٢ نقطة سامحيني لأنكِ قد فرضتِ علي فرضا ٢ نقطة سامحيني لكوني لا أقفز فرحا في انتظارك ٢ نقطة لكن تذكري شيئا واحدا فقط ٢ نقطة أنني اخترتك بكامل ارادتي في حين فرض علي كل شيء غيرك )
, ١٧ شرطة
, جلس ذلك الشاب الوديع على الكرسي أمام المكتب الضخم و البالغ الفخامة ٢ نقطةينظر بحذرٍ الى الرجل ذو الهيبة و الرجولة و الذي يجلس خلف المكتب مستندا بظهره بأريحية ٢ نقطة ينظر بدوره الى الشاب مدققا به و كأنه ينفذ الى أفكاره ٢ نقطة
, وحين طال الصمت طويلا حتى أصبح خانقا ٢ نقطة قال الشاب أخيرا مبتسما محاولا جره للحديث و معرفة سبب تواجده هنا
, ( كيف حال صبا ؟ ٢ نقطة اشتقنا لها )
, لكن ما أن نطق سؤاله الودود حتى أدرك بأنه قد أخطأ خطأ جسيما وهو يرى ملامح ذلك الضخم الجالس أمامه تتوتر و تتشنج و تشتعل عيناه في لحظةٍ واحدة ٍ بغضب ناري أرسل رعشة رغما عنه في أوصاله ٢ نقطة
, و ساد الصمت مجددا لكن بصورةٍ أكثر توترا ٢ نقطة الى أن تنازل عاصم رشوان في النهاية بالرد
, ، بكل عنجهية مكانته و كل همجية ما يشعر به من غضب وهو يحاول تبني السيطرة على نفسه و محاولة التحضر في الحوار من شاب و هو يعلم جيدا أن زوجته تتواصل معه هاتفيا و غير هاتفيا و ربما يوميا ٢ نقطة
, ولولا أن ما يحتاجه اهم لكان له تصرفا آخر يجعل ذلك الفتى الجميل الجالس أمامه الآن يتمنى لو لم يعرف يوما من تدعي صبا ٢ نقطة
, ( السيدة صبا ٢ نقطة بخير ، و أرجو من **** أن تظل كذلك )
, لاحظ حاتم كيف شدد عاصم على لفظ سيدة ، فعلم أنه ربما قد تجاوز قليلا في التساهل في نطق اسمها بعفوية أمام زوجها و الذي هو عاصم رشوان ٢ نقطة لكنه حين أمعن في الجملة التالية " أرجو من **** ان تظل كذلك " ٢ نقطة لوهلة أخطأ فهم المقصود ٢ نقطة فهل يقصد أنه يهدده بأن يصيبها بسوءٍ ربما ، بسبب تجاوزه ؟؟ ٢ نقطة هل هو رجعي الي تلك الدرجة ؟؟ ٢ نقطة لقد سمع كثيرا عن عاصم رشوان و يعرف أنه من مجتمع غير مجتمعهم اطلاقا ٢ نقطة و إن كان أمثاله هم من يسيطرون حاليا على المشروعات الرأسمالية الضخمة ٢ نقطة
, لكنه شعر بعد عدة لحظات أنه من المؤكد قد أساء الفهم وهو يرى عاصم يتلاعب بقلمه الذهبي و سبحته المرمرية بتفكير عميق ، طارقا به على سطح المكتب و عينيه لا تفارقانه بتدقيق ٢ نقطة فعلم ان الأمر اكبر و أخطر ٢ نقطة و هو له علاقة بالسبب الذي استدعاه من أجله الى مكتبه ٢ نقطة في نفس اليوم ، بعث اليه اثنين من رجاله اظهروا له هوايتهم لكي يطمئن بعد ان اتصل به عاصم شخصيا ٢ نقطة فاصطحباه معهما الي مكتب عاصم ، فعلم بالبديهة ان السبب في ذلك ، الا يجد الوقت لكي يخاطب صبا و يسألها عن سبب رغبة عاصم زوجها في رؤيته ٢ نقطة
, الآن فقط بدأت الأمور تتوضح اليه ٢ نقطة لكنه انتظر أن يبدأ عاصم الكلام الذي بدأ يترتب في عقله حتى قبل أن ينطقه عاصم ٢ نقطة و بالفعل تكلم عاصم بصوت هادىء خطير دون أن تحيد عيناه عن عينيه ٢ نقطة
, ( أعتقد أنك الآن قد بدأت تفهم سبب تواجدك هنا ٢ نقطة )
, صمت حاتم للحظة ، قبل أن يقول بهدوء
, ( انتظر لأسمع مزيدا من التوضيح من سيادتك ٢ نقطة و لو أن الفكرة الأساسية قد تكونت عندي بالفعل )
, ابتسم عاصم قليلا ، ابتسامة قاسية خالية من أي نوع من أنواع المرح ٢ نقطة ثم أخذ نفسا عميقا قبل أن يقول بحزم
, ( دون أي مقدمات لأنني شخصيا لا أفضلها ٢ نقطة أنا لن أسمح لأي شيء على وجه هذه الدنيا بأن يمس زوجتي )
, أطرق حاتم برأسه وقد حصل على ما توقعه تماما ٢ نقطة لحظاتٍ قليلةٍ ثم عاد لينظر لعاصم قائلا بهدوء
, ( صبا انسانة ناضجة وواعية ٢ نقطة واعذرني إن لم تكن وقاحة مني ، لماذا تخبرني أنا بذلك بدلا من أن تطلب منها الإبتعاد ؟ )
, لم يعي تلك المرة على تضاعف جرعات الشر في عيني عاصم حين عاد ليلفظ اسم صبا مجردا و كأنهما صديقان حميمان ٢ نقطة
, لكنه كان مهتما بسماع الاجابة فلم يلحظ الضغط الذي يمارسه عاصم في السيطرة على نفسه ٢ نقطة
, أخيرا قال عاصم بقوة ودون اي تجميل للواقع
, ( زوجتي تجرفها حماس الشباب ، ٢ نقطة و أنا لن أضيع المزيد من الوقت في محاولات اقناع دون جدوى ، أنتما لا تعلمان مع من تعبثان ٢ نقطة )
, ابتسم حاتم قليلا دون أي تعبير ثم قال بعد لحظات
, ( أولا نحن لا نعبث ٢ نقطة الأمر أعتقد من وجهة نظر اي شخص لديه بعض من الضمير يستحق المجازفة ٢ نقطة ثانيا من المؤكد أننا نعلم مع من نتعامل ٢ نقطة تماما كما تعرفهم سيادتك حق المعرفة )
, التهبت عينا عاصم وتصلبت ملامحه بشراسةٍ مخيفة وهو يهمس
, ( الا ترى أنك قد تجاوزت حدودك ٢ نقطة )
, هز حاتم كتفيه ببساطة وهو يقول بتهذيب
, ( أعتذر إن كنت قد تجاوزت حدودي ٢ نقطة كنت فقط اسرد الحقائق )
, نفس الإهانة لكن بأسلوب مهذب ٢ نقطة ظل تحدي النظر بينهما طويلا حتى أصبح الجو في الغرفة مشحونا للغاية
, الى أن قال عاصم أخيرا بهدوء خطير
, ( ما دمت تعلم الحقائق فأنت بالتأكيد تعرف أنني قد فقدت أحد رجالي على أيديهم ٢ نقطة و أنا الى هذه اللحظة لا أستطيع التأقلم مع هذا الأمر ٢ نقطة )
, اخفض حاتم عينيه للحظة دون ان يجيب ٢ نقطة فتابع عاصم بقوةٍ أكبر و تهديد
, ( و أنا لن أسمح بأن يطال زوجتي أي اذى ٢ نقطة لن أسمح بأن يمسها سوء مادام في صدري نفس يتردد )
, تنهد حاتم وهو يحك جبهته بيده ٢ نقطة ثم قال اخيرا
, ( أنا متفهم لموقفك يا سيد عاصم ٢ نقطة حقا أنا أقدر ما تشعر به ، لكن أعود و أسألك ماذا بإمكاني أن أفعل ؟ ٢ نقطة إن كنت سيادتك قد فشلت في اقناع صبا على ما يبدو ٢ نقطة فهل سأنجح أنا ؟؟ ٢ نقطة لأكون صادقا معك لقد حذرتها مرارا ، صحيح انني أساندها وسأساندها دائما ٢ نقطة الا أنني بالفعل أخاف عليها و نصحتها مرارا من قبل ٢ نقطة
, اي خطوة كنا نقوم بها كنت احذرها قبلها أن العواقب قد تكون وخيمة ٢ نقطة و أنني أفضل لو تتنحى عن هذا الأمر و تتركه لمن في يده التصرف ٢ نقطة لكن أنت تعرف صبا و عنادها )
, ضرب عاصم بقبضته بمنتهى القوة على سطح مكتبه بكل قوته حتى اهتزت محتويات المكتب و ترجرجت وهو يهدر
, ( اسمها السيدة صبا ٢ نقطة )
, اتسعت عينا حاتم وهو يرى ذلك الضخم المسيطر قد فقد أعصابه لمجرد أنه زل بلسانه و نطق اسمها مجردا مرة أخرى٢ نقطة
, أخذ عاصم نفسا عميقا وهو يشد على قبضته حتى ابيضت مفاصل أصابعه ، لقد فقد السيطرة على نفسه و احرج نفسه امام الفتى الجميل ٢ نقطةلكنه لم يحتمل ، للآن لا يحتمل طريقة حياتها التي تفرضها عليه ٢ نقطة
, الاستاذة ابنة المستشار ٢ نقطة وعلى الرغم من تمسكها بمبادئها بيدٍ من حديد و بنتهى العند و الغباء ، الا أنها في ذات الوقت و باستقلالها و تعاملها مع اي كان تثير جنونه ٢ نقطة لا تزال الهوة بينهما كبيرة لكنه مصمم على ردم تلك الهوة ولو رغم عنها ٢ نقطة
, لكن الآن ٢ نقطة الآن ٢ نقطة ركز يا عاصم ٢ نقطة ركز ٢ نقطة أنت تحتاجه بشدة فلا تفقد سيطرتك على نفسك
, أخذ نفسا عميقا وهو يغمض عينيه و يعود و يفتحهما ليقول
, ( اسمع ٢ نقطة أنا الآن ، ٢ نقطة اتسابق مع الوقت ، فلو حدث شيء لزوجتي ٢ نقطة لو مسها شيء ٢ نقطة أي شيء ٢ نقطة )
, صمت عاصم دون أن يجد القدرة على الكلام ، و شعر حاتم بما يعانيه ٢ نقطة فسكت للحظات قبل أن يقول بلطف
, ( هل تريد أن أعود و أحاول أقناعها ؟؟ ٢ نقطة لكني لا َضمن لك بمنتهى الصدق أن توافق ٢ نقطة )
, رفع عاصم عينيه اليه وهو يفكر ٢ نقطة " ما أريده أن تختفي أنت و كل ما هو مذكر من حياتها للأبد " ٢ نقطة
, الا أنه تمكن هذه المرة من السيطرة على نفسه و حجب أفكاره التي ليست في وقتها الآن ليقول بهدوؤه الخطير
, ؛( لا ٢ نقطة لقد فات أوان الإقناع ٢ نقطة ما أريده منك هو شيئا آخر )
, توجس حاتم وهو ينظر لعيني عاصم اللتين فقدتا اشتعالهما في لحظةٍ ليتحولا الى لوحين من الجليد بمنتهى القسوة٢ نقطة و كأنه قد اتخذ القرار و حسم الأمر ٢ نقطة
, فقال دون أي مقدمات
, ( أريد كل ما معك من ملفات ورقية أو نسخ رقمية ٢ نقطة )
, للحظات لم يفهم حاتم ما سمعه للتو ٢ نقطة واخذ عدة لحظات قبل أن يستوعبه و حين تكلم أخيرا كان صوته دون أي تعبير
, ( ماذا قلت ٢ نقطة سيادتك ؟؟ )
, رد عاصم بهدوء و عينيه تتجمدان أثر و أكثر
, ( ما سمعته ٢ نقطة أريد كل ما معك ، و أعرف انه معك ٢ نقطة بل أنا متأكد من ذلك )
, ضحك حاتم قليلا دون مرح ثم عاد لينظر الي عاصم وهو يقول بحيرة
, ( حين بدأت الكلام ٢ نقطة ظننت أنك تريد إيقاف صبا عن التدخل في تلك القضايا ٢ نقطة لكن الآن أجد أنك تريد إيقافي أنا أيضا ، بل الأصح أنك تريد ايقاف القضايا نفسها و طمس معالمها ٢ نقطة )
, رد عاصم بمنتهى الهدوء و الإختصار
, ( نعم ٢ نقطة هذا ما أريده بالضبط ٢ نقطة )
, عاد حاتم ليضحك ضحكة صغيرة مذهولة ثم صمت وهو ينظر لعاصم طويلا قبل أن يقول
, ( و كيف تخطط ان تمنعني ٢ نقطة سيادتك )
, صمت عاصم وهو ينظر اليه قبل أن يقول بهدوء
, ( لو أردت منعك لفعلت ٢ نقطة لكني أطلب منك ، ٢ نقطة مساعدتك ستكون افضل ، و أنا بحاجة اليها )
, قال حاتم بحدة
, ( وما الذي يجعلك تعتقد أنني سأوافق على ذلك ؟٢ نقطة)
, لم يطرف عاصم بعينيه وهو يجيبه بثقة
, ؛( أخبرتك للتو بأنني فقدت أحد رجالي ٢ نقطة و أنا الى الآن لا أستطيع تجاوز الأمر ، فهل ستتحمل نفس هذا الحمل لو ٢ نقطة أصابها ٢ نقطة )
, لم يستطع أن يكمل ، لم يستطع حتى أن ينطق الكلمة ٢ نقطة و لم يستطع حاتم أن يتخيل عجز عاصم رشوان العظيم عن المتابعة ٢ نقطة و للحظة تخيل لو بالفعل اصاب زوجته مكروه على أيديهم ، فماذا سيكون رد فعله ٢ نقطة
, تنحنح حاتم بعد فترةٍ ليقول
, ( سيد عاصم ٢ نقطة انا مقدر لموقفك جدا ، و اشعر بقلقك ٢ نقطة لكن لا يمكننا أن نفعل ذلك بصب٢ نقطة بزوجتك دون علمها ، ٢ نقطة بعد كل المجهود الذي بذلته ، ٢ نقطة نعاملها كأنثى عاجزة مسلوبة الإرادة لمجرد حمايتها ٢ نقطة )
, امسك عاصم نفسه من الانفجار وهو يجد شابا امامه يحاول تعليمه كيفية التعامل مع زوجته و كانه يعرفها اكثر منه ٢ نقطة نار ٢ نقطة نار هوجاء تحرق احشاءه في تلك اللحظة غيرة عليها ٢ نقطة و خوف ٢ نقطة بل رعب عنيف يكاد يمزق صدره و يزهق روحه وهو يتخيل كل ليلة ٍ انهم قد وصلوا لها ٢ نقطة او يتذكر المشهد القديم أمام عينيه و ثلاث من حيواناتهم ينهشون جسدها امامه ٢ نقطة لقد تكفل بهم دون ذكر قضيتهم ٢ نقطة كلا منهم قد نال نصيبه داخل الحجز ، من رجال دخلو خصيصا اليهم ٢ نقطة و على الرغم من ذلك روح الانتقام بداخله لم تهدأ بعد بداخله
, كل هذا وهو مضطر الآن ان يحني رأسه و يمنعها عن التعرض لأسمائهم ٢ نقطة و مضطر أن يحابي و يدلل ذلك الفتى الجميل أمامه لكي يحصل منه على مايريد ٢ نقطة وهو يعرف بانه و سيلته الاكثر ضمانا ٢ نقطة
, فأي عذاب يعيشه في تلك اللحظة ٢ علامة التعجب ٢ نقطة يود لو يسجنها في قنينةٍ لا يعرف طريقها غيره ٢ نقطة يود لو يمسح رأسها الصلب بتعويذةٍ سحرية فلا تتذكر سواه ٢ نقطة
, اندفع عاصم مائلا على سطح مكتبه وهو يضربه بقوةٍ مرة أخرى وهو يهدر من بين أسنانه
, ( ما أعرفه أنني سأفعل أي شيء لأحميها منهم ٢ نقطة أي شيء ٢ نقطة ولو ضد رغباتها و ضد رغبات العالم كله ٢ نقطة هل هذا مفهوم تماما ؟؟ ٢ نقطة )
, لم يستطع حاتم الرد لعدة لحظات ٢ نقطة فانتهز عاصم الفرصة ليضرب ضربته مباشرة وهو يعود ليتراجع في مقعده
, و يذكر رقما ماليا خرافيا بصوت هادىء ٢ نقطة
, لم يستوعب حاتم لعدة لحظات مقصد عاصم ٢ نقطة الا أنه ملامحه الهادئة الغير قابلة للشك أفهمته المقصود ، فهتف حاتم مستنكرا بغضب
, ؛( أترشوني ؟؟٤ علامة التعجب ٢ نقطة )
, قال عاصم بمنتهى الهدوء
, ( الرشوة تكون في سبيل عمل غير شرعي ٢ نقطة أما أنا فأكافئك على مساعدتي في حماية زوجتي ليس الا ٢ نقطة )
, اتسعت عينا حاتم بذهولٍ من المنطق ٢ نقطةو قال بانشداه
, ؛( لا بد انك تمزح ٢ نقطة )
, قال عاصم بنفس الهدوء و العزيمة
, ( أنا لا أمزح ، سأكفل لكِ كذلك عملا فوق مستوى الخيال بالخارج حتى تبتعد عنهم تماما ٢ نقطة لابد أنك ستكون الآن أول موضع شك بالنسبة لهم ٢ نقطة ولن يرحموك صدقني و أنا أدرى بهم )
, لم يستطع حاتم الرد وهو ينظر اليه مذهولا فاغرا فمه ٢ نقطة فتابع عاصم حتى لا يمهله فرصة للتردد
, ( أنت لم تفكر في أسرتك أبدا و أنت تتهور بحماس الشباب ٢ نقطة اليس كذلك ؟؟٢ نقطة دون أن تفكر فيما سيكون حالهم لو حدث لك مكروه ٢ نقطة الا ترى أن في هذا نوع من الأنانية ؟؟ ٢ نقطةالا تتخيل نوع الأحساس المضني الذي سيكونون مضطرين للتعامل معه إن أصابك شيء ٢ نقطة ان كنت أنت لا تهتم ، لكن أنا أهتم ٢ نقطة و بشدة ٢ نقطة و لن أسمح لنفسي بأن أتهاون في الدفاع دون حدوث ذلك لزوجتي ٢ نقطة لذا انصحك أن تفكر جيدا في فرصة لن تتكرر لك و لو بعد مئات السنين ٢ نقطة )
, تركزت نظرات حاتم على السبحة في يد عاصم ، ٢ نقطة و حين استطاع النطق أخيرا بحشرجة
, ( سيد عاصم ٢ نقطة لا أعتقد أني ٢ نقطة )
, قاطعه عاصم بهدوء مستفز
, ( فكر جيدا بتلك الفرصة ٢ نقطة لأنك لو رفضتها لن تنالها مجددا ، و التفكير سيكون حاليا فقط ٢ نقطة ففلا مجال للخروج من هنا قبل أن تتخذ قرارك ٢ نقطة )
, اتسعت عينا حاتم قليلا وقال بصوتٍ خافت
, ( هل هذا تهديد ؟ ٢ نقطة )
, هز عاصم رأسه نفيا ببساطةٍ ليقول
, ( ليس تهديد ٢ نقطة لكن ما فائدة أن تتخذ قرارك بعد أن تخبر صبا بهذا الحوار بيننا ٢ نقطة )
, عقد حاتم حاجبيه ليقول بشعورٍ بالإهانة
, ( لم أكن لأقول لصبا ٢ نقطة في حالة رفضي )
, ابتسم عاصم قليلا وهو يلمح بعض التردد في لهجته ٢ نقطة لقد بدأ يلين للعرض الخيالي الذي لا يمكن لبشر ان يرفضه ، لكنه و كعادته في التعامل مع السوق ٢ نقطة أخذ وقته هادئا و هو يعطي العميل الفرصة كاملة أمام عينيه بينما هو يطرق بقلمه هادئا متلاعبا بسبحته فوق سطح المكتب ٢ نقطة
, ومرت الدقائق ٢ نقطة حاتم ينظر الي عاصم بتوتر لا يفلح في اخفاؤه ، بينما عاصم يبدو في غاية الهدوء على الرغم من أن توتره يفوق توتر حاتم بمراحل لا تنتهي ٢ نقطة
, الي أن نطق حاتم أخيرا بصوتٍ خافت متخاذل ٢ نقطة
, ( لو فرضنا ٢ نقطة)
, قاطعه عاصم بحسم لينهي الموضوع
, ( لن نفترض شيئا ٢ نقطة الأمر محسوم من البداية ، و لا يحتاج لأي تفكير ، و صدقني ٢ نقطة أنت تفعل الصواب ، ليس من أجل ما سأقدمه لك ٢ نقطة لكن من أجل حماية زوجتي و حماية اسرتك من أن يفجعوا في شيءٍ قد يصيبك ٢ نقطة ومن أجل ماذا ؟؟ ٢ نقطة الحق ؟؟ ٢ نقطة هناك من هم مكلفون بالسعي خلفه و تلك ليست وظيفتكما )
, أطرق حاتم برأسه ٢ نقطة ثم قال دون ان ينظر لعيني عاصم
, ( ماذا تريد تحديدا ؟٢ نقطة )
, ابتسم عاصم وهو يتنهد ارتياحا و عينيه تبرقان انتصارا ٢ نقطة ليقول بعدها بهدوء
, ( كما اخبرتك ٢ نقطة اريد ما معك من معلومات ، و اذا كان هناك غيرها في مكانٍ آخر )
, لم يرد حاتم ٢ نقطة ولم يرفع رأسه ليواجه عيني عاصم المنتصرتين بينما يشعر بالخزي يتشعب بداخله بعد ان كان قد بدأ مؤخرا يشعر بالانتشاء من فكرة ان يدافع عن الحق و يقوم بدور البطولة ٢ نقطة
, لكن عرض عاصم رشوان له جاء مذكرا اياه بقسوةٍ بحياته الصعبة التي نشأ بها هو و اسرته ٢ نقطة و حين بدأت الحياة تتفتح له قليلا بالعمل في مجموعات الراجي ، لفظوه منها فجأة و ظلموه ظلما بينا ٢ نقطة
, ( و هناك شيئا آخر أريده منك ٢ نقطة لا يقل أهمية )
, رفع حاتم عينيه الي عيني عاصم وهو يسمع جملته الغامضة و التي قاطعت أفكاره ٢ نقطة الا أن نظرات عاصم أخبرته بوضوح أن ما سيسمعه لن يسره ٢ نقطة لن يسره أبدا ٢ نقطة
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, شهران مضيا و هو يعلقها به كل يومٍ أكثر من الأول ٢ نقطة دون أن يكون صريحا او مباشرا ٢ نقطة و كيف يكون صريحا معها وخاتم غيره ملتفا حول إصبعها ٢ نقطةيلتف حول صدره ينهشه بغضبٍ هادر لم يعلمه عن نفسه قبلها
, يوهمها بأن صداقة رائعة قد نشأت بينهما بينما القسوة تغلف قلبه ٢ نقطة كما لم يلمح أبدا لما يتجاوز ذلك ٢ نقطة
, بينما لم يوهم نفسه أبدا بأنها صداقة ، بل إن ما يشعر به لا يمت للصداقةِ بصلة ٢ نقطة
, ما يشعر به يتجاوز كل الحدود التي نشأ عليها يوما ٢ نقطة يكاد يتعرف بداخله على شخصٍ غريب لم يعرفه أبدا من قبل ٢ نقطة
, لم يكن يوما ممن يعقدون صداقاتٍ مع إناثٍ ٢ نقطة
, لم ينظر يوما و لا حتى في أحلامه الي فتاةٍ مرتبطة بغيره ٢ نقطة لم يعقد أبدا أي علاقة مع موظفة عنده أو حتى إحدى زميلاته ٢ نقطة
, لتأتي قطعة الشوكولا الذائبة وتهد كل قناعاته و تذيبه بها قالبة كيانه رأسا على عقب ٢ نقطة
, لن يهدأ له بال حتى تخلع الخاتم من إصبعها ٢ نقطة و بقرارها هي ، ٢ نقطة ليس بناء على طلب منه ، و إنما عن ارادتها و اقتناعها التام
, ارتسمت ابتسامة قاسية قليلا على فمه وهو يطالع صورتها على شاشة حاسوبه ليلا ٢ نقطة متمددا على فراشه ٢ نقطة
, مد اصبعه يتلمس شاشته المضيئة ليلا بابتسامتها المهلكة ٢ نقطة تحركت أصابعه على زوايا فمها المبتسم بميلٍ حزين
, ليرتفع سبابته حول فكها و يلامس الأهداب السوداء الطويلة ٢ نقطة
, كان يعلم كرجل أنها بدأت تذوب به من نظراتها الى عينيه ٢ نقطة من همس صوتها وهي تنادي باسمه ٢ نقطة
, هل يشعر بالذنب ؟؟ ٢ نقطة ربما ، لكنه لن يستسلم ، ٢ نقطةسيستخدم كل وسائله دون رحمة ، مستغلا ضعفها ٢ نقطة
, عاد يتلمس ملامحها من جديد و قد اختفت ابتسامته ٢ نقطة كم هي ضعيفة بالفعل ، هشة ٢ نقطة قابلة للعطب ٢ نقطة
, لكن بداخلها روح نقية ٢ نقطة لم يرى في نقاوتها و بياضها من قبل ٢ نقطة
, ما يفعله يفعله من أجل مصلحتها ، ٢ نقطة فلو كانت مرتبطة بالشخص الذي يستحقها لربما كان تمنى لها السعادة و ابتعد عن طريقها ٢ نقطة لكن بما إنها عمياء الى الآن ، فسيأخذ على عاتقه تخليصها منه ٢ نقطة و سيفعل ٢ نقطة
, عادت ملامحه للتجهم وهو يطرق بأصابعه أزرار الحاسب
, ( ألم أقل لكِ من قبل أن تزيلي صورتك الشخصية من موقع التواصل ؟؟ ٢ نقطة )
, لحظات احترق خلالها حتى و صله الرد المكتوب الناعم من هاتفها و كأنه يسمع صوتها ٢ نقطة و كأنه يرى ابتسامتها المتفاجئة كلما ناداها
, ( مرحبا ٢ نقطة الا سلام أولا ؟؟ ٢ نقطة )
, ضغط على اسنانه غيظا وهو يطرق الأزرار
, ( أنتِ لا تستمعين لأي نصيحة أبدا ٢ نقطة و لماذا تعلقين في الصفحات ؟؟٢ نقطة باسمك و صورتك ؟؟ ٢ نقطة أنتِ حقا لا حدود لتهورك ٢ نقطة )
, مرت لحظات صمت دون أن ترد عليه ٢ نقطة فتوتر و أصابعه تطرق بتوتر فوق الحاسب ٢ نقطة ماذا الآن ؟ ٢ نقطة هل تبكي ؟؟ ٢ نقطة
, الا أن الرد وصله بنفس النعومة
, ( هههههههههههههههه ٢ نقطة)
, نظر مقطبا ثم همس لنفسه بغضب يكاد يحطم معه الشاشة ٢ نقطة " ما تلك الضحكة الغبية ؟؟ ٢ نقطة "
, هز رأسه حنقا وهو يزفر بنفاذ صبر ٢ نقطة ثم عاد ليطرق الأزرار
, ( أزيلي صورتك يا رنيم الآن ٢ نقطة و لا تعلقي في أي صفحة . مفهوم ؟؟ ٢ نقطة )
, ردت عليه بعد لحظة
, ( حاضر ٢ نقطة )
, رغم أن الكلمة جعلت زاوية شفتيه ترتفعان قليلا ٢ نقطة الا أنه قلق من اختصارها في الرد ٢ نقطة فسألها كتابة
, ( ماذا بكِ ؟ ٢ نقطة )
, اجابته برقة
, ( لا شيء ٢ نقطة لكن أنا ٢ نقطة فقط ٢ نقطة اشكرك على اهتمامك )
, زفر بنفسٍ ساخن ٢ نقطة غاضب ٢ نقطة يريد أن يحطم شيئا و بشدة ، يريد لو بإمكانه العبور من تلك الشاشة المحدودة ليكون أمامها الآن يخنقها بكل ما في يعتمل في صدره ٢ نقطة ثم ٢ نقطة يأخذها بين ذراعيه ٢ نقطة يربت على شعرها ٢ نقطة
, يخبرها بأنها ليست وحيدة و أنه معها ٢ نقطة
, لا يخفي عليه أحيانا شحوب وجهها ٢ نقطة و نظراتها الحزينة صباحا ، فيدرك جيدا أن السبب هو ذلك الأحمق ٢ نقطة ٢ نقطة
, فهو من بعد معرفته بها و تعرفه على تفاصيل حياتها أدرك أنها تتمتع بأب و أم رائعين ٢ نقطة لا يدخرون فرصة لإسعادها ٢ نقطة لكنه ذلك البغيض ٢ نقطة دائما ما تتجنب الحديث عنه ٢ نقطة ذكرت بعض التفاصيل عن ارتباطهما الذي بدا له ارتباط مصالح تقليدي لا يحمل أي نوع من المشاعر ٢ نقطة و قد أراحه هذا بعض الشيء ٢ نقطة
, أراحه وهو يتأكد كل يومٍ بأنها لا تحمل مشاعر لذلك الشخص السمج ٢ نقطة و في نفس الوقت يود لو يهشم فكه الي شظايا كونه يتسبب في استهلاك روحها على هذا النحو البائس ٢ نقطة
, لقد بحث عن كل ما يخصه و بمنتهى الصعوبة ٢ نقطة عله يجد أي بارقة أمل فيتركها لحياتها بسلام ، على الرغم من أن ايجاد مثل تلك البارقة ستكون بمثابة طعنة نافذة له ٢ نقطة لكن سعادتها تهمه بدرجةٍ أكبر
, لكنه الآن مصمم و بشدة على تخليصها منه و لو رغما عن عقلها الغبي ٢ نقطة بعد أن تورط قلبه و انتهى الأمر ٢ نقطة
, عادت اصابعه تخط الكلمات لها
, ( لماذا أشعر بصوتكِ حزين ؟ ٢ نقطة )
, فترة صمت ثم وصله الرد
, ( لا أبدا ٢ نقطة أنا الحمد لله ٢ نقطة بألف خير ، لا تشغل بالك ٢ نقطة )
, عقد حاجبيه وهو ينظر لكلماتها القليلة الموجزة ٢ نقطة هل بدأت تبتعد عنه ؟ ٢ نقطة هل ستتجنبه ؟؟ ٢ نقطة
, لا و**** لن ليسمح لها ٢ نقطة
, فضرب بقوةٍ على الأزرار متهورا
, ( سأهاتفك ٢ نقطة )
, ودون أن يسمع جوابها التقط هاتفه و طلبها ٢ نقطة انتظر طويلا والرنين يحرق أعصابه اكثر ٢ نقطة دون أن يرفع عينيه عن صورتها أمامه ٢ نقطة و ما أن انقطع الرنين حتى كتب لها بقوة و غضب
, ( ردي على هاتفك ٢ نقطة )
, مرت عدة لحظات قبل أن تكتب له
, ( لا أظن أنها فكرة سليمة ٢ نقطة الوقت متأخر يا عمر ٢ نقطة لكن أنا بخير ، لا تقلق ٢ نقطة أنا مضطرة للخروج الآن ٢ نقطة سلام )
, ثم شاهد خروجها وكأنها تسد الطرق أمامه ٢ نقطة فرمى هاتفه بغضب شاتما بهمس مكبوت ٢ نقطة
, ظل مكانه طويلا يتأمل صورتها أمامه ٢ نقطة هل تكلم خطيبها البائس الآن ؟ ٢ نقطة ترى حين يتواجدان معا ، هل يمسك بيدها ؟ ٢ نقطة و إن سمحت له ٢ نقطة هل يتمادى ؟ ٢ نقطة
, اندفع الدم ساخنا في عروقه و الصور البغيضة تتلاحق أمام عينيه لذلك المخلوق اللزج و هو يزحف على بشرتها دون أن تردعه بقوة ٢ نقطة
, كم تدهشه رغبته العنيفة من ضرب شخص لا يعرفه و لم يره سوى مرة واحدة ٢ نقطة
, كل ما يعرفه الآن وهو موقنا منه حق اليقين ٢ نقطة أن رنيم أصبحت تخصه ٢ نقطة ملكه ٢ نقطة و لن يهدأ له بال قبل أن يحدث ذلك و توقع بروحها عليه ٢ نقطة
, سمع صوت طرق هادىء على باب غرفته ٢ نقطة و حين اذن اليها بالدخول وهو يعرف أن لا غير صغيرته هي من تزوره في هذا الوقت لتحكي معه عن كل ما يحدث بيومها ٢ نقطة
, دخلت علا مبتسمة تطل برأسها ذو الشعر البني الناعم المتهدل بعفوية حول وجهها الذي يحمل كل ملامح الشقاوة ٢ نقطة و قالت مبتسمة
, ( نمت أم ليس بعد ؟ ٢ نقطة لأوقظك ليس أكثر ٢ نقطة )
, ابتسم عمر رغما عنه وهو يغلق الصفحة التي تحمل صورتها كي لا تلاحظها علا ٢ نقطة وهو يقول بخشونة
, ( ادخلي يا رأس الإزعاج ٢ نقطة )
, دخلت جريا ثم قفزت لترمي نفسها بجواره متشبثة بذراعه حتى كادت أن توقعه هو وحاسبه وهي تقول بتطفل
, ( ماذا تفعل ؟ ٢ نقطة )
, دفع رأسها بقوةٍ عن كتفه وهو يقول بخشونة
, ( الا ترين أنكِ قد كبرتِ قليلا على مثل تلك التصرفات ؟ ٢ نقطة و أصبحتِ طويلة كضرفة الدولاب )
, عبست علا وهي تقول بامتعاض
, ( هل هذا اسلوب تكلم به انثى محترمة ؟ ٢ نقطة )
, قال عمر دون أي مرح
, ( أي أنوثة تلك و انت تتصرفين كلاعبي الملاكمة ٢ نقطة)
, عقدت علا حاجبيها وهي تقول متوجسة
, ( أنت في حالٍ سيئة جدا اليوم ٢ نقطة ماذا بك ؟ )
, تجاهلها عمر وهو يقول بصلابة بينما عينيه كانتا شاردتين بعيدا عنها
, ( لا تتدخلي فيما لا يعنيكِ ٢ نقطة )
, ظلت علا تحدق اليه بتدقيق الى أن قالت بصوتٍ لا يقبل الجدل
, ( انها زميلتك الجميلة اليس كذلك ؟؟ ٢ نقطة تلك التى تكاد تطير فوق الأرض ، ذات صوت العصافير ٢ نقطة )
, نظر اليها عمر قائلا بفظاظة
, ( علا ٢ نقطة ابتعدي عن سمائي ، فأنا لست في مزاجٍ يسمح بسخافاتك الآن ٢ نقطة)
, قالت علا منتهزة الفرصة
, ( نعم ٢ نقطة اثبت عندك ، لماذا لست في مزاج الآن تحديدا ؟ ٢ نقطة ما الذي جد عدا أنها مرتبطة بغيرك ؟ )
, تأفف عمر وهو يغلق حاسبه بقوةٍ كادت أن تحطمه وهو يقول بفظاظة
, ( علا ٢ نقطة أريد حالا أن أرى كمال خطواتك وانتِ في طريق الخروج من الغرفة بلا رجعة ٢ نقطة )
, قالت علا تسترضيه
, ( انتظر فقط ٢ نقطة لنتفاهم )
, لم تلن نظرات عمر وهو يقول عابسا بصرامة
, ( اخرجي بكرامتك قبل أن أرميك خارجا ٢ نقطة )
, عبست علا هي الأخرى و هي تنهض من الفاراش لتقول باستنكار
, ( وأنا التي كنت أفكر في زيارتك بعملك ٢ نقطة و تقوية صداقاتي ببعض الموظفين عندك ، لرفع روح العمل ٢ نقطة لكن أنت لا تستحق ٢ نقطة )
, كانت عند الباب و يدها على المقبض تنوي المغادرة ٢ نقطة قبل أن تسمع صوته يأتي خشنا جافا به لمحة تخاذل
, ( أنتظري ٢ نقطة )
, ابتسمت علا وهي توليه ظهرها ٢ نقطة الا أنها حين استدارت كانت تنظر اليه بعبوس و ملل زائف منتظرة أن يتكلم
, تنحنح عمر قليلا قبل ان يقول بصرامة بدت مضحكة في عينيها
, ( هل تريدين الذهاب معي الى العمل ذات يوم ؟ ٢ نقطة لكن أنبهك أنها ستكون المرة الأولى و الأخيرة ، ٢ نقطة أنا لست متفرغا لتسلية سعادتك ٢ نقطة مفهوم ؟؟ )
, نظرت اليه علا بحاجبٍ مرتفع قليلا ٢ نقطةلكنها آثرت الا تستفزه أكثر ، فعمر شقيقها الذي تعرفه يمر بمرحلة مراهقة متأخرة غريبة عليه و لا يجب عليها أن تضغط عليه أكثر
, كل ما تفكر به حاليا هو أن شقيقها الوحيد و الذي تحمل عبىء أسرتهم منذ وفاة والدهم ٢ نقطة هي و شقيقاتها حتى زوجهن كلهن و لم يتبقى غيرها ٢ نقطة وها هو في الخامسة و الثلاثين و لأول مرة في حياتها تراه على تلك الصورة ٢ نقطة مهتما بفتاة ٢ نقطة الا أن كلمة مهتم لا تقارن بما تراه في عينيه ٢ نقطة
, أخذت علا نفسا عميقا حتى انتفخ صدرها و هي تفكر ٢ نقطة شقيقها الحبيب أحق بالحصول على من ارتاح لها قلبه أخيرا ٢ نقطة و ستعمل هي على تحقيق ذلك ٢ نقطة أنه شقيقها و ووالدها ٢ نقطة اذن هي الحرب ٢ نقطة
 
الفصل الثالث والخمسون


ها هي تقف خلفه ٢ نقطة تراقبه كما تفعل دائما وهو يزرر قميصه أمام المرآة ،٢ نقطة لم يظهر أنه يلمحها بل تابع تمشيط شعره ٢ نقطةاحكام ساعة معصمه ٢ نقطة و حين تناول زجاجة عطره الخاص الذي لم يغيره منذ سنوات ٢ نقطة سمع وقع الخطوات من خلفه و رنين الخلخال الذي بات يلاحقه مؤخرا طوال الوقت ٢ نقطة في أذنيه أكثر منه في الواقع ٣ علامة التعجب ٢ نقطة
, وصلت خلفه تماما ثم شاهد الذراع البيضاء المحلاة بالأساور الذهبية و هي تمتد من خلفه ٢ نقطة تلتقط زجاجة عطره من يده لتديره اليها و هيا تضع له العطر بنفسها مبتسمة برقة ٢ نقطة
, جميلة كبداية الصباح ٢ نقطة
, شعرها الطويل مشعثا قليلا ٢ نقطة وجهها الخالي من زينتها المعتادة ذو ملامح بيضاء تكاد تكون وردية بسبب برد الجو ٢ نقطة ترتدي ثوبا طويلا دون أكمام ٢ علامة التعجب٢ نقطة متهدلا فوق قوامها المتمايل ٢ نقطة فقط وشاح صوفي ملقى على كتفيها بإهمال فسقط عنهما حتى ذراعيها النضرتين ٢ نقطة
, قال نادر مبتسما بصوت خافت
, ( ستبردين ٢ نقطة )
, ابتسمت حور بهدوء دون أن ترد عليه ٢ نقطة فمد ذراعيه ليعيد الوشاح فوق كتفيها ، لكنه لم يرفع يديها عنها لفترةٍ وهو يتطلع طويلا لعينيها العميقتين بعمق البحر ٢ نقطة
, ظلت حور منتظرة أن تسمع منه كلمة ٢ نقطة خاصة بعد أن اختفت ابتسامته و تقريبا ظهر عبوس تفكير ضئيل ليظلل ملامحه وهو ينظر الي عينيها ٢ نقطة
, لم تبادر بكلمة ٢ نقطة منذ فترة وعلاقتهما يشوبها الغموض الذي أصبح ضاغطا عليها بأكثر مما تحتمل ٢ نقطة منذ تلك الليلة التي قضاها معها بعد فراق ٢ نقطة عاد اليها مجددا الليلة التي تلتها ٢ نقطة و التي تلتها ٢ نقطة
, و بعدها و كأنه قد اتخذ قراره ٢ نقطة عاد ذات ليلةٍ اليها و هي في فراشها نائمة بجوار معتز ٢ نقطة فامسك بكفها ليجذبها لتقف بهدوء و همس لها برقة بأن مكانها منذ الليلة في غرفته ٢ نقطة
, تلك اللحظة ضربتها كل مشاعر السعادة التي عرفتها و التي لم تعرفها من قبل ٢ نقطة
, ومن يومها عادت زوجته ٢ نقطة بكل معناها الحرفي ٢ نقطة اليس كذلك ؟؟٢ علامة التعجب ٢ نقطة
, لكن يوما بعد يوم ٢ نقطة شعور بالفراغ كان يتزايد بداخلها ، على الرغم من أنها أخيرا أصبحت تحظى باهتمامه بطريقة فاقت بداية زواجهما بكثير ٢ نقطة
, حتى طريقة تعامله معها ٢ نقطة اصبحت رقيقة للغاية ، صوته خافت ٢ نقطة لا ينتقدها على كل شيء كما كان يفعل ٢ نقطة بل يتعمد المبالغة في مدح أي تقدم تقوم به في الشؤون البيتية ٢ نقطة
, مجاملاته لها كانت تدفيء قلبها و كأنه يهديها أروع كلمات الغزل ٢ نقطة لكن وما أن تنتهى تلك الكلمات و يعود لصمته حتى يقوى احساسها بالفراغ و البرود في قلبها ٢ نقطة و الذي لا تعرف له سببا ٢ نقطة
, أحيانا تشعر بأنها بالفعل لم تعد تعرف ما تريد ٢ نقطة تماما كما كان يقول لها دائما ٢ نقطةفاهي قد استعادت زوجها تماما كما وضعت الهدف نصب عينيها ٢ نقطة فما الذي يمنع سعادتها بذلك الانتصار الذي حققته ٢ نقطة
, ومنذ فترة قصيرة ٢ نقطة خلال هاذين الشهرين ٢ نقطة توقفت عن محاولة الفهم ٢ نقطة سواء فهمه أو فهم نفسها ٢ نقطة
, سلمت و أستسلمت ٢ نقطة
, و حين يصمت كانت تصمت و تبتعد عنه بفكرها ٢ نقطة معظم يومها أصبحت شاردة ، حتى في وجوده ٢ علامة التعجب ٢ نقطة
, أفاقت على ملمس أصابعه وهو يتحسس بشرة كتفيها ليهمس بعدها برقة
, ؛( بم أنتِ شاردة ؟ ٢ نقطة )
, ظلت صامتة تنظر لعينه عدة لحظات قبل أن تبتسم ابتسامةٍ صغيرةٍ مهتزة وهي تهمس بصوتٍ لا يكاد يسمع
, ( لا شيء محدد ٢ نقطة )
, ثم وسعت ابتسامتها قليلا على قدر ما استطاعت و هي تقول جاهدة بمرح
, ( هل سأتي معنا اليوم الي النادي ؟؟ ٢ نقطة )
, ارتجفت ابتسامة نادر قليلا فأدركت دون شك أن الإجابة منتهية ٢ نقطة بعدها قال معتذرا
, ؛( الوقت الذي كنت سأخصصه لكما ٢ نقطة جاءتني به زيارة ضرورية ، حاولت تأجيلها مرارا دون جدوى ٢ نقطة لابد أن أذهب يا حور ٢ نقطة )
, لم تختفي ابتسامتها ٢ نقطة و لم تهتز حتى ٢ نقطةبل أنها لم ترمش بعينيها وهي تقول بهدوء
, ( لا بأس ٢ نقطة )
, عبس قليلا بحيرةٍ و همس مستفهما
, ( لا بأس ؟؟ ٢ نقطة )
, أومأت حور برأسها بهدوء و هي تقول
, ؛( أعلم أن عملك عندك في المقام الأول ٢ نقطة )
, ازداد عبوسه قليلا بينما ظللت عيناه مشاعر غامضة غير مفهومة لها ٢ نقطة و مرت لحظة قبل أن يقول بخفوت متهربا من عينيها
, ( ليست مسألة أنه في المقام الأول ٢ نقطة الأمر أن ٢ نقطة )
, قاطعته حور بهدوء دون أن تنمحي ابتسامتها
, ( حقا يا نادر أنا متفهمة ٢ نقطة و أنا عن نفسي أصبحت أستمتع بالوقت الذي أقضيه في النادي بعد أن حذفت الناس القليلة القيمة من حياتي ٢ نقطة )
, ارتفع حاجبه قليلا قبل أن يقول بخفوت
, ( من الواضح أنكِ قد بدأت تتأقلمين جيدا ٢ نقطة )
, اتسعت ابتسامتها أكثر دون أن تصل الي عينيها وهي تقول
, ( اكتشفت اشياء أكبر أهمية و أكثر سعادة ٢ نقطة و أولها مراقبة معتز )
, و حين لم يرد وهو ينظر اليها متأملا بتركيز تابعت تقول
, ( مراقبته وهو يتعامل مع ما حوله وحدها متعة لم أكن أدركها من قبل ٢ نقطة مع أني أشعر بنوع من الأنانية في استمتاعي بالأمر ٢ نقطة)
, ابتسم نادر قليلا وهو يقول
, ( يبدو أنكِ فعلا تتدبرين أمرك ٢ نقطة )
, هزت حور كتفيها وهي تقول ببساطة ( أحاول ٢ نقطة )
, أومأ نادر برأسه دون أن يرد لكن عينيه كانتا شاردتين مدققتين بها في نفس الوقت ٢ نقطة و كانت نفس النظرة التي نظر بها اليها طويلا عند الباب قبل أن يخرج ٢ نقطة وكأنه اعتاد أن ينظر اليها بتلك الطريقة الغريبة ٢ نقطة
, كانت قد استدارت لتذهب لمعتز قبل خروجه ٢ نقطة الا أنه جذبها من ذراعها فجأة اليها ليرفع رأسها اليه ٢ نقطة مبعدا شعرها الكثيف عن وجهها كي يتمكن من رؤية عينيها ٢ نقطة و حين نظرت اليه بعينين متسائلتين ، نزل برأسه اليها يودعها بشغفٍ لم تعتده منه سوى في الفترة الأخيرة فقط ٢ نقطة
, حتى قبلته مختلفة ٢ نقطة وكأنه ٢ نقطة وكأنه يحاول تحصين نفسه بها قبل خروجه ، لكن ٢ نقطة من ماذا ؟؟ ٢ نقطة
, ظل السؤال يتردد بداخلها طويلا وهي تنظر للباب الذي اغلقه بينهما ٢ نقطة بينما اختفى كل أثرٍ للابتسامة من على شفتيها ٢ نقطة
, لا تعلم لماذا تذكرت ماحدث منذ شهر تقريبا ٢ نقطة
, حين وصل الي البيت مساءا و قبل موعد عودته بعدة ساعات ٢ نقطة يومها انتابها رعبا لم تعرف مثله من قبل ٢ نقطة قد يكون رعبا مماثلا لذلك الذي خبرته من عشر سنوات و لم تعرف مثله من يومها ٢ نقطة
, الي أن جاء ذلك المساء ٢ نقطةو سمعت الصوت الذي لا يزال له وقع ليالي الأعياد على نفسها ٢ نقطة صوت مفتاحه بباب الشقة في غير موعده ٢ نقطة
, حينها كانت هي ومعتز جالسين معا فوق الفراش يتكلمان مع بعضهما بلغة الاشارة بعشوائية ميؤس منها و كلا منهما لا يفهم الآخر ٢ نقطة لكن ابتسامة عريضة كانت على وجه كلاهما و كأنهما قد وجدا الوضع طريفا رغم فشلهما ٢ نقطة
, ما أن سمعت صوت المفتاح و رافقه خفقة قلبها المعتادة حتى طارت الي الباب لتراه ٢ نقطة
, و لن تنسى أبدا منظره في تلك اللحظة التي دخل فيها من باب الشقة ٢ نقطة وهو يحمل كنزته على ذراعه بينما قميصه الأبيض غارقا في الدماء التي غطت صدره ٢ نقطة
, للحظات ٍ ظلت مسمرة مكانها ٢ نقطة متسعة العينيه و فاغرة الفم ٢ نقطة حاولت الصراخ الا أنه رفض الخروج من حنجرتها التي أصيبت بالشلل ٢ نقطة حاولت و حاولت لكن دون جدوى ٢ نقطة وكأنها في ذلك النوع من الكوابيس التي يرفض فيها الصراخ بالخروج ليحررها من قسوة ذلك الكابوس ٢ نقطة
, و ما أن رفع نادر عينيه الي عينيها المذعورتين و هي تقف منكمشة في أحد الأركان تضم رأس معتز بقوةٍ الي ساقيها حتى أوشكت أن تخنق أنفاسه ٢ نقطة قال نادر بصوتٍ مجهد و كأنه يلهث وهو يفك أزرار قميصه متجها للحمام
, ( حور ٢ نقطة أريد قميصا نظيفا ، لا أستطيع التأخر طويلا ٢ نقطة)
, لكن و قبل أن يصل لباب الحمام ، كانت قد تمكنت أخيرا من الصراخ عاليا و بغضب حتى أنه استدار اليها مذهولا ٢ نقطة
, وهي تصرخ و تصرخ بغضب ٢ نقطة غير آبهةٍ لصوتها الذي هو من المؤكد مسموع للجيران بكل وضوح ٢ نقطة تهذي بكلماتٍ غير مفهومة ٢ نقطة لم يستوعب منها سوى معنى واحد وهو أنه كيف تجرأ على الدخول الي البيت بهذا المنظر ٢ نقطة و أنها لا تستطيع النظر اليه ٢ نقطة و أنه من المؤكد قد انتابه الجنون ليتصرف بهذا الشكل دون أن ينبهها ٢ نقطة
, لن تنسى أبدا منظر نادر وهو واقفا بطوله الفارع ينظر اليها بكل ثورتها الهيستيرية ٢ نقطة دون حتى أن يأمر بخفض صوتها ٢ نقطة لكنها لم تتوقف حتى بعد ان جذبت معتز بالقوة و جرته خلفها لتدخل الي غرفته صافقة الباب خلفها بكل قوتها ٢ نقطة
, و بعد أن خفض صوت صراخها ولم يتبقى سوى بعض من هذيانها الغاضب الهائج ٢ نقطة سمعت فجأة صوت باب الشقة يغلق من جديد ٢ نقطة
, حينها سكتت تماما وهي تلهث ٢ نقطة متشبثة بمعتز الذي كان بدوره متمسكا بأحضانها بخوف ٢ نقطة دون أن يسمع شيئا من صراخها .، الا أن منظر وجهها الصارخ أرعبه ٢ نقطة ربتت قليلا على شعره الناعم ، ثم أبعدته عنها برفق وهي تنهض لتتجه ببطء شديد و حذر لتخرج من باب الغرفة ٢ نقطة فلم تجد سوى الصمت و الذي كان ضغطه على أذنيها أشد وقعا من ضغط صراخها ٢ نقطة
, خرجت ببطء ٢ نقطة حافية القدمين . تتعثر بهما فوق الأرضية الباردة كالثلج ٢ نقطة تجول بعينيها في أنحاء الشقة دون أن تجده ، وكأن العرض المسرحي الذي حدث منذ دقائق كان من محض خيالها المجهد ٢ نقطة
, استمرت في التقدم ببطء من باب الحمام المفتوح ٢ نقطة فوجدت آثار الاستحمام بعجل ، ثم رأت قميصه ٢ نقطة
, لكن الفارق أن القميص كان مغسولا ٢ علامة التعجب ٢ نقطة
, لم يضعه في سلة الملابس التي تحتاج للغسل ، ٢ نقطة بل وقف ليغسله بيديه في حوض الحمام ، ثم علقه على احدى الخطافات الصغيرة خلف الباب ليجف ٢ علامة التعجب ٢ نقطة
, ظلت تنظر الي القميص المبلول و المعلق أمامها طويلا ٢ نقطة وهي ترى بعض الآثار الوردية به ٢ نقطة فهو لن يتخلص من الدماء بسهولة ٢ نقطة و من المؤكد أنه سيتخلص منه ، لكن بعد أن كان حجب عنه أكبر كمية ممكنة من الدماء ٢ نقطة
, مدت يدها ببطء تتلمس القماش المبتل ٢ نقطة و البلل في عينيها يتزايد و يتزايد ٢ نقطة حتى ضاعت الرؤية من عينيها و هي تتشجع لتمسك بالقميص تضمه الى صدرها بقوةٍ غير آبهة بالبلل الذي انتقل الي ملابسها البيتية في هذا البرد القارص ٢ نقطة
, لم تدري كم بكت تلك الليلة ٢ نقطة لكنها لم تتوقف عن البكاء ، حتى بعد أن سمعت صوت المفتاح للمرة الثانية في نفس الليلة ، لكنه لم يجلب لها البهجة المعتادة ٢ نقطة و انتظرت ٢ نقطة انتظرت في غرفتهما ٢ نقطة لكن دون أن يدخل ٢ نقطة
, فخرجت هي اليه ٢ نقطة تبحث عنه ٢ نقطة الى أن وجدته ممددا على الأريكة بملابسه ، يغطي عينيه بذراعه و يتنفس برتابة ٢ نقطة
, للحظات ظنته قد نام ٢ نقطة الا أنها من مجرد حركة صدره أدركت عكس ذلك ٢ نقطة
, استندت بكتفها الى الجدار بجوارها ٢ نقطة و مالت برأسها لتريحه عليه و هي تتلاعب بأصابع كفيها بعصبية ٢ نقطةو عينيها تكادان تدميان من شدة تورمهما ٢ نقطة تماما كشفتيها اللاهثتين بتوتر .
, لماذا لا ينفجر فيها ٢ نقطة لماذا لا يخبرها الآن بأنه سئمها و يئس منها و يطلب منها الرحيل دون عودة ٢ نقطة
, و حين طال به الصمت على هذا الحال ٢ نقطة و أرادت قطعه بأي وسيلة ، سألت أغبى سؤال من الممكن أن يسأل في تلك اللحظة ٢ نقطةبصوتٍ باهت كصوت الأشباح إن كان لها صوت
, ( كيف كان يومك ؟؟ ٢ نقطة )
, لم يبد عليه أنه سمعها أو أحس بوجودها أصلا ٢ نقطة و اخذ الارتجاف يطوف بجسدها
, ٢٠ شرطة
,
, واقفا في مكانه المعتاد ٢ نقطة من تلك الساعة ليلا ٢ نقطة يتأمل نافذتها المضاءة ٢ نقطة و كأنها تترك ضوء الغرفة خصيصا لكي يراها ٢ نقطة حيث تختال من أمام النافذة كل فترة هنا و هناك ٢ نقطة و في هذا الوقت و الظلام تبدو واضحة المعالم لكل من يمر من هذا الطريق الضيق ٢ نقطة
, صحيح أن الستائر الشفافة تغطيها عن عينيه قليلا ٢ نقطة الا أنها لا تحجب رؤيتها تماما ، ٢ نقطة عنه و عن اي أحد ٢ نقطة
, زم شفتيه وهو ينفث لهيبا يعبق بقهر الشهرين الماضيين ٢ نقطة
, شهران كاملان وهو يراها عن بعد ٢ نقطة مضاءة بضوء ذهبي شاحب ، بينما ملامح جسدها الفتي داكنة ٢ نقطة لا يصدق أنها تلك الفتاة الصغيرة التي تزوجها منذ عشر سنوات ٢ نقطة ليست هي نفسها من تختال من خلف زجاج النافذة ٢ نقطة
, ذات الشعر الطويل ٢ نقطة طويل جدا ٢ نقطة طال عن اول مرة رآها فيها بعد عودته ، وكأنها لم تعتد تهتم الي أين سيصل ٢ نقطة آخذا عينيه معه ٢ نقطة
, من يصدق أن جاسر رشيد في يوم ما سيظل قابعا تحت نافذة فتاة يتأمل كل تفصيل من تفاصيلها ٢ نقطة لكنها ليست فتاة ٢ نقطة انها زوجته ، ٢ نقطة بكل ما للكلمة من معنى ، جسده يعرفها و يناديها ٢ نقطة و عيناه تدركان كل لمحة منها و كأنه حفظها كلها عن ظهر قلب ٢ نقطة
, اقبضت قبضتاه بشدة ٢ نقطة وهو يراها تقترب من النافذة ببطء ٢ نقطة لتزيح الستائر ٢ نقطة و تفتح زجاجها ، ثم تستند بيديها الى حاجز النافذة رافعة وجهها و كأنها تتنفس الهواء البارد ٢ نقطة
, اشتعلت مشاعره كلها بلحظة ٢ نقطة و احترق الدم في عروقه وهو يراها بهذا المظهر الخلاب أمامه ٢ نقطة
, نظر حوله يتأكد إن كان هناك من هو مارا الآن ليستمتع بمشاهدة تلك المجنونة ٢ نقطة زوجته ٢ نقطة
, تنهد بيأس وهو يتأملها عاجزا عن إشاحة بصره عنها لأكثر من لحظة ٢ نقطة لا يبدو عليها أنها قد تأذت منهم ٢ نقطة يعلم **** اي قوة استحضرها ليتركها اليهم طوال شهرين كاملين ٢ نقطة لكنه و بدفع عمر دفعا له بدروس توعية يومية أن أقصر طرق الأذى بالنسبة لها الآن هو أن يتركها لدى أهلها الى أن تهدأ الأحوال ٢ نقطةو الي أن ٢ نقطة ٢ نقطة
, هز رأسه رافضا التفكير في تلك المرة التي جعلها فيها زوجته فعليا ٢ نقطة كان عليه فعل ذلك ، و لم يجد القدرة على المقاومة أكثر ٢ نقطة انه بشر قبل كل شيء ٢ نقطة
, مد يده الي جيب بنطاله دون أن يرفع نظره عنها ٢ نقطة ليلتقط هاتفه و يطلب رقمها ٢ نقطة على ذلك الهاتف الذي اشتراه لها ذات يوم ٢ نقطة و الذي خرجت بدونه الي أحضانه ٢ نقطة ثم أعادوها بالقوة ٢ نقطة الي الهاتف الذي لم تدمره ٢ نقطة كان مغلقا لفترة طويلة ٢ نقطة الى أن سمع رنينه ذات يوم ، بعد أن قامت بشحنه ٢ نقطة من يومها وهو لا يمل الاتصال بها كل يوم و في كل وقت ٢ نقطة رنين ٢ نقطة رنين ٢ نقطة دون أن ترد ٢ نقطة
, ومع ذلك ٢ نقطةتلك الخطوة أشعرته بحماسٍ رهيب ، ٢ نقطة فمن الواضح أنها تشحنه باستمرار ٢ نقطة و تسمعه وهو يطلبها في كل وقت ٢ نقطة دون أن تتصرف حيال الأمر ٢ نقطة بدا و كأنها ترحب بتلك الصلة بينهما ٢ نقطة
, لذا أخذ عهدا بالا ينقطع رنينه لها أبدا ٢ نقطة الى أن تسمعه صوتها ذات يوم ٢ نقطة و حينها ٢ نقطة حينها ستكون اشارة البدء للتحرك اليها من جديد دون كلل ٢ نقطة لو عليه لاستمر في خوض كل الحروب التي يعرفها ٢ نقطة
, الا أن شيئا غريبا عليه ٢ نقطة غريبا عليه تماما ، يجعله يتأخر في استجلاب المزيد من الضرر لها ٢ نقطة و شيء آخر ٢ نقطة في زاوية عميقة من زوايا نفسه ٢ نقطة كره خطفها ٢ نقطة يريدها أن تأتي اليه ٢ نقطة بنفسها ٢ نقطة
, زفر جاسر بنفاذ صبر وهو يستشعر قربه من الاصابة بالجنون بسببها ٧ علامة التعجب
, بدأ الرنين المعتاد في التسلل لأذنيه ٢ نقطة ليراها وهي في وقفتها و شعرها يتطاير خلفها بجنون بفعل الرياح الباردة ٢ نقطة تلتفت فجأة خلفها و كأنها سمعت صوت الهاتف ٢ نقطة اتسعت عيناه قليلا وهو يرى لأول مرةٍ ردة فعلها على سماع رنينه اليها ٢ نقطة
, و بعد لحظةٍ من الرنين استدارت لتنظر اليه مباشرة ٢ نقطة
, ارتجف الهاتف في يده ٢ نقطة لكنه لم يتحرك من مكانه وهو يبادلها النظر بقوةٍ و الهاتف على أذنه ٢ نقطة
, ثم كالعادة ٢ نقطة استدارت و رحلت ٢ نقطة و تركت الستائر المتطايرة تحل محل شعرها أمام عينيه ٢ نقطة
, لكنه لم يتراجع و لم ييأس ٢ نقطة و ظل الهاتف على أذنه يخبره بأنها تستمع الي رنينه ٢ نقطة
, لكن فجأة ٢ نقطةرآها تعود الي النافذة من جديد ٢ نقطة اتسعت عيناه وهو يراها تنظر اليه بقوة ٢ نقطةلترفع يدها ممسكة شيء ما ٢ نقطة وضعته على أذنها ٢ نقطة وقبل أن يستوعب ما حدث كان صوتها يخترق أذنه بكل هدوؤه ٢ نقطة
, ( ماذا تريد ؟ ٢ نقطة )
, للحظات ظل جاسر مشدوها من صوتها الذي وصله أخيرا بعد غياب شهرين ٢ نقطة و ما أن تمالك نفسه حتى هدر بقوةٍ
, ( إياك أن تغلقي الخط والا قسما ب**** ستجديني اقتحم البوابة لأصل اليك ِ ٢ نقطة و ليحدث ما يحدث )
, جاء صوتها مباشرا هادئا ٢ نقطة وهي تقول بفتور
, ( اخفض صوتك ٢ نقطة )
, ابتلع ريقه بصعوبة وهو ينظر حوله ليتأكد من عدم وجود أحد ليشهد على مزيد من الفضائح ٢ نقطة ثم عاد لينظر اليها وهو يحاول أن يستجمع أي تهديد من أي نوع ٢ نقطة لقد أخذته على حين غرة ٢ نقطة وها هو يقف صاغرا أمامها ، غير قادر على استجماع كلمة ٢ نقطة
, و بعد صمت طويل ٢ نقطة قال بحدة
, ( أريد أن أراك ِ ٢ نقطة أريد أن ٢ نقطة اريدك ٢ نقطة أنتِ زوجتي و سأستعيدك و لو رغما عنكِ )
, لم ترد و لم يبد على وقفتها أنها قد اهتزت أو اصيبت بالإغماء من رعب تهديده الأخرق ٢ نقطة
, حاول الكلام مرة أاخرى فقال بخشونة رغم النبرات المرتجفة
, ( هل آذوكِ ؟ ٢ نقطة )
, لم تتحرك من مكانها وهي صامتة طويلا تاركة اعصابه تحترق بنيران القلق قبل أن تقول بصوتها الهادىء الجديد عليه تماما
, ( أي حياةٍ تتخيل أنني قد عشتها الفترة الماضية ؟؟ ٢ نقطة )
, نار ٢ نقطة نار اندلعت في جسده و هددت بحرق كل جسور التواصل مع آل رشوان وهو ينتقصون من رجولته بايذاء زوجته ٢ نقطة فهتف يرتجف
, ( فقط اعطيني التأكيد و سترين أن ٢ نقطة )
, قاطعته حنين بهدوء
, ( المزيد من الألم ٢ نقطة )
, هتف جاسر بقلق ( لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة لن يجرؤ احد بعد الآن على مسك بسوء فقط ٢ نقطة )
, وجد أن صوته يرتجف حتى أن كلماته قد تقطعت ٢ نقطة فحاول مرة أخرى التكلم بمنطقية خشنة
, ( اسمعيني جيدا يا حنين ٢ نقطة انا فرصتك الوحيدة في خروجك من السجن الذي تعيشينه الآن ٢ نقطة أنا زوجك ٢ نقطة لن تجدي أي فرصةٍ أخرى افضل من عودتك الي ٢ نقطة لن يقبل بكِ غيري . ٢ نقطة وكأني أصلا سأسمح باقتراب أيا كان منكِ ٢ نقطة أتريدين المزيد من الكوارث ؟ ٢ نقطة سآتي لآخذك ، و أمام كلمتك لن يستطيع أحد منعي ٢ نقطة )
, أيضا لم ترد ٢ نقطة ظلت واقفة طويلا و الهاتف على أذنها و رأسها مائل و كأنها تتأمله بتمعن ٢ نقطة و ما أن بلغ توتره أقصى حدوده ٢ نقطة حتى سمع صوتها يقول مفكرا
, ( اذن انا بين خيارين ٢ نقطة إما أن أفقد الأمل تماما في الزواج و الخروج من سجني ٢ نقطة و اما ان اقبل بمن اغتصبني ٢ نقطة ليغتصبني كل ليلة ٢ نقطة لو كنت مكاني ٢ نقطة اي الطريقين ستختار ؟؟؟ )
, الدرة المكنونة، ‏anna dayob، ‏loo212، ‏لؤ لؤ ة، ‏ayman_barya، ‏mesaw، ‏مزوووووون، ‏صبا.، ‏zizi adel، ‏khouloudxx، ‏Electron، ‏shada l، ‏soe، ‏رؤى الرؤى، ‏nahla_fcis، ‏الاف مكة، ‏mrmoorh، ‏روح طرياك
, Like
, هبة، tamima nabil، نداء الحق and 4 others like this.
, رد مع اقتباس إقتباس متعدد لهذه المشاركة الرد السريع على هذه المشاركة
, #9496 أضافة تقييم إلى tamima nabil تقرير بمشاركة سيئة
, قديم 23-01-14، 12:13 AM
, الصورة الرمزية tamima nabil
, tamima nabil tamima nabil غير متواجد حالياً
, نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء
,
, الفصل الخامس و العشرين
,
, ( اذن أنا بين خيارين ٢ نقطة إما أن أفقد الأمل تماما في الزواج و الخروج من سجني ٢ نقطة و إما أن أقبل بمن اغتصبني ٢ نقطة ليغتصبني كل ليلة ٢ نقطة لو كنت مكاني ٢ نقطة أي الطريقين ستختار ؟؟؟ )
,
, هل يمكن أن تكون للكلمات وقع الرصاص الحي ؟؟ ٢ نقطة
, للحظةٍ شعر و كأن طلقا ناريا قد اخترق أذنه و نفذ الي عقله ٢ نقطة حتى أن رأسه مالت عدة شعريات في حركةٍ خاطفة ٢ نقطة و أهتز الهاتف في قبضته ، بينما انقبضت أصابعه عليه حتى كاد أن يسحقه شر سحقة ٢ نقطة
, فتح فمه مرة دون أن يجد القدرة على الرد في نفس اللحظة ٢ نقطة ليغلقه كما أغلق الصقيع أبواب صدره و شعر بألمٍ غريب كاد يقسم أنه على وشكِ الإصابة بذبحة صدرية ٢ نقطة
, رفع يده ببطء و ارتجاف يتلمس بها صدره في حركةٍ غير ملحوظة ٢ نقطة قبل أن تمضي عدة لحظات لم يسمع بها سوى صوت هدير الرياح بينهما ٢ نقطة
, وما أن وجد القدرة على النطق حتى قال بصعوبة وبتحشرج
, ( اغتصاب ؟؟ ٢ نقطة )
, لم يسمع منها ردا ٢ نقطة و لم يرى لمحة تحرك في جسدها الذي بدى في هذه اللحظة و كأنه قد تجمد في هيئة تمثال رخامي فقد الروح و الحياة ٢ نقطة الا أن البرودة و القسوة تشع من كل جزء فيه ٢ نقطة
, فعاد ليقول بأكثر تشديدا و غضب مجنون يهدر في كل حرف
, ( اغتصاب ؟؟ ٢ نقطة هل هذا ما تقنعين به نفسك لتبرري تحررك مني ؟ ٢ نقطة )
, للحظاتٍ لم ترد عليه و توقع أن تهرب الي الداخل لكنها ثبتت مكانها و عينيها لا تزالان مثبتتين على عينيه و هي ترد بفتورٍ ميت
, ( هل كنت راضية ؟ ٢ نقطة )
, و حين لم يرد عليها تابعت دون أن تنتظر رده تبثه كل ما تستطيع من سمٍ سبق أن دفعه في عروقها من قبل
, ( إن كنت تظن بأنني كنت راضية بك و أنت تنهشني قاضيا على كل ذرة من احترامي لنفسي ٢ نقطة اذن فأنا أشفق عليك )
, اتسعت عيناه و تعالى لهاثه قليلا حتى وصلها عبر الهاتف لكنها لم ترأف بحاله و هي تتابع بلهجةٍ أكثر حقدا حتى أنها مالت قليلا من النافذة و هي تتشبث بإطارها و كأنها تهاجمه
, ( قلت لي من قبل أنني لم أقاومك كما يجب إن كنت رافضة ٢ نقطة و لم أجد وقتها الجرأة للرد عليك ٢ نقطة أما الآن و بيني و بينك حاجز حديدي ٢ نقطةو بعده أهلي وهم لن يرحموك إن حاولت تجاوزه٢ نقطة
, لذا فأنا أستطيع الرد عليك بكل قوةٍ ٢ نقطة كنت أموت رعبا منك ، ٢ نقطة كنت أغمض عيني و أنا أنتظر تلك اللحظات أن تنقضي و تتركني بأقل ما يمكن من أذى ٢ نقطةلوهلةٍ ظننت أنك ستقتلني بعدها ، أتتخيل ذلك ؟؟٤ علامة التعجب
, كنت مرتعبة منك لدرجةٍ شلت حنجرتي ٢ نقطة و أكررها لك يا ابن رشيد ٢ نقطة إن كنت تظن أن هذا هو الرضا الذي يرضي رجولتك فأنا أشفق عليك ٢ نقطة )
, انقبضت أصابعه قليلا على عضلات صدره التي كانت لا تزال تمسدها ٢ نقطة وهو يبتلع غصة في حلقه بصعوبة بينما هو يسمع صوتها في نهاية كلماتها و قد تهدج بدموعٍ حبيسة أبت أن تذرفها أمام أسماعه مباشرة ٢ نقطةو بانت به المرارة واضحة جلية في نبراتها التي تلاشت مع آخر حروفها
, مر الصمت بينهما طويلا لا يقطعه سوى صوت تهدج أنفاسها ٢ نقطة و الذي كان يجلده السياط ٢ نقطة و ما أن تمكن من الكلام حتى قال بصوتٍ لا تتضح نبراته من شدة خشونته و تكسره
, ( ارجعي اليا و ٢ نقطة و سأبدل كل ذكرى تعيسة عشتِها لأخرى سعيدة ، ٢ نقطة سأبذل ما في وسعي لأعوضكِ عن بداية زواجنا التي كانت ٢ نقطة التي كانت من المفترض أن تكون ٢ نقطة أجمل ذكرى لكِ )
, ازداد تهدج أنفاسها و ازدادت ملامحه ألما و خشونة ٢ نقطة فتابع بإصرار
, ( ارجعي الي ٢ نقطة فقط ارجعي الي و اقبلي بقدرك ٢ نقطة و حينها سترين وجها لي لم تريه من قبل ٢ نقطة )
, هنا وصله صوت بكائها الناعم واضحا وهي تهتف بصوتٍ خافت ذليل
, ( أكرهك ٢ نقطة أكرهك ٢ نقطة الا تفهم ذلك ؟؟ ٢ نقطة أكرهك ٢ نقطة كنت محقا في أنني استسلمت لك منذ أول لحظةٍ مأساوية عدت فيها الي حياتي ٢ نقطة استسلمت بكل ذل و خنوع لكل خططك القذرة خوفا منك ٢ نقطة و على الرغم من ذلك وثقت بك مرة بعد مرة ٢ نقطة و قد كنت مثالا للحقارة في كل مرةٍ منهم )
, سكتت قليلا تبتلع دموعها بصعوبة ثم قالت بقوةٍ أكثر قليلا
, ( الآن ٢ نقطة لم يعد لدي ما أخشاه ، و الفضل الأول و الأخير لك في ذلك ٢ نقطة الآن أصبحت في حماية عائلتي ٢ نقطة و لن تتجرأ على المساس بي بعد الآن ٢ نقطة )
, عقد جاسر حاجبيه ٢ نقطة و ازداد تغضن وجهه ، حتى كاد أن يبدو كشخصٍ يكابد الألم ٢ نقطة و أصابعه تزداد ضغطا على صدره ٢ نقطة ثم همس أخيرا باختناق صلب ٢ نقطة صلب و كله اصرار و خشونة
, ( أنا أريدك ٢ نقطة أنت زوجتي و أنا ٢ نقطةأريدك ، أكثر مما أردت أي شيء آخر في حياتي ٢ نقطة الا يعني ذلك لكِ شيئا ؟؟؟ )
, همست ببرود الجليد
, ( لا يعني أكثر من أنني مجرد شيء ٢ نقطة)
, فتح فمه ليصرخ بها ٢ نقطة نعم كان على وشكِ الصراخ بها و بقوة و بجنون لو تحتم الأمر ٢ نقطة لكن ما منعه هو رؤيتها و هي تستدير بسرعة ، فكاد أن يهتف بها ٢ نقطة" لا ٢ نقطة لا ترحلي ٢ نقطة لا تتركيني الآن "
, لكنه سكت حين لمح طيفها و هي تعطيه ظهرها تقريبا دون أن تتحرك بعيدا و من أهتزاز جسدها الطفيف أدرك أنها تتكلم مع أحدهم ٢ نقطة ليلمح يدها وهي تسقط الهاتف خلف ظهرها ٢ نقطة أو ربما هكذا ظن وهو لا يستطيع التحقق أكثر من الأمر ٢ نقطة
, استمرت في نطق بضع كلمات ٢ نقطة وقلبه يزداد خوفا من أن يكون قد علم أحد بكلامها معه ٢ نقطة فربما أذاقوها المزيد من الضرب و الإهانة ٢ نقطة لكنه لن يرحل من هنا أبدا حتى ولو وقف دهرا الي أن يطمئن عليها ٢ نقطة
, لكن لم تطل اللحظات المخيفة له و أعقبتها لحظات احباط و لوعة وهو يراها تبتعد مطأطأة الرأس عن النافذة ٢ نقطة و ما لبث أن ظهر ظلا آخر محلها ٢ نقطة
, اتسعت عينا جاسر حتى بدا مذهولا بينما انعقد حاجبيه بشدة و الجنون يتمكن من كل أعصابه وهو يتعرف على هذا الظل الضخم حق المعرفة ٢ نقطة
, احمرت عيناه جنونا و هدر الدم في أوردته و هو يرى عاصم رشوان بهيئته المهيبة الضخمة يمد ذراعيه ويغلق زجاج النافذة التي تركتها حنين مفتوحة ٢ نقطة ثم لم يلبث أن جذب الستائر الخفيفة و الثقيلة ليسد الطريق الوحيد بينه و بين زوجته ٢ نقطة
, اخذ صدره يعلو و يهبط بصعوبة بينما ألمه يزداد ٢ نقطة و غضبه يتصاعد ٢ نقطة و يتصاعد و يتفاقم ٢ نقطة
, عاصم رشوان بغرفة زوجته بكل حميمية ٢ نقطة و هو هنا واقفا تحت النافذة يرمقها بذلِ العاجز و غضب الرجل المقهور ٢ نقطة
, ودون وعيٍ منه ضغط على ازرار الهاتف الذي كان لا يزال مسكينا يتحمل ضغط أصابعه الجبارة ٢ نقطة ووجهه في تلك الحالة كان يبدو من الشر مخيفا ٢ نقطة مخيفا لدرجة تفوق الوصف ٢ نقطة
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, العجيب في الأمر أنها كانت هادئة تماما ٢ نقطة على الرغم من البرودة التي تغلف قلبها الا أن ذلك الأحساس الجديد بتبلد المشاعر كان افضل ٢ نقطةأفضل بكثير ٢ نقطة
, حين سمعت طرق الباب على غرفتها ٢ نقطة ظنتها صبا كالعادة بكل هدوء ٢ نقطة لكن ما أن سمعت صوت عاصم ينبهها الي دخوله حتى تفاجأت من رباطة جأشها ٢ نقطة وهي تسقط الهاتف بمنتهى الهدوء داخل حاجز النافذة الضيق و تأذن له بالدخول ٢ نقطة دون حتى أن تهتم بمسح الدموع التي كانت منسابة على وجنتيها بنعومة على الرغم من تجمد عينيها بلا تعبير ٢ نقطة
, كانت تظن أن دموعها قد نفذت عن آخرها ٢ نقطة الا أن بعضا منها على ما يبدو لايزال قابعا في زوايا قلبها لينساب في كل مرةٍ تتذكر فيها كل ما تعرضت له خلال حياتها القصيرة حتى الآن ٢ نقطة
, دخل عاصم الى الغرفة بهدوء ، ليشغل حيزا كبيرا منها بوجوده المهيمن ٢ نقطة كما هو مهيمنا على حياتها منذ أن أبصرت الواقع بكل آلامه ٢ نقطة دائما ما كان عاصم يلي عمها في تحمل مسؤوليتها ٢ نقطة و بعد رحيل عمها أصبح هو المسؤول الأول و الأخير عنها ٢ نقطة على الرغم من محاولاتها الواهية في اقناع نفسها بأن عملها البسيط يحقق لها شيئا من الإستقلالية ٢ نقطة لكنها كانت تخدع نفسها ، فهي منذ رحيل والديها وهي دائما ما تكون تابعة لشخصٍ ما ٢ نقطة
, نظرت اليه بعينيها المبللتين بدموعها و هي تتذكر تلك الأيام التي كانت تنتظر فيها أن ينعم عليها عاصم رشوان بتحسين وضعها الاجتماعي و رفع الحرج بوجودها الأبدي في هذا البيت ، ٢ نقطة و ذلك بمنحها اللقب السامي
, "حرم عاصم رشوان " ٢ نقطة
, لم تفكر طويلا في المعاني المترتبة على تلك العبارة القصيرة ، و لم تداعب خيالها أي صور عن تلك الحياة المستقبلية لها مع عامود هذا البيت ٢ نقطة
, و مع ذلك كانت تنتظر اللقب يوما بعد يوم ٢ نقطة و كأنها عاطلة تنتظر جواب التعيين ليحسن حالتها البائسة ٢ نقطة
, ومما زاد هذا الشعور هو تغذية عمها و زوجته لهذا الأمل أكثر و أكثر يوما بعد يوم ٢ نقطة حتى ظنت أن الحياة لن تستقيم الا بحصولها على اللقب ٢ نقطة
, كانت تائهة النظرات تماما في ملامح عاصم الخشنة الصارمة و التي لم تؤثر الصرامة على ذرةٍ من وسامته ٢ نقطة
, حتى التقت عيناه بعينيها فعبس و هو يلاحظ للمرة الأولى دموعها ٢ نقطة فقال بخشونةٍ خافتة
, ( هل لازلتِ تبكين الى الآن ؟ ٢ نقطةو بماذا يفيد البكاء ؟ ٢ نقطة لو كان يصلح من وضعك لجعلتك تبكين لنهاية عمرك )
, لم ترد حنين و لم تتغير ملامحها ٢ نقطة وحتى لم تذرف المزيد من الدموع دون أن تحيد بعينيها عن عينيه ٢ نقطة
, فتنهد عاصم بغضب و يأس قبل أن يلمح النافذة المفتوحة و التي تتطاير ستائرها باعثة الصقيع الي اركان الغرفة الصغيرة
, فقال عاصم بخشونة و تثاقل وهو يتجه الى النافذة
, ( كيف تتركين النافذة مفتوحة في هذا الوقت من الشتاء ٢ نقطة )
, نظرت حنين الي ظهره وهو يتجه الى النافذة ٢ نقطة لو القى نظرة خاطفة الى الشارع الجانبي خلف سور البيت فسيرى جاسر بكل وضوح ٢ نقطة
, لكنها و ياللعجب لم ترتعب و لم تفزع ٢ نقطة كانت هادئة تماما وهي تنتظر ثورة جديدة من ثورات جنونه ما أن يلمح جاسر ٢ نقطة
, لكن مرت الثلاث لحظات التي استغرقها في غلق النافذة و إغلاق الستائر ٢ نقطة ثم استدار اليها بنفس خشونة ملامحه و صلابتها
, ليتجه بعدها دون اذن و يجلس على المقعد الوحيد في غرفتها ٢ نقطة ثم رفع رأسه اليها آمرا
, ( اجلسي ٢ نقطة أريد أن أتكلم معك )
, اتجهت حنين ببطء لتجلس على حافة سريرها ٢ نقطة ناظرة اليه بهدوء و بعينين بهما الكثير و الكثير من الأفكار المتلاطمة و على الرغم من ذلك تبدوان غاية في التجمد ٢ نقطة
, أخذ عاصم نفسا متجهما قبل أن يبدأ قوله بتصلب
, ( هل لديكِ أي فكرةٍ عما سنفعله حيالك الآن ؟؟ ٢ نقطة )
, بقت حنين صامتة ناظرة اليه ٢ نقطة وهي تدرك بأنه لا يسألها مشورتها أو رأيها في حياتها في واقع الأمر ٢ نقطة بل هي مجرد مقدمة استهلالية لابد منها ٢ نقطة لذا آثرت الصمت منتظرة دون أن تتغير ملاحها ٢ نقطة
, و لم تخب توقعاتها ٢ نقطةفتابع عاصم وهو يميل الى الأمام متجهما مستندا بذراعيه الي ركبتيه
, ( ليس أمامنا خياراتٍ عديدة الآن ٢ نقطة بل على الأصح ليس لدينا سوى أن نبدأ في رفع قضية الطلاق ، ٢ نقطة لقد انتظرت فترة لتهدأ الفضائح التي تسبب فيها الحيوان " زوجك " ٢ نقطة و الذي منحتيه أنتِ تلك السلطة ليتسبب لنا في كل ما فعل بعد أن عاد الي حياتنا فجأة )
, لم ترد حنين ٢ نقطة فزفر عاصم بنفاذ صبر و هو يحاول الزام نفسه بالسيطرة كما اقنع نفسه طويلا قبل دخوله اليها .
, و بعد عدة لحظات نظر اليها بصرامة ليقول
, ( لكن الأمر الآن قد طال ٢ نقطة و أنا شخصيا أتوقع أي تصرف قذر من تصرفاته في اي لحظة ٢ نقطة لذا ٢ نقطة أريد توكيل منكِ لنرفع قضية الطلاق ٢ نقطة)
, و حين ظلت صامتة و لم تسارع بإبداء فروض الطاعة و الولاء ٢ نقطة قال عاصم بحسم
, ( وهذا أمر منتهى يا حنين ٢ نقطة لا يقبل النقاش ، هذا إن كنتِ صادقة في ما ذكرته عن كونك قد غُصبتِ في كل ما حدث ٢ نقطة أم أن لكِ رأي آخر ؟؟ )
, أيضا دون رد ٢ نقطة تنظر الي عاصم و ينظر اليها ، فقد قال كلمته و رمى في نهايتها التحدي كي تخشي الجدل ٢ نقطة فقد يساء فهم دوافعها إن جادلت ، لذا فيجب عليها أن تقر على سلامة و ضعها و تبرئة نفسها بالأقرار و الإصرار على طلب الطلاق لدفع الشبهة عنها ٢ نقطة
, حين ظلت حنين صامتة أعتبر عاصم أن هذا هو الرد الذي يحتاجه فنهض قائلا بهدوء و عزم
, ( غدا ستوقعين التوكيل و سنبدأ برفع القضية ٢ نقطة )
, و ما ان أتجه الي الباب حتى ودعه صوت حنين مناديا بهدوء خافت
, ( عاصم ٢ نقطة )
, التفت عاصم اليها ، و قبل أن يسأل ادركته هي قائلة بنفس الهدوء
, ( أنا حامل ٢ نقطة )
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, استمرت النار تأجج بداخله و دمائه تغلي و تفور في عروقه ٢ نقطة لدرجة أن انتفخت أوداجه و ظهرت عروقه نافرة في عنقه بوضوح ٢ نقطة و أحمرت عيناه بشدةٍ وهو ينتظر واضعا الهاتف على أذنه ٢ نقطة
, وما هي الا لحظات حتى سمع صوت عمر الهادىء يجيب بالرد ٢ نقطة فهدر جاسر محاولا كبت ذبذبات صوته على قد استطاعته و هذا الكبت جعل وجهه يشتد أحمرارا و ضغطا ٢ نقطة
, ( سأدخل اليهم و أحطم البيت على رؤوس الجميع ٢ نقطة الحقير في غرفتها ، ٢ نقطة في غرفة زوجتي بينما أنا أقبع هنا في الطرقات كالمتسولين ٢ نقطة سأقتحم البيت و ليحدث ما يحدث ٢ نقطة )
, نهض عمر من مكانه مندفعا وهو يقول بمنتهى ضبط النفس كي لا يتهور ذلك المجنون ٢ نقطة
, ( اهدأ يا جاسر و لا ترتكب أيا من حماقاتك ٢ نقطة )
, فلم يسمع عمر سوى صوت جاسر يهدر داخل أذنيه مباشرة حتى أنه اضطر لأن يبعد الهاتف عن اذنه مغمضا عينيه وقد اهتزت رأسه بفعل الموجات المجنونة و الألفاظ النابية التي تبعتها كلمة واضحة المعالم لا تقبل الجدل
, ؛( سأدخل ٢ نقطة )
, فما كان من عمر الا أن اتجه في غمضة عين الي باب شقته يلتقط مفاتيحه ليخرج وهو يقول بكل قدر ممكن من الأقناع و الحسم بينما في داخله يشعر أن مصيبة على وشكِ الحدوث
, ( جاسر ٢ نقطة اسمعني جيدا ، ابقى مكانك ولا تتحرك ،٢ نقطة أنا في طريقي اليك ، و تذكر إن هممت بارتكاب احدى حماقاتك بأن حنين هي من سيدفع الثمن ٢ نقطة مجددا )
, ثم أغلق عمر الخط و كان قد وصل الي سيارته خلال لحظات ٢ نقطةصدره يعلو و يهبط بغضب وكأنه في سباقٍ مع الزمن للقبض على مجنون يوشك على الإضرار بالمزيد من المواطنين الآمنين ٢ نقطة
, أحيانا يتسائل هل صداقتهما تستحق أن يغفر له كل ما يفعله في سبيل رغباته الأنانية ٢ نقطة و بعد التساؤل يعود و يذكر نفسه بأن جاسر ليس بمثل تلك الأنانية القذرة ٢ نقطة فهو لم يرى منه القذارة الا في التعامل مع حنين فقط ٢ نقطة فهل يخبره ذلك بشيء ؟؟ ٢ نقطة
, لكن مهما كان السبب الذي يرفض جاسر الإعتراف به حتى الآن ٢ نقطة هل ذلك يعطيه الحق ليتلاعب بحياة انسانة ضعيفة لمجرد أنه يريدها ؟؟ ٢ نقطة أو في أحسن الفروض لمجرد أن ما يفعله إنما هو ٢ نقطة بأمر الحب ٢ نقطة
, للحظاتٍ حلت صورة رنيم بعينيها اللوزتين محل صورة حنين ٢ نقطة و أوقع ذلك في صدره شعورا مظلما ٢ نقطة
, لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة بالتأكيد لا ٢ نقطة أنه ينقذها مما هي فيه ٢ نقطة أما جاسر فيؤذي حنين في كل مرة يقترب منها ٢ نقطة
,
, زفر عمر بنفاذ صبر وهو يدير عجلة القيادة بمنتهى القوة متجها في طريقه الي بيت آل رشوان ٢ نقطة
, ٢ نقطة
 
الفصل الرابع والخمسون


التفت عاصم الى حنين ببطء ليطالعها بعينين مذهولتين ٢ نقطة و مرت لحظات صمت بينهما وهو غير قادر على استيعاب الكلمة من ابنة عمه الصغيرة التي تربت في بيته لسنواتٍ طويلة ٢ نقطة
, وهي تقف الآن لتنطق بالكلمة بمنتهى البساطة أمامه و كأنها تخبره بأنها مصابة بنزلة برد ٢ نقطة
, قال عاصم أخيرا بهمس بخطورة
, ( ماذا قلت ؟؟ ٢ نقطة )
, أعادت حنين بهدوء و عينيها في عيني عاصم
, ؛( أنا حامل ٢ نقطة )
, للحظاتٍ أخذت تتأمل انطباعات وجهه وهو يعقد حاجبيه بعدم تصديق ، ثم تدقيقه فيها ليتبين إن كانت تكذب ٢ نقطة هزة رأسه النافية الغير ملحوظة الا بصعوبة و كأنه ينفي ما قالت ٢ نقطة ثم في النهاية تأجج النيران المعتادة في عينيه اللتين اتسعتا ذهولا وهو يهدر قائلا
, ( كيف ؟؟ ٢ نقطة )
, صمت وهو يغلق عينيه رافعا يده ليتتخلل بها خصلات شعره يكاد ينزعها من جذورها وهو يأخذ نفسا عميقا مرتجفا و كأنه يحاول استيعاب الصدمة الجديدة الغير متوقعة ٢ نقطة فهمست حنين بفتور
, ( لا أظنك متشوق لسماع التفاصيل ٢ نقطة )
, فتح عاصم عينيه و قد بان فيهما شر العالم كله و هو يصرخ بحنق
, ( اخرسي يا حنين ٢ نقطة اخرسي ، )
, ثم اقترب منها في خطوةٍ ليمسك بكلتا ذراعيها نافضا رأسها للخلف وهو يقول بوحشية
, ( الآن ماذا ؟؟ ٢ نقطة اخبريني ب**** عليكِ كيف سأتصرف ٢ نقطة و ماذا ستكون سمعتك أمام الناس خلال الأيام المقبلة ؟؟ )
, لم ترد عليه حنين وهي تتطلع لمظاهر الغضب المجنون على وجهه وهو يتابع
, ( الآن .حتى من لم يعلم بزواجك سرا ٢ نقطة سنضطر صاغرين لإشهاره أمام العالم أجمع ٢ نقطة و ليس فقط في المحاكم .كي لا تطولك المزيد من الأقاويل ٢ نقطة هل هذا ما يسعدك الآن ؟؟ ٢ نقطة هل هذا يشفي غليلك مما ارتكبه عمك بحقك قديما ٢ نقطة )
, ترك ذراعيها بقوةٍ يدفعها عنه وهو يدير ظهره اليها لاهثا بغضب ٢ نقطة بصدمة ٢ نقطة
, و عاد ليكرر و كأنه يكلم نفسه
, ( والآن ماذا ؟؟ ٢ نقطة )
, همست حنين بصوتٍ ميت لا حياة فيه
, ( لم يكن ذنبي أنكم استخدمتموني و أنا أكبر بقليل من طفلة كمجرد وثيقة صلح ٢ نقطة )
, التفت عاصم اليها وجهه الغاضب لكنه لم يتكلم وهي تتابع
, ( لم يكن ذنبي أنكم قبلتم لي بما رفضتموه لحور ٢ نقطة و لم يكن ذنبي أنكم لم تفعلو أكثر من مجرد تمزيق ورقة عرفية ٢ نقطة دون التحقق من طلاقي شرعيا ٢ نقطة أنا وقتها كنت مجرد طفلة ، أما أنتم فما هو عذركم لتتهاونوا في الثقة بهم لتلك الدرجة ٢ نقطة )
, لم تتغير ملامح عاصم سوى أنها شحبت قليلا دون أن يقاطعها وهي تكمل
, ( أتعلم أن كل غضبك الآن على موقف أبسط بكثير ٢ نقطة و أكثر شرفا ٢ نقطة مما لو كنت الآن أحمل *** رجلا آخر و أنا لازلت في عصمته ٢ نقطة ربما كنت أحمل طفلك أنت مثلا لو تحقق لعمي ما أراد ليريح ضميره من ناحيتي )
, اتسعت عينا عاصم بذهولٍ أكبر وهو يستمع الي كلماتها الفجة لدرجة أن احمر وجهه من وقاحتها التي يقف أمامها مذهولا الآن ٢ نقطة
, الا أن حنين قالت بهدوء الأموات
, ( أخبرني شيئا ٢ نقطة لماذا لا أشك بنواياك ؟؟ ٢ نقطة لطالما رفضت الزواج مني و باصرار غريب دون علمي و في النهاية بمواجهتي حين انقطع الأمل نهائيا بخطبتك لأبنة الراجي ٢ نقطة
, لماذا لا أشك بأنك كنت تعرف أنني لازلت على ذمة جاسر رشيد ٢ نقطة و بدلا من التعمق في الفضائح تركتني معلقة كالبيت الوقف ٢ نقطة و ماذا سيحدث إن بقيت حنين دون زواج و حتى ولو كان اسمها مرتبطا باسم رجلا لن يعود أبدا ٢ نقطة كله يهون في سبيل أن يظل اسم عائلة رشوان ناصع البياض ٢ نقطة اليس كذلك ؟؟؟ )
, كان ذهول عاصم يتزايد و يتضاعف وحاجباه ينعقدان بعدم تصديق ٢ نقطة ليهمس مجرد همسة مذهولة مصدومة
, ( أنا ؟؟ ٢ نقطة )
, ابتسمت حنين بألم٢ نقطة وهي تنظر لعينيه المصعوقتين ثم همست بمرارة
, ( اطمئن يا ابن عمي ٢ نقطة لم أشك في ذلك ولو للحظةٍ واحدة ٢ نقطةلكن فقط كنت أبين لك كم من السهل قلب الأدوار لأكون أنا الضحية ٢ نقطة و على الرغم من أنني لم أمثل هذا الدور أبدا ، ٢ نقطة دائما كان جميل رعايتكم لي فوق رأسي و سيظل يأسرني العمر كله ٢ نقطة
, لكن ربما ستسمعها منى للمرة الأولى و الأخيرة ٢ نقطة
, لقد ظلمتموني كثيرا يا ابن عمي ٢ نقطة كثيرا جدا )
, و حين فقدت حنين القدرة على المتابعة استدارت تعطيه ظهرها وهي تغطي وجهها بكفيها لتنخطر في نحيبٍ هادىء ٢ نقطة قاتل في خفوته ٢ نقطة
, ظل عاصم ينظر اليها مبهوتا طويلا ثم و دون كلمة خرج من غرفتها مغلقا الباب خلفه بكل هدوء٢ نقطة
, لم يرى الممر أمامه الي أن وصل الي غرفته أخيرا ٢ نقطة حيث كانت صبا تنتظره بقلق و ما أن رأته و رأت ملامحه حتى بادرته لتقول
, ( اين كنت يا عاصم ؟ ٢ نقطة)
, نظر اليها عاصم طويلا قبل أن يقول بوجهٍ شاحب أخافها عليه
, ( كنتِ تعلمين بأن حنين حامل ٢ نقطة)
, لم يكن سؤال ، بل كان اقرار بالواقع ٢ نقطة فتحت صبا فمها لتتكلم بصعوبة بينما قلبها قد وقع بين قدميها ،
, ( لم ٢ نقطة كنت ٢ نقطة )
, قال عاصم أخيرا بصوتٍ مجهد
, ( لا حدود لكذبك عليا أنا تحديدا ٢ نقطة )
, و دون أن ينتظر منها ردا اتجه الي حمام غرفته ٢ نقطة تاركا صبا واقفة تنظر في اثره بحزنٍ ووجل ٢ نقطةأما من نهاية لكل ما يمر بهما ، ٢ نقطة الى متى ستظل الحواجز تفرقهما دون ذنب لهما فيها ٢ نقطة
, المهم الآن أنه عرف بتلك الكارثة الجديدة دون أن يعقب معرفته الإنفجار الذي توقعته
, ظلت تنتظره و تنتظره و حين أطال المكوث بالداخل ، انتابها القلق عليه ، فطرقت الباب برفق و هي تناديه بخفوت ٢ نقطة لكنه لم يرد عليها ، فظلت مرابطة بجانب الباب تستمع الي صوت جريان الماء طويلا ٢ نقطة الى أن خرج بوجهٍ صلبٍ لم يلن بعد ٢ نقطة و علامات التعب بادية عليه بوضوح ٢ نقطة
, اخذت صبا نفسا مرتجفا و حين حاول تجاوزها ٢ نقطة وقفت أمامه تسد طريقه بإصرار ووضعت يدها على كتفه الرطب و همست بيأس
, ( عاصم ٢ نقطة أرجوك ، كفى ٢ نقطة لقد تعبت من تحميلي لذنوبٍ لم أرتكبها و خاصة فيما يخص حنين ٢ نقطة لقد تعبت من كثرة اتهاماتك لي ٢ نقطة )
, نظر اليها عاصم بعينين حمراوين غاضبتين و يائستين ٢ نقطة و ظنت أنه لن يبذل الجهد حتى في الرد عليها لكنه قال بعد فترة
, ( و أنا تعبت من اعتبارك لي بأنني دائما العدو ٢ نقطة دائما الغريب الذي تنقذين منه نفسك أولا و ابنة عمي ثانيا ٢ نقطة لكن على ما يبدو فإنكِ لست مخطئة ٢ نقطة فابنة عمي نفسها و التي تربت تحت سقف بيتي و تحت أنظاري تلومني على كل ما حدث لها ٢ نقطة بل و حتى تلومني على تصرفاتها ٢ نقطة يبدو أنني بالفعل كنت العدو دون أن أدري )
, و قبل أن يسمح لها بالرد ازاح يدها و تجاوزها مبتعدا ٢ نقطة فنظرت صبا بإحباط الى ظهره ٢ نقطة و كم شعرت بتلك اللوعة التي ما كانت تعرفها من قبل ٢ نقطة و هي أن يتقلص قلبها وجعا على حبيبها المتعب٢ نقطة و كأنه طفلها الوحيد ، بل هو كذلك بالفعل
, اقتربت صبا منه ببطء وهو يجفف شعره بنشفةٍ صغيرة دون أن ينظر اليها في المرآة ٢ نقطة فقالت صبا بخفوت
, ( ماذا قالت لك حنين و أتعبك لهذه الدرجة ؟؟ ٢ نقطة أعلم أن حملها ليس هو سبب الألم الذي أراه في عينيك )
, مضت فترة قبل أن يلتفت عاصم الي صبا لينظر الي عينيها الحانيتين في وجهها الذي يماثل اكتمال القمر في عينيه ثم همس بتثاقل
, ( حنين تلومني على كل شيء ٢ نقطة و على كل ما فات ، و طبعا لا تستثني أبي مما ارتكبه في حقها قديما ٢ نقطة
, و نحن من كنا نظن أنها مجرد ذكريات من الطفولة وأنها قد نسيتها مع مرور السنوات ٢ نقطة)
, ثم عاد ليستدير عنها مرة اخرى بكتفين محنيتين ٢ نقطة
, لم تشأ صبا أن توجعه أكثر ٢ نقطة بل لم تكن تظن من الاساس أن عاصم رشوان من الممكن أن يتألم بهذا الشكل بسبب حنين ٢ نقطة دائما ما كانت تظنه مفرغا من المشاعر الإنسانية ٢ نقطة و تأنيب الضمير ليس له وجود في حياته ٢ نقطة
, اقتربت صبا منه لتلف خصره بذراعيها بقوةٍ و كأنها تريد احتواءه بداخل ضلوعها ٢ نقطة بينما أراحت وجنتها على ظهره وهي تهمس
, ( يجب أن تقدر موقفها يا عاصم ٢ نقطة حنين مرت بحياتها مواقف شديدة الصعوبة ، منها ما كان من تصاريف القدر كفقدانها والديها معا ٢ نقطة ثم منظر صديقتها و هي تموت أمام عينيها وهي لاتزال طفلة ٢ نقطة
, ومنها ما كان من قرارات صارمةٍ لا تملك في سنها أن تعترض عليها ٢ نقطة و مازالت تعاني من اثر تلك القرارات حتى تلك اللحظة ٢ نقطة
, قد لا تكون المخطىء في حقها بالفعل ٢ نقطة لكنها ٢ نقطة )
, تابع عاصم وهو يمرر أصابعه على بشرة ذراعها الملتفة حول خصره و كأنه يستمد منها المسكن لآلامه ٢ نقطة
, ( لكنها تلومني لعدم منعي لما حدث ٢ نقطة و تلومني حين عارضت والدي للمرة الأولى كان ذلك برفض الزواج منها ٢ نقطةعلى الرغم من مصيبة زواجها الذي لم ينفصم أبدا لو صحت رواية ذلك الحقير ٢ نقطة لكن مع ذلك لن تنسى أبدا رفضي لها ٢ نقطة )
, ارتجفت صبا قليلا وهي تستند الي ظهره ٢ نقطة مازال ذلك الأمر يؤرقها و يؤلمها كلما جاء ذكره ٢ نقطة
, فكرة أن يتزوج عاصم رشوان من ابنة عمه في نهاية المطاف ٢ نقطة هي تعلم تماما الآن أن اي امرأةٍ لن تأخذ مكانها في قلبه أبدا ٢ نقطة قلبها يخبرها بذلك ٢ نقطة لكن بعض القواعد في هذا البيت تجعلها على غير يقين بما سيحمله لها المستقبل على يد عاصم ٢ نقطة
, حين بقت شاردة في أفكارها السوداء ٢ نقطة التفت عاصم اليها لينظر لعينيها ثم همس وهو يحيط وجهها بكلتا كفيه ليرفعه اليه
, ( أتعلمين ٢ نقطة لقد عارضت أبي مستميتا في زواجي بحنين ٢ نقطة و مع ذلك فكرت في الإرتباط بابنة الناجي دون مجهود يذكر ٢ نقطة على الرغم من أنني لم أستطع يوما منحها قلبي ٢ نقطة لم تكن للمشاعر أي أهميةٍ في حياتي و لم تكن من أولوياتي في الارتباط أبدا ٢ نقطة ٢ نقطة
, حنين أيضا لم أستطع يوما على النظر اليها سوى كأختي الصغيرة ٢ نقطة لذلك لم أتخيل حتى مجرد التخيل أن تكون زوجتي ٢ نقطة
, و كان معي كل الحق ٢ نقطة فحين رأيتك للمرة الأولى ٢ نقطة حين فتحتِ باب بيتك لي ، و نظرتِ الي ٢ نقطة قلبتِ كل موازين حياتي ٢ نقطة عرفت لحظتها بأن قدري معك ٢ نقطة و حياتي ستكتمل بكِ
, أتراني اذن كنت مخطئا حين رفضت حنين ؟؟ ٢ نقطة وكأن قلبي كان يعلم ٢ نقطة و كأنه كان ينتظرك ٢ نقطة )
, أسبلت صبا جفنيها وهي تشعر بالغيرة تكوي أعماقها من ذكر ابنة الناجي التي ارتبط بها دون اي جهدٍ يذكر ٢ نقطة حتى مع متابعته التي اذابت كيانها ٢ نقطة الا أن الغيرة لا تزال كامنة بداخلها ٢ نقطة
, و بعد فترة صمت همست صبا بصعوبة دون أن تجد القدرة على النظر اليه ٢ نقطة
, ( و ماذا ستفعل الآن ؟ ٢ نقطة )
, تنهد عاصم بقوةٍ و هو لا يجد الرد على نفس السؤال منذ شهرين كاملين ٢ نقطة أيقتله و يرتاح ممن تسبب لأسرته في كل تلك الأزمة ٢ نقطة
, قال عاصم أخيرا بتعب وهو يجذبها من معصمها الي السرير
, ( الآن ٢ نقطة لا أنوي أن أفعل شيئا سوى أن انام ٢ نقطة أنام طويلا و بعمق ٢ نقطة )
, استلقت صبا بجواره وهي تريح رأسه الي صدرها ٢ نقطة تمشط خصلات شعره القصيرة بأصابعها مبتسمة رغما عنها ٢ نقطة كم تحب تلك الخصلات الناعمة ٢ نقطة
, لكن الهدوء أبى أن يتركههما في تلك اللحظة ٢ نقطة ليرن هاتف عاصم و الموضوع على الطاولة الجانبيه له ٢ نقطة
, تنهد عاصم بيأس دون أن يفتح عينيه ٢ نقطة فمالت صبا عليه لتلتقط الهاتف و ما أن نظرت اليه حتى قالت لعاصم
, ( أنه أحد رجالك عند البوابة ٢ نقطة هل أرد أنا عليه ؟؟ ٢ نقطة )
, أومأ عاصم برأسه مع علمه بأنه من المؤكد سيكون خبرا كئيبا كما هي عادتهم في مثل هذا الوقت ٢ نقطة ردت صبا برقة ٢ نقطة تستفهم قليلا ، ثم نظرت الي عاصم ومنه الي الساعة لتقول بحيرة
, ؛( هناك شخصا ما على البوابة يريد أن يقابلك ٢ نقطة المهندس عمر ٢ نقطةو يقول أن الأمر مهم٢ نقطة أتعرفه ؟؟ )
, عقد عاصم حاجبيه و تنهد بقوةٍ أكبر ٢ نقطة لا يعرفه و لا يريد أن يعرف ذلك البائس في تلك اللحظة بالذات ٢ نقطة
, ٢ نقطة ٢ نقطة
, منذ عدة دقائق ٢ نقطة
, كانت سيارة عمر تدخل الي الشارع الجانبي لبيت رشوان ٢ نقطة وما أن أبصر جاسر حتى زفر بغضب وهو يوقف السيارة بسرعة لينزل منها وما أن فعل حتى وجد جاسر و كأنه قد اتخذ قراره ٢ نقطة شاحذا همته و غبائه ٢ نقطة متجها ناحية البوابة بكل عزم و وجهه ينضح بإمارات الجنون ٢ نقطة
, و في خطوتين كان عمر قد هجم عليه ليتشبث به ٢ نقطة و كأنه يمنع جرارا زراعيا من الحركةٍ في الأرض بينما جاسر يقول بعنف مجنون
, ( يجب ان أدخل يا عمر ٢ نقطة زوجتي بالداخل ، و الاحمق يجلس معها في غرفتها بكل راحة ٢ نقطة و أنا هنا أوشك على أن ينمو لي قرنين ٢ نقطة ابتعد يا عمر عن طريقي ٢ نقطة ابتعد ٢ نقطة )
, تمسك به عمر بقوةٍ أكبر وهو يحاول أن يهدءه قدر المستطاع فإن لم يفلح فسيقيده و يكممه لو لزم الأمر و يلقيه في السيارة عائدا به ٢ نقطة لا يصدق مدى سيطرة فراشة رقيقة كحنين على ذلك الكائن المجنون الهمجي فتجعله يتصرف كالمجرمين ٢ نقطة
, قال عمر بهدوء ضاغطا على أسنانه ٢ نقطة
, ( توقف يا جاسر ٢ نقطة انسيت كل كلامنا و اتفاقنا ٢ نقطة وأن المزيد من التصرفات المتهورة فحنين هي من ستدفع ثمنها ٢ نقطة )
, هدر جاسر بقوة
, ( لن تجد الوقت لتدفع أي ثمن ٢ نقطة فأنا سأدخل و أجرها من شعرها لو اقتضى الأمر ٢ نقطة أنها زوجتي شرعا و قانونا و سأرى من سيمنعني )
, هدر عمر هو الآخر بغضب
, ( هذا إن أرادت العودة معك يا مجنون ٢ نقطة لكن إن لم ترد ذلك فلا أنت و لا عشرة مثلك يستطيعون أخذها بالقوة .)
, صرخ جاسر بغضب
, ( سآخذها و لو رغما عنها ٢ نقطة مكالمة واحدة لرجالي و سندخل ذلك البيت و نهدمه فوق رؤوسهم و نخرج بها )
, أمسكه عمر من تلابيب قميصه وهو يهزه بغضب هاتفا بصوت خافت
, ( اخفض صوتك يا غبي ٢ نقطة كفى فضائح للمسكينة التي أوقعها حظها العاثر معك ٢ نقطة
, لو فعلت ما قلته للتو فما هي الا لحظات و تكون أنت و رجالك متشرفين على أرض الزنزانة من جديد٢ نقطة أنسيت أن حبر أمر عدم التعرض لم يجف بعد ٢ نقطةبالإضافة الى كل الرجال اللذين سيصابون من جديد من تحت رأس رغباتك و أوامرك ٢ نقطة الم تعتد تمتلك ذرة من ضمير ؟؟ ٢ نقطة هذه زوجتك و تلك هي معركتك وحدك ٢ نقطة فلا تقحم أحدا بها ٢ نقطة )
, هتف جاسر بقوة ٢ نقطة متحركا للأمام وهو على ما يبدو قد اتخذ قراره بفهم كل كلام عمر من ما قبل النهاية كالمعتاد
, ( سأدخل و أحضرها ٢ نقطة وحدي ، فتلك هي معركتي )
, هتف عمر وهو يرفع رأسه للسماء بغضب و نفاذ صبر
, (؛ يا صبر أيوووووب ٢ نقطة توقف يا بني آدم و لا تضطرني للتغابي عليك ٢ نقطة )
, توقف جاسر بالفعل ٢ نقطة لكن توقفه جعل عمر ينظر اليه و يعقد حاجبيه بقلق وهو يراه يكاد يترنح قليلا ٢ نقطة واضعا يده على صدره ٢ نقطة فتمسك به عمر قائلا بقلق
, ( ماذا بك يا جاسر ؟؟ ٢ نقطة هل أنت مريض ؟؟ )
, قال جاسر بصوتٍ مجهد
, ؛( لا ٢ نقطة أنا بخير ٢ نقطة يجب أن أدخل اليها )
, ثم رفع عينيه الي عيني عمر وهو يعيد بقوة على الرغم من الإجهاد الظاهر على محياه
, ( يجب أن آخذها يا عمر ٢ نقطة سأموت و أنا هنا بينما هناك رجلا آخر في غرفتها ٢ نقطة )
, قال عمر يحاول أن يثنيه
, ( انه ابن عمها يا جاسر ٢ نقطة و قد تربت في بيته منذ سنين طويلة ، فما الذي اختلف الآن ؟ )
, هتف جاسر بغضب و إجهاد
, ( اختلف أنها أصبحت زوجتي ٢ نقطة اصبحت زوجتي أنا ٢ نقطة )
, قال عمر بهدوء
, ( و قد كانت زوجتك لأكثر من عشر سنوات ٢ نقطة فما الذي اختلف الآن ؟؟ )
, لم يرد عليه جاسر ٢ نقطة للحظات لم يجد ما يرد به ، ٢ نقطة أو لم يجد القدرة على أن يخبره ٢ نقطة بأن امتلاكه لها من قبل كان مجرد وهم ٢ نقطة كان حبرا على ورقة سهل تمزيقها ٢ نقطة أما الآن ٢ نقطة الآن ٢ نقطة
, قال جاسر بصعوبة
, ( يجب أن آخذها يا عمر ٢ نقطة )
, ظل عمر صامتا لعدة لحظات و هو ينظر لجاسر بعجز ٢ نقطة ثم قال أخيرا بصوتٍ حاسم
, ( حسنا اليك الخطة ٢ نقطة سنبدأ التحرك الآن ، لكن وفق شروطي ، مفهوم ؟؟ ٢ نقطة و الا فو**** سأتركك لمصيرك على ارض الزنزانة و في أقل من بضعة شهور ستكون حنين حاصلة على لقب زوجتك السابقة بمنتهى البساطة ٢ نقطةو بعدها لن تتمكن من مجرد النظر لحيها و لو من بعيد ٢ نقطة فما كنت تمسكه عليها و تذلها به قد انتهى ٢ نقطة . )
, حين ظل جاسر صامتا ٢ نقطة أكد عليه عمر قائلا
, ( لم أسمع ردك ٢ نقطة مفهوم ؟؟ )
, أومأ جاسر صامتا ٢ نقطة فاستقام عمر و أسنده قليلا حتى سيارته وهو يقول بحزم
, ( اجلس في السيارة قليلا ٢ نقطة أنا سأدخل ، و ليقدم **** ما فيه الخير ٢ نقطة )
, لم يرد جاسر وهو ينظر الى عمر بتجهم ٢ نقطة غير أن عمر لمح من بين زاويتي عينيه بعض الأمل ، لم يكن ليلاحظه غيره ٢ نقطة
, فاستقام في وقفته و دعا **** أن يجعل في وجهه القبول ٢ نقطة ثم عدل من قميصه البيتي الرياضي قدر المستطاع و أخذ نفسا عميقا ٢ نقطة و اتجه الي عرين الأسد ٢ نقطة
, لم يعرف حينها بأن عينان زيتونيتان متسعتان ٢ نقطة تنظران الىيه من بعيد ٢ نقطة وهمسةٍ معذبة كانت قد شقت طريقها من قلبٍ مكدوم لتصعد متسللة من بين شفتين ناعمتين ٢ نقطة همستا بالكلمة و هما تتذوقانِ ملوحة الدمعة التي انسابت ما بين زاويتهما ٢ نقطة
, ( عمر ٢ علامة التعجب ٢ نقطة )
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, نزل عاصم على مضض بعد أن أوصى بفتح الباب ٢ نقطة والآن يوجد من يسمى بالمهندس عمر و الذي لم يسمع عنه قبلا ٢ نقطة
, و ما أن وصل الي البهو حتى انعقد حاجبيه قليلا وهو يرى ذلك الرجل الذي يبتعد عن الأناقة كليا و كأنه أحد المشردين ٢ نقطة و الذي ما أن شعر بوجود عاصم حتى رفع رأسه بثقةٍ و هو يقترب ببطء مادا يده مصافحا ليقول بمنتهى العملية ٢ نقطة
, ( سيد عاصم ٢ نقطة اعذرني على القدوم في مثل هذا الوقت دون انذار سابق ٢ نقطة و أعرفك بنفسي أولا ، أنا عمر توفيق ٢ نقطة مدير الآنسة ٢ نقطة السيدة ٢ نقطة مدير الزميلة حنين ٢ نقطة )
, لم يمد عاصم يده الي يد عمر الممدودة للحظات ٢ نقطة بينما ارتفع احد حاجبيه بتوجس ٢ نقطة و انحدرت عيناه على هيئة ذلك الرجل المشكوك به ٢ نقطة و ما وجد أمامه سوى رجل يقترب منه عمرا ٢ نقطة غير حليق الذقن ، على الأرجح لم يعرف شعره طريق المشط اليوم ٢ نقطة
, يرتدي بنطال رياضي بيتي ٢ نقطة و عليه قميص رياضي بيتي أيضا من لونٍ آخر ٢ نقطة
, ثم توقفت عيناه و اتسعتا على الخف الجلدي المفتوح الذي ينتعله و الذي يذهب بمثله لصلاة الجمعة ٢ نقطة
, عاد عاصم لينظر الي عمر بتوجس و هو يستعد لطرده في أي لحظةٍ ما أن يتحقق من أنه نصاب منتحلا لشخصية غيره ٢ نقطة
, فتنحنح عمر حين رأى بوضوح تعاقب الاحتمالات فوق ملامح عاصم الغاضبة و المتوجسة خاصة حين نطق اسم حنين ٢ نقطة فأدرك للوهلة الأولى أنه ربما كان من الأفضل لو هذب مظهره قليلا ٢ نقطة
, لكن لم يكن هناك وقت ٢ نقطة وهو يعلم جيدا أي تهور من الممكن أن يرتكبه جاسر ٢ نقطة
, لذا و بما أن ما حدث قد حدث ٢ نقطة وها هو الآن في حضرة عاصم رشوان و في موقفٍ مخزٍ تماما ٢ نقطة لذا أن أقصر الطرق هو الطريق المستقيم ٢ نقطة فقال بهدوء و هو يسحب يده
, ( سيد عاصم ٢ نقطة بعد اعتذاري للمرة الثانية ، هل يمكن أن أتكلم معك في موضوعٍ هام ٢ نقطة و لا يحتمل التأجيل )
, نطق عاصم أخيرا بعد صمتٍ مشحونٍ طويل قائلا بنفس مظهر التوجس
, ( هل معك اثبات شخصية ؟؟٢ نقطة )
, رفع عمر يده يمشط بها شعره الأشعث بتوتر ٢ نقطة قبل أن يقول مبتسما بحرج
, ( الحقيقة ٢ نقطة لقد كنت في عجلةٍ من أمري ، ٢ نقطة فلم أحضر حافظتي معي ٢ نقطةلكني أؤكد لك بأنني مدير حنين الغير مباشر ٢ نقطة وهي تعرفني جيدا ، لو أحببت أن تسألها ٢ نقطة ولو أني أفضل أن نتكلم أولا ٢ نقطة )
, ظل عاصم صامتا طويلا وهو يتمعن في عمر قبل أن يتنازل اخيرا و يقول بمضض مشيرا الي مكتبه
, ( تفضل ٢ نقطة )
, ما ان جلس عاصم الى كرسي مكتبه ٢ نقطة حتى وجد عمر لا يزال واقفا مكانه ٢ نقطة فقال بهدوء و ان لم يكن مرحبا تماما
, ( تفضل ٢ نقطة اجلس )
, لكن عمر لم يتحرك من مكانه فنظر عاصم اليه بتساؤل ٢ نقطة ليتابع عمر
, ( قبل أن أجلس أريد منك وعد ٢ نقطة وعد بأن تسمعني للنهاية دون أن تقاطعني ٢ نقطة و أنا أحكي لك قصة تعارفي بصديق قديم ٢ نقطة )
, شبك عاصم يديه أمام وجهه وهو يرجع ظهره للخلف ٢ نقطة و ظل مدققا لعمر فترة طويلة ، قبل أن يقول بغموض
, ( لك وعدي ٢ نقطة اجلس )
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, نزلت حنين حافية القديمين و هي تتسلل على درجات السلالم ٢ نقطة ما أن سمعت من الممر صوت عاصم وهو يطلب من عمر الدخول الي مكتبه ٢ نقطة
, فانتظرت عدة لحظات و لم تقوى على الإطالة عليها فتسللت جريا على السلالم تكاد تلامس الأرض بأصابع قدميها ٢ نقطة
, حتى الآن لا تصدق بأن عمر هنا ٢ نقطة في بيتهاو على بعد عدة خطوات منها ٢ نقطة
, كانت تظن أنها فقدت القدرة على الحياة ٢ نقطة لكن وما أن رأته حتى فقد قلبها أحدى خفقاته ٢ نقطة لتضطرب باقي الخفقات و كأنها مجموعة من الأرانب المتقافزة ٢ نقطة
, نفس ردة الفعل القديمة حين كانت تراه من بعيد ٢ نقطة يبدو أن قلبها لازال يحمل قبسٍ من الحياة على الرغم من كل شيء ٢ نقطة
, كانت قد وصلت الي باب المكتب ٢ نقطةو لحسن الحظ لم يكن هناك أحدا وهي تدير رأسها يمينا و يسارا ٢ نقطة حتى و إن تواجد أحد ٢ نقطة فلن يمنعها هذا عن سماع صوته ربما للمرة الأخيرة ٢ نقطة
, مدت يدها لتلامس سطح باب المكتب و هي تقرب أذنها ٢ نقطة لتغمض عينيها وهي تسمع صوته الخافت الهادىء الذي عشقته دائما و أبدا ٢ نقطة
, و صلتها أولى عبراته و هو يقول
, " و أنا أحكي لك قصة تعارفي بصديق قديم ٢ نقطة "
, و بدأ في حكايته ٢ نقطة و مع كل كلمةٍ كانت الدموع تنساب على وجنتيها دون أدنى صوت ٢ نقطة اهتزازة جسدها بين حين و آخر ٢ نقطة
, وهو يحكي عن صديقه الذي يمتلك زوجة بعيدة ٢ نقطة كان ينوي الرجوع اليها يوما ، لكن ما أوقفه هو دين سيظل قيدا في عنقه تجاه صديقه لآخر العمر ٢ نقطة
, و هو من كان يحميها و يتأكد من عدم اقتراب ايا كان منها ٢ نقطة كان يشعر بالخزي و تأنيب الضمير ، لكنه كان متأكدا من أن صديقه يستحق فرصة في استعادة زوجته ٢ نقطة
, يستحق فرصة في أن تكون متواجدة حين يعود و يبرر نفسه أمامها ٢ نقطة
, يستحق فرصة في أن يعوضها عن كل ما نالها قديما ٢ نقطة سواء ما كان على يدي أهلها و أهله ٢ نقطة أو ما نالها على يديه ٢ نقطة أو ما نالها بعلمه أو بدونه ٢ نقطة
, بإختصار ٢ نقطة أنه يستحق فرصة أخرى للحياة ، فبدونها كان يبدو كالضائع ٢ نقطة وقد ضاعت منه طفلة صغيرة منحوها لقب زوجته يوما ما ٢ نقطة
, وضعت حنين يدها على قلبها المذبوح وهي تنشج و تنتحب ٢ نقطة و ما أقسى من أن تكتم صوت نشيجها ليرتد الى أعماقها كسكينٍ بارد يمزق أوصالها ٢ نقطة
, " الآن ٢ نقطة الآن فقط يريد أن يبدو بمظهر الضحية ٢ نقطة بمظهر البطل المغوار ٢ نقطة
, ليرسل الإنسان الوحيد الذي عرفت الحب فقط حين عرفته ٢ نقطة
, ليكون هو دونا عن البشرأجمعين من يدافع عن احقية صديقه في نيل فرصة أخرى للحياة ٢ نقطة "
, رفعت يدها الي فمها المرتجف بكاءا لتكتم آهٍ تريد أن تخرج من بين شفتيها لتقصف جدران هذا البيت ٢ نقطة
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, ظل عاصم يستمع دون أن يقاطعه ولو بكلمةٍ كما وعده ٢ نقطة بملامحٍ حجرية ، لم يظهر عليها أي أثر لمشاعر انسانية أو أي تأثر من أي نوع ٢ نقطة
, فقط عيناه هي التي كانت تضم عمق لا يمكن اختراقه أو الوصول لآخره ٢ نقطة
, أنهى عمر كلماته دون أي تعبير من عاصم يريح به نفسه ٢ نقطة
, نظر عمر الي عاصم بهدوء ثم قال أخيرا
, ( ربما لم يكن من المفترض أن أذكر موضوع السجن هذا ٢ نقطة و الآن تحديدا و أنا أحاول أن أقنعك بجاسر و باستعادته لحنين ٢ نقطة لكن ٢ نقطة اولا أنا أعرف أنك ابن بلد و أنك لو كنت مكانه لتصرفت مثله تماما و هذا هو ما أبعده عن حنين لخمس سنوات إضافية ٢ نقطة )
, رفع عاصم رأسه اخيرا ينظر لعمر بلا أي تعبير غير القسوة الجليدية الواضحة ثم قال بهدوء
, ( تركها على ذمته لعشر سنوات ٢ نقطة دون أن يفكر أنه كان من الممكن أن تتزوج غيره ٢ نقطة و تريد أن تقنعني به ؟؟ )
, أخذ عمر نفسا عميقا قبل أن يقول
, (لقد كان مخطئا وهو يعلم ذلك جيدا ٢ نقطة لكن لو كان أخبركم وهو هناك لكنتم حصلتم على حكم بطلاقها بمنتهى البساطة دون أن يجد القدرة على الدفاع عن نفسه أو حتى محاولة استعادتها ٢ نقطة
, أعرف أنه أخطأ كثيرا ٢ نقطة وهو أيضا يعلم ٢ نقطة لكن عذره الوحيد انه كان متمسكا بحنين أكثر من أي شيء آخر في حياته ٢ نقطة و لم يهرب منها كما كان يظن الجميع ٢ نقطة )
, رد عاصم بصوت جليدي بعد فترة صمت مشحونة
, ؛( و ما فعله منذ عودته ؟؟؟ ٢ نقطة انتهاكه لحرمة بيتي و خطفها غصبا تحت مسمى أنها زوجته ، هل هذه هي الطريقة التي من الممكن أن يبدأ بها حياته معها ؟؟ ٢ نقطة و هل من المفترض أن أرجو منه خيرا الآن ؟؟ )
, ظل عمر صامتا وهو يحدق في عاصم بثبات ٢ نقطة و قد اسقط في يده ٢ نقطة فهو محق تماما ، لكنه لن يتراجع الآن بعد ان وصل الي تلك المرحلة و بعد أن جعل عاصم رشوان يسمعه للنهاية دون طرده على الأقل ٢ نقطة
, و ما أن فتح فمه ليتكلم كان عاصم قد سبقه قائلا بمنتهى الهدوء
, ( سيد عمر ٢ نقطة هل لديك شقيقات ؟؟ )
, توقف عمر قليلا ٢ نقطة ثم لم يجد بدا من الإجابة بخفوت
, ( نعم ٢ نقطة لدي ثلاث شقيقات )
, رفع عاصم حاجبه ليقول
, ( اذن ربما ستكون مفتفهما لحقيقة وضعي الآن ٢ نقطة كيف ستكون ردة فعلك حين تتعرض اختك لما تعرضت له حنين ٢ نقطة و تكون مجبرا على تقبل يد الشخص الذي انتهك حرمة بيتك صاغرا ٢ نقطة راميا بها الى المجهول )
, ظل عمر صامتا طويلا و طبعا ظهرت صورة علا الصغيرة أمامه ٢ نقطة تماما كما كانت حنين تذكره بها دائما ، و ما أن استجمع سيطرته حتى قال
, ( كانت ردة فعلي لتكون مثلك تماما ٢ نقطة و أنا أتفهم كل ذلك ، لكن فقط ٢ نقطة الفرق ٢ نقطة ان حنين متزوجة من جاسر منذ عشر سنوات و أنتم رضيتم بذلك ٢ نقطة وهو يظن بأنه يستعيد حقه ٢ نقطة
, ذلك ما لا يمكنني لومه عليه ٢ نقطة لقد فرض عليه هذا الطلاق الوهمي وهو في غربته و دون علم منه ٢ نقطة
, و حين عاد تصرف بكل التصرفات الهوجاء الخاطئة ٢ نقطة أنا لا أنكر ذلك ٢ نقطة لكن كرجل أعلم بأن استعادته لزوجته كانت مسألة حياة أو موت ٢ نقطة و قد أفقدته كل القدرة على التفكير السليم ٢ نقطة )
, حين ظل عاصم صامتا ٢ نقطة ظن عمر أن المعجزة أوشكت على التحقق لذا مال على سطح المكتب ليقول بلهفة
, ( فقط أعطه الفرصة ليصحح ما فعل ٢ نقطة و مصلحة حنين هي الأهم من كل الإعتبارات حاليا و أنا أعلم أن مصلحتها مع جاسر ٢ نقطة )
, حين تكلم عاصم أخيرا ٢ نقطة قال بمتهى الهدوء
, ( سيد عمر ٢ نقطة يبدو من منظرك أن شيئا ما قد احضرك على وجه السرعة ،٢ نقطة دون أن تجد الوقت على الأقل لتهذيب مظهرك من أجل أقناعي بالمستحيل ٢ نقطة
, لذا ٢ نقطة أبسط ما أستطيع تصوره دون الحاجة للذكاء ، هو أنه لم يتغير البتة ٢ نقطة ولازال يحاول انتهاك حرمة بيتي مجددا ٢ نقطة مرة بعد مرة ٢ نقطة لكن من حسن حظه و سوء حظي ٢ نقطة انه لم يحاول حتى الآن ، والا لكنت قد تخلصت منه للأبد ٢ نقطة
, فقط أردت ان أبين لك أن لا أمل مرجو من هذا الشخص ٢ نقطة فأنا أعرفه جيدا و منذ سنوات طويلة ٢ نقطة
, قضيتك خاسرة يا سيد عمر ٢ نقطة )
, نهض عمر ببطء واضعا يده على سطح المكتب ٢ نقطة تنهد بقوة قبل أن يقول بتهذيب
, ( لا ٢ نقطة ليست خاسرة بعد يا سيد عاصم ، ٢ نقطة قد تكون معرفتك بجاسر قد امتدت لسنوات طويلة ٢ نقطة و مع ذلك فمعرفتي القصيرة به تجعلني أكثر دراية به منك ٢ نقطة
, القضية ليست خاسرة بعد ٢ نقطة و أنا لن أيأس ، لقد اسرني بجميله من قبل ، و لن يهدأ لي بال حتى ارد اليه جميله ٢ نقطة ودون المساس بحرمة بيتك ،
, و أعدك ٢ نقطة أنه في اليوم الذي ستضع حنين يدها في يد جاسر ، ستكون أنت من سيسلمها له على مرآى من العالم كله ٢ نقطة بعد اذنك و آسف على أخذ الكثير من وقتك )
, لكن قبل ان يتحرك عمر كان عاصم يقول من مقعده دون أن يتحرك أو يقف
, ( بالمناسبة ٢ نقطة و بما أنني لست من مستواه المتدني ، لذا وجب عليك بأن أطلعك على شيء ٢ نقطة أي شخص في مكاني كان ليخفيه متعمدا ٢ نقطة لكن و بما أنني اعلى منه و أكثر شرفا ٢ نقطة بإمكانك أن تخبره بأن حنين تنتظر طفلا منه ٢ نقطة و ذلك لن يغير في الأمر شيء ٢ نقطة شرفت يا سيد عمر )
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, كانت العينان الزيتونيتان متسعتان من خلف الباب ٢ نقطة و اليد الصغيرة تكمم الفم المرتجف بينما الدموع تنساب على تلك الكف لتروي بشرتها و تحرقها ٢ نقطة و كأنها نارا ذائبة ٢ نقطة
, " أخبره ٢ نقطة أخبر عمر بأنني ٢ نقطة٣ علامة التعجب ٢ نقطة أخبره ٢ نقطة "
, و لم تدري الا وهي تستدير لتجري بكل قوتها لتهرب من كل الدنيا بكل قسوتها ٢ نقطة لتهرب لغرفتها و تدفن نفسها فيها للأبد ٢ نقطة
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, وقف جاسر بصعوبةٍ ما أن شاهد عمر مقبلا عليه ٢ نقطة لكنه استطاع التحرك على الرغم ما يشعر به من إجهاد ٢ نقطة و ما أن وقف أمامه حتى لم يستبشر من وجه عمر المتجهم ٢ نقطة
, فظهرت في لحظة علامات الغضب على وجهه وهو يعلم بأن مصير خطة عمر كانت الفشل قبل حتى أن تبدأ ٢ نقطة
, لكن قبل أن يفتح فمه أو ينطق بكل الحماقة التي ينتويها ٢ نقطة كان عمر قد سبقه وهو يضربه بخفةٍ في كتفه قائلا بهدوء دون أن يفقد وجهه علامات تجهمه
, ؛( مبارك لك يا أحمق ٢ نقطة )
, اتسعت عينا جاسر بذهول وهو لا يستوعب للحظات تلك الكلمة الغريبة على مسامعه ٢ نقطةهل هذا صحيح ؟؟ ٢ نقطة عاصم رشوان وافق على أن يمنحه حنين بمثل هذه البساطة ؟؟
, هل من الممكن أن يطول به الحلم ليمتد و يتصل بالواقع فيجد نفسه مغادرا هذا المكان و في يده تقبع كف حنين الصغيرة ٣ علامة التعجب ٢ نقطة الليلة ؟؟ ٢ نقطة الليلة سيرحل بها من هنا عائدا بها الى أحضانه ؟؟ ٢ نقطة الآن ٣ علامة التعجب
, لكن عمر تابع كلامه بهدوء
, ( ستصبح أبا ٢ نقطة )
, توقفت أحلامه ٢ نقطة وإن كان لم يستوعب عبارة التهنئة الأولى أولا ٢ نقطة فهو بالتأكيد الآن لم يستوعب حرفا مما نطق به عمر للتو و كأنه يهذي أو ينطق بلغةٍ غريبةٍ عليه ٢ نقطة
, فعقد حاجبيه و همس مستفهما بذهول
, ( م ٢ نقطة ماذا ٢ نقطة تقصد ؟؟ ٢ نقطة )
, مد عمر يديه بإستسلام وهو يقول بجفاء
, ( وهل هناك أي شرح أو توضيح آخر ؟ ٢ نقطة حنين حامل أيها الدنيء )
, ازداد انعقاد حاجبيه بعدم فهم ٢ نقطة بينما انسلت منه ضحكة صغيرة مذهولة تؤكد استيعابه ٢ نقطة لكن تلك الإنطباعات المذهولة و الغير مستوعبة لم تلبث أن تحولت فجأة الى انطباع واحد وهو الألم ٢ نقطة و رفع يده ليضعها على صدره مجددا ٢ نقطة
, حينها أدرك عمر أن هناك خطبا ما ٢ نقطة فأسرع ليسند جاسر وهو يهتف بلهفة
, ( جاسر ماذا بك ؟؟ ٢ نقطة جاسر ٢ نقطة )
, استطاع جاسر النطق أخيرا بصعوبة
, ( أشعر بألم في صدري يا عمر ٢ نقطة ألم شديد )
, فهتف عمر وهو يحاول الإتجاه به الي السيارة
, ( سنذهب الي المشفى حالا ٢ نقطة )
, لكن جاسر حاول المقاومة وهو يلهث بصعوبة
, ( لا ٢ نقطة مستحيل ٢ نقطة لن أترك حنين الا وهي بين يدي ٢ نقطة لن أرحل من هنا الا وهي معي يا عمر ٢ نقطة أتفهم ٢ نقطة مستحيل أن يمنعوها عني بعد الآن ٢ نقطة)
, أمسكه عمر و أدخله السيارة بالقوة وهو يقول بحزم ٢ نقطة
, ( لن يفيد وقوفك هنا الأمر شيئا ٢ نقطة سنذهب للمشفى حالا ولو اضررت لحملك فوق كتفي حملا ٢ نقطة)
, كان جاسر على وشك الأعتراض و المقاومة لولا أن هاجمته نوبة ألم مفاجئة مجددا و تصببت جبهته عرقا ٢ نقطة حينها كان عمر قد انطلق بالسيارة بسرعةٍ وهو ينظر الى جاسر الذي استسلم مسندا رأسه للخلف ٢ نقطة
, مغمضا عينيه بألم ٢ نقطة
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, بعد ساعتين كان جاسر يرقد في فراش المشفى و قد هدأت آلامه قليلا ٢ نقطة فأغمض عينيه ليستريح عله يجد الراحة بالفعل لقلبه المجهد ٢ نقطة و ما أن انتهى الطبيب من قياس نبضه حتى توجه بالكلام الى عمر قائلا بهدوء حذر
, ( حسنا ٢ نقطة من رسم القلب الذي أجريناه ، اخشى أن هناك بعض المؤشرات التى تقلقني ، ٢ نقطة هي لن تكون خطيرة اذا اتبع التعليمات المطلوبة ٢ نقطة لكن التهاون فيها قد يؤدي حينها الى منطقة خطرة ٢ نقطة وهذا ما اخشاه )
, كان عمر يقف مكتفا ذراعيه بتوتر ينبض من كل خلية من خلايا وجهه ٢ نقطة
, و ما أن انصرف الطبيب حتى اقترب من جاسر الذي لم يفتح عينيه بعد بينما شحوب وجهه قد تزايد بدرجةٍ غريبة و كأنه قد كبر في العمر عشر سنواتٍ إضافية ٢ نقطة
, انحنى عمر ليربت على كتفه برفق وهو يقول بحزن
, ( و ماذا بعد يا جاسر ؟؟ ٢ نقطة لماذا تفعل بنفسك كل ذلك ؟ ٢ نقطة انك تقتل نفسك حيا ، ربما إن هدأت و أعطيت نفسك فرصة لإرتحت و أرحتها معك ٢ نقطة انت لم تعد صغيرا على مثل تلك التصرفات ، خاصة و قلبك المجهد الآن بدأ يعطي اشاراته ٢ نقطة )
, لم يرد جاسر لفترةٍ طويلة ٢ نقطة حتى ظن عمر أنه قد نام من انتظام أنفاسه ، لكن بعد فترةٍ تكلم أخيرا بصوتٍ متعب النبرات
, ( نعم ٢ نقطة لقد بدأ يعطي اشاراته ، و يخبرني بما يريده ٢ نقطة فإما أن أحقق له طلبه ، و إما أن يقرر وضع حد لحياتي بدونها ٢ نقطة بدونهما ٢ نقطة )
, لم يفهم عمر تماما ما كان جاسر يتفوه به ٢ نقطة فقد بدا و كأنه يهذي ٢ نقطة و ما أن زاد قلق عمر و تضاعف حتى فتح جاسر عينيه اللتين ناقضت عزيمتهما شحوب و ضعف ملامحه وهو يقول بحزم
, ( يجب أن أسترد زوجتي و ابني يا عمر ٢ نقطة حتى لو كلفني ذلك حياتي )
, ظل عمر ينظر اليه مندهشا لعدة لحظات ثم لم يلبث أن ابتسم على الرغم من خوفه الذي كاد يتحول لرعب من هول الساعتين الماضيتين ٢ نقطة و قال مبتسما بعطفٍ ساخر
, ( هل اختزلت الأشهر و جعلته صبيا أيضا ؟؟ ٢ نقطة )
, ابتسم جاسر بضعف وهو يرجع رأسه للخلف محدقا في سقف الغرفة و كأنه يرى صورا متلاحقة أمامه ٢ نقطةثم همس أخيرا ضاحكا بشرود
, ( قلبي يحدثني بأنه صبي ٢ نقطة سيرث عيني أمه ، ليسحر بهما الفتيات )
, ضحك عمر برفق وهو يقول مندهشا
, ( هل جاسر هو من أسمعه ٢ نقطة يكاد يلقي على مسامعي قصائد في الغزل ؟؟٤ علامة التعجب ٢ نقطة لا أصدق أذني يا عم العاشقين )
, اختفت ابتسامة جاسر و نظر الي عمر بطرف عينيه ليقول بضيق
, ( حقا يا عمر أنت لا مكان لك حاليا في مثل هذا الموقف ٢ نقطة لكن دائما ما تحشر أنفك في أدق مواقف حياتي )
, امتعض عمر وهو يمنع نفسه عن تذكيره بصوته الصارخ بغباء في الهاتف وهو يستنجد به ليمنعه عن أي تهور جديد سيرتكبه كما يفعل دائما ٢ نقطة
, قال جاسر بعدها و قد فقد سعادته كليا
, ؛( لن أرتاح الا وهي تحت سقف بيتي ٢ نقطة ماذا سيفعلون بها الآن بعد أن علموا بحملها ؟؟ )
, قال عمر مهدئا
, ( لا تخف يا جاسر ٢ نقطة لو كان أهلها ينوون التخلص من الجنين لما كان عاصم رشوان أطلعني على حملها لأخبرك به و هو يذكر بأنه يفعل ذلك مكرها ٢ نقطة)
, انتفض قلب جاسر رغما عنه حين سمع عبارة التخلص من الجنين و التي بدت كلكمة له ٢ نقطة أي صلة تلك التي تصله بها بكل جنون لتمتد منها الي ابنه في أحشائها و الذي سيربطها به للأبد ٢ نقطة كم هو القدر كريم معه ٢ علامة التعجب ٢ نقطة
, قال جاسر بخشونة
, ( لكني لن أنتظر و أجازف بتركها هناك لفترة أطول ٢ نقطة )
, اخذ عمر نفسا طويلا و انحنى الي جاسر مرة أخرى ليقول بلهجةٍ جادة و صوت يبدو عليه الأهمية
, ( إن أردت الحق ٢ نقطة لقد شعرت من لهجة عاصم رشوان بأنه يريد أن يحل الموضوع حفاظا على سمعة حنين ٢ نقطة خاصة و هي تحمل ابنك الآن ٢ نقطة لكن كرامته هي التي تجعله يكابر ٢ نقطة لذا فقط يحتاج بعض الوقت ليأقلم مع الأمور ٢ نقطة و تخيل حينها ٢ نقطةستأخذ حنين في العلن و برضاء أبناء عمها ، لترد لها كرامتها أمام الجميع ٢ نقطة بدلا من أن تتهور الآن دون جدوى ٢ نقطة )
, عقد جاسر حاجبيه و هو يبدو و كأنه يقلب الأمور في رأسه ،،، بينما كان عمر يفكر في أن العكس تماما هو الواقع ٢ نقطة فلم يخبر جاسر بأنه خرج شبه مطرودا من بيت رشوان ٢ نقطة و أن الطريق لا يزال طويلا جدا لنيل رضا عاصم رشوان ٢ نقطة و الأهم أن الطريق أطول لنيل رضا حنين نفسها ٢ نقطة
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, كم تتمنى أن تهتدي بمعرفة ما يؤرقها ٢ نقطة و معرفة ما يشغل باله ٢ نقطةلعلها ترتاح حينها ،
, ليس هو زوجها أبدا ٢ نقطة و الذي تحفظ تفاصيل عن ظهر قلب ، ٢ نقطة لكن ٢ نقطة هل فعلا تعرفه أم كانت تخدع نفسها بمعرفة من أحبته فقط ٢ نقطة دون أن تهتم بمعرفة ذلك الأنسان الذي لم تطل معرفتها به سوى سنوات قليلة ٢ نقطة
, كانت صلتها به خلالها لا تتعدى ربع المدة أو أقل ٢ نقطة
, لماذا الآن ترفض السعادة طرق بابها بعد أن نالت حياتها معه من جديد ؟؟ ٢ نقطة لكن هل نالتها بالفعل ؟؟ أم هو مجرد وهم ؟؟ ٢ نقطة
 
الفصل الخامس والخمسون


ارهفت السمع الى أن اطمئنت لصوت جريان الماء في الحمام آخر الممر خارج الغرفة ٢ نقطة حينها بدأت خطواتها الخفية و هي تتنقل ما بين أغراضه التي وضعها بإهمال فوق طاولة الزينة ٢ نقطة
, ففتحت محفظته و هي تتطالع ما بها من نقود و أوراق و كروت ٢ نقطة فلم تجد اي شيء مريب ، ماذا ستجد ؟؟ ٢ نقطة هي لا تعلم ٢ نقطة لا تعلم عما تبحث تحديدا ٢ نقطة
, لكن رادار الزوجة بداخلها ينبض بقياساتٍ مرعبة ٢ نقطة
, تركت المحفظة و هي تزفر بغضب ٢ نقطة قبل أن تنتقل للحل الأكبر أملا ٢ نقطة هاتفه ٢ نقطة
, ودون تردد أمسكت الهاتف وهي ترفع نظرها للباب بين كل لحظةٍ و أخرى ٢ نقطة خوفا ، بل رعبا من أن يراها نادر فيعلم أنها تبحث في أغراضه الخاصة دون علمه ٢ نقطة
, لكن ذلك لم يمنعها من المتابعة و هي تقلب بين الأرقام المتراصة أمامها ٢ نقطة معظمها تحت القاب اطباء ٢ نقطة لا شيء مريب ٢ نقطة و بعض الارقام التي لا تحمل اسماء ، متناثرة بعفويةٍ بين الأيام ٢ نقطة
, أخذت تقارن بينها ٢ نقطة الى أن وجدت رقم بينهم يتكرر تقريبا كل يوم ٢ نقطة و منذ فترة قصيرة و هذا الرقم يطلب هاتف نادر بكثرةٍ مبالغ فيها ٢ نقطة تقريبا ستكون عدة مرات في اليوم الواحدى ٢ نقطة
, عقدت حور حاجبيها و هي تشعر بعدم ارتياح لهذا الرقم ٢ نقطة كثرة طلبه لنادر في مدة قصيرة غير مريح ٢ نقطة
, بينما نادر لم يطلبه ابدا حتى الآن ٢ نقطة
, هل يكون مريضا من مرضاه يهاتفه في الفترة الماضية ؟؟ ٢ نقطة لكن بمثل تلك الكثافة ؟؟ ٢ نقطة
, انتقلت عابسة الى الرسائل ٢ نقطة و كانت كلها رسائل مهنية عادية ، ٢ نقطة الا إنها وجدت عدة رسائل من نفس الرقم . ففتحتها دون تردد و قلبها متوجس ٢ نقطة
, عبست حور اكثر من محتوى تلك الرسائل التي بدت فيها إلحاح لكن دون خصوصية ٢ نقطة
, ( هاتفتك لكنك كنت مشغول ٢ نقطة هاتفني ضروري ٢ نقطة هل أستطيع أن أطلبك الآن ٢ نقطة أين أنت حاليا ٢ نقطة )
, و رسائل من هذا القبيل ، لا تدل سوى على لجاجة مرسلها ٢ نقطة لكن دون رد من نادر ٣ علامة التعجب و هذا تحديدا ما أثار قلقها أكثر ٢ نقطة فلو كان حالة مرضية من حالاته فلماذا لا يرد على المرسل ٢ نقطة
, وإن كانت مجرد معاكسات فلماذا لم يضع حدا للأمر و هو يرى تلك الرسائل منذ فترة كافية ليمل الأمر ٣ علامة التعجب ٢ نقطة
, أخفضت حور الهاتف وهي تنظر لصورتها المواجهة في المرآة ٢ نقطة و تعجبت من منظرها اللاهث ووجهها العابس الذي يبدو و كأنه يتآكل قلقا ٢ نقطة
, حاولت المقاومة ٢ نقطة و حاولت التجاهل ، الا أن غزيرتها كانت أقوى منها ٢ نقطة و دون ان تفكر طويلا كانت تسرع بطلب الرقم لتضع الهاتف على أذنها ٢ نقطة و اسنانها تحفر بقلق في شفتها السفلى ٢ نقطة
, لكنها لم تنتظر لينهشها القلق طويلا ٢ نقطة فبعد رنتين فقط ، كان الصوت الناعم ذو النبرات الرقيقة يصلها بلهفةٍ طعنت روحها بخنجرٍ مسمم ٢ نقطة
, ( أخيرا اتصلت ٣ علامة التعجب ٢ نقطة )
, شهقت حور عاليا ، الا أن يدها أسرعت لتكتم الشهقة بقوةٍ كي لا تصل الي مسامع صاحبة الصوت الحريري ، ٢ نقطة لم تصدق ٢ نقطة لا ٢ نقطة لابد أنه سوء تفاهم و أن زوجها ليس المقصود أبدا ٢ نقطة
, لكن الصوت الناعم بدا و كأنه قد قرأ أفكارها بكل سهولة و قرر أن يسخر منها و هو يشدو بكلمةٍ ناعمةٍ واحدة بها التساؤل و الحيرة
, ( نادر ؟؟ ٣ علامة التعجب ٢ نقطة )
, دون أن تدري حور ما تفعله أسرعت يدها بالتنفيذ وهي تغلق الهاتف لتضعه مكانه بقوة ثم تبتعد ناظرة اليه بذهول و كأنه كائن مخيف على وشك أن يلدغها ٢ نقطة
, انتفضت حور وهي تسمع صوت قفل باب الحمام واضحا في هذا الوقت من الليل الهادىء ٢ نقطة ليتبعه صوت خطوات نادر المتزنة ٢ نقطة فرفعت نظرها الي إطار الباب لتجده واقفا ينظر اليها بحيرة ، عاقدا حاجبيه ٢ نقطة وهو يناديها بخفوت و قلق
, ( حووور ؟؟ ٢ علامة التعجب ٢ نقطة ماذا بكِ ؟ ٢ نقطة )
, لم ترد حور و قد تجمدت عيناها على عينيه باتساع خفيف ٢ نقطةفاقترب منها نادر حتى أمسك بكتفيها برقةٍ وهو يرفع ذقنها اليه معاودا سؤالها
, ( حوور ٢ نقطة هل أنتِ مريضة ؟؟ ٢ نقطة هل هناك مايؤلمك ؟؟ )
, "نعم ٢ نقطة نعم هناك ما يؤلمنى "٢ نقطة فكرت بهوس ،
, هيا اصرخي ٢ نقطة اصرخي به وواجهيه بما سمعتِ للتو ، مابك ساكنة و الكلمات لا تستطيع عبور حلقك ٢ نقطة حتى الدموع و هيستيريا البكاء المعهودة قد تراجعت و حل محلها اتساع عينيها المحدقتين بعينيه القلقتين الحائرتين ٢ نقطة
, مد كلتا كفيه حين طال صمتها فأحاط بهما وجهها مبعدا شعرها الكثيف عنه وهو يرفعه أكثر اليه لعله يعرف سبب ملامح الصدمة المرتسمة على وجهها تلك فقال عابسا بخفوت
, ( تكلمي يا حوور ٢ نقطة على الأقل أخبريني بما يؤلمك )
, فتحت شفتيها المرتجفتين قليلا لتهمس بشيء ما ٢ نقطة الا أنها عادت و أغلقتهما من جديد مما اضطره لأن يخفض رأسه لشفتيها هامسا
, ( ماذا قلتِ ؟ ٢ نقطة )
, هزت رأسها نفيا و هي لا تعلم ما هو ذلك الشيء الذي تنفيه ، ٢ نقطة ثم حين وجدت صوتها أخيرا همست باختناق و بدون تركيز تقريبا
, ( لا ٢ نقطة شيء ، أنا متعبة قليلا ٢ نقطة )
, فقال وهو يقربها منه أكثر ( بم تشعرين ؟؟ ٢ نقطة )
, هزت كتفيها و ابتلعت ريقها ثم همست تكاد أن تختنق بكلماتها
, ( مجرد أمور نسائية ٢ نقطة لا تشغل بالك )
, ابتسم نادر وهو يقربها لصدره قائلا برفق
, ( هل تخجلين مني ؟؟ ٢ نقطة )
, لم ترد حور وهي تدفن وجهها بكتفه ، مفكرة " هل كان في سؤاله سخريةٍ و استهزاء ؟؟ " ٢ نقطة هل منحته الكثير و أكثر مما ينبغي الي هذه الدرجة ؟؟ ٢ نقطة
, لدرجة أن ينهل من كل ما منحته ثم يتجه بعدها لغيرها ؟؟ ٢ نقطة
, دائما ما كانت تغير عليه في كل نظرة و كل التفاتة من التفاتاته ٢ نقطة حتى أنها أوشكت على قتل حنين ذات يوم حين سمعت نادر وهو يمدحها معجبا بطريقها الخاص الذي تشقه على الرغم من ظروفها المعنوية الصعبة ٢ نقطة إن لم تكن مادية ٢ نقطة
, لكنها و على الرغم من كل تلك الغيرة الخانقة ، الا أنها لم تشك به يوما ٢ نقطة ابدا لم تفقد الثقة به ٢ نقطة
, لم تتخيل يوما أن المشكلة بينهما تكمن في وجود امرأة أخرى ٢ نقطة
, حتى غيرتها من حنين ٢ نقطة كانت من أجل احساسها المحرق باعجاب نادر بشخصية حنين و قوتها و مساندتها لزوجة عمها دائما دون أن تفكر بمصلحتها الشخصية ٢ نقطة
, كانت غيرة على أساس أن نادر يرى صفات محمودة في امرأة غيرها ٢ نقطة و ليس بها هي ٢ نقطة بل على العكس ، كان دائما ما يرى عيوبها بكل وضوح ٢ نقطة
, لكن أن تشك به و بإخلاصه ؟؟؟ ٢ نقطة أبدا لم يحدث ذلك ٢ نقطة و لم تتخيل حدوثه يوما ٢ نقطة
, آآآآآه صرخت بداخلها بقوةٍ و أغمضت عينيها بشدة تعصرهما عصرا لتمنع بكائها العنيف ٢ نقطة الا أن الصرخة أبت أن تختفي فأفلتت منها كتأوه مختنق ٢ نقطة
, فما كان من نادر الا أن رفع رأسه مقطبا وهو ينظر اليها بقلق ليقول
, ( لهذه الدرجة ؟؟ ٢ نقطة أخبريني يا حور عما يؤلمك ٢ نقطة )
, ابتلعت ريقها و رمشت بعينيها عدة مرات قبل أن تبتسم باهتزاز و تهمس
, ( لا شيء ٢ نقطة صدقني ، لا ٢ نقطة شيء ٢ نقطة أريد فقط أن أنام )
, و دون أن تسمع منه إجابة كانت قد اتجهت الى السرير لتدفن نفسها تحت الغطاء مديرة ظهرها الى جانبه تكاد ترتجف من هول ما سمعته على هاتفه و الذي لم يتعد ثلاث كلمات ٢ نقطة بصوتٍ خلاب ٢ نقطة
, شعرت بضوء الغرفة يختفي من امام جفنيها المطبقين ٢ نقطة و ما هي الا لحظات حتى التفت ذراعاه من حولها يضمها لصدره ٢ نقطة فازداد انطباق جفنيها٢ نقطة و ما أن شعرت بشفتيه على عنقها حتى صرخت بتوتر
, ( لا أريد الليلة يا نادر ٢ نقطة )
, شعرت بكل عضلاته تتصلب و أنفاسه تتوتر فوق رقبتها ٢ نقطة و ساد صمت كئيب بينهما فأغمضت عينيها تمنع دموعها ، الى أن سمعت صوته يأتيها صلبا فاقدا الحنان الذي كان منذ لحظات
, ( لم أكن أنوي أن أفعل شيئا و أنتِ متعبة ٢ نقطة كنت فقط أساعدك على النوم ، تصبحين على خير )
, ثم دون كلمة أخرى تركها ليستدير مبتعدا عنها ٢ نقطة مستلقيا على ظهره وهو يرفع ذراعه فوق عينيه لينام ببساطة ٢ نقطة تاركا إياها تبكي بصمت ٢ نقطة و كل دمعة صامتة كانت تذبحها قهرا ، بينما بإمكانها أن تصرخ الآن قاذفة بحمم غضبها و عذابها في وجهه ٢ نقطة لكن شيئا ما جعلها تصبر ٢ نقطة فلتصبر قليلا فقط ٢ نقطة و عليها الآن أن تتعامل مع ذلك العذاب وحدها ٢ نقطة
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, رفع نادر جهاز الضغط عن ذراع مريضته المتقدمة في السن الجالسة في فراشها ٢ نقطةو أزال السماعة من أذنيه وهو ينظر اليها مبتسما
, ثم قال أخيرا برفق
, ( حسنا يا منيرة ٢ نقطة أنتِ تتدللين كثيرا و ضغطك لا يعجبني ٢ نقطة لقد عدت لكل الأطعمة التي منعتك عنها سابقا اليس كذلك ؟؟ ٢ نقطة )
, نظرت اليه المرأة المسنة و هي تبتسم حتى تشقق وجهها بفعل التجاعيد ٢ نقطة لتقول بدلال
, ( و كيف تجرؤ يا ولد على أن تحاسبني بينما لم تأتي لزيارتي منذ عام تقريبا ؟ ٢ نقطة هل هانت العشرة عليك يا نادر ؟؟ )
, ظل نادر مبتسما بهدوء ثم قال بلطف
, ( الحياة ألهتني يا منيرة صدقا ٢ نقطة لكنني كنت أطمئن عليكِ من زميلي باستمرار و كنت أعلم اولا بأول بكل تجاوزاتك في التعليمات التي وضعتها لكِ ٢ نقطة )
, تذمرت منيرة و برمت شفتيها و هي تقول بغضب
, (هكذا فقط ؟؟ ٢ نقطة تريد الإمضاء على التعليمات كما تمضي على " روشتات " باقي مرضاك ؟؟٢ نقطة بعد أن تعودت عليك و تمكنت من قلبي ؟؟ ٢ نقطة )
, ضحك نادر بخفة واقترب منها هامسا بمزاح
, ( كفى كلامك هذا يا منيرة ٢ نقطة من يسمعك ماذا سيظن بنا ؟؟ )
, ضحكت بخفة وهي تقول بقوة
, ( و إن يكن ٢ نقطة فليسمع من يسمع ، أنت دائما كنت حبيبي و ستظل ٢ نقطة أخبرني اذن عما ألهاك عني كل تلك الفترة ؟؟ لم يكن عملك ليلهيك عني أبدا ٢ نقطة )
, و ضع نادر جهازه بحقيبته مبتسما صامتا ٢ نقطة ثم قال أخيرا بهدوء و لطف
, ( انشغلت بابني الفترة الماضية ٢ نقطة فقد اصبح كل حياتي ، كلما كان يتوفر لي بعض الوقت كنت أخصصه له ٢ نقطة )
, اتسعت ابتسامة منيرة و برقت عيناها بلهفةٍ وهي تقول
, ( و كم أصبح عمره حاليا ؟؟ ٢ نقطة هل يشبهك ؟؟ )
, ابتسم نادر و قد بان الحب جليا في عينيه وهو يقول برقة
, ( انه في الرابعة ٢ نقطة وهو جميل بدرجة لا توصف ، انه في الحقيقة يشبه أمه أكثر مما يشبهني ٢ نقطة )
, صوت قرقعة قاطع كلامه ٢ نقطة فأطلت منيرة من خلف كتفيه و هي تقول مبتسمة
, ( تعالي يا سلمى ٢ نقطة )
, حين استدار نادر اليها ، كانت قد عدلت نظرتها من وجعٍ ذائب في بركتي عينيها العسليتين ٢ نقطة و بلمح البصر اصبحتا ناعمتين مبتسمتين وهي تدخل حاملة الصينية و عليها كوب الشاي الفخاري ٢ نقطة نفس الكوب الذي كان يحبه و ينظر اليه ضاحكا منذ سنوات ٢ نقطة
, و لم يخف على نادر ذكراه وهو يتطلع اليه و كأنه يتطلع لصديق قديم ٢ نقطة لكنه تجنب قصدا التطلع الي صاحبة الكوب ٢ نقطة وهو يتناوله شاكرا بخفوت ٢ نقطة
, ردت سلمى بصوتها الشجي
, ( كوبك الفخاري موجود دائما ٢ نقطة أحافظ عليه بحياتي كي لا ينكسر )
, ارتشف نادر رشفة منه و هو يكتم تنهيدة مكبوتة ٢ نقطة ثم تمكن أخيرا من الرد بصوته الهادىء
, ( انه كوبك أنتِ يا سلمى ٢ نقطة )
, ابتلعت تجاهله المتعمد لتقول مبتسمة على الرغم من قلبها النازف
, ( و كنت تقول أنه يشبهني ٢ نقطة لذا كنت تحبه ، أنسيت ذلك أيضا ؟؟ ٢ نقطة )
, نهض نادر من مكانه واضعا الكوب على الطاولة الجانبية ٢ نقطة لينظر الى منيرة مبتسما وهو يقول
, ( لقد تأخرت جدا يا منيرة ٢ نقطة لقد خرجت من عملي خصيصا لكي أراكِ فتوقفي عن تصرفاتك اللامبالية و التزمي بتعليماتي ٢ نقطة و إن كنتِ طيبة فسأتي لزيارتك كلما استطعت )
, ضحكت منيرة وهي ترجع رأسها للخلف بجفنين ناعسين يكادان أن ينطبقا و هي تقول بسعادة
, ( لولا أنني على وشك السقوط في احدى غيبوبات نومي لكنت تشبثت بك لتطعمني بنفسك كما كنت تفعل دائما ٢ نقطة و أنا لا أريدك أن تراني و قد نمت أمامك تاركة فمي مفتوحا ٢ نقطة )
, ضحك نادر برقة وهو ينحنى ليربت على كتفها قائلا
, ( أنت جميلة في كل الأحوال ٢ نقطة هيا اغمضي غينيك و توقفي عن مقاومة النوم )
, لم تستطع منيرة الصمود طويلا قبل أن تغمض عينيها و تنام في لحظة واحدة ٢ نقطة حينها خرج نادر متجاوزا سلمى ٢ نقطة لكنها كانت قد لحقت به و نادت عليه و كأن صوتها لا يتجاوز الهمس كما هو دائما
, ( نادر ٢ نقطة )
, توقف مكانه قليلا ثم التفت اليها ٢ نقطة ناظرا لعينيها دون أن يقوى على منع نفسه ، يوم ما فيما مضى ٢ نقطة كانت هاتين العينين هما مبلغ عشقه ٢ نقطة كان يحب النظر اليهما طويلا ليغرق في رقتهما ، ٢ نقطة لها رقة لم يرها في امرأةٍ غيرها أبدا ٢ نقطة
, كانت كل حياته و كان على استعدادٍ تام لمنحها تلك الحياة و بكل طيب خاطر ٢ نقطة
, بادرت سلمى و نطقت همسا بصوتها المهلك في عذوبته
, ( لماذا لم ترد عليا بالأمس ؟؟ ٢ نقطة )
, تنهد نادر بقوةٍ قبل أن يقول بحزم رغم نبضاته التي لا يستطيع تفسيرها تماما ٢ نقطة
, ( سلمى ٢ نقطة أعتقد أنه ليس من المناسب أن تهاتفيني مجددا ، أنا ٢ نقطة أحاول إنجاح زواجي من جديد )
, اقتربت منه خطوة وهي تهمس بعذاب
, ( تحاول ؟؟ ٢ نقطة لم تكن يوما تحتاج لتلك المحاولة معي ، ٢ نقطة كنت تحبني مرارا ، أتتذكر ذلك ؟؟ ٢ نقطة كنت دائما تخبرني بأنك لم تحبني مرة واحدة ٢ نقطة بل تحبني كل مرةٍ أقوى من سابقتها ٢ نقطة كنت دائما ما تقول أنك فقدت عدد المرات التي أحببتني فيها ٢ نقطة هل نسيت يا نادر ؟؟ )
, نظر نادر لعينيها مجددا ثم قال هامسا وهو يشعر بذكرياتٍ بعيدة تتقافز الي روحه تكاد أن تضعفه مجددا
, ( لم أنسى ٢ نقطة لكنه أصبح من الماضى ، و يجب أن تكون مجرد ذكرى لنا ليس أكثر ٢ نقطة )
, رغما عنها دمعت عيناها بقهر و هي تهتف غضبا مبعثه ألمها
, ( و مادامت ذكرى اذن لماذا هاتفتني بالأمس ؟؟ ٢ نقطة و حين سمعت صوتي فقدت قدرتك على النطق بكلمة و خانتك شجاعتك ٢ نقطة لانك تعرف نفسك ضعيفا غير منيعا امامي ٢ نقطة لا تخدع نفسك و تعذبنا سويا )
, لكن عقل نادر كان قد توقف عند نقطة واحدة لم يتجاوزها فقال حائرا عاقدا حاجبيه
, ( أنا لم أهاتفك بالأمس ؟؟ ٢ نقطة )
, مسحت دمعتها بقوةٍ و غضب و هي تقول مشددة على كل حرف
, ( بلى كلمتني ٢ نقطة رقمك مسجلا عندي بالأمس يا نادر ، أتظنني أنني سأترك الأمر يمر كأنني لم ألحظ ؟؟ )
, قال نادر باستنكار
, ( أنا لم ٢ نقطة)
, ثم توقف عن الكلام وهو يقول بتوتر
, ( في أي ساعةٍ وجدتِ إتصالا مني ؟؟ ٢ نقطة )
, و حين ردت عليه بخفوت لم يكن من الصعب إدراك أنه نفس الوقت حيث وجد حور بحالتها الغريبة ليلة أمس ٢ نقطة
, تشنج مكانه تماما و نوبة غريبة من البرد و التوتر غلفت كيانه دون أن يعرف لها سببا ٢ نقطة
, و كأنه خوف غريزي لم يعرفه من قبل ، خوفا من أن تكون حور قد سمعت بالفعل صوت سلمى ٢ نقطة
, لقد أغضبها كثيرا من قبل ٢ نقطةفعل بها الكثير دون ندم ٢ نقطة لأن ما ناله منها كان أكثر ٢ نقطة
, لكن خوفه من معرفتها بوجود سلمى هو الامر الجديد عليه ٢ نقطة لم يكن ذلك عقابا كأيٍ من عقاباته السابقة لها ، بل سيكون طعنة غدر لها ٢ نقطة لأم ابنه ٢ نقطة لحوور ٢ نقطة
, أفاق نادر من شروده وهو يتجه سريعا الي الباب بعنف قائلا بحزم
, ( أنا راحل يا سلمى ٢ نقطة )
, و أيا من ندائاتها له لم تنجح في ايقافه وهو ينزل الدرج مندفعا ٢ نقطة و كل فكره مشغول بشيءٍ واحد ٢ نقطة
, حوور ٢ نقطة سيذهب اليها ٢ نقطة ربما سيعنفها بقوةٍ على تفتيشها المؤذي لكرامته و رجولته ٢ نقطة سيصرخ بها و يتوعد أن يريها الويل ان كررت فعلتها مجددا ٢ نقطة
, سيفعل و يفعل ٢ نقطة المهم هو أن يمحو صوت سلمى من اذنها ٢ نقطة
, توقف نادر امام باب سيارته ٢ نقطة ثم استند بكفيه الي سقف السيارة مخفضا رأسه وهو يلهث ٢ نقطة
, لكن لماذا لم تقل شيئا ؟؟ ٢ نقطة ليس ذلك طبع حور التي تثور على اتفه الأسباب لتحيل حياته الى جحيم ٢ نقطة
, فكيف سكتت و تجاهلت الأمر ؟؟ ٢ نقطة هل هو غير مهم لها ؟؟ ٢ نقطة ليس في مثل أهمية الأمور التافهة التي كانت تفجر غضبها سابقا ؟؟ ٢ نقطة
, أم أن الأمر مجرد وهو وحور لم تتصل بسلمى أبدا ؟؟ ٢ نقطة
, اسم سلمى ليس مسجلا لديه ٢ نقطة فلماذا تشك في رقم غريب و تطلبه ليلا ؟؟ ٢ نقطة
, احتمال أن الأمر مجرد سوء تفاهم ، و فضحه الآن سيدمر أقل القليل مما بينهما و ما يحاولان انجاحه ٢ نقطة
, نعم هو على الأغلب سوء تفاهم ٢ نقطة لكن ما لا يعرفه هو سبب تسارع دقات قلبه و التي أصبحت أسرع منها حين رأى سلمى مجددا ٢ نقطة
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, ينظر اليها وهي تتجول أمامه جيئة و ذهابا ٢ نقطة يتشرب كل تفصيلةٍ دقيقة بها ٢ نقطة تتكلم في الهاتف و هي تومىء برأسها بين حين و آخر ٢ نقطة
, تحرك يدها الحرة أثناء التحدث ٢ نقطة
, انعقاد حاجبيها الطفوليين و اللذين يمنحانها مظهر قوة الشخصية و الصلابة ٢ نقطة
, وشاحها الملتف حول رأسها بنعومة مرتخية ٢ نقطة مما حال دون حجب خصلة عسلية على جانب وجهها الوردي ٢ نقطة
, انحناءة ثغرها الحازمة ٢ نقطة و التي تغيظه بذلك الحزم حين يتذكر مذاقهما جيدا ٢ نقطة
, كل ما بها يشع بروح مشاكسة تثير روحه دائما ، منذ أن رآها للمرة الأولى و سكنت قلبه من يومها ٢ نقطة
, جالسا على أرجوحتهما المفضلة فوق سطح البيت المظلل بالسقيفة الخشبية ٢ نقطة
, . وقت الغروب ( وقتهما الدافىء الخاص ) كما تحب أن تسميه ٢ نقطة و الذي لم يخلفاه مرة منذ أول مرةٍ جلس بجوارها على تلك الأرجوحة ليقنعها بالزواج منه ٢ نقطة
, يومها كانت قد خلبت لبه بجمالها ٢ نقطة تماما كما تخلبه الآن ٢ نقطة
, الا أن شعورا بالغضب الحارق و الغيرة الجامحة يقتله ٢ نقطة وهو يجمع كل ذرة من سيطرته على نفسه كي يمنع طفو تلك الغيرة على سطح ملامحه ٢ نقطة مهدئا نفسه بأن هناك أمور أهم من تلك الغيرة حاليا توجب عليه أن يجلس متظاهرا بالهدوء بينما هي ٢ نقطة تحدث غيره منذ أكثر من عشرين دقيقة ٢ نقطة
, عشرين دقيقة وهو يتلوى بداخله على صفيحٍ ساخن وهو يراها تشرح بهدوء ٢ نقطة ثم تحتد و تدافع و كأنها في أروقة المحاكم ٢ نقطة الى أن تضحك بخفةٍ مجاملة طاعنة كرامته و رجولته ٢ نقطة فتجعله يود لو ينهض ليضربها ضربا لم تذقه من قبل ٢ نقطة حينها ستعرف كيف تجيد التصرف و كيف تمتنع عن الضحك تماما مع غيره ٢ نقطة حتى ولو كانت ضحكة مجاملة رقيقة ٢ نقطة آآآه من تلك الرقة المختلطة بقوة شخصيتها و عندها الغبي ٢ نقطة
, خليط كخليط العسل و القهوة ٢ نقطة
, اخيرا ظهر على ملامحها علامات قرب انهاء المكالمة فأنهت كلامها متنهدة برقة وهي تقول
, ( فليقدم **** ما به الخير يا حاتم ٢ نقطة حسنا ،٢ نقطة حاتم ، لا أعلم كيف أشكرك ، حقا شكراجدا ، أنت تتحمل معي الكثير ٢ نقطة لا بأس ٢ نقطة لن أعيدها مجددا ، فقط أردت أن شكرك ، حسنا ٢ نقطة السلام عليكم و رحمة **** )
, وضعت هاتفها على الطاولة ٢ نقطة و اقتربت بسرعة منه لتجلس على الأرجوحة فاهتزت بهما بنعومة وهي تهمس مبتسمة
, ( لقد تأخرت عليك ٢ نقطة لقد أوشك وقتنا على الإنتهاء )
, عقد عاصم حاجبيه ليقول بصوت خافت لكن به توتر غامض
, ( لا تقولي تلك الجملة مجددا ٢ نقطة لا أحب سماعها )
, ابتسمت برقة و مداعبة وهي تمد اصبعها لتداعب تلك التكشيرة بين حاجبيه حتى ارتخت وهي تهمس بنعومة
, ( توقف عن القلق الغير مبرر ذلك ٢ نقطة حفظك **** لي يا عاصم و جعل يومي قبل يومك ٢ نقطة هكذا كانت تقول أمي لأبي دائما ٢ نقطة )
, هتف عاصم بقوة
, ( اصمتي يا صبا ٢ نقطة اصمتي ، لا اريدك أن تتحدثي بهذا الشكل )
, ابتسمت وهي تقول بوداعة
, ( لا مهرب من ساعة القدر يا عاصم ٢ نقطة أتعلم ، حين توفت أمي ظن والدي أنه سيموت بعدها خلال أيام الا إنه تمكن من الحياة ما تبقى من عمره و مضى في رسالته ٢ نقطة كان كلما نجح في تحقيق العدالة يوما ، كان يقول أن يومه الذي عاشه بدون أمي لم يذهب هباءا ٢ نقطة )
, ازداد انعقاد حاجبي عاصم و نظر أمامه دون أن يرد عليها ٢ نقطة وهو يعلم جيدا أن لو مكروها أصاب صبا فلن يحيا بعدها أبدا و لو قدر **** له الحياة فسيكون حطام رجل ٢ نقطة لذا كان ذلك هو نقطة الدفع له ليخمد ضميره الذي يئن خاصة حين سمعها تتلكم عن ذكرى والدها ٢ نقطة
, التفت أليها أخيرا وهو يقول بلهجةٍ بدت طبيعية
, ( حسنا ألن تخبريني عم كنتما تتحدثان أم أنني لست أهلا لثقتك ؟؟ ٢ نقطة )
, تأوهت صبا وهي تقول بنعومة و دلال
, ( توقف عن ذلك يا عاصم ٢ نقطة الى متى ستظل تعاقبني ؟؟ ٢ نقطة كان لي عذري وقتها ٢ نقطة ثم أنني طبعا سأخبرك حتى أنني اريد أن آخذ رأيك أيضا ٢ نقطة )
, أخذ عاصم نفسا و هدأ نفسه قبل أن يسمعها تكمل بقلق و اهتمام
, ( بيت والدي ٢ نقطة انه مهجور منذ فترة و أنت تعلم أنه العثرة الوحيدة في مشروع سيتكلف المليارات ٢ نقطة لأناسٍ لا يرحمون ٢ نقطة لذا من السهل جدا أن تحدث اي حركة دنيئة بوضع اليد أو هدم البيت و نحن في غفلها و حينها سيكون على المتضرر أن يلجأ للقضاء ٢ نقطة لذا أنا أعيش أسوأ حالة قلق الآن على البيت أكثر بكثير ممن الوقت الذي كنت أعيش فيه ٢ نقطة )
, ابتلع عاصم ريقه منتظرا وهو يومىء برأسه متفهما بينما تابعت صبا تقول
, ( و منذ عدة أيام تفاجأت بحاتم ينبهني لنفس الشيء ٢ نقطة و حين وافقته عرض علي الحل ، الا أنه حل صعب جدا يا عاصم ، ٢ نقطة لكن أنه لا بديل أفضل أمامي ٢ نقطة )
, قال عاصم بصوت باهت دون حياة
, ؛( وما هو الحل ؟؟ ٢ نقطة )
, تنهدت صبا وهي تقول
, ( أن أقسم ملكية البيت بين عدة أفراد أثق بهم ٢ نقطة على أن يعيدوه لي وقت أن تنتهي الأزمة )
, قال عاصم بنفس الصوت
, ( ومن تستطيعين الثقة فيه لتلك الدرجة ؟؟ ٢ نقطة)
, ردت صبا بهدوء
, ( حاتم سيتكفل بالأمر ٢ نقطة سيحضر عدة أشخاص يثق بهم ، و ما يطمئنني هو أن حصول أي فرد على جزء صغير من ملكية البيت لن ينفعه بشيء لذا لن يستطيع بيعه او التصرف به ٢ نقطة لذا من سيفعل ذلك سيفعله مساعدة ، ليس أكثر ٢ نقطة بالإضافة لأن حاتم أخبرني بأنني سأحصل منهم على أوراق تضمن لي حقي ٢ نقطة )
, رد عاصم بعد عدة لحظات
, ( وهل تثقين في حاتم نفسه لتلك الدرجة ؟؟ ٢ نقطة )
, قالت صبا ببساطة ( أثق به أكثر من نفسي ٢ نقطة )
, توقفت الجملة بينهما طويلا و كأنها جمدت الهواء برياح جليدية ٢ نقطة الى أن تمكن عاصم أخيرا من النطق بصوتٍ لا حياة به
, ( و أنا ؟؟ ٢ نقطة الا تثقين بي للدرجة التي تجعلك تبيعين البيت لي لأكون أنا في مواجهتهم ؟؟ ٢ نقطة )
, توترت صبا و هتفت بسرعة
, ( الأمر ليس كذلك يا عاصم أبدا ٢ نقطة أنا أثق بك طبعا ، خاصة بعد أن خلصت شراكتك بهذا المشروع ٢ نقطة لكن الأمر كله بأنك لا زلت شريكهم في عدة أعمال و التي تتعسر معك حاليا و أنت تخلصها ٢ نقطة مما يجعلك في وجه النار و أنا لن أقبل أبدا بذلك ٢ نقطة قد يتمكنون من الضغط عليك بشتى الوسائل )
, فكر عاصم دون أن يرد عليها
, الا تدرك بأنهم يضغطون عليه الآن بأفظع الوسائل ٢ نقطة تذكر جملة وحيدة من اسم تشيب له الأطفال وهو يحدثه محادثة مختصرة
, ( نريد البيت و المستندات يا عاصم و سننسى كل مافات ٢ نقطة و لن تخسر أنت شيئا ، أما إن عاندت فستخسرها )
, أفاق عاصم من شروده على صوت صبا القلق
, ( عاصم ٢ نقطة فيم شردت ؟؟ ٢ نقطة )
, أخذ عاصم نفسا عميقا ، ثم قال بصوتٍ خافت
, ( صلي **** استخارة ٢ نقطة ثم قرري لكن تذكري شيئا واحدا ٢ نقطة أنني دائما موجود بزاوية أراقبك لأحميكِ )
, ابتسمت صبا أجمل ابتسامة متسعةٍ رآها من قبل ٢ نقطة بينما تلألأت عينيها بأحجارٍ ماسية من الدموع ٢ نقطة ثم همست باختناق
, ( هل أخبرتك بأنني أحبك من قبل ؟؟ ٢ نقطة )
, رد عاصم بإختناق مماثل
, ( ليس بما يكفي للقادم يا صبا ٢ نقطة )
, رمت صبا نفسها على صدره فتأرجحت بهما الأرجوحة و ضمها هو لقلبه الخافق بعنف تحت شفتيها الهاتفتين
, ( أحبك ٢ نقطة احبك ٢ نقطة أحبك ٢ نقطة )
, لم يرد عاصم وهو ينظر الي السماء المظلمة ٢ نقطةالتي غابت عنها ألوان الغروب تماما ٢ نقطة
 
الفصل السادس والخمسون


كانت تصعد درجات السلم الحجري القديم و هي تعي خطواته المخيفة خلفها ٢ نقطة السلم يزداد ظلمة و سوادا حتى أنها لم تعد ترى خطوات صعودها فتتعثر على درجاته و تجرح ركبتيها ٢ نقطة
, ثم تعاود الصعود من جديد ٢ نقطة وهي تلتفت اليه بين كل طابق و آخر لتهمس بخوف لهيئته الضخمة المظلمة و التي أخفى الظلام ملامحه عنها تماما فبدا مخيفا بدرجةٍ رهيبة
, ( ألم نصل بعد ؟؟ ٢ نقطة )
, ليقول بصوته العميق العابث الذي يشق الظلام و يجعله مرعبا أكثر
, ( ليس بعد ٢ نقطة غرفتي فوق ، و أنت تعلمين ذلك ٢ نقطة )
, فتعاود الصعود ٢ نقطة طابق بعد طابق ٢ نقطة و عثرة بعد عثرة ٢ نقطة جرح بعد جرح ٢ نقطة
, الى أن وجدته أمامها فجأة ٢ نقطة يفتح لها بابا على ظلمة أكثر سوادا وهو يقول مبتسما بشراسة فبانت أسنانه البيضاء من الظلام ٢ نقطة
, ( ادخلي ٢ نقطة )
, و ما أن دخلت حتى التفتت اليه لتسأله شيئا ما لا تتذكره ٢ نقطة الا أن ذراعيه أطبقتا خصرها حتى كان أن يقسمها الي نصفين وهو يدور بها في الظلام و يدور ٢ نقطة ضاحكا بوحشية ٢ نقطة
, بينما هي تصرخ و تصرخ بأن يرحم سنوات عمرها التي لم تتجاوز أربعة عشر ٢ نقطة
, لكنه لم يسمعها وهو يسقط بها الى هوةٍ سحيقة ٢ نقطة ينهل منها ومن كل ذرةٍ من روحها و كيانها قبل جسدها ٢ نقطة
, إنها تتذكر هذا الموقف تماما ٢ نقطة و اطمئنت ٢ نقطة فهناك شيءٍ ما سيوقفه ، لا تتذكره تحديدا ٢ نقطة
, لكنه سيتوقف عند نقطةٍ ما ٢ نقطة
, الا أن الوقت يمر ولم يتوقف ٢ نقطة ولم يوقفه شيء ٢ نقطة و يديه و شفتيه تنهشانها نهشا ٢ نقطة
, فبدأت تصرخ من جديد ٢ نقطة عاليا ٢ نقطة لكن صوتها لا يخرج أبدا ٢ نقطة حاولت لكن لا صوت ٢ نقطة وهو يتابع ما يفعل دون أن يرحم برائتها ٢ نقطة و حين رفعت عينيها المذعورتين الي عينيه اللتين تحولتا من الشراسة الي بركتين عميقتي السواد لم تتبينهما جيدا ٢ نقطة
, شعرت به يضع يده على بطنها ليهمس في اذنها
, ( أنتِ تحملين ابني ٢ نقطة )
, هزت رأسها نفيا بعنف ٢ نقطةو حاولت الصراخ مجددا ٢ نقطة وهذه المرة نجحت ٢ نقطة فخرج صوتها مدويا وهي تنتفض جالسة في سريرها ٢ نقطةو العرق يتصبب من جبهتها ، حتى التصقت خصلات شعرها بجانبي وجهها الشاحب كالأموات ٢ نقطة
, لترى أنها لازالت في غرفتها ٢ نقطة فهمست دون أن تفيق تماما
, ( لقد كان مجرد كابوس ٢ نقطة أنا لا أحمل ابنه ، وهو لم ينجح في نيلي أبدا ٢ نقطة كان مجرد كابوس )
, لكن شيئا ما جعلها تفيق تماما وهي تسمع صوت رسالة على هاتفه الذي قيدها به ٢ نقطة
, كان الهاتف ينير في الظلام في ذلك الممر الضيق لإطار النافذة ٢ نقطة حيث تركته لحظة دخول عاصم لغرفتها ٢ نقطة و قد أغلق النافذة و قد عميت عيناه عن رؤية الهاتف ٢ نقطة
, فنهضت اليه وهو ترتجف رعبا و كأنه وحش على وشكِ التهامها ٢ نقطة وحين وجدت الشجاعة فتحت الرسالة لتقرأها بأصابعٍ مرتجفة
, ( أنتِ تحملين ابني ٢ نقطة ذلك اختصار لكل ما كان ، ودعوة جديدة لتقبل قدرك ٢ نقطة قدرك الذي أنصفني أكثر من مرةٍ وهو يحمل لكِ الرسائل عسى أن تفهميها ٢ نقطة أنتِ لي يا حنين ، و لن تكوني لغيري أبدا ٢ نقطة و هناك حياة تنبض في احشائك من دمي ٢ نقطة فاقبلي ووفري علي المزيد من الحروب ٢ نقطة لأنني لن أستسلم ٢ نقطة)
, ١٨ شرطة
, لماذا أرى هذا الحزن بعينيكِ منذ فترة ؟؟ ٢ نقطة )
, رفعت رنيم عينيها الحزينتين الجميلتين و اللتين أخفت دهشتهما بعضا من حزنهما ٢ نقطة وهي تنظر الى وجه عمر المتجهم و الذي كان واقفا بجوارها ٢ نقطة يعلوها وهو يشرف على عملها الذي تقوم به بشرود و دون رغبة ٢ نقطة
, همست رنيم مبتسمة بقلق
, ( لا أبدا ٢ نقطة ولما أكون حزينة ؟؟ ٢ نقطة كل شيء بخير الحمد لله )
, ثم أخفضت عينيها بسرعة ظنا منها أنه قد أفلحت في الكذب عليه ٢ نقطة الا أن ما لا تعرفه بأنها شفافة له بشفافية مياه بركةٍ صافيةٍ أول الصباح ٢ نقطة
, زفر عمر بنفاذ صبر ، وهو يكره ذلك الحاجز الذي تجيد إحاطة نفسها به ٢ نقطة ليحجبها عنه ، ٢ نقطة
, يكره حين تتجنبه و تتجنب الإفضاء اليه بما يحزنها و يفرحها كما كانت تفعل أحيانا ٢ نقطة
, فهي أحيانا تكون منطلقة معه على سجيتها و تتكلم ٢ نقطة بل تثرثر طويلا ، وهو يثمل من تلك اللحظات التي يراقب شفتيها و هما تنطلقان بكل ما يجول في خاطرها له وحده ٢ نقطة
, هو وحده من تمنحه تلك المكانة ٢ نقطة الا أنها تعود في معظم الأحيان و تنغلق على نفسها و كأنما ندمت على منحه كل هذا القدر من الثقة ٢ نقطة
, آآآه لو تعلم بأنه الوحيد الأجدر بنيل ثقتها ٢ نقطة لأنه قرر ذلك ٢ نقطة
, كم يود في بعض الأوقات المجنونة ، أن ينتهج أسلوب جاسر في الحصول على مبتغاه و خاصة حين يتعلق الأمر بالمرأة التي يريدها ٢ نقطة يريدها ؟؟ ٢ نقطة هل أصبح الآن يفكر بنفس أسلوب جاسر كذلك ؟؟ ٢ نقطة
, زفر عمر للمرة الثانية ، حينها انفعلت رنيم بأقصى ما قد تسمح به نعومتها الفطرية و هي ترفع رأسها اليه هاتفة بتوتر كالأطفال
, ( كف عن ذلك ٢ نقطة أنت توترني )
, حينها قال عمر بجفاء
, ( ربما إن توترتي قليلا ، ستتمكنين من التركيز على ما تفعلينه ٢ نقطة فهذه رابع مرة تخطئين بها نفس الخطأ )
, زمت رنيم شفتيها وهي تقول بقوة على الرغم من الصدمة الظاهرة على ملامحها من جراء جفاؤه معها ٢ نقطة
, ( أنا أخطىء لأنك تقف فوق رأسي منذ أكثر من ساعة ٢ نقطة و انا لا أعلم لماذا أنا تحديدا المعنية بتلك المراقبة )
, صمت عمر للحظة واحدة قبل أن تشتعل عيناه بغضبٍ غير مبرر و كأنه يكره انفعالها عليه و محاولتها تحديه بتلك الوقاحة ٢ نقطة ثم قال بخشونة و بلهجة مهينة
, ( ربما لأن الباقيين لا يحتاجون مراقبة ٢ نقطة اما أنتِ فلو ترتكت للحظة لأرتكبتي أربعة أخطاء ظاهرة للأعمى ٢ نقطة )
, اتسعت عينا رنيم بصدمة و فغرت شفتيها الجميلتين وهي لا تصدق أن عمر يكلمها بمثل تلك الطريقة ٢ نقطة و في لحظةٍ لمعت عينيها بدموعٍ لم تذرفها الا أنها زادت من نعومة و جمال عينيها ٢ نقطة مما عصر قلبه ندما خاصة وهي تهمس بحزن
, ( لماذا تعاملني بتلك الطريقة ؟ ٢ نقطة أنا فقط متعبة ليس أكثر ، و أنت لا تساعدني بوقوفك خلفي بهذا الشكل )
, تاهت عيناه في شفتيها المرتجفتين الى أصابعها الأكثر ارتجافا ٢ نقطة ان التوتر يكاد يخنقها ، و الهالات الداكنة بدأت في الظهور تحت عينيها ٢ نقطة
, كم ود لو يضمها الى صدره و يتلاعب بخصلاتِ شعرها الناعم الى ان تهدأ من جديد ، الا أن عدم ملكيته لهذا الحق يجعله كالمجنون لدرجة أن يؤذيها دون عمد مجددا ٢ نقطة
, رمت رنيم رفعت رنيم كلتا يديها لتغطي بهما وجهها مستندة بمرفقيها الي سطح المكتب و هي تزفر مرتجفة ٢ نقطة
, مد عمر يده رغما عنه و دون أن يجد القدرة على منع نفسه ٢ نقطة بأصابعٍ غير ثابتة ، اقترب من رأسها المحني باستسلام ٢ نقطةوهو يقنع نفسه جاهدا بأنه فقط سيلامس الهواء من فوق شعرها عله نقل اليها اعتذاره الذي هو غير قادر على التنازل به ٢ نقطة
, حتى وصلت يده الي بعد شعرةٍ من رأسها ، ولامست كفه بعض الشعيرات المتطايرة الدقيقة الناعمة فأغمض عينيه يكاد يتأوه من نعومته ٢ نقطة
, كم مرت ٢ نقطة لحظة ٢ نقطة لحظتين ٢ نقطة كل ماحدث هو أن رنيم رفعت رأسها بسرعةٍ وهي تنتفض واقفة بقوة ٢ نقطة ليقفا متواجهين
, بدا هو ثابتا بشكلٍ غريب مدققا في عينيها يكاد أن يخترق روحها ، ٢ نقطة أخيرا قال بصوتٍ عميق بعمق عينيه اللتين رفضتا تحرير عينيها
, ( تلك الحياة المزدوجة التي تعيشينها تستهلكك تماما ٢ نقطة فلما تحملين نفسك كل ذلك ؟ )
, ارتجفت أكثر حتى كتفت ذراعيها و كأنها تشعر بالبرد لتهمس بخوف
, ( أية حياة مزدوجة ؟؟ ٢ نقطة )
, قال عمر بقوةٍ و دون مواربة
, ( إن كنتِ تخشين من معرفته بنصف حياتك تقريبا ٢ نقطة فلا وجود للثقة بينكما ، اي نجاحٍ تترجينه من علاقة كهذه ؟؟ ٢ نقطة)
, فغرت رنيم شفتيها و تلجلجت و هي لم تفق بعد من صدمة قربه منها لهذا الحد ٢ نقطة هل كان سيلامس شعرها بالفعل ؟؟ ٢ نقطة أتراها تتوهم ؟؟ ٢ نقطة هل جنت تماما ٢ نقطة
, أخيرا حين وجدت صوتها تمكنت من الهمس باختناق ٢ نقطة
, ( كيف ٢ نقطة كيف تتكلم معي ، بهذا الشكل ٢ نقطة و من أعطاك الحق في أن تتدخل بحياتي الخاصة بهذا الشكل ؟ )
, لم يرد ٢ نقطة و رغم التجهم الذي انطبع على وجهه بشكل أوجعها أكثر ، الا أن عينيه ظهر بهما شيئا ما لوهلة و كأنما قد جرحته عن قصد ٢ نقطةثم لم يلبث أن قال بخفوت خشن
, ( من منحني الحق ؟؟ ٢ نقطة )
, فتحت فمها لتعتذر ٢ نقطة لتخبره بأنها لم تقصد أبدا ٢ نقطة لتخبره بأنها تمنحه كل الحق حتى و إن كان كلامه يطعنها كل مرة ،٢ نقطة لكنه لم يلبث أن تابع ببرود
, ( اهمالك مؤخرا هو ما منحني الحق ٢ نقطة لكن بما أنك ترفضين محاولتي لمساعدتك ، لذا فبإمكاني أن أجعل الأمر مهنيا تماما و أنا أخبرك بكل وضوح أنكِ بدأت تتهاونين في حق العمل ٢ نقطة وهذا هو ما لن أسمح به أبدا ٢ نقطة أنا لا أسمح به لغيرك ، و أنتِ لستِ مستثناة من تلك القاعدة ٢ نقطة و اعتبري هذا أول تنبيه لك )
, و قبل أن يمنح نفسه الفرصة كي يظهر ما فعله به منظر عينيها في تلك اللحظة ، استدار مغادرا باندفاع ٢ نقطة لكنه لم يكد يقترب من الباب حتى اصطدم بعلا التي دخلت مندفعة ٢ نقطة
, هتف عمر بصرامة و غضب بعد ما أستوعب وجودها
, ( ماذا تفعلين هنا ؟؟ ٢ نقطةليس هذا وقتك أبدا ٢ نقطة عودي للبيت من حيث أتيتِ ٢ نقطة )
, تراجعت علا رافعة حاجب واحد وهي نفس حركة عمر بالوراثة و قد بدت شبيهة به بدرجة مضحكة حتى في غضبه و تجهمه
, ( لماذا تحادثني هكذا بدلا من أن ترحب بي ؟؟ ٢ نقطة ساعة و أنا أدور بحثا عنك الى أن وجدتك هنا ، ثم في الآخر تكلمني بتلك الطريقة ٣ علامة التعجب ٢ نقطة هذا الأسلوب مكانه في البيت و ليس أمام الناس و قد تكلمنا في هذا الأمر عشرات المرات ٢ نقطة )
, قال عمر بنفاذ صبر و عيناه تبرقان برعونة
, ( علا ٢ نقطة صبري يوشك على النفاذ ، فلا تتحديني رجاءا و اذهبي الآن، اليوم ليس يوم زيارات ٢ نقطة )
, نظرت علا من فوق كتفه و قد غادرها بعضا من غضبها وهي تقول بلهجةٍ ذات مغزى
, ( احم ٢ نقطة يبدو أنه قد سبق و نفذ بالفعل ، و لست أنا ضحيتك الأولى ٢ نقطة )
, التفت عمر الي حيث تنظر ٢ نقطة فتسمر مكانه وهو يرى رنيم تشهق باكيةٍ دون أي صوت ٢ نقطة فبدت مثيرة للشفقة بشكل يفوق الوصف و قد تورم كل وجهها بدءا من عينيها الى أنفها فشفتيها و وجنتيها ٢ نقطة حتى حاجبيها احمرت بشرتهما كالأطفال ٢ نقطة
, عبس بصدمةٍ وهو يتسائل متى وصلت الى تلك المرحلة ؟؟ ٢ نقطة لقد التفت عنها منذ عدة ثوانٍ ٢ نقطة
, الا أنه لم يطل الشرود وهو يراها تجمع اشيائها الصغيرة المبعثرة على سطح مكتبها ملقية بها في حقيبتها و في لحظةٍ كانت تحاول تجاوزه وهي تنوى المغادرة ٢ نقطة الا أنه لم يأخذ وقتا طويلا في التفكير حين سد عليها طريق الخروج ، وهو يقول بصرامة
, ( الى أين آنسة رنيم ؟؟ ٢ نقطة لا أعتقد أن موعد انتهاء العمل قد حان بعد )
, حاولت أن تتجاوزه مرة أخرى الا أنه كان لها بالمرصاد وهو يسد الطريق عليها بطوله الفارع و كأنما سد عليها النور و الهواء فعجزت حتى عن التقاط أنفاسها ، لتتراجع خطوتين ناظرة اليه بعينين حمراوين متألمتين وهي تهتف بانهيار طفولي
, ( ابتعد عن طريقي ٢ نقطة لماذا تعاملني بتلك الطريقة ؟؟ ، )
, قال بخشونة لا تقبل الجدل
, ( وهل هذه طريقة مهندسة في التعامل مع ضغوط العمل ؟؟ ٢ نقطة )
, رفعت يديها لتظلل بهما جبهتها وهي تحني رأسها يأسا هاتفة ببكاء
, (كفى ٢ نقطة كفى أرجوك ، لقد تعبت ٢ نقطة )
, قال دون رحمة
, ( اذن تستسلمين ٢ نقطة و ها أنت قد بدأت التنازل في الإهتمام بعملك ، تماما كما سلكت طريقا طويلا في التنازل في حياتك الخاصة ٢ نقطة )
, لم ترد و لم تستطع حتى الرد عليه بينما هي تنتحب مهدرة المتبقي من كرامتها ٢ نقطة و بعد عدة لحظات مشحونة قال عمر بلهجةٍ آمرة و عينيه مثبتتين على رأس رنيم المحني
, ( اخرجي الآن يا علا ٢ نقطة )
, للحظةٍ لم تفهم علا أن الأمر موجها لها و هي تراقب المشهد بكل اهتمام و فضول ٢ نقطة لكن ما أن نجح اسمها في العبور الى طبقات عقلها حتى عقدت حاجبيها و رفعت رأسها بتمرد و هي تقول بتوسل غاضب
, ( ربما أحتجتماني في ٢ نقطة )
, الا أن عمر كرر بلهجةٍ أشد صرامة دون أن يلتفت اليها
, ( الآن يا علا ٢ نقطة )
, تأففت علا بغضب و تذمر لكنها لم تجد بدا من الخروج صافقة الباب خلفها ٢ نقطة حينها اقترب عمر ببطء شديد من رنيم التي تأوهت وهي تستدير عنه لتعاود الجلوس الى كرسيها من جديد مغطية وجهها بكفيها
, وصل اليها عمر وهو ينظر ببؤس الى انهيارها ٢ نقطة يود لو استطاع ان يضمها لصدره ٢ نقطة رغبة ملحة لا تبارحه في وجودها أبدا ٢ نقطة و في نفس الوقت يريد ان يهزها الى ان تقرقع عظامها الهشة ، لربما استفاقت حينها من غفلتها ٢ نقطة
, أخيرا قال عمر بخفوت حازم
, ( أنتِ تقتلين نفسك ٢ نقطة الا ترين ذلك ؟؟ ٢ نقطة اقنعيني ٢ نقطة اعطني سببا واحدا يجعلك تتحملين ما تتحملينه )
, رفعت وجهها المتورم اليه وقد توقفت دموعها تاركة عينيها الجميلتين منتفختين بشكلٍ مأسوي ٢ نقطة لكنها قالت بكبتٍ وغضب و كأنها تقذفه بالكلمات
, ( لست مجبرة على إقناعك بشيء ٢ نقطة توقف عن ادعاء فهمك لكل شيء في هذه الحياة )
, لم يرد عمر لعدة لحظات ، ثم قال بقناعٍ جامد
, ( هل هكذا ترينني ؟؟ ٢ نقطة )
, ارتجفت شفتاها المشقوقتان ٢ نقطةو انحدر حاجباها بأسى ، ثم همست بحزن
, ( و كيف تراني أنت ؟؟ ٢ نقطة )
, قال عمر بمنتهى الوضوح و دون تردد
, ( أرى أنكِ تستحقين الأفضل ٢ نقطة )
, لم تدعي عدم الفهم و هي تنظر لعينيه القويتي التعبير ٢ نقطة ثم همست مبتسمة بمرارة تهز كتفيها باستسلام
, ( لكن الأفضل لم يريدني ٢ نقطة فهل ذنبي أنني راضية بما منحته الحياة لي محاولة التأقلم معه ؟؟ )
, حقا هل يمكن أن يضربها الآن ؟؟٢ نقطة وليحدث ما يحدث ؟؟ ٢ نقطة ماذا لو طلب منها أن تتركه الآن ، لأنه يريدها ٢ نقطة يريدها أكثر من أي امرأةٍ أخرى عرفها من قبل ٢ نقطة يريد برائتها و نعومتها و صفائها ٢ نقطة
, فهل سيكون خادعا لنفسه ان وافقت مسرورة ؟؟ ٢ نقطةأم أنه سيعتبر بالنسبة لها الخيار الممتاح و الأفضل من المتاح ؟؟٢ نقطة
, لن يتمكن حتى من الالقاء بهذا العرض المهين لها قبل أن يكون له ٢ نقطة
, ظل صامتا طويلا يحدق لعينيها اللتين تحدقان به ٢ نقطة و الصمت بينهما يبعدهما ليعود و يقربهما مجددا كموج البحر ٢ نقطة
, بينما في داخلها تهمس متضرعة
, " أرجوك ٢ نقطة ارجوك انطق بكلمة ٢ نقطة امنحني لمحة أمل ، ٢ نقطة اعطني اشارة ٢ نقطة فقط اشارة "
, و كأنما كانت عيناها تنطقان من تعبيراتهما الشفافة ٢ نقطة وهو يقرأها طويلا ، لا يمل من النظر اليهما مؤخرا بطريقةٍ تربكها و تذيبها شوقا ٢ نقطة
, قال أخيرا بصوتٍ غامض خوفها مما يحمله و ارسل رعشة بقلبها
, ( من لم يريدك ، فلم يكن هو الأفضل ٢ نقطة بل هو أحمق ٢ نقطة و لا أعلم من منهم أكثر حماقة ، ذلك الذي لم يردكِ أم من لا يقدر نعمة فوزه بكِ ٢ نقطة أنتِ أغلى من هذا يا رنيم ، أغلى بكثير ٢ نقطة و يوما ما سيدرك ذلك شخص محظوظ جدا٢ نقطة )
, ارتجفت شفتاها و اتسعت عيناها ٢ نقطة لا تصدق ما تسمعه ،٢ نقطة هل تعيش ذلك الأمل و تحيا الحلم أم أنها تخدع نفسها ٢ نقطة
, مدت يدها تمسح دموعها ببطء بينما هو يتابع حركة أصابعها على بشرتها الناعمة ٢ نقطة دون أن يظهر أي تعبير على وجهه الرجولي الجذاب ٢ نقطة
, سمعا طرقا على الباب بهدوء ٢ نقطة فتأفف عمر مغمضا عينيه وهو يقول متذمرا
, ؛( إنها لم ترحل بعد ٢ نقطة )
, ضحكت رنيم من بين دموعها المبللة لعينيها ٢ نقطة كم تحبه ٢ نقطة كم تعشقه ٢ نقطة متى و كيف ٢ نقطة هي نفسها لا تستطيع التحديد ، لكنها لا تتذكر أي شيء قبل أن تعرفه ٢ نقطة وكأنها عرفته منذ بداية حياتها ، لتتمكن من الحديث معه بتلك الخصوصية و هو الأمر الذي لم تفعله من قبل ٢ نقطة ولا حتى مع ٢ نقطة من ستتزوجه
, همست بحزن مبتسمة
, ( انكما نسختان ٢ نقطة حتى حركة حاجبيكما متطابقة )
, عقد حاجبيه رغم ان عينيه كانتا تلمعان حنانا و مرحا و ٢ نقطةشيئا آخر غير مفسر ٢ نقطة ثم قال بخشونة
, ( أول مرة أسمع أنني نسخة من تلك المجنونة ٢ نقطة انها تكاد تصل الي مرفقي )
, همست رنيم بخجل ( لكن جاذبيتها لا تقاوم ٢ نقطة )
, سكت عمر قليلا ٢ نقطة وهو ينظر اليها دون أن يبتسم ثم قال بخفوت
, ( وهل نتشابه في ذلك ؟؟ ٢ نقطة )
, احمر وجه رنيم بدرجةٍ مريعة و اخفضت عينيها وهي تشتم نفسها سرا على حماقتها ٢ نقطة لكن عمر رحمها مما تمر به لينادي بهدوء
, ( ادخلي يا علا ٢ نقطة )
, دخلت علا في لحظةٍ واحدة وكأن أذنها كانت ملتصقة بالباب ٢ نقطة مع حذف كلمة كأن ٢ نقطة
, لتنقل نظرها بينهما وهي تكاد تتشرب الموجات المنتقلة بينهما ٢ نقطة ثم قالت اخيرا مبتسمة
, ( هل حللتما اموركما سويا؟؟ ٢ نقطة فضحتمونا )
, عادت رنيم لتضحك وهي تمسح عينيها من جديد ٢ نقطة تهز رأسها بيأس بينما قال عمر بصرامة
, ( احفظي لسانك ذلك والا عرفتك مركزك ٢ نقطة و هيا الآن لنترك رنيم لعملها )
, قالت علا بصرامة مفاجئة مشابهة لصرامته
, ( اذهب أنت ٢ نقطة سأبقى مع رنيم قليلا ، فمن المؤكد أن صحبتها أفضل من صحبتك )
, كان عمر على وشك الإعتراض ،،الا أن رنيم سبقته قائلة بنعومة و ترجي
, ( اتركها معي قليلا ٢ نقطة وأعدك الا تعطلني عن العمل أبدا ٢ نقطة )
, تردد عمر ناظرا بينهما بخشونة ٢ نقطة ثم أومأ باستسلام قائلا بصرامة
, ( بضع دقائق فقط يا علا ثم تعالي الى مكتبي ٢ نقطة أتفهمين ؟؟ ٢ نقطة و لا تثرثري كثيرا ٢ نقطة هااا )
, ابتسمت علا لعينيه المحذرتين القلقتين مما يمكن أن تفعله ٢ نقطة لكنها أومأت بوداعة مشيرة بتحية عسكرية للطاعة ٢ نقطة
, فاستدار عمر ليغادر بعد أن القى عليهما نظرة أخيرة غير مطمئنة
, بعد خروجه ٢ نقطة أشارت علا بذقنها الي الباب وهي تقول بسعادة
, ( أخي ٢ نقطة )
, ضحكت رنيم أكثر وهي تقول برقة ( نعم أعرف ٢ نقطة )
, فتابعت علا قائلة بلهجةٍ ذات مغزى
, ( انه رائع ٢ نقطة قد لا يبدو عليه من فظاظته ، لكنه رائع من الداخل )
, ضحكت رنيم عاليا ثم همست من بين ضحكاتها
, ( بل هو رائع فعلا٢ نقطة و أنت تشبهينه جدا ٢ نقطة )
, عضت علا شفتيها وهي تجلس على سطح المكتب ، لتتلاعب ببعض الأشياء الصغيرة ٢ نقطة ثم قالت بشرود
, ( لقد التقينا من قبل ٢ نقطة أتذكرين ؟؟ )
, ردت رنيم مبتسمة بنعومة
, ( نعم أتذكر ٢ نقطة كيف حالك من يومها )
, ابتسمت علا قليلا وهي تقول ( بخير ٢ نقطة و أنتِ ؟؟ ٢ نقطة باستثناء ما يفعله بك أخي )
, ضحكت رنيم لتقول ( بخير ٢ نقطة باستثناء ما يفعله بي أخاكِ )
, ضحكت علا بخفوت ٢ نقطة ثم بدتا في الكلام و التعارف ، ولم تستطع رنيم منع نفسها من الضحك على كل ما تقوله علا ٢ نقطة انها طريفة و ذات جاذبية مميزة ٢ نقطة وقد انعشها وجودها في تلك اللحظة بالذات
, حين نهضت علا أخيرا ٢ نقطة تنوى المغادرة ، بدت مترددة قليلا ٢ نقطة ثم نظرت الى رنيم بحزم وكأنها قد اتخذت قرارها ٢ نقطة ثم قالت بخفوت
, ( رنيم ٢ نقطة أتتذكرين حين رأيتك ، كان معكِ خطيبك ٢ نقطة و أنا أعرف شكله جيدا ٢ نقطة لذا من واجبي أن أخبرك شيئا هاما ، كنت سأفعله مع ايا من صديقاتي ٢ نقطة)
, بعد أن أخبرتها بما رأته منذ فترة ٢ نقطة لم تقاطعها رنيم ، بل اكتسى وجهها جمودا و عينيها عذابا و هي تستمع لكلِ كلمة نخرت في روحها كالسم ٢ نقطة
, وما أن انتهت علا حتى همست بأسف
, ( أنا سأغادر ٢ نقطة و أنا آسفة جدا جدا ، لكن كان يجب أن أخبرك ، لأني لو كنت مكانك لرغبت أن يطلعني أحد على ما يدور من خلف ظهري ٢ نقطة اتمنى أن ألقاكِ قريبا إن رغبتِ في ذلك ٢ نقطة و انا آسفة مرة أخرى ٢ نقطة )
, بعد خروج علا ٢ نقطة بقت رنيم مكانها لفترة طويلة ، مسمرة ٢ نقطة شاعرة بأن آخر قطرات كرامتها قد أريقت على الملأ ٢ نقطة لم تلم علا ٢ نقطة فهي صغيرة و مندفعة كعادة سنها ٢ نقطة
, لكنها لامت نفسها ألف مرة على هوانها في حق نفسها ٢ نقطة واللوم الأكبر ، أنها ٢ نقطة لن تتخذ الخطوة المتوقعة ٢ نقطة الا حين يعطيها عمر الاشارة التي تحتاجها ٢ نقطة وحتى هذا الحين هي مجبرة على القبول بعيوب خطيبها ٢ نقطة كما هو متقبل لعيوبها ٢ نقطة
 
الفصل السابع والخمسون


صرخ بغضب وهو يضرب مقود السيارة ٢ نقطة ليقول ببشاعة لم ترها عليه من قبل
, ( أي فتاة و أي عراك ؟؟ ٢ نقطة هل جننتِ تماما ؟؟ ٢ نقطة لساعةٍ كاملة و أنا أحاول اقناعك بأنها كلها أكاذيب لتشويه صورتي و أنتِ لا تقتنعين ٢ نقطة لذا فلتطرقي رأسك بأوسع حائط ، مادمتِ لا تثقين بي ٢ نقطة )
, ثم التفت اليها وهو يمسك بذراعها بأصابعٍ تنشب به كالمخالب وهو يقول ضاغطا على كل حرف مهددا
, ( ثم إياكِ ٢ نقطة إياكِ ٢ نقطة أن يعلو صوتك مرة أخرى ٢ نقطة ضعي ذلك برأسك والا أقحمته بها ٢ نقطة )
, هتفت رنيم بشجاعة للمرة الأولى ٢ نقطة
, ( بل سيعلو صوتي و يعلو ٢ نقطةأنا بنت اسرة محترمة يجب أن تحترمها و لا تقلل من قدرها على هذا الشكل ٢ نقطة أتظن أنها المرة الأولى التي أسمع بها شيئا مشابه ؟؟ ٢ نقطة لكن كل مرة أقنع نفسي فيها بأنك سوف تتغير بعد الزواج ٢ نقطة )
, شدد قبضتيه على ذراعيها بقسوةٍ حتى تأوهت ألما ٢ نقطة وهو يهدر غاضبا
, ( أتظنين أن شخصا بعمري لم تكن له علاقات ؟؟ ٢ نقطة و بعضهن لا يزلن على املٍ و محاولاتٍ أن يأخذن المكان الذي أخذتيه أنتِ ٢ نقطة و مع ذلك تتبجحين و تهددين ٢ نقطة فإما أنها تفاهة لصغر عقلك ٢ نقطة و إما أنها وقاحة جديدة عليكِ ٢ نقطة منذ أن خطبتك و أنا أراعيكِ دون أن أفعل ما فعله غيري من قبل ٢ نقطة
, أتتذكرين ؟؟ ٢ نقطة اتتذكرين الخاطب الذي أرسل أمه لتعاينك كالبضائع و الذي حكيتِ لي عنه بنفسكِ باكية ؟؟ ٢ نقطة و الآن ودون أي تشرط مني على حالتك ، تأتين أنتي لتتشرطين و تهددين ٢ نقطة )
, ضربته رنيم في صدره بقبضتيها وهي تبكي
, ( لا تكلمني بتلك الطريقة ٢ نقطة إنها غلطتي أن وثقت بك يوما ، و أنت لست أهلا لأي ثقة ٢ نقطة على الأقل أنا لا أدور باحثة في نزوات الماضي الحقيرة مثلك ٢ نقطة )
, ترك ذراعها و في لحظةٍ وجدت يده تهوى على وجنتها لتسكتها تماما ٢ نقطة
, رفعت رنيم يدها الى وجنتها وهي تنظر اليه بذهول ، غير مصدقة لما حدث للتو ٢ نقطة و ساد الصمت بينهما طويلا ،في ظلمة السيارة ٢ نقطة و دون وعي منها خلعت خاتم خطبتها لترميه بوجهه فيسقط على أرض السيارة المظلمة ٢ نقطة بينما تحررت من ذراعيه أثناء ذهوله بما فعلته و خرجت من السيارة صافقة الباب خلفها وهي تهتف باكية
, ( لا أريد أن أرى وجهك مجددا ٢ نقطة و سأخبر أبي ، و سأخبر الجميع عما تفعله معي )
, ثم استدارت لتدخل بيتها جريا ٢ نقطة
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, خرج صباحا كعادته مؤخرا يمشي على غير هدى ٢ نقطة الى أن يأتي موعد ذهابه الى العمل و الذي أصبح يؤديه دون أي حماسٍ كالسابق ٢ نقطة
, واضعا يديه في جيبي بنطاله ٢ نقطة راكلا بعض الحصوات التائهة هنا و هناك ٢ نقطة شاردا في البعيد ، ٢ نقطة
, شيئا ما حثه على رفع رأسه حين شعر بأن هناك من يراقبه ٢ نقطة و حين فعل وجد عينين زرقاوين رائعتين تنظرانِ اليه بحزن و عتاب ٢ نقطة
, رمش بعينيه مرة قبل ان يخرج يده من جيبه ليطالع ساعة معصمه عابسا ٢ نقطة ثم اقترب منها بسرعةٍ ليقف امامها قبل ان يقول بدهشةٍ
, ( ماذا تفعلين هنا ؟ و في مثل هذه الساعة ٢ نقطة )
, لم ترد عليه وهي تنظر اليه بنفس العتاب الغامض و قد غابت عنها ابتسامتها التي اعتادها ٢ نقطة ثم دون أي كلمة أخرجت من حقيبتها رزمة منتفخةٍ مغطاة بورقٍ ابيض و مدتها اليه لتقول بصوتٍ باهت
, ( تفضل ٢ نقطة )
, نظر مالك الي الرزمة البيضاء عابسا دون ان يمد يده ليأخذها قبل أن يقول
, ( ما هذه ؟؟ ٢ نقطة )
, قالت أثير بصوتٍ أجوف
, ( انه المال الذي دفعته في دار الرعاية الخاصة بوالدي ٢ نقطة و أنا لا أقبل أن يدفع لي غريب )
, ازداد عبوس مالك وهو ينظر الى وجهها الذي يماثل بياض الثلج ، و خصلاتٍ ذهبية تتطاير من حوله بفعل هواء الصباح البارد ٢ نقطة
, قال مباشرة و بلهجةٍ غاضبة
, ( من أين حصلتِ على هذا القدر من المال ؟؟ ٢ نقطة )
, لم تسحب أثير يدها بالرزمة و لم تهتز ملامحها وهي تقول ببساطة
, ( ليس المهم من اين حصلت عليه ٢ نقطة المهم أنه متوفرا و هو لك ٢ نقطة ومن فضلك لا تتكرم بتسديد شيئا يخصني بعد الآن ٢ نقطة )
, ظهرت ملامح الغضب جلية على وجه مالك وهو ينظر اليها بصورةٍ لم يعتد أن يراها بها من قبل عدا تغيرها الظاهر في الآونة الأخيرة ٢ نقطةلكنه لم يترك نفسه ليعاود سؤال نفسه عن سبب تغيرها ٢ نقطة فأعاد السؤال الاهم بالنسبة اليه حاليا بصوتٍ بدا مخيفا رغم خفوته
, ( أثير ٢ نقطة من أين حصلتِ على المال دون أي مقدمات )
, رغما عنها ارتجفت من خطورة صوته ٢ نقطة لكنها التزمت الهدوء الظاهري و هي تقرر إخباره و ترك اسلوب التعامل كالأطفال فقالت وهي تتظاهر بالملل
, ( لقد بعت أثاث شقتي ٢ نقطة أنسيت ؟؟ ٢ نقطة وهذا هو معظم ثمنه )
, نظر مالك الى الرزمة ثم أعاد نظره الي عينيها الزرقاوين ٢ نقطة قبل أن يقول بصوت جليدي
, ( و تظنين أنني سآخذ ثمن أثاث بيتك بكل بساطة ؟؟ ٢ نقطة )
, رفعت أثير ذقنها بتحدي وهي تقول بخفوت
, ؛( كما ظننت أنني سأقبل مالك بكل بساطة ٢ نقطة ليست كل الأمور تسير دائما وفق حسابات مالك رشوان ، فعليك تقبل ذلك ٢ نقطة )
, ثم مدت يدها الأخرى لتمسك بيده مفرودة و هي تضع بها رزمة المال بقوة ٢ نقطة لتقول بتهذيب
, ( الى اللقاء يا مالك ٢ نقطة أتمنى لك كل الخير )
, و قبل أن يجد الفرصة للرد كانت قد استدارت لتمشي ٢ نقطة و رغما عنه راقبها مرتدية بنطالها الجينز المهترىء الذي يراها به غالبا ٢ نقطة و كم استفزه اليوم أكثر من قبل ٢ نقطة
, عقد حاجبيه و هو يرى من بعيد شخصا مريبا يقترب منها بطريقة تثير التوجس ، حينها لم يفكر مالك طويلا وهو يتبعها بكل سرعته ٢ نقطة لكن الحقير كان قد ارتطم بها عن عمد و هي تسير بمفردها في هذا الوقت و الطريق يكاد يخلو من المارة ٢ نقطة
, صرخت به أثير و هي تدفعه من كتفيه بكل قوتها لكنها لم تكد تبتعد عنه خطوة حتى كان مالك قد أمسكه من كتفه ليديره اليه وهو يدفعه في كتفيه دفعا عدة مرات شاتما بوقاحة
, حاولت أثير امساك ذراعه وهي تقول بهلع
, ( كفى يا مالك ٢ نقطة كفى فضائح ٢ نقطة كفى )
, تجمع بعض الأفراد محاولين التفريق بينهما الى أن دفعوه بعيدا حينها اتجه مالك الى أثير بوجهٍ غاضب بشراسة وهو يقول محذرا لها من المجادلة
, ( هيا ٢ نقطة أم لم تكتفين بعد ؟؟ )
, استدارت أثير لتعود دون أن تزيد الوضع سوءا ٢ نقطة و ما أن وصلت الي بيت أحلام صعدت الدرج جريا يتبعها مالك وهو يصعد كل درجتين معا ٢ نقطة
, و ما أن وصلت للباب و قبل أن تفتحه قال مالك آمرا بصرامة وهو مستمرا بالصعود لأعلى دون أن ينظر اليها
, ( اتبعيني الي السطح ٢ نقطة أريد أن أكلمك دون أن تسمع أحلام )
, نظرت أثير بصمتٍ في اثره وهو يصعد متجاهلا إياها و كأنها غير موجودة ٢ نقطة شاءت لو تابعت عنادها و دخلت و لينتظر قدر ما ينتظر ٢ نقطة الا أن قلبها الخائن ترجاها كي تتبعه ليتمتع بضع دقائق بالارتواء من قربه ٢ نقطة
, كان مالك واقفا و ظهره الى باب السلم حين صعدت أثير ٢ نقطة كان ينظر الي السطح المقابل ، و هو السطح الذي تراقبه هي كل يوم ٢ نقطة سطح بيته ٢ نقطة حيث يصعد اليه كل يوم ٢ نقطة في الشروق و الغروب ٢ نقطة
, وها هو ينظر اليه الآن ٢ نقطة و كأنه قد اشتاق اليه على الرغم من أنه لم يغادره سوى من فترة قصيرة٢ نقطة
, وقفت أثير خلفه دون أن يبدو عليه أنه قد شعر بوجودها ٢ نقطة تتأمله بقلبها قبل عينيها و قبل أن تنهي اللحظات بتنبيهه لوجودها ٢ نقطة
, الا أنه فاجأها حين قال بهدوء صارم
, ( ماذا جرى لكِ الفترة الماضية ؟؟ ٢ نقطة )
, لم ترد أثير عليه وهي تكتف ذراعيها ناظرة الي السماء الواسعة و البحر الصغير من بعيد ٢ نقطة فالتفت مالك اليها يتأملها قليلا قبل أن يتابع
, ( بماذا أغضبتك تحديدا ؟؟ ٢ نقطة هل فاتني شيء و انا لا أعلم ؟؟ ٢ نقطة لأنه حسب معلوماتي كان تعاملك مختلفا تماما آخر مرة قبل أن تنتقلي الي بيت أحلام ٢ نقطة فهلا أخبرتني بصراحة رجاءا ٢ نقطة)
, تطاير شعرها الأشقر من حول وجهها ٢ نقطة فمدت يديها معا لتضع خصلاتها الحريرية خلف اذنيها ٢ نقطة و نظرت اليه قليلا بعتابٍ لم يفهمه تحديدا قبل أن تقول بهدوء
, ( وماذا يهمك في تقلبات نكرة تشفق عليها مثلي ؟؟ ٢ نقطة لا تشغل بالك يا مالك و اهتم بمشاكلك فأنت في غنى عن المزيد حاليا )
, عقد مالك حاجبيه و اقترب منها ليقول بغضب حقيقي
, ( هل فعلت من قبل ما أشعرك بأنكِ نكرة و أنني أشفق عليكِ ؟؟ ٣ علامة التعجب٢ نقطةأتعلمين مقدار ما أمر به حاليا ؟؟ )
, عادت أثيرا لتتأمله طويلا شاردة مكتفة ذراعيها ٢ نقطة و بعد فترة طويلة قالت ببساطة
, ( نعم ٢ نقطة عندي فكرة عن مقدار ما تمر به حاليا ، لقد سمعت من أحلام أسباب كل ما حدث ٢ نقطة )
, تفاجأ مالك مما سمعه و بان الغضب أكثر عليه وهو يقول
, ( ليس من حقكما التحدث في حياتي الخاصة ٢ نقطة )
, لم يرمش جفن لأثير و هي تنظر اليه ببساطة لتقول
, ( أيه حياة خاصة بعد الحرب التي دارت في الطريق منذ فترة ٢ نقطة من الطبيعي أن يحاول الجميع معرفة أسباب ما حدث )
, عقد مالك حاجبيه أكثر و احمرت عيناه غضبا ٢ نقطة بينما اشتدت قبضتاه لكن أثير تابعت تقول بخفوت
, ( لو كنت تريدها خاصة بالفعل لما تعمدت فضح الأمر بهذه الطريقة ٢ نقطة و كنت حللته بالعقل بدلا من أن يصبح اسم ابنة عمك على كل لسان هنا في الحي ٢ نقطة
, لكن صفتك الذكورية رفضت أن تكون خطيبتك لغيرك اليس كذلك ؟؟ ٢ نقطة حينها فليختفي كل المنطق و التعقل أمام مظاهر الرجولة الغبية التي تتلاعب بكم ٢ نقطة )
, همس مالك بذهول غاضب
, ( كيف تجرؤين على ذلك ؟؟ ٢ نقطة ثم اياكِ و ذكر اسم ابنة عمي في حديث كهذا مجددا ٢ نقطة )
, ابتلعت أثير ألمها قائلة بقوة
, ( أتعلم حين أنظر اليك ماذا أرى ؟؟ ٢ نقطة أرى شابا مدللا ٢ نقطة لم يعرف معنى الألم الحقيقي في حياته ، لذا حين وجد الفرصة و أن الحياة قد اختبرته في موقف بسيط ٢ نقطة كسر العالم من حوله و بقى أسير احزان رسمها لنفسه و ضخمها موهما نفسه بأنه هو المظلوم ٢ نقطة )
, لم يرد مالك ، لكن ملامحهفي تلك اللحظة كانت كفيلة بان تفر من امامه ٢ نقطة لكنها ثبتت مكانها وهي تكمل بصلابة
, ( أخبرني ما الصعب الذي عشته في حياتك لتصبح عاجزا بتلك الصورة ٢ نقطة أنك فقدت طفلة ؟؟ ٢ نقطةمنذ ذلك اليوم و أنت تعيش في سجن أسود ٢ نقطة تبني جدرانه عاما بعد عام ، مرددا للجميع بأنك المسؤول و أنك المقصر ٢ نقطة أتعلم ماذا ٢ نقطة ربما بالفعل كنت مقصرا و كنت في حاجة لأن تنتبه أكثر ٢ نقطة نقطة آخر السطر و نهاية الموضوع ٢ نقطة
, لكن أنت ٢ نقطة ظللت ترسم دور البؤس متجاهلا الألم الذي تسببه لمن حولك و أولهم أم تلك الطفلة ٢ نقطة و التي هي الوحيدة التي من حقها أن تحزن و تلتاع ٢ نقطة لا أنت ٢ نقطة
, سنوات و أنت تسمح لها بأن تقنعك عاما بعد عام بأنك لست المقصر و أنها لا تلومك ٢ نقطة عام بعد عام و انت ترضي ضميرك و دور الحزن الذي تعيشه بمحاولاتها لمواساتك ٢ نقطة
, و ما أن دخلت ابنة عمك في الصورة ٢ نقطة حتى ظهرت أنانيتك و نسيت الجميع و أنت تقاتل الشخص الذي هو احق منك بها منذ البداية ٢ نقطة)
, اشتعلت عينا مالك اشتعالا و بدا مخيفا ٢ نقطة لكن في زوايا الغضب كان هناك ألما مزق قلبها حزنا عليه ٢ نقطة ومع ذلك تابعت مصممة
, ( ان اردت ان اخبرك عن الصعاب تعال لاخبرك عن حياة بسيطة ٢ نقطة ليست بها كل تلك الدراما التي تعيشها و مع ذلك هي اصعب الف مرة ٢ نقطة
, حين تفقد والدك وهو لا يزال حيا يتنفس ٢ نقطة ينظر اليك ولا يراك ٢ نقطة و انت تعيش على امل من ضروب المستحيل أن ينطق ولو لمرة واحدة و يتعرف عليك ٢ نقطة و أن تضمك ذراعاه من جديد ليخبرك بأنه معك ٢ نقطة و في مثل هذا الوقت تفقد والدتك فجأة ٢ نقطة دون أي انذار ٢ نقطة وهي الوحيدة التي تبقت في هذه الحياة لتساندك ٢ نقطة بعد ان تكون قد بعت كل ما له قيمة في حياتك لتسدد ثمن علاجها ٢ نقطة دون جدوى ٢ نقطة
, اتعلم معنى ان تبيع بضع اساور كانت متبقية لديها لتسدد الدفعة الاخيرة من علاجها ٢ نقطة بعد وفاتها ٥ علامة التعجب
, اتعلم مقدار الالم حينها ؟؟ ٢ نقطة
, أتعلم مقدار القذارة و الذل الذي تتعرض له صاحبة تلك الحياة يوميا ٢ نقطة لتتمكن من الحصول على مبلغا شهريا كافيا لدفع تكاليف دار الرعاية الخاصة بوالدها ؟؟؟٢ نقطة و المؤلم ٢ نقطة أنه دون أي أمل ٢ نقطة دون أي أمل يذكر ٢ نقطة لكنها مجبرة على الدفع ٢ نقطة و مجبرة على دفع الكثير من كرامتها و احترامها لذاتها مع المال ٢ نقطة مع محاولة النجاة بشرفها بأقل الخسائر الممكنة ٢ نقطة
, لتعود للبيت أخيرا ٢ نقطة وحيدة ٢ نقطة يائسة ٢ نقطة متعبة ٢ نقطة مع ملمس يدٍ قذرة على جسدها ٢ نقطة أو كلمة أشد قذارة خدشت سمعها ٢ نقطة و طعامٍ تحن عليها جارتها به كل ليلة ٢ نقطة مثلها مثل القطة الوحيدة التي تعيش على سياج نافذتها و تأكل معها من نفس الطعام ٢ نقطة )
, اخفضت أثير رأسها و استدارت عنه ٢ نقطة مع أول دمعة سقطت من عينها ٢ نقطة و هي تغفل عن ذكر ذلك الفارس الذي أطل على حياتها ذات يوم ليمنحها حلم في غمرة كل ذلك البؤس ٢ نقطة
, لكن لتستيقظ في النهاية مدركة أنه كان ٢ نقطةمجرد حلم ٢ نقطة
, ٢٢ شرطة
, شعرت بيدين لطيفتين لكن حازمتين تمسكان بكتفيها لتديرها اليه ٢ نقطة قاومته لحظة لكنها اذعنت و استدارت اليه أخيرا لترفع عينيها الزرقاوين الشفافتين اليه و المبللتين بدموعها الى عينيه ٢ نقطة
, الى أن قال أخيرا بجفاف
, ( لقد اهملتك مؤخرا اليس كذلك ؟؟ ٢ نقطة لكن ذلك لا يستدعي كل تلك السهام التي قذفتني بها للتو ٢ نقطة )
, نظرت بعيدا دون أن تتحرر منه ٢ نقطةبينما انسابت دموعها على وجنتيها ، فمد يده ليمسح دمعة ٢ نقطةنظرت اليه و قلبها يخفق بجنون ٢ نقطة و كأنه يلامس قلبها لا وجنتها ٢ نقطة بينما كان هو ينظر اليها متجهما بلا تركيز تقريبا ٢ نقطة ضائعا ما بين نعومة بشرتها و زرقة عينيها ٢ نقطة
, ثم تابع قائلا بشرود دون أن يترك وجنتها بينما هي تكاد تسقط أمامه من فرط انفعالها وهو لا يشعر
, ( موضوع نوار ٢ نقطة مهما سمعتِ عنه ، فلن تستطيعي تحديد ما بداخلي بخصوصه ٢ نقطة أتدركين ذلك الشعور الغير منطقي الذي ينتاب الانسان ٢ نقطة ليجعله راغبا في ادارة xxxxب الساعة بالقوة ؟؟ ٢ نقطة و أن حياته كلها متوقفة على ذلك ؟؟ ٢ نقطة )
, همست أثير وكأنها تتأوه
, ( هل أحببتها ؟؟ ٢ نقطة )
, أفاق مالك من شروده لينظر اليها ثم ابتسم هامسا
, ( نعم أحببتها جدا ٢ نقطة بكل مشاعر عمري في ذلك الوقت )
, انسابت دموعها فوق أصابعه دون أن يمسحها ثم همست مرة أخرى
, ؛( وهل ٢ نقطة تحب ابنة عمك ؟؟ )
, تنهد مالك بقوة وهو ينظر لعينيها ثم همس بخشونة
, ( كانت تلك هي الخطوة الصائبة و التي كنت غافلا عنها لإرجاع xxxxب الساعة للوراء ٢ نقطة الا أنها انتهت بأسوأ النهايات الممكنة ٢ نقطة يبدو أنكِ محقة في أنني أسبب الألم لكل من حولي دون أن أدري )
, همست أثير بعذاب وهي تبكي بنعومةٍ متأوهة
, ( لم أقصد ٢ نقطة لم أقصد ٢ نقطة )
, همس مالك ( المزيد من الدموع ؟؟ ٢ نقطة أكاد لا أعرفكِ بدونها )
, و كان رأسه يقترب منها ببطء أثناء همسه ، الى أن لامست شفتاه وجنتها دون أن يدري كلاهما ٢ نقطة لحظات سكون حدقت بهما لم يسمعا خلالها سوى صوت تنفسهما الحاد ٢ نقطة
, ضمها قليلا الي صدره و شفتاه تقترب من زاوية شفتيها ٢ نقطة أغمضت اثير عينيها تكاد تموت بين ذراعيه ، لكن فجأة صوت حركةٍ في أسفل السلم ٢ نقطة جعلها تفتح عينيها شاهقة برعب وهي تستعيد وعيها مدركة ما تفعله ٢ نقطة فدفعت مالك في صدره و هي تئن بفزع ٢ نقطة
, تراجع مالك وهو يتنفس بصعوبة ناظرا اليها وهو لا يكاد يصدق نفسه ٢ نقطة و ما أن وجد صوته حتى همس بذهول
, ( أثير ٢ نقطة أنا ٢ نقطة )
, لكنها كانت قد انتفضت و استدارت لتنزل السلالم جريا وهم أن يركض خلفها الا أنه من أعلى السلم وجد سيدة تنظف امام باب شقتها في الطابق السفلي ٢ نقطة ناظرة الي أثير التي كانت قد وصلت الي باب بيت أحلام ففتحته ودخلته و صفقت الباب برعبٍ خلفها ٢ نقطة
, تراجع مالك بسرعة كي لا تراه تلك السيدة ٢ نقطة و لأول مرة في حياته يجرب شعور الاختباء من شيءٍ مخجل ٢ نقطة
, استند الي تلك الزاوية التي كانت أثير تستند اليها منذ لحظات ٢ نقطة مغمضا عينيه وهو يضرب رأسه للخلف على الجدار مفكرا بطوفان غضب
, " ما الذي دهاه ليفعل ما فعل ٢ نقطة ما الذي دهاه "
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, دخل ليلا الي البيت ٢ نقطة كم استلزمه من السيطرة على النفس كي لا يذهب اليها ٢ نقطة استمر في عمله ساعاتٍ وهو يرغب في كل لحظة منها ان يندفع الي بيته ٢ نقطة
, هل رحلت ؟؟ ٢ نقطة هل اخذت معتز معها ؟؟ ٢ نقطة هل لهذا السبب صمتت ليلة أمس ولم تخبره بما عرفته ، كي تتمكن من الرحيل آخذة ابنه معها في غير وجوده كي لا يستطيع منعها ٢ نقطة
, كان ذلك هو اسلوبها قديما كي يجري خلفها الي بيت اهلها و يعيدها ٢ نقطة بالرغم من معرفته بأنها لا ترحل الا وهي عاقدة العزم على العودة ٢ نقطة
, لكن هذه المرة ٢ نقطة ان رحلت فلن تعود ٢ نقطة
, دخل البيت وقلبه يخفق خوفا من أن يجد سرير معتز مهجورا وحيدا كما كان من قبل ٢ نقطة و كان هذا من اشد المشاهد بؤسا على قلبه ٢ نقطة وهو يدخل كل ليلة للسرير الفارغ متمنيا مرور الايام سريعة كي يأتي اليوم الذي يأخذ فيه معتز و يبيت ليلته معه ٢ نقطة هل ستعود تلك الأيام من جديد ؟؟ ٢ نقطة هل كانت تبكي وهي راحلة ؟؟
, تنهد نادر ساحبا نفسا مرتجفا وهو ينظر الى أنحاء البيت المظلم و كأنه يلقى ستارا من الكآبة على روحه بعد أن كان هادئا مريحا الفترة الماضية ٢ نقطة حسنا ليس مريحا كل الوقت مع بعض تقلبات حور الهستيرية ٢ نقطة
, لكنه كان افضل حالا الف مرة من خلوه من ابنه ٢ نقطة
, كانت غرفتهما مظلمة و بابها مفتوح كما توقع ٢ نقطة لكن ما جعله يتوقف مكانه هو ذلك الضوء الخافت المنبعث من شق الباب في فرغة معتز ٢ نقطة
, ابتسم رغما عنه وهو يتجه اليها سريعا ليدفع الباب برفق ٢ نقطة ثم يتوقف مكانه٢ نقطة و هو ينظر الى حور النائمة بجوار معتز تحتضنه و كأنما تحتضن وسادتها المفضلة ٢ نقطة
, لا يعلم تحديدا كم المشاعر المتناقضة التي انتابته حاليا ٢ نقطة مزيج غريب من الراحة لرؤيتهما هنا ٢ نقطة و السعادة ٢ نقطة و القلق لأنها عادت للنوم في غرفة معتز ٢ نقطة
, اقترب نادر وهو يفتح أزرار قميصه العليا بتعب ليجلس على الكرسي المجاور للسرير ٢ نقطة و مال للأمام مستندا بمرفقيه الى ركبتيه وهو يراقبهما معا ٢ نقطة
, ظهور سلمى في تلك الفترة تحديدا كان من آخر الأمور التي يحتاجها حاليا وهو يحاول بناء حياة أسرته من جديد ٢ نقطة
, دائما كانت حور هي النقيض من سلمى في كل شيء ٢ نقطة و كانت سلمى هي الخليط من كل ما يحبه و يحتاجه ٢ نقطة
, كانت الرقة و البساطة ٢ نقطة كانت النسمة التي تنعش حياته دائما ٢ نقطة كم أحب عفويتها ٢ نقطة و كم أحب بيتها البسيط ٢ نقطة حتى والدتها أحبها و كأنها أمه ٢ نقطة
, كانت جلستهم الثلاثية في معظم الأمسيات يزينها الضحك و المرح ٢ نقطة و الارتواء بالنظر الي رقتها ٢ نقطة
, كانت رقيقة و قوية ٢ نقطة أحب استقلالها على الرغم من أنه كان يحب و يتمنى أن تحتاجه في أي شيء ٢ نقطة الا انه كان يحب قوتها و اتخاذها لقراراتها سواء خاطئة أو مصيبة و تحمل نتائج الحالتين بمنتهى الشجاعة ٢ نقطة
, محبة و حنونة ٢ نقطة و مضحية ٢ نقطة
, نظر الي حور طويلا متأملا كل ذرة من جمالها العشوائي ٢ نقطة لأول مرة يعترف لنفسه بأنه لم يسقط في فخ حور للزواج بها وهو مغمض العينين ٢ نقطة
, حور دخلت حياته بعد فترة طويلة من خروج سلمى تاركة خلفها فجوة لم يستطع أن يملأها و يسد ألمها الا حين وجد فتاة تتلهف على كل تفصيلة من حياته ٢ نقطة على كل نظرة يلقيها اليها ٢ نقطة
, كانت بالنسبة له هي آخر نموذج من النساء يمكن أن يجذبه ٢ نقطة لكن خيطا وهميا كانت تلفه من حوله لتسحبه به الى حياتها ٢ نقطة و لو كان لديه الرغبة لأستطاع المقاومة ٢ نقطة
, الآن فقط يشعر بأنه ربما لم تكن حور وحدها المستغلة ٢ نقطة ربما كان هو أيضا من رغب في استغلالها ٢ نقطة
, لكن ما أن بدأ حياته معها حتى تكونت لديه النية الصادقة و الرغبة في إنجاحها بشتى الوسائل ٢ نقطة لكن حور كانت تجهض كل محاولة بتصرف اسوأ من سابقه ٢ نقطة يترك بداخله أثرا غير قابل للمحو ٢ نقطة
, نهض من مكانه ببطء و عينيه لم يرفعهما عنها حتى وصل اليها فانحنى اليها يزيح شعرها الأسود من على وجهها ٢ نقطة انه يحب تلك الحركة كثيرا ٢ نقطة اضطر أن يعترف لنفسه ساخرا في مثل هذا الوقت الغير ملائم بأنه يحب تلك الحركة حين يرى الخصلات السوداء الكثة تغرق وجهها كله ٢ نقطة تستفزه و تستحث يديه دائما ليبعدها عن وجهها ٢ نقطة فيكشف عن ملامحها الواضحة و المرسومة بفن ٢ نقطة و عن عنقها الطويل ٢ نقطة
, زفر نادر بغضب و استياء و هو يجد افكاره تشرد بعيدا ٢ نقطة فتابع مرة اخرى ابعاد المزيد من الخصلات المبعثرة عن وجهها و اقترب بوجهه منها وهو يهمس برقة
, ( حوور ٢ نقطة )
, حين ناداها للمرة الثانية فتحت عينيها بصعوبة و هي ترمش عدة مرات ٢ نقطة لتنظر اليه بعدها دون أن تتكلم
, " هل كانت تبكي ؟؟ ٢ نقطة هل عيناها متورمتان ام انه يتخيل من القلق ؟؟ ٢ نقطة
, قال نادر بخفوت وهو يتلاعب بخصلاتِ شعرها خلف اذنيها برقة
, ( لماذا تنامين هنا ؟؟ ٢ نقطة )
, ظلت حور صامتة لفترة وهي تنظر اليه بعجز أوجع قلبه ٢ نقطة ثم همست أخيرا
, ( لقد حلم معتز بكابوس ٢ نقطة و اضطررت للبقاء بجواره )
, ابتسم نادر قليلا ثم همس
, ( حسنا ٢ نقطة هيا الي سريرك )
, عادت للصمت وهي تقرأ عينيه بطريقة زادت من قلقه اضعافا ٢ نقطة ثم قالت
, ( أريد أن أنام بجانب ابني اليوم ٢ نقطة طعامك جاهزا في المطبخ ، فقط قم بتسخينه )
, استقام نادر واقفا وهو ينظر اليها بعدما انقلبت تعطيه ظهرها ٢ نقطة لا شك في أنها هي من كلمت سلمى ٢ نقطة انها غير طبيعية ٢ نقطة غير طبيعية بالمرة ٢ نقطة
, لكنها هنا و لم ترحل ٢ علامة التعجب ٢ نقطة خرج من الغرفة وهو يفرك أصابعه بعصبية ٢ نقطة
, " لماذا لم تتكلم ٢ نقطة و لم تذكر كلمة ٢ نقطة و ماذا تنوي على فعله ؟؟ ٢ نقطة "
, فقط لو تتكلم ٢ نقطة لربما انفجر بها و عادت هي لتتراجع و تتخاذل ٢ نقطة حينها سيهدأ قلقه ٢ نقطة الا أن صمتها يحيره و يوجعه دون أن يعرف سبب لذلك الوجع منذ أن علم بما علمته هي ٢ نقطة
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, صباحا و حين كان نادر يعد قهوته ٢ نقطة انتبهت حواسه كلها حين شعر بخطوات حور تقترب من المطبخ ٢ نقطة لكنه التزم الهدوء الى أن دخلت و كبست زر غلاية الماء ٢ نقطة مجهزة كوبها و بجانبه كوب معتز ٢ نقطة
, تتنقل من حوله وهي تحضر علبة اللبن الخاصة بمعتز ٢ نقطة تقف على أطراف أصابع قدميها الحافيتين على أرضية المطبخ الباردة و هي تستطيل لتتناول علبة الشاي من أحدى الخزائن ٢ نقطة
, صب نادر قهوته في فنجانه و هو يراقبها بطرف عينه ٢ نقطة و حين علم بأنها لن تتكلم قال بهدوء
, ( الناس تقول صباح الخير ٢ نقطة )
, ردت حور بعد فترة بهدوء وهي تستمر بما تفعل
, ( صباح الخير ٢ نقطة )
, التفت نادر اليها و استند الي الطاولة الرخامية ينظر اليها و قد بدأ الغضب يتخذ طريقه اليه وهو يقول بصلابة
, ( ما الأمر يا حوور ٢ نقطة )
, لم تنظر اليه حور وهي تقول بببرود ( أي أمر ؟؟ ٢ نقطة )
, مد يده وهي تتجاوزه ليجذبها من ذراعها ليديرها اليه بقوةٍ ثم مد يده ليبعد شعرها الذي تناثر على وجهها و نظر اليها عدة لحظات قبل أن يقول آمرا
, ( ماذا تخفين عني ؟؟ ٢ نقطة)
, اخفضت حور نظرها ثم قالت بخفوت
, ( انا ٢ نقطة سأذهب مع معتز الي النادي اليوم )
, عقد حاجبيه وقد بدأت العصبية تنال منه بالفعل ٢ نقطة ثم قال بتشدد
, ( هل هذا هو ما تخفينه ؟؟ ٢ نقطة )
, رفعت حور عينيها الجميلتين اليه تنظر لعينيه ثم قالت بهدوء
, ( ليس عندي ما أخفيه عنك يا نادر ٢ نقطة كل حياتي أصبحت مكشوفة لديك )
, ابعد نادر شعرها من جانبي وجهها كي يراه بوضوح يرفعه اليه ٢ نقطة يتحقق من عينيها جيدا ، يصعب عليه القول أنه لم يتمكن معظم الوقت من قراءة عينيها ٢ نقطة حور تجيد اخفاء أفكارها ببراعة ٢ نقطة
, تماما مثل الآن ٢ نقطة وهي تخفي عنه ما تشعر به في تلك اللحظة ، متقبلة يديه على وجهها ٢ نقطة
, أخيرا حين طال الصمت ، قال بهدوء رغم أن عينيه قد فقدتا المرح
, ( اذن ٢ نقطةهل أقبلك قبل أن أخرج ؟؟ ٢ نقطة)
, ظلت صامتة قليلا دون أن ترد ٢ نقطة ثم رفعت كتفها بلامبالاة ٢ نقطةفما كان منه الا أن زم شفتيه غضبا وهو يجذبها اليه ، فبدت مستسلمة تماما و كأنها تمثال من الشمع بين يديه ٢ نقطة
, أخيرا تركها ليقول ببرود بينما أعصابه تحترق
, ( حسنا ٢ نقطة كما تريدين ، أراكِ مساءا ، ٢ نقطة فقط أخبريني بموعد خروجك من النادي لآتي و اقلكما )
, قالت حور بصوتٍ خافت
, ( نستطيع أن نعود بمفردنا ٢ نقطة لا تشغل نفسك )
, قال نادر بصرامة و نفاذ صبر
, ( هاتفيني وقتها ٢ نقطة و انتهى النقاش )
, ثم استدار ليغادر تاركا حور خلفه وهي تتراجع لتستند بظهرها الي خزائن المطبخ ناظرة بعينين مشوشتين الى الباب الذي خرج منه للتو ٢ نقطة أتكون تلك هي بداية النهاية الحقيقية ؟؟ ٢ نقطة
 
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
الفصل الثامن والخمسون


خرجت حنين من الحمام وهي تشعر بغثيان رهيب ٢ نقطة و ما أن نظرت في مرآتها حتى هالها اللون الرمادي الملون لوجهها ٢ نقطة بينما بدت شفتاها زرقاوان بدرجةٍ رهيبة ٢ نقطة
, استدارت عن المرآة ، لا رغبة لديها الآن تحديدا لأن تصدم بمنظرها البائس ٢ نقطة فهي تعاني من اكتئاب صباحي غير متقبل لأي انتقاد ذاتي اضافي ٢ نقطة
, تكفيها الوحدة الموجعة التي تشعر بها ٢ نقطة لا تجد القدرة على مواجهة أحدا من سكان البيت بعد أن انتشر خبر حملها في انحائه ٢ نقطة
, حتى أن دفعة الشجاعة التي انتابتها وهي تخبر عاصم بحملها ٢ نقطة عادت لتتراجع و هي تشعر بالصمت الذي أصبح يحل على الجميع ما أن يروها ٢ نقطة و نظرات الحسرة ما بين الشفقة و الغضب الموجهة اليها ٢ نقطة لذلك التزمت غرفتها ٢ نقطة
, لكنها ضاقت بحياتها بشكلٍ غير قابل للإحتمال ٢ نقطة تريد أن تضحك ٢ نقطة حقا تتمنى أن تضحك ، الا أنها لا تجد القدرة و كأن وجهها قد تيبس ٢ نقطة
, عادت لتملس بيدها على بطنها ناظرة اليها بفتور ٢ نقطة ثم همست
, (كيف ستكون طفولتك في هذا البيت ؟٢ نقطة مع ذلك الوضع المخزي ٢ نقطة أشعر و كأنك ٢ نقطة و كأنك ٢ نقطة ابنة ٢ نقطة)
, صمتت حنين وهي تمسح وجهها بكفها مانعة نفسها في لحظة اخيرة عن نطق الكلمة المتوحشة الظالمة التي كانت ستنطق بها ٢ نقطة
, ثم فتحت عينيها ببطءٍ وهي تأخذ نفسا مرتجفا ٢ نقطة كفى ٢ نقطة انها لا تزال حية و لم تمت بعد ٢ نقطة و يجب أن تتعامل مع حياتها الجديدة ٢ نقطة لن تظل سجينة الأربع جدران طوال عمرها المتبقي ٢ نقطة لن يفلح ذلك أبدا
, ٢ نقطة يجب أن تتعامل مع حياتها ٢ نقطة و الأصعب أن تتعامل مع حياة طفلتها حين تأتي ٢ نقطة
, ترى كيف سيكون وضعها بين ***** عاصم و صبا ؟؟؟ ٢ نقطة
, هزت رأسها بقوةٍ ترفض العودة لذلك التفكير من الجديد و الذي لا يكاد يبارح عقلها أبدا منذ فترة ٢ نقطة
, جلست على حافة فراشها بيأس و هي تتطلع من نافذتها عن بعد ٢ نقطة كيف استطاعت أن تمنع نفسها عن البكاء بعد رحيل عمر في ذلك اليوم ؟؟؟
, كانت تظن لحظتها بأنها ستموت ما أن غادر ٢ نقطة لكنها نهضت من جديد كما تنهض بعد كل ضربة
, يبدو أنها أصبحت أقوى و أقوى مع مرور الأيام ٢ نقطة و قد اكتسبت مناعة ضد تلك الصدمات التي تطعن قلبها دون أن تقتلها ٢ نقطة
, تنهدت بحزن وهي تتحامل على نفسها لتنهض ٢ نقطة ربما ان نزلت لزوجة عمها لربما استطاعت أن تغير قليلا من مزاجها ٢ نقطة فلتعتبر اليوم بداية لبدء حياتها الجديدة ٢ نقطة
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, جلست الحاجة روعة بجوار تلك النافذة المطلة على الحديقة وهي تشغل بعض اشغال الصوف ٢ نقطة و عيناها تعبتا من البكاءعلى فترات متفرقة الأيام الماضية ٢ نقطة
, اقترب منها عاصم مبتسما بحنان ليجلس بجوارها على الأريكة ٢ نقطة ينظر اليها منهمكة في القطعة الصغيرة التي تشغلها بسرعةٍ تحسد عليها ٢ نقطة
, ثم قال أخيرا مبتسما برفق
, ( صباح الخير يا روعة ٢ نقطة كيف حال المزاج اليوم ؟؟ )
, هزت روعة رأسها دون أن ترد٢ نقطة فتنهد عاصم بتعب وهو يقترب منها ليربت على ساقها برقة وهو يقول بصوتٍ خافت
, ( ما الأمر الآن يا أمي ؟؟ ٢ نقطة ما حدث قد حدث لماذا لا أستطيع اخراجك من حالة الحزن تلك ؟ )
, قالت روعة بصوتٍ متعب
, ( الحمد لله على كل شيء ٢ نقطة لكن القلب موجوع على حال أبنائي اللذين لا تفارقهم العين أبدا ٢ نقطة ابني قرة عيني الذي يرفض أن يعود الى أحضاني و يأتي ليحادثني من أمام الباب كالأغراب
, و ابنتي و زواجها المعلق على الحبل ٢ نقطة و أنا أخشى كل يوم أن يعيدها زوجها الينا هي و ابنها ٢ نقطة و ابنها حبيب قلبي و الذي ابتلاه **** بما فيه ٢ نقطة
, و الصغيرة اليتيمة التي تركها الحج أمانة ووصاني عليها قبل وفاته ٢ نقطة انظر لحالها ، و ماذا سيحدث لطفلها و أي حياة سيحياها ٢ نقطة )
, زفر عاصم بضيق ثم قال بهدوء
, ( امي ٢ نقطة لماذا تفعلين ذلك بنفسك ، استغفري و احمدي **** ٢ نقطة كلنا بخير ، كل من فضل **** ٢ نقطة
, أنتِ تعلمين حساسية وضع مالك حاليا ٢ نقطة سكنه هنا معنا أصبح غير ملائما ٢ نقطة
, أما حنين فسيظل بيت عمها هو بيتها دائما ٢ نقطة و بيت طفلها ٢ نقطة )
, تنهدت روعة بيأس و هي تقول
, ( و هل ستكون تلك حياة يا ولدي .؟ ٢ نقطةانا لن أدوم لها طويلا ، و زواجها سيكون صعب جدا في مثل وضعها ٢ نقطة فهل ستبقى وحيدة مع ابنها دون سند في الحياة ؟ ٢ نقطة و انت رغم معرفتي بحنانك و رعايتك لها الا انني أخشى أن تلهيك حياتك و أولادك عنها و عن ابنها ٢ نقطة )
, سكتت قليلا ثم تركت ما بيدها ونظرت اليه باهتمام و هي تقول قبل أن يرد
, ( عاصم يا ولدي ٢ نقطة ألم يبعث زوجها مرسالا اليك عارضا الصلح ٢ نقطة ربما إن ٢ نقطة )
, هتف عاصم يقاطعها بغضب
, ( بماذا تفكرين يا أمي ؟؟ ٢ نقطة أتتخيلين أن أضع يدي في يد ذلك الحقير ؟ ٢ نقطة بعد كل ما فعله بنا ؟؟ ٢ نقطة كيف سنأتمنه عليها ؟؟ ٢ نقطة انه شخص الغدر في طبعه ٢ نقطة )
, وضعت روعة يدها تمسك بذراع عاصم بقوة وهي تقول
, ( اسمعني جيدا يا عاصم ٢ نقطة الان هناك حياة *** على الطريق تجبرنا على التروي ٢ نقطة و حتى ان كانت حنين ستتطلق في كل الأحوال ، لكن أن تتزوج أولا أمام الناس لفترة معقولة ٢ نقطة
, ثم ان لم يحدث نصيب سيكون حينها طلاقها مقبولا ٢ نقطة و قد تجد يوما ما رجلا مناسب ظروفه ملائمة لظروفها ٢ نقطة
, لكن طلاقها الآن يثير الشبهة و الناس لا يعلمون بزواجها من البداية و خاصة حين تضع طفلا بعد عدة أشهر ٢ نقطة يا ابني فكر في سمعتها و سمعة ابنها قبل أي اعتبار آخر ٢ نقطة نحن مجبرين يا عاصم يا ولدي )
, قام عاصم من مكانه مندفعا وهو يهتف
, ؛( مستحيل ٢ نقطة مستحيل يا امي ، أنا لن أضع يدي في يده أبدا )
, نظر عاصم الى أمه التي أخفضت رأسها و رمشت بعينيها من هتافه في وجهها و كأنها ارتعبت منه ٢ نقطة فاقترب منها ليربت على كتفها وهو يقول بصوتٍ خافت ٢ نقطة محاولا تهدئة نفسه
, ( لم أقصد أن أصرخ يا أمي ٢ نقطة عامة اطمئني ، أنا كنت ناويا إن شاء **** ٢ نقطة و بعد أن تلد حنين بفترة مناسبة ٢ نقطة أن أدبر لها زيجة مناسبة من أحد معارفي ٢ نقطة و حكم المعرفة لن تجعله يعايرها بماضيها أبدا ٢ نقطة أنا لن أنسى حنين أبدا ٢ نقطة و لن أدعها تحتاج لأحد و لا حتى لمن ستتزوجه )
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, ابتعدت عن باب الغرفة المفتوحة دائما و التي تجلس بها زوجة عمها كل يومٍ صباحا ٢ نقطة ابتعدت بظهرها ثم استدارت لتركض عائدة الى غرفتها بسرعة ٢ نقطة
, غبية ٢ نقطة غبية ٢ نقطة كم من المرات عليها أن تقتنع فيها بأنها ما أن تغادر من غرفتها حتى ينالها نصل خنجر مسموم ٢ نقطة
, تماما كالمرة السابقة ٢ نقطة و التي سبقتها ٢ نقطة و التي سبقتها ٢ نقطة دائما ما تعود جريا الى غرفتها تتمنى الموت ٢ نقطة
, وصلت الى غرفتها و أغلقت بابها خلفها بقوة وهي تركض الي السرير لتجلس اليه رافعة ركبتيها الى صدرها ٢ نقطة تهتز لا اراديا ٢ نقطة تلهث تقريبا و عيناها تلمعان بدون قطرة دمعٍ واحدة ٢ نقطة
, فقط لهيبٍ ساخن تنفثه مع أنفاسها ٢ نقطة
, صوت الرسالة المعتادة على هاتفها جعلها تنظر اليه بقوةٍ ٢ نقطة رسالة كل يوم ٢ نقطة كي يضمن أن تسمع ما سيقوله قبل أن تغلق الهاتف أثناء كلامه ٢ نقطة
, مالت على نفسها لتلتقط هاتفها ضاربة الزر بقوة لتقرأ رسالته اليومية
, ( صباح الخير ٢ نقطة كيف حال أم ابني المفضلة ؟؟؟ ٢ نقطة و كيف حال ابني المفضل ؟؟ ٢ نقطة نعم سيكون هذا الولد هو المفضل عندي عن كل أولادنا ٢ نقطة لأنه هو من سيجمعني بك ، أما الباقين فسيأتون كتحصيل حاصل ٢ نقطة سأظل دائما أربطه بأنه جاء الى الدنيا في مهمة محددة و هي أن يعيدكِ الي )
, ظلت تنظر الي الكلمات المتراقصة أمامها بعينين زائغتين و نفسٍ لاهب ٢ نقطة تعض على شفتها تكاد تدميها ،
, تريد أن تصرخ ٢ نقطة تريد أن تحطم شيئا ٢ نقطة تريد أن ٢ نقطة
, تريد أن تتكلم ٢ نقطة ربما كل ما تريده هو مجرد أن تتكلم ٢ نقطة
, ضغطت زر الإتصال ورفعت الهاتف ببطءٍ شديد الى أذنها ٢ نقطة وهي تمسك أنفاسها ٢ نقطة و لم تمر لحظة حتى سمعت صوته الخشن يقول مذهولا بابتسامة مسموعة
, ( هل حقا تهاتفيني ؟؟ ٢ نقطة )
, قاطعته حنين وهي تهتف هتافا زائفا غاضبا
, ( ألن تكف عن محاولاتك لإختراق حياتي ؟ ٢ نقطة الا يكفي أن ارسلت الينا صديقك الذي كان يتجسس علي طوال فترة غيابك السعيدة عني ؟؟ ٢ نقطةابتعد عن حياتي ٢ نقطة أتفهم ؟؟٢ نقطة ابتعد )
, سمعت صوت ضحكة خافتة وصلتها عبر موجات الهاتف ٢ نقطة ثم وصلها صوته يقول عميقا
, ( هل طلبتني الآن خصيصا ٢ نقطة لتطلبي مني الإبتعاد ؟؟ ٢ علامة التعجب ٢ نقطة )
, هتفت بغضب و هي تضغط على أسنانها
, ( كرهت رسائلك السمجة كما أكرهك ٢ نقطة ابتعد عني ٢ نقطة انسى أن يكون لك بي أي صلة ٢ نقطة أو بطفلتي )
, قاطعها صوت هدير أنفاسه و كأنما لامست أذنها بسخونتها ٢ نقطة ثم قال بصوتٍ أكثر عمقا
, ( هل هي فتاة ؟؟ ٢ نقطة كيف عرفتِ ؟ ٢ نقطة أليس مبكرا قليلا )
, لهثت حنين بجنون ٢ نقطة ثم قالت بحقد
, ( نعم إنها فتاة ٢ نقطة هل أغضبك ذلك ؟ ٢ نقطة أتمنى ان أجلب لك كل ما يغضبك في هذه الحياة )
, ساد صمت قصير قبل أن تسمع ضحكته مجددا ٢ نقطة الا انها كانت أكثر خفوتا و ذات نغمة غريبة عليها ثم قال أخيرا
, ( كل ما أحببته فيما قذفتِ به للتو ٢ نقطة هي عبارة " أجلب لك " ٢ نقطة في النهاية أنتِ تعرفين أنك ستجلبين ما يخصني أنا ٢ نقطة دون غيري ٢ نقطة
, و لعلمك ٢ نقطة سأخيب ظنك و أخبرك أنها لو ورثت عيناكِ فسأكون أكثر من سعيد بها ٢ نقطة )
, رفعت أصابعها الى شفتيها تقضمها بتوتر ٢ نقطة ثم قالت بحنق
, ( أنت مهووس ٢ نقطة أتعلم ذلك ؟؟ ٢ نقطة أنت مهووس و يجب أن تتعالج ٢ نقطة إنك تثير غثياني ، تماما كما تثير هي غثياني كل صباح ٢ نقطة )
, قال لها و كأنه يستحثها للمتابعة بحذر كي لا تجفل و تغلق الخط
, ( هل تتعبك لتلك الدرجة ؟؟ ٢ نقطةيا لها من شريرة ٢ علامة التعجب )
, هتفت حنين بصوتٍ حانق تريد أن تؤلمه بقدر ما تستطيع
, ( و بأكثر مما تتخيل ٢ نقطة إنها شوكة في خاصرتي مثلك تماما )
, سمعت صوت تأتأته آسفا ٢ نقطة ثم همس بعمق اثار رجفة في اطرافها
, ( انها شقية ٢ نقطة تماما كأمها التي كانت تركض حافية في زقاق حينا ٢ نقطة و تلعب فوق سطح بيتنا )
, سكتت حنين ٢ نقطة ثم همست أخيرا بتجمد
, ( ذنبها في عنقك أنت ٢ نقطة ستحيا نفس الحياة التي عشتها أنا ببيت ليس بيتها مع ***** أحق منها به ، ٢ نقطة و ربما سينتهي مصيرها كمصيري ٢ نقطة فالدنيا سلف و دين يا جاسر ، و كما تدين تدان )
, صمت مجددا ٢ نقطة ثم جاء صوته هادئا بشكلٍ مخيف
, ( طفلتي أو طفلي ٢ نقطة لن ينشأ الا في بيت والده ٢ نقطة حتى لو شاء القدر ولم أحيا له طويلا ، ٢ نقطةلكنه سينشأ ببيتي أنا ٢ نقطة )
, ازداد غضبها كالجحيم ٢ نقطة و رفعت عينيها لأعلى ٢ نقطة تعض على شفتها بقوة حتى أدمتها ثم قالت أخيرا بهدوء
, ( لا أعتقد ٢ نقطةفما أن أحصل على طلاقي منك ، حتى يسعى عاصم لتزويجي من أحد رجاله ٢ نقطة أتتخيل ما آل اليه حالي بسببك ٢ نقطة أقنعني كيف سأتمكن يوما من مسامحتك ٢ نقطة )
, ساد الصمت مجددا ٢ نقطة الا أنها عدت في نفسها بصمت ٢ نقطةواحد ٢ نقطة اثنان ٢ نقطة ثلاثة ٢ نقطة
, و ما أن وصلت لثلاثة حتى انفجر في اذنها كالثور المجنون صارخا
, ( على جثتي ٢ نقطة على جثتي ، سأحطم الدنيا فوق رؤوسهم ٢ نقطة هل كان يخدر عمر وهو يمنحه املا خادعا بالتفكير في الموافقة ليكسب بعض الوقت ؟؟ ٢ نقطة دائما هذا اسلوب ابناء رشوان الحقير في التعامل ٢ نقطة
, لكن و**** لن أتهاون بعد الآن ٢ نقطة أنتِ زوجتي و لن أطلقك و سأخذك ولو بالغصب )
, هل أقنعه عمر بأن هناك أملا من موافقة عاصم ؟؟٢ نقطة ابتلعت حنين ذلك الألم بداخلها و نقت صوتها وهي تقول بكل هدوء و برود
, ( أخبرتك من قبل أنه لم يعد هناك قانون يجبرني على الرجوع اليك ٢ نقطة إن أحببت أن أتطلق منك فسأحصل على الطلاق ٢ نقطة و صدقني عندي من الأسباب المقنعة للمحكمة الكثير ٢ نقطة أي أن الأمر كله في يدي أنا و بكلمة مني ٢ نقطة و ليس من أي أحد آخر ٢ نقطة و أنا لن أتزوج يوما الا بموافقة عاصم و مالك ٢ نقطة أهلى ٢ نقطة
, لذا ربما ٢ نقطة ربما ٢ نقطة إن استطعت الحصول على مباركتهما ، تكون قد اجتزت واحدا من المستحيلات الأربع في الوصول الي ٢ نقطة )
, و بعد صمت تشوشه أنفاسه الهادرة ٢ نقطة هتف بحيرة
, ؛( حنين ٢ نقطة هل هذا شرطك ؟؟ ٢ نقطة أتعنين إن تمكنت من الحصول على موافقتهما ستعودين دون مشاكل ؟؟؟ ٢ نقطة حنين ٢ نقطةحنين ٢ نقطة إياكِ أن تغلقي الخط ٢ نقطة حنين ردي علي حالا ٢ نقطة حنيييييين )
, الا أنها أغلقت الخط بكل بساطةٍ و يسر ٢ نقطة ووضعته بجوارها وهي تنظر بجمود الى اللاشيء ٢ نقطة رفعت يدها تتحسس بطنها برفق وهي تهمس بفتور
,
, ( أنتِ تجبريني إجبارا على ما لا أتخيله حتى ٢ نقطة و كأنكِ قد أتيتِ في مهمة محددة كما يقول ، ٢ نقطة ربما سيجعلك ذلك تسامحيني على عدم تحمسي لمجيئك حتى الآن ٢ نقطة لكني احاول ، و تكفيكِ مؤقتا تلك التضحية الشنيعة التي تجبريني عليها )
,
, سمعت صوت طرق على الباب ٢ نقطة تبعه صوت عاصم ، فابتسمت بلا أي تعبير و هي تدعوه للدخول ٢ نقطة
, دخل عاصم متجهما كعادته الا أن عينيه كانتا تحاولان عقد صلحا ما معها ٢ نقطة انها تستطيع قراءته بسهولة ، و رغم ذلك قال عاصم بخشونة دون مقدمات
, ( حنين ٢ نقطة سنرفع قضية الطلاق اليوم )
, نظرت حنين اليه قليلا ٢ نقطة ثم ردت بهدوء بعد فترة طويلة و حين أوشك على الخروج يائسا من ردها
, ( أنا لست موافقة على الطلاق يا عاصم ٢ نقطة حاليا على الأقل )
, اتسعت عينا عاصم بذهول غاضب ٢ نقطة وهو لا يصدق بساطتها في تحدي أوامره بعد كل ما فعلت ، و ما ان نطق حتى هدر
, ( ماذا قلتِ ؟؟ ٢ نقطة هل تتخيلين أنني أستشيرك ؟؟ ٢ نقطة هذا قرار يا حنين و لا رجعة فيه )
, لم يهتز رمش لحنين و هي تسمع انفجاره ٢ نقطة ثم قالت بهدوء بعد أن انتهى
, ( ليس هناك قانون يجبرني على الطلاقي إن لم أكن أرغب به يا عاصم ٢ نقطة أي أن الكلمة هي كلمتى أنا و تلك هي حياتي ٢ نقطة لا ٢ نقطة ليست حياتي وحدي ٢ نقطة هناك حياة *** أصبحت مرتبطة بحياتي الآن
, و الطلاق حاليا سيدمر حياته في ما بعد و سيشوه سمعتي و سمعته ٢ نقطة
, لذا ٢ نقطة أنا آسفة يا عاصم ٢ نقطة لقد قررت الا أحصل على الطلاق حاليا )
, كان عاصم ينظر اليها بعينين حمراوين بشكلٍ مخيف ٢ نقطة ثم هدر كالمجنون
, ( هل جننتِ ؟؟ ٢ نقطة الا يكفينا ما فعلته ؟؟ ٢ نقطة هل تتخيلين أنني سأقبل بأن تقحميه في حياتنا لمجرد أنكِ تحملين طفله ؟؟)
, صرخت حنين كالمجنونة و هي تنتفض لتواجهه
, ( أنتم من أقحمتموه في حياتي ٢ نقطة و لا يحق لأي أحد أن يحاكمني ٢ نقطة و إن كنتم قد ضقتم من وجودي المشبوه معكم فأنا أستطيع أن أرحل من هنا خلال لحظات بكل سرور ٢ نقطة )
, كانت صبا و الحاجة روعة قد دخلتا الي الغرفة على صراخهما الذي استمر قاذفا المزيد من الإتهامات بينهما ٢ نقطة حتى كاد عاصم أن يبطش بها حين تطاولت عليه لكن صبا وقفت صارخة و هي تحميها خلف ظهرها ٢ نقطة
, ( إياك يا عاصم أن تلمسها ٢ نقطة و الا و**** سآخذها و أخرج من هنا )
, و بينما كانت روعة تتشبث بذراع عاصم بقوة وهي تصرخ فيه ٢ نقطة كانت حنين تتطاول من خلف صبا وهي تهتف بجنون
, ( انا متزوجة و على ذمة رجل ٢ نقطة شئتم أم أبيتم ٢ نقطة و لن يستطيع أحد أجباري على شيء )
, صرخت صبا وهي متمسكة بها خلف ظهرها
, ( اخرسي يا حنين ٢ نقطة و الا و**** سأتركك له )
, صرخ عاصم يزلزل الغرفة بصوته الجهوري
, ( حسنا بسيطة ٢ نقطة سأقتله لكِ ٢ نقطة الحقير الذي تتدعينه زوجك )
, صرخت روعة تولول ٢ نقطة بينما صرخت حنين بغباء
, ( حسنا أقتله ٢ نقطة ستكون قد أديت لي خدمة ، و حينها ستكون قد أدخلت نفسك في ستين مصيبة )
, المهم ٢ نقطة أن التراشق بالألفاظ في بيت الحاج اسماعيل رشوان استمر طيلة فترة الصباح ٢ نقطة
, بينما كان هناك شخصا يتسم بكل صفات الجنون ٢ نقطة مستلقيا على فراشه في الجانب الآخر من الخط المغلق وهو يحدق في السقف هائما بذهولٍ ٢ نقطة
, " هل حقا ظن ما سمعه منها ؟؟ ٢ نقطة هل تفكر في العودة اليه برغبتها دون الحاجة لخطفها ؟؟؟ ٢ نقطة
, هل هي الآن مستلقية شاردة مثله تفكر في اليوم الذي ستكون فيه بين ذراعيه مجددا ليعلمها اسرار الحب ؟؟؟٢ نقطة
, هذه المرة سيبذل كل ما في وسعه ليعلمها معنى أن يرغبها مجنون بها أكثر من أي شيء آخر في هذه الحياه
, ٢٤ شرطة
,
, اخذت نفسا عميقا ٢ نقطة عميقا جدا ٢ نقطة و همت بأن تطرق باب مكتبه ، ٢ نقطة الا إنها عادت و حاولت ترتيب خصلات شعرها للمرة العاشرة منذ أن غادرت بيتها صباحا ٢ نقطة
, لم ترى نفسها جميلة من قبل ،كما رأت نفسها اليوم ٢ نقطة ٢ نقطة
, منذ أن استيقظت وهي تشعر بشعور غريب من الحرية و الانطلاق ٢ نقطة أنها حرة ٢ نقطة حرة و مستعدة تماما لتتقبل حبه بكل سرور ٢ نقطة
, على الرغم من بكائها الطويل ليلا على حالتها التي آلت اليها ٢ نقطة و الإهانة التي لحقت بها ، ٢ نقطة الا أنها حين فتحت عينيها صباحا ٢ نقطة لم يكن متبقيا في عقلها سوى فكرة واحدة ، ٢ نقطة هي أنها أصبحت حرة ٢ نقطة و من حقها التفكير بعمر و انتظار خطوته دون تأنيب ضمير ٢ نقطة
, لذا اهتمت بنفسها كما لم تهتم من قبل ٢ نقطة و قضت وقتا أمام المرآة وهي تكاد تقبل صورتها٢ نقطة
, لكنها ما أن وصلت للعمل حتى انتابها عدم الثقة كمراهقة صغيرة ٢ نقطة وهي تتأكد من خصلات شعرها الذي استطال مؤخرا لينسدل على كتفيها و ظهرها بنعومة حريرية ٢ نقطة
, و ثوبها الصوفي الأنيق تحت المعطف الذي يماثله طولا ٢ نقطة حتى بدت بأناقةٍ ناعمة و ناضجة في نفس الوقت
, أخذت نفسا عميقا للمرة الأخيرة ٢ نقطة ثم طرقت الباب بهدوء بينما قلبها يقرع كالطبل ، و ما أن سمعت صوته حتى ابتسمت برقةٍ و لهفة و دخلت ٢ نقطة
, حاولت قدر الإمكان تعديل مشيتها كي لا يظهر عرجها الخفيف بالرغم من أنه يكاد يكون غير ظاهر في الكثير من الأحيان
, الا أنها رغبت أن تكون في صورةٍ كاملة ٢ نقطة وماذا عن جرح شفتيها ؟؟ ٢ نقطة كيف ستخفيه ؟؟ ٢ نقطة فهو لا يتوقف عن النظر اليه ابدا مما يشعرها دائما بالحرج و الضيق ٢ نقطة لكنها مستعدة على تقبل أي شيء منه ٢ نقطة حتى وقاحة النظر الي جرحها دون لباقة ٢ نقطة
, رفع عمر نظره ببطء ٢ نقطة ثم توقف على رؤية نسمة صباحه ٢ نقطة
, كم هي جميلة ٢ نقطة تشرق بشعاعٍ خاص هذا الصباح ٢ نقطة تقترب منه بابتسامة جعلتها انسانة أخرى تماما غير تلك التي كانت تبكي أمامه بالأمس ٢ نقطة
, قالت رنيم بنعومة حالمة
, ( صباح الخير ٢ نقطة )
, رد عمر بعد لحظات بخفوت
, ( صباح الخير ٢ نقطة يبدو أنكِ في حال أفضل هذا الصباح )
, ابتسمت رنيم أكثر وهي تقول بنعومة و اشراق
, ( نعم ٢ نقطة أنا اليوم في افضل حال ، و قد جئت لأعتذر اليك عن مزاجي الدرامي بالأمس )
, ابتسم عمر هو الآخر ٢ نقطة ثم قال بمرح مفتعل ليداري الحنان المتدفق من عينيه
, ( لا بأس ٢ نقطة يمكنني تحملك قليلا خلال نوبات كآبتك )
, ضحكت رنيم بخفة قليلا ثم همست وهي تفرك أصابعها أملا
, ( حسنا ٢ نقطة سأذهب الآن )
, و ما أن استعدت لتستدير و هي تعض على شفتها ٢ نقطة حتى سمعت صوت عمرالمتردد يقول من خلفها
, ( رنيم ٢ نقطة أين ٢ نقطة خاتم خطبتك ؟؟ )
, استدارت رنيم اليه و قلبها يصرخ ٢ نقطة لقد لاحظ ٢ نقطة لقد لاحظ ٢ نقطة لو لم يكن مهتما لما لاحظ من أول مرة
, همست تلجلج و قلبها يخفق اضطرابا و هي تدعو سرا بأن يفاتحها بأمرهما
, ( لقد فككت خطوبتي يا عمر ٢ نقطة ليلة أمس )
, ظل عمر في مكانه مسمرا لعدة لحظات وهو يستوعب ما تقوله ٢ نقطة ثم نهض ليقترب منها ، وخلال خطواته اليها كانت أصبحت ترتجف بعنف ٢ نقطة هل سيأخذها بين ذراعيه و يرفعها ليدور بها ؟؟ ٢ نقطة
, وقف عمر أمامها و على بعد خطوةٍ منها ٢ نقطة يحني رأسه الي رأسها الذي ارتفع اليه بالرغم من ارتجافها ٢ نقطة
, يتحقق من ملامحها بقوة ٢ نقطة ثم قال أخيرا بصوت خافت عميق
, ( هل أنتِ بخير ؟؟ ٢ نقطة )
, أومأت رنيم ببطء ٢ نقطة وهي غير متفهمة لهذا السؤال الغبي ٢ نقطة ليس هذا هو رد الفعل الذي كانت تتوقعه تماما ٢ نقطة
, فتابع عمر بصوتٍ مواسيا لكن قويا
, ( هل كان هذا القرار بسبب حديثي معك بالأمس ؟؟ ٢ نقطة )
, بماذا تجيب ؟؟ ٢ نقطة ما هي الأجابة النموذجية لمثل هذا السؤال ؟؟ ٢ نقطة
, هل تجيبه بالنفي ؟؟ ٢ نقطة و أنها كانت قد قررت ذلك من قبل ؟؟ ٢ نقطة لكنها تكذب ، وهي لم تقرر أبدا من قبل أن تترك نائل ٢ نقطة و أيضا تخشى أن تظن بأن لا وجود له وجود في قرارها
, أم هل توافق ؟؟ ٢ نقطة لكن هل ستبدو خائنة في نظره وهي تترك خطيبها ما أن لمح لها هو بذلك .؟ ٢ نقطة
, هزت رأسها بارتباك ثم همست بصوتٍ مهزوز
, ( ل٢ نقطة لا ٢ نقطة إنها عدة أسباب مجتمعة ٢ نقطة و أنا ٢ نقطة )
, سكتت قليلا ٢ نقطة ثم قررت أن تنطق بالشيء الصادق الوحيد ٢ نقطة فهمست تتنهد من أعماقها
, ( و أنا كنت متعبة ٢ نقطة كنت متعبة لفترة طوييلة )
, ظل عمر صامتا لفترة يتأمل ملامحها يقرأها جيدا ٢ نقطة ثم ابتسم أخيرا وقال بهدوء حنون
, ( اذن ٢ نقطة لا أملك سوى أن أقول لكِ ٢ نقطة أحسنتِ ٢ نقطة أحسنتِ يا رنيم ، و أنكِ تستحقين الافضل )
, اهتزت ابتسامتها قليلا ٢ نقطة وهي تهمس بضعف ( حقا ؟؟ ٢ نقطة )
, رد عمر بقوة و ثقة ( بالطبع ٢ نقطة إياكِ و أن يكون لديكِ شك بذلك أبدا ٢ نقطة )
, هزت رنيم رأسها نفيا وهي لا تعلم تحديدا ماالذي تنفيه ٢ نقطة ثم همست دون وعي
, ( حسنا ٢ نقطة أنا ٢ نقطة سأذهب الى مكتبي )
, أومأ عمر برأسه مبتسما وهو يقول مشجعا
, ( حسنا ٢ نقطة )
, اتجهت رنيم الى الباب ببطء محنية الرأس ٢ نقطة تعض شفتيها بقلق ٢ نقطة ولم ترى نظرته التي كادت ان تلتهمها بحنانٍ جائع ٢ نقطة
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, ارتمت رنيم على مقعدها بغضب ٢ نقطة تريد أن تحطم شيئا ما ٢ نقطة لماذا لم يفاتحها بشيء ؟؟ ٢ نقطة
, او حتى على الأقل ٢ نقطة لماذا لم تلمح نظرات اللهفة و الشوق في عينيه ٢ نقطة
, حتى الآن كل الأمر هو مجرد امل ينمو بداخلها ٢ نقطة لكن هل تتوهم ؟؟ ٢ نقطة
, امسكت بهاتفها تطلب حور ضاربة على اسمها بغضب ٢ نقطة وما ان ردت حور عليها بصوتٍ باهت حتى هتفت رنيم بغضب وهي تلف شعرها بعشوائيةٍ لتثبته فوق رأسها ٢ نقطةبقلمٍ كان ملقيا على سطح المكتب
, ( لم ينطق بكلمة ٢ نقطة ماذا افعل الاآن ؟؟ ٢ نقطة )
, همست حور ببؤس
, ( يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم ٢ نقطة من ٢ نقطة لم ينطق بماذا ؟؟ )
, قالت رنيم بيأس
, ( عمر ٢ نقطة لقد أخبرته بأنني قد فككت خطبتي ، لكنه تمنى لي التوفيق بمنتهى السفاقة )
, قفزت حور من مكانها وهي تهتف بذهول
, ( هل فككت خطبتك من متقن الكي ؟؟؟٣ علامة التعجب ٢ نقطة متى و كيف ؟؟ ٢ نقطة )
, عقدت رنيم حاجبيها وهي تقول بحيرة
, ( ألم أخبرك بالأمس ؟؟ ٢ نقطة نعم نعم ٢ نقطة كنت منشغلة بالبكاء على حالي ، المهم ٢ نقطة أخبرت عمر اليوم و لم يظهر أي تأثر ٢ نقطة تصرفي )
, قالت حور بحيرة
, ( متى فككتِ خطبتك ؟؟ ٢ نقطة )
, هتفت رنيم بغضب
, ( يا حور ركزي قليلا ٢ نقطة أخبرتك بأنني فككتها بالأمس )
, صمتت حور قليلا ثم قالت بلا تعبير
, ( و تنتظرين من عمر أن يفاتحك بشيء اليوم صباحا ٢ نقطة اغلقي الخط يا رنيم ٢ نقطة)
, هتفت رنيم
, ( حور ٢ نقطة انتظري ٢ نقطة حور )
, الا أن حور كانت قد اغلقت الحور دون حتى القاء السلام عليها ٢ نقطة و كان الهاتف لا يزال على اذنها حين طرق الباب و دخل عمر حاملا بعض الرسوم اليها ٢ نقطة فوضعت الهاتف جانبا وهي ترسم على شفتيها ابتسامة رقيقة و تعتدل جالسة
, ها هو قد جاء يتحجج بالعمل ٢ نقطة لو فقط تتعلم الصبر ٢ نقطة لكانت وفرت على نفسها الكثير من عواقب الغباء
, جلس عمر أمامها مبتسما ٢ نقطة ليقول برقة
, ( هل لديكِ بعض الوقت ؟؟ ٢ نقطة )
, أومأت رنيم مبتسمة وهي ترتجف بعنف ٢ نقطة ففتح عمر ورق الرسوم ليفرده على المكتب وهو يقول ناظرا للتصميم باهتمام
, ( حسنا انظري الي ذلك التعديل الذي اضفته لرسومك و أخبريني السبب ٢ نقطة )
, فغرت رنيم شفتيها قليلا ٢ نقطة ثم حاولت الهمس لنفسها ٢ نقطة ركزي ٢ نقطة ركزي ٢ نقطة ركزي ٢ نقطة
, فمالت للأمام وهي تحاول قدر الإمكان التركيز على ما تراه ٢ نقطة و بينما هي تحاول عصر تفكيرها قال عمر بعفوية و هو منشغل بالنظر الى الرسم أمامها
, ( مع من كنتِ تتكلمين على الهاتف ؟؟ ٢ نقطة )
, ردت رنيم بتفكير منشغل و ذهن شارد كئيب دون أن تنظر اليه
, ( ها ؟؟ ٢ نقطة نعم ٢ نقطة كنت أهاتف صديقتي حور ٢ نقطة )
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, جلست حور في النادي تراقب معتز و هو يضحك و يركض خلف رامز الدالي و يزحف من بين ساقيه ٢ نقطة و بين كل خطوةٍ و أخرى كان رامز يحمله فوق أكتافه مرة ٢ نقطة و يطوحه مرة أخرى ٢ نقطة
, الى أن وصلا اليها فارتمى رامز على الكرسي المقابل لها ٢ نقطة ينظر اليها وهي تغطي عينيها بنظارة سوداء بينما شعرها الأسود كذلك يتطاير جاعلا منها صورة للجاذبية المطلقة ٢ نقطة
, مدت حور ذراعيها دون كلام الى معتز فانطلق اليها ليرتمي في حضنها بعد أن تعب من الركض و اللعب ٢ نقطة
, فاخذت تلاعب خصلات شعره شاردة وهو يستكين على ركبتيها مستندا الي صدرها
, قال رامز بهدوء
, ( بم أنتِ شاردة ؟ ٢ نقطة فكرك ليس معنا وحتى أنكِ لم تشاركينا اللعب )
, لم تتغير ملامحها الجامدة وهي تقول بعد لحظات
, ( لست شاردة ٢ نقطة أنا فقط متعبة قليلا )
, مال رامز للأمام وهو يقول مبتهجا
, ( اذن أنتِ فقط محتاجة الى بعض التغيير ٢ نقطة ما رأيك أن آخذك أنتِ و معتز الى مكان لم تذهباه من قبل ؟؟ )
, زمت حور شفتيها ثم قالت بصبر
, ( رامز ٢ نقطة أخبرتك من قبل ، لن أستطيع قبول أي دعوات خارج حدود هذا النادي ٢ نقطة أنا لست حرة تماما كالجميع هنا )
, قال رامز دون أن يتأثر
, ( تشعريني بأنني سيء النوايا ٢ نقطة هل فعلت من قبل ما أثار ريبتك تجاهي )
, ابتسمت حور ابتسامة صغيرة ٢ نقطة ثم قالت بعد فترة
, ( الحقيقة يا رامز ٢ نقطة و ياللعجب ٢ نقطة أنت بالفعل صديق جيد ، و أنت أصبحت تمثل شخصا مهما في حياة معتز ، بعد أن تجاهلنا الجميع هنا ٢ نقطةعلى الرغم من سمعتك الغير محمودة )
, ضحك رامز وهو يرجع ظهره الي الخلف واضعا ساقا فوق الأخرى رافعا احدى حاجبيه وهو يقول ببساطة
, ( هل أنتِ ممن يهتمون بتلك الإشاعات ؟؟ ٢ نقطة )
, رفعت حور حاجبا واحدا بسخرية ثم ضحكت وهي تقول باستفزاز
, ( اشاعات ؟؟ ٢ نقطة حسنا لا بأس ، لكن بقائك مع معتز مطولا هو من سيسيء الى سمعتك الطويلة أمام صديقاتك ٢ نقطة خاصة حين ترينك و أنت تركض خلفه بالكرة الحمراء الصغيرة )
, عاد رامز ليضحك وهو يتأملها بنهم لم تلاحظه ٢ نقطة صامتا قليلا ٢ نقطة فترددت حور أمام صمته ، دائما ما يلاحقها بعينيه ، ٢ نقطة و حين تضبطه تجد في لمح البصر أن نظراته لا تتعدى نظرات صداقة مرحة ٢ نقطة
, أحيانا تشعر بأن عليها أن تتخذ حذرها أكثر ٢ نقطة و أحيانا أخرى تحاول إقناع نفسها بأن تكف عن هواجس كونها انثى خرافية تجذب مطلق البشر ٢ نقطة انه مرض نفسي أن تظن أن أي رجل يتعامل معها بالضرورة هو معجبا بها و له غرض سيء ٢ نقطة يجب أن تكون أبسط من ذلك و تقتنع بأنها الآن مجرد أم بسيطة و أن الرجال لن يتركون الفتيات الجميلات المستقلات دون حملٍ أو مسؤلية ٢ نقطة ليقفون عند قدميها هي ٢ نقطة
, صحيح أن نظرات العديد من الرجال في هذا النادي الذي يمثل طبقة محددة ٢ نقطة لا تحتمل الشك ٢ نقطةو كأنها أصبحت سلعة مباحة كونها من طبقةٍ مختلفة عنهم ٢ نقطة
, لكن بالتأكيد ليس الجميع كذلك ٢ نقطةو هي قد وصلت من العمر ما تستطيع به أن تفرق بالتأكيد ٢ نقطة لذا فلتهون على نفسها هذا القلق ٢ نقطة
, آخر ما تحتاجه الآن هو نوع آخر من القلق ٢ نقطة يكفيها العذاب الذي تحياه حاليا ٢ نقطة و هي ترى بداية نهاية زواجها تقترب بسرعة الريح وهي تحاول مقاومتها بقدر استطاعتها ٢ نقطة
, اغمضت حور عينيها من تحت نظارتها الداكنة ٢ نقطة تتنفس بصمت ٢ نقطة
, " هل من المعقول أن تتركه أخيرا ٢ نقطة بعد كل مافعلته لتكون بقربه "
, ( حوور ٢ نقطة )
, أفاقت حور على صوت رامز يناديها فنظرت اليه مجفلة ٢ نقطةلتجده يبتسم لها ابتسامته الغامضة وهو يقول بهدوء و تشدق
, ( حسنا ٢ نقطة لنعد الى موضوعنا ، ما دمتِ لا تريدين الذهاب لمكان رائع ٢ نقطة رائع بحق ٢ نقطة و أنتِ الخاسرة ٢ نقطة
, ما رأيك في الذهاب لطبيب صديق ٢ نقطة جاء من الخارج مؤخرا و يعمل في اكبر مركز طبي في البلد )
, عقدت حور حاجبيها غير مستوعبة ، ثم قالت بعدم فهم
, ( أي طبيب ؟ ٢ نقطة و لماذا ؟؟؟ ٢ نقطة )
, قال رامز بهدؤه المستفز
, ( طبيب للسمع و الأذن ٢ نقطة كنت قد سألته من قبل عن حالة معتز و طلب رؤيته )
, ازداد انعقاد حاجبي حور بشدة ٢ نقطة ثم مالت للأمام وهي ترفع نظارتها فوق رأسها مزيحة بها الخصلات الكثيفة السوداء المتطايرة حول وجهها بعشوائية ٢ نقطة ثم قالت متلعثمة غير قادرة على الفهم بعد
, ( ماذا تقصد ؟ ٢ نقطة هل اخبرك هذا الطبيب أن معتز من الممكن أن يسمع ؟؟ ٢ نقطة )
, ابتسم رامز قليلا وهو يتطلع الي عينيها المتوسلتين و العاجزتين عن الفهم ٢ نقطة تماما كما توقع ، و ها هي النظرة التي كان يريد رؤيتها قد رآها ٢ نقطة
, ثم قال بتمهل متعمد ( طلب رؤيته ٢ نقطة )
, تراجعت حور في مقعدها وهي تضم معتز بين ذراعيها و قد بدأ يشعر بالنعاس فقلبته شاردة على جبهته وهو مستند الى أحضانها ثم قالت بتردد
, ( زوجي طبيب ٢ نقطة)
, رفع رامز حاجبيه يتصنع تحيره من الأمر ثم قال
, ( و ما لا أفهمه ٢ نقطة لماذا لم يعرضه على أحد من قبل ؟ )
, قالت حور بوجوم
, ( و ما أدراك أنه لم يعرضه على طبيب مختص ؟؟ ٢ نقطة )
, رد رامز مبتسما ببساطة ( هل فعل ؟؟ ٢ نقطة)
, لم ترد حور وبقت تتلمس شعر معتز بذقنها شاردة ٢ نقطة ثم نظرت الى رامز و قالت بتردد
, ( يجب أن أسأل زوجي أولا ٢ نقطة لكن هل يمكن أن تعطيني اسمه ؟؟ ٢ نقطة )
, هز رامز رأسه أسفا ٢ نقطة ثم قال
, ( كما تريدين ٢ نقطة لكن إن ذهبتِ بدوني سيكون عليكِ الأنتظار في قائمة طويلة ٢ نقطة )
, عضت حور على شفتيها قليلا ثم همست
, ( حسنا ٢ نقطة سأفكر ، ٢ نقطة )
, و تابعت بامتنان
, ( رامز ٢ نقطة أشكرك على اهتمامك ، لم أظن أنك قد تهتم لحالة معتز ٢ نقطة حتى و إن لم يسفر الأمر عن شيء ،لكن أشكرك جدا ٢ نقطة إنها لفتة غالية عندي جدا )
, ابتسم رامز دون أن يرد و هو يلاحقها كلها ٢ نقطة في نظرةٍ ملتهمة و في ظاهرها لطيفة ،الا أن حور توترت رغما عنها ٢ نقطة
, فجأة انتفض معتز من بين أحضانها و قفز متهللا وهو يركض مبتعدا ٢ نقطة استدارت حور وهي تهتف منادية عليه محذرة رغم أنه لن يسمعها ٢ نقطة لكنها توقفت فاغرة شفتيها وهي ترى نادر مقتربا من بعيد ، ٢ نقطة عيناه مثبتتان عليها و لا تعبير ظاهر على وجهه ٢ نقطة
, الا أنه تكفل ابتسامة جميلة حين لاقى معتز في نصف الطريق وهو يركض اليه قافزا في خطواته و ما أن وصل اليه حتى رفعه نادر ليقبله على وجنته متمتما له ببضع كلمات ٢ نقطة
, ثم حول عيناه الى حور لتعود تعابيره الى التجمد من جديد وهو يقترب منها ببطء حتى وصل اليها دون ان تغادرها عيناه للحظةٍ ٢ نقطة
, نهضت حور من مكانها ببطء وهي تشعر بتوتر و قلق من تعابيره الغامضة ٢ نقطة و ما أن وصل اليها حتى ابتسمت باهتزاز
, ( مرحبا ٢ نقطة انها مفاجأة )
, قال نادر بلا مقدمات
, ؛( هيا لأصحبك للبيت ٢ نقطة فلدي عمل )
, رمشت حور باحراج من منظره الملفت و قلة تهذيبه الواضحة ٢ نقطة فتعمدت البرود و هي تنبهه عمدا على الرغم من القلق النابع بداخلها من افتعال مشهد فضائحي محرج و هنا تحديدا٢ نقطة
, ( نادر ٢ نقطة اعرفك على ٢ نقطة رامز ٢ نقطة رامز ٢ نقطة نادر زوجي )
, لم يحاول رامز النهوض من كرسيه وهو متكئا واضعا ساقا فوق أخرى ٢ نقطة ينظر لنادر باستهزاء واضح ، ٢ نقطة
, بينما لم ينظر اليه نادر كذلك وهو يقول
, ( هيا الآن ٢ نقطة يجب أن نذهب )
, ابتلعت ريقها رغم الغضب الناري الذي شعرت به في تلك اللحظة ٢ نقطة لكنها آثرت المضي معه بدلا من تفاق الأمر وهي تعلم نوبات غضبه خير معرفة ٢ نقطة
, فأومأت برأسها ملوحة لرامز مبتسمة بقلق ٢ نقطة بينما تأخذ معطفها و سترة معتز من على الكرسي لتتبع نادر مسرعة و قد أكتشفت أنهما قد أصبحا بالفعل محط أنظار للجميع ٢ نقطة دون أن يحدث شيء في الواقع ٢ نقطة
, لكن الكل ينظر اليها باهتمام و فضول ٢ نقطة
, بقى نادر صامتا طوال الطريق دون أن ينطق بحرف و هي أيضا لم تهتم لأول مرة لغضبه ٢ نقطة بل بقيت صامتة ببرود تنظر الي النافذة للبحر على طول الطريق ٢ نقطة الى أن وصلا لبيتهما ٢ نقطة
, و ما أن اوقف سيارته أمام البيت حتى أمسكت مقبض الباب و هي تقول بفتور
, ( سلام ٢ نقطة)
, ثم خرجت و أغلقت الباب خلفها ٢ نقطة لكنها فوجئت به يخرج هو الآخر و يخرج معتز من كرسيه مقبلا خلفها
, فاتجهت الى السلم دون عناء سؤاله ٢ نقطة شعرت بالدوار المعتاد وهي تصعد الا إنها تحاملت على نفسها وصعدت درجة درجة ٢ نقطة تشعر به خلفها تماما ٢ نقطة حتى أنها ما أن توقفت قليلا لتلتقط أنفاسها حتى شعرت به يكاد يلامسها ٢ نقطة
, لا ٢ نقطة بل لامسها بالفعل و كأنه يدعمها بمرفقه ٢ نقطة فتابعت الى أن وصلت للباب ٢ نقطة وما أن فتح الباب و مد يده في اشارة صامتة لتدخل حتى دخلت بخيلاء دون أن تتكلم متجهة الي غرفتها ٢ نقطة لكن صوته قصف خلفها بقوة
, ( انتظري ٢ نقطة)
, توقفت مكانها دون أن تستدير اليه ، فتجاوزها نادر لينزل معتز أرضا وهو يشير اليه أن يذهب الي غرفته ٢ نقطة
, ثم التفت الى حور و ها قد ظهر الغضب الأحمق على وجهه بعد أن كان يقنعه بقناع البرود طوال الطريق ،
, أمسك بذراعها بقوة وهو يجذبها اليه هادرا بغضب أفزعها
, ( كيف سمحتِ لنفسك بأن تجلسين مع ذلك المدعو ابن الدالي بمفردكما ؟؟ ٢ نقطة ألم تدركي مبلغ سوء منظركما )
, عقدت حاجبيها ناظرة اليه بعدم تصديق و هتفت
, ( سوء منظرنا ؟؟ ٢ نقطةما هذا الذي تقوله ؟؟ ٢ نقطة لقد كنا بين الجميع ، )
, امسك بذراعها الأخري فقيدها تماما وهو يهزها بعنف
, ( كنتما على طاولة واحدة بمفردكما ٢ نقطة بينما صديقاتك جميعا على طاولة أخرى )
, هتفت حور بغضب و أسنانها تصطك من هزه لها
, ( لم يعدن صديقاتي ٢ نقطة و أنا لم أفعل أي شيء غريب أو منتقد هناك )
, هزها نادر مرة أخرى و عيناه محمرتان غضبا بجنون ٢ نقطة حتى تسائلت بهذيان عن كيفية سيطرته على هذا الغضب أمام الناس ٢ نقطة
, صرخ نادر ( وماذا تعرفين أنتِ عن المنتقد ٢ نقطة انتِ دائما وقحة ، غير مدركة لما لا يصح و ما لا يجب ٢ نقطة)
, نفضها بقوة حتى اندفع راسها للخلف وقال بغلٍ قديم
, ؛( ام نسيتِ رقصة الطاولة ؟٢ نقطة)
, اتسعت عيناها للحظة ثم دفعته في صدره بغضب هاتفة ؛( دعني ،٢ نقطة لا تلمسني )
, الا أنه أحكم قبضتيه اعلى ذراعيها حتى ادركت بان اصابعه ستترك علامات زرقاء عليهما في الغد ٢ نقطةو على الرغم من أن بعض لمحات الندم قد ظهرت على وجهه من تسرعه و رغبته في ايذائها كما تأذت كرامته من ذلك المشهد الذي رآه و رفع الدم ساخنا لرأسه
, لكن قبل أن يتارجع عما قاله ، همست هي لنفسها بمرارة ٢ نقطةرغما عنها و من اعماق قلبها
, ؛( منافق ٢ نقطة )
, عقد حاجبيه و هو غير متأكد مما همست به للتو ، فشدد عليها يقول بخطر
, ( ماذا قلت ؟؟ ٢ نقطة )
, الا أنها كانت قد اكتفت من إهانته لها و جرحها خاصة مع معرفتها بخيانته لها ، فدفعته بأكثر عنفا و هي تصرخ بقسوة و عجز في نفس الوقت
, ( ابتعد عني يا نادر ٢ نقطة ابتعد ٢ نقطة لست قادرة حتى على رؤيتك في تلك اللحظة ٢ نقطة ابتعد و لا تلمسني )
, وصلت هيستيريتها لحد مفزع فحاول تشديد ذراعيه من حولها بقوة وهو يهتف بصوت قوي ليعلو فوق صراخها
, ( اهدئي يا حور ٢ نقطة )
, الا أن مقاومتها كانت تضاعفت بقوة رهيبة و تهدج صوتها و هي تنخطر في بكاء عنيف ، لم يفهم من خلاله سوي كلمات
, ( ابتعد عني ٢ نقطة لا أريد أن تلمسني بعد الآن )
, لكنه تمكن أخيرا من السيطرة عليها و جذبها لصدره وهي تبكي و تبكي ٢ نقطة بينما هو ثبت رأسها الأسود الناعم الى كتفه بيده ، يتخلل شعرها الهائج ٢ نقطة
, وهو أيضا كان يلهث ٢ نقطة و غضبه لم يهدأ بعد ٢ نقطة لا يعلم إن كان غضبه أساسه المشهد الذي رآه في النادي ٢ نقطة أم صراخها الغير واعي بألا يلمسها و لا يقترب منها ٢ نقطة بل إنها حتى لا تريد أن تراه ٢ نقطة
, للحظات تلاعب الشك في قلبه ٢ نقطة لا يعلم شك يقوده لأي اتجاه تحديدا ٢ نقطة
, كان متأكدا من انها قد سمعت صوت سلمى على هاتفه ٢ نقطة و ظل منتظرا انفجارها ٢ نقطة الا أن هدوءها أثار حيرته ، الى أن صدق بأنها لم تكن هي من طلبت سلمى و ربما الأمر كله كان مجرد لبس ٢ نقطة
, لكن الآن الحيرة انقلبت لسؤالٍ هائج في أعماقه ٢ نقطة ماذا لو كانت قد عرفت بسلمى و٢ نقطة ببساطة لم تهتم ٢ نقطة
, و ما الذي يجعل زوجة لا تثور و تغضب عند معرفتها بوجود أخرى في حياة زوجها ٢ نقطة
, لا ٢ نقطة بل تذهب للنادي تضحك و تتخذ صديقا أيضا ٢ نقطة في الوقت الذي هجرتها فيه جميع صديقاتها ٢ نقطة
, و أي صديق ٢ نقطة الأسوأ سمعة في البلد كلها ٢ نقطة
, احتدت عيناه فوق شعرها الاسود و الغضب الأسود يدور بأعماقه كشيطان خبيث ٢ نقطة
, قال اخيرا بصوتٍ لا ملامح له ٢ نقطة
, ( كانت هذه هي آخر مرة تذهبان فيها للنادي ٢ نقطة)
 
الفصل التاسع والخمسون


للحظة لم تتحرك ، ثم انتفضت فجأة وهي تدفعه بقوة و تمكنت من تحرير نفسها منه لتبتعد عدة خطوات ٢ نقطة واقفة في مواجهته و شعرها متناثر بجنون حول وجهها الاحمر ٢ نقطة و عينيها ٢ نقطة عينيها وحديهما كانتا قصة في القسوة و الغضب ٢ نقطة
, واقفة امامه تلهث وهو يلهث ايضا و كانهما خصمان سيهجم احدهما على الآخر ٢ نقطة
, فتحت فمها لتنطق ٢ نقطة ثم اغلقته قليلا و قالت بصوتٍ جليدي
, ( كما تريد ٢ نقطة)
, ثم استدارت دون كلمة واحدة لتدخل غرفة معتز التي يبدو انها اصبحت غرفتها مؤخرا ٢ نقطة صافقة الباب خلفها بقوة ٢ نقطة
, بينما وقف نادر مسمرا مكانه طويلا ٢ نقطة يشعر برغبة قاتلة في تحطيم المكان فوق راسها ٢ نقطة بينما روحه هائجة لا تهدأ و لا يبدو أنها ستهدأ في القريب ٢ نقطة
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, دخل الى مكتب والده في قصره العظيم ليلا ٢ نقطة متمهلا ، ساخرا ، لا مباليا ٢ نقطة في حضرة ذلك الرجل العظيم الذي يناسب عظمة مكتبه و قصره ٢ نقطة
, فجلس دون اهتمام الى الكرسي المقابل لمكتبه ٢ نقطة رافعا ساقيه الى الطاولة الصغيرة أمامه ٢ نقطة ثم قال دون مقدمات
, ( حسنا يا سعادة الدالي ٢ نقطة الى ماذا اسفرت المراقبة هذه المرة ، فأرسلت في طلبي )
, ترك ذلك الرجل المحيطة به العظمة من كل اتجاه ٢ نقطةما بيده و رفع نظره الى رامز ليرمقه طويلا قبل ان يقول بلا مقدمات هو الآخر
, ( الن تتوقف عن تلك العادة القذرة في ملاحقة المتزوجات تحديدا ٢ نقطة الى متى ستستمر في تلك الفضائح ؟؟ ٢ نقطة كم مرة الى الآن اضطررت الى استرضاء زوج غاضب ٢ نقطة أو تهديده ٢ نقطة أو مداواة فضائح علنية و محاولة معالجتها
, أريد أن أعرف ماذا ينقصك لتتعرف على فتاة حرة مثلك ٢ نقطة الفتيات لا أكثر منهن ، أختر ما يعجبك دون أن تحتاج الي سرقة ما يملكه غيرك ٢ نقطة )
, ابتسم رامز بعبث وهو يميل برأسه جانبا ثم قال ضاحكا بخفوت
, ( لم أعتد منك النصائح الأخلاقية ٢ نقطة لقد كبرت على ذلك قليلا يا والدي )
, ضرب الدالي على سطح مكتبه وهو يقول بغضب
, ؛( كبرت ، أذن يجب أن تتعلم تحمل المسؤولية ٢ نقطة هناك انتخابات و صفقات ٢ نقطة و كلها تعتمد على السمعة أكثر من أي شيء آخر ٢ نقطة )
, ضحك رامز وهو يغطي عينيه بيده ليقول هازئا من بين ضحكاته ٢ نقطة
, ( وهل علاقاتي هي ما سيسيء الي سمعتنا يا والدي ؟؟ ٢ نقطة صدقا أضحكتني )
, هدر الدالي بغضب
, ( نحن الآن في فترة حرجة و يجب أن تخشى على موقفنا و تتوخى الحذر في علاقاتك ٢ نقطة و دون أي جدل ،أريدك أن تقطع علاقتك بتلك السيدة التي تعرفها حاليا )
, خفت ضحكة رامز ، الا أن الإبتسامة الساخرة لم تختف من على وجهه ثم قال
, ( لم تتحول الي علاقة بعد ٢ نقطة وهي تعجبني ، إنها مختلفة ٢ نقطة )
, صرخ الدالي رافعا عينيه الى السماء
, ( أعرف أنك لم تصل لغايتك و الا لكنت رميتها بعد ان تنتهي منها ٢ نقطة لذا اتركها حالا و أوقف تلك المهزلة ٢ نقطة، ثم أخبرني من تكون هذه المرة ؟؟ ٢ نقطة إياك أن تكون زوجة رجل معروف ٢ نقطة )
, ضحك رامز بخفوت وهو يسأل مدعيا الدهشة
, ( الم يوصل اليك المحقق الذي تكلفه بمراقبتي المعلومات كاملة ؟؟؟ ٢ نقطة يجب أن تختر من تتعامل معهم بعناية فيما بعد ٢ نقطة عامة ، لا تخف ٢ نقطة انها حور رشوان ٢ نقطة من عائلة ثرية لكن لا أعتقد أنها تهمك بشيء )
, عبس الدالي قليلا مفكرا ٢ نقطة ثم سأل بحيرة
, ( من عائلة رشوان ؟؟ ٢ نقطة هل تربطها قرابة بعاصم رشوان رجل المعمار في المدينة ؟؟ )
, قال رامز بلا مبالاة
, ( نعم ٢ نقطة إنها اخته )
, ارجع الدالي ظهره للخلف ٢ نقطة يحدق الي ابنه دون تعبير ظاهر ٢ نقطة و حين نطق أخيرا ، لم ينطق سوى بكلمة واحدة هادئة
, ( اخرج ٢ نقطة )
, ٢ نقطة
, في مكتبه كان عاصم جالسا يعمل بصمت ، الى ان طرق الباب و دخل مساعده ليقول مستأذنا
, ( سيد عاصم ٢ نقطة الشيخ ابراهيم يريد مقابلتك )
, رفع عاصم رأسه متفاجئا ليقول بحيرة
, ( الشيخ ابراهيم امام جامع الحي القديم ؟؟ ٢ نقطة هل هو في الخارج ؟؟ )
, أومأ مساعده برأسه ، فنهض عاصم من كرسيه ليقول بحيرة
, ( دعه يتفضل مباشرة ٢ نقطة )
, دخل امام الجامع وهو رجل وقور تبدو عليه سيمات الطيبة و الاحترام ٢ نقطة فاندفع اليه عاصم مسلما بحرارة مبتسما
, ( صباح الخير يا شيخ ابراهيم ٢ نقطة و ما أسعده من صباح بقدومك )
, ابتسم الشيخ ابراهيم وهو يربت على ذراع عاصم ليقول
, ( ما دمت لم تأت الي **** الجمعة في جامع الحي منذ عدة اسابيع كما عودتنا السنوات الماضية ٢ نقطة فما من سبيل الا أن نأتي لرؤيتك بنفسنا ٢ نقطة )
, ابتسم عاصم معتذرا وهو يقول
, ( بعض المشاغل هي التي أخرتني يا شيخ ابراهيم ٢ نقطة لكن الجمعة القادمة باذن **** ، سأكون بينكم ٢ نقطة تفضل ٢ نقطة تفضل ٢ نقطة )
, ابتسم الشيخ ابراهيم بحرج وهو يقول برفق
, ( زاد **** من فضلك يا بني ٢ نقطة لكن ٢ نقطة انا معي ضيف ، ٢ نقطة )
, قال عاصم دون مقدمات
, ( أهلا بك و بضيفك يا شيخ ابراهيم ٢ نقطة و لم لم يدخل ؟ )
, اقترب الشيخ ابراهيم من الباب خطوة ليقول
, ( ادخل يا ولدي ٢ نقطة مكان عاصم ابن الحاج اسماعيل رشوان لا يغلق بابه في وجه أحد ابدا )
, انتظر عاصم متحيرا ، الى أن فوجىء بوجه مألوف يطل من الباب مبتسما بود ٢ نقطة
, فعقد عاصم حاجبيه بقسوة وهو يدرك خيوط الامر ما أن رأى وجه عمر الذي تبدو عليه ملامح البراءة و المودة ٢ نقطة
, فقال عاصم عابسا
, ( سيد عمر ٢ نقطة أن ذلك لم يعد يحتمل ٢ نقطة )
, قال الشيخ ابراهيم برفق أبوي
, ( اذن ٢ نقطة نستأذن أنا وهو و نترك يا ولدي لعملك ٢ نقطة السلام عليكم )
, قال عاصم بغضب
, ( انتظر يا شيخ ابراهيم ٢ نقطة انت لن تذهب الى اي مكان ، لكن اعذرني ٢ نقطة فالموضوع الذي يريد السيد عمر فتحه مجددا انتهى و قضي الأمر ٢ نقطة )
, قال الشيخ ابراهيم رافعا سبحته
, ( أدخل أنا وهو ٢ نقطة أو نخرج سويا ٢ نقطة )
, زم عاصم شفتيه رامقا عمر بغضب بينما لم تهتز ابتسامة عمر الواثقة و كأنه قد حصلل للتو على توصية كبيرة كتلك التي كان يرفض من يتعاملون بها ٢ نقطة
, كانت خطوة موفقة بعد البحث و التنقيب عن افضل الشخصيات المساعدة ٢ نقطة فخور هو بنفسه حاليا لأبعد الحدود ٢ نقطة
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, دخل عاصم الى غرفة أمه مساءا بعد أن نال منه الغضب مناله ٢ نقطة كان حديث الشيخ ابراهيم مطولا وهو يعمل بكل تفاصيل الأمور ٢ نقطة ناصحا موعظا ٢ نقطة مترجيا ٢ نقطة و حازما في حق جاسر رشيد كزوج
, بالاضافة الي اسهابه في ذكر مصير الطفل المسكين و الذي ليس له ذنب في كل ما فات من عند و تهور من كل الاطراف ٢ نقطة
, كم كان يود أن ينهال على وجه المدعو عمر و يهشمه و الذي كان يومىء برأسه موافقا ٢ نقطة بملامح آسفة و عقل متزن ٢ نقطة وكأنه يتعجب من حماقتهم و سوء تصرفهم ٢ نقطة
, قال عاصم بوجهه مكفهر دون مقدمات
, ( سأقتل ذلك الحقير إن أرسل المزيد من الوسطاء ٢ نقطة )
, أجفلت الحاجة روعة وهي تقول بقلق
, ( بسم **** الرحمن الرحيم ٢ نقطة من أرسل من ؟؟ )
, صرخ عاصم
, ( سليل الحسب و النسب ٢ نقطة ابن رشيد ، ارسل مرساله اليوم الي مجددا و في مكتبي ٢ نقطة ليس هذا فحسب ، بل اصطحب معه الشيخ ابراهيم حاكيا له كل التفاصيل ٢ نقطة جاعلا مني الظالم الوحيد في القصة كلها )
, صعقت الحاجة روعة و هي تقول
, ؛( الشيخ ابراهيم ؟؟ ٢ نقطة الا الشيخ ابراهيم ٢ نقطة )
, ازداد عاصم غضبا وهو يذرع الغرفة هاتفا
, ( امي ب**** عليكِ لا تزيدي من حنقي ٢ نقطة )
, قالت روعة رافعة يدها
, ( الا الشيخ ابراهيم ٢ نقطة )
, رفع عاصم حاجبيه وهو يكرر ( امي ٢ نقطة )
, قالت روعة بحسم و قوة
, ( الا الشيخ ابراهيم يا عاصم ٢ نقطة وهو لا يسعى الا في الحق )
, وقف عاصم يلهث قليلا من الغضب واضعا يديه في خصره ٢ نقطة ثم قال أخيرا من بين أسنانه
, ( أيظن أنه سيجبرني بتلك الطريقة ؟ ٢ نقطة لا و**** لن يحدث )
, ربتت روعة على صدرها برفق لتسترضيه قائلة بتضرع
, ( انبذ العند يا عاصم ٢ نقطة من أجلي و من أجل والدك رحمه **** ، و فكر في مصلحة بنت عمك )
, نظر اليها عاصم يائسا غاضبا وهو يهتف
, ( يا أمي ٢ نقطة أنا رفضي من الأساس من أجل مصلحة ابنة عمي ، كيف أئتمن عليها ذلك الوغد الذي لم نرى منه غير كل شر ٢ علامة التعجب٢ نقطة )
, قالت روعة بترجي مستعطفة
, ( ماذا لو كان نادما ٢ نقطة و يريد أن يصلح غلطته ٢ نقطة خاصة و بعد موافقة الشيخ ابراهيم و توسطه في الأمر )
, رفع عاصم عينيه ، مغمضهما بيأس و هو يعلم بأن لا جدوى من الكلام ٢ نقطة
, ثم استدار لينصرف دون كلمة أخرى ، الا أنه اصطدم بحنين وهي تنوى الدخول الي غرفة روعة ٢ نقطة شاردة حزينة ٢ نقطة
, فصرخ عاصم فيها وهو يتجاوزها
, ( على جثتي يا حنين ٢ نقطة على جثتي أن أتقبل ذلك الحقير بيننا )
, تبعته حنين بعينيها بصمت ٢ نقطةوهو يغادر شاتما غاضبا و كأن العفاريت تلاحقه ٢ نقطة
, ثم دون كلام اتجهت الى الحاجة روعة الجالسة في فراشها حزينة مبتئسة ٢ نقطة
, اندست حنين تحت الغطاء بجوارها لتضع رأسها على ركبتي روعة ٢ نقطة و التي أخذت تمشط شعرها بأصابعها متنهدة ثم همست بحنان حزين
, ( لم أضفر لكِ شعرك منذ فترة طويلة ٢ نقطة )
, ردت حنين بخفوت
, ( منذ أن عاد الي حياتي ٢ نقطةمنذ أن عاد توقفت عن فعل أشياء كثيرة ٢ نقطة )
, قالت روعة بحزن
, ( لقد تسرعتِ ٢ نقطة و تهورتِ يا حنين ، ٢ نقطة ولو كان بيدي لكنت ضربتك كما كنت أضربكم و أنتم ***** ، ٢ نقطة لكن صحتى لم تعد تحتمل ٢ نقطة )
, ضحكت حنين بينما أغروقت عينيها بالدموع ثم همست
, ( يا ليتك ضربتني و كسرتِ ساقي قبل أن أخرج من باب البيت ٢ نقطة )
, همست روعة بأسى ( بعيد الشر عنك يا حبيبتي ٢ نقطة)
, ثم ربتت على رأسها وهي تهمس بلهجة من يفشي سرا حربيا
, ( ان شاء **** ستحل الأمور قريبا ٢ نقطة عاصم سيوافق على رجعوك اليه أمام الناس جميعا ، ٢ نقطةلكن هذا سر بيني و بينك ، فلا تستفزيه مؤقتا ٢ نقطة لقد توسط له الشيخ ابراهيم بنفسه ، فاطمئني )
, ابتسمت حنين بمرارة من بين دموعها ٢ نقطة كم هي بسيطة و بريئة زوجة عمها ٢ نقطة تظن أنها تريده و أنها فضلته على الجميع و أولهم مالك ٢ نقطة لكن ما فائدة التبرير الآن ٢ نقطة
, على الأقل لا داعى لأن تكئبها أكثر و هي تعلم بأنها ستعود اليه كمن يعود الى حبل المشنقة ٢ نقطة
, يكفيها أن تألمت مرة بسبب ما فعلته بمالك ٢ نقطة لا داعي لأن تتحمل المزيد من الهموم ٢ نقطة
, تعود اليه ٢ نقطة تعود اليه ٢ نقطة
, هل فعلا نطق تفكيرها بهذه الجملة و التى أصبحت واقعا ؟؟ ٢ نقطة
, أغمضت عينيها وهي تهمس بصوتٍ ضعيف يثير الوجع
, ( لا أريد أن أتركك عمتي ٢ نقطة )
, ابتسمت روعة بحزن و أسى و عادت لتتنهد هامسة
, ( على عيني يا حنين ٢ نقطة و أنا لا أريدك أن تفارقيني ، ٢ نقطة كنت دائما أتمنى أن تتزوجي هنا في بيت عمك ،
, أنا لا أعلم كيف سيكون للبيت طعم بدونك ٢ نقطة أنتي أكثر من تقضي معي الوقت من بين أولادي جميعا ٢ نقطة
, ان اردتِ الحق ، لم أفكر يوما في خروجك من هذا البيت ٢ نقطة هي أنانية مني ، لكني لم أتخيل خروجك منه أبدا ٢ نقطة أنتِ من تأخذين بحسي دائما ٢ نقطة )
, ابتسمت حنين بمرارة و دموعها تنهمر على وجهها من قسوة ما تشعر به ٢ نقطة بينما تابعت روعة وهي تربت على شعرها
, ( دائما كنتِ ابنة مطيعة ٢ نقطة و لم تتعبيني أبدا ، مثلك مثل مالك حبيب قلبي ، ٢ نقطة أنتما الاثنان كنتما نسمتان في حياتي و لم أشعر بالسنوات في تربيتكما ٢ نقطة
, بينما عاصم وحور ٣ علامة التعجب ٢ نقطة يا ويلي أنا ٢ نقطةرأيت منهما الويل و سهر الليل )
, ضحكت حنين عاليا و هي تشهق باكية في نفس الوقت ٢ نقطة ضحكت الحاجة روعة كذلك الا أن الحزن كان يجمعهما في تلك اللحظة ٢ نقطة فرفعتها الي حضنها كما كانت تفعل منذ أن أتت الي بيتها طفلة صغيرة يتيمة و قالت بأنين فوق شعرها
, ( و**** على عيني خروجك من هنا يا حنين ٢ نقطة في المرة الأولى لم يكن ألم فراقك بنفس مقدار الألم الآن بعد كل تلك السنوات التي قضيتها بين أحضاني ٢ نقطة )
, بكت حنين بصمت ثم همست باختناق
, ( أريد أن انام بجوارك اليوم يا عمتي ٢ نقطة أرجوكِ )
, ضمتها الحاجة روعة بقوة بين أحضانها و هي تقول بحنان
, ( نامي حبيبتي ٢ نقطة نامي )
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, بعد مرور شهر ٢ نقطة
, اخذت تنظر الي الهاتف وهو يرن بتلك النغمة مجددا ٢ نقطة لقد محت الاسم ، الا أنها تحفظ الرقم عن ظهر قلب ٢ نقطة
, كانت تزفر غضبا و ضيقا ٢ نقطة لكن تفرك أصابعها بتوتر فظيع .
, الن يكف عن ملاحقتها ٢ نقطة لقد تعبت منه ، ٢ نقطة تعبت و ملت ٢ نقطة و ازداد قلقها ٢ نقطة
, مر شهر الآن على حصولها على حريتها و عمر لم يفاتحها في شيء ٢ نقطة و لم يلمح حتى بأي شيء ،٢ نقطة و عاملته لم تتغير في شيء ٢ نقطة
, نفس تهذيبه ٢ نقطة و نفس رقته ٢ نقطة و اهتمامه بها و بعملها ٢ نقطة دون أي عواطف خاصة ٢ نقطة
, هل كانت تتوهم ؟؟ ٢ نقطة نفس السؤال ٢ نقطة و الذي تسأله لنفسها كل يوم منذ شهر ٢ نقطة
, اليوم عيد ميلادها السابع و العشرين ٢ نقطة كانت قد وضعت لنفسها خطة بأن تتزوج و هي في الحادية و العشرين ما أن تتخرج ٢ نقطة
, ابتسمت بحزن و هي تتذكر مدى برائتها و طفولتها أثناء دراستها الجامعية ٢ نقطة حيث أن الشيء الوحيد الذي كان يشغل بالها في ذلك الوقت هو ثوب الزفاف الأبيض ٢ نقطة
, حتى أكثر من من سترتديه له ٢ نقطة
, أما الآن فلم يعد يهم لا الثوب ٢ نقطة و لا الفرح ٢ نقطة و لا أي شيء آخر ٢ نقطة
, فقط أن تجد من يتقبل عاهتها ٢ نقطة و حين ظنت أنها وجدته ، ٢ نقطةأصبح كحلمٍ تحلم به ليلا ليعود و يتسرب من بين أصابعها نهارا ٢ نقطة
, عضت شفتها بحزن ٢ نقطة ليست عاهة فقط ٢ نقطة بضع تشوهات ٢ نقطة و عرج بسيط ٢ نقطة و احتمالات الخطورة أثناء الحمل ٢ نقطة
, كم شعورها الآن مختلفا عن أول يوم في هذا الشهر ٢ نقطة حيث كانت تظن نفسها الأجمل فوق الأرض ٢ نقطة
, لكن بعد ثلاثين يوما ، لا ترى في نفسها غير انسانة عاجزة مشوهة ببشاعة ٢ نقطة بل هي كائن قبيح ٢ نقطة
, تنهدت بأسى و هي تنظر الي شاشة الهاتف الذي عاد للرنين مجددا بإصرار ٢ نقطة
, و حين أوشكت أعصابها على الإنهيار ٢ نقطة عقدت العزم على أن توقفه عند حده ٢ نقطة فأمسكت الهاتف قبل أن تتردد و هتفت بقوة ٢ نقطة
, ( نعم يا نائل ؟؟ ٢ نقطة )
, رد عليها بصوتٍ متلهف لم تسمعه من قبل
, ( أخيرا رددت ِ ٢ نقطة رنيم أرجوكِ أعطني فرصة ،لأصلح ما فعلته ٢ نقطة )
, ردت رنيم بحزم
, ( يا نائل ٢ نقطة كل ما أردت قوله ،قاله والدي لك و أعطاك خاتمك و كل هداياك )
, لكنه لم ييأس وهو يقول بصوتٍ مترجي
, ( لا ٢ نقطة لا حبيبتي ، ليس هذا هو كل ما تريدين قوله ٢ نقطة لوميني و عاتبيني ، ٢ نقطة لكن لا تبتعدي عني أبدا )
, هتفت و هي تغمض عينيها
, ( اللوم و العتاب يكن في الأمور الطبيعية يا نائل ٢ نقطة أما الخيانة و الضرب لا عتاب لهما ، فقط فوضت أمري لله )
, هتف نائل مجددا
, ( أنا آسف ٢ نقطة آسف ٢ نقطة ، يالهي ٢ نقطة كنت مجنونا ، يا ليت يدي قطعت قبل أن أمدها اليكِ ، أرجوكِ أعطني الفرصة لأصلح ما فعلت )
, هتفت رنيم و هي تهز ساقها بعصبية
, ( مستحيل ٢ نقطة مستحيل ٢ نقطة من فضلك يا نائل توقف عن ملاحقتي ، و صدقا أنا أتمنى لك التوفيق لكن بعيدا عني )
, قال بصوتٍ أبح
, ( لو كان هذا ما تريدينه حقا لكنتِ أخبرتِ والدك بما حدث ٢ نقطة لكن ما فهمته أنه يظن أنكِ فقط لستِ مرتاحة ٢ نقطة لماذا لم تخبرين والدك يا رنيم لقتص لكِ مني ؟؟٢ نقطةالا ترين ٢ نقطة إنكِ تريدين منحي فرصة قبل احراق جميع الجسور بيننا ٢ نقطة )
, عضت على شفتها أكثر ٢ نقطة لقد سألت نفسها مرارا عن السبب في اخفائها عم فعله بها نائل عن والديها ٢ نقطة و أكتفت بكلمة واحدة ٢ نقطة" لا نصيب " ٢ نقطة و هما من ناحيتهما تنفسا الصعداء و ارتاحا للأمر و دعماها في قرارها ٢ نقطة
, حاولت تغيير الموضوع بعصبية فقالت أول ما خطر في بالها
, ( ثم لماذا تهاتفني في هذا الوقت من النهار ؟؟ ٢ نقطة لم تفعلها قبلا ٢ نقطة )
, سمعت صوت ضحكة خافتة منه ٢ نقطة ثم قال بصوتٍ متملق
, ( أعرف بأنكِ تنامين للظهيرة ٢ نقطة لكني كنت مصرا اليوم على إيقاظك ، لأقول لكِ كل عام و أنتِ بخير يا وردتي )
, اتسعت عيناها قليلا ثم رمشت بهما ٢ نقطة هل تذكر عيد ميلادها أيضا ؟ ٢ نقطة
, لكنه تابع قبل أن ترد
, ؛( هل أعجبكِ الورد ؟؟ ٢ نقطة )
, همست عابسة بحيرة
, ( أي ورد ؟؟ ٢ نقطة )
, قال لها ( الورد الذي أرسلته لكِ ٢ نقطة لا بد و أن يكون قد وصل الآن )
, ترددت طويلا ٢ نقطة ثم قالت كاذبة بنفاذ صبر
, ( أنا ٢ نقطة لم أخرج من غرفتي بعد ، لقد أيقظتني من النوم ، أنسيت ٢ نقطة )
,
, قال بترجٍ لحوح
, ( هل يمكنني أن آتي اليكِ لأعطيكِ هديتك ؟؟ ٢ نقطة )
, هتفت بسرعة
, ( لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة )
, ثم تداركت الموقف و هي تقول بحزم
, ( نائل ٢ نقطة توقف عن ملاحقتي و الا أخبرت والدي و أيضا عن سبب تركي لك ٢ نقطة )
, عاد ليلح عليها ، الا أن تفكيرها توقف حين رأت عمر يدخل المكتب ، فأشارت له بالصمت دون وعيا منها ٢ نقطة توقف عمر مكانه وهو ينظر بتعبير غير مقروء الى اشارتها بالصمت ٢ نقطة الا أن قساوة مفاجئة ظللت نظراته
, الا أن رنيم كانت في حالة من التوتر و هي تهمس
, ( يجب أن اذهب الآن ٢ نقطة وداعا ٢ نقطة و شكرا على الورود )
, أي غباء دفعها لتنطق الكلمة الأخيرة أمام عمر ٢ نقطة لماذا فعلت ذلك عمدا ؟؟ ٢ نقطة
, نظرت رنيم الى عمر مبتسمة برقة و هي تقول هامسة
, ( تفضل يا عمر ٢ نقطة لماذا تقف عندك ؟ ٢ نقطة لقد اشرت لك بالصمت ، لا بالخروج )
, ثم ضحكت برقة و هي تتابع
, ( احساس رائع أن يمتلك الانسان مكتب خاص ٢ نقطة بعد أن طردني زملائي من مكتبهم ، أتتذكر ؟؟ ٢ نقطة بسبب فتنتي عليهم بشأن موقع التواصل الذي أغلقته للجميع ٢ نقطة )
, الا ان عمر لم يكن في مزاج يسمح له بالمزاح ٢ نقطة اقترب منها ببطء ووجه مرتدٍ قناعٍ من صلب ، ثم جلس على الكرسي أمامها يدقق النظر بها ٢ نقطة بكلِ ذرةٍ من وجهها بصرامة ٢ نقطة الي ان استقرت نظراته كالعادة على جرحِ شفتيها ٢ نقطة و رغما عنها هذه المرة لم تستطع التحمل فرفعت يدها لتغطي بها شفتيها و هي تتشاغل بالنظر بعيدا عنه
, الا ان صوته الصارم قصف ليفاجئها
, ( أبعدي يدك عن شفتيكِ ٢ نقطة )
, انتفضت رنيم قليلا في مكانها و احمر وجهها ٢ نقطة الا أنها أزاحت يدها دون و عيٍ منها
, بينما تابع عمر وهو يقول بخفوت
, ( مع من كنتِ تتكلمين ؟؟ ٢ نقطة )
, بصراحة أن الشعور الذي طغا عليها حاليا هو الغيظ الشديد ٢ نقطة و أول إجابة خطرت ببالها ، هي
, " و ما دخلك أنت ؟ "
, الا أنها سيطرت على شحنة غضبها و التي ما هي الا شحنة قلق و خوف من أن تكون قد عاشت الوهم ٢ نقطة
, فتدبرت ابتسامة خجولة مترددة و هي تهمس مطرقة برأسها
, ( انه ٢ نقطة خطيبي السابق ، لا يتوقف عن الإلحاح علي في العودة اليه )
, لم يرد عمر طويلا ٢ نقطة حتى رفعت عينيها اليه ، و تخيلت أن جليد عينيه قد زاد أضعافا ٢ نقطة
, ظلت عيناه مسمرتان عليها دون ان تسمحا لعينيها بالهرب ٢ نقطة ثم قال أخيرا بلا تعبير
, ( و أنتِ ٢ نقطة ماذا كان ردك ؟ )
, ترددت رنيم قليلا قبل أن تهمس بضعف مقصود
, ( أنا حتى الآن رافضة بالطبع ٢ نقطة )
, رد عمر بنفس اللهجة الغير مقروءة و التي تثير غضبها بشدة
, ( حتى الآن ؟؟ ٢ علامة التعجب ٢ نقطة )
, أخذت رنيم نفسا عميقا و قالت أخيرا
, ( لا أدري يا عمر ٢ نقطة لقد آذاني كثيرا ، لكن أنا ٢ نقطة أخشى أن أضعف ٢ نقطة )
, أيضا فترة صمت طويلة ٢ نقطة فنظرت اليه مجددا ، ليقول ما أن قابلت عيناها عينيه
, ( أتريدين أن أتصرف أنا معه ٢ نقطة حتى ٢ نقطة "لا تضعفي" )
, هل شدد على الكلمات الاخيرة و كأن بها لمسة احتقار ؟؟ ٢ نقطة
, دققت النظر اليه بخوف ، هل تكون قد تمادت بالفعل ؟ ٢ نقطة لكن تمادت بماذا ؟ ٢ نقطة فهو حتى الآن يرفض أن يرسيها على بر ٢ نقطة
, فقالت بتردد
, ( لا ٢ نقطة لا يا عمر ، عامة الأمر ليس بتلك الخطورة ٢ نقطة فأنا حاليا متقدم الي شاب مناسب من أسرة طيبة و ٢ نقطة سأدع الأمور للمستقبل )
, أغلق عمر شفتيه ٢ نقطة و تحول وجهه الى وجه تمثال ، ثم قال أخيرا بصوت خافت
, ( أنتِ تتسرعين كثيرا يا رنيم ٢ نقطة لم يكد يمر شهر على فك ارتباطك الفاشل البائس ٢ نقطة و ها أنت تسرعين لمقابلة الخطاب ٢ نقطة و كأنك في سبق ، لما تفعلين ذلك ؟؟ ٢ نقطة )
, تعالت أنفاسها قليلا و كأنها تلهث من الغضب ٢ نقطة منه ٢ نقطة ومن نفسها ٢ نقطة
, حيلتها الرخيصة لم تكن كذبة ٢ نقطة بل هي حقيقة و قد تقدم اليها شاب بالفعل بطريقة تقليدية تماما ٢ نقطة
, لكن ما أغفلت عن ذكره هو أنها قابلته كنوع من رفض لضياع أي فرصة مناسبة ٢ نقطة لكنه بعد شرح وافٍ و صريح لعاهاتها الداخلية ٢ نقطة
, رحل بعد المقابلة الأولى و لم يعد ٢ نقطة
, هل تذكر له بأن هذا الحدث التافه قد سبب لها ألما يفوق ألم فك خطبتها ٢ نقطة
, لكنها أخذت جزء من الحقيقة و نمقته كي يناسب غرضها ، لعله يسرع و يفاتحها في طلب يدها ٢ نقطة
, إن كان يريدها ٢ نقطة
, تصنعت الضحك قليلا ثم قالت برقة و هي تطرق على سطح مكتبها بقلمها ٢ نقطة تضع خصلة شعر ناعمة خلف اذنها و هي تتجنب النظر اليه
, ( سبق ؟؟ ٢ نقطة لا ليس سبق أبدا ، أنا فقط رأيته من باب الفضول ٢ نقطة فربما كان النصيب )
, نهض عمر من مكانه ببطء و هدوء ٢ نقطة و أشرف عليها من طوله الفارع ثم قال أخيرا بصوت متزن
, ( لا بأس يا رنيم ٢ نقطة انه حقك أن ترين " كل الفرص المناسبة " ٢ نقطة فليقدم **** لكِ الخير )
, ثم خرج دون كلمة أخرى ٢ نقطة تاركا المكتب خلفه يبدو كقمة جبل جليدي ٢ نقطة صقيع ٢ نقطة هذا ما تركه خلفه ، و رنيم تتبعه الى أن اختفى اثره من الباب ٢ نقطة
, فليقدم **** لكِ الخير ٣ علامة التعجب ٢ نقطة
, بينما سار عمر بهدوء في الممر الطويل ٢ نقطة مخرجا من جيبه ذلك السلسال الذي كان ينوي اهداؤه لها بمناسبة عيد ميلادها ٢ نقطة ناظرا اليه بوجوم ، ثم أعاده الي جيبه من جديد ٢ نقطة
, حين كانت مرتبطة طرق كل الأبواب لينبهها لخطأها الفادح ٢ نقطة أما الآن ٢ نقطة فالقرار قرارها هي بعد أن أصبحت حرة ٢ نقطة
, دون أن يكون مجرد " فرصة مناسبة " ٢ نقطة من بين باقي الفرص التي تقوم بدراستها
, أكمل سيره بعد أن اكتسى وجهه بملامح القسوة و الإحباط ٢ نقطة
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, و بعدها باسبوع ٢ نقطة كانت رنيم قد سلمت بحصونها حين شعرت بمدى ابتعاد عمر عنها و انشغاله تماما ٢ نقطة اما بعمله و اما بلقائاته المتكررة مع جاسر رشيد ٢ نقطة
, و لم تجد سوى شخص واحد ٢ نقطة سيسمعها ما تريد هي أن تسمعه ٢ نقطة
, حوور ٢ نقطة
, استلقت على فراشها ليلا و الهاتف على اذنها لتهمس بأسى
, ( لقد عيشت نفسي في الوهم طويلا يا حور ٢ نقطة لم أظن يوما بأنني من هاؤلاء الفتيات اللواتي يتخيلن حب رجل دون أي أساس من الواقع ٢ نقطة
, حتى أنه على ما يبدو قد شعر بذلك فبدأ يبتعد عني ٢ نقطة )
, ظلت حور صامتة تستمع اليها ٢ نقطة دون أن تقاطعها ثم قالت أخيرا بصوتٍ متزن
, ( من بعض ما حكيته لي ٢ نقطة فإن تصرفاته لا يخطئها انسان مدرك ، ٢ نقطة لذا فإما هو فعلا معجب بكِ و ينتظر أمرا ما ٢ نقطة و إما هو يتلاعب بكِ في سبيل اسقاطك في حبائله ٢ نقطة )
, ثم تابعت و بحزم أكبر
, ( أنتِ تريدين العودة الي نائل يا رنيم، و لذلك لم تخبريني حتى الآن بالسبب الحقيقي لإنفصالكما ٢ نقطة اليس كذلك ؟ )
, همست رنيم و هي تغطي عينيها بيدها
, ( يا حور أنتِ لا تفهمين ٢ نقطة لا يوجد غيره )
, تنهدت حور ثم قالت بحسم
, ( حسنا ٢ نقطة لكن لا داعي للخسارة من جميع النواحي ، يمكنك مسك العصا من نصفها )
, همست رنيم بحيرة
, ( كيف ؟؟ ٢ نقطة )
, ردت حور مباشرة دون لف أو دوران
, ( اقبلي بالعودة الي نائل ، لكن بشروطك و بأسس جديدة عليه أن يقبل بها ٢ نقطة لكن ٢ نقطة دون أن تخبري عمر بذلك
, ٢ نقطة كل ما عليكِ هو خلع الخاتم حين تذهبين للعمل ، ٢ نقطة و إن حدث و كلمك مباشرة بشيء ما ٢ نقطة
, حينها يمكنك فك الخطوبة من جديد إن أردتِ ٢ نقطة )
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, خرج عاصم من مكتبه ليلا متجها الي سيارته ٢ نقطة لكن و قبل أن يفتح الباب لمح بطرف عينه الشبح الواقف على بعدٍ منه ٢ نقطة اعتدل عاصم ببطء لينظر اليه و يتحقق من شخصيته في الظلام على الرغم من معرفته الحقة بهويته ٢ نقطة فقال بصوتٍ كالفحيح
, ( هل تنوي على موتك ؟؟ ٢ نقطة صدقا ٢ نقطة صدقا هل تختبر صبري معك ؟؟ )
, لم يتحرك من وقفته و لم يخرج حتى يديه من جيبي بنطاله و لم تهتز له شعرة وهو يقول بخفوت
, ؛( أريد زوجتي و ابني يا عاصم ٢ نقطة و أنا لن أمل عن المطالبة بهما ، )
, وقف عاصم في مواجهته ٢ نقطة ينظر اليه طويلا قبل أن يقول
, ( ما فعلته ٢ نقطة لا يفعله رجل لزوجته ٢ نقطة بل ل ٢ نقطة )
, قاطعه جاسر هادرا
, ( إياك أن تنطقها ٢ نقطة إياك )
, قال عاصم وهو يقترب منه أكثر
, ( لقد أخطأنا في حقها ٢ نقطة نعم ، ٢ نقطة لكن ما فعلته أنت مع فتاة يتيمة كان من أقذر ما رأيت في حياتي ، ٢ نقطة و الأشد قذارة هو أنك تحت حماية ورقة ٢ نقطة مجرد ورقة تجعلك زوجها ٢ نقطة و هذا ما يكبلني عن قتلك
, مجرد ورقة جعلتك تنتهكها بكل الطرق الحقيرة الممكنة و الغير ممكنة ٢ نقطة
, تلك الصغيرة التي كانت تلعب دوما في بيتنا ٢ نقطة الآن أقف أمامها عاجزا و هي تحمل في أحشائها *** متزوجة و غير متزوجة ٢ نقطة
, أفضحها أو القيها لك ٢ نقطة
, أي خيارٍ تركته لي ؟؟ ٢ نقطة)
, لم يرد جاسر طويلا و هو يستمع لكل كلمة كانت تنهش روحه و تتركها نازفة بغزارة دون أن يرتاح الألم ٢ نقطة
, و حين تكلم أخيرا قال بصوتٍ لا حياة فيه
, ( أنا الآن زوجها شرعا و قانونا ٢ نقطةو بإمكاني أخذها ، ٢ نقطة لكني اريد أن أصحح ما كان ٢ نقطة )
, ضحك عاصم ضحكة يائسة غاضبة بجنون ٢ نقطة وهو ينوي أن يهشم أنفه مجددا ٢ نقطة الا أن كلمة واحدة سمرته
, ( ارجوك ٢ نقطة )
, نظر عاصم الى جاسر و كان الإثنان دون أي تعابيرٍ تعلو وجهيهما ٢ نقطة بينما بداخلهما يغلي كحمم البراكين ،
, اخيرا قال عاصم بكره
, ( صدقني ٢ نقطة لست أرفضك لأتلذذ بسماع رجائك ، لكني أحميها من نفسك المريضة ٢ نقطة أنا لن أثق بك أبدا ٢ نقطة )
, رد جاسر بقوة ٢ نقطة بكل قوة
, ( لا أطلب منك الثقة في ٢ نقطة لكن فقط من أجلها هي و من أجل الطفل أولا ٢ نقطة أعطني الفرصة لبدء زواجنا بطريقة صحيحة هذه المرة ٢ نقطة و سترى أنني سأقضي عمري محاولا تعويضها ٢ نقطة لو كنت مكاني يا عاصم لفعلت أكثر من ذلك ٢ نقطة لقد نشأنا في بيئةٍ العدل فيها قليل و الضعفاء فيها مقهورين ٢ نقطة فلا تلمني على شيء متأصل بداخلي و أحاول الآن جاهدا تهذيبه ٢ نقطة و كم هذا شاق ٢ نقطة شاق لدرجة الرعب من أن أخطىء و أخسرها من جديد )
, ظل عاصم ينظر اليه طويلا ٢ نقطة دون كلمة ٢ نقطة و دون رد فعل ٢ نقطة لكن كلماته كانت تموج في داخله كطوفانٍ هادر
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, قلبه كان يحترق شفقة عليها و هي تعض اصبعها و الهاتف على اذنها ٢ نقطةلا تترك الهاتف هذه الأيام و القلق يكاد يفتك بها ٢ نقطة
, " حبيبتي يا بنت السلطان ٢ نقطة رغما عني ما فعلته ، أنتِ أغلى عندي من حياتي نفسها "
,
, لكن لسانه لم يقدر على النطق بها ٢ نقطة وهو يتطلع اليها بأسى ٢ نقطة هل من الممكن أن تتخلى عنه ؟ ٢ نقطة حينها تكون حياته قد انتهت ٢ نقطة
, وضعت صبا الهاتف على الطاولة بقوة وهي ترتجف قلقا ٢ نقطة تفكر بكل النواحي و الجهاد حتى بدت شاحبة بشكل مؤلم ٢ نقطة
, فتح عاصم ذراعيه وهو يهمس برقة ذكورية
, ( تعالي ٢ نقطة )
, اتجهت اليه بسرعةٍ وهي تجلس بجواره لتلقي رأسها على صدره فضمها اليه بقوة ٢ نقطة
, همست صبا بخوف
, ( شهر كامل لم أسمع عنه شيئا يا عاصم ٢ نقطة و لا يرد على اتصالاتي ، حتى الإجراءات التي كان من المفترض أن يبدأ بها لم يتم بها شيء ٢ نقطة ماذا لو كانو قد انتقموا منه ؟ ٢ نقطة )
, ضمها عاصم اكثر وهو يمرغ وجهه في شعرها الحريري مستعذبا عطره الأخاذ عله يهدىء من وجعه ٢ نقطة
, ثم قال بصوت خافت
, ( لا تخافي ٢ نقطة )
, همست صبا بأنين
, ( كيف لا أخاف ؟ ٢ نقطة لا أريد أن يتأذى أحد بسببي مجددا ، صحيح أن حاتم كان يعلم المخاطر ، لكن عند اختفاؤه شعرت بالرعب ٢ نقطة لا أريد أن يصيبه مكروه يا عاصم ٢ نقطة )
, قال عاصم بهدوء مجددا
, ( لا تخافي ٢ نقطةانه بخير )
, رفعت صبا رأسها عن صدر عاصم وهي تقول بلهفة
, ( عاصم ٢ نقطة سأذهب الي بيته ، ٢ نقطة أنا أعرف عنوانه ، سأسأل والدته ٢ نقطةجيرانه ٢ نقطة أي أحد ٢ نقطة )
, عقد عاصم حاجبيه وهو يقول بصرامة
, ( لن تذهبي الى أي مكان ٢ نقطة)
, لكن صبا كانت قد بدأت في تبديل ملابسها بالفعل و كأنها لم تسمعه ، فكرر عاصم بقوة أكبر وهو ينهض واقفا
, ( أسمعتني يا صبا ٢ نقطة لن تذهبي لأي مكان )
, الا أنها كانت بالفعل تغلق أزرار قميصها و تنحني لتلتقط حذائها ٢ نقطة تلقي بعض الأشياء المبعثرة في حقيبتها الصغيرة ٢ نقطة
, وجهها أحمر٢ نقطة خوفا و قلقا ٢ نقطة تتنفس بصوت عالٍ وهي تتحرك متعثرة هنا و هناك ٢ نقطة تبدو كفرسةٍ متوترة خائفة ٢ نقطة و شعرها الطويل يتناثر ليشارك في روعة صورتها في عينيه ٢ نقطة و ألمها في قلبه ٢ نقطة
, صرخ عاصم بصرامة وهو لا يتحمل أكثر
, ( صباااا ٢ نقطة )
, التفتت اليه صبا بسرعةٍ مجفلة من صوته ٢ نقطة ثم همست خائفة بوداعة
, ؛( نعم ٢ نقطة )
, ابتلع عاصم ريقه من عمق احساسه بها في تلك اللحظة ،٢ نقطة فقال بخشونة مختنقة
, ( لن تذهبي لأي مكان ٢ نقطة )
, اتسعت عينا صبا و هي تقول بحيرة
, ( هذا ليس وقت تسلط يا عاصم ٢ نقطة حياة انسان اعتمد علي في خطر و يجب أن أطمئن عليه )
, ثم تابعت ماكانت تفعل و هي تجمع شعرها الطويل عشوائيا في كومةٍ ملفوفة في مؤخرة رأسها ٢ نقطة أمام المرآة و حاجبيها معقودان بقلق
, فما كان منه الا أن اقترب منها ليحيط خصرها بذراعيه من الخلف بقوةٍ ليشدها الي صدره ناظرا لعينيها المتحيرتين اللتين تبادلانه النظر في المرآة ٢ نقطة
, فهمس بخشونة في اذنها
, ( اخبرتك أنه بخير ٢ نقطة )
, رفع يده ليضعها على قلبها المتوتر ليهدئه ٢ نقطة فقالت محاولة الإستيعاب
, ( عاصم ٢ نقطة هل تعرف شيئا عنه ؟؟ ٢ نقطة أرجوك أخبرني )
, ضمها عاصم اليه أكثر وهو يقول بوجوم و قد حانت لحظة الحقيقة بكل مساوئها
, ( لقد سافر يا صبا ٢ نقطة )
, عبست صبا بعدم فهم ٢ نقطة و هي تنظر اليه في المرآة ، ثم قالت أخيرا
, ( سافر الي أين ٢ نقطة و كيف عرفت ؟؟ )
, أخذ عاصم نفسا قويا ٢ نقطة ثم قال بهدوء زائف
, ( نال فرصة عمل لم يستطع مقاومتها ٢ نقطة لذلك قرر التخلي عن كل ما يخص قضيتكما وهذا هو أنسب قرار كان ليتخذه ٢ نقطة بعد أن فكر في والدته و في مستقبله )
, ازداد عبوس صبا و هي تهز رأسها قليلا ٢ نقطة ثم قال بخفوت
, ( لا يمكن ٢ نقطة لا أصدق أن حاتم باع القضية بمثل هذه السهولة ، و ماذا عن الأدلة التي حفظتها عنده ؟؟ ٢ نقطة)
, سكتت قليلا ثم تابعت بهمس وهي تنظر لعينيه في المرآة
, ( و كيف عرفت انت كل ذلك ؟؟ ٢ نقطة )
, لم تحيد عيناه عن عينيها في حوار صامت قبل أن يقول بصوت خافت جدا علها تقرأ ما بداخله أوضح
, ( أنا أعرف كل ما يخصك ٢ نقطة و كل ما يحيط بكِ ، حياتك كلها أصبحت حياتي منذ أن رأيتك )
, ظلت تنظر اليه بصمت و بدون أي تعبير ظاهر على وجهها ، لكن ارتفاع و انخفاض نفسها اللاهث تحت راحة يده جعله يهمس محاولا
, ( صبا ٢ نقطة )
, تسللت من بين ذراعيه وهي تهمس بدون وعي
, ( يجب أن أذهب لأتفقد بيتي ٢ نقطة و أقابل من نقلت اليهم الملكية )
, ثم جرت لتلتقط وشاحها و هي تلفه حول رأسها بعفوية ٢ نقطة الا أن عاصم أسرع خلفها ليجذبها من ذراعها بقوةٍ يديرها اليه لترتمي على صدره وهو يقول بخشونة و عينين حزينتين
, ( لم يعد يفيد الآن يا صبا ٢ نقطة )
, صرخت صبا فجأة بجنون و هي تدفعه في صدره
, ( ابتعد يا عاصم ٢ نقطة يجب أن أذهب لأرى بيت والدي )
, الا أنه كبلها بقوة مقيدا حركتها العنيفة وهو يقول بصوتٍ عالٍ و صدر لاهث
, ( لم يعد يفيد يا صبا ٢ نقطة انتهى الأمر )
, نظرت اليه بذهول و قد اتسعت عيناها العسليتان اليه بعدم تصديق لتقول بصدمة
, ؛( ماذا حدث لبيتي ؟؟ ٢ نقطة و أنت ٢ نقطة أنت ٢ نقطة ماذا ٢ نقطة )
, رفع يديه ليحيط بهما وجهها بقوة يرفعه اليه ٢ نقطة ثم همس بمرارة
, ( لقد كانو من معارفي أنا يا صبا ٢ نقطة و أنا بعت البيت الي من يريدونه و انتهى الأمر )
, اتسعت عيناها أكثر و أكثر ٢ نقطة هزت رأسها نفيا بعدم تصديق ، رافضة بكل جوارحها أن تصدق بما نطقه للتو ٢ نقطة
, صرخت عاليا جدا وهي تضربه في صدره بأقصى قوتها
, ( ابتعد عني ٢ نقطة ابتعد ٢ نقطة سأذهب الي بيتي )
, تمكنت من الإفلات منه و جرت الي باب الغرفة الا أنه لحقها و ضمها اليه بقوة رغم مقاومتها المستميتة و العنيفة
, و أخذ يهدر بجانب أذنها
, ( لقد بدأو في هدمه بالفعل يا صبا و انتهى الأمر ٢ نقطة )
, صرخت صبا عاليا و هي تبكي و تبكي و تقاومه الا أنها كانت كمن يزيح جدارا حجريا ٢ نقطة
, لم تشعر بساقيها وهما تتخاذلان لتسقط ببط اثناء بكائها العنيف ال ارض الغرفة و هو معها يضمها الي صدره حتى استند الى باب الغرفة و هي على حجره تبكي و تبكي و تضربه على صدره ٢ نقطة
, صرخ عاصم و قلبه يتمزق دون أن يحررها،٢ نقطة
, ( لم يكن بيدي ٢ نقطة لم يكن بيدي ، أنتِ عندي أهم من الف قضية و من كومة حجارة ٢ نقطة )
, لم تسمع كلمة واحدة مما قالها و هي تصرخ أكثر و تبكي بقهر ٍ ٢ نقطةضاربة صدره بقبضةٍ ضعفت و تعبت من شدة المقاومة و الإعياء ٢ نقطة
, بعد فترةٍ طويلة ٢ نقطة كانت صبا بملامح من حديد ، تتحرك و هي تجمع ملابسها في حقيبتها ٢ نقطة و قد تجمدت روحها كما تجمد قلبها ٢ نقطة
, و كأن انسان عزيز عليها قد قتل على يد من تحب ٢ نقطة
, نظرت الي باب الغرفة لتجده واقفا هناك بلا تعبير ٢ نقطة مكتفا ذراعيه ينظر اليها بوجوم ، فقالت بصوتٍ يقطر كره
, ( سأرحل من هنا ٢ نقطة و لا سبيل لمنعي ، اياك أن تظن بأن أسالبيك الهمجية في الإحتجاز تستطيع أن تمنعني )
, لم يرد لفترةٍ طويلة ٢ نقطة و لم تتغير ملامحه ، الى أن قال في النهاية بصوتٍ متعب
, ( لن أحتجزك ٢ نقطة )
, ثم ابتعد عن الباب مادا يده وهو يقول
, ( لن أمنعك بعد الآن ٢ نقطة تستطعين المغادرة ، ليس أنتِ يا بنت المستشار من أستطيع منعها ٢ نقطة
, معك لا أكون عاصم رشوان ٢ نقطة
, ارحلي ٢ نقطة لكن اعلمي أنكِ ستكونين تحت أنظاري ، ٢ نقطة و انسي كل ما ذكرته عن الطلاق ، فلن أهتم حتى بمثل هذا الهذيان ٢ نقطة أنتِ زوجتي لآخر يوم في عمري ٢ نقطة
, سأنتظر الي أن تأتين الي بنفسك ٢ نقطة
, فقط أريد أن أخبرك شيئا ، لو عاد الزمن فسأكرر ما فعلته مجددا دون أي ندم ، لكن يبدو أنكِ لم تحبي يوما لتلك الدرجة التي تفعلين بها المستحيل في سبيل الدفاع عمن تحبين ٢ نقطة
, ارحلي يا صبا ٢ نقطة )
, أغلقت الحقيبة بعنف و حملتها بصعوبة و مشت بشراسةٍ ناحية الباب و ما أن تجاوزته حتى قالت بصوتٍ كالنيران المشتعلة
, ( ستنتظر طويلا يا عاصم رشوان ٢ نقطة لأنني لن أعود يوما الى خائن )
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, بداية الربيع ٢ نقطة
, ما أجمله من صباح ٢ نقطة بجوه مابين برودة النسمات في الظل و سخونة أشعة الشمس ٢ نقطة و أشجار الحي الخضراء بدأت تتلون بأوراقٍ حمراء و برتقالية براقة ٢ نقطة
, نوع من الشجر على الجانبين أخضر الأوراق ٢ نقطة لكن أوراق القمة حمراء برتقالية مشتعلة ٢ نقطة
, كم تعشق هذه الأشجار في هذا الوقت من العام ٢ نقطة
, دائما ما كانت تثمل من رؤيتها و هي تسير في هذا الحي الراقي متجهة الى الحافلة لتذهب الي عملها ٢ نقطة
, كانت من أكثر المناظر التي سرقت روحها يوم أن انتقلت مع عمها الي هذا الحي الراقي
, منذ فترة ٢ نقطة سمح لها عاصم أخيرا بأن تخرج كل يوم صباحا لتمشي لفترة في طريق الحي الراقي ٢ نقطة بعد جهد و اقناع من زوجة عمها ٢ نقطة
, خاصة بعد الإكتئاب الذي اصاب الجميع بعد رحيل صبا ٢ نقطة
, حتى عاصم نفسه لم يعد كما كان ٢ نقطة أصبح انسان منعزل و كئيب ، لا تعرف له الابتسامة طريقا ٢ نقطة
, و كان القرار الوحيد الذي اتخذه ٢ نقطة هو موافقته على عودتها الي جاسر ، ٢ نقطة منذ عدة أيام ليخبرها بأنه قد وافق بشروطٍ معينة ٢ نقطة مهرٍ ليس كأي مهر ٢ نقطة و حقوقٍ لم تكن تعرف بوجودها من الأساس
, لكن مع صعوبة اقامة حفل زفاف نظرا الى أن اعداده سيستغرق وقتا و هي قد قاربت الشهر الرابع و بدأت بطنها في الإنتفاخ قليلا ٢ نقطة و لم يعلم أحد بحملها بعد ٢ نقطة
, سيتم تلفيق قصة معينة عن رد جاسر لها أثناء سفره بموافقة عاصم ٢ نقطة
, و تهديد ٢ نقطة بأن يقتله ان مس منها شعرة بسوء ٢ نقطة
, ابتسمت حنين بمرارةٍ أثناء سيرها الصباحي ٢ نقطة هل هكذا انتهى الأمر ؟؟ ٢ نقطة و ارتضى جميع الأطراف ٢ نقطة
, و حلت المشكلة القديمة ٢ نقطة مجددا ٢ نقطة
, تنهدت بحزن ، لقد انتهى الأمر بالفعل يا حنين ٢ نقطة و خلال أيام ستكونين ملكه ٢ نقطة امام الجميع ٢ نقطة
, ابتسمت و هي تتذكر دهشة عاصم حين أعلنت له شرطها هي الأخرى ٢ نقطة نعم حنين تملي شروطها حتى و لو لم يعجبهم ٢ نقطة أن يسجل جاسر بيته باسمها ،٢ نقطة
, لكن عاصم لم يتردد لحظة في الموافقة ٢ نقطة و هو ينتظر اي شيء ليذل به جاسر أو يكد
 
الفصل الستون


لكن عاصم لم يتردد لحظة في الموافقة ٢ نقطة و هو ينتظر اي شيء ليذل به جاسر أو يكدره به ٢ نقطة
, و لم تتأخر موافقة جاسر ٢ نقطة و بعد أيام ستتجه معه لتسجيل البيت باسمها و تعود اليه ٢ نقطة
, رفعت يدها تتلمس بطنها و هي تهمس
, ( الآن سيكون لكِ بيت ٢ نقطة ليس كأي بيت ٢ نقطة ملكك وحدك ، و لن تكوني ضيفة عند أحد ، حتى والدك سيكون ضيفا عندك ٢ نقطة سيكون بيتك هو التعويض الذي سأمنحه لكِ عن مجيئك للحياة بهذه الطريقة ٢ نقطة
, التعويض عن نشأتك في أسرةٍ لن تعرف الحب و السعادة يوما ٢ نقطة لكن صدقيني التعويض كبير ٢ نقطة كبير جدا ٢ نقطة و حين تكبرين ، ستعرفين معنى أن تنشأي في بيتك ، لا ضيفة عند أي احد ٢ نقطة )
, ( حنين ٢ نقطة )
, تسمرت حنين مكانها حين سمعت صوته من خلفها ٢ نقطة تنهدت بغضب و قست عيناها ، ثم التفتت اليه ببطىء
, لتجده يقف خلفها مبتسما بتعبير شارد غريب ٢ نقطة به لمسةٍ من شيء مجهول لا تستطيع تحديده ٢ نقطة
, قالت بصوتٍ بارد
, ( ماذا تريد ؟؟ ٢ نقطة لو رآك عاصم لن تكون العواقب سليمة ٢ نقطة )
, ضحك جاسر بخفوت ٢ نقطة ضحكة خافتة حانية و عيناه تلتهمانها شوقا بطريقة أرسلت القشعريرة في أوصالها ٢ نقطة
, ثم همس أخيرا بصوتٍ عميق
, ( أشعر وكأنني مراهق ٢ نقطة يتسلل لرؤية حبيبته من دونِ علمِ أهلها ٢ نقطة )
, عقدت حاجبيها قليلا ٢ نقطة حبيبته ٣ علامة التعجب ٢ نقطة لم تسمع هذه الكلمة منه من قبل ٢ نقطة
, لكنه يقولها ليهزأ بها ٢ نقطة يهزأ من المرأة التي سيتزوجها فقط لتصليح غلطته أمام الناس ٢ نقطة يالهي كم يشبه وضعها وضع فتاة وقعت في الخطيئة و الجميع يتنكر من عارها
, ابتلعت ذلها و إهانته ٢ نقطة
, ثم قالت بغضب
, ( ابتعد من هنا قبل أن يراك أحد رجال عاصم ٢ نقطة )
, لكنه اخذ يقترب منها ببطىء ٢ نقطة حتى وصل اليها على بعدِ خطوة واحدة ، عيناه تفترسانها و تجعلها ترتعب بذكريات تحاول جاهدة أن تنساها ٢ نقطة
, لكنها رفضت اظهار رعبها له وهي ترفع رأسها اليه بكبرياء رغم قلبها المرتجف كأرنب مذعور ،
, أخيرا و بعد أن تأملها بدءا من شعرها الطويل المنسدل و الذي جمعت بعض الخصلات بنعومة من جانبي وجهها ٢ نقطة الى وجهها نفسه الذي ازداد بياضا و نعومة ٢ نقطة
, و جسدها الذي امتلأ بصورةٍ خفية و كأنها قد قامت بعدة جراحات تجميل لتصبح متفجرة الأنوثة في بعض المناطق ٢ نقطة
, ابتسم جاسر بعبث وهو يهمس
, ( تبدين رائعة ٢ نقطة )
, أغلقت معطفها بقوةٍ و غضب بينما احمر وجهها بشدة وهي تهتف
, ( ابتعد من هنا ٢ نقطة و اتركني لحالي ، توقف عن أفعال المجرمين تلك )
, الا أن ابتسامته الغريبة لم تختفِ وهو يبدو متسليا بحنقها ٢ نقطة ثم علا صوت رجل خشن من خلفهما
, ( هل يضايقك هذا الرجل يا آنسة ؟؟ ٢ نقطة )
, التفت جاسر ببطء ينظر بطرفِ عينه الى رجل يحاول أن يلعب دور الشهامة الآن تحديدا ٢ نقطة قاطعا عليه صفو تلك اللحظات و التي يتمتع فيها باثارة جنون صغيرته
, ٢ نقطة ثم قال بلهجةٍ آمرة ٍ
, ( اذهب لحال سبيلك ٢ نقطة لا مشاكل هنا )
, الا أن الرجل كان مصمما وهو ينظر الي حنين ليقول بأكثر خشونة
, ( آنسة ٢ نقطة )
, نظر جاسر بتعبير غير مقروء الى حنين ٢ نقطة و التي كانت واقفة في صمت ٢ نقطة ثم همست أخيرا بفتور
, ( لا بأس شكرا لك ٢ نقطة انه ٢ نقطة زوجي )
, لم يرى الرجل قبل أن يبتعد مومئا برأسه ٢ نقطة ابتسامة جاسر الصغيرة ، و ذلك البريق المشتعل و الذي أضاء عينيه
, الى أن قالت حنين أخيرا بغضب
, ( هلا ابتعدت الآن و كفى مشاكل ٢ نقطة )
, الا أنه اقترب منها أكثر ٢ نقطة و رفع يده ببطء و مر دهر قبل أن تصل الى وجنتها المحمرة الناعمة ٢ نقطة أغمض عينيه بابتسامة متنهدة وهو يتلمس تلك النعومة قبل أن يقرصها بخفة من وجنتها ٢ نقطة
, ابتعدت حنين نافرة بغضب منه و هي تغلي كرها ٢ نقطة فقال جاسر محاولا السيطرة على نفسه
, ( كيف حال الصغير ؟؟ ٢ نقطة )
, هتفت حنين الكلمة في وجهه بحنق
, ( إنها فتاة ٢ نقطة )
, ضحك جاسر بقوة ٢ نقطة ثم نظر اليها ليقول بعطف و كأنه يراضي طفلة صغيرة
, ( حسنا كيف حال الصغيرة ؟؟ ٢ نقطة الا زالت شقية كأمها ؟؟ ٢ نقطة )
, ثم ازداد صوته عمقا وهو يقول بنظرةٍ غريبة
, ( أظننتِ ٢ نقطة أن طلبك للبيت سيزعجني و يجعلني أنفر منكِ ؟؟ ٢ نقطة الا تعلمين ما شعرت به و أنى أراكِ تريدين بيتي و تريدنه يصبح ملكك لمزيد من التأكد ٢ نقطة )
, قست عيناها و اشتعلتا وهي تقول بصوتٍ خافت مرير
, ( لا تخدع نفسك يا ابن رشيد ٢ نقطة انه مجرد ضمان آخذه ما نالني منك سابقا )
, و دون أن تعطيه الفرصة للرد كانت قد تركته لتعبر الطريق ٢ نقطة و فجأة حدث كل شيء دفعة واحدة ، وهي ترى طفلة صغيرة على الجهة المقابلة ٢ نقطة تركت يد أمها و هرولت الي الطريق لتعبره ٢ نقطة
, و صرخة أمها الجزعة جعلت حنين تتسمر في مكانها بعينين مرعوبتين ٢ نقطة و صوت مكابح عالية لسيارتين ٢ نقطة
, احداهما توقفت على بعد خطواتٍ من الطفلة التي لم يصبها أذى في الجهة المقابلة من الطريق ٢ نقطة
, و مكابح السيارة الأخرى ٢ نقطة الأعلى صوتا ٢ نقطة و الأقرب منها ٢ نقطة الأقرب جدا ٢ نقطة
, الا أنها لم تستطع التمييز جيدا و هي تشعر بغياب الوعي رغم عينيها المفتوحتين ٢ نقطة وهو ما كان يحدث لها حين ترتعب أو تشاهد حادثا ٢ نقطة
, صوت زلزل كيانها من خلفها برعب رجولي مرعب في نفس الوقت
, ( حنيييييييييين ٢ نقطة )
, هل نادى حنين أم نوار ؟؟ ٢ نقطة هذه الصرخة كانت مرتبطة في عقلها دائما باسم نوار ٢ نقطة و بنفس صوته ٢ نقطة
, لم تشعر بالمزيد من حولها غير معدن قوى صدم جانب خصرها قبل أن تتمكن السيارة من التوقف ٢ نقطة
, و أسفلت قاسِ جدا خدش بشرتها حين سقطت على الأرض ٢ نقطة
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, كان الوعي يعود اليها كل فترة ٢ نقطة ترمش بعينيها و هي تلمح الناس يتدافعون من حولها ٢ نقطة
, انها بخير ٢ نقطة تريد أن تهتف بهم أنها بخير حقا ، الآن تذكرت ٢ نقطة
, كل ما في الأمر أن السيارة ضربتها ضربة خفيفة قبل أن تتوقف ٢ نقطة و أسقطتها أرضا ٢ نقطة
, لكنها بخير الآن ٢ نقطة
, صوت رجولي صارخ زلزل المكان
, ( انها زوجتي ٢ نقطة يجب أن أكون معها ، لن أتركها ٢ نقطة )
, ألوان بيضاء من حولها جعلها تستوعب أنها في المشفى ٢ نقطة لما كل ذلك ؟؟؟ و ما الداعي للمشفى ؟؟ ٢ نقطة أنها بخير و مستوعبة لكل شيء و تشعر بكل أطرافها سليمة ٢ نقطة انها حتى تستطيع تحريكهم ٢ نقطة
, لكن ألم حاد في بطنها و ظهرها جعلها تشهق عاليا وهي تضع يدها على بطنها بذعر صارخة فجأة
, ( طفلتي ٢ نقطة )
, و بعد صرختها بثانيةٍ واحدة ، شعرت بذراعين قويتين يلتفانِ حولها بقوةٍ ليشدها الى صدرٍ قوي رحب و صوته يهمس بجزع في اذنها
, ( لا تخافي حنين ٢ نقطة أنتِ بخير ٢ نقطة لا تخافي لن أتركك للحظة واحدة )
, أخذت حنين تصرخ وهي تتشبث برعب و توسل في عنقه
, ( طفلتي ٢ نقطة طفلتي ٢ نقطة أنا أريدها أرجوك ٢ نقطة أرجوك ٢ نقطة لا أريد فقدانها .، ٢ نقطة أرجوك ٢ نقطة لم تتح لي الفرصة لأخبرها بأنني أريدها ٢ نقطة
, لم أكن أقصد حين أخبرتها بأنني غير متحمسة لمجيئها ٢ نقطة
, أرجوك ٢ نقطة أنا أريدها ، لا تدعني أفقدها ٢ نقطة )
, ضمها جاسر بقوة أكبر وهو يقبل كل ذرةٍ من وجهها بهوس بينما عيناه تصرخان ألما و خوفا
, وهو يهمس ( ستكون بخير ٢ نقطة ستكون بخير )
, كان يضمها بذراعٍ واحدة الي صدره ،٢ نقطة بينما بيده الأخرى يمر على بطنها ليهدىء ألمها وهو يستدير برأسه للخلف صارخا
, ؛( أريد طبيبا هنا حالا ٢ نقطة )
, و كانت يده تمر على بطنها و ساقها كلما صرخت ألما ٢ نقطة الى أن رفعها قليلا ينظر الييها
, فوجدها مغطاة ببعض الدم ٢ نقطة نظر مرعوبا الي ساقيها ليجد أنها كانت تنزف بغزارة ٢ نقطة
, ضمها بقوةٍ الى صدره كي لا تنظر الي ساقيها و عيناه تدمعاه بسرعة وهو يسمعها تشهق ببكاءٍ مرير
, وهي تتعلق بعنقه
, ( أنا آسفة ٢ نقطة أنا آسفة ٢ نقطة سأكون أكثر حرصا ، لكن لا تدعني أفقدها ٢ نقطة أرجووووووك )
, أخذ يقبلها بشراسةٍ وهو يضمها اليه الي ان ابعدوه بقوةٍ عنها و الممرضة تصرخ بقوة ٢ نقطة انها من الممكن أن تكون مصابة في اعضائها الداخلية و لا يجب عليه تحريكها هكذا ٢ نقطة
, ابتعد جاسر بظهره وهو يلهث الى أن ارتطم بجدار الغرفة وهو يراها تستلقي على الفراش باكية بمرارة و ترفع يدها لتغطي بها عينيها و كانها لا تريد أن تراهم يتدافعون من حولها ، يفحصونها و يخبرونها بأنها فقدت الطفلة ٢ نقطة و قد كانت فتاة فعلا .
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%